اكتب إليكم مفتتحا كلامي بالآية الكريمة ( أدع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحس ) وهي التي تزعمون في حزبكم أنكم اتخذتم اسمه منها ولكن ما أثبتته الأيام والسنون إنكم ومن معكم بعيدون كل البعد عنها وعن مفهومها.

ولكي ادخل في صلب الموضوع أعود بك الى نفاقكم السياسي كنتم يا دولة المالكي تعتبرون المرحوم السيد محمد صادق الصدر مرجع النظام وكثيرا ما صرحتم بذلك عندما كنت مقيما في سوريا ولكنكم بعد اغتياله وأنت والسيد مقتدى اعرف الناس بمن اغتاله حملت النعش الرمزي لجنازته في السيدة زينب وصرحت لوسائل الإعلام إن نظام صدام حسين هو الذي اغتال السيد الصدر وأعلنتم إنكم لم تشاركوا في مؤتمر لند ن ولم توافقوا على الخيار العسكري في غزو واحتلال العراق إلا إن الحقيقة أن الناطق الرسمي للحزب الذي سبقك في هذا الموقع وفي رئاسة الحكومة هو من التقى بزلماي خليل زاد في واشنطن وأيد الخيار العسكري وهذا ما أثبته الدكتور محمود الأمير في كتابه ( الائتلاف الموحد في ربع قرن ) وهو احد قيادات حزبكم .

بعد هذه المقدمة لندع لغة الأرقام تتحدث عن انجازاتكم ( العظيمة للعراق وشعبه ) .
لقد خلف الاحتلال ومنذ ثماني سنوات مليون ونصف المليون قتيل من أبناء العراق .
ونتج عن ذلك مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم.

ونتيجة للنزعة الطائفية المقيتة تم تهجير مليونين عراقي داخل البلاد وأربعة آخرين خارج الوطن في دول الجوار ودول أخرى.
وانتم في الدعوة كنت مشاركون في الحكومة الأولى وحكومة إياد علاوي وترأستم ثلاث وزارات فماذا قدمتم للعراق وشعبه؟.
لقد كان حصاد الشعب من وزاراتكم المتهاوية قائمة طويلة من الجرائم ضد الشعب وأجياله المقبلة وانظر معي دولة الرئيس لهذه الأرقام علها تعيد لكم بعض ما نسيتموه:

ـ عدد أطباء العراق اللاجئين هربا هم 12,000 من مجموع 34,000 طبيبا لحد ألان ..
ـ 45% من العراقيين يعيشون بدولار واحد يوميا و15% يعيشون تحت خط الفقر ..
ـ 57% من أطفال العراق ليس لهم مقعد دراسي ..
ـ نسبة البطالة في العراق هي 60%
ـ نسبة التضخم الاقتصادي تصل الى 50%
ـ 77% من العراقيين قد تضرر من جراء القصف الصاروخي من الجو والقنابل والقاذفات ..
ـ عدد المهجرين قشري ( هجرة داخلية ) بلغ 60,000 كل شهر خلال عام 2007
ـ 75% من العراقيين قتل له قريب أو أكثر ..
ـ أما أعداد المعتقلين العراقيين هم:
26,000 معتقل لدى الأمريكان
24,000 لدى الحكومة العراقية
100 عراقي يعتقل يوميا على أيدي القوات الأمريكية للاشتباه بهم

ـ 80% من العراقيين شهد عملية قتل و 72% شاهد سيارة مفخخة.
ـ مئات العلماء والمفكرين تم اغتيالهم وانتم تنظروا بتشفي

ـ أكثر من مائتين من خيرة طياري العراق تم اعتقالهم من قبل مليشياتكم وارسو إلى إيران وتم إعدامهم في جزيرة خرج كونهم شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية وبأشراف مباشر من فيلق القدس وقائده قاسم سليماني.

ـ كان الشعب في كل العراق يعتمد على مفردات البطاقة التموينية في موادها الغذائية إلا إنكم وخلال ألثمان سنوات لم توصلوا مواد هذه البطاقة لشهر واحد للمواطنين كاملة في مفرداتها ومواصفات تلك المواد.

ـ لقد اعترف وزير ماليتكم باقر صولاغ أن واردات العراق خلال السبع سنوات من النفط بلغت 400 مليار دولار ولم نشاهد مشروعا خدميا او إنتاجيا قد أنجز رغم غياب هذه المليارات وتبخرها في مشاريع وهمية أو فاشلة .

ـ والكهرباء التي كانت تصل في زمن ( النظام السابق ) كما تقولون كانت تصل عشرين ساعة في اليوم فأصبحت ببركات حكوماتكم العتيدة تصل ساعتين فقط في حر الصيف وبرد الشتاء

وقد انهارت نظم الخدمات العامة والتعليم والصحة والقطاع الصناعي والزراعي أتعلم لماذا ي ( دولة الرئيس ) ؟

اعتقد أنت تعلم لماذا ولكن يبدو إنكم نسيتم او تناسيتم لقد كان من يعمل في وزارات الدولة قبل الاحتلال أناس مخلصون وطنيون أمناء لا يسرقون قوت الشعب لكن في زمن حكوماتكم الكل ابتلاها الله بمرض الفساد والإفساد والسرقة والتزوير.فهل تستطيع يادولة الرئيس أن تقف أمام الشعب وتقول بصراحة ما كنت تملك قبل الاحتلال وماهي ثروتك وعائلتك اليوم وفي إي البنوك العربية والأجنبية ؟ ومثلك كل المشاركين في العملية السياسية المقيتة ، لقد أوغلتم في إذلال الشعب وهدر كرامته وسرقتم رغيف الخبر من أفواه أطفاله اليتامى والمعوزين فامتلكتم القصور الفارهة والفلل الواسعة بل والقصور الارستقراطية في دول الجوار ودول الخليج ودول أوربية كثيرة حتى ما عاد أحدكم يستطيع أن يحصي ممتلكاته الا بالرجوع الى مدير مكتبه وسكرتيره الخاص.

ولقد أوغلتم في الانتقام وسالت انهار الدم في كل مدن العراق وانتم من جعلتم ما يسمى بالمظلومة شعارا لتظليل البسطاء من أبناء الشعب ، فأنظر دولة الرئيس إلى تظاهرات البصرة و ميسان وذي قار و واسط والمثنى والقادسية وكربلاء والنجف فقد ضاق بكم الشعب ذراعا بعد أن جربكم لثمان سنوات ولم يلمس غير الوعود الكاذبة.

وبعد كل الذي عملتموه لتكميم أفواه الشعب بالقتل والاعتقال والتجويع تتحدث بالأمس مع ما أسميتهم صحفيين وإعلاميين واني اشك بأنك تحدثت إليهم ولكن هي محاولة منك لشراء بعض الأقلام الرخيصة لتقول للشعب لا تطالب بحقوقك المنهوبة وأنا اربأ بكل صحفي وطني وشريف أن يجعل قلمه أداة بيدك ليساعدك في قهر إرادة الشعب وتكميم الأفواه الجائعة والعاطلة عن العمل وكنت قد قلت قبل أيام ( إن البعض ما زال يحن إلى النظام السابق ) فهل تستطيع ان تحصي هذا البعض هل هم واحد إلى خمسة مثلا ؟ أم أنهم ملايين الشعب وعلى امتداد مساحة العراق؟

دولة رئيس الوزراء لا أريد الإطالة ولكني أقول لكم إن من يريد أن يبني وطنا لا يقتل أبناءه ولا يرمل نساءه ولا يفقر رجالة واحذر صولة الحليم إذا غضب وتذكر قول الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ( عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولا يشهر سيفه في وجه حاكم مستبد )