شبكة ذي قار
عـاجـل










بات من المعلوم للجميع، أن وحدة العراق، كانت دوما هدفا للطامعين، من قوى خارجية،بين الفينة والأخرى،على مر التأريخ.فقد كان أعداءه الأشرار، يستهدفون إضعافه، ويتحينون الفرص، لتمزيقه إلى كانتونات هزيلة،لا تمت إلى مصلحة الشعب العراقي بأي صلة، تحت أنى غطاء جاءت.


ولعل أخبث مشروع تقسيم للعراق،على أسس طائفية وعرقية،في العصر الراهن،هو ما جاء به الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، في التاسع من نيسان عام 2003،تحت ذرائع ومبررات واهية،لم تعد خافية على احد، وباتت مراميها معروفة للجميع. فقد تجسد مشروع تفتيت العراق، في دستور للعراق، صيغ بأشراف المحتل، عبر مفردات عديدة، وغريبة على مسامع العراقيين،وطبيعة مجتمعهم المتماسك. واحتوى الدستور تحت غطاء فدرالية الأقاليم، مضمون التفتيت بشكل واضح، وحمل معه في نفس الوقت، عناصر تمزيق النسيج المجتمعي العراقي، وعوامل التناحر، باعتبارها الأرضية الممهدة لتقسيم العراق عمليا.


ومن هذا المنطلق، كرس بريمر، الحاكم الأمريكي المدني العراق، في قانون إدارة الدولة عمدا، ومن بعده في دستور الاحتلال الخبيث، مصطلحات التشظية، كالسلطة الاتحادية، والفدرالية، والأقاليم،والأراضي المتنازع عليها،بزعم تفويض السلطة للأطراف، وتنظيم علاقاتها بالمركز. وتسبب هذا المسلك المقصود، في تأجيج كل الصراعات السياسية، التي أسست لها نظرية الفوضى الخلاقة، خلال سنوات الاحتلال لبغيض، وما تركته من دمار شامل، من أجل إنهاك الحال،ومن ثم تسهيل فرض مشروع التقسيم، الذي تبناه (بايدن) بحماس،وسوقه للتطبيق، لكي يبدو في عيون العراقيين، وكأنه الحل الأمثل لمشاكلهم،والذي لا سبيل لهم غيره، للخلاص من هذا الدمار المحدق بهم.


لكن الملاحظ أن ثقافة التقسيم، التي اعتمدها المحتل، فشلت تماما،وذلك بتماسك القوى الوطنية، للشعب العراقي، ومقاومته الوطنية،فأحبطت كل خطط ومشاريع المحتلين، وفوتت الفرصة عليهم في تمريرها،وذلك بتلاحم أبناء الشعب العراقي،وترصين الوحدة الوطنية، كطريق للتحرير، والخلاص الوطني من المحتل، وإسقاط مشروع التقسيم.


كما سقطت مع مشروع التقسيم أيضا، الطائفية السياسية شعبيا،التي أرادها المحتل ورقة خبيثة، يلعب عليها في تفتيت وحدة الشعب العراقي. وسقط مشروع تجزئة، وتفتيت المجتمع العراقي،إلى طوائف ومكونات أيضا، حيث رفضها الشعب العراقي، رغم كل ما قام به المحتل، من حملة إعلامية مكثفة،في فضاء إعلامي مفتوح، جند لها كل إمكاناته الفنية المتقدمة،وقدراته المالية، عبر سنوات الاحتلال المريرة،وحتى الآن،لخلط الأوراق، وترسيخ هذه الظاهرة.


فكانت تظاهرات الشعب العراقي، بكل قواه الرافضة للاحتلال ومشروعه، بالمرصاد لمشروع التقسيم، وثقافته المتهافتة. فأسقطته بشكل نهائي،رغم طفوه على السطح،بمزاعم متهافتة، مرة أخرى. ويقينا.. فان محاولات المحتل البائسة، لنفخ الروح في مشروع تقسيم العراق،وإنعاشه، سوف لن تجدي نفعا، فقد مات هذا المشروع،ودفن في رمضاء العراق،بيقظة الشعب العراقي،ومقاومته لهذا المشروع الخبيث، والى الأبد.

 

 





الاحد٠٢ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة