شبكة ذي قار
عـاجـل










مع إقتراب موعد رئيس حكومة الاحتلال الخامسة نوري المالكي بلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن بتاريخ 12-12-2011، يحاول المالكي إطلاق تصريحات إستباقية طنينها يعم صوان أذنه وآذان زمرته المتلسلطة بدعم صفوي فاضح. ومن بين تصريحاته ما جاء في الإحتفال الذي أقامته وزارة حقوق الإنسان في بغداد بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان ، حيث أشار إلى ما يلي :


أ- "لا أحد يُعتقل على رأي أو فكر، وإنما يُعتقل من يمارس العنف والإرهاب ويقتل وفجر ويحرض فقط".

ب- "لم يسمع أبداً بوجود أي معتقل في السجون العراقية أُعتقل لمجرد التفكير برأي أو لإيمانه أو لإنتمائه لتنظيم أو عقيدة سياسية ولن يحصل هذا في العراق".
ت- "ان الحرية الإنسانية لا حدود لها ما لم تتعارض مع المصاحة العامة، وإنه لا قيمة للإنسان دون حرية الفكر والعمل التنظيمي والنقابي وحرية الإعلام وحرية الشباب والنساء".
ث- أنه يأسف "لوجود من يتناسى أو يتنكر بل ويمتدح النظام السابق"؛ وهذا "على مايبدو فإن الضحية يحب الجلاد".


وكعادته ذهب المالكي بإطلاق التُهم على بعض الأطراف الذين يدافعون عن الإرهاب ويتناسون حقوق ضحاياه من العراقيين. وناشد المسؤولين أن "يطالبوا بحقوق الإنسان في العراق، لأن العراقيين وقعوا ضحية لمرتين: الأولى بتناسي حقوقهم، والأخرى عدم المطالبة بها".


من النقاط السالفة الذكر، يتبين لنا أن المالكي أما يريد العيش في عالم الوهمّ، حيث يتغابى عن حقيقة الواقع والوقائع؛ أو أنه يروم إستغفال العقول. ولا نود أن نتطرق إلى تمهيده للزيارة المرتقبة، فالإدارة الأمريكية تعلم تمام العلم عما جرى ويجري من إضطهاد وقمع وتعسف للحريات وللآراء التي أوصلت بأصحابها إلى غياهب السجون والمعتقلات السرية والعلنية. بل وصلت حد التصفيات الجسدية حتى بحق الذين كانوا معهم، ومنهم الشهيد هادي مهدي الذي فضل قول الحق على أن لا يكون شيطاناً أخرساً.


ناهيك بالحديث عن القمع الوحشي لقوات المالكي (اللوائين: 54 و56) بحق شباب ورجال ثورة 25 شباط المدنية والسلمية؛ التي راح ضحيتها في يومها الأول أكثر من عشرين شهيداً مضرجين بدمائهم. وكذلك قتل الصحفيين والإعلاميين والمعارضين السياسيين وغيرهم.


أن ما يتفوه به المالكي لا يستحق منا بذل الجهد الفكري في التحليل والأستنباط، فقد أثبت لنا عن مدى عمق التناقض والتنافر بين ما يقوله ويفعله خلال السنوات الست المنصرمة. إلا أننا نود ان نذكره بأن العدّ الزمني التنازلي قد أقترب منه أكثر مما مضى. فأن هزيمة القوات الأمريكية على أيدي أبطال المقاومة العراقية، ثم إنتقال الأخيرة نحو إستراتيجية إسقاط مشروع الاحتلال؛ فأن زمنيته السلطوية تدنو من نهايتها. ومثلما تخلت الولايات المتحدة سابقاً عن ماركوس في الفلبين، والشاه في إيران، ونوريكا في بنما؛ وحالياً عن مبارك في مصر، وبن علي في تونس، فأنها لاحقاً ستتخلى عنكم وعن أمثالكم عندما تنتهي خدماتكم بسبب إرادة الشعب التي يُعَبّر عنها فصائل المقاومة الوطنية المسلحة والقوى المدنية المناهضة للاحتلالين الأمريكي والإيراني.


وكما فعل سابقوك من الحكام المستبدين، فإنك ستمضي بتطبيق المزيد من القتل والإعتقالات والتصفيات، ظناً منك بأنك قادر على تغيير الزمن ليكون في صالحك، وهذا هو العماء بعينه! حيث تثبت فيه جهلكم أو تجاهلكم بحقائق التاريخ الساطعة. وأن الولاء للوطن والإتجاه نحو الشعب هو الصراط المستقيم الذي يضمن لكل حاكم زمناً آمناً، وليس الولاء المزدوج للصفوية والغربية، والإتجاه نحو طهران تارة، وواشنطن تارة أخرى.

 

 





الاحد١٥ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عماد الدين الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة