شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾

صدق الله العظيم

 

 

 

تحية خاصة من الأعماق إلى الأحبة والى أرواحهم الطاهرة قائد الثورة الأب القائد احمد حسن البكر، والى مهندس مسيرتها وحادي ركبها القائد صدام حسين، والى فارس الثورة الفارس صالح مهدي عماش، والى قيادتها الأحياء والأموات، والى كل رجالها عسكريين ومدنيين الذين واكبوا مسيرتها والذين تخلفوا عنها ولأي سبب كان، عدا سبب الخيانة العظمى والعمالة، وأخص منهم الرفيق العزيز المناضل صلاح عمر العلي واشهد له في هذه المناسبة بالصدق والإخلاص والشجاعة والمبدئية على طول مسيرته التي رافقته وزاملته بها .. وادعوه اليوم أن ينتبه حيثما يتحدث عن البعث ومسيرته وثورته أن لا يخلط بين البعث والثورة كعقيدة ومبادئ وتاريخ وتراث، وبين ما حصل بيننا وبينه كبشر وما قد وقع عليه من ظلم وجور، لان أي نقد من قبله يخلط في هذا الموضوع فهو بذلك يسب فيه نفسه ويلعن تاريخه وتراثه وهو لا يدري . وليعلم الرفيق  العزيز صلاح وجميع رفاقه خارج الحزب الذين لم يخونوا الحزب وعقيدته ومبادئه, ولم يخونوا الوطن، أن البعث باقي وان ثورته باقية وهو اليوم كما كان وسيبقى إلى الأبد حزب الجميع لا مكان فيه للاستحواذ والهيمنة وغمط حقوق الآخرين تحكم عقيدته ومبادئه ودستوره ونظامه الداخلي وقيمه تقاليده وأعرافه، لا فضل لأحد على احد إلا بما يقدم من عطاء في دروب النضال.

 

وهذا رد على من يحاولوا شرذمة الحزب ووصفه بالبعث الصدامي والبعث الـمتشدد، وجناح فلان وجناح فلان وكأن البعث فندقا فيه أجنحة، خسؤوا هم ومن يدعي وجود أجنحة أو كتل في البعث ، وغيرها من تسميات التضليل في محاولة يائسة لتجزئة الحزب وتشتيت رفاقه ليكون كتلا ومحاور تسهل تصفيتها أو تدجينها، نحن حزب البعث العربي الإشتراكي المعروفة مبادئه ودستوره ونظامه الداخلي ومنهجه في العمل لتحقيق أهداف الأمة لم يتغير بتغير قادته، ولا هو حزب أي منا بالمعنى المنحرف - الهيمنة أو التحكم والملكية والتسلط الفردية - نحن كبعث عربي إشتراكي حزب الأمة وجماهيرها وضميرها ويدها الطولى، وإن شغل أياّ من رفاقنا المنصب الأول في الحزب فهي قضية تنظيمية يحكمها النظام الداخلي ومؤتمرات الحزب لكل المستويات، وإن إختار أعضاء أي مؤتمر في أي مفصل من فصائل الحزب ومستوياته التنظيمية من ينتخبوهم للقيادة من بينهم ومن يتبوء أمانة سر المنظمة بدءا من قيادة الفرقة حتى الحزب عموما، فلا يعني أن تلك المنظمة صارت تأتمر بأمره، ومع إعتزازنا برفاقنا جميعا من تبوءوا أمانة الحزب العامة فإنهم لم يأتوا لها برغبتهم بل بنضالهم وعطائهم وإختيار المؤتمرات لهم، فلسنا حزب شخص مع إعتزازنا بدور كل رفاقنا الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الأمة والنضال في صفوف الحزب، بل نحن حزب الأمة ورسالتها وحملة لوائها وطلاب وحدتها وتحررها، وأن البعث لم يكن حزب فئة أو جماعة بل تحول في العراق الى حزب الشعب،  (إن ثقة عميقة تكلأ نفوسنا بأننا أخلصنا كل الإخلاص، طوال عمرنا لأمتنا ولمصلحتها وتاريخها ولعقيدتها ولمستقبلها، وأننا كنا دوما حيث العروبة الصحيحة والاسلام الصحيح).

 

نعم هكذا كنا وسنظل بهدي الله وعونه، وقدمنا لشعبنا ووطننا في العراق كل جهدنا ولم نبخل عليهما بشيء بما فيها أنفسنا ودمائنا ولكن الله هو المحدد للآجال، ولم نفكر إلا بالشعب والأمة ولم نفكر بمنافع شخصية أو حزبية ولم نجعل الحزب حكرا لفئة أو جماعة بل هو حزب الشعب، كله بكل أطيافه ومكوناته، يتقدم في سلمه وتنظيمه الأكثر عطاءاّ وايماناّ وحباّ للشعب والوطن، وينتخبه رفاقة في مؤتمراتهم، وعلى البعثيين ممن صاروا خارج الحزب لأي سبب أن يحترموا ماضيهم النضالي وحزبهم، ولا يخطئوا في أن يكونوا على الحزب بسبب موقف شخصي تعرضوا له، وأكرر ما قاله الرفيق القائد المؤسس المرحوم أحمد يوسف عفلق: ( إن أردتم لحزبكم أن يكون حزب هذه الأمة فاجعلوه كالبحر لا كالساقية صحيح إن الساقية يجري فيها نبع صاف، ولكنها لا تروي ضمأ هذه الأمة، إجعلوه كالبحر ففيه الزبد كما فيه الدرر، لا يخيفكم الزبد فإنه دائما يطفوا على السطح ).

 

هذا هو البعث لا ينسى رفاقه ولا يبغظهم ولا يتخلى عن دور اي منهم ولا يبغض أحدهم رفيقه أو يستهدفه لموقف وإنما الذي يستهدف هو الخطأ والمراد بهذا التصحيح والعمل المبدأي المتطابق مع المثالية المنشودة لا شيء آخر، فحتى إن ماتوا أو إستشهدوا أو توقفوا عن العمل بسبب المرض أو الإختلاف في وجهة نظر أو موقف، فلن يتخلى عنهم أو ينس جهدهم وإن كانوا في هذه اللحظة خارج تنظيمه، إلا من يخالف مبادئه ويرتكب ما يخرجه عن أخلاقيته، ويرتكب ما يخرجه عن مشروعه.

 

 





السبت١٨ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة