شبكة ذي قار
عـاجـل










في اليوم السادس من شهر كانون ثان عام  1921 أزداد العراق شرفا ورفعه بإعلان تأسيس الجيش العراقي الباسل ، وذلك بتشكيل أول نواة له وهو فوج موسى الكاظم . وليس خافيا على محضراتكم ما كان لهذا الجيش من أدوار وطنيه وقوميه بارزه ومؤثره في سفر تأريخه الجهادي المشرف .

 

فتلك فلسطين وأرضها الطاهرة في جنين وكفر قاسم لا زالت شاهده على المآثر العظيمة والمواقع الجليلة لشهداء الجيش العراقي الباسل الذين رووا أرضها الطاهرة بدمائهم الزكية .

 

وتلكم سيناء وسماءها تروي قصص الشهادة والفداء للطيارين العراقيين البواسل الذين حموا سماءها ودكوا بصواعق الحق الأهداف الصهيونية العصية  في حربين ضروس شرسة عامي 1967 و 1973  .

 

وهذه الجولان تتذكر وبفخر المآثر البطولية في الذود عن شرف دمشق وحفظ طهاتها من الدنس الصهيوني الذي كاد أن يدنسها .

ولنسأل غور الأردن ونهرها عن الذكريات التي تركها الجند العراقيين فيها وعليها .

 

مهما كان الرد والجواب فلا يمكن أن يكون أصدق مما حوته الأرض الطيبة الطاهرة العربية في مقابرها من شهداء ذادوا عن أرضها ودافعوا عن سماءها .

فتلكم مقابر الشهداء في فلسطين العربية والأردن ودمشق ، تحتظن بين ظهرانيها جثامين طاهرة لأسود الحق الذين رووا أراضيها بدمائهم الطاهرة الزكية  .

كان الجيش العراقي يُقادُ من خيرة الضباط القادة الأكفاء الوطنيين .

 

وكانت مؤسساتهُ مقصداً للعديد من الأشقاء العرب ، حيث ُكانت مؤسساته التدريبية تحظى بالثقة والسمعة الطيبة لما فيها من الكوادر التدريبية المؤهلة والمناهج التدريبية التي تعتمد أرقى الأساليب التدريبية وأدقها وأكثرها موثوقيه في العالم .

 

فكانت الكليةُ العسكرية مقصداً للعديد من البلدان العربية وكذلك كلية القوه الجوية ، ناهيك عن كلية الأركان العراقية التي كانت موضع الاحترام والثقة للعديد من الدول العربية الشقيقة .

 

لقد اكتسب الجيش العراقي الباسل في تصديه الشجاع والمقدام للريح الصفراء التي هبت على العراق من شرقه وأرادت أن تغير وجه التاريخ الناصع فيه بعد أن قرر الخميني (عليه من الله ما يستحق) تصدير ثورته الرعناء إلى جيرانه بالقوة .

 

 

 

 

فكانت للجيش العراقي ملاحم بطوليه قل نظيرها في العالم من يُماثِلُها في الجرأة والإقدام والبسالة . وأصبحت الدروس المستنبطة لهذه المعارك تدرس في العديد من ألأكاديميات العسكرية لدول المنطقة و لدول العالم لما تمخضت عنه من إمكانيات متميزة في القيادة الشجاعة سواء الميداني منها أو القيادة في المستويات العليا أضافه إلى التخطيط والإدارة والمناورة التكتيكي منها أو ألعملياتي .

 

انتهت هذه الملحة الرائعة  بأن تجرع السم قادة دولة الاعتداء وقبولهم بقرار مجلس الأمن  لوقف أطلاق النار .

لقد كان القادة العسكريين العراقيين مهنيين ومحترفين لمهنتهم ، منتمين لوطنهم  ،  مخلصين لشرف الجندية وأخلاقها .

 

تتوالى الايام ويصعب المخاض الذي مر به العراق شعباً وحكومةً وجيشاً ، حيث تتوافد الغربان السود وتتجمع الخفافيش وبنات آوى وتخرج الثعابين والعقارب من جحورها وتظلم السماء بأن حجاب الشمس ، لتبدأ صفحة جديدة من تاريخ العراق كتلك التي بدأها هولاكو وأعوانه ، وتعود نفس الأدوار السابقة ، فها هو أبو رغال وأبن العلقمي ومن تحالف معهم .

تتشابه الأدوار ولو في واقعها وأن اختلفت في ظاهرها .

تتكالب دول الشر وتنتظم في صف أمريكا الحقد والكراهيةُ لتبدأ صفحة جديدة من صفحات الحرب الصليبية الحديثة .

تجمع الأشتات في بغداد السلام ليحيلوا نهارَها ليلاً وضياءَها ظلاماً .

داست أرضها الطاهرة أقدام الغزاة البرابرة ومن قدم َ معهم من أعوان الشيطان وأولادُ القردةِ والخنازير .

أنتظمَ على أرضِ الرافدينِِ كلُ الفاسدين المفسدين وصفقوا لأنفسهم إذ تحققت أحلامهم في تدميرِِ كيانٍ كادَ أن يُفلتَ من حيزه بالعالمِ الثالث لينتقلَ إلى مرتبةِ الدولِ المتقدمةِ .

 

كانَ دولةُ مؤسساتٍ ونظم ، ليصبح كيان مسخ هزيل بعد أن عاثت الغربان والسحالي بأرضه وتربعت بناتُ آوى على عرشهِ .

حُلِ جيشه الباسل ودمرت مؤسساته وطرد أبناءه ليحل محلهم أبناءُ أبيهم من سقط المتاع وكل مترديةٍ ونطيحةٍ .

تولى شؤونُ العبادِ والبلاد مَن  قدمَ مع الحذاءِ الأمريكي وراكباً دبابته ومقتنعاً بهواه ومتشبعاً بثقافتهُ موقعاً صكَ الاستسلامِ على ورقةٍ بيضاءَ ورافعاً لباسهُ الداخلي علماً أبيضاً (آسف لاستخدام مثل هذه الكلمات والتعابير ، ولكنها هي ما تليق بهؤلاء الساقطين الخونة الأنذال ، حاشى مسامعكم الكريمة من ذكرهم ) .

المهم في الأمر أيها الذوات الأفاضل الكرام ، هو حَلُ الجيش العراقي بقرار تعسفي من الحاكم المدني الامركي المنصب لإدارة شؤون العراق السيئ بول وحقا هو بول بريمر السيئ في كل التفاصيل وبمباركة  الظلاميين والسيئين ممن كان الحقد لهم دثاراً ومقصداً ضد العراقِِِ برمته والجيش خاصة فيه ، ليبدأ فصل جديد من التاريخ المظلم للعراق الأبي بتشكيل جيش من أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا خدما للمحتل وأعوانه .

خانوا اليمينَ وداسوا شرفَ العسكريةِ وباعوا شرفهم الشخصي المهني مقابل  بعض الامتيازات والمكاسب الحياتية والدنيوية .

تولى مقاليد الجيش كوزراء في الجيش الجديد أما الغبيٌ أو السارقٌ  أو القاتلٌ أو الفاشل في مهنةِ العسكريةِ .    

 

 

 

السؤال : الى كل أولئك الذين سقطوا في وحل الخيانة ممن يحملوا الرتب الكبيره والذين كان ( نعم  كان ) لهم شرف حمل الصفة العسكرية ، كيف يستسيغوا أداء التحية العسكرية أو قول كلمة سيدي لمن تولى أمرهم ممن هو معلوم الصفة .

 

إلى كل أولئك الذين يحملون رتبة الفريق أو الضباط القادة من الرتب المتقدمة ، ألم تأنف أنفسكم من نطقها  لسعدون الدليمي أو حازم الشعلان أو عبد القادر العبيدي أو  بابكر زيباري . أين العزة بالنفس والكبرياء التي تليق بالفرسان ؟

كيف ارتضيتم لأنفسكم هذا الذل والهوان والعار والشنار الذي لا يغطيه عذر و لا يمسحه تقادم الزمان .

ما هو المبرر الذي تتذرعون به لتاريخكم الذي أسود بفعلتكم هذه ، بماذا ستعتذرون للخلف من أبنائكم وألهيكم ؟

ماذا ستقولون للأجيال من الزمان القادم عليكم وكيف ستهربون من غضب الله ولعنة التاريخ والناس أجمعين .

أليس شعار العسكريين البواسل :

 

 

لنا الصدر دون العالمين أو القبر

 

أين أنتم من قول المخلد في قوله :

 

فإما حياة تسر الصديق  ....  وإما ممات يغيض العدا

 

ألأمر الأدهى والأمر حضراة ومقامات القارئين الكرام في ( السيء ) القائد العام للقوات المسلحة    :

 

 

 

 

هذا هو قائدكم العام للقوات المسلحة  ؟

أين الخجل وأين الذات العلية في العسكريه الباسله ؟

ألا خسئتم وخسئت شخصياتكم النكرة التي قبلتم ببيعها في سوق النخاسة وبأرخص ثمن .

ما هو العذر وما هو المبرر الذي ستتخذونه شعاراً ؟

أين عزة النفس والكبرياء  ؟

لماذا هذا التحول والتلون في المواقف والقناعات  ؟

أين منكم الرجولة والبطولة التي كنتم بها أوعليها  ؟

كيف قبلتم هذا الذل في العيش والعار في المستقبل  ؟

لقد أسأتم لأنفسكم وأهاليكم وأبنائكم المساكين الذين سيظلون يعانون من سوء تقديركم للأمور وسوء اختياركم ؟

التاريخ لا ينسى ولا يخجل  ...  فأن استطعتم بغفلة منه أن تكتبوا شيئا فانتم واهمون كل الوهم ومخطئون كل الخطأ  .

سيأتي اليوم الذي تتعرى به المواقف ويبان الغث من السمين .

 

 

تتعثر الكلمات ويصعب الاسترسال في الوصف لهول المصيبة التي وضعتم فيها أنفسكم وما سيؤول إليه تاريخكم ومن سيأتي من خلفكم ....

فروا إلى بارئكم وخلصوا أنفسكم وذويكم مما لحق بكم من العار بأن تستفيقوا من غفلتكم وتندموا على ما أسلفتم .

صححوا المسار الذي كنتم فيه وأعتذورا لأنفسكم وتاريخكم الوضاء بأن تندموا على ما أسلفتم من الخطأ الذي ارتكبتم وتتركوا مواقعكم التي أرادها لكم المحتل وعملاءه ومن جاء معهم وأيدهم .

 

 

يعيش جيش العراق الابي الباسل

يعيش جيش المهمات والملمات

يعيش العراق حراً محرراً أبياً صامداً

يعيش الأحرار من قادة الجيش وضباطه ومنتسبيه

الموت الزؤام لأعداء الله والوطن من محتلين وأقزام عملاء ومأجورين

 

 





الاربعاء١١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبن العراق صقر السمتيه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة