شبكة ذي قار
عـاجـل










نص المداخلة التي قدمها خالد كموني _ منظمة كفاح الطلبة _ إلى الملتقى الشعبي الأول لنصرة الثورة الشعبية المجيدة في مصر. ( فندق الكومودور، الحمراء، نهار الأحد 13/ 12/ 2011 )


أيها الأخوة

إن الثورة الشعبية التي بدأت في تونس وامتدت إلى مصر ولا تزال مستمرة في عدد من الأقطار العربية، لا بد من أن تنبهنا إلى عدد من ضروريات النضال العربي الراهن، ذلك أن الاستفادة من الحراك الشعبي في سبيل النهوض العربي الشامل لا يتم بالصدفة أو الدعاء، بل إن صحَّة الهدف نضحٌ من صحة محتواه الفكري والأخلاقي والمبدئي.


إذا أردنا أن يتحول ما جرى في مصر وتونس إلى ثورة عربية، فيجب التنبه إلى عدم حصر الثورة في أهداف مرحلية ترتبط بتغير النظام في هذا البلد أو ذاك فقط، بل العمل على ربطها بالمشروع النهضوي العربي، أي تحويل الانفعال الانقلابي إلى خطة عمل إصلاحية شاملة، ينفذها الشعب العربي الواحد، كلٌّ في قُطره، وكلٌّ حسب طاقته، وكلٌّ في مجاله.


إن استثمار اندفاع المواطن العربي في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا هو السبيل إلى الوحدة والتحرر العربيين. على القوميين العرب، تجديد أدوات الثورة في منظوماتهم الفكرية، فلا يكفي أن يتبنى المثقفون الثورة في مصر أو تونس، بل يجب أن يتكرس النضال في سبيل الأهداف العروبية، وإعادة النظر في الواقع لكي نخرج بنظرية للانبعاث والتجديد.


إن الجماهير أيها الإخوة لم تعد تثق بقياداتها الماكثة على رأس الأنظمة والحركات والأحزاب العربية منذ خمسين عاماً أو أكثر، إن الجماهير تتطلع إلى المستقبل وإلى تحسين وضعها المعيشي كي تتحرر وترتبط بأرضها وأمتها. إن مصر في وجدان المواطن المصري لذلك، ثار واستشهد وضحى في سبيلها، وهذا ما يحفزه لتطوير نفسه والنهوض بأمته.


إن مصر تنتج قيادتها وكل شباب العرب قيادات بالقوة تصنع لحظات الانتصار متى توحدت الإرادة. نعم، لقد رفعنا صورة الرئيس جمال عبد الناصر، ولكننا نطمح لرفع قائد حي من قلب العرب الأحياء، يستمر بالفكر والعقيدة والنضال في سبيل الأمة وكرامتها.


إن الوحدة والتحرر العربيين ليستا أهدافاً عامة، بل هي خطط عمل يجب على الإنسان العربي أن يثق بنفسه كي يقدر على إنجازهما، عندئذٍ يحق له الكلام عن مقاومة العدو المحتل والمستعمر والمتآمر على الأمة العربية. إن المقاومة العربية لا تقوم إلا على رؤية عربية شاملة للأمور، ولا يمكن أن تكون عربية إلا إذا شارك فيها كل العرب، وأحسوا بأنها تحررهم جميعاً. إن المقاومة ليست حمل السلاح فقط، بل هي الأخلاقية التي تحكم حامل السلاح، وهي الإيمان المقدس بالأمة والإنسان.


لذلك، نرى أيها الإخوة أن نضع خطة للعمل العربي الشعبي المشترك القادر على تحقيق الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة في مشاريع ومؤسسات نضالية وثقافية ونقابية، كي نعبِّد طريق التحرر والوحدة بورد الإرادة العربية الرسولية.


ودمتم ذخراً للنضال العربي المشترك

 

 





الخميس١٤ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة