شبكة ذي قار
عـاجـل










في نشرة أخبار فضائية الجزيرة الساعة الحادية عشر من ظهر هذا اليوم 9/3/2011دعت الفضائية الاتحاد الأوربي للإنتقال من مرحلة الداعم لمجلس بنغازي، إلى الإعتراف به ممثلا شرعيا ووحيدا لليبيا...!!!، لا أدري ما هي أسس هذه الدعوة سياسيا وقانونيا؟؟؟ هل تعبر عن جهل لمحرري ومستشاري ومحللي فضائية الجزيرة؟؟؟ أم هو تشريع دستوري وقانوني جديد تريد الجزيرة وموجهيها الخفيين تسويقه ونشره كقاعدة دستورية وقانونية جديدة؟؟؟ مفادها أن من يحضى بدعم وتأييد من دول البغي والإحتكار فهو الممثل الشرعي للشعبه، حتى إن كان كل الشعب يرفضه ولا يريده، أيها المطلقون لمصطلحات غريبة في قواميس القانون والدستورية والشرعية والتراث التراكمي للمعرفة الإنسانية كهذه التي تريدون تسويقها على أنها منح شرعية لمخربين وخونة عملاء أو مضللين أستُغُلوا من قبل قوى شريرة ليكونوا أدوات ضد شعبهم، وهم منه أي من ذلك الشعب، بتصوير عملهم التخريبي بأنه عمل وطني وبطولي، فظللوا ومن ثم ورطوا فصاروا معولا أو محراثا للنار نار الفتنة والقتل وقطع الرحم، وحتى من أدرك أنه تورط بالخطيئة منهم أخذته العزة بالإثم أو دفع لذلك من خلال الإيهام الذي يمارسه الإعلام المعد مسبقا لمثل هذه الساعات وهذه المواقف، تماما كما هو موقف من تورطوا في غزو العراق وتدميره فليس كل القادمين مع الإحتلال خونة ومعادين للعراق ولكن منهم من كان مظلل ومدفوع بالحقد والأطماع الشخصية والإعلام المعادي الذي صور لهم الباطل حقا والحق باطلا وعندما أكتشفوا الحقيقة خانت غالبيتهم الشجاعة في الرجوع عن الغي والضلال فأولوا الحقائق وكذبوا على أنفسهم بأنهم شرعيون من خلال عملية كاذبة وخدعة مكشوفة سماها الإحتلال العملية السياسية وإختصرها بالإنتخابات وحددها بالمرتزقة والعملاء ومنع القوى العراقية الوطنية اتلحقة المشاركة فيها من خلال ما سماه هيئة إجتثاث البعث، وجملها زورا بتغيير اسمها إلى هيئة المسائلة والعدالة، وأسند رئاستها لأكثر عملائه ولاءا وحقدا وخيانة وهو أحمد الجلبي، ورغم كل ما حاول الإحتلال أن يضفيه من شرعنة لحوماته التي أسندها لمرتزقته لم تحضى تلك الحكومات بالشرعية لأن الشعب يرفضها ويعتبرها مفروضة عليه ولا يتعدى عملها كونها حارسة ومنفذة لمخطط الإحتلال ومصالحه وغاياته، فتبا لكم ولهكذا شرعية من قوى البغي والإرهاب والجريمة والإستعمار.


لا أدري كيف أصف مثل هكذا فضائيات؟؟؟

هل أسميها جزر الفتنة؟ التي لعن الله ورسوله الساعي لإيقاضها أي نشرها؟ لأنها ليست فضائية الجزيرة لوحدها بل هي مجموعة متنوعة الشعارات والمسميات والواجهات والأماكن والإنتماءات الجغرافية، لكن كلها أنشأت ومولت من مرجعية واحدة ولغايات وأهداف محددة وبرنامجها النهائي البعيد موحد وهو الترويج للفتنة والتخريب والفوضى وخدمة أسيادها وأسياد مموليها وأولياء أمورها الذين هم وإن لم يعوا جزء من المستهدفين، فغايتها نشر الفتنة والترويج الفوضى عبر تضليل الناس خصوصا الشباب ومحدودي التعليم والمعرفة والقدرة على التمييز بين الحق والباطل.


أم هي جزيرة الدجال التي وردنا عن سيد الخلق محمد العظيم الذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى: أن الدجال مقيد بجزيرة في عرض البحر،!! أم هذه الفضائيات من أبواق ومزامير للشيطان؟ فنشرها للضلال والكذب من أجل تضليل الناس وفتنتهم، يجعلها وسائل الشيطان في إيهام الناس وإدخال الوسواس لصدورهم، فتجعل الإنسان يتحير بل يتيه خصوصا غير المدرك ما الموقف الصحيح؟ وهو ما تسعى له الجزيرة ومثيلاتها من الفضائيات، التي إستطاع أتباع الشيطان، من ملاكها ومنشئيها سواءا العلنيين أو المتسترين وراء هؤلاء الذين تخلوا عن كل قيم الإيمان والشرف والأصالة والرجولة، ولقد إستطاعت هذه المحطات ولفترة ليست قصيرة من إيهام الناس أن هذه الفضائيات تمثل الحقيقة والدعوة للقيم والمثل، ولا أريد أن أسميهن الآن كلهن - لأن الله كشفهن وهم كشفوا أنفسهم عندما تناخوا للفتنة ونشر الأكاذيب وتغطية بعضهن البعض عند تعرض إحداهن للتشويش- فقد خُدُعَ كثيرين من الناس بل من المثقفين أن تلك القنوات مهنية ومحايدة، وإستطاعت أمريكا وحلفها من تضليل الناس بأن تلك الفضائيات تمثل شكلا جديدا من محطات الإعلام المهني المحايد، عبر توجيهها تحذيرات لها وصل في بعض الأحيان الى حد التهديد بقصفها أثناء العدوان الأجرامي الإرهابي لحشد البغي الشيطاني بزعامة أمريكا على العراق، وكان آخر ترويج ذكي وخبيث ما قالته اللإرهابية الماسونية المتصهينة هيلاري كلنتون بأن فضائية الجزيرة فاقت قدرات الإعلام الأمريكي بنقل الحقيقة وتغطية الحدث، وهو دعاية لصالح الجزيرة من حيث لا يفقهه البسطاء، لأنها قناتهم أصلا أي إنها قناة المؤسسة الباغية ولكن بإسلوب ذكي ومستور ومغطى بشكل مهني دقيق، فالجزيرة روجت وتروج بذكاء لكل مخططات الأمبريالية والبغي والفاشية الصهيونية الأمريكية وخدمة مخططاتها بشكل ذكي ومحبوك بدقة، وما قدمته إزاء العدوان الفاشي على شعب العراق منذ عام 1991 والذي إستمر 13عاما بأشكال متعددة يثنت ذلك لمن يعيد قراءته بعمق وذكاء، ومستمرا في شرعنة إحتلال العراق الذي مر عليه سبعة سنوات، أي أن الجزيرة وأخواتها من أبواق الشيطان إستطاع مؤسسوها وممولوها وموجهوها من خداع الناس عقدين من الزمن، ولكن حسبنا الله، وهو نعم المولى والنصير ، فقد كشف مكرهم وأبطل غيهم وجعلهم يخربوا بيوتهم بأيديهم كما جاء في القرآن الكريم: (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، فرب ضارة نافعة فقد جاءت الأحداث بكل صورها وأشكالها لتكشف حقيقة فضائية الجزيرة وأخواتها ومن ورائهم وما هي أغراض من أنشأهن وغاياته، رغم الخسائر في تلك الأحداث.


قلت عن هؤلاء الذين يتولون ادارة وتوجيه هذه الفضائيات إنهم: (تخلوا عن كل قيم الإيمان والشرف والأصالة والرجولة)، وقد يقول عني قاريء أن قولي يعبر عن كوني مجرد سباب لعان، فأود أن أبين أن ذلك القول جاء بناءاَ على حقائق هي:
أن المؤمن لا يكذب وهذه الفضائيات قد كذبت وبالتالي كذب كل له علاقة بها. المؤمن لا يكذب ولا يسعى للفتنة قول من قوله وحياَ.


الشريف يخجل أن يقع في الناقصة والرديئة (الردية) أو يقال عنه أنه كذب أو قال باطلا لأنه يعتبر ذلك مساسا بشرفه، فكيف من يتقصد ذلك؟ هذا يعني أنه لا يخشى على شيء، وينطبق عليه المثل العربي الشائع (إن كنت لا تستحي فإفعل ما شئت)، والحياء صفة من صفات المؤمنين والشرفاء والأصلاء، فمن يتخلى عنها يتخلى عن كل تلك الصفات.
وقد أكد العرب أن شرف المرء ليس حسن شكله وملبسه بل هو فعله وخلقه:
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له إن لم يكن في فعله والخلائق
وهل أبقوا العاملون في فضائيات الكذب والفتنة شيئا من الخلق؟


العربي الأصيل لا يكذب ولا يتقول حتى على من يعاديه، والدليل جواب أبو سفيان لقيصر الروم عندما سأله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فقال له هو من أوسطنا حسباَ وأصدقنا قولا ..) رغم أن ابا سفيان أشد زعماء قريش وكفارها عداوة لرسول الله.
وقد قال العرب من قديم الزمان:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبقى إلا صورة اللحم والدم


أما تخليهم عن قيم الرجولة، فقد قال العرب من قبل الإسلام أي قبل أن ينقيهم الله مجددا لحمل خاتمة الرسالات (يمسك الرجل من بين فكيه لا من بين فخذيه)، نعم وربي أن لسان المرء مقوده لا ذيله وكرشه، ومن نطق لسانه بالباطل ودعى للفتنة وسعى للعمل المنكر فإنه تخلى عن كل صفات الإنسان وليس الرجولة والإيمان فقط ، ولنا في قول سيد البلغاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: (ليت لي رقبة كرقبة البعير لأهضم كلامي قبل أن أخرجه)، فكم هي خطورة اطلاق الكلام دون تروي وتمحيص على الرجل والرجولة؟


اللهم إنك لعنة الساعي للفتنة وموقظها، فأجعل جزاءه في الدنيا والآخرة سريعا يارب العرش الكريم.

 

 





الجمعة٠٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة