شبكة ذي قار
عـاجـل










كان الاحنف بن قيس وهو من دهاة العرب في التخطيط الحربي ومن شجعانهم اذا غضب غضبت له مئة الف من سيوف العرب ماسألته فيما غضب .. كان الرجل يمشي برفقة ابنه في احدى المعارك فسأله ابنه قائل .. مارأيك بنتائج المعركة .. اجاب الاحنف .. يابني اذا رأيت الجبان يكر والشجاع يفر فأتى الى رابية وتأمل .. ان في الامر خيانة .. وهي احدى أشهر الخيانات في تاريخ العرب .. واسلموا من كل خيانة ..


كان العراق اذا غضب تغضب له الدنيا وتتلبد غيومها فهو الاسد العربي بدون منافس وعليه كانوا العرب ينظرون اليه انه صمام امنهم وبقاء عروشهم .. وفي غفلة من الزمن اختلفت فيه موازين الحياة حيث العابثون الذين لايقوون على البقاء مرفوعي الرأس بل اختاروا الخنوع والذل قاموا بخيانة لم يشهد لها العرب عبر تاريخهم فبينما كان هذا الاسد يناور ويخطط للخلاص من شباك نصبت له كان ابناء عمومته اول المتصيدين له مع غرباء طامعين فضيقوا عليه كل الطرق وحصلت مواجهة افتقدت لكل موازين التكافؤ للقوى الغريبة .. وحصل ماحصل حيث وقع الاسد جريحاً ولكن لم يمت لان انفاسه تناجي جذور اعماق التاريخ الا ان الجرح كان عميق .. هو العراق الذي لم يبخل على ابناء عمومته الذين جزء منهم محسوبين عليه كانوا خونة واذلاء للاجنبي في وقت كان العراق يشكل الحزام بل الدرع الواقي لهم من أطماع من يكون في هذه الدني .. فمن عجائب الدنيا ان تكون مشايخ نشأت وترعرعت في حضن حماية العراق كانت تعيش على هامش العالم في كل شيء وكان العراق ابو الحضارة قد دخل المدنية من أوسع ابوابه ..

 

كانت هذه المشايخ تنظر الى هذا العملاق العراق وهو يقود الامة الى مرحلة جديدة في الرقي والتقدم عبر بوابات بلاده التي فتحها وعلى مصراعيها ليلتهموا من خيرات وثقافة وعلوم وفنون هذه الحضارة التي تمتد الى اعماق التاريخ وكيف لا وهم كنز الامصار وجمجمة العرب (سيدنا عمر الفارورق) وكيف لا وهو بلد ابراهيم الخليل وحمورابي ابو القوانين ونبوخذنصر رافع لواء النصر في كل مكان قاهر اليهود وغيرهم .. هذا هو العراق .. واليوم تعيش هذه المشايخ الذليلة الخانعة بعد ان نزعت عنها الحياء وكشفت عن عوراتها بعد ان تخلت عن اوراق التوت التي كانت تحفظ لها هذه العورات وباتت اداة طيعة للغرباء الذين يصولون ويجولون في ارض العرب ودار الاسلام ويشاركون في سفك دماء العرب هنا وهناك في اليمن وليبيا والسودان وقبله العراق بل اصبحوا وبامتياز قوادين يتقدمهم اميرهم وصبيانه لهؤلاء الغرباء ولشدة غبائهم تصوروا ان كل شيء في هذه الدنيا يسير كما ترغبه اهوائهم الفارغة وتناسوا ان الدنيا تدور وتدور ولان هؤلاء الغرباء عديمي الحياء والخلق والجذور فهم ليس لهم وعد مع احد ففناء هذه المشايخ بات واضح في الافق وليس ببعيد فرعونتهم وجبنهم واستقوائهم بالغرباء هو بداية النهاية لهذه المشايخ التي نشأت في غفلة من زمن ابو ناجي ( بريطانيا) .. ولكنها زائلة وراحلة لامحالة ولن ولم يذكرها ارشيف تاريخ الامم لأن نشأتها كان خط .. في حين هذا الاسد العراقي سيبقى يصارع الحياة الى ان يستعيد عافيته وهذا اكيد لانه حضارة ..
 

 





السبت٢١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الدين احمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة