شبكة ذي قار
عـاجـل










تعاطي فرنسا مع الوضع العربي الراهن بإسفاف،يعكس النزعة الاستعمارية المتأصلة لفرنسا، في علاقتها مع الأمة العربية.


فلا تزال الذاكرة العربية،تختزن في مخيالها الجمعي،صورة داكنة ،عن ممارسات القمع الاستعماري الفرنسي الغاشم،للشعب العربي الجزائري، إبان الحقبة الاستعمارية للجزائر.ولا زال الجيل الذي عاصر تلك الأحداث،في أوائل النصف الثاني من القرن الماضي، يستحضر بإجلال، بطولات التحرير، للمجاهدين الجزائريين، الذين قاوموا المحتل الفرنسي الغاشم، ببسالة نادرة، فأرغموه على الرحيل. كما لا زالت الذاكرة الجمعية، تختزن صورة وضاءة لجماهير الأمة العربية، في تعاطفها بعفوية يوم ذاك، مع نضالات الشعب الجزائري البطل، وكيف كان الإنسان العربي، في الشارع،والمعمل،والمدرسة، والبيت، ومجالس السهرة الليلية،يدعم نضال الجزائر بكل الوسائل، للتحرر من نير الاستعمار الفرنسي، وكيف كان يتعالى تصفيق الجمهور المتحلق حول المذياع، بمجرد انتهاء تعليق الإذاعي الشهير احمد سعيد، من إذاعة صوت العرب،يوم كان يتناول الشأن الجزائري، وكيف كان الامتعاض والغضب الجماهيري، يتصاعد عند الجمهور العربي، عندما كانوا يسمعون أخبار التعرض الغاشم، للمناضلين من أبطال التحرير في الجزائر،الذين ظلوا رموزا ماجدة في الذاكرة العربية.


ويأتي التمادي الفرنسي بالتدخل السافر في الشأن الليبي، وبطريقة مقرفة اليوم، من خلال إلقاء السلاح بالمظلات، على مناطق التناوش في ليبيا، ليذكر بعودتها إلى ماضيها الاستعماري مرة أخرى، في محاولة خبيثة لإثارة الفتنة، بين أبناء الشعب الليبي،ودفعهم إلى مهاوي الحرب الأهلية، وزجهم في أتون الفوضى الخلاقة،ومن ثم السعي لشيطنة الجميع، والتمهيد للتدخل الميداني المباشر، في المرحلة القادمة.


إن المطلوب أن يعي العرب جميعا، ملف المؤامرة الغربية، وان ينتبهوا إلى مخاطر مخطط التقسيم، الذي يجري تنفيذه علي ارض الواقع،وعودة الاستعمار إلى وطننا العربي من جديد، وان ينهض الجمع العربي، لمقاومة مخطط الإمعان في إيذاء الأمة، وإحباط المسعى الشرير للمستعمرين الجدد،لشل قدرات الأمة، وسربلتها بالإحباط والقنوط،بهدف شرذمتها،وعزلها عن ممارسة دورها الإنساني نهائيا، بمزاعم كاذبة، باتت مراميها معروفة للجميع.


أما اللامبالاة، وترك الحبل على الغارب،والسكوت على ما يجري،من تدخلات في الشأن الداخلي للأمة،فإنها ستدفع بالحال العربي، إلى مزيد من التدحرج نحو الهاوية،ويفسح المجال لتمرير المخطط،كما هو مخطط له،وكما هو مطلوب.

 

 





السبت٣٠ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة