شبكة ذي قار
عـاجـل










مالذي جعل القائمين على الأمر في إيران يتحدثون بكل هذا التحدي واللامبالاة  وبلا خوف من أية ردود أفعال .. مهما كانت ومن أي جهة يمكن أن تصدر؟..

فهم يهددون حاملات الطائرات الأمريكية ومدمراتها وغواصاتها ووجودها العسكري في المنطقة !..

ويقولون : إن لهم وجود في سوريا ولبنان والعراق وبما تنظمه الإرادة الإيرانية..

 

وأضافوا: ( بأن الوضع في المملكة الاردنية الهاشمية وما تشهده الساحة الأردنية من حراك ليس بعيدا عن هذه الإرادة أو على الأقل هو نتيجة ومحصلة لتأثيرات ( الثورة الإيرانية ) التي بدأت عام 1979 وإجتاحت المنطقة بأسره ) !..

هل هو ( حقيقة ) التأثير الإيراني في المنطقة أم هو حقيقة التدخل الإيراني في شؤونها..

هل هو الثقة المفرطة بالنفس والشعور بالإنفراد بإمتلاك القوة ..

أم هي المأمن من أن لا أحد سيرد عليهم!..

أم هي مجرد زلات لسان ..وربما جس نبض للمقابل!..

 قد يتفهم الجميع معنى التأثير الإيراني في سوريا ووجودها في لبنان..وهذه حقيقة..

 

وقد يكون مفهوما للجميع ماذا يعني ذلك للعراق سواء ما قاله قاسم سليماني أو ما قاله نائب الرئيس الإيراني يوم أول أمس عندما إستقبل وزير النفط العراقي بقوله : ( إن كل دول العالم تنظر الى كل من إيران والعراق وكأنهما جسد واحد ) !..

وهذا أيضا يمثل حقيقة لايمكن نكرانها بوجود مؤثر لإيران في العراق..

ولكن الشيء الغير مفهوم ( للكثيرين ) هو كيف يمكن أن تؤثر ( الثورة الإيرانية )  التي ( إجتاحت المنطقة ) حسب تعبير القادة الإيرانيين  على الأردن!..

ثم هل صحيح أنها ستعبر البحر متوجهة الى كل من مصر والسعودية!..

 

ولكي يفهم البعض الذي يرى صعوبة في فهم هذا الخطاب علينا أن نتسائل:

هل أن الذي سيوجه الأحداث في الاردن حسب الفهم الإيراني هي ( الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) كدولة بتوظيف كل قدراتها الإعلامية والمالية والسياسية والدينية لتغذية ذلك؟

أم أن الذي يؤثر ( إيراني ) في الساحة الأردنية ( وحسب التفسير الإيراني عند الحاجة ) هو موجات ( طوفان الإلهام الإيراني ) الذي ( غطى المنطقة ) ( حسب التصور الإيراني ) ووصل الى الأردن؟ والذي ( سيصل السعودية ومصر بعد ان وصل الى البحرين ) !..

 

فإذا كان التفسير الإيراني ( لتسرع وتحدي المسؤولين الإيرانيين في هذه التصريحات وما ينتج عن ذلك من تداعيات سياسية وإحراج لحلفائهم وخاصة في العراق الذين سارعوا لتأكيد تراجع إيران عن هذه التصريحات ) هو بالتركيز على أن القصود  هو : ( الإلهام الإيراني غير الرسمي ) !.. فنعود لنسأل:

 

أين كان هذا الإلهام منذ عام 1979 لغاية نيسان 2003؟.. ولماذا إنتظرت موجات طوفان الثورة الإيرانية 24 عاما لتتململ بعد الإحتلال الأمريكي للعراق وتدميره..وتنتظر ست سبع سنوات أخرى بعد تثبيت مواقعها فيه لتتحرك وتنتقل لتحرك شباب الإخوان والحركات الإسلامية في ساحات الاردن ومصر والسعودية والبحرين ؟

 

ومن الجدير بالذكر ان المسؤولين العراقيين اليوم يقولون بان : ( الربيع العربي في العراق كان قد بدأ في نيسان 2003 وأثمر عن الإطاحة بالنظام السابق وما يجري في ساحات البلدان العربية وما يحمله المعتصمون والمتظاهرون من مشاعل ما هو الا تقليدا للثورة العراقية ) !..

 

وهذا يعني ببساطة إن هنالك طروحات رسمية عراقية وإيرانية بوجود ترابط بين ( الثورة العراقية والثورة الايرانية ) !..

وببساطة أيضا..هذا يعني أن حملة الولايات المتحدة الأمريكية وخطط بوش ورامسفيلد وتشيني وكونداليزا رايس في التخطيط لإحتلال وتحطيم وتدمير العراق وقتل شبابه وشيوخه وأطفاله وتمزيق هوية الوطن الوطنية وإشعال نار الطائفية إن هو الا من وحي ( الإلهام الإيراني للثورة الإسلامية ) التي أطاحت بالشاه ورفعت شعار ( تصدير الثورة ) !..

 

على من يرفع الشعارات ويلوح بها ويؤجج نار المشاعل في هذه البلدان أن يجيب على ذلك ..

لأننا لسنا نحن المطلوب منا الرد على التفسيرات او المعاني او الإشارات الإيرانية ..

ولا حتى هي من واجب من قاد الثورة البلشفية ونشر الشيوعية في العالم او من ساند ماو في الثورة الصينية !..

فهي تخاطب من يقود التظاهرات في ساحات هذه البلدان العربية عدا ساحات العراق!..

لأن ساحات العراق اليوم كما يقولون يحركه ( الظلاميون الذين لايؤمنون بالديمقراطية ) !..

 

 





الثلاثاء٣٠ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كامل المحمود نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة