شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن تسريب الوثائق السرية اليوم، عبر موقع ويكيليكس،وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على الاحتلال الأمريكي البربري للعراق،من العام 2003مفاجئا لأحد ابد، إلا من حيت التوقيت، لأنه يتعلق بحسابات المحتل، فيما يخدم الأجندة الأمريكية،في الساحة العراقية بوضعها الراهن، بشكل مباشر،في ترتيب اختيار من يناسب إكمال صفحات استراتيجيها في العراق، للأربع سنوات القادمة،لاستمرار مشروعها في المنطقة،الذي يبدأ من العراق.وما سرب من وثائق للجرائم الوحشية البربرية للمحتل الأمريكي،ليس بجديد. فهو جزء من مفردات أحداث مريرة، عاشها المواطن العراقي عمليا،واكتوى بنارها الحارقة،قبل أن يتم تسريبها عن موقع ويكيليكس،وقبل أن تتداول الأمر، قناة الجزيرة إعلاميا، تحت عنوان كشف المستور.وقد تنحصر فائدتها في التوثيق لأجيال المستقبل، لكي لا يعفو عليها الزمن، وتنساها الذاكرة العراقية، والعربية، بل و الإنسانية.كما أنها ستكون ذات فائدة وثائقية يوما ما، لإدانة جرائم المحتل الأمريكي، عندما يأتي اليوم التي يسال عنها كمجرم حرب، في محكمة دولية، أو وطنية، أو إقليمية،و هو ما بدأت تتعالى الأصوات الشريفة في كل مكان، بالمطالبة به، لمعاقبة مجرمي العصر.


فالأمر ليس بخاف،على كل متابع لما يجرى في العراق، منذ الاحتلال الغاشم عام 2003، وحتى هذا اليوم .


ولا ريب أن ما حصل من كوارث،بما ارتكبه المحتل من جرائم، بحق الشعب العراقي، تؤكد كذب الادعاءات الأمريكية، بدءا من ادعاءات امتلاك العراق لأسلحة التدمير الشامل، التي ثبت للجميع كذبها وزيفها، مرورا بفرية تحريره من الدكتاتورية، وانتهاء بكذبة جلب الديمقراطية. وذلك كله بدون شك، يعكس حقيقة نظام الهيمنة الأمريكية، ولا أخلاقيتها، وعدوانيتها لكل نظام تحرري، مستقل النهج الوطني، في مسيرته لتنمية وقيادة بلده.فالهيمنة المتسلطة،لا تعرف إلا مصالحها، ومصلحة حليفتها الصهيونية،والكيان الصهيوني الغاصب.


أما أن تدك الترسانة الأمريكية الأرض تحت أقدام الشعب العراقي،وتزلزلها تحت أقدام أطفاله ، وتقتل الأبرياء،وتحرق الزرع والضرع، وتنشر الفساد، والفوضى الخلاقة، وتثير الصراعات الطائفية البغيضة بين أبناء الشعب،فهذه هي حقيقة الهيمنة الأمريكية، ولعبتها الديمقراطية،التي دمرت كل ما بناه العراقيون بتضحياتهم. هذه هي حقيقة الديمقراطية، وهذه هي قيم الحرية، التي تضغط أمريكا عليكم أيها العرب، لكي تعتمدوها، في ما تسميه الإصلاح والتغيير. فاحذروها واتعظوا بالدرس العراقي البليغ.فان حقيقة أمريكا فيما صنعت بالعراق، لدمقرطته بالإرهاب، من دماء الأبرياء، والضحايا والتدمير،ما هو في الحقيقة، إلا جزء يسير من عوراتهم السيئة، التي بدأت تكشفها اليوم تقاريرهم ووثائقهم.


فإذا خسرتم العراق بالأمس،فحذاري من أن تخسروا السودان اليوم،وحذاري من أن تخسروا اليمن غدا،وإلا فان الحبل سيكون على الجرار،لتدور عليكم الدوائر، القطر تلو الآخر،بذريعة الديمقراطية، والإصلاح والتغيير.فالهدف هو الشرق الأوسط الجديد، الذي تعرفون،بلا شك، ماذا ستكون نتائجه الكارثية على العرب.

 

 





الاحد١٦ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة