شبكة ذي قار

أرشيفات 2025

البوصلة الفلسطينية في عقل القائد صدام حسين  

البوصلة الفلسطينية في عقل القائد صدام حسين  

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

أكاديمي عربي من العراق  

لم يقف الانتماء العقائدي الصارم للشهيد القائد صدام حسين حائلاً دون انفتاحه العقلاني العلمي المنطقي الواقعي على القوى السياسية والكيانات والتجمعات والمنظمات والأفراد والدول التي كانت تقديراته الوطنية والقومية النافذة تشي له بأنها تخدم القضية الفلسطينية وتهيئ مستلزمات إثراء وتعميق استراتيجية تحرير الأرض المغتصبة وعودة الشعب المشرد في الشتات والمطارد فوق أرضه من قبل العصابات الصهيونية المجرمة.      

لم نسمع يوما القائد صدام حسين وهو يواجه أية جهة كانت تقف بجد وايمان حقيقي إلى جانب الحق الفلسطيني لا محليا ولا عربيا ولا عالميا بل على العكس كان يعمل على صناعة بيئة موالية لفلسطين على كل الأصعدة ويدعم بقوة عمليا وميدانيا كل من يحمل السلاح ويوجه ولو رصاصة واحدة صوب الغزاة المغتصبين للأرض المنتهكين للعرض والساحقين على شرف الأمة.   

كان فكر القائد صدام حسين يشرق في العراق عربيا فلسطينيا فيكشف ظلمات المواقف وينير عقول الأحرار. فكان دعم البعث للمقاومة الفلسطينية غير مشروط لا بمواقف سياسية ولا إعلامية، ولا ينظر له من زاوية تقاطع مع البعث فكراً وتطبيقات ولا مع سياسات الدولة العراقية، بل كان القاسم المشترك الأعظم في التقييم والتقويم هو حقيقة الموقف من قضية فلسطين. لذلك دعم العراق كل الفصائل الفلسطينية بعيداً عن انتماءاتها السياسية وأطرها العقائدية، ووقف العراق مع كل جهد قدمته الأمة من أجل فلسطين في لبنان والأردن وسوريا ومصر فضلا عن الداخل الفلسطيني.  

وعلى المستوى الدولي كان الرفيق القائد يبني سياسة العراق وحزبه واتجاهات شعبه لصناعة رأي عام دولي ومواقف دولية موالية ومتفهمة للحق الفلسطيني الثابت. وقدم العراق نموذجا متقدما في التأثيرات الإيجابية دوليا لصالح قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.  

لقد رسخ القائد علاقاته وعلاقات حزب البعث والدولة العراقية مع كل حزب عربي ينادي بتحرير فلسطين ويعبئ ويحشد ويتسلح من أجلها وشجع واحتضن كل عربي يتقدم بمواقفه من معاناة شعب فلسطين ويطالب بحقوقه قولا وفعلا.  

إن بوسعنا أن نقول اجمالاً لأن الإحاطة بالتفاصيل مستحيلة لأن القائد صدام حسين وحزبه وشعبه والدولة العراقية كاملة كانت بوصلة عملها واتجاهاتها هي فلسطين وتحرير فلسطين.

طوفان الأقصى عرى ازدواجية المعايير

طوفان الأقصى عرى ازدواجية المعايير

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس   

لم تنجح المقاومة الفلسطينية منذ تأسيسها في ستينات القرن الماضي كما نجحت في عملية طوفان الأقصى، طوفان الأقصى معركة متكاملة حسبت لها أدق الحسابات وأولها استعداد الشعب وجاهزية جند الله في غزة، بعض إنجازات هذه المعركة الأسطورية بينة واضحة جلية وبعضها ستتضح ملامحه فيما بعد.

لأول مرة نرى هذا الالتفاف الشعبي العربي والإنساني حول القضية الفلسطينية، فالمتابع للشارع العربي يرى بوضوح براكين الغضب التي تفجرت في النفوس التي أعياها الوقوع تحت سياط الظلم وتحت طائلة الإرهاب الصهيوني وتحت وطأة الإهانة المتواصلة للأمة، والمتابع أيضاً لوسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي يمكنه أن يلتقط صراعاً عميقاً بين: من وصلوا إلى قناعات ذاتية بعدوانية الكيان الصهيوني ومنهجه الإرهابي وحربه المتواصلة على شعب فلسطين فارتفعت أصواتهم وانطلقت ألسنتهم وأقلامهم تكشف العلل المستديمة في هذا الكيان المسخ ووجوده غير الشرعي وتماديه في الدموية والتطرف،

وبين من لا زالوا يرزحون تحت الضلالة والباطل ويدفعون بكل قدراتهم للوصول إلى كلمة إدانة للمقاومين الفلسطينيين الشجعان ولكلمة مغالطة لحقيقة دفاع الفلسطينيين عن وجودهم. لقد شاهدنا إعلاميين كبار يستميتون على مدار الساعات للحصول من ضيوف برامجهم على إدانة فلا يفلحون. إن من بين النتائج التي ستنجلي لاحقاً لمعركة طوفان الأقصى هو تأثيرها العميق على ما يسمى بالأمن القومي للكيان الصهيوني الذي وضعت لتحقيقه إمكانات وأموال لا تعد ولا تحصى،

وسيزداد بشكل كبير عدد اليهود المهاجرين هجرة عكسية إلى بلادهم التي جاؤوا منها، وستزول أو تنخفض أعداد المستوطنات وستتدحرج مكانة جلب المهاجرين إلى فلسطين المحتلة إلى هاوية سحيقة كما لم تتدحرج من قبل. أما مواقف الولايات المتحدة والغرب وعرب اللسان فإنها لم تحرج يوماً كما أحرجتها بطولة شباب فلسطين الشجعان، ولم يوضع ميزان المواقف المائلة في زوايا قاتلة كما وضعت الآن.

عوامل انتصار العرب

افتتاحية العدد 76 شهر تشرين أول/ من مجلة ألق البعث  

عوامل انتصار العرب

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس    

يمكن للعرب أن ينتصروا في كل مكان على أعدائهم أياً كانت قوة الأعداء. يمكنهم الانتصار في العراق وفي فلسطين وفي الخليج ولبنان واليمن وفي سوريا والأردن وفي المغرب العربي، والانتصار على الأعداء يتطلب أولاً عدم الخوف من الأعداء فالخوف يكبل قدرات الإنسان ويلغي إرادته. ولكي ينتصر العرب، عليهم تحرير جيوشهم من عبودية السلطة إلى عقيدة الوطن والأمة وتحرير بلادهم من سلطة حكومات باعت العروبة وأدارت ظهرها لكل الثوابت الدينية والاجتماعية، ووضعت مكونات اقتدارها الاقتصادي في خدمة الأعداء. بمعنى أكثر مباشرة،

إن على العرب أن يسقطوا كل أنظمتهم التي ارتضت للعرب الذل والهوان والجهل والمرض والفقر. وعلى العرب إن أرادوا تحقيق ذاتهم الوطنية والقومية أن ينتموا إلى عروبتهم وإلى إيمانهم بالله وبقيمهم الأصيلة وترك خلافات السياسة التي جرتنا إلى التفرقة والتشرذم وإلى انعدام الوزن.

نحن شعب يجيد الانتماء للثوابت الأخلاقية ولا يجيد اللعب بممكنات السياسة، حيث بعض تلكم الممكنات لا تليق بعروبتنا ولا بإيماننا لأنها غير أخلاقية أصلاً. ينتصر العرب يوم ينتصرون على أميتهم ويغادرون السطوح ويستبدلونها بالغوص بالأعماق الثرية الغنية التي تعطي للحياة استحقاقاتها. ينتصرون على الكسل والغش والضعف ويدخلون عوالم العلم والتكنولوجيا والاختراع والاكتشاف بالبحث والتأليف. ننتصر حتماً حين نغادر فوضى التعامل مع الزمن،

أن نحترم الزمن في دراستنا وتعليمنا ووظائفنا وحرفنا ومهننا كلها ومنها أن نزرع أرضنا ونستغل مواردنا المائية والبشرية في إنتاج الخبز وتصديره. نحترم الزمن في محاضراتنا وفي مصانعنا على بساطتها وفي تعاملنا مع بعضنا في علاقاتنا الخاصة والعامة. لقد رفع العراق في حقبة سلطة وقيادة البعث شعارات احترام الزمن وطبقها حرفياً في كل مناحي الحياة، فانتصر على تحديات التنمية وانتصر في بناء قوة عملاقة لقواته المسلحة وفي الصناعة وقضى على البطالة والأمية.

نحن نريد أن ننتصر في تحرير العراق وتحرير فلسطين لكي ننتصر للحياة وللإنسانية غير أن انتصارنا متوقف على أن نحمل السلاح ونثور.

القيادة العامة للقوات المسلحة تنعي اللواء الركن المهندس إياد عبد الرزاق الشيخلي
القيادة العامة للقوات المسلحة نعي اللواء الركن المهندس إياد عبد الرزاق الشيخلي

بسم الله الرحمن الرحيم

((كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)) أل عمران 185 صدق الله العظيم

القيادة العامة للقوات المسلحة

نعي اللواء الركن المهندس إياد عبد الرزاق الشيخلي           

بقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة المغفور له بإذن الله تعالى (( اللواء الركن المهندس إياد عبد الرزاق عبدالوهاب الشيخلي . مدير صنف المخابرة في الجيش العراقي )) والذي وافاه الأجل في تركيا إثر نوبة قلبية، لقد كان الفقيد واحداً من الضباط الأكفاء في اختصاصهم وتميز بالأخلاق الرفيعة والانضباط العسكري العالي، وكان له مساهمات معروفة خلال المعارك التي خاضها الجيش العراقي الباسل في الدفاع عن أمن العراق وسيادته واستقلاله.

وإننا في القيادة العامة  للقوات المسلحة إذ نعزي أنفسنا أولاً وعائلة الفقيد وأهله ومحبيه ورفاقه في السلاح فإننا نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته ..   وإنا لله وإنا إليه راجعون  

 

 القيادة العامة للقوات المسلحة

11كانون الأول 2022

القيادة العامة للقوات المسلحة تنعي اللواء الطيار الركن جبار إبراهيم ظاهر الحلبوسي
نعي اللواء الطيار الركن جبار إبراهيم ظاهر الحلبوسي

القيادة العامة للقوات المسلحة  
بسم لله الرحمن الرحيم
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت صدق الله العظيم  
نعي اللواء الطيار الركن جبار إبراهيم ظاهر الحلبوسي         
بقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة واحداً من فرسان طيران الجيش الأبطال المغفور له بإذن الله تعالى ((اللواء الطيار الركن جبار إبراهيم ظاهر الحلبوسي )) حيث وافاه الأجل في يوم 18 كانون الأول 2022 أثر مرض عضال.  
كان الفقيد واحداً من أبطال سلاح طيران الجيش وأدى دوراً متميزاً خلال المعارك التي خاضها في الدفاع عن أمن العراق وحدوده وسيادته مع أبطال جيشنا الباسل.. كما تميز رحمه الله بأخلاقه العالية وكفاءته المعروفة عندما شغل العديد من المناصب خلال المعارك أو في المقرات المختلفة، وكان له مساهمات معروفة خلال المعارك التي خاضها الجيش العراقي الباسل في الدفاع عن أمن العراق وسيادته واستقلاله. إننا في القيادة العامة للقوات المسلحة ندعو له بالرحمة والمغفرة ونعزي أهله ومحبيه وأصدقاءه وكل فرسان طيران الجيش الأبطال ،،
ونسأله تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه وأصدقاءه ورفاقه  الصبر والسلوان..  
إنا لله وإنا إليه راجعون..  
القيادة العامة للقوات المسلحة
19 كانون الأول 2022
بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (164) بمناسبة الذكرى (102) لتأسيس الجيش العراقي الباسل  
القيادة العامة للقوات المسلحة
بيان رقم (164) بمناسبة الذكرى (102) لتأسيس الجيش العراقي الباسل  
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (*) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ..)   الأنفال (16)                                                   
صدق الله العظيم  
أيها الشعب العراقي العظيم
أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة
  في كل عام وفي مثل هذه الأيام الخوالد تمر علينا وعلى شعبنا وأمتنا ذكرى تأسيس جيشنا العراقي الباسل، جيش البطولات والأمجاد، حيث توافق ذكراها الثانية بعد المائة، في السادس من كانون ثاني، وفيها نستذكر المؤسسة الوطنية الكبرى والعريقة ذات التاريخ المجيد والتراث الثر والسفر النضالي والوطني التحرري الخالد.  
وفي هذا اليوم المبارك الذي نهنئ فيه أبناء شعبنا أولاً ورجال قواتنا المسلحة الباسلة ونتمنى لهم مواصلة جهدهم الوطني المعروف فإننا نتقدم إلى قادته البواسل وجنوده الأبطال وإلى كل من واصل مهمته في الدفاع عن بلادنا ضد شر الأشرار وكيد الكائدين ومخططات الأعداء والغزاة، ونكبر فيهم صبرهم ومطاولتهم ومحافظتهم على تاريخهم التليد والذي يعتبر من مفاخر شعبنا وأمتنا المجيدة..  
إن جيشنا العراقي الباسل صاحب الذكرى العطرة إنما هو بأصالته يمثل امتداداً لمآثر تاريخ جيش العراق القديم في بابل وأكد وآشور بقيادة نبوخذ نصر وسرجون وآشور بانيبال، مثلما هو امتداد لجيش الفتوحات العربية الإسلامية بقيادة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة والنعمان بن مقرن وسعد بن أبي وقاص والقعقاع، وكل ذلكم القادة من أجدادنا العظام، وبذلك نجد أن جيشنا الذي نحتفي في ذكراه اليوم كان على الدوام ممثلاً لأمة العرب بتراثها وشجاعتها وسجاياها الأصيلة فمَثَّلها خير تمثيل في ملاحمه الوطنية والقومية التي خاضها وهو يدافع عنها وعن رسالتها المجيدة.  
يا أبناء شعبنا المجيد إن جيش العراق الباسل المجيد واصل دوره المعروف خلال العصر الحديث، فشارك في كل الثورات التحررية لبلادنا، وقدم في سبيل الوطن والأمة خيرة الرجال والقادة من الثوار والأحرار الذين كان لهم الدور الأعظم في تاريخ بلادنا وفي ملاحمه الوطنية المشهودة، كما أنه الجيش العروبي الذي شارك أبناء العروبة في العديد من المعارك القومية وفي مختلف الأقطار، ومازالت رفات شهدائه الأبرار شاخصة تنتشر على أرض العروبة فأضحت خير شاهد على هذا السفر الخالد.. كما أن معركة القادسية المجيدة خلال حرب السنوات الثمان ضد إيران تعتبر واحدة من أعظم المعارك التي قدم فيها شعبنا العراقي العظيم وجيشه الباسل المغوار أغلى التضحيات، فكانت سلسلة المعارك التي خاضها في تلك الحرب من أعظم المعارك، والتي عبر خلالها عن ارتباطه والتصاقه بتاريخه العربي الإسلامي فكراً وتنظيماً وتخطيطاً وإدارة، سواء على المستوى التعبوي أو العملياتي أو الاستراتيجي، وتمكن خلالها من سحق  ما كان يحسب بأنه الجيش الخامس على مستوى العالم، وأجبر قادته أصحاب الكهنوت المتخلف من الاعتراف بتجرعهم السم بعد هزيمتهم المنكرة، مما جعلهم يخططون في أقبية الظلام للاستعانة بالصهيونية العالمية وأمريكا الشر باستهداف عراقنا واحتلاله بعد حصار دولي ظالم وجائر وبحشد كل قوى الشر العالمي العسكرية والاقتصادية والإعلامية.  
إن هذا الإرث والتاريخ المجيد لجيش العراق العظيم وعطاء وفداء أبنائه كان سبباً رئيساً وهدفاً واضحاً لقوى الغزو والاحتلال ولكل الخونة في استهدافه بتلك القرارات التي اتخذها الحاكم المدني للعراق سيء الصيت بول بريمر بحل الجيش والأجهزة الأمنية في محاولة لمسح ذلك التاريخ المجيد والمشرف لرجال تلك المؤسسة الوطنية الكبرى. ولكن وبالرغم من كل ما حدث فقد كان لرجال جيش العراق البطل الدور الرئيسي والمهم في التصدي لقوى الغزو والعدوان حيث انخرطوا في صفوف المقاومة الوطنية الشجاعة فكانوا العنوان الأبرز في قيادات وقواعد تلك المقاومة الباسلة، وبرزوا بشكل لافت في ممارسة الدور القيادي والمهم في المقاومة سواء في التخطيط والتنفيذ أو الإدارة والإشراف والقيادة، أو في تثوير الشعب وتذكيره بحقيقة الاحتلال وجرائمه الكبرى بحق شعبنا العظيم وجيشنا الباسل الجسور..
  أيها الأحرار في كل مكان إن قوى الغزو والاحتلال والعملاء قاموا بتأسيس جيش جديد يرفع في مفاصله راية الطائفية قبل راية العراق من خلال زج عناصر الميليشيات وما سُمي بضباط الدمج ومن الذين عليهم مؤشرات سلبية في محاولة بائسة لمحو تاريخ جيش العراق العظيم الجيش الذي شكل تاريخه امتداداً لجيوش اليرموك والقادسية ونهاوند وحطين، الجيش الأصيل جيش الثورات الوطنية والقومية التحررية في الأعوام 1941 و1958 و1963 والثورة البيضاء في عام 1968 وهو جيش الانتصارات الكبرى والمعارك الخالدة في حرب تشرين عام 1973 وفي حرب الثمان سنوات في القادسية المجيدة، وهو جيش أم المعارك الخالدة ومعركة الحواسم وما بعدها، فهو بذلك امتداد عظيم لسفر خالد من الجهاد والقتال ضد أعداء الشعب والوطن والأمة ومدافعاً عنيداً عن استقلال بلادنا وحريتها ومستقبلها.  
إن الجيش الجديد يفتقد إلى وضوح المهام الأساسية للجيش، وساد في صفوفه التخبط والخلط ما بين المهام الرئيسية للجيش المتمثلة في حماية البلاد ورد العدوان والحفاظ على أمنها وسيادتها وما بين مهام الأمن الداخلي، فانتشر الفساد المالي والإداري في صفوفه، وبرزت الفجوة الواسعة في العلاقة الأزلية والمعروفة بين الجيش وأبناء الشعب، كما أنه افتقد إلى العقيدة العسكرية الواضحة وإلى العقيدة القتالية وفي التنظيم والتدريب وغياب الإرادة الوطنية الحرة.  
إننا في القيادة العامة للقوات المسلحة وإذ نعرب عن سعادتنا وفرحنا بانتسابنا إلى جيش العراق العظيم وتاريخه المجيد فإننا إذ نهنئ أنفسنا أولاً ومنتسبي القوات المسلحة قادة وآمرين ومنتسبين، فإننا نعاهد شعبنا الصابر الصامد بأننا سنبقى على العهد في إعادة جيشنا الباسل صاحب المآثر الكبرى إلى ما كان عليه بعد إزاحة هذه الغمة التي أحاطت بعراقنا الجريح ليقف ضد كل المخاطر والتحديات. وذلك ليس ببعيد عن رب العزة أولاً ثم عن الغيارى من أبناء جيشنا الأشاوس والشباب الثائر.   وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة السفر المجيد، وعاش رجاله الغر الميامين. المجد كل المجد لقادته الأبطال وجنوده البواسل ممن واصلوا دورهم العظيم في التصدي لعدوان المعتدين ولحلف الأشرار، والتحية إلى كل الميامين من رجاله الذين عُرفوا بأدائهم الوطني النقي وامتازوا بطهارة المقاتلين النبلاء في سبيل وطنهم وشعبهم ولن تزعزع إيمانهم كل محاولات الأعداء والخونة.. والمجد والرحمة لشهدائه الأبطال الميامين الذين روت دماؤهم الزكية أرض العراق الطاهرة الأبية، وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين، والتحية مقرونة بالتقدير والاعتزاز لشهيد الجهاد والمطاولة البطل المجاهد عزة إبراهيم الذي كان له الدور الأبرز في المحافظة على المسار الوطني للقوات المسلحة خلال سنوات المقاومة والتصدي لقوات الغزو والاحتلال وتجنيبها الانحراف والانزلاق مع مخططات الأعداء والعملاء. تحية إلى القادة البارزين الشجعان في جيشنا الذين قضوا نحبهم خلال مواجهة قوات الغزو والاحتلال، سواء خلال المواجهة المباشرة أو في ملاحم المقاومة الوطنية ضد الغزاة، أو الذين استشهدوا في سجون الاحتلال والحكومات العميلة، ونسأل الله تعالى أن يفرج عن الذين لا زالوا في المعتقلات والسجون. والخزي والعار لكل من غادر شرف العسكرية العفيفة الشريفة وانضوى تحت عباءة المحتل الغاشم وعملائه وأتباعه. تحية مقرونة بالتقدير والمحبة إلى كل صنوف جيشنا الباسل في هذه المناسبة العزيزة على القلوب. تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب. والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.   القيادة العامة للقوات المسلحة بغداد المنصورة بأذن الله 6 كانون الثاني 2023
بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (167) بمناسبة الذكرى 35 ليوم الأيام  

القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (167) بمناسبة يوم الأيام  

بسم الله الرحمن الرحيم

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) الأنفال ….   صدق الله العظيم  

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

 

في كل عام وفي مثل هذه الأيام الخوالد تمر علينا وعلى شعبنا وأمتنا الذكرى الخامسة والثلاثون للانتصار التاريخي للعراق على إيران في العام 1988، تلك الحرب التي دامت ثمان سنوات بين البلدين الجارين، والتي دفعت إليها ظروف داخلية وإقليمية ودولية، وساهمت في اضعاف البلدين، وتمكن خلالها العراقيون من انتزاع النصر الباهر عندما تمكنوا من سحق الجيش الإيراني الذي كان أكثر عدداً وعدة وتسانده قوى وقدرات متنوعة. لقد أظهرت إيران الخميني وثورته الجديدة نفساً عدوانياً ضد العراق منذ سيطرتها على الحكم في إيران خلال سنة 1979 وكان لها أطماع توسعية واضحة حاولت تغطيتها بشعار (تصدير الثورة)، تلك الثورة الصفراء التي حاول قادتها تزييف حقائق التاريخ وهم  يعلمون أن جيش الفتح الإسلامي الذي انطلق من أرض العراق لينشر ويوصل إليهم رسالة الإسلام  الخالدة ويدخلهم فيه كان رجال العراق يمثلون قلبه وفكره، ويشكل أبناء العراق طليعته والكتلة الأكبر من رجاله ، وقبل بدأ الحرب وبأشهر عديدة كان العراق وقيادته آنذاك  يحاولون دفع الأذى ويطيلون النفس، وبعثوا بعشرات بل مئات مذكرات الاحتجاج إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يدينون فيها الاعتداءات، ويثبتون حالات خرق الحدود أو القصف المدفعي على مدن العراق الحدودية وغير ذلك. ولم يكن لهم من سبيل إلا التصدي للعدوان وحماية أرض ومياه وأجواء العراق ومنع الإيرانيين من تحقيق أهدافهم العدوانية.  

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

لقد هب شعبنا العراقي العظيم وقواتنا المسلحة الظافرة هبة رجل واحد للدفاع عن بلادهم تجاه العدوان الجديد، وخاضوا معارك باسلة ومجيدة، وسطروا عند تخوم الوطن ملاحم وطنية جديرة بأن يستذكرها شعبنا العراقي وأمتنا المجيدة، ولم يسجل التاريخ مثيلاً لها إلا في ملاحم صدر الرسالة الإسلامية الخالدة ، كانت ملاحم خطط لها وقادها أبطال العراق الميامين من تربوا على أرضه الحبيبة وشربوا لبنه الطاهر، وقد أظهرت صفحات الحرب الطويلة قدرات الرجال والقادة والمقاتلين الذين برزوا خلال تلك الحرب الطويلة، كما كان شعب العراق مسانداً حقيقياً لقواتنا المسلحة وتمثل ذلك في ملاحم وعناوين شعبية خالدة، كالجيش الشعبي والمهمات الخاصة وحملات قص القصب والبردي والجهد المدني وحملات إنشاء السدود والطرق والتبرع بالمصوغات الذهبية دعماً للمجهود الحربي والكثير غيرها، وكان تأثيرها واضحاً على نسيج شعب العراق ووحدته الوطنية وتلاحمه خلف قيادة تاريخية كانت بصيرة ومتبصرة بوقت مبكر وأحست ببواطن الخطر المقبل، وحددت اتجاهه العدواني والذي ظهر اليوم بعد الغزو والاحتلال الأمريكي لبلادنا، والذي فتح المجال واسعاً للمشروع الإيراني (الخميني) في التوغل داخل النسيج العراقي وبشكل خطير ومدمر.  

أيها النشامى في قواتنا المسلحة

إن نصر القادسية المجيد الذي نستذكره هذا اليوم حققه بالدرجة الأولى وقفة القيادة السياسية الجادة والحقيقية في التصدي للعدوان الذي يدفع ثمنه شعبنا اليوم، وحققته القيادة العامة للقوات المسلحة والتي نجحت إلى حد كبير في تعبئة الموارد المادية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والأمنية، وشارك فيه وبجدارة كل صنوف جيش العراق الباسل، من القوة الجوية والدفاع الجوية والقوات البحرية وصنوف القوات الخاصة والمشاة والدروع والمدفعية والهندسة العسكرية والمعدات الفنية والصنف الكيمياوي ، والتموين والنقل والطبابة والعينة والهندسة الآلية الكهربائية والبريد، بل حتى الاستخبارات وحماة الأمن الداخلي، مثل الأمن العامة والمخابرات وحتى المنظمات الحزبية الأخرى، ففي يوم النصر العظيم هذا نتقدم لهم بأسمى آيات التهاني والتبريكات وهم لازالوا يتذوقون طعم ذلك النصر التاريخي على الأعداء والأشرار والغزاة.  

أيها البواسل والأحرار في أرض العراق

إن النصر العظيم والواضح في الثامن من آب 1988 على العدوان الإيراني خلال حرب الثمان سنوات والذي تحقق بفضل الله وقدرته أولاً ثم بتضحيات شعبنا الموحد وقواتنا المسلحة الجسورة، ولقد مثل ذلك النصر السبب الحقيقي وراء التآمر الواسع لاحتلال بلادنا، وهو من دفع دول الغزو والعدوان لأن تحشد الحشود وتعتدي بقواتها الرسمية لاحتلال بلادنا وأن تدعم وتساند وتشارك كل الذين نراهم اليوم يتآمرون ويبحثون عن ثأر معركة القادسية المجيدة من  الأعداء والعملاء والمتآمرين على بلادنا للأسف ، والحقيقة الواضحة أن ما يدفعه شعبنا اليوم من تضحيات جسيمة وخسائر هائلة وتدمير لمشاريعه التنموية  وتفكيك لنسيجه الاجتماعي وارتباطات سياسية مؤذية لمصالح العراق الكبرى وغير ذلك، كان بسبب النصر الباهر الذي تحقق في تلك الحرب الطويلة التي أظهرت  قدرات الشعب الهائلة والتي توحدت خلف قيادة واعية ومدركة للمخاطر والتحديات التي تجابه العراق وأمة العرب.  

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

إن الدروس العظيمة التي ظهرت خلال الحرب الإيرانية-العراقية  والمتمثلة بوحدة الشعب وصلابته وقدرته على حشد الطاقات والقدرات التي يمتلكها العراق خلف القيادة التاريخية هي التي  مكنت العراق من تحقيق النصر العظيم واجبار القيادة الإيرانية على قبول قرار مجلس الأمن الدولي المرقم (598) ومن ثم تجرع كأس السم في القبول بإنهاء الحرب وإعلان النصر النهائي للعراق، وإن هذه الدروس العظيمة تتطلب من أبناء شعبنا الاستفادة منها والسير على  خطاها لتحرير بلادنا من الاحتلال الأمريكي والفارسي، والخلاص من توابع قوات الاحتلال من العملاء والخونة ومن الذين ملأوا أرض العراق فساداً وخراباً وتدميراً للقيم والأعراف التي تربى عليها شعب العراق بقومياته ودياناته وأطيافه ومكوناته  كافة ، وإن النصر العظيم سيكتب بإذن الله للعراقيين الأبطال الصابرين والمرابطين ومنه نستمد العون والتوفيق. المجد والفخار والرحمة لشهداء العراق الميامين الذين كان لهد الدور الأبرز في تحقيق الانتصار التاريخي ضد الغزاة والطامعين في أرض العراق. التقدير العالي والاحترام مقروناً بالعرفان إلى بطل القادسية والتي اقترنت الانتصارات باسمه الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه الميامين في القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة. والتحية والتقدير والعرفان إلى قادة وأبطال ملاحم القادسية المجيدة ضباطاً ومراتب ومساندين من مختلف الصنوف والمسميات. عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة السفر المجيد، وعاش رجالها الغر الميامين. تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب.

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.  

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

8 /8 / 2023

  نعي الفريق الركن محمد عبد القادر عبد الرحمن الداغستاني  

القيادة العامة للقوات المسلحة

  نعي الفريق الركن محمد عبد القادر عبد الرحمن الداغستاني  

بسم الله الرحمن الرحيم  

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا *) الاحزاب 23          صدق الله العظيم     

 

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبمزيد من الحزن والاسى  تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ( الفريق الركن محمد عبدالقادر عبدالرحمن  الداغستاني ) معاون رئيس اركان الجيش العراقي الاسبق والذي وافاه الاجل هذا اليوم 24 / 10 / 2023 في مدينة عمان العربية  بعيدا عن بلاده التي دافع عنها وضحى بحياته مدافعا عن سيادتها واستقلالها سنوات طويله ، يعتبر الفقيد الراحل من أبرز قادة الجيش العراقي وهيئات ركنه العليا خلال الحرب العراقية  ـ الإيرانية وما بعدها وتميز بقدرته العالية في التدريب والتخطيط والقيادة وكان ذو عطاء ثر في هذه المجالات التي عمل فيها خلال خدمته العسكرية الطويلة ، لقد ترك الفقيد اثرا طيبا في العديد من المناصب التي شغلها في حياته العسكرية والمدنية حيث شغل وبوقت لاحق منصب محافظا لكل من محافظات ديالى ونينوى ، وكان للفقيد قدرات فكريه معروفه وحضور واضح وله العديد من  الدراسات الرصينة التي اغنى فيها المكتبة العسكرية وخاصة في مجالات التدريب وفن الحرب والعقيدة العسكرية والسوق العسكري وغيرها .. وفي ذكرى رحيله التي نعزي فيها اهله ومحبيه من رفاق السلاح وقادة وضباط جيشنا الباسل المجيد فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى بان يلهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.  

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

24 تشرين الاول 2023

بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم (171) في الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير مدينة الفاو  
القيادة العامة للقوات المسلحة  
بيان رقم (171) في الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير مدينة الفاو  
بسم الله الرحمن الرحيم
((انْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)). آل عمران الآية 160  صدق الله العظيم  
أيها الشعب العراقي العظيم
أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة
أيها الأحرار في كل مكان  
في هذه الأيام المباركة من شهر نيسان  تحل علينا وعلى أبناء شعبنا وأمتنا المجيدة الذكرى السادسة والثلاثون لتحرير مدينة الفاو العزيزة (مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم)  في عمليات (رمضان مبارك) التي انطلقت في الساعة 0630 من فجر يوم 17 نيسان 1988 ليشكل هذا التاريخ محطة مشرقة في تاريخ العراق وأمة العرب، هذا النصر العظيم الذي تحقق بالفعل الميداني للمقاتل العراقي المقتدر وبتخطيط وحكمة القيادة السياسية وعلى رأسها مهندس النصر شهيد الأضحى السعيد ورفاقه الميامين الذين هيأوا كل مستلزمات هذا الفعل البطولي ليكون هذا النصر بارقة الأمل في سماء العراق والأمة العربية والتي دب اليأس في نفوس الكثير من أبنائها وهم يعيشون قهر كابوس الاحتلال الجاثم على أعز بقعة وأقدس موضع القدس الشريف  قبلة المسلمين الأولى والمكان الذي عرج منه نبينا الأكرم إلى السماء. لقد أعادت ملحمة تحرير الفاو إلى الأذهان صورة جيش الإيمان الذي يهزم بصدق إيمانه ودفاعه عن الحق جيوش الظلم والظلام والحقد والتوسع والجريمة، فانشرحت بنصر جند الحق في العراق صدور المؤمنين ونما الأمل في نفوسهم، وتجسدت فكرة رجال الصولة في عقولهم وبدا العربي في كل مكان من أرجاء المعمورة أكثر تفاؤلاً وأشد عزماً على استرداد حقوقه وإثبات كيانه.   أيها الميامين النجباء يا لها من مناسبة عظيمة أن نعيد إلى الذاكرة الأحداث الجسام التي مرت ببلادنا، حيث أن الفرس عند احتلالهم الغادر لمدينة الفاو سنة 1986 غيروا ملامح الأرض بالسواتر والخنادق وحقول الألغام والممرات المائية، وأكدوا وطبلوا أن على العراقيين أن ينسوا أن هناك مدينة عراقية اسمها الفاو وأنهم الآن جيران الكويت، وما إلى ذلك من التصريحات التي تريد ترسيخ صورة الهزيمة في جيش القادسية أولاً ومن خلاله تعميم تلك الصورة القاتمة على أبناء الشعب العراقي والأمة العربية المجروحة في كبريائها قبل ذلك في فلسطين، حتى أن (علي الخامنئي)  قد صرح وقتها في سنة 1986 أنه سيذهب إلى بغداد  لتهنئة القيادة العراقية إن تمكنت من تحرير الفاو. وفي تلك الأيام الخالدة  وفي بداية سنة 1986  تمكن حينها العراقيون الأباة من إيقاف زحف العدو المجرم الذي دفع بالآلاف من خيرة قطعاته  وبالاستفادة من طبيعة الأرض الرخوة هنالك في مناطق المملحة والفاو ورأس البيشة، وحاول العدو الإيراني خلالها السيطرة على مدينة أم قصر الميناء العراقي الرئيسي في جنوب العراق كمرحلة ثانية لهجومهم، وكان هذا العمل بمجمله تمهيداً للاندفاع لاحقاً واحتلال مدينة البصرة الحبيبة، ولكن قواتنا الباسلة تمكنت آنذاك من إيقاف اندفاع قوات العدو وحصره في مدينة الفاو والمناطق القريبة منها بعد أن قدمت تضحيات كبيرة خلال مرحلة التصدي وإيقاف الخرق، ولتأخذ بعدها فترة من الزمن وتقوم بالتمهيد وتهيئة مسرح العمليات وإعداد القطعات اللازمة لتحريرها وطرد الغزاة منها.   أيها الأحرار في كل مكان وفي مخادعة استراتيجية مشهودة وعلى ضوء خطة محكمة صاغتها عقول وأفكار وأنامل نخبة من رجال العراق الميامين وبإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة انطلقت معركة تحرير الفاو هذه المدينة الباسلة باندفاع عزوم من قيادات الحرس الجمهوري والفيلق السابع، والتي كان يقودها رجال أشداء مؤمنون بالله والوطن صقلتهم تجارب الحرب وأثبتت شجاعتهم وخبرتهم وقدرتهم على المنازلة والتحدي، وليتمكنوا من انتزاع مدينة الفاو من أيدي الغزاة في أقل من (35) ساعة من القتال الشرس والأداء الرجولي، ولم تتجاوز تضحيات العراق في ملحمة التحرير ألف شهيد رحمهم الله جميعاً، حيث برزت الروح الوطنية والأداء العالي والتدريب والإعداد المتميز لقواتنا.   أيها الأحرار في كل مكان ما كان لنصر الفاو أن يتحقق لولا توحد العراقيين تحت راية واحدة بكل أطيافهم وأعراقهم وقومياتهم، ولم يكن ليتحقق لولا أن الذين أعدوا وخططوا وقادوا المعارك هم من أبناء العراق الأحرار الأباة والذين قدموا أنفسهم فداء للعراق وترابه الطاهر، ولذلك فإن درس الفاو لابد أن يكون نموذجاً وعنواناً بارزاً لكل من آمن بالعراق حراً عزيزاً مستقلاً موحداً يقوده أبناؤه الأحرار الذين لا تربطهم بالأجنبي أي رابطة، وأن رابطهم الوحيد هو مع العراق، الذين تعشقوا محبته وتعمدوا بترابه الغالي، ووضعوا تراثه وتاريخه ومجده في حدقات العيون.
  أيها العراقيون الأباة
لقد كانت معركة رمضان المبارك فاتحة الانتصارات المتوالية في القادسية المجيدة، والمنعطف الكبير، وبوابة حقيقية للنصر العظيم، وليتجرع بعدها  نظام الملالي كأس السم، ويعترف بالهزيمة بعد معارك التحرير الكبرى التي سطرها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة، ولتبدأ صفحة جديدة من التآمر الصفوي الحاقد على الأمة وتاريخها، حين تحالفوا مع الشيطان الأكبر، ودفعوا به للنزول لمواجهة العراق العظيم بالتواطؤ مع كل أعداء الأمة العربية، من دول وحكومات وجواسيس وعملاء مأجورين، ليبدأ المشهد التآمري بالحصار الشامل بذريعة الكويت، ولينتهي باحتلال قلعة الإيمان وبث الخراب والدمار والقتل والاجتثاث والتهجير وإطلاق اليد الصفوية الآثمة في كل مفاصل الحياة العراقية، وفي مقدمتها تنصيب الحكومات الطائفية التي لا هم لها سوى المحاصصة في النهب والسلب وسرقة المال العام وتضليل الشعب بالوعود الكاذبة والتصريحات المنمقة ودك اسفين الفرقة والعداوة والكراهية بين مكونات الشعب.  
أيها الأحرار في كل مكان
وفي هذه المناسبة الخالدة نحيي شعبنا الصابر المجاهد، ونقول: المجد والفخار للقادة الأبطال الذين ساهموا بالتخطيط والقيادة والإدارة لملحمة الفاو المجيدة (مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم) يتقدمهم الأبطال الفريق الأول الركن أياد فتيح خليفة الراوي قائد الحرس الجمهوري البطل والفريق الركن ماهر عبد الرشيد الناصري قائد الفيلق السابع البطل، والاعتزاز والمحبة والتقدير العالي لكل القادة والآمرين والمقاتلين الذين كان لهم شرف المساهمة في ملحمة تحرير الفاو مدينة النخيل والملح والحناء. الرحمة والجنة والخلود لشهداء العراق والقوات المسلحة الباسلة من الذين تربوا على الوطنية وشربوا حليب الشرف والغيرة والكرامة. تحية لكل يد حملت البندقية في مثل هذا اليوم وهي تتقدم بخطى ثابتة نحو أهدافها مرفوعة الرأس منتصبة القامة مكشوفة الصدر، ولم تتلوث بمصافحة محتل وغازي، ولكل قلب حافظ على سلامة الموقف إلى جانب الوطن. تحية للعقول الرائعة حتى وإن كانت تحت تراب المجد والفخار والتي خططت لمعركة تحرير الفاو بكل صفحاتها المجيدة. وإننا في القيادة العامة للقوات المسلحة وفي ذكرى الفاو الحبيبة ليس لنا إلا أن نفخر برجالها وأبطالها، ونؤكد لهم أن الروح الوطنية والإيمان العالي بالله والوطن التي ضحوا بأرواحهم من أجلها ومن أجل رفعتها ستبقى في صدورنا وقلوبنا وضمائرنا، وستبقى فخراً حافزاً لنا للعطاء من أجل استقلال العراق وسيادته، ونقول تحية لكل شريف يشعر بالفخر والاعتزاز بهذا اليوم المجيد حتى الذين يفخرون به داخل نفوسهم، والعار والشنار لكل من خان العراق وتربته الطاهرة وتاريخه المجيد، وليبقى أبناء العراق يتغنون بمجد الفاو ويعتبرونها حافزاً لتجديد العزم للمحافظة على بلادنا العزيزة وتربتها الطاهرة. عاش جيش العراق الباسل المجيد صاحب المآثر والبطولات، وعاش شعبنا العراقي الأبي شعب الأحرار والثوار، والمجد كل المجد لشهداء العراق العظيم وقواتنا المسلحة في ملاحمه الوطنية المباركة. ولابد لنا في هذه المناسبة الخالدة أن نستذكر أرواح شهداء بلادنا البواسل الذين روت دماؤهم أرض العراق الطاهرة، يتقدمهم شهيد الحج الأكبر الرئيس صدام حسين الصانع الأول لذلك الانتصار التاريخي ولكل رفاقه الميامين، وندعو الله أن يفك قيد الأسرى من قادة جيشنا الأبطال الذين يقبعون في سجون ومعتقلات حكومات العميلة منذ سنوات طويلة وذنبهم الوحيد أنهم دافعوا عن بلادهم بعز وشرف وعطاء غير محدود. التحية والتقدير والعرفان إلى كل الأحرار والأبطال الذين تمسكوا بحق بلادهم في النصر والتحرير، ولكل من ساهم في ملاحم الدفاع عن الوطن تجاه التهديدات التي تعرض لها. تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب. والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.  
القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بإذن الله
17 نيسان 2024

ستتوقف الحرب مهما طال الزمن

ستتوقف الحرب مهما طال الزمن

فؤاد الحاج  

سيأتي وقت تتوقف فيه الحرب العدوانية التي تدور رحاها في فلسطين العربية، وفي السودان كما في أرجاء المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، لأنني أعتقد أن تلك الحروب لن تكون داحس وغبراء أخرى مهما طالت، على الرغم مما تقوم به إدارة الشر الصهيو-أمريكية وحلفاؤها في أوروبا من دعم لقاعدتهم المتقدمة في المنطقة. ومهما أقاموا من حلقات بحثية وعلمية وفلسفية ودراسات لتشويه الحقائق، فأنهم لن يقدروا على كسب ود أطفالنا الذين يشاهدون بأم أعينهم ما أنتجته ترسانة الأسلحة من صواريخ وطائرات ودبابات تعتدي على شعب فلسطين. وما نشاهده من تظاهرات طلاب الجامعات في أميركا وفرنسا دليل على أن الوعي التاريخي سيسجل ذلك في ذاكرة التاريخ الذي لا يمكن إنكاره، وأن ما يجري في فلسطين من جرائم إبادة للشعب الفلسطيني لن تتمكن قوى الشر من نزعه من عقول وأذهان أطفال العالم حيث تقوم عصابات قطعان الغزاة الذين قدموا من روسيا وأوروبا وأميركا بقتل الإنسان وحرق وتدمير أرض آبائهم وأجدادهم. وهنا تطرح التساؤلات وأولها ماذا فعلت الأنظمة الناطقة بالعربية وماذا قدمت شعوب المنطقة للفلسطينيين؟! وماذا سيقولون غداً عندما تتوقف تلك الحرب التي بدأت في فلسطين منذ 1948 وتتابعت في العراق وفي ليبيا وفي سورية وولم تزل مستمرة في فلسطين! وماذا ستقول الشعوب عما يسمى القانون الدولي وحقوق الإنسان في العالم! إن أطفالنا لا ولن ينسون صور المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة كما لا ولن ينساها طلاب الجيل الجديد في جامعات العالم. قرأت ذات يوم كلمات لشاعر تونسي لم أعد أذكر اسمه يقول فيها: يحكون في مجالس السمر يحكون يحكون عن بنية مجهولة الهوية تسكن في البرية تأتي على مدامع الرجال وتدخل القلوب والبيوت لكن الإنسان قرر أن تموت يا طفلة عنيدة، يا طفلة شهيدة يا طفلة عنيدة، يا طفلة شقية يا طفلة سألت عن أخبارها قالت أنا الحرية.

 

5/5/2024