شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس من أهداف هذه المقالة تتبع تاريخ هذه الجماعة وسياساتها ومواقفها منذ تأسيسها في مصر، ومن ثم انتشارها إلى سائر بقاع وطننا العربي وعالمنا الإسلامي إلى يومنا باسمها هذا أو بأسماء واجهية كاسم (الحزب الإسلامي العراقي) في العراق، أو (التجمع اليمني للإصلاح) في اليمن، وإنما هدفها توثيق المواقف المعلنة لهذه الجماعة وما يكمن ورائها من فتاوى منذ أواخر القرن الماضي وصولا إلى العقد الأول من القرن الحالي، وهي مواقف وفتاوى أقل ما يقال عنها أنها تكشف نفاق قياديي هذه الحركة، إن لم تترجم عمالتهم لقوى لا يخفى عداؤها للعرب وللإسلام على حد سواء.

 

أولا : أخوان مصر  النشأة الأولى هي العرق الدساس في جسد الأخوان المسلمين :

في عام 1907 م عقد مؤتمر خبراء التاريخ والحضارة الإنسانية من مختلف الجامعات الأوربية لدراسة أسباب تدهور وإنهيار الحضارات القديمة (العربية والهندية والفارسية والرومانية اليونانية) حيث خرجوا بأن المهدد للحضارة الأوربية يأتي من الشعب الذي يسكن جنوب البحر الأبيض المتوسط  (حيث لم يتجرأوا بتسميتهم بالعرب) إذا توحدوا في دولة قومية واحدة _ حيث وجدوا أن السبب الريئسي لإنهيار الإمبراطوريات والحضارات التي قاموا بدراستها أن التجزءة والحرب الأهلية والتنافس والنزاع مع قوة صاعدة للحضارات المجاورة - هي من أسباب إنهيار تلك الحضارات والإمبراطوريات – ولذلك إعتمدوا ونفذوا مبدأ (فرق تسد)  في علاقاتهم مع أمتنا العربية وتم تجزأتها لعدة دول وقاموا بإنشاء أحزاب ومنظمات دينية و إقتصادية وغيرها تخدم تفتيت وتقسيم الأرض والشعب ، وبالرجوع لنشأتهم الأخوان الأولى مثلهم مثل غيرهم من الأحزاب والجماعات والعصابات الصهيونية التي أنشأت لخدمة مصالح  المستعمر على إمتداد أقطار وطننا كانت نشأة الأخوان ، حيث بدأ عملاء الإستعمار البريطاني في بداية العشرينات من القرن الماضي في البحث عن شخص تتوفر فيه شروط معينة حددها علماءهم من مختلف التخصصات ليكون الحامل لهذه الأفكار ليصنعوا منه قائدا سياسيا ومرشدا روحيا ، وهكذا وقع إختيارهم على (حسن البنا في مصر) و(محمد عبدالوهاب في السعودية)الذي توفرت فيهم الشروط المطلوبة ( رجل بسيط ، عامل باليومية في عدة مهن حسب طلب السوق حمال بائع متجول عامل في قهوة...ألخ،  شخص متدين ، شبه أمي ، لم يكمل تعليمه الإبتدائي) حيث  قام عميل للمخابرات البريطانية وهو مصري طبعا يالإتصال وإستدرج (حسن البنا) للعمل بعد إغراءه بمبلغ (7) دولارات شهريا  زادت لاحقا لتصبح (70) دولار شهريا ولا ندري كم إستقطع العميل الوسيط منها لنفسه وفي آخر أيام الزعيم حسن البنا وصل المخصص  الشهري (777) دولار وهي في ذلك الزمان تمثل ثروة ضخمة له (حيث كان يعمل عامل بالأجرة اليومية متنقلا بين حي عابدين وباب الحديد يجد عمل يوم ولا يجد أياما كغيره من أبناء الشعب المصري) ،  حيث كان دوره التوقيع على النشرات السياسية والدينية بإسم (الأخوان المسلمين) التي كانت تسلم له جاهزة وعليه الإطلاع والتوقيع فقط وطلب منه الإهتمام بمظهره و إطلاق اللحية وإرتداء زي مختلف يميزه عن غيره من الناس وأن يكثر من الصلاة في المساجد وتدريجبا صار يفهم ما هو مكتوب في البيانات السياسية التي يوقعها وتم تدريبه وصقل مواهبه في الوعظ الديني والسياسي والربط بينهما  وإظهار التدين في مظهره وطريقة كلامه...إلخ ، وهكذا سوق زعيما رغما عنه ونجحت الدعاية والصرف البذخي عليه وعلى اصدقاءه الذين صاروا من أتباعه ولكن القيادة الفعلية كانت في يد العميل وسيط المخابرات البريطانية الذي إختفى من حياة الزعيم بعدما تمكن من الإعتماد على نفسه وعلى مستشارين ضمن تنظيم الأخوان ، وكانت أولى مواقفهم السياسية المتناقضة مع توجهات الحركة السياسية في ذلك الوقت مهاجمتهم للقصر والأسرة المالكة في مصر (الملك فاروق) الذي كان يمثل الوحدة الوطنية لتحرر مصر من الإستعمار والمطالبة بالجلاء حيث لم يهتم الأخوان بخوض معركة جلاء المستعمر بل جاهدوا ضد الملك بإعتباره كافر ويجب قتاله وتركوا المستعمر الذي نصب الملك وأنشأ تنظيمهم الأخواني وكان مصير (حسن البنا) بعد أن إستقر التنظيم وإنتشر وإنتهت الحاجة إليه أن قامت المخابرات البريطانية بتدبير مؤامرة للتخلص منه بإغتياله وهكذا تمت تصفيته كما صنعته..

 

(وهذه الفترة من تاريخ الأخوان لا يتم التطرق إليها إطلاقا وهم ينكرون هذه النشأة التي طبعت تنظيماتهم حتى الآن ويصورون حسن البنا بما ليس فيه بأنه مثقف ومفكر منظر ومؤلف كبير ولكن ننتظر أن يأتي يوما من الأخوان من له الجرأة والشجاعة لقول الحق ليعلن إرتباط حزبهم بالمخططات الإستعمارية لتفتيت وتجزءة الوطن والشعب)

 

بعض المواقف المعلنة للأخوان المسلمين:

 

1- نرى أن بداية النشأة تجمع الأخوان وبعض الأحزاب الأخرى التي أنشأت بنفس الطريقة مثل الأحزاب الشيوعية وبعض أحزاب الأمة في السودان ومصر والكويت وسوريا وإن إختلفت أسماؤها ولكن يجمعها إنشاؤها بواسطة المستعمر الذي وضع وحدد أفكارها وطريقة عملها التنظيمية ومواقفها السياسية لخدمة مصالح المستعمر وإرباك وإضعاف الحركات الوطنية والقومية وإشغالها بمعارك جانبية حماية  للأحزاب الرجعية وحكوماتها العميلة ومازالت تلعب هذا الدور حتى الآن... 

 

2- ما زال الإخوان في مصر يعملون تحت الاسم الرسمي للجماعة إذ لم يتمكنوا من تأسيس حزب سياسي لهم لأن الدستور النافذ في مصر لا يسمح بتأسيس أحزاب دينية هناك مراعاة لوضع مصر الخاص، ومع ذلك فقد استطاع الإخوان في مرحلة من مراحل نظام حسني إيصال أكثر من ثمانين نائبا إلى مجلس (الشعب المصري) ليكونوا القوة الثانية في البرلمان بعد حزب حسني الحاكم، (الحزب الوطني (، كثمن مدفوع للجماعة مقابل دعمهم لانتخاب حسني في دورة الانتخابات الرئاسية السابقة بالضد من وائل نور مرشح حركة كفاية، وفي هذا دليل على انتهازية الجماعة وعدم مبدئيتها لاسيما وهم اليوم  يدّعون المشاركة الفعلية بثورة الشباب ويريدون استغلال نتائجها لصالحهم من خلال دعم المجرم البرادعي بوصفه مرشحا للرئاسة في مصر ما بعد حسني وهو المعروف بعمالته لأمريكا يوم كان رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية، فكان بطل أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي تذرعت بها أمريكا لغزو العراق واحتلاله وتدميره وقتل شعبه.

 

3- وفي خضم السعي المحموم لتحقيق ما يمكن تحقيقه من مكاسب دنيوية بعد التغيير الذي حصل في مصر يبادر الإخوان على لسان مرشدهم العام كمال عاكف إلى تطمين أمريكا والكيان الصهيوني إلى أنهم، أي الإخوان، سيحافظون على دور مصر بوصفها عراب التسوية والراعي العربي الرسمي لاتفاقيات كامب ديفد وأوسلوا، إذ نسب إليه قوله : إن الجماعة ستلتزم بهذه الاتفاقيات، ولم يصدر عنه ولا عن أي من قيادة الإخوان في مصر ما يشير إلى تكذيب هذه الأخبار، فأين هم إذن من شعارهم السابق (الموت في سبيل الله أسمى أمانينا) يوم كانوا في المعرضة هنا أو هناك وينادون بالجهاد لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟ أم هو كلام المعارضة الذي يزيله بريق السلطة؟!.

 

4- وبعد أن أنشأوا حزب جديد (حزب العدلة والتنمية) على غرار حزب أردوكان التركي  للمشاركة به في إنتخابات رئاسة الجمهورية ويعقد الأخوان الآن الترتيبات لإستلام السلطة في مصر عن طريق الإنتخابات القادمة أو بغيرها فلهم تجارب في السودان وفلسطين والجزائر

 

5- وقد ووفرت لهم قناة الجزيرة الدعم بالدعاية الإعلامية المكثفة لنشاطاتهم المختلفة وكان آخرها مسيرتهم في (جمعة التوافق 29/07/11)  التي سموها مليونية التي فبركة بالطريقة الهوليودية المعهودة لخداع الشارع المصري وإحتلالهم الوهمي لـ (ميدان التحرير) بقوة نفوذ الأخوان وأنهم سوف يكتسحون الإنتخابات والتي يجري تزويرها لصالحهم منذ الآن..(حيث تجاهلت الجزيرة التجمع الشبابي المتواجد أصلا في نفس المكان ميدان التحرير حيث رفضوا التعاون مع مسيرة الأخوان وشعاراتها السياسية) ومن خلال قوة الدعاية الإعلامية لقنوات العهر الأمريكوصهيونية مثل (الجزيرة والعربية وأخواتها) ، والآن يستمر العمل المعادي بحملة إعلامية منظمة حيث تحولت (قناة الجزيرة) إلى قناة للأخوان في مصر تروج لهم (في لقاءات مكرره مع قائد أخوان مصر وشهادته على الثورة ولقاءات متكررة مع الترابي زعيم أخوان السودان) ولبقية زعماء أحزابهم بأسمائها المختلفة في ليبيا وسوريا واليمن والأردن وفلسطين...ألخ ،

 

6- في وقت تمر فيه مصر في ظروف عصيبة تستدعي الالتفاف الجماهيري الوطني لدعم الاستقرار الامني والاقتصادي والسياسي.. بدلا من السعي للكسب السياسي الرخيص بتنفيذ اجندة فارسية في مصر للفوز بكراسي السلطة بواسطة هذا الدعم الفارسي ،حيث يعود الأخوان للأصلهم في الإعتماد على الدعم المالي وتنفيذ أجندة الأجنبي على حساب الشعب حيث يتلهف الأخوان للإنتخابات في هذه الأوضاع قبل تصفية آثار نظام مبارك الرجعي الذي كان يستعين بهم لضرب القوى الوطنية كما فعل سلفه السادات والنميري ، حيث يتخوفون من حدوث اي تصفيات لآثار النظام السابق ستجلعهم يخسرون الإنتخابات ،  ولهذا نجدهم يكررون نفس ما قام به أخوان السودان بعد ثورة أبريل 1985م ، ولهذا نجد تسارع دعم نظام البشير للمجلس العسكري الحاكم في مصر  حتى يمكن لأخوان مصر من الفوز بالإنتخابات ولا ننسى الدعم الإيراني أيضا والخليجي والغربي حتى يكون الربيع ربيعا للأخوان وليس ربيع العرب.

 

7- والآن ونحن نعيش أجواء الثورات العربية لتحررمن الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة نجد الأخوان  مازالوا يتآمرون ضد البعث بالنسيق مع حلفاءهم ( الفرس وأمريكا) بعقدهم مؤتمرا مشبوها في نقابة الصحفيين المصريين تحت شعار نصرة المقاومة العربية وإستمر لمدة يومين لغاية 25/07/2011. يأتي هذا المؤتمر تحت رعاية مايسمى بالمؤتمر التأسيسي للتجمع العربي الاسلامي لدعم خيار المقاومة وعقد تحت عنوان (خيار المقاومة ودعم الثوارات العربية) برعاية فارسية ايرانية واضحة المعالم حيث القى عضو مايسمى بمجلس شورى الملالي في قم وطهران كلمة عصماء عدد فيها مناقب ملاليه ودعمها المستمر للمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ومحاربتهم لامريكا واسرائيل حسب زعمه مشيرا لاستعداد ايران لدعم المقاومة في مصر وفلسطين ولبنان..مما استدعى لمقاطعته من قبل احد الحضور الشرفاء صارخا بوجهه أين موقع المقاومة العراقية. كما حضر المؤتمر وفد يمثل عصابات القتل في البحرين من اتباع الفرس الايرانيين وكذلك مجموعة من قطعان الفارسي حسن نصر الشيطان قائد عصابات فرق الموت في جنوب لبنان المحتل من قبل ايران.

 

8- وفي نفس الوقت تستمر حملة التعتيم الإعلامي وتجاهل لفعاليات وأخبار المقاومة العراقية  وحزب البعث في العراق و الأردن والسودان وتونس واليمن ، بل إهتمت بالترويج لفعاليات ومؤتمرات القوى السياسية الأخرى حيث بثت خبر عقد الحزب الشيوعي التونسي لمؤتمرهم وضخمت من فعاليات مؤتمرهم... وتجاهلت مؤتمرات البعث في السودان وتونس مثلا ، وهي مؤتمرات  مهمة وتعتبر مفصلية في تاريخ البلدين فقد تجاهلت هذه القنوات الحدثين ولم تشر لهما إطلاقا وهذا يدل على مخطط حملة الإجتثاث المعادية للبعث بالترويج للأخوان حتى يكونوا هم بديلا للبعث وهذا ما سيكون رد الأخوان لو كانوا في مواجهة البعث وحدهم (دون تدخلات خارجية) في مناخ ديمقراطي حر والكل متساوون في حرية التعبير والتواصل والعمل وسط الجماهير؟ طبعا الأخوان لا يتمنون هذا الوضع لأن مصيرهم  يعرفونه جيدا خاصة ماكان في العراق بعد ثورة البعث وما آل إليه مصيرهم وفشلهم في السودان في فترة الديمقراطية الثالثة بعد ثورة أبريل 1985م حيث لايعيشون إلا في كالطفليات في ظل أنظمة تمارس القمع والإرهاب على الأحزاب والقوى الوطنية خاصة البعث وتجعلهم شركاء للسلطة وتوفر لهم حرية العمل السياسي والمالي في ظل قمع الشعب والقوى الوطنية.

 

ثانيا: الأخوان في السودان:

منذ نشأتهم الأولى عند إنتساب بعض طلاب في الجامعات المصرية لحركة الأخوان وعودتهم إلى السودان وجدوا الدعم من الأحزاب التقليدية الرجعية التي أنشأها المستعمر البريطاني خاصة حزب الأمة الذي كان الحاضنة الأولى للأخوان وأستخدمو كطابور خامس للقوى التقليدية الرجعة في محاربة القوى التقدمية الحديثة خاصة في الجامعات المعاهد العليا وحتى الآن مستمر هذا الزواج الرجعي وما سببه من هدر لإمكانات البلاد وتعطيل لتطور الحركة الوطنية في بناء الوطن ونهضته .

 

حيث عمد حزب الأمة صنيعة المستعمر على دعم إنقلاب الجنرال (عبود) 1958 م والقضاء على فترة الديمقراطية الأولى التي لم يستطيع الفوز فيها بمقاعد تمكنهم من الإنفراد بحكم السودان رغم دعم الأخوان لهم ، وبدلا من العمل على إسقاط النظام العسكري الديكتاتوري نجد الأخوان وحزب الأمة والشيوعيون يتحالفون ويتعانون مع النظام الذي أسقطته ثورة شعبية في أكتوبر1964م وبعد نجاح الرجعية بالعودة للحكم بعد الإنتحابات حيث لم يتم تصفية آثار نظام عبود مما سهل لمؤامرات الأخوان لنجاح إنقلاب عسكري ثاني بقيادة الجنرال (جعفر نميري) الذي تحالف معه الشيوعيون أولا ثم إستبدلهم بالأخوان بقيادة (الترابي) 1976م الذي صار وزير للعدل ونائب عام ودخلوا في شراكة طويلة أتاحة لهم التغلل في الجيش وبناء مافيا تجارية ومراكز مالية داخل البلاد وخارجها وعملوا على ضرب الحركة الوطنية بإعتقال قيادتها الوطنية وقمع أي تحرك شعبي مما حدى بمعظم القوى السياسية للعمل السري والإنقطاع عن جماهيرها مما أتاح للأخوان العمل العلني وتقوية تنظيمهم بالدعم المالي وحرية الحركة المتاحة لهم ، مما مكنهم من إجهاض ثورة أبريل 1985م التي أطاحت بالنميري ولكن تآمر الأخوان مع المجلس العسكري والحكومة الإنتقالية التي فشلت في تصفية آثار نظام مايو من الحياة السياسية والإجتماعية مما مكن للأخوان من إفشال فترة الديقراطية الثالثة وتنفيذ إنقلابهم المشؤم في 30يونيو1989م الذي كان حصاد عشرون عام من حكم الأخوان هو فصل الجنوب وتقسيم السودان كان هو الحصاد المر لنظام الأخوان وبعد هذا فهل هم مثل الأخوان خيارا للشعب ؟...

 

ثالثا : أخوان سوريا :

كذلك ما زال الإخوان في سوريا يعملون تحت الاسم الرسمي للجماعة إذ لم يتمكنوا من تأسيس حزب سياسي لهم، وهم يضعون أنفسهم إلى يومنا هذا في موقف المعارضة لنظام ألاسد، وهذا شأنهم، ولا أمتلك حق مناقشتهم عليه، ولكن الذي أريد التحدث عنه هنا مما يتصل بموضوع هذه المقالة هو أن الكثير من قياداتهم وقواعدهم من الذين اضطروا لمغادرة سوريا قد قصدوا العراق أيام كان يرفل بالعز والكرامة والاستقلال في عهد القائد الشهيد صدام حسين، رحمه الله وجعل الجنة مثواه، هربا من (بطش نظام آلأسد) كما كاموا يقولون، وبحثا عن الأمان والاطمئنان، وفي هذا تعبير واضح عن أن الجماعة في الوطن العربي لم تعد تصدر عن مواقف سلبية تجاه القائد الشهيد ونظام حزب البعث في العراق، لاسيما بعد أن تبنت قيادة الحزب والثورة الحملة الإيمانية الكبرى مشروعا لبناء التجربة الجديدة الرائدة لنهضة العروبة والإسلام في العراق على طريق وحدة الأمة ونهضتها، وبعد الذي تعرض له العراق من هجمة شعوبية طائفية من النظام الصفوي المجوسي الحاكم في إيران، وكان نزيف الدم العراقي طيلة ثمان سنوات قربانا للدفاع عن الأمة والوطن في مواجهة تلك الهجمة التي نراها تستفحل اليوم بعد أن نجح الحلف الصليبي الصهيوني الصفوي في احتلال العراق وتدميره، وهذا الموقف من سوريي الإخوان ليس بالشيء المستغرب، بل هو المطلوب شرعا وعرفا وانتماء، إلا أن المستغرب هنا موقف إخوانهم في قيادة الجماعة من العراقيين، وهو موقف يثير الاشمئزاز ويعبر بشكل فاضح عن ازدواجية هذه الجماعة ونفاقها، إذ ظلوا على عدائهم للعراق وقيادته التاريخية، بل كانوا يغازلون نظام الملالي في طهران الذي كان يشن حربا على وطنهم، وينسقون المواقف مع نظام آلأسد بعد أن أصبحوا، أي جماعة الإخوان في العراق، جزءا مما يسمى (بالمعارضة العراقية) التي جمعت شراذمها المخابرات الأمريكية والبريطانية والإيرانية وغيرها للتآمر على العراق وقيادته التاريخية طيلة السنوات التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 م ليصبحوا فيما بعد أداة من أدوات هذا المحتل في تدميره للوطن بعد اغتيال قيادته وعلى رأسها القائد الشهيد، فأية انتهازية هذه التي تجعل من قادة قطر عربي (سوريا) لحركة واحدة هي حركة الإخوان المسلمين حلفاء لنظام بعينه هو نظام القائد الشهيد صدام حسين، فيما يكون قادتها من العراق أعداء للقائد نفسه متآمرين عليه مع الحلف الصليبي الصهيوني الصفوي؟!.

 

رابعا : أخوان اليمن :

ظهر الإخوان المسلمون في اليمن إلى العلن بحزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان هذا الحزب وما يزال جزءا من النظام السياسي في الجمهورية اليمنية، وفي تاريخه ومواقفه بالمقارنة مع مواقف الإخوان في أقطار عربية أخرى الكثير من التناقضات والتقاطعات التي تؤكد نفاق هذه الجماعة، بل وتنبي عن مواقفها الخيانية ومن ذلك :

 

1- كان هذا الحزب يتبنى موقفا عدائيا من الحزب الاشتراكي اليمني قبل الوحدة وبعدها على أساس أنه حزب شيوعي كافر، لكنه، أي الإصلاح، وبسبب خلاف طارئ مع الرئيس علي عبد الله صالح بعد وفاة رئيسه ورئيس مجلس النواب اليمني السابق الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله، يشكل اليوم مع قوى أخرى تحالفا سياسيا معلنا مع الحزب الاشتراكي اليمني (الكافر بالأمس( والذي تتبنى بعض مكوناته (الحراك الجنوبي) موقفا انفصاليا معلنا لفصل جنوب اليمن عن شماله، وهو التحالف المعلن باسم (أحزاب اللقاء المشترك) لإسقاط نظام علي عبد الله صالح، ولا أدري كيف يصبح المتهم بالكفر حليفا لمن يدعي الإسلام في معاداة نظام مسلم؟ كما لا أدري كيف يصبح الانفصالي حليفا لمن يرفع شعارات وحدة المسلمين؟!، مع ما يحمله هذا المسعى المحموم من خطر على استقلال اليمن ووحدته.

 

2- تنسيق الجهود بين اللقاء المشترك وفيهم حزب الإصلاح مع قيادة التمرد الحوثي الانفصالية الطائفية في المظاهرات والاعتصامات التي تشهدها اليمن اليوم لتحقيق الغرض نفسه، وهو إسقاط نظام الرئيس صالح، وهذا موقف ذرائعي انتهازي يقوم على مبدأ الغاية تبرر الواسطة، وهو مبدأ يتنافى تماما مع قواعد التشريع الإسلامي وأخلاقياته التي تدعي الجماعة تبنيها، ناهيك عن التناقض الطائفي بين الجماعتين في عموم الساحة الإسلامية، وهو تناقض يهدد وحدة المجتمع العربي والإسلامي على حد سواء.

 

3- أصدر قادة حزب الإصلاح ومعمموه فتاوى وأطلقوا خطبا توجب الخروج على ولي الأمر في اليمن وتحث على التظاهر ضده والمطالبة برحيله، على أساس أن في هذا الخروج درءا للمفاسد ومجلبة للمنافع، مع أن مثل هكذا فتاوى وخطب تتقاطع تماما مع قواعد التشريع الإسلامي في أوجه وجوب الخروج على ولي الأمر المسلم أو جوازه، وهذا ما يثير الاستغراب والحيرة من موقف الجماعة في اليمن، إلا أن ما هو أكثر استغرابا وحيرة، مما ينطبق عليه وصف النفاق والموقف الخياني هو موقف فرع الجماعة في العراق الذي يمثله (الحزب الإسلامي العراقي)، الذي راح قادته ومعمموه يصدرون الفتاوى والبيانات ويطلقون الخطب الرنانة تحريما للخروج على المالكي وحكومته العميلة بوصفه وليا لأمر المسلمين! وتحذيرا منها، أي من المظاهرات، ولأن في هذا الخروج مجلبة للمفاسد بحسب دعواهم الباطلة المنحرفة، وكأن في إسقاط حكومة العمالة وتحرير الوطن من المحتل مفسدة، وأن في بقائهما مجلبة للمنافع! كونهم طرفاً في العملية السياسية التي فرخت حكومات العمالة والخيانة طيلة السنوات التي أعقبت الاحتلال، فأية انتهازية هذه؟! وأي نفاق لمدعي الإسلام، بل تجاره؟!.

 

خامسا : أخوان فلسطين 

من المعروف أن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة هي الواجهة الرسمية لجماعة الإخوان في فلسطين، وأنا هنا لست بصدد تقييم حماس والحديث عن مسيرتها ومواقفها، لكن ما يعنيني هنا لبيان نفاق هذه الجماعة وانتهازيتها بوصفها جزءا من حركة الإخوان في الوطن العربي هو التصريح الشهير لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي وصف فيه الحركة بأنها الوليد الشرعي للثورة الخمينية، فأي إسلام هذا الذي يجعل من واجهة الإخوان في فلسطين بوصفها واحدة من حركات التحرر العربي ابنا شرعيا لنظام يريد ابتلاع أقصى ما يمكن ابتلاعه من أقطار الوطن العربي (لبنان، وسوريا، والعراق، والخليج العربي وإماراته، وبلاد الحرمين الشريفين، ونصف اليمن (، وهل يريد مشعل أن يجعل غزة، إذا ما تم تحريرها على يد حماس!، جزءا من إمبراطورية الخميني وخليفته خامنئي على قاعدة (الابن وما ملك لأبيه(. فأي صدق في الانتماء إلى الإسلام وتمثيله عند من يصف نفسه ابنا شرعيا لنهج شعوبي صفوي يريد إحياء مجد كسرى وإمبراطوريته الفارسية على حساب العرب والإسلام؟ أم هو النفاق والخيانة؟!.

 

سادسا أخوان العراق :

ظهر النشاط العلني للإخوان في العراق عام 1960 م بإعلان تأسيس الحزب الإسلامي العراقي حزبا مجازا أيام عبد الكريم قاسم ومده الشيوعي، ثم عاد إلى العمل السري بعد منعه رسميا من مزاولة النشاط العلني عام 1962 م، ليظهر مرة أخرى إلى العلن في ظل خيمة الديمقراطية الأمريكية بعد احتلال العراق عام2003 م، مع أن بعض قادته بما في ذلك مرشده العام المدعو أسامة التكريتي كانوا يمارسون نشاطهم المعادي للعراق وقيادته التاريخية في أمريكا وبريطانيا بعد حصولهم على الجنسية في هذين البلدين، وأدائهم قسم الولاء لهما، ليكنوا عملاء مأجورين مع آخرين مثل : (حزب الدعوة العميل، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ذراعا إيران الصفوية في التآمر على العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، ذراعا الكيان الصهيوني في كردستان العراق لتقسيم العراق وتجزئته)، وأطرافا ملعونة في تشكيل ما يسمى (بالمعارضة العراقية( الواجهة القذرة للتحالف الصليبي الصهيوني الصفوي في تآمرهم على العراق وقيادته التاريخية، وصولا إلى تخويل المجرم اللعين بوش الكذاب في مؤتمر لندن السيئ الصيت بغزو العراق عسكريا بدعوى تحريره، والمشاركة بهذا الغزو أدلاء خيانة، وأداة تدمير. وبعد الغزو تعددت مظاهر الخيانة والعمالة لأخوان العراق الذين يتخفون بحزبها العلني (الحزب الإسلامي العراقي) ومن ذلك :

 

1- المشاركة في تشكيلة بريمر الملعون لمجلس الحكم المقبور إذ مثلهم في هذا المجلس وهيئة رئاسته الشهرية أمينهم العام آنذاك محسن عبد الحميد بوصفه ممثلا عن العرب السنة، وفي هذا إقرار واضح منهم بالقبول بمشروع التقسيم الطائفي والعرقي للمجتمع العراقي، ناهيك عن أنهم جميعا يعرفون أن عبد الحميد هذا ليس بعربي كي يمثل العرب السنة، وفي هذا تزوير واضح لطبيعة التمثيل الأمر الذي دفعهم لاحقا إلى إقصاء عبد الحميد عن رئاسة الحزب وتعيين طارق الهاشمي بديلا عنه، فأي إسلام هذا الذي يجيز مولاة الكفر في جريمة احتلال بلد مسلم وشرعنة هذا الاحتلال عبر هذه العملية السياسية المنحرفة، والله يقول في محكم كتابه المجيد : (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا* الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).

 

2- خداع الشعب في تمرير الدستور الانفصالي الطائفي الذي كتبه اليهودي الأمريكي نوح فيلدمان والموافقة عليه في الاستفتاء المزعوم بحجة الحفاظ على مكاسب العرب السنة، وهي بحد ذاتها دعوى طائفية تخدم المخطط الأمريكي الصهيوني الصفوي لتقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية ليكون النوذج المطلوب لمراحل التقسيم اللاحقة لأقطار الوطن العربي.

 

3- المشاركة في العملية السياسية التي أقامتها أمريكا وإيران في العراق على أسس المحاصصة العرقية والطائفية لتكون نواة تشطير الشعب وتقسيم الوطن، على وفق ما هو مخطط له من منظري الغزو ومنفذيه، والعمل على إنجاح هذه العملية وحمايتها حتى أنهم يمنعون التظاهر ضد نموذجها المسخ حكومة المالكي، كما يحصل اليوم علي ما بينت آنفا من موقف الحزب الإسلامي ومعمميه المنضوين تحت قيادة غفوري السامرائي في الوقف السني من هذه المظاهرات التي تعم الوطن سواء أكان ذلك بإصدار الفتاوى التي تحرم التظاهر أم بإصدار البيانات وإلقاء الخطب من على منابر المساجد التي تحرض على عدم الخروج وتهدد الخارجين بالويل والثبور وعظائم الأمور.

 

4- المفاخرة العلنية بتأسيس (الصحوات) ودعمها، وهي تشكيلات عسكرية من مرتزقة الحزب الإسلامي وبعض أبناء العشائر التي اشترى المحتل شيوخها، وهدفها المعلن التصدي لفصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية وتصفية عناصرها لمنعها نيابة عن المحتل من إنجاز معركة التحرير، وهذا عين الخيانة للوطن وللشعب وللدين، وإلا ما معنى أن يتولى الحزب الإسلامي منع المقاومة الباسلة من أداء مهماتها في ضرب المحتل إن لم تكن خيانة للوطن وعمالة مكشوفة للمحتل وخدمة له ولمصالحه وأهدافه؟!.

 

5- الترويج لاتفاقية الإذعان والخيانة الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الإدارة الأمريكية إذ صوت مندوبو الحزب الإسلامي في البرلمان بالإجماع لصالح هذه الاتفاقية ورحبوا بتوقيعها وهم اليوم يروجون لتمديدها بعد أن أوشكت مدتها على الانتهاء.

 

6- الإمعان في جريمة تقسيم الوطن طائفيا وعرقيا من خلال تبني مشروعا انفصاليا لإقامة ما يسمى بالإقليم السني في محافظة الأنبار ومدن أخرى، وهم بمثل هذا المشروع يشرعنون للآخرين الانفصال عن الوطن باسم الدين والطائفة والقومية ليمحى اسم العراق لا قدر الله من ذاكرة التاريخ وحقائق الجغرافية، وليحل بدلا عنه مسميات مسخ تطارد بلعنتها كل من أسهم فيها حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وفي مقدمة هؤلاء الملعونين تجار الدين وانتهازيو السياسة، الحزب الإسلامي أو جماعة الإخوان المسلمين.

 

7- وآخر ما ظهر من جعبة الحزب الإسلامي العراقي من مواقف تعبر عن نفاق هذا الحزب وخياناته وعمالته ما ضمنه المجرم الشعوبي الصفوي إبراهيم الجعفري في رسالته لأفراد عصاباته في التحالف الوطني (جناح من أجنحة حزب الدعوة العميل) من بشرى الاتفاق مع رئيس الحزب الإسلامي، مرشد الإخوان المسلمين، أسامة التكريتي على برنامج عمل مرحلي باركته دولة ولاية الفقيه المسخ في إيران الصفوية المجوسية، وهو اتفاق على ما يبدو ورقة احتياطية من أوراق المحتل الأمريكي الإيراني لترتيب العملية السياسية في مرحلة ما بعد المالكي الذي بات سقوطه مؤكدا بإذن الله بفعل أبطال الغضب العراقي من المتظاهرين ومقاتلي فصائل المقاومة، وإن أهون ما في هذا الاتفاق الملعون التعاون على تصفية القوى الوطنية المعادية للمشروع الأمريكي الإيراني، بما في ذلك تصفية مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي، والمجاهدين الأبطال في تشكيلات المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، وكذلك تصفية المتبقي في الوطن من ضباط الجيش العراقي الباسل الذي أصدر بريمر اللعين قرار حله بعد احتلال العراق بمشورة من مجلس الحكم الذي تشرف الحزب الإسلامي بعضويته ورئاسته لمدة شهر، وكذلك تصفية صقور العراق من طياري القوات المسلحة الذين دمروا العدوان الإيراني في قادسية صدام المجيدة، وأجبروا رأس العدوان خميني الدجال على شرب كأس السم الذي أوصله إلى نار جهنم وبئس المصير.  فهل بعد كل الذي ذكرت من أحداث ووقائع من حاجة إلى دليل على نفاق جماعة الإخوان المسلمين وأحزابهم العلنية، وخيانتهم للدين وللوطن؟ أم أن من أعمى الله بصره وبصيرته من قياديي ومنتسبي هذه الجماعة وأحزابها ما زالوا يظنون بها خيرا؟ وثمة كلمة أخيرة أهمسها في أذن أسامة التكريتي ومن معه في قيادة الحزب الإسلامي العراقي وصولا إلى قواعد الحزب في العراق وكذلك قياداتهم وقواعدهم في أقطار الوطن العربي تذكيرا وتنبيها فأقول : إذا كان الجعفري كاذبا فيما بشر به أتباعه فليخرج التكريتي على قناة بغداد الفضائية التي تنعق بأخبارهم، وفي إذاعة دار السلام، وفيما يمتلكون من صحف، ليعلن كذب الجعفري فيما أدعى، لكي نشطب الفقرة السابعة من سلسلة شواهد النفاق والخيانة هذه، أما إذا أراد أن نشطب الجميع قدر تعلق الأمر بالعراق فليعلنوا جميعا براءتهم من العملية السياسية وانسحابهم منها وتوبتهم إلى الله مما فعلوه من قبل بما في ذلك المشاركة في مجلس الحكم والبرلمان والحكومة وتأسيس الصحوات ودعمها، وعند ذاك فقط نصدق قولهم وفعلهم وندعوا الله أن يتوب عليهم ويغفر لهم لأن الإسلام يجب ما قبله، وإلا فسيلاحقهم عار الدنيا وخزي الآخرة، ولعنات لها أول وليس لها آخر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

وبهذا ينسجم الأخوان مع طبيعة تاريخهم، عندما يبدأوا الحوار مع المستعمر (الأمريكاني و الفارسي) الأن  كما فعلوا مع المستعمر البريطاني من قبل ؛ وبل أنهم  مرحبون وفرحون به والاستمرار فيه ليس سراً داخل السفارة الأمريكية المشبوهة بالقاهرة،  ولم يكن هذا مجرد زلة لسان أو زلة (موقف) من أحد قيادتهم  أو بعض إخوانه بل هي أصل فطرتهم التي فطروا عليها منذ نشأتهم الأولى منذ البدأ!! و هذا هو أسلوب الإخوان وفلسفتهم في العمل السياسى حتى اليوم (البرجماتية السياسية)، يحالفوا مع الأمريكان والفرس في العراق ومصر والسودان وتونس وسوريا وليبيا واليمن والجزائر...ألخ لخدمة مصالحهم ومصالح أسيادهم ولا يهمهم مصلحة البلد ، الإخوان ليسوا أصحاب مبادىء أوقيم كالتى تحكم علاقة أي جماعة بالآخرين مثل مباديء مقاومة المشروع الأمريكى/الصهيونى، وتحرير الأراضي المحتلة وحرية ووحدة الأمة لم تكن يوما من أوليات مبادئهم ، بل شريعتهم السياسية مستمدة من مقاومة كل ماهو وطني وقومي بإثارة النعرات الدينية والعصبية المذهبية لتفتيت قوة الآمة وإضعاف جبهة الشعب  ، لصالح من كانت الجماعة تسميه بـ (الشيطان الأكبر)!! ترى بماذا يجيب الأخوان الآن، بعد أن صار اللعب على المكشوف مع هذا الشيطان...

 

 وللمقارنة هل تذكرون فرد أو عائلة انتهكت كرامتهم من أجنبي أو دولة غازية في زمن البعث حين كان همه صيانة كرامة الإنسان فهو يرى ان اسم العراق يكبر بكرامة أبنائه لذا فالبعث يكبر بهم وهم يكبروا به وقد أدركت الإمبريالية والأمريكية وربيبتها الصهيونية العنصرية وعباد النار الفرس الصفويون أن نضال البعث ووجوده سيكون سداً منيعاً يقف في وجه مطامعهم في المنطقة ومنع سيطرتهم على مقدرات الأمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية بل يرونه تهديدا خطيرا لوجودهم وتقليصا لنفوذهم فكان لابد من توالي المؤامرات التي تستهدف البعث في وجوده وفي نضاله ولكن فاتهم ان فكر البعث وديمومة وجوده كفيل بإحباط تلك المخططات كما فشلت على مدى التاريخ.

 

ختــاما : بوعي شعبنا و بسنده للبعث المقاوم بقيادته المؤمنة المتمثلة بقائد البعث والأمة المجاهد عزة إبراهيم الذي أصبح رمزا وعنوانا بارزا ومثابة هامة تتغنى باسمه كل القوى الحرة الهادفة لنيل الحرية والاستقلال سيخيب آمالهم لا محالة وسيصفع القوى التي ارتضت أن تكون تابعا لخطط التأمر ومن هذه الحقائق والمنطلقات تقع على الجميع مسؤولية تاريخية للوفاء للوطن وللبعث فالمستهدف بعد البعث هو الوطن بحاضره وماضيه ومستقبله بأمنه وأمانه، خابوا وخاب مسعاهم فالبعث عصي ومنتصر سيواجه مؤامراتهم وخططهم بكل شدة لإيمانه الراسخ واليقيني بمشروعه الوطني النهضوي الذي يسير عليه بخطى ثابتة لأنه يمتلك سلاح الإيمان ويتمتع بالمصداقية السياسية المقرونة بثبات المبادئ لذا نرى ونلمس ان كل ما يقال من رأي وتصريح لا قيمة له إلا تصريحات البعث حين يحول الأفكار النظرية إلى عمل ممنهج حي لا يقل دورا عن باذلي الأرواح ولم تهتز أمام رجال البعث المبادئ والقيم لكونهم سادة الرجال وسيبقى فكرمدرسة البعث أفضل من كل مدرسة وفكر وليحفظ الله الذين مازالوا على الدرب سائرون.. وبعد هذا هل يمثل الشيعيون أو الأخوان خيارا شعبيا للأمة كما يحاول أن يروج له أعداءنا ؟؟؟ ، طبعا لا هذا ولاذاك،  البعث هو الخيار والمنقذ الأوحد للأمة...

 

 





الثلاثاء٠٢ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عباس محمد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة