شبكة ذي قار
عـاجـل










مشهد اعتذار الأمين العام لحلف الأطلسي،بوجهه الكالح، عن جريمة قتل المواطنين الليبيين، بالقصف الجوي لطرابلس، والتبرير البائس، بأن الحدث حصل نتيجة خطا تقني في الأجهزة الفنية، وهم يقومون بالقصف لحماية المدنيين من بطش ألقذافي، أثار الامتعاض في أوساط الرأي العام الشعبي العربي.وبدا الكثير يتندر بهذا الفعل الشائن، بالمثل القائل ( العذر أقبح من الفعل ) ،بل ويزيدون عليه ( يقتل الميت .. ويمشي بجنازته ) .
 
 ولعل التدخل الغربي الأمريكي والأوربي، ومعه الطابور الخامس المحلي والإقليمي، لم يعد مستساغا بالاستغفال .. إذ اتضح للمواطن العربي بإحساسه العفوي، أن هذا التدخل، لم يأتي لسواد عين الشعب العربي، وإنما يأتي في إطار إستراتيجية تلك الدول، التي كان تاريخها الاستعماري للوطن العربي، والتي بادرت يومها لتقسيمه، هو تاريخ مخجل، ويقوم على الاستعباد والهيمنة والاستغلال، تحقيقا لمصالح تلك الدول، وليس كما يحاول الإعلام المأجور، تسويق الحال، على انه نشر لقيم الحرية، وإشاعة الإصلاح والديمقراطية.كما استيقن المواطن العربي بتلقائية هذه المرة، ومن دون تعبئة رسمية مسبقة،ورغم حملة التضليل الإعلامي لشرعنته، أن هذا التدخل، يأتي في سياق إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد، بإشاعة الفوضى الخلاقة،في الأقطار العربية، كآلية للتغيير، بدأت باحتلال العراق، وتقسيم السودان، وإشعال الفتنة في اليمن، وزعزعة الاستقرار في سوريا وليبيا،وغدا في السعودية،اخرما تبقي من رموز الكيان العربي المعاصر، وذلك تمشيا مع متطلبات الوضع الدولي الجديد، وبغض النظر عن التحديات الخارجية والداخلية، التي تعاني منها تلك الأقطار.
 
 وإذا كان القول العربي المأثور ( رب ضارة نافعة ) قد يحتاج إلى أكثر من واقعة، لإثباته واعتماده، كقانون للاستدلال والقياس على واقعة ما في المستقبل، فانه بلا شك، اثبت صدقية واضحة في الاستنباط هذه المرة،حيث ترسخت ظاهرة استيقان الجماهير العربية، بحقيقة دوافع التدخل الأجنبي، في الشأن العربي،ووصلت إلى قناعة تامة، بأنها مصلحة غربية صرفة، ولا علاقة لها بالداخل العربي. وبهذا التصور، فان أعراض مخاض عملية ولادة مشروع النهوض العربي الجديد،من رحم الأمة، والتحرر من الأجنبي، ورفض تدخله بالشأن العربي، رفضا قاطعا تحت أي ذريعة،يمكن الآن تلمسها بشكل واضح، وعلى كل الأصعدة في الوطن العربي، رغم كل الكدمات الموجعة للجسد العربي في الميدان.
 
 إن المطلوب اليوم، هو فضح مشروع الهيمنة، واستثمار ومضة النهوض العربي الواعدة، لتفويت الفرصة على أعداء الأمة، في تنفيذ مشروعهم الخبيث، الذين يزعمون أنهم في الساحة لحمايتها، من الأنظمة المتسلطة، وكأنهم أوصياء على مصيرها. ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )

 

 





الثلاثاء١٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة