شبكة ذي قار
عـاجـل










قد لايستوعب المقال هذا العنوان لكونه يجمع صفتين لاتفترقان ويقينا ا ناي حديث يكتب في هذا العنوان لايكفي لن الشعب العراقي أولا قد عاش تفاصيل هاتان الصفتان اللتان فتكتا بالنسيج العراقي ولااقول سوى إن نتائج هذا ستبقى سنوات ليست بالقليلة تذكر وتحكى للأجيال القادمة حينها يكون الاحتلال وأذنابه والفرس في مزبلة التاريخ يلعنون يوميا ألاف المرات لما تركوا من مآسي في جسد الشعب العراقي ، قد لايختلف اثنان الأعداء قبل الأصدقاء في إن ثورة 17 تموز عام 1968 قد اعتمدت سياسة بناء الإنسان الجديد وتوجيهه توجيها صحيحا نحو أهداف وغايات واضحة المعالم وكان أي الإنسان هو الوسيلة للتغيير فشهدت السنوات الأولى للثورة رسم سياسات عظيمة وفي مقدمتها محاربة الجهل لأنه يمثل الطاعون الأسود الذي يقف أمام عجلة التغيير الثوري لأي مجتمع فكانت ثورة على الجهل في كل العراق تمثلت بمحو الأمية للذين لايعرفون شيء من الثقافة والسياسة العامة التي اختطتها الثورة حينها ونجحت هذه الخطوة نجاحا باهرا وشهد لها كافة منظمات العالم التي تعني بمحاربة الجهل وأعلن العراق الدولة الأولى في الشرق الأوسط الخالي من الأمية .... فماذا يعني هذا ..؟

 

يعني إن الثورة كانت تعي خطورة الجهل وآثاره على المجتمع ولكوننا شرقيون فان تقاليدنا تتصف بسرعة التأثر لأي حدث وتضخيمه من قبل الجهلة بما يخدم الأعداء .. إذن كانت ثورة البعث تدرك خطورة الجهل إذا التقى بمرض الطائفية المقيتة خاصة إذا استغلت من قبل شياطين باتوا يمتهنون هذه الصفة بل أصبحت حرفة لهم يعتاشون عليها ويحسنون استخدامها أمام ناس بسطاء طيبون فيهم من العاطفة مايجعلهم ينسون أبناءهم فلذات أكبادهم وهذه صفة الشعب العراقي طيب وعاطفي وهذا دليل على أصالته وتماسكه الاجتماعي ولكن كيف تكون هذه العاطفة عندما تمتزج الطائفية بالجهل وتستغل من هؤلاء الشياطين الذين عاثوا في الأرض فسادا وشهد العراق بأفعالهم الشائنة قتلا وهتك الإعراض وعلى الهوية والأسماء بعد أن كان هذا البلد آمنا قويا متراصا يحتذ به من كل شعوب المنطقة والعالم على شجاعته وكرمه وخلقه ونخوته وعلمه وحضارته التي أخرجت العالم من الظلام إلى النور وعلمته القوانين ...خرجت عقارب سوداء وصفراء من جحورها لتبدأ مرحلة تقود فيها جمع من الرعاع الذين رفضوا الخروج للنور واختاروا الجهل والظلام وسقطت في مرض ميئوس منه هو الطائفية التي هي حرفة شياطين أبالسة نبشوا التاريخ والتوثيق الذي زوره أجدادهم في فترة من فترات غفوة الأمة ليوقدوا نار الفتنة ويلتقي الجمعان ...قوى الكفر المتمثلة بالاحتلال وشراذم التخلف والجهل لتبدأ مرحلة يشهدها اليوم الشعب العراقي بد إن أطفئوا نور الاستقلال والسيادة وهدموا بناء جيل مقاتل ومدافع عبر أكثر من ثلاثة عقود ليبدأ الهدم والخضوع والذل والخنوع والرجوع إلى عصور الظلام والجهل ..... وظهور مخلوقات أشباه الرجال وما هم برجال يلبسون العمائم ويفتون في مصير الإنسان وهو لايفهم لغة التحضر سوى التباكي المزيف والكلمات المتكررة التي تثير مواجع الجهلة وأنصاف المتعلمين وتناسوا بلدهم المدمر المحتل فبات الإنسان الذي يقاوم يوصف بالإرهاب ومن يتقرب لهم يوصف من أهل البيت أو أحباب أهل البيت ونسفت كل معايير التقدم والثقافة وعناوين المدنية المعتمدة في دول العالم وحلت عناوين غريبة عجيبة تبدأ بأية الله العظمى  وكيل الله في الأرض ... هكذا هو الجهل الذي يلبس الإنسان لباس التخلف والطاعة العمياء وهاهي الطائفية المقيتة عندما تغزوا الجهل الذي يهيمن على الإنسان فكلاهما مخلوقان لايعرفان الله ..

 

وللحديث بقية

 

 





الاربعاء٠٤ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الدين أحمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة