شبكة ذي قار
عـاجـل










بذكرى 43 عاما على خروجي  والانسان المفكر والاديب و الكاتب الصحفي المناضل طارق عزيز من معتقل تدمر الصحراوي ، حزيران سنة 1967 ، مع مجموعة من المناضلين العرب . اردت الكتابة مذكرا برفيق درب اسير في معتقلات المحتلين والغزاة ، ومن  نظرة فاحصة الى دنيا العروبة ، تنبئني  بأن الامور في غالبيتها قد اسندت الى غير اهلها ومستحقيها ، ولأن الانسان طارق عزيز كما عرفته يسعى لجمع شمل الامة ، وتؤرقه المصائب النازلة بامته ، مؤمن ان الحكم امانة ، لا يخادع اهله وذويه ، مملوء بالشرف والمروءة وبمعاني انسانيته ، اراه وجها حضاريا لأمتي التي ازهو بانتمائي اليها .


 كان اهتمام المفكر طارق عزيز  في المعتقل القاء المحاضرات الثقافية ، وبذلك التاريخ كان يشرح للمعتقلين السياسيين العرب  تاريخ الاحزاب الشيوعية باللغة الانكليزية ، وكان يتحدث لرفاقه العرب عن تاريخ ونضالات  حزب البعث ، وعن شخصيات قيادات  الحزب ، وانا منه عرفت عن  شخصية الفارس صدام حسين قبل ان القاه سنة 1970 . و  للمناضل طارق عزيز علاقات وثيقة مع المئات من المناضلين العرب ومن كافة الاتجاهات السياسية ، بحكم ثقافته ودماثة خلقه وكرمه ورجولته  ودبلوماسيته ، و قبل ان يكون وزيرا .


اشد ما ألمني بهذه الذكرى  ، أسر الانسان طارق عزيز ، و صمت اقلام الكتاب والصحفيين ونقاباتهم واتحاداتهم العربية   عن ماساة الرجل الأنسان ، الذي زجته قوات الاحتلال في معتقلاتها ظلما وعدوانا ، واستمر الصمت المخزي حتى عندما وجه له الصفويين الفرس  امام محكمة هزلية  تهمة باطلة ( قتل اربعين تاجرا ) ومن يعرف المناضل طارق عزيز صديقا او عدوا يحكم انها تهمة ملفقة ولا اساس لها ، ومن طبع المفكر العربي ابا زياد المسالمة وعدم الدخول باية صراعات حزبية او سياسية او فكرية .


وللشباب العربي اذكر شيء عن رؤية وفكر وبعد نظر المناضل الشجاع طارق عزيز :
 عندما تناقلت الاذاعات خبر قيام عبد الرزاق عارف بحركة انقلابية فاشلة  في العراق ، سارع كثيرون من الشخصيات السياسية العربية ومن كافة الاتجاهات ( ناصريون – بعثيين – حزب الشعب – الحزب الوطني – الاخوان المسلمين ) كانوا معتقلين ، يسالونه عن رؤيته وتحليله لما حدث ، فكان تحليله واقعي وقال انها جزء من المعارك الجانبية . وقبل ايام من كارثة حزيران – يونيه 1967 ، والاذاعات العربية  كانت محقونة وتبث الاناشيد الوطنية ، قال :  انها دفع للعرب   بحرب مع اسرائيل  وستكون نتيجتها بمثابة انتحار اذ لم يعد لها الاعداد الكامل ويهيأ لها المناخ المناسب .  نذر طارق عزيز نفسه للعمل الجاد والتوجيه الواعي ، في شعور عارم بالمسؤولية قل ان نجده في وزير خارجية عربي ، أو في الكتاب  المعاصرين . وكان وجها حضاريا للامة . لم يقتل بعوضة في حياته . كان يتحفظ على تصرفات  اللاهثين للحلول السلمية ، ويشخص تناقضات القيادات العربية ، وتمزق الصف العربي والانحراف عن الاستعداد والاعداد لمعركة المصير ،  دافع عن قضايا الامة وسيادة العراق في المحافل الدولية بلغة عربية نقية   و انكليزية رفيعة ، ولهذا  استهدفه نظام ملالي قم وطهران وعملاءهم احفاد ابن العلقمي  بمحاولة اغتيال اصيب فيها وقتل وجرح اخرين .


الم يحن وقت استدراك  الكتاب والصحفيين العرب مسؤوليتهم  بالدفاع  عن زميلا لهم عضو مؤسس لاتحاد الصحفيين العرب بصدق وتجرد ونزاهة ؟
هل فعلا لايستطيع الكتاب والصحفيين العرب ان يفضحوا الصفويين الفرس الذين لا يعرفون غير لغة القتل وسفك الدماء والتطهير العرقي، واثارة الفتنة الطائفية والمذهبية ؟


أحقا الكتاب والصحفيين العرب  عاجزون عن قول كلمة حق تبين ان محاكمة طارق عزيز ظالمة ويراد منها اعدامه ؟


الا يستطيع المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين العرب تخصيص يوم لمطالبة الادارة الاميركية  بالافراج عن الكاتب الصحفي المناضل الانسان  طارق عزيز ؟ !
ان من لايستطيع عمل ذلك ، كيف سيصدق الناس ان الصحافة هي السلطة الرابعه ، وكيف سيصدق العالم ان الصحفيين العرب يدافعون عن العدل والاماني القومية ؟
سيظل الانسان طارق عزيز مؤمنا بعدالة السماء ، ويبارك حرية الرأي ، ولن تنال من عزيمته وصموده وايمانه يقضيته  عصابات الفساد والانتهازيين واللصوص الصفوية الفارسية المسيئة في استعمال السلطة .


ستقف الادارة الاميركية التي اسرت  الانسان طارق عزيز والاسرى العراقيين في قفص الاتهام .
تحية اعتزاز  للرفاق والاصدقاء بذكرى ال 43 عاما على يوم الافراج  الجماعي لكل من كان في المعتقلات  وكلنا كنا  معتقلين بقوانين وضعت اعتباطا وارتجالا وشملت كافة القوى العربية والاسلامية الرافضة للحكام المتحكمين في رقاب الناس ، ويمارسون دون حياء صناعة الفساد والافساد !
سنبتهج بيوم قريب ان شاء الله بفك اسر الانسان طارق عزيز وكل الاسرى العراقيين .


والخزي والعار للتحالف الاميركي الصهيوني الصفوي الفارسي ، ولكل الصامتين عن قول كلمة حق ، والصامت عن الحق شيطان اخرس .





الخميس٠٥ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصري حسين كساب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة