شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم 

( انما نذكر اولوا الالباب الذين يوفون بعهد الله  ولا ينقضون الميثاق )

( ولا تشتروا بعهد الله ثمنا  قليلا  انما عند الله هو خير لكم  ان كنتم تعلمون))
 إِنَّما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم

صدق الله العظيم

 

ما هي اهداف النفوذ الأمريكي في العراق من وراء انسحاب خادع !

ان إبقاء "50" ألف جندي وعشرات الآلاف من المرتزقة : أهو للتدريب أم للتخريب ؟

 

إن أمريكا منذ احتلالها للعراق في 20/3/2003م وطوال سبع سنوات ونصف لم تترك عملاً وحشياً مجرماً إلا فعلته، فقد ملأت العراق فساداً وإفساداً، وأشعلت نار الطائفية والمذهبية في العراق، وكان أزلامها يفجرون مسجداً للسنة هنا، ومسجداً للشيعة هناك، وسوقاً شعبياً لهؤلاء وآخر لأولئك، ليلقي كل من الطرفين المسئولية على الآخر، فتنفجر الأوضاع، وتتقطع أوصال الجسد الواحد! فتشرَّد الكثير عن مسكنه، وخاصم الجار جاره، وانقسم الحي أحياء، ونُصِبَت الجدران العازلة...  هذا بالإضافة لما أقامته من سجون مملوءة بأعمالها الوحشية التي تنأى عنها وحوش الغاب، حيث اعتقال الناس وتعذيبهم فيها، بل وقتلهم بأساليب دموية أفرزتها قيم أمريكا!! وكذلك فقد كانت العراق قوة عسكرية يحسب لها حساب فحلَّت أمريكا جيشها، ووضعت مكانه مليشيات متعددة الاتجاهات والولاءات ما ساعد على هشاشة الأمن، حتى أصبحت العراق مرتعاً لكثير من القوى الجاسوسية التي ترعاها أمريكا، سواء أكان ذلك مباشرة أم بطريق غير مباشر وخاصة تمكين النفوذ الفارسي والصهيوني من السيطرة على مقدرات العراق...

 

ان الجرائم التي صبغت الاحتلال الأمريكي بصبغتها الدموية، هي ما يعدُّه أوباما تحقيقَ مستقبل أفضل للعراقيين بدافع القيم الأمريكية؟! ان الخمسون ألفاً ليست هي وحدها الباقية، بل تساندها قوات مرتزقة "106"آلاف، بالإضافة إلى مجرمي الشركات الأمنية التي أعلنت الخارجية الأمريكية أنها ستضاعف أعدادهم إلى "7000"، وأن شركة بلاك ووتر الأمنية سيئة الذكر ستعود إلى العراق، وإنما باسم آخر "إكس واي"! فهل هذه الآلاف المؤلفة للمساندة والمشورة والتدريب، أو هي لتعميق النفوذ والتخريب؟! وبخاصة وأنه منذ إعلان انسحاب آخر القطاعات العسكرية الذي بدأ صباح الخميس 19/8/2010م حتى اليوم الذي بقي فيه نحو خمسين ألفاً، فإن تصريحات المسئولين العسكريين والدبلوماسيين خلال هذه الفترة تكشف هذا الخداع. فقد قال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل "لا أعتقد أن أحداً أعلن انتهاء الحرب على حد علمي... إن مكافحة الإرهاب ستظل جزءً من مهمات القوات المتبقية... لذلك يمكن أن تواجه بسهولة مواقف قتالية حتى بعد انتهاء هذا الشهر"، وصرَّح الناطق باسم الجيش الأمريكي اللفتنانت كولونيل أريك بلوم قائلاً "إن مغادرة آخر كتيبة مقاتلة للعراق إلى الكويت لا تعني أنه لم تعد هناك قوات قتالية في العراق"، بل لم يستبعد قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو أن تواصل الولايات المتحدة وجودها العسكري في العراق حتى بعد موعد الانسحاب المقرر نهاية العام القادم! وكذلك فقد وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيلب كراولي الانسحاب بأنه "لحظة تاريخية... وأن الالتزام الأمريكي في العراق صلب وطويل الأمد"، كما أكد السفير الأمريكي الجديد في بغداد جميس جفري أن "الانسحاب الأمريكي هو تطبيق للاتفاقية الأمنية، وما نتطلع إليه بعد هذا الانسحاب هو العلاقات طويلة الأمد بين البلدين".

 

كل هذه التصريحات تكشف خداع هذا الانسحاب، فالذي فعله أوباما أنه أخرج قواتٍ بيده اليمنى، وأدخل أخرى بيده اليسرى، كالأفعى التي تغير جلدها لتصبح أنعم ملمساً وأشد فتكاً! وأما الذي دفع أمريكا لتغيير جلدها فهو أنها أخطأت الحساب عندما توقعت أنها بهزيمة النظام ستهزم العراق، لكن أوباما قارب الحقيقة عندما قال "ولكن التزامنا للعراق مستمر، وشراكتنا معه بعيدة المدى"، وإن كان عبَّر بألفاظ أخف وقعاً! فإن أوباما أراد من انسحابه الخادع استمرار النفوذ الأمريكي والهيمنة على العراق تحت مسمى المساعدة والمشورة والتدريب والمشاركة، بدل استمرار النفوذ الأمريكي تحت مسمى المهمات القتالية... ولذلك فإن دهاقنة السياسة الأمريكية أطلقوا على العمليات في العراق منذ اليوم "الفجر الجديد" الذي يوحي بالازدهار والأمن والأمان، بعد أن كانوا أطلقوا على عملياتهم قبل ذلك "تحرير العراق" بما يحمله من معارك قتل وقتال!

 

إن الخطورة الآن هي أن يستطيع أوباما أن يُعمِّق نفوذه في العراق بخداع أهله بأنه سحب قواته القتالية، وأن ما بقي منها للمشورة والتدريب في عهد جديد سماه فجراً جديداً! إن الواجب على النشامى العراقيين ان يجعلوا ارض العراق مقبرة لهؤلاء الانجاس وان يجعلوا ارض الرافدين بحق فجراً جديداً، وذلك باقتلاع نفوذ أمريكا وعملائها من صهاينة وفرس  من جذوره، وأن يفضحوا تلك الطبقة السياسية التي ساقها مع دباباته وصنعها خلال احتلاله،

 

ان المجرمين الذي جاؤا مع الاحتلال اشدُ شراسة واجرام وقذارة من المحتلين انفسهم آه يا بغداد ألف آه وآه وألف حسرة عليك والله يابغداد أورثتنا دمعا لا يجف وحزنا يمزق كل فؤاد سبع أعوام قضت وانت في كل يوم تلبسين ثوب الحداد وحوش تولت الحكم فيك وزرعت في كل شبر قتلى بلا أعداد ذُل رجالك ثكلت نساؤك وماتت ضحكة الأطفال بأيد مارقين وشلة أوغاد تسيل دماء ابناؤك وتمزق أجسادهم بألوان العذاب وجحيم العتاد شتتوا أهلك وتفرق الأحباب والأصحاب في كل واد وواد يعبث ويدمر فيكدون هوادة كل آفاق سفاح وكل باغ وعاد ألا لعنة الله عليهم في الدنيا والآخرة وفي القرب والبعاد مصير أسود آت عليهم كوجوههم الكالحة السواد بغداد لن تنحني ستستعيدعزها بعون الله وبالشرفاء من العباد ستنهضين يابغداد وستبقين أبية عصية رغم أنف الأعاد .

 

 





الثلاثاء٢٨ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابو ياسر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة