شبكة ذي قار
عـاجـل










 

الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية : التجربة الليبية تطل برأسها شاهدا على أن النظام الرسمي العربي ما يزال يلعب دور الوكيل الميداني المعتمد لإرادات خارجية معادية لطموحات الأمة .


الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية :
قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1973 صدر مرتكزا على توصية من اجتماع فاقد للشرعية لمجلس الجامعة العربية طالبا من الأمم المتحدة التدخل بحل دولي لأزمة داخلية كان يجب أن تتضافر الجهود العربية لإيجاد الحل المناسب لها .


الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية :
إن قرار مجلس الأمن الأخير يشرعن لعدوان جديد على بلد عربي عضو في الجامعة العربية بموافقة عربية رسمية غبية ، وقد خرجت الجامعة العربية على ميثاقها وانساقت وراء إرادات استعمارية ، ولتصبح جسرا لتنفيذ العدوان الجديد على الأمة العربية بذرائع كاذبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وكأن أعضاء الجامعة الذين وافقوا على ذلك القرار السيئ يحترمون حقوق الإنسان في بلدانهم وكأنهم جاءوا إلى السلطة عبر التداول السلمي للسلطة الذي تفرزه نتائج صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة .


الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية :
إن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير والاصطفافات الغبية واللئيمة التي انحدرت إليها بعض الدول العربية وجامعتها المفرقة لكلمة العرب ولإرادتهم ، ليس إلا صفحة لم تعد خافية على أبناء شعبنا العربي ، وإن حشد طائرات حلف الأطلسي لفرض حظر جوي فوق ليبيا أو لتوجيه ضربة عسكرية لها لم يكن لصالح المعارضة الليبية المسلحة هي الأخرى وإنما لإضعاف الأمة العربية وإشغال أقطارها في حروب أهلية لا تخدم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي انتهكتها القوى الاستعمارية لقرون طويلة ، بقدر ما هي مخططات تهدف لتطمين مصالح أعداء الأمة العربية من امبرياليين وصهاينة واحتكارات نفطية .


 


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية حول قرار مجلس الأمن ١٩٧٣ بشأن ليبيا

 


مرة أخرى تحشد الدول الاستعمارية قواها العسكرية والسياسية والاقتصادية وتوجهها ضد بلد عربي استمرارا لنهج راسخ في عقلية لا تريد أن تتحرر من نظرتها القديمة إلى الأمة العربية التي ترى أنها أمة ناقصة الأهلية لقيادة نفسها على وفق ما تراه مناسبا لها ويخدم خطط التنمية فيها بما يؤمن استثمارا أمثلا لثرواتها البشرية والطبيعية ، ولهذا فقد عانى الوطن العربي لعدة قرون من جعله ساحة لصراعات طويلة بين دول استعمارية مختلفة فيما بينها على كل شيء إلا على التوسع على حساب أراضي الغير ، لنهب ثرواتها وتكريس قواعد عسكرية برية وبحرية دائمة وتوسيع مناطق نفوذها والسيطرة على الممرات المائية الإستراتيجية والتحكم بمصائر الشعوب في قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .


إن الدول الأوربية وبعد أن فقدت الكثير من عوامل قوتها وقدراتها الاقتصادية والعسكرية مقارنة بما تمتلكه القوى الجديدة وتبعا لذلك تأثيرها السياسي على الساحة الدولية والتي حاولت أن تطرح نفسها بشعارات جديدة وتنأى بنفسها عن الوصاية الأمريكية ، باستثناء بريطانيا التي تحاول تجديد نفسها على الضد من كل السنن الكونية ، من خلال تبعيتها المذلة للولايات المتحدة ، تلك الدول كانت قد دخلت في خلافات معلنة وقوية مع الإدارة الأمريكية قبيل عدوان 2003 التي تعرض له العراق ، حتى ذهب بعض غلاة اليمين الأمريكي الجديد إلى وصف أوربا بالقديمة التي لم تعد قادرة على التأثير في الأحداث الدولية لأنها فقدت جدارتها حتى بقيادة نفسها ، ولكن تلك الأزمة العابرة بين طرفي الأطلسي لم تعمر طويلا إذ عادت أوربا القديمة إلى بيت الطاعة الأمريكية ، فالتبدلات التي حصلت في أوربا بعد الانتخابات البرلمانية التي شهدتها معظم الدول الأوربية بعد عام 2003 ، أكدت أن الروح الاستعمارية كانت مستقرة في ضمائر قادتها بمن فيهم أولئك الذين حاولوا استغلال موضوع الحرب على العراق للحصول على مكاسب انتخابية على حساب خصومهم السياسيين ، وأن هؤلاء القادة ليسوا بحاجة إلى أكثر من فرصة عابرة لتأكيد انتمائهم إلى صلب المدرسة الاستعمارية التي قادها الزعماء الأوائل الذين نشروا قوات بلادهم في معظم أرجاء العالم القديم بحثا عن النفوذ والثروات الطبيعية وأسواق تصريف المنتجات الصناعية ، وليعودوا إلى جوهر سياسة الوصاية الاستعمارية على الأمة العربية والتخطيط لها على الضد من إرادتها وفرض خيارات سياسية عليها بما فيها شكل النظام الدستوري ليس بما يؤمن مصالح الشعب العربي وإنما من أجل ربط الأمة العربية بعجلة الحركة الاستعمارية الغربية إلى الأبد ، مع تغيير شكلي في الشعارات المعلنة ، فقد أصبح لزاما طرح شعارات جديدة بهدف تسويق الحالة الاستعمارية الجديدة من طرح لشعار الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع واحترام حقوق الإنسان ، ولترتكب وراء هذه الشعارات البراقة أبشع الجرائم ضد الإنسانية والديمقراطية .


لقد كانت تجربة الحرب على العراق من أكثر التجارب مرارة في تاريخنا المعاصر فقد استخدم فيها النظام الرسمي العربي كعربة مشلولة الإرادة والبصيرة لتوفير المداخل والمطارات والقواعد البحرية والأجواء لتدمير العراق ، واعتقدنا أن تلك التجربة أعطت من الحصانة السياسية والمبدئية ما يكفي لتجنيب الأمة العربية ويلات السقوط في فخ التكليف بالحرب بالنيابة ، ولكن التجربة الليبية تطل برأسها شاهدا على أن النظام الرسمي العربي ما يزال يلعب دور الوكيل الميداني المعتمد لإرادات خارجية معادية لطموحات الأمة ، فقد صدر قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1973 مرتكزا على توصية من اجتماع فاقد للشرعية لمجلس الجامعة العربية طالبا من الأمم المتحدة التدخل بحل دولي لأزمة داخلية كان يجب أن تتضافر الجهود العربية لإيجاد الحل المناسب لها .


إن قرار مجلس الأمن الأخير يشرعن لعدوان جديد على بلد عربي عضو في الجامعة العربية بموافقة عربية رسمية غبية ، وقد خرجت الجامعة العربية على ميثاقها وانساقت وراء إرادات استعمارية ، ولتصبح جسرا لتنفيذ العدوان الجديد على الأمة العربية بذرائع كاذبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وكأن أعضاء الجامعة الذين وافقوا على ذلك القرار السيئ يحترمون حقوق الإنسان في بلدانهم وكأنهم جاءوا إلى السلطة عبر التداول السلمي للسلطة الذي تفرزه نتائج صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة .


لقد خرجت الأحداث في ليبيا عن مسارها الوطني والقومي وعن إطارها كنزاع بين نظام حكم غير ديمقراطي وبين أبناء الشعب الليبي ، إلى نزاع مسلح بين قوى تلقت الدعم الخارجي وتخوض حربا طاحنة وبمختلف الأسلحة الثقيلة بما فيها الطائرات وتسعى إلى توسيع نطاقه ليكون شاملا وبتدخل استعماري خطير يهدد أمن الأمة العربية في الصميم ، ويمهد الأرضية لشن المزيد من الاعتداءات على دول أخرى تحت ذرائع كاذبة يتم اختلاقها من طرف الدول الكبرى، ولا ندري لماذا تجاهلت القوى الاستعمارية وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي معاناة الشعب الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة والذي ما زال يدفع ثمنا باهظا جراء سياسة العدوان الصهيونية على الضد من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة فهل كان الدم الفلسطيني الذي سال في أودية القطاع نتيجة العدوان المستمر والحصار الظالم الذي يتعرض له لا يحظى بالقيمة التي يحظى الآخرون أم هو التوظيف السياسي الأعمى لقضايا معينة وتجاهل قضايا أحرى ؟ وإلى متى يستمر النظام الرسمي العربي على هذه الازدواجية بالمعايير وسياسة المكاييل المختلفة ولماذا لم تنجح الجامعة العربية إذا كانت بهذا الثقل الدولي أن تفرض رأيا واحدا على المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ، أم أن صوتها مسموع حين تقترح مبادرات هي بالأصل من أملاءات القوى الدولية التي تتربص بالعرب وتتحين لهم الفرص ؟
لقد ظلت عين حلف شمالي الأطلسي عمياء عن رؤية ما يحصل في فلسطين وأرادت صرف الأنظار عن جرائم أمريكا والصهيونية العالمية في أفغانستان والعراق وفلسطين لتوجد ساحة صراع بديل تستقطب اهتمام أجهزة الإعلام المرتبطة بها ولتشغل الرأي العام العربي بقضية جندت من أجل تأجيج الصراع فيها عملاء أعدتهم لهذا الغرض الخبيث .


إن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير والاصطفافات الغبية واللئيمة التي انحدرت إليها بعض الدول العربية وجامعتها المفرقة لكلمة العرب ولإرادتهم ، ليس إلا صفحة لم تعد خافية على أبناء شعبنا العربي ، وإن حشد طائرات حلف الأطلسي لفرض حظر جوي فوق ليبيا أو لتوجيه ضربة عسكرية لها لم يكن لصالح المعارضة الليبية المسلحة هي الأخرى وإنما لإضعاف الأمة العربية وإشغال أقطارها في حروب أهلية لا تخدم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي انتهكتها القوى الاستعمارية لقرون طويلة ، بقدر ما هي مخططات تهدف لتطمين مصالح أعداء الأمة العربية من امبرياليين وصهاينة واحتكارات نفطية .


وإننا إذ نشجب بأقوى العبارات هذا الحشد العسكري العدواني على ليبيا الشقيقة ، ونستنكر الإرادات الدولية التي أملت قرار مجلس الأمن 1973 ، فإننا نناشد أبناء شعبنا الليبي بكل تياراته السياسية المخلصة لبلدها أن تنتبه إلى خطورة المؤامرة التي تتعرض لها ليبيا وتسعى لضرب وحدة البلاد الوطنية وسيادتها وكرامتها ، ونربأ بأبناء ليبيا أحفاد عمر المختار أن يتراصف أي منهم مع الاستعمار البريطاني والفرنسي والامبريالية الأمريكية أو يكونوا أدوات لقتل بعضهم البعض ، وندعوهم لحوار شامل يخرج بلدهم من أزمته ويفوت على أعدائهم الفرصة بتدميره ، فالحوار هو اللغة الوحيدة يجب أن تسود بين أبناء الوطن الواحد لتجاوز محنته ، كما نناشد الحكومة الليبية بفتح صفحة جديدة مع شعبها ونبذ منطق القوة والركون إلى الحوار العلمي والعملي البناء لتصويب التجربة وإنقاذ ليبيا من هذا المخطط الاستعماري القديم الجديد .



والله اكبر
وعاشت الأمة العربية

 



المكتب الإعلامي
الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية
في التاسع عشر من آذار ٢٠١١

 

 





السبت١٤ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة