شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
"يا أيها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"


بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل المناضل الوطني العراقي الأستاذ المهندس عبد الجبار سليمان الكبيسي رئيس حركة التحالف الوطني العراقي، في مشفى بفرنسا بعيدا عن وطنه. كان الشهيد أبو أحمد مثالا للمناضل الصلب الذي انحاز لوطنه وشعبه وأهله. لم تهزه ولم تزحزحه المغريات ولا النوائب أو المحن عن الطريق الوطني الذي اختاره منذ أيام شبابه الأولى في الفلوجة. وبقي ثابتا على مبادئه، متمسكا بشرفه الوطني العراقي. فضـّل حياة المنفى على المهادنة والمساومة على قضية العراق الوطنية. عاد الى العراق في أواخر عام 2002 ليؤكد انحيازه لوطنه ومبادئه والتحامه بأهله وشعبه في مواجهة مشروع الغزو والإحتلال الأميركي- الفارسي الصهيوني. ثم عاد مرة أخرى الى بغداد ليتصدى للإحتلال فتعرض للأسر عدة سنوات على يد قوات الإحتلال الفاشي الإستعماري الاميركي واجه فيها شتى صنوف التعذيب والأذى البدني والنفسي.


قبل أقل من اسبوعين اتصل بي المغفور له بإذن الله ابو أحمد. قال أن صحته ليست على مايرام. كان صوته واهنا. لم يقل وداعا. لكني عرفت من الصديق الاستاذ عوني القلمجي رفيق الشهيد أنه في مشفى على الحدود الفرنسية السويسرية يصارع مرضا عضالا حرمه من مواصلة مسيرة عمله الوطني التي أمضى فيها عشرات من سني عمره، وحرم رفاقه الذين طالما عرفوه مناضلا مبدئيا أبيا شجاعا. حدثني عراقيون في فرنسا وبلدان مجاورة ممن يحملون هم الوطن أنه ظل الى آخر لحظة يقوم بما يستطيع القيام به كمقاوم عنيد للإحتلال ومشاريعه. فرغم ان الأطباء شددوا عليه بضرورة الراحة ووضعوا لوحة تحدد مدة الزيارة بثلاث دقائق، إلاّ أنه كان يصر على استقبال الأصدقاء العراقيين الناشطين في مجال العمل الوطني المناهض للإحتلال، ويجلس معهم ساعات لمتابعة ما يجري ولتبادل المعلومات والآراء. وقال أحدهم ان ان آخر لقاء له قبل أيام استغرق أكثر من ساعة ونصف رغم محاولت الزائر أكثر من مرة المغادرة، إلاّ أن الشهيد أبو أحمد كان يصرّ على بقائه معه يسألنه ويحاوره وينقل له ما لديه من أفكار.


رحم الله الشهيد ابا أحمد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته مع رفاقه في قافلة شهداء العراق والامة الذين سقطوا في معركة تحرير العراق، وألهم أهله وأقاربه وعشيرته وأصدقاءه الصبر والسلوان وأعز الله ورفاقه وأخوانه المقاومين المناهضين المجاهدين ضد الإحتلال بمزيد من القوة والعزم لمواصلة مسيرة التحرير الظافرة بعون الله، التي سار على خطاها الفقيد المناضل الكبيسي.


وإنا لله وإنا اليه راجعون.


د. ناجي صبري الحديثي
 

 

 





الثلاثاء١٧ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة