شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها الإسلاميون ..أينما كنتم في وطننا العربي .. شيعة أو سنة.. قال رسول الله ( ص ) ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ..صدق رسول الله .

اليوم يوم الثورات العربية الربيعية ..قبلها سمينا محرك اللعب الاساسي في المنطقة ..ولا نقول أن كل الحراك الشعبي الشبابي والوطني تحركه الولايات المتحدة واسرائيل ..ولكنها بالتأكيد لا تفوت فرصة إستثمار نتائجه وهي تراقبه بدقة بالغة..

 

وهنا تلعب النية في بواعث ومحركات هذا الحراك الشعبي العربي اساسا للثبات على المواقف وعلى ( ما يرفع من شعارات ) ..وهي التي سترسو بالسفينة بسلام او تغرقها بالفوضى العارمة..

 

ثورات الربيع العربى المستمرة ..منها ما أفرز ظواهر ..ومنها ما حفّز مظاهر..

وعلى الرغم من معاناة ومطالب الشعوب المحرومة والمضطهدة والتي تطالب بحقوقها الانسانية سواءا وعت لخطورة الاسلوب أم جرى استغلالها للنزول للشارع..فإن ( قيادات بعينه ) توجه عيون المتجمهرين والمعتصمين والثائرين في ( كل الساحات ) وحاملي ( كل النيران ) صوب تركيا وإيران!..لتتحول مطالب الناس البسطاء الى محاكاة لتجارب الآخرين !..متجاهلة ما حدث في العراق ..وما نتج عن المغامرة الأمريكية وما أفرزه الإحتلال وما يلوح في الأفق القريب..

 

ومثلما قلنا ..

المؤثر والمتأثر بما يجري اليوم في بلداننا العربية إضافة الى أمريكا وإسرائيل هما تركيا وإيران..

وكما قلنا..الذي يحكم ويتبنى ويدعم التجربة التركية والتجربة الايرانية ليس الفكر الاسلامي  وليس الفكر السني أو الفكر الشيعي بشقيه كما يشاع ..بل ما يحرك هذه التجربتين هما القومية..

 

يقول الاتراك أن تجربة تركيا يقودها فكر الاسلام العلماني في حزب العدالة والتنمية ..ويقول الايرانيون أن تجربة إيران يقودها فكر ولاية الفقيه..

الفرق بين التجربتين شاسع ومتعدد الجوانب من ناحية الفكر والعقيدة والاسلوب والوسائل والاهداف.. في طريقة الوصول للحكم مرورا بالنظريات والعقائد والتطبيقات وإنتهاءا بالتحالفات والنظرة التأريخية للماضي والحاضر والمستقبل وفي التعامل مع ( الخصوم والمعارضين والأصدقاء ) ..

 

واحدة من تلك الفروقات الجوهرية أن تركيا اليوم لديها من الإنجازات القومية والوطنية ما يوجه الأنظار في بلاد العرب الضائعة الى تجربتها بعد توجيه الطعنات القاتلة للعروبة واتهام التوجه القومي بالشوفينية مما يشجعها لإستلهام التجربة التركية فى جوانب الحياة والاعمار ورسم الشخصية والتغني بالقومية .. هو التطلع للايام الخوالي بما يغذي المشاعر الرومانسية للبجث عن الهوية الوطنية ..

 

هذا التطلع الذي ذبحته التجربة العراقية والاحتلال الأمريكي للعراق والتحشيد الكردي ضد الفكر العروبي والقومي عندما ربطته بالتعصب والقتل الجماعي وغيرها من مظاهر متجنية وظالمة..

ولكن المشكلة أن التجربة التركية ( القومية ) التي يقول قادتها أن هذه التجربة تقودها نظرية اسلامية سنية .. وعدد من ( قادة ) ثوراتنا العربية الربيعية ( ومحركي نبض الشوارع والساحات ) وكل راكبي الموجات يتعاملون مع نصف هذه الحقيقة فهي تهمل الجانب القومي للتجربة التركية وهو الاساس المحرك لها وتتبنى الجانب الديني ..في حين أن وسيلة التجربة التركية الدينية تخدم هدف القومية ..

 

لذلك نسأل ..

ماهي خطط من يركب الموجة في بعض البلدان العربية مستغلا فورة الشباب والرغبة في التقليد وهو يضرب على وتر الدين والطائفة مستثمرا المطالب الشعبية؟

وكيف سيجعلون من وسيلة استغلال الفكر الديني أداة لخدمة القومية العربية بعد استلام السلطة ؟ في حين إن ذلك يتعارض مع الفكر الذي يؤمن به هؤلاء والذي يتجاوز بأركانه كل الحدود الوطنية والقومية  في تنظيمه الاممي؟

 

وأمامنا تجربة العراق اليوم وما ينادون به لمحاكاة تجربة ظاهرها وطني وحقيقتها دينية طائفية ..حيث بدأ عقد الوطنية العراقية ينذر بالانفراط بعد ظهور الصراع الحقيقي بين أركان قادة التجربة..

 

وإذا كان الفكر السني ( سيسيطر ) على مقاليد الأمور في بعض البلدان العربية ..فما هو الموقف من تصريحات قائد فيلق القدس الايراني يوم 18 كانون ثاني 2012 عندما قال بصريح العبارة :

 

 ( أن ايران لن تسمح بسقوط النظام السوري الذي يمثل خطا احمر لإيران..

وإن لإيران وجود في لبنان والعراق وما يجري فيهما يخضع بشكل مباشر او غير مباشر للإرادة الايرانية..

وإن ايران هي التي توجه ثورات الربيع العربي التي تتخذ طابعا اسلامي ) !..

وسيكون من الضروري فهم أهداف وتوجهات التجربة الايرانية بعد أن فقد العرب العراق ..

أو فهم حقيقة أو وهم ( الالهام الايراني ) لشبابنا العربي في ربيعهم حيث تختلط وتختلف النيات في ساحات تحمل نفس الشعارات!!..

 

 





الجمعة٢٦ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كامل المحمود نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة