شبكة ذي قار
عـاجـل










لاتختلف دساتير معظم الدول في الإشارة إلى السيادة والحرية  والحصول على هذا لايمنح ولايهب بل يأتي بالجهد والتصميم على الاستقلال ونيل الحرية وبكافة الطرق وأولها النضال المسلح أما ميثاق الأمم المتحدة فقد أشار إلى شرعية مقاومة الاحتلال وتقرير المصير في المواد  25 و51 وسنأتي إلى ذلك في الحلقة الثانية  وهناك من نماذج البلدان التي قاومت الاحتلال ونبدأ بفرنسا التي انطلقت بعد احتلال الجيوش الألمانية واجتياح خط ماجينو باريس واحتلالها ... حينها اختفى الجيش الفرنسي أو بالأصح تلاشى وجوده عن المشهد وكأن كل شيء انتهى ...! وحينها لم تطلق رصاصة واحدة ضد الجيش الألماني الغازي إلا بعد مرور سنة على الاحتلال وهذا احد الأمور التي امتازت بها المقاومة العراقية فيها حيث استمرت المقاومة رغم احتلال بغداد وإعلان بوش إن الحرب انتهت وكانت إحدى المفاجآت التي أزعجت وأربكت الأمريكان وحلفاءها بتصاعد المد المقاوم والمستمر لحد الآن أما في شرعية المقاومة فقد أشار إلى هذا بوش عندما سئل عن العمل المسلح الذي يقوم به ( المتمردون ...! ضد قواته قال بالنص انه سيفعل نفس الشيء إذا حصل هذا للولايات المتحدة ... ومن السخرية إن حديث بوش هذا قد أزعج الكثير من عملاء الاحتلال الذين يحتمون به خلف الحواجز ولأنهم دائما كانوا يرددون إن احتلال العراق هو تحرير وهذا جزء من الغباء السياسي لهؤلاء الحكام ..!

 

أما النموذج الآخر للمقاومة هو النموذج الأمريكي وحرب الاستقلال الذي فيه تم طرد  الاستعمار الانكليزي وتحرير وتوحيد الولايات الجنوبية مع الولايات الشمالية بعد حرب أهلية سقط فيها مئات ألاف من الضحايا إلى إن نالت استقلالها وسنت دستورها وكان من الرؤساء الذين كان لهم دور في توحيد أمريكا جورج واشنطن والرئيس لنكولن الذي سن قانون تحرير العبيد وآخرين إلى أن بدأ مسار أمريكا بالتحول عن أهدافها وبالتالي ظهرت النزعة العدوانية لها في قتل الشعوب واستخدام القوة المسلحة التدميرية التي دمرت دولا بدأً من فيتنام والحرب الكورية إلى احتلال أفغانستان ثم العراق وما خلفته من تدمير أساء إلى دستورها الذي ينص على شرعية مقاومة المحتل وتحرير الإنسان وتقرير المصير هذان نموذجان كانت لهما كل مقومات الاستمرار بما فيها المقاومة الفيتنامية عندما أنشأت حكومة ثورية بالمنفى وكانت الصين حاضنتها إلى أن تم التحرير وطرد المحتل الأمريكي مدحورا مخذولا ومثله المقاومة الفرنسية التي هزمت المحتل الألماني وسحق حكومة فيشي التي نصبها الاحتلال الألماني ... وكثيرة هي نماذج المقاومة في العالم وهذه كوبا ونيكاراغوا ومعظم دول أمريكا اللاتينية التي استطاعت أن تحرر بلدانها بعد مقاومة مسلحة وطرد المحتل منها وهذا هو حال الشعوب التي تتجه إلى مقاومة المحتل فهي شرعية في كل القوانين السماوية والقوانين الوضعية ولكن الغريب الذي نراه اليوم في إن القوى الكبرى منها من خضع إلى مساومة من القوى الامبريالية وخاصة أمريكا وتكاد تكون مصائر الشعوب المحتلة رهن للمساومات والمصالح والابتزاز

 

في الجزء الثاني سنعرض الجانب القانوني  الذي نصت عليه القوانين الدولية والفرق بين المقاومة والإرهاب

 

سيف الدين احمد العراقي - باحث في القانون الدولي الخاص





الاثنين٠٩ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الدين احمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة