شبكة ذي قار
عـاجـل










في زمن طفولتنا تعرفنا على فكرة ( الدجال ) من خلال القصص التي تنسجها خيالات جداتنا والعجائز اللواتي يقمن بصياغتها صياغة ممتعة لنا قبل النوم، وهو يمثل الموروث الديني والشعبي الذي نهض بمهمة صياغة هذه الفكرة وغذاها خيالنا الطفولي المولع بالخرافة والزيادة عليه .. منذ ذلك اليوم ونحن نحتاط من لفظة( الدجال) .. ! .


ونعاينها معاينة فيها الكثير من الخيال المحلق اذ تدخلت في صلب حياتنا اللغوية بل ذهبنا أبعد لنستعملها في توصيف كل حالة مراوغة لا تنتظم مع مباديء الحياة للناس ومع القيم المعروفة لهم فكثرت حالات الدجل وكثر الدجالون خاصة عند ظهور الآيات المتمثلة بخميني وبطانته التي لاتزال تعد مناهج الدجل بل تعددت صور الدجل وتنوعت اشكاله وتجسد ( الاعور الدجال ) في الكثير من مظاهر الحياة بعد ان سنحت لهذه النماذج ان تظهر بفضل امريكا ون تبعها ذليلا خانع .. الى يوم احتلال العراق لنرى هؤلاء الدجالون وهم يشرعون لملمة اخر اوراقهم ليرحلوا عن ارض العراق والى الابد بأذن الله تعالى وصبر العراقيين المرابطين ، لكننا ما أن نرفع بصرنا قليلا – قليلا جدا- حتى نرى فكرة الدجال تتجسد في وحش ضرير مرة اخرى ، نقل تسمية الاعور الدجال الى الأعمى الدجال وهو اليوم يوهم الاخرين بديمقراطية مزيفة بعد ان تزين بكل مظاهر العصر التقني والآلي ليخفي دجله ويختزن في اعماقه المريضة كل دجل البشرية على النحو الذي يمكن ان نصفه (بدجال العصر ) ، وهو يستخدم كل اساليب الاغراء والاغواء والتوريط والسمسرة والكذب والايهام ويسخر في هذا كل ماأتى به هذه العصر من قدرات فضائية وتكنلوجية واتصلات فائقة سمعية ومرئية بعد ان اصبح العالم قرية كونية صغيرة .. !.


ان الدجل الامريكي هو دجل تقني أصل .. يستهدف اذلال الشعوب وتقويض خصائصها الوطنية والقومية لترتفع راية الدجل خفاقة على رؤوس شعوب خليطة لايشبه فيها احد احد ولاتجمعهم سوى رغبتهم الحالمة وجشعهم المروع في الحصول على الذهب الاصفر والاسود والاحمر .. الخ.


نقول أما آن لهذا العصر الجبان أن يزين العلم الامريكي بصورة متخيلة لدجال عصري يعد شعوب العالم الفقيرة بشطيرة من همبورغر ماكدونالد وعبوة زجاج من كوكا كول .. ؟؟ وصدق برنادشو الكاتب الأنكليزي الساخر بمقولته .. من سخريات القدر ان يوجد تمثال الحرية في امريك ..

 

 





السبت٠٥ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الدين احمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة