شبكة ذي قار
عـاجـل










في لقاء لي في محافظة النجف مع صديق كان يسكن جار لنا في بغداد منذ السبعينات يدعى أبو " عبد الزهرة ألساعدي" وكان لابو عبد الزهرة ولد أخر يدعى( مناضل) من مواليد الستينات ، طالب في الجامعة التكنولوجية وتم القبض عليه في الثمانينات لانتمائه وترويجه لأفكار حزب الدعوة هو ومجموعة من الطلبة في الجامعة وكان قد اشترك قبلها في أحداث الشغب التي حصلت في عدد من المحافظات ومنها بغداد مدينة الثورة عام 1979 في جامع المبرقع، ويقول أبو عبد الزهرة تمكنت أن احصل على معلومات عن ولدي والتهمة الموجهة إليه وأساليب التحقيق التي أجريت معه من أقارب لي في مديرية امن بغداد، حيث بين لي النقيب(ح) بان ولده مناضل اعترف صراحة بالتهمة المسندة إليه دون أي تعذيب أو إكراه وان صحته جيدة، وبعد أسبوع تقريبا على هذا الخبر اتصلوا بي من مديرية امن بغداد بالحضور إلى دائرة الأمن مع اثنين فقط من أفراد عائلته لغرض المواجهة، وفعلا ذهب في الموعد المحدد مع والدته وشقيقه عبد الزهرة إلى امن بغداد وقاموا بمواجهته وبين لهم حقيقة ما اخبرهم عنه النقيب( ح) وكانت صحته جيدة جدا وسرد لهم أسباب اتهامه وسلموه ملابس وبعض المتطلبات الشخصية، ثم عاودوا مواجهته ثانية بعد شهرين إلى أن أحيل إلى محكمة الثورة في أبو غريب وهناك حضر إلى قاعة المحكمة وحضر محام منتدب من قبل المحكمة ودافع عنه دفاعا مسهبا وطلب من رئاسة المحكمة الأخذ بعين الاعتبار إلى انه طالب في الجامعة وغرر به وبعد سنتين سيتخرج مهندسا ليساهم مع أبناء بلده في البناء والدفاع عن العراق كأي عراقي مخلص وغيور، وبما إن (مناضل) متهم بتهمة يعاقب عليها القانون في وقت يخوض فيه العراق حربا ضروسا مع نظام الملالي في طهران إلا إن المحكمة أخذت بنظر الاعتبار إضافة إلى مابينه محامي الدفاع عن المتهم أخذت بعين العطف عليه كونه شاب في مقتبل العمر و طالب مستمر بالدراسة فحكمت عليه بالحبس لمد ة ثلاث سنوات مع إيقاف تنفيذ العقوبة بحقه ، وأطلق سراحه وأعيد إلى الجامعة ليستمر في مواصلة دراسته الجامعية ويتخرج مهندسا وينسب إلى وزارة الصناعة.

 

لم تكتمل قصة أبو عبد الزهرة بخصوص مناضل بعد فيقول بعد الاحتلال عام 2003، تم حل الكثير من المنشاءات التابعة لوزارة الصناعة وتسريح العاملين فيها ولدى مراجعاته المتكررة لم يحصل على نتيجة رغم تقديمه تأييد بأنه كان موقوفا في الأمن وأحيل إلى محمكة الثورة وأطلق سراحه بإيقاف تنفيذ العقوبة بسبب انتمائه الى حزب الدعوة ولكن بدون جدوى بل الفاجعة انه في عام 2006 يتم القبض عليه من قبل مغاوير الداخلية التابعة إلى أبو دريل بيان جبر صولاغ دون تهمة تذكر ولم نجد له اثر منذ ذلك التاريخ ولحد هذا اليوم على الرغم من إننا نمتلك أرقام ( سيارات الشرطة التابعة لمغاوير الداخلية) التي ألقت القبض عليه!!؟ واستمر أبو عبد الزهرة يسرد قصة ولده ( مناضل) بحسرة واسى قائلا شتان ما بين حقيقة حكم ما قبل الاحتلال وإنصافه للناس وعدالة أجهزته الأمنية والقضائية وما بين ما نعيشه اليوم من ظلم وفوضى وكذب ونفاق وقتل واجتثاث وسجون سرية وعلنية ومحاكمات بلا رحمة وبدون دليل واثبات وتغييب لآلاف الأبرياء من الشباب في مقابر جماعية تحت يافطة الديمقراطية والأحزاب " المتسترة بثوب الدين وعمامة ولحى الزنادقة والشياطين”؟!!

 

 





الاحد٢٢ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زيد احمد الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة