شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد المطاولة التي راهن عليها مبارك الذي ساء ظنه بان يحتوي الأزمة التي عاشها وعجز أن يرى ما يحدث ويدرك انه أمام إرادة شعب وثورة شعبية قام بها كل أبناء شعب مصر في 25- يناير وقام باسترداد الشرعية وتامين عودة حياة سياسية طبيعية، بعد ان كسرت القيود والركود التي كان يعيشه الشعب المصري.

 

لقد راهن مبارك على الزمن وتقادمه ليسقط همه الشباب في مصر بثورته الشعبية، إلا أنهم زادوا إصرارا في المضي في الحظ الذي رسموه منذ الساعات الأولى لثورتهم.. وهو البقاء في المثابة التي اتخذوها رمزا لثورتهم ( ميدان التحرير ) حتى إسقاط النظام وكان لهم ما أرادوا وفي الجمعة الثالثة من أيام الثورة أرغم مبارك على التنحي من منصبه ويرحل إلى غير رجعة ممثلا لإرادة الشعب.. وهكذا انتصرت إرادة الشعب مرة أخرى بعد تونس راهن مبارك على أمريكا وعلاقاته معهم وخدماته لهم على كل الأصعدة كما راهن على ( إسرائيل ) ومعاهدة كامب ديفيد التي سار على نهجها منذ توقيعها من قبل سلفه ( السادات ) إلا أن كل هذا لم ينفع في إنقاذه كون أمريكا لايهمها الأشخاص وما يقدمونه من خدمات بالقدر الذي يهمها مصالحها على الرغم من إن لديهم مصالح في مصر باعتبارها ميزان العالم العربي وإنهم موافقين على التغيير لكنهم قلقين من الثورة.. لأنها خطر على مصالحهم ومن اجل ذلك تدوس على كل من يقف ضد مصالحها وان أمريكا تتخوف من تحول السلطة الى غير ما تشاء.


إن مبارك لم يتعض لما حصل لمن سبقه من الرؤساء الذين سحبت أمريكا البساط من تحتهم عندما يتعارض وجودهم مع مصالحها وكأنه نسي ما حصل للرئيس الباكستاني وغيره . إن ثورة مصر شاركت ثورة تونس في القاسم المشترك من اجل التغيير لان الثورة هي تعبير عن تحقيق حاجة ملحة.. وان المصريين حققوا ذلك بعد أن استحضروا كل القيم التي ساهمت في تحقيق ذلك، إن العراقيون أرادوا مشاركة الشعب المصري والتونسي في القاسم المشترك وخرجوا يتظاهرون في مدن عديدة من بلاد الرافدين الا إنها كانت بحق مظاهرات ( خجولة ) لان حاجز الخوف لازال في صدورهم .. إن مثل هذا العمل يراد له ( الهمة والإيمان والثورة على الذات ) إنها لم تكن بالفاعلية والحماس الذي يعبر عن طموحات الشارع العراقي سيما وان الحال في العراق له ما يبرر الثورة ضد الواقع الذي يعيشه أبناء هذا البلد من احتلال أجنبي وحكام طغاة عملاء جاءوا خلف دباباته وتردي الأوضاع الأمنية وسوء الخدمات والبطالة وتكريس الطائفية والتهجير العرقي والطائفي والقتل والاعتقالات العشوائية والفساد المالي والإداري، ألا يكفي كل هذا أن يعطي الشرعية لأبناء العراق الغيارى في التمرد والثورة..
 

 

 





الاثنين١١ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد مصطفى إبراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة