الإعلام العربي ومسؤولية كشف الحقائق
الإعلام العربي ومسؤولية كشف الحقائق
ناصر الحريري
أصبح الإعلامُ الناقلُ للأخبار والمعلومات والحدث عنصراً مهماً جداً في صناعة الحدث، وذلك من خلال قيامه بدور أساسي في صياغة الصورة الذهنية للمتلقي، والمحرك الأساسي للسياسات العامة، ما يعني أن الإعلام يقوم بدور فعال في صنعة وتشكيل صورة الحدث وتأثيراته على الرأي العام، لأنه تجاوز مرحلة توصيف الحدث إلى مرحلة رصد التحولات والتركيز على تحليلها، ويركزُ على نقد السلبيات، وتحويل الحقائق لتكون ملائمة لتوجهات أصحاب القرار السياسي الذي يعبرُ هذا الإعلام عنه وينطقُ باسمه. في هذه الحالة يُخرجُ الإعلامُ الحدثَ عن الواقع الموضوعي،
ما يجعله شريكاً أساسياً في صناعة الأحداث والتحكم في تطورها من خلال ما يوفره من معلومات تحدث تأثيراً على مجريات الأحداث، خاصة أن أدوات الإعلام المتقدمة جعلت الاهتمام الشعبي يزداد بها نظراً لدورها في بث المعلومات والأحداث التي تتعلق بالشؤون العامة والقضايا السياسية والقرارات ذات التأثير الكبير والحيوي في الحياة اليومية للناس اللذين تكونت لديهم مفاهيم ومواقف ترتبط ارتباطاً مباشراً بالصورة المنقولة عبر الفضائيات، التي تعتبر هي الأداة الأكثر تأثيراً من حيث إنها تقوم بنشر المعلومة والفكرة والخبر والثقافات وما يتعلق بالحضارة،
وكذلك تجعل الصلة وثيقة بين الجهة الناقلة أو الناشر والمتلقي، وتحاول من خلال ذلك تسويق أهدافها السياسية والثقافية والاجتماعية، كما تعمل على تعبئة الجهة المتلقية في الاتجاه الذي يخدم مصالحها، سواء أكانت هذه المصالح إيجابية بالنسبة للجهة المتلقية أم سلبية نظراً لأنها تروج مفاهيمها بشكل مستمر مما يبقى قطاعاً واسعاً من هؤلاء مرتبطاً بها. فحين يتم نشر ثقافة قائمة على القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة فإن النتائج ستكون إيجابية، ويكون الإعلام في هذه الحالة موضوعياً وسليماً وأكثر فعالية، لأنه ينشر ويحقق القواعد الأخلاقية للعمل الإعلامي بعيداً عن التزوير والتحريض والحملات المغرضة المخطط لها والتي تستهدف تشويه الصورة عند الناس.
لننتقل من العموميات إلى التخصيص، أي ما يتعلق بالأحداث التي تجري على الساحة العربية، فإن الإعلام يكون صادقاً وسليماً وموضوعياً حين يُمكِّن العرب من نشر ونقل كل ما يجسد قضايا الأمة في مختلف المجالات، السياسية والروحية والثقافية والقومية والتراثية والحضارية، و يتصدى للإعلام المعادي الذي يشوه صورة العرب وقيمهم الحضارية، ويعمل على بثّ الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد، مثلما يعمل على إيصال صورة مشوهة عن الأحداث التي تجري في الوطن العربي بما يخدم مصالحه، وبكل أسف هناك أيضاً فضائيات عربية وأفلام إعلانية عربية وأقلام تصب في ذات الاتجاه لاسيما أولئك الذين يحرضون بما يسهم في توتير وتسميم الأجواء في هذا القطر العربي أو ذاك مما يعرضه إلى عدم الاستقرار ويصيبه في اقتصاده وقد تصل الأمور إلى سفك دماء أبنائه. فالإعلام العربي بكل وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية يتحمل مسؤولية كبرى في توعية المواطن العربي بالمسارات الموضوعية للأحداث العربية والتوجيه السليم للمواطنين العرب عبر وضعهم في الصورة الحقيقية للحدث ونتائجه وانعكاساته، مثلما يتطلب من هذه الوسائل أيضاً نقل صورة الحدث إلى العالم وهذه مهمة أساسية للإعلام العربي، عليه القيام بها، وتتعلق بإيصال قضايا الأمة العادلة إلى الرأي العام الدولي ويأتي في مقدمتها قضايا التحرر الوطني والقومي، وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الصهيوني، والاحتلال الإيراني لعدد من الأقطار العربية، وسعيها الحثيث لبث روح لتفرقة ولتجزئة والطائفية، وتهدد الأمن والاستقرار في منطقة هي من أكثر المناطق في العالم حساسية وأهمية، مثلما يتوجب على وسائل الإعلام العربية الدفع باتجاه التحرر من التبعية وبناء الدولة القومية، وهذه مهمة تاريخية يتوجب على الإعلام العربي العمل على تنفيذها، من خلال البث المستمر الذي يتولى التأكيد على مصالح الأمة العربية العليا ويمارس تأثيره التعبوي على الجماهير العربية في هذا الاتجاه، ويتصدى للرد وتفنيد ما يصدر عن وسائل الإعلام المعادية للعرب. قد يقول قائل إن الإعلام الغربي يتفوق بأدواته وإمكاناته، فإن ردنا على ذلك، نعم إن الإعلام الغربي يتفوق على الإعلام العربي،
ولكن يجب أن يكون ذلك حافزاً لتطوير قدرات الإعلام العربي والذي يجب ألَّا ينخرط في ترويج أهداف الإعلام الغربي مثلما يحصل أحياناً، ونحن في هذا الحال لا نظلم ولكن نشير إلى أمور واقعة، بخاصة فيما يتعلق بالأحداث الجارية في العراق وسورية واليمن ولبنان. إننا نؤكد على أن تكون رسالة الإعلام العربي هدفها إبراز الحقيقة، ومخاطبة الرأي العام الوطني والقومي والعالمي بلغة العصر، وإيصال ما هو حقيقي وسليم، كما أن عليه أن يقف لخدمة القضايا العربية العادلة للأمة.
كتاب الشهر / ميشيل عفلق الذي لم أعرفه كما يجب! / الدكتور محمد عمارة
فلسطين… مسيرة نضال البعث
شباب ومجاهدو فلسطين إعلان بعث الأمة
شباب ومجاهدو فلسطين إعلان بعث الأمة
ناصر الحريري
الأمم الحية لا تموت، ولا تنكسر، قد يعتريها بعض الفتور والغفلة، نتيجة تراكمات أصابتها، وأعداء نصبوا لها المكائد فأوقعوها في متاهة آنية لا يمكن أن تدوم لأنها تمتلك القدرة على التجدد والانبعاث، والأمة العربية هي أمة حية متجددة يشهد تاريخها المجيد على قدرتها على الانبعاث من وسط الركام والمواجهة بكل عنفوان وإصرار. شكك الظلاميون كثيراً بقدرة الشباب العربي على مواجهة القوى الاستعمارية المتعددة الألوان التي تحيك المؤامرات ضد الأمة العربية، أحد وسائل الظلاميين للتقليل من أهمية وقدرة الشباب العربي هو تشويه تاريخ الأمة واستلاب البعد القومي من تاريخها المشرف،
فبعد انتهاء الاستعمار المباشر لأقطار الأمة العربية الذي جاء أعقاب اتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمون، أصبحت أقطار الأمة العربية تابعة بشكل مباشر أو غير مباشر للاستعمار والامبريالية العالمية، ونُصّب على هذه البلدان حكاماً الغاية من وجودهم المحافظة على الولاء للأجنبي، والعمل على تكريس التجزئة القومية، وينمون مفهوم الانتماء القطري، ويحاربون أيَّ تقارب يحمل البعد القومي.
واليوم يقف شباب الأمة العربية وجهاً لوجه في مواجهة الظواهر الاستعمارية المتعددة الوجوه والألوان، بشكلها الإرهابي الجديد، ما يؤشر على أن الأمة حتى الآن في خضم المعركة الكبرى في تاريخها، لتثبت للعالم أنها الأمة الحية المتجددة التي وإن تكالبت عليها كل قُوى الطغيان في العالم ستبقى حية لا ترضى الخنوع للاستعمار مهما تعددت أشكاله. إن الفكر القومي العربي يعي تماماً أن الأمة العربية تواجه منذ قرون عدة ما يمكن تسميته بالظاهرة العدوانية الاستعمارية، وأن صفة هذه الظاهرة هي الاستمرارية والعدائية المفرطة للأمة وشعبها وتاريخها.
لقد أيقنت الأمة العربية أن قدرها هو مواجهة هذه الظاهرة بثبات راسخ لا يحيد عن الثوابت القومية التي آمنت بها جماهير الأمة العربية على مدى تاريخها الطويل. لقد أيقن العرب أن ما حدث لهم بعد 2003 هو حلقة مستمرة من حلقات التآمر على الأمة وكبح جماح نهضتها وقدرتها على النهوض والتقدم، فكان احتلال العراق وتدميره لقطع كل صلات الوصل بين الأمة وقضيتها التي دافع عنها العراق بكل ثبات وقوة وهي قضية فلسطين، القضية الباقية في ضمير ووجدان كل العرب.
إن تعدد الأدوار وتوزيعها بين القُوى الاستعمارية هو صيغة من صيغ التحالف ضد الأمة والتآمر عليها، فالصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية أطلقت يد الصهاينة في فلسطين كما أطلقت يد الفرس المجوس في العراق وبعض الأقطار العربية، لتمهد للقضاء على أي بقعة عربية تقف ضد مصالح ومطامع الغرب والامبريالية العالمية في المنطقة العربية،
فاستبد الطغاةُ وأجرموا بحق الشعب العربي والأمة، فحاولوا بكل وسائلهم من طمس هويتها العربية القومية، وهو ما يشترك به الاحتلالين الصهيوني والفارسي. لقد حاولت الصهيونية على مدى ستة قرون أن تطمس الهوية العربية في فلسطين وتهجر أهلها، كما حاولت الفارسية المجوسية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، حيث دمرت المجوسية الكثير من القيم والمبادئ وشوهت الكثير من الأخلاق العربية ودمرت النسيج الاجتماعي العربي العراقي ونشرت طائفيتها المقيتة لتفريغ العراق من القيم والمبادئ والأخلاق وجره في ركب إيران المجوسية. لقد أثبت شباب فلسطين أن كل المحاولات الهادفة إلى تدميره والقضاء عليه ستبوء بالفشل، وأن الأمة العربية ما زالت قادرة على أن تنجب أبطالاً مقاومين ثواراً مناضلين. إن طوفان الأقصى سطرٌ في صفحةٍ من سجل النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني وما هي دليل لا يقبل الشك أن الأمة العربية حية متجددة لا يمكن أن تسكت على ضيم أو ترضى بظلم. لقد منح شباب ومجاهدو فلسطين الأمةَ العربية الأملَ بغدٍ مشرق عروبي ناصع، كما أثبتوا أن الحق العربي في فلسطين لا يمكن أن يندثر أو يتلاشى على يد حفنة من شذاذ الآفاق الصهاينة المجرمين.
لقد حاولت الامبريالية العالمية ومعها الصهيونية العالمية وتوابعهم أن تطمس الحق العربي المشروع في فلسطين، من خلال مشروعهم الخبيث الذي بدأ أوائل القرن العشرين واستمر حتى تكلل باحتلال العراق مروراً بمعاهدات التطبيع، وصولاً إلى غايتهم الكبرى في الاعتراف بالكيان الصهيوني وإجهاض القضية الفلسطينية.
لقد حاولوا القضاء على كل أشكال الرفض لهذا المخطط اللعين، ولكنهم جوبهوا بثورات عربية امتدت من أقصى الأمة إلى أقصاها، ترفض كل أشكال التدخل والاحتلال وأي مشروع يمس الهوية القومية للأمة أو يحاول القضاء على أي من عوامل وجودها وثباتها.
إن ما يحدث في فلسطين يترجم بصدق وعفوية طموح وتطلعات الشعب العربي وتوقه للحرية والاستقلال وسعيه الدؤوب لاستعادة الكرامة العربية التي صادرتها القُوى الشريرة في العالم. إن ما يخوضه الفلسطينيون من مواجهات وتحديات هو استمرار لمعركة الكرامة والشرف التي تخوضها الأمة العربية بأسرها، يسطّرون من خلالها في صفحات التاريخ أسمى معاني النضال والتضحيات دون تراجع أو انكسار، وكل يوم يحققون الانتصار تلو الانتصار، وأثبتوا أنهم ندّ حقيقي في وجه المخططات الصهيو_أمريكية، ففشلت بالمقابل كل محاولات التهديد والإرهاب لإرغامهم على التراجع؛ بل إن صمود وإصرار الفلسطينيين وثباتهم على مواقفهم ومواجهتهم الاحتلال حركت المياه الراكدة في جماهير الأمة العربية. إن ما يفعله الشعب العربي في فلسطين يعيد لتاريخ الأمة ألقه ولتصبح الأمة أكثر قوة وشكيمة لتستعيد ما فقدته بعد 2003، وما كان هذا ليحدث لولا بسالة وعنفوان شباب ومجاهدي فلسطين، وثبات جماهير الأمة والوقوف خلفهما. هذا الثبات والصمود في فلسطين يعد بمثابة فتح جديد لكل الشعوب المضطهدة لتنهض من عثرتها لمواجهة كل أشكال الخضوع والاستسلام والتسلط على الرقاب وكنسها ورميها في مزبلة التاريخ. ولكل المشككين بقدرة أبطال فلسطين،
ولكل المطبلين للاحتلال الصهيوني للأمة نقول:
أَيُّها المُتَلَوِّنونَ حِقْداً، والنَّافِثُونَ سُمَّاً يَقْطُرُ مِنْ أَفْعَالِكُم قَذارَةً، يَكْفِيكُم تَطَاوُلاً وتَجَاوُزاً عَلَى الُمجَاهِدين المُنَاضِلينَ فِي فِلَسطِين، الَّذينَ يُواجِهُونَ فِي سَاحَاتِ العِزِّ أَعْدَاءَ الأُمَّة. نَعَم أَعْدَاءَ الأُمَّةِ، لِأَنَّهُم يَتَصَدُّونَ بِسِلْمِيَّتِهِم لِلصُّهيونِيَّةِ الَّتي تُنفذُ مُخَطَّطاً خَبِيثاً يَسْتَهْدِفُ كَيْنُونَةَ وَوُجُودَ الأُمَّة. كَفَاكُم تَضْلِيلاً وافتِرَاءً وكَذِباً، فَأَنْتُم لا تَسْتَهْدِفُونَ المُجَاهِدينَ في غزة وعموم فلسطين فَحَسْب، بَلْ تَسْتَهْدِفُونَ الوَطَنَ، وَمَا يُمَثِّلُه مِنْ قِيَمِ الكَرَامَةِ وَالعِزَّةِ والشُّمُوخ. إِنَّ مَا تُوَجِّهُونَ بِهِ تَابِعِيكُم المُضَلَّلِينَ لَا يَمُتُّ إِلَى القِيَمِ الإِنْسَانِيَّةِ وَأَنْمَاطِ السُّلُوكِ البَشَرِي بِصِلَةٍ. تَعْلَمُونَ أَنَّكُم خَدَمٌ أَذِلَّاءَ لِعَدُوٍّ لَا يَرى فِيكُم إِلَّا أَدَاةً لِتَنْفِيذِ مُخَطَّطِهِ الخَبِيث. أَيُّها التَّائِهُونَ فِي بَحْرِ العَمَالَةِ، إِنَّ مَنَافِعَكُم مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ، مَغْمُوسَةٌ بِتَظَلُّمٍ قَدَّمَتْهُ أُمُّ شَهِيدٍ بَيْنَ يَدَي الله، وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون. هَلْ تَظُنُّونَ حَقّاً أَنَّكُم تَسْتَهْدِفُونَ-بِغَبَائِكُم وطَيْشِكُم وجَبَرُوتِكُم-الشَّبابَ المُجَاهِدِين، إِنَّكُم أَيُّها المُغيَّبُونَ تَسْتَهْدِفُونَ الوَطَنَ، لِأَنَّ مُجَاهِدُو غَزَّةَ مَا خَرَجُوا تَرَفاً ولا بَطَراً، وَإِنَّما خَرَجُوا لاستِعَادَةِ الوَطَنِ وتَحْرِيرِه، واسْتِعَادَةِ الكَرَامَةَ لِكُلِّ عَرَبِيٍّ شَرِيف.
الاختباء خلف ظهر المقاومة العراقية: حقيقة مرتزقة إيران الخيانية
البوصلة الفلسطينية في عقل القائد صدام حسين
البوصلة الفلسطينية في عقل القائد صدام حسين
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عربي من العراق
لم يقف الانتماء العقائدي الصارم للشهيد القائد صدام حسين حائلاً دون انفتاحه العقلاني العلمي المنطقي الواقعي على القوى السياسية والكيانات والتجمعات والمنظمات والأفراد والدول التي كانت تقديراته الوطنية والقومية النافذة تشي له بأنها تخدم القضية الفلسطينية وتهيئ مستلزمات إثراء وتعميق استراتيجية تحرير الأرض المغتصبة وعودة الشعب المشرد في الشتات والمطارد فوق أرضه من قبل العصابات الصهيونية المجرمة.
لم نسمع يوما القائد صدام حسين وهو يواجه أية جهة كانت تقف بجد وايمان حقيقي إلى جانب الحق الفلسطيني لا محليا ولا عربيا ولا عالميا بل على العكس كان يعمل على صناعة بيئة موالية لفلسطين على كل الأصعدة ويدعم بقوة عمليا وميدانيا كل من يحمل السلاح ويوجه ولو رصاصة واحدة صوب الغزاة المغتصبين للأرض المنتهكين للعرض والساحقين على شرف الأمة.
كان فكر القائد صدام حسين يشرق في العراق عربيا فلسطينيا فيكشف ظلمات المواقف وينير عقول الأحرار. فكان دعم البعث للمقاومة الفلسطينية غير مشروط لا بمواقف سياسية ولا إعلامية، ولا ينظر له من زاوية تقاطع مع البعث فكراً وتطبيقات ولا مع سياسات الدولة العراقية، بل كان القاسم المشترك الأعظم في التقييم والتقويم هو حقيقة الموقف من قضية فلسطين. لذلك دعم العراق كل الفصائل الفلسطينية بعيداً عن انتماءاتها السياسية وأطرها العقائدية، ووقف العراق مع كل جهد قدمته الأمة من أجل فلسطين في لبنان والأردن وسوريا ومصر فضلا عن الداخل الفلسطيني.
وعلى المستوى الدولي كان الرفيق القائد يبني سياسة العراق وحزبه واتجاهات شعبه لصناعة رأي عام دولي ومواقف دولية موالية ومتفهمة للحق الفلسطيني الثابت. وقدم العراق نموذجا متقدما في التأثيرات الإيجابية دوليا لصالح قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
لقد رسخ القائد علاقاته وعلاقات حزب البعث والدولة العراقية مع كل حزب عربي ينادي بتحرير فلسطين ويعبئ ويحشد ويتسلح من أجلها وشجع واحتضن كل عربي يتقدم بمواقفه من معاناة شعب فلسطين ويطالب بحقوقه قولا وفعلا.
إن بوسعنا أن نقول اجمالاً لأن الإحاطة بالتفاصيل مستحيلة لأن القائد صدام حسين وحزبه وشعبه والدولة العراقية كاملة كانت بوصلة عملها واتجاهاتها هي فلسطين وتحرير فلسطين.
طوفان الأقصى عرى ازدواجية المعايير
طوفان الأقصى عرى ازدواجية المعايير
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لم تنجح المقاومة الفلسطينية منذ تأسيسها في ستينات القرن الماضي كما نجحت في عملية طوفان الأقصى، طوفان الأقصى معركة متكاملة حسبت لها أدق الحسابات وأولها استعداد الشعب وجاهزية جند الله في غزة، بعض إنجازات هذه المعركة الأسطورية بينة واضحة جلية وبعضها ستتضح ملامحه فيما بعد.
لأول مرة نرى هذا الالتفاف الشعبي العربي والإنساني حول القضية الفلسطينية، فالمتابع للشارع العربي يرى بوضوح براكين الغضب التي تفجرت في النفوس التي أعياها الوقوع تحت سياط الظلم وتحت طائلة الإرهاب الصهيوني وتحت وطأة الإهانة المتواصلة للأمة، والمتابع أيضاً لوسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي يمكنه أن يلتقط صراعاً عميقاً بين: من وصلوا إلى قناعات ذاتية بعدوانية الكيان الصهيوني ومنهجه الإرهابي وحربه المتواصلة على شعب فلسطين فارتفعت أصواتهم وانطلقت ألسنتهم وأقلامهم تكشف العلل المستديمة في هذا الكيان المسخ ووجوده غير الشرعي وتماديه في الدموية والتطرف،
وبين من لا زالوا يرزحون تحت الضلالة والباطل ويدفعون بكل قدراتهم للوصول إلى كلمة إدانة للمقاومين الفلسطينيين الشجعان ولكلمة مغالطة لحقيقة دفاع الفلسطينيين عن وجودهم. لقد شاهدنا إعلاميين كبار يستميتون على مدار الساعات للحصول من ضيوف برامجهم على إدانة فلا يفلحون. إن من بين النتائج التي ستنجلي لاحقاً لمعركة طوفان الأقصى هو تأثيرها العميق على ما يسمى بالأمن القومي للكيان الصهيوني الذي وضعت لتحقيقه إمكانات وأموال لا تعد ولا تحصى،
وسيزداد بشكل كبير عدد اليهود المهاجرين هجرة عكسية إلى بلادهم التي جاؤوا منها، وستزول أو تنخفض أعداد المستوطنات وستتدحرج مكانة جلب المهاجرين إلى فلسطين المحتلة إلى هاوية سحيقة كما لم تتدحرج من قبل. أما مواقف الولايات المتحدة والغرب وعرب اللسان فإنها لم تحرج يوماً كما أحرجتها بطولة شباب فلسطين الشجعان، ولم يوضع ميزان المواقف المائلة في زوايا قاتلة كما وضعت الآن.
عوامل انتصار العرب
افتتاحية العدد 76 شهر تشرين أول/ من مجلة ألق البعث
عوامل انتصار العرب
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
يمكن للعرب أن ينتصروا في كل مكان على أعدائهم أياً كانت قوة الأعداء. يمكنهم الانتصار في العراق وفي فلسطين وفي الخليج ولبنان واليمن وفي سوريا والأردن وفي المغرب العربي، والانتصار على الأعداء يتطلب أولاً عدم الخوف من الأعداء فالخوف يكبل قدرات الإنسان ويلغي إرادته. ولكي ينتصر العرب، عليهم تحرير جيوشهم من عبودية السلطة إلى عقيدة الوطن والأمة وتحرير بلادهم من سلطة حكومات باعت العروبة وأدارت ظهرها لكل الثوابت الدينية والاجتماعية، ووضعت مكونات اقتدارها الاقتصادي في خدمة الأعداء. بمعنى أكثر مباشرة،
إن على العرب أن يسقطوا كل أنظمتهم التي ارتضت للعرب الذل والهوان والجهل والمرض والفقر. وعلى العرب إن أرادوا تحقيق ذاتهم الوطنية والقومية أن ينتموا إلى عروبتهم وإلى إيمانهم بالله وبقيمهم الأصيلة وترك خلافات السياسة التي جرتنا إلى التفرقة والتشرذم وإلى انعدام الوزن.
نحن شعب يجيد الانتماء للثوابت الأخلاقية ولا يجيد اللعب بممكنات السياسة، حيث بعض تلكم الممكنات لا تليق بعروبتنا ولا بإيماننا لأنها غير أخلاقية أصلاً. ينتصر العرب يوم ينتصرون على أميتهم ويغادرون السطوح ويستبدلونها بالغوص بالأعماق الثرية الغنية التي تعطي للحياة استحقاقاتها. ينتصرون على الكسل والغش والضعف ويدخلون عوالم العلم والتكنولوجيا والاختراع والاكتشاف بالبحث والتأليف. ننتصر حتماً حين نغادر فوضى التعامل مع الزمن،
أن نحترم الزمن في دراستنا وتعليمنا ووظائفنا وحرفنا ومهننا كلها ومنها أن نزرع أرضنا ونستغل مواردنا المائية والبشرية في إنتاج الخبز وتصديره. نحترم الزمن في محاضراتنا وفي مصانعنا على بساطتها وفي تعاملنا مع بعضنا في علاقاتنا الخاصة والعامة. لقد رفع العراق في حقبة سلطة وقيادة البعث شعارات احترام الزمن وطبقها حرفياً في كل مناحي الحياة، فانتصر على تحديات التنمية وانتصر في بناء قوة عملاقة لقواته المسلحة وفي الصناعة وقضى على البطالة والأمية.
نحن نريد أن ننتصر في تحرير العراق وتحرير فلسطين لكي ننتصر للحياة وللإنسانية غير أن انتصارنا متوقف على أن نحمل السلاح ونثور.
القيادة العامة للقوات المسلحة تنعي اللواء الركن المهندس إياد عبد الرزاق الشيخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
((كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)) أل عمران 185 صدق الله العظيم
القيادة العامة للقوات المسلحة
نعي اللواء الركن المهندس إياد عبد الرزاق الشيخلي
بقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة المغفور له بإذن الله تعالى (( اللواء الركن المهندس إياد عبد الرزاق عبدالوهاب الشيخلي . مدير صنف المخابرة في الجيش العراقي )) والذي وافاه الأجل في تركيا إثر نوبة قلبية، لقد كان الفقيد واحداً من الضباط الأكفاء في اختصاصهم وتميز بالأخلاق الرفيعة والانضباط العسكري العالي، وكان له مساهمات معروفة خلال المعارك التي خاضها الجيش العراقي الباسل في الدفاع عن أمن العراق وسيادته واستقلاله.
وإننا في القيادة العامة للقوات المسلحة إذ نعزي أنفسنا أولاً وعائلة الفقيد وأهله ومحبيه ورفاقه في السلاح فإننا نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته .. وإنا لله وإنا إليه راجعون
القيادة العامة للقوات المسلحة
11كانون الأول 2022