شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أن كشف السفير الأميركي في العراق، أن الإدارة الأمريكية، خصصت مبلغا قدره ( 6.2 ) مليار دولار، لميزانية السفارة الأمريكية في العراق للعام 2012، فقد اثأر كشف هذه البيانات الخطيرة، استغراب الرأي العام العالمي والعراقي، في آن واحد ،عن دوافع رصد هذا المبلغ الضخم، وأوجه صرفه في العراق, لاسيما وانه من المفترض، أن يتم الانسحاب بصورة تلقائية، بعد نهاية العام الحالي، بموجب الاتفاقية الأمنية المشؤومة.وهذا ما أثار تساؤلات عديدة،عن الدور الذي ستضطلع به هذه السفارة، في الداخل العراقي والإقليم،مما يوحي أن سفارة بهذا الحجم الضخم، من التخصيصات المالية، والقدرات الفنية، والعسكرية الهائلة،يعطي الانطباع، بان مهامها، ستكون بمثابة مركز لإدارة الصراع في المنطقة، وليس مجرد سفارة عادية، تقوم بمهامها المعروفة، في العلاقات الدولية.


ولعل هذه الريبة لدى الشعب العراقي، تعود إلى قناعة مطلقة،من واقع تجربته القاسية مع المحتل، من أن استخدام تلك التخصيصات، سيتركز على تمويل العاملين في السفارة، الذين يشكلون جيشا محترفا، بغطاء مدني، قوامه 16000 شخص، باختصاصات مختلفة، هم طاقم السفارة الأميركية في العراق،في المرحلة القادمة،والذين يبدو أنهم سيكلفون للقيام بمهام وعمليات، لا تختلف عن المهام العسكرية، والأمنية، والاستخبارية، التي مارسها المحتل في سنوات الاحتلال، منذ العام 2003،بل وقد تكون اخطر، إذ أنها قد تقوم بتلك المهمات الموكلة لها، بصورة نوعية.


ويبقى السؤال المريب هل تحتاج السفارة الأميركية حقا، لان تحتفظ بنحو ستة عشر ألف منتسب،لولا أنها ستكون اكبر مركز لإدارة الصراعات، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يعيد صياغة خارطة الوطن العربي والمنطقة،بما يؤمن المصالح الأمريكية، في الهيمنة على النفط،في منطقتنا خلال هذا القرن؟


على أن هذا المشروع المريب، إذا ما نجح في أن يأخذ مداه الكامل في التنفيذ، فلاشك انه سيهز مصداقية إدارة اوباما، بعد أن وعد الشعب الأميركي، والرأي العام العالمي، بأنه سينهي المهمة في العراق، وانه سيترك العراق للعراقيين، لتجاوز تداعيات قرار الحرب، وما صاحبها من شكوك كبيرة، حول دوافعها، وأهدافها الحقيقية،بعد أن تبين للجميع، زيف الذرائع التي تم بموجبها، غزو واحتلال العراق.


وبغض النظر عما ستسفر عنه الأيام القادمة،من نتائج بخصوص جلاء المحتل الأمريكي من العراق، بنهاية العام الحالي ،فان الشعب العراقي، مجمع بكل قواه المناهضة للاحتلال،ومقاومته الوطنية المعتمدة على الله، وعلى الشعب،وبعد ثماني سنوات من المقاومة الباسلة،والتضحيات السخية،على رحيل المحتل الأمريكي بشكل مطلق، وهو صاغر، وعدم ترك خيار له،ليعود من الشباك، بعد أن ذاق الأمرين من أبناء العراق الأشاوس.

 

 





الاحد٠٩ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة