شبكة ذي قار
عـاجـل










استهداف ملجأ العامرية وصمة عار في جبين العدوان الامريكي الذي استهداف الحياة على الارض العراقية تحت شعار تحرير الكويت ، الذي حشد له اكثر من ثلاثين دولة ممن سار في ركب العدوانية الامريكية ، كان العديد من الدول العربية قد لحق بالركب الامريكي ، وارسل جنوده لحفر الباطن لمواجهة القوات العراقية ، وفي مقدمتها نظامي حافظ اسد وحسني مبارك .

مخزي جداً لهذين النظامين إن استثنينا دول الكاز من طبيعة التبعية التي وصمتهم منذ امد بعيد ، ولكن سوريا قلب العروبة النابض ومصر العروبة اللتان يشكلان ركيزة نهوض الامة كان باستطاعتهما أن يوقفا العدوان ، ويمنعا حدوثه ، والسعي لحل الاشكال بين العراق والكويت ، دون أن تخسر العراق قوتها ، وعودة الكويت عن ممارستها ضد العراق واستهدافه بعد خروجه من حرب الثماني سنوات التي قدم فيها التضحيات ، ليس دفاعاً عن العراق فحسب ، بل وعن الامة ودول الخليج والكويت في مقدمتها من استهداف ملالي الفرس المجوس .

ما يزيد عن اربعمائة شهيد كانت ضحايا العدوان الامريكي في ملجأ العامرية ، ما بين امرأة وشيخ وطفل دون أن يرف جفن للعدوانية الامريكية ، التي اعتادت على القتل والعدوان طيلة مسيرتها السياسية ، فقد سحقت اهل البلاد الاصليين ، ولم تترك بلداً ليس لها فيه آثار للعدوان الوحشي ، ونصيب بلادنا العربية الكثير الكثير ، ليس بسبب عدوانيتها المباشرة فحسب ، بل وبسبب دعمها المستمر للعدوانية الصهيونية على ارض فلسطين .

ذريعة العدوان الامريكي أن القيادة العراقية كانت في ملجأ العامرية ، وهي ذريعة الكذب والغباء ، فالكذب لتبرير جريمتها ، والغباء أنها لا تعي ماهية القيادة العراقية، ولا تفهم أن قيادة في مستوى قيادة العراق لا تختبئ في الملاجئ ، بل هي بين صفوف شعبها ، فقد سئل الشهيد صدام حسين بماذا كان يفكر أثناء العدوان الامريكي، فأجاب كنت على يقين أن في مقدور امريكا تدمير كل شيء في العراق، ولكنني كنت افكر بماذا سيكون عليه شعبي بعد العدوان .

ملجأ العامرية كالقنابل النووية التي القتها امريكا على ناغازاكي وهيروشيما المدينتين اليابانيتين أثناء الحرب العالمية ، والتي ما زالتا تعانيان من آثار الجريمة النكراء ، بسبب ما تركتا من تدمير للانسان والبيئة ، ومع ذلك فامريكا لم تفكر ولو لمرة واحدة المساهمة في تحسين البيئة المدمرة لهاتين المدينتين .

جرائم امريكا لم تقتصر على ملجأ العامرية في العراق ، فقد تبع العدوان الثلاثيني ممارسة اسلوب الحصار الذي أودى بحياة اكثر من مليون ونصف طفل عراقي ، ودمر البيئة العراقية بفعل اليورانيوم المنضب ، الذي لوث البيئة ودمر حياة الإنسان العراقي ، وكان لوقع الحصار على العراق والعراقيين الاثر الكبير طيلة ثلاث عشرة سنة سبقت الغزو والاحتلال .

في العدوان الثلاثيني على العراق برزت مواقف عربية عميلة ومتخاذله ، كان حرياً بالجماهير العربية التي فاتها التخلص من هذه الأنظمة بعد هزيمة حزيران أن تقتص من هذه الأنظمة ، وتحديداً نظامي حافظ اسد وحسني مبارك ، لأنهما تركا تاريخاً سياسياً عاهراً ما زالت آثاره حتى اليوم بعد اكثر من ربع قرن ، فقد كشف العدوان على العراق حجم العمالة التي كانت لهذين النظامين لامريكا ، والسير على هدي تعليمات مخابراتها .

العراق الذي عانا بسبب مواقفه الوطنية والقومية ، لأن الامبريالية والصهيونية لا تريدان رؤية نظام وطني في البلاد العربية ، لأن مثل هذا النوع من الأنظمة يشكل خطراً على الكيان الصهيوني ، وعلى المصالح الامريكية ، ولكن الجريمة الكبرى في جبين هؤلاء الذين يتآمرون على بلادهم ووطنهم في سبيل مصالحهم الخاصة من أعضاء النظام العربي الرسمي .

لن ترضى لا امريكا ولا الصهيونية عن أي نظام عربي وطني ، ولكن هذا لا يعني أن عدم الرضى هذا منزل من السماء ، فكم هي المواقع التي اصطدت بالامريكان واذاقتهم مر الهزيمة ، فالعدوان مآله إلى هزيمة ، والشر لا يمكن أن يدوم ، وقد مر العراق والوطن العربي بالكثير من موجات العدوان ، ولكن تمكنت هذه الامة من دحرها والقضاء عليها .

العراق جمجمة الامة ورمح الله في الارض ، ولن يقبل بالضيم ولا بالمذلة ، وهو في كل مرة يتعرض فيها للعدوان يهب لمواجهته والعمل على تدميره ، ليعيش كما يريد معززاً مكرماً ، فإن كان العراق يعاني اليوم من احتلالين امريكي وفارسي مجوسي، فإنها بعد هروب الامريكان في طريقه لكنس احتلال الملالي وعملائهم من العراق .

ملجأ العامرية وما تبعه من جرائم في ابو غريب والفلوجة وكل المدن العراقية ستكون وصمة عار في جبين كل الاشرار من امبرياليين وصهاينة وصفويين وعملاء عرب ، وسيعود العراق لحضن امته كبيراً في عطائه ، عزيزاً في تضحياته ، وليخسأ الخاسئون .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاثنين ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.