برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟
سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟
– الحلقة الرابعة
زامل عبد
كان لما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران علاقات متشعبة بتيار الإسلام السياسي في العالم العربي خارج إطار جماعة الإخوان المسلمين ، مثل علاقتها بحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني التي كانت تصف نفسها في مراحلها المبكرة بـ (( أنصار الثورة الإسلامية في فلسطين )) حيث تأثر فتحي الشقاقي الأمين العام السابق للحركة بشكل كبير بالخميني وكان يرى [[ أن الخميني أطلق الصحوة الإسلامية في المنطقة وفي العالم ]] أن إيران تمتعت كذلك بعلاقات وثيقة أيضًا مع حركات إسلامية أخرى على الساحة الفلسطينية غير حركة الجهاد الإسلامي ، وعلى رأسها حركة حماس ، كما تزعمت إيران في هذا الإطار ما سمي بمحور المقاومةفي المنطقة ، ويُذكر أن الإخوان المسلمين كان لديهم تواصل مع رجال الدين الإيرانيين ، الذين أصبحوا فيما بعد فاعلين في النظام السياسي مابعد التغيير المخابراتي 1979 ، ووفقاً لمصادر إعلامية شكلت علاقات حسن البنا مع القادة الدينيين الإيرانيين بذرة (( الثوار والثورة الإسلامية )) لاحقاً من أمثال نواب صفوي والذي تمت دعوته إلى المؤتمر الإسلامي لتحرير القدس عام 1953 ، من قِبل سيد قطب علاوة على دعوة لاحقة من جماعة الإخوان المسلمين لصفوي لزيارة مصر ، ويُنقل قوله خلال لقائه مصطفى السباعي مراقب الجماعة في سوريا [[ مَن أراد أن يكون جعفريًّا حقيقيًّا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين ]] ، ويُشار إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد دخل إلى السياسة عبر صفوي ، و خامنئيأحد المعجبين بسيد قطب حيث ترجم كتابين من كتب سيد قطب وهما (( هذا الدين و معالم في الطريق )) ويتضح من ذلك أن مفاهيم الحركة الإسلامية الإيرانية تأثرت بشكل أو بآخر في فكر جماعة الإخوان المسلمين ، فإلى جانب صفوي تعاون نشطاء آخرون مع جماعة الإخوان المسلمين ، وكان لهم دوراً بارزاً في تمكين الحركة الإسلامية الإيرانية من الوصول إلى السلطة ، ومن بين هؤلاء إبراهيم يزدي حيث كان ممثلًا لزعيم الثورة ، وأول مرشد للجمهورية الإسلامية الخميني ، وأصبح وزيراً للخارجية في أول حكومة بعد الثورة عام 1979 وظلت العلاقة ما بين الإخوان المسلمين وإسلاميون إيران مستمرة بعد نجاح الثورة ، فقد تأسس حزب الإصلاح التابع للإخوان المسلمين في طهران ورأسه حين ذاك عبد الرحمن بيراني ، وفي الواقع تركت الثورة الإسلامية في إيران أثراً في جماعات الإسلام السياسي لا سيما الإخوان المسلمين ، حيث يذكر الدكتور منوشهر محمدي ، المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية في كتابه تداعيات الثورة الإسلامية في العالم الإسلامي [[ لقد استطاعت الثورة الإسلامية أن تترك تأثيرها في حركة الإخوان المسلمين بدرجة ما ، بحيث إن الأمانة العامة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في مصر، بادرت إلى الاتصال بمسؤولي الثورة الإسلامية الإيرانية بمجرد انتصارها ، هنأت إيران بانتصار الثورة ومضيفاً أن جماعة الإخوان المسلمين قامت في سنة 1979 بنشر كتاب يحمل عنوان البديل الإسلامي ، معتبرة أن أسلوب الخميني والجمهورية الإسلامية يمثل طريق الحل الإسلامي للخلاص من الأنظمة العميلة ]] وقد نشرت مجلة الدعوة المصرية { المنبر الرئيسي للإخوان في مص } حين ذاك تصريحاً لأبي الأعلى المودودي رداً على سؤال وُجه له حول الموقف من الثورة الإيرانية قائلاً [[ ثورة الخميني ثورة إسلامية ، والقائمون عليها هم جماعة إسلامية ، وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية ، وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات]] يتبع بالحلقة الخامسة
سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ –
سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟-
سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟-
الحلقة الاخيرة
زامل عبد
الخميني كان يرى أن إعلان نفسه خليفة المسلمين قد يلقى معارضة من المسلمين السنة ، لذا كان الهدف هو ضم عدد من الدول السنية تحت قيادة إيران من خلال شعار (( تصدير الثورت الاسلامية )) ، حتى يتنسى له إعلان تلك الخطوة لاحقا ، مشيراً ثروت الخرباوي إلى أنه ولهذا السبب [[ تم إنشاء حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن والأحزاب الموالية لإيران في العراق وإثارة النعرات الطائفية في الدول الأخرى ]] ومقابل ذلك ساندت إيران جماعة الإخوان في مصر وليبيا وتونس والسودان وغيرها لتقاسم النفوذ والسيطرة فيما بينهما ، وحول من استخدم الآخر ووظفه لحساب مصالحه، هل الإخوان أم إيران ؟ يقول الخرباوي إنه ومجموعة من زملائه المنضمين للإخوان حاولوا البحث عن إجابة لسؤالين وهما ، ما سر حماس الجماعة وقياداتها للثورة الإيرانية ؟ وما سر تمسك قادة الإخوان بالتواصل مع الإيرانيين ؟ وزاد من الشغف بالبحث عن إجابة هذين السؤالين ، بيان النعي الذي أصدره محمد حامد أبو النصر مرشد الإخوان الأسبق عند وفاة الخميني في العام 1989 ،
حيث قال فيه إن الإخوان المسلمين يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني القائد الذى فجّر الثورة ضد الطغاة ، وزاد فيه كلمات مؤثرة جعلتنا نبكي ، مضيفاً أنه توجه ومجموعة من زملائه لمقابلة المرشد في مقر الجماعة القديم بمنطقة التوفيقية بقلب القاهرة لطرح هذين السؤالين عليه ويضيف الخرباوي إنه وزملاءه عندما جلسوا مع المرشد ، تهرب من الإجابة وراوغ ، لكنه في النهاية أجاب حيث بدأ بسؤال الشباب عن من يرغب منهم في الذهاب لدورة المياه ،
ولما ذهب أحدهم قال له سوف أجيب عن السؤال بعد عودتك ، وفور عودته قال له هل تعرف علاقتنا بإيران مثل ماذا ؟ مردفاً بالقول مثل علاقتك بالمرحاض الذي دخلته وخرجت منه الآن ، فنحن نحتاجه رغم أنه مكان كريه ومنفر ويتابع الخرباوي ويقول على الجانب الآخر كان هناك حوار لعلي خامنئي ، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية مع صحيفة بريطانية وسئل عن سر علاقة نظام الملالي بالإخوان رغم اختلاف المذاهب فأجاب خامنئي قائلا نحن نؤمن بزواج المتعة ويعلق القيادي السابق بجماعة الإخوان ويقول إنه بهذه التصريحين من مرشد الإخوان ، محمد حامد أبو النصر ، والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ، نستطيع القول إن العلاقة بين الإخوان وإيران براغماتية نفعية ، وتتلخص في أنها قضاء حاجة عند الإخوان وزواج متعة عند الملالي ]] وهنا يكون سؤالا هل توجه الكلالي الى فلسطين وتحديدا غزة ينطلق من حيثياة هذه العلاقة لتكون ساحة اخرى للتموضع الصفوي وللقتال بالنيابة عنها مع العدو المعلن والحليف الخفي امريكا لالشيء سوى تقاسم مناطق النفود والحصول على قوة الرعب لتتمدد كيفما تشاء ؟ ، ويضيف ثروت الخرباوي بمذكراته [[ أن الخميني عندما سطر بنفسه كتاب الحكومة الإسلامية وولاية الفقيه اقتبسها من كتاب منظر الإخوان سيد قطب – معالم في الطريق – والذي يتحدث فيه عن الحاكمية ، وعن أن العالم الإسلامي لا يطبق الإسلام مضيفاً أنه وبعد قيام الثورة الإيرانية في يناير 1979 تم ترجمة كتاب معالم في الطريق باللغة الفارسية ووزع مجانا على أفراد الحرس الثوري الإيراني وعلى طلبة المدارس ، كما كتب علي خامنئي مقدمة كتاب { المستقبل لهذا الدين } لسيد قطب أيضا ، وقال خامنئي في المقدمة إن هذا الكتاب وضع أسساً هامة لكي نستطيع من خلال تلك الأسس تأسيس الدولة الإسلامية ، وأن نعرف أن المستقبل لهذا الدين ]] ويضيف الخرباوي خلال زيارة وفد جماعة الإخوان بقيادة يوسف ندا للخميني لتهنئته ومباركته قال الخميني لهم (( إنه سيستخدم لقب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ، وليس المرشد العام وقال جملته المشهورة عند عموم الإخوان فليبقى لقب المرشد العام خاصاً بحسن البنا وأطلق على نفسه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية )) ، ويقول الخرباوي إن هذا الموقف حدث رغم أن هناك ألقاباً مماثلة في الحوزيات الشيعية مثل المرجع والغاية ، ورغم أن لقب المرشد ليس من الألقاب المستخدمة عن الشيعة على الإطلاق ، ولكنه قام الخميني به تيمناً بحسن البنا ، أشياء أخرى كثيرة في العلاقة بين الإخوان والملالي منها كما يقول الخرباوي إن جماعة الإخوان أسست فرعاً لها في إيران ويعمل تحت غطاء رسمي وبمباركة الحكومة الإيرانية وهي جماعة الإصلاح والدعوة ويقودها عبد الرحمن بيراني مرشد الإخوان هناك والجماعة، بل أكثر من ذلك هناك ساحة كبيرة وميدان كبير في إيران باسم حسن البنا مشيراً إلى أنه قبل وعقب ثورة مصر في يناير عام 2011 كان هناك تنسيق ولقاءات تمت في تركيا بين بعض قادة الإخوان وقيادات إيرانية ، ومن خلالها تم الاتفاق على دعم الثورة المصرية والجماعة للوصول لحكم مصر ، وإنشاء حرس ثوري للجماعة يكون بديلا لجهاز الشرطة المصرية ، كما تم الاتفاق على فتح مصر للسياحة الإيرانية وإفساح المجال لزيارة العتبات المقدسة في مصر أمام الإيرانيين ، وقال الخرباوي إن جماعة الإخوان تتعامل على أنها دولة أو إمبراطورية وهذه الإمبراطورية ، يجب أن تقوم وتقوى ، لأن فكرتهم الرئيسية هي تكوين إمبراطورية إسلامية ويكونون هم على رأس العالم الإسلامي كله وهو تفكير توسعي يحاول ضم أكبر عدد من الدول تحت سيطرته وسلطته وأضاف أن عقيدة الإخوان هي تفتيت الدول ليسهل ابتلاعها وضمها لإمبراطورية كبيرة، روج لذلك مصطفى مشهور المرشد الأسبق لجماعة الإخوان و له مقولة شهيرة هي (( تفتيت الأوطان لتجميع الإمبراطورية )) لذلك لا نتعجب أن يكون هناك لقاءات جديدة بين ممثلي علي خامنئي وقيادات تنظيم الإخوان مثل إبراهيم منير وغيره ، مشيرا إلى أن المخطط واضح بين الجانبين وهو تكوين إمبراطورية إسلامية يتقاسمها الإخوان والملالي ولتتفتت الدول العربية والاسلامية من اجل تحقيق الحلم المشترك بين الجماعة والملالي ، ومن الوثائق التي تبين العلاقة فيما بين جماعة الاخوان والملالي الصفويين الجدد ما تحدث به قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني في 11 حزيران 2011 عند اجتماعه بقدامى المجاهدين وقادة سنوات الدفاع المقدس في مسجد ولي العصر في طهران والذي نشرته وكالة تسنيم القريبة من الحرس الثوري الايراني حيث تحدّث سليماني عن قضايا مختلفة ومن ضمنها سنوات الدفاع المقدس وتطرّق إلى أوضاع محور المقاومة وحرب تموز في لبنان ومسألة الصحوة الإسلامية والعلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين ، مما تقدم يتضح ان نظام الملالي في قم وطهران اتخذت من القضية الفلسطينية كما فعل الاخوان المسلمين وسيلة لبسط النفوذ والسيطرة على العقول ولكن بفعل بصيرة الشرفاء خاب ويخيب فعلهم. تبقى فلسطين عربية التراب والتأريخ محررة إن شاء الله بدماء أبناء الأمة الخيرين الشرفاء.
إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
فؤاد الحاج
في الزمن الرديء الذي تعيشه أمة النكبات العربية، ماذا يمكن أن يقال جراء الواقع المفروض من حلف الشر والطغيان العالمي والإقليمي وفي مقدمها إدارات الشر الأمريكية المتعاقبة وإيران الرازحة تحت نير وظلم ملالي قم وطهران، وتركيا أردوغان وحزبه “العدالة والتنمية” الذي يبحث على مكانة له في نظام دولي جديد لم تتكون ملامحه نهائياً بعد، إضافة إلى تجار الدين من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، الذين يعملون معاً من أجل تغيير معالم تاريخ وجغرافيا البلدان العربية وأسس الديانات السماوية من أجل إقامة كانتونات طائفية ومذهبية! وبقصد أو بغير قصد يرفدهم الانتهازيون من المهرجين أدعياء والوطنية من على شاشات تلفزيونية محلية وعابرة للقارات تدفع لهم أثمان مقابلاتهم وحواراتهم بحسب أهواء ممول كل محطة منها؟ وكي لا نبتعد كثيراً عن عنوان هذه المقالة أردد ما كتبته مرات ومرات بيتين من شعر الراحل الشاعر المهجري في أستراليا ألبير موريس كرم التي تختصر الوضع الراهن في لبنان: باعوك يا لبنان وهل وطن يباع / وتقاسموا خيرات أرضك ما استطاعوا يا موطن المجد العريق إلى متى / ستظل تنهش من جنائنك الضباع؟ ومن هذا المنطلق يمكن القول أن لبنان طوال تاريخه وتحديداً منذ اتفاقية “سايكس-بيكو” عام 1916، إلى يومنا هذا كان ولم يزل سلعة للبيع بكل ما للكلمة من معنى، لذلك نجد أن اللبنانيين وعلى مختلف مستوياتهم، مواطنين عاديين ومسؤولين وفي كافة الإدارات يهيجون لفترة لا تتجاوز الشهرين قبيل أي انتخابات، رئاسية، أو نيابية، أو بلديات، أو مخاتير، ومن ثم يهدأون وكأن شيئاً لم يكن، وتعود حليمة لعادتها القديمة، شكاوى ومظلمات وبكائيات ولطميات وما إلى هنالك من مجالات تعبر عن ضيق صدر المواطن بهذا النائب وذاك رئيس البلدية والمختار لأنهم لم يفوا بالعهود التي قطعوها للمواطنين! وهكذا تمضي السنين والأوضاع المزرية تتفاقم، حتى بدأ المواطن المغلوب على أمره يلعن في السر والعلن كل النواب والرؤساء منذ أن حصل لبنان على استقلاله عام 1947. *** مرة أخرى أقول، ضمن هذه الظروف التعيسة ترى ماذا يمكن أن يُكتب أو يقال؟ وفي الوقت نفسه ما هو دور المثقفين الوطنيين الشرفاء والأحرار، الذين يرفضون الواقع المرير ويتطلعون إلى غدٍ أفضل؟ وكيف العمل لمواجهة هذا الواقع المفروض على الشعوب والأمم من قبل أعداء الإنسانية؟ تساؤلات كثيرة تدور في الأذهان، والجواب هو وحدة الموقف والتضامن. وعلى الرغم من الجواب الواضح، فأن الاختلاف يكمن في التفاصيل بين هذا وذاك المثقف، ولا مجال لمناقشة ذلك في هذه السطور، لأن الشرح المفصل مطلوب من الشرفاء والأحرار من أبناء أمة النكبات التائهين في التفسيرات والتقديرات لمجريات الأوضاع هناك، كما أن ذلك مطلوباً من كل الأحزاب والتنظيمات الوطنية والقومية في الوطن العربي الذي كان كبيراً بأحلامنا. وكذلك هو مطلوب من كل الذين أكلوا من صحن العراقيين وعدداً كبيراً منهم مع الأسف بصقوا في ذلك الصحن حتى من العراقيين أنفسهم. وأيضاً مطلوب من كل الذين شاركوا إن في مؤتمر القوى الشعبية العربية، أو في مؤتمر الأحزاب العربية، أو في ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي، أن يراجعوا مواقفهم وكلماتهم منذ بداية تسعينات القرن الماضي وأن ينسقوا فيما بينهم إن لم نقل توحيد رؤاهم وصفوفهم مجدداً، ضمن جبهة وطنية وقومية عربية، عريضة وفاعلة، من أجل الانتقال من حالة التداعي الوطني والقومي والفواجع والمآسي التي تمر بها الأمة في كل أقطارها، وأن يعملوا على إعادة تحقيق ثقة الجماهير بهم، وكذلك ثقة المواطن الذي فقد تلك الثقة وكفر بهم وبهذه القوى التي لن يرحمها القلم والزمن وستدوّن في ذاكرة التاريخ على أنها مرحلة الانحطاط القيمي والأخلاقي. فهل يتجرأ أي قيادي أو زعيم حزب أو مفكر سياسي، أن يتخلى عن الأنا تحقيقاً للمواقف المبدئية والثابتة لحزبه أو لتنظيمه من أجل مصلحة الأمة أو الوطن على أقل تقدير، لأن المبادىء والأهداف لا يمكن أن يتم تفعيلها إلا بدعم الشعب وإلا ستبقى حبراً على ورق، كما هو حال كل الأحزاب والتنظيمات في كل الأقطار العربية دون استثناء. *** ومن يعيد قراءة مراحل النضال العربي ضد الاستعمار وضد احتلال فلسطين منذ بداية الأربعينات وحتى أواخر السبعينات من القرن الماضي يشهد على أهمية مواقف ومبادىء القوى التي كانت حية في الأمة العربية. كما سيجد الباحث أن دعم الجماهير وانخراطها في تلك الأحزاب والتنظيمات ولجان نصرة فلسطين والعراق والدفاع عن مصر إبان العدوان الثلاثي، أن ذلك الدعم قد اضمحل وأصبح تحت الصفر بمئات الدرجات كما هو حال التغيرات المناخية التي نعيشها في هذه الفترات. لأن موقف أبناء الأمة في فترة الخمسينات والستينات كان تعبيراً حياً عن تطلعات أبناء الأمة التي آمنت ببناء غد مشرق أفضل، بينما اليوم نجد أن أبناء تلك الأمة لم تعد تؤمن بتلك الأحزاب والتنظيمات، ليس لأنها بدلت أو غيرت أفكارها ومبادئها، إنما بسبب بروز قيادات انهزامية وأصحاب مصالح على حساب الفكر، والعقيدة، والمبدأ، وخير دليل على ذلك انخراط عدد كبير من المحسوبين على فكر هذا الحزب أو ذاك التنظيم في المجالس النيابية، أو مجالس الأمة، أو مجالس الشعب، قد تنكر للجماهير التي انتخبته، وأيدته، ومنحته أصواتها، وبات بوقاً للنظام الذي كان معارضاً له من أجل أن يحافظ على راتبه المليوني شهرياً، وهكذا الحال في النقابات المهنية والعمالية وغيرها من مؤسسات التي من المفترض أن تكون في خدمة الطبقات الكادحة، والعمال، والجماهير بشكل عام. واليوم يتساءل كثير من الشرفاء والأحرار من أبناء تلك الأمة مقيمين ومغتربين، لماذا بعض الأحزاب التي كانت تحمل صفة قومي ووطني، وأهداف نبيلة، أصبحت تعمل طائفياً ومذهبياً؟ ولماذا تحوّل عدد من الذين كانوا قيادات بارزة في أحزاب تدعي الليبرالية، أصبحوا لا يتحدثون إلا بلهجات طائفية ومذهبية؟ ولماذا أصبحت الطائفية والمذهبية هي السائدة في كل البلدان العربية؟ أسئلة تتوالد من رحم أسئلة، كلها تؤشر إلى أن الجماهير لم تعد تؤمن بهذا الشخص أو ذاك، وليس بفكر أو مبادىء ذلك التنظيم أو الحزب الذي تم الاستيلاء عليه من قبل أشخاص، وتم تحويله إلى حكم فرد وعائلة. ولنا في مجريات الأوضاع في لبنان كما ذكرت آنفاً برهان ساطع، حيث تسيطر مجموعة تعمل على فرض آرائها وسيطرتها على مقاليد الحكم بدعم وإسناد من مجموعة عناصر قليلة العدد من كل الطوائف والمذاهب والديانات المدعومة من ملالي قم وطهران، بحيث يمكن القول أنه لم يبق من الجمهورية اللبنانية سوى اسمها على الورق ليس إلا، يسيطر فيها الفساد وينخرها المفسدون، لأن السلطة باتت للقوى المسلحة والمرتهنة للخارج. *** ومن يعيد قراءة تاريخ وأسباب الانشقاقات في الأحزاب والتنظيمات الوطنية والقومية منذ ستينات القرن الماضي، سيجد أن السبب الأساس هو حكم الفرد إلى أن يموت، فكم من حزب أو تنظيم مات بموت قائده أو مؤسسه، بمعنى أنه لم يعد لذلك الحزب أو التنظيم ذات التأثير والقوة والتأييد من قبل الجماهير، لأن هذه الأحزاب والتنظيمات لم تستطع فرز قيادات جديدة ولم تفسح المجال لمشاركة الشباب في القيادة من أجل رفد تلك الأحزاب بدماء الشباب. مما تقدم أدعو القوى الحية والقيادات الوطنية والقومية الأصيلة الغيورة على مصلحة الوطن والأمة أن تعود إلى الجذور الأساسية التي نشأت من أجلها هذه الأحزاب والتنظيمات للعمل من أجل غد مشرق لأجيالنا التي ستلعنهم جميعاً، ولنا في قول الإمام الشافعي رحمه الله عبرة: (نعيب زماننا والعيب فينا / وما لزماننا عيب سوانا / ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب / ولو نطق الزمان لنا هجانا / وليس الذئب يأكل لحم بعض / ويأكل بعضنا بعضا عيانا.) إننا في مرحلة حرجة من مراحل تاريخ الأمة العربية وانتقالها من مرحلة مضت إلى مرحلة جديدة مجهولة، تستهدف وجودها وكيانها، تستدعي من كافة المؤمنين بأمتهم وبقدرة الجماهير على صنع المعجزات أن يلتقوا من جديد من أجل غد أفضل، يعيدون فيه للمواطن – بصيغة الجمع – عزته وكرامته التي سلبتها الأنظمة الذيلية، والذين يسمون أنفسهم رجال دين من كل الديانات والطوائف والمذاهب دون استثناء. لأنه من المفترض أن يكون غزو العراق واحتلاله وتدميره وإعادته إلى “عصر ما قبل الصناعة” وكذلك ما جرى ويجري في سوريا وليبيا درساً وموعظة لكل المؤمنين بوحدة الأمة ونهضتها، وحالياً ما جرى ويجري في السودان واليمن، لأن ما يجري اليوم في اليمن وفي تونس وفي ليبيا وفي السودان وفي الصومال وفي موريتانيا كما في لبنان وفلسطين وباقي الأقطار العربية، دليل صارخ على أن ما أعلنه السيئ الذكر جورج بوش الصغير في الأول من أيار/مايو 2003 من على ظهر حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” حيث قال “من العراق سنعيد رسم خارطة المنطقة، والآن أمنّا حماية أصدقاءنا” ويقصد بـ”أصدقاءنا” الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة. إنها دعوة لكل المخلصين من أبناء الأمة في كل مكان للتضامن وتوحيد الموقف في مواجهة أعداء الإنسانية مردداً مع المهلب بن أبي صفرة (تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا / وإذا افترقن تكسرت آحادا). وأخيراً أذكر بما ورد في الإنجيل على لسان السيد المسيح (عليه السلام) جاء فيها: (مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد)، مع أنه (عليه السلام) قالها في موقف محدد، ولكن، ألا ينطبق هذا القول اليوم على اللبنانيين دون استثناء، وأنه المطلوب منهم واحد وهو الاتفاق فيما بينهم على اختيار رئيس للجمهورية اللبنانية وليس لفئة دون أخرى ومن ثم تشكيل حكومة لبنانية لكل لبنان، والعمل على انتخابات برلمانية نزيهة تشرع لقانون انتخابي يتلاءم مع متطلبات العصر، تمهيداً لإعادة ثقة المواطن المقيم والمغترب، والأهم رفض التدخلات الخارجية مهما كانت ومن أينما أتت، أم أن اللبنانيين سيبقون لعبة بأيدي الغير بينما مصير الوطن يسير إلى المجهول!
شاعر عروبي أصيل والغربة
شاعر عروبي أصيل والغربة
زامل عبد
رحل ابن العراق البار كريم العراقي عن هذه الدنيا الفانية التي امتطت كل ذليل وخسيس وفاسد وذيل لنصارى يهود وصفويين جدد، رحل بعد أن أصيب بالعضال لأنه لم يحتمل المشهد الذي حل بعراق التاريخ والحضارة والعلم والعلماء، موطن الرسالات والرسل ومثوى الأنبياء والأولياء والصالحين، رحل ولكن يقيناً لم يرحل من خلال ما تركه من إرث وكلمة تتناغم مع ضمير الأحرار العاملين من أجل التحرير والسيادة وعودة العراق إلى حاضرة المجد والإباء والخلود واحداً موحداً أرضاً وشعباً. عرفاناً لابن العراق أُوثق قصيدتين عبر من خلالهما كل المعاناة والأمل الممزوج باليقين الصادق بأن العراقيين الأصلاء سيفعلون فعلهم، والقصيدتان (هنا بغداد_ يا وطن)، فالرحمة والغفران من رب رحيم مالك يوم الدين، وفي عليين بإذنه تعالى مع الشهداء والصديقين لأنك يا ابن العراق صادق الوفاء والحب للأرض ونسيم الوطن.
هنا بغداد: بمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية ، فبينما هي ترزح تحت وطأة الجراح … ستبقى بغداد عاصمة العلم والأدب … عاصمة لكل العرب.
هُنا بغدادُ .. فاقتربي *** نُكفكفُ دمعَ مُغتربِ هُنا بدرُ البدورِ غفَتْ *** بجَفنٍ ناعسٍ تَعِبِ هُنا الكلماتُ يا سَمرا *** ءُ مِن جَمري ومِن حَطَبي هُنا ولدَت حكايتُنا *** هُنا حمَلَ الإباءَ صَبِي هُنا تشكُو مآذنُنا *** وتَندُبُ أمَّةَ العَربِ يُعاتبني هُنا صَوتٌ *** وذِكرى أهليَ النُّجُبِ ويَمشي في دمي وجعٌ *** ومُرٌّ في فَمي رُطَبي وعشقُ العُرْبِ يحملُني *** برغمِ الجرحِ والنَّصَبِ ففي عمَّانَ أوردَتي *** وشطرُ القَلب ِ في حَلَبِ عُروبيُّ الهوَى قلَمي *** أباهي النَّاسَ في نَسبِي ودينُ الحقِّ علَّمَني *** فعِلمُ الناسِ من كُتبي وهذي الشَّمسُ تَعرفني *** وتذكرُ في الدُّنى أدبي لكَم مرَّت على جسَدي *** رياحُ الغَدرِ والنُّوَبِ فمِن تَترٍ إلى هَمجٍ *** إلى غَزوٍ بلا سببِ فكُنتُ أثورُ مقتلِعاً *** جذورَ الشرِّ في غَضبِ وأصنعُ للعِدا نعشاً *** ونعشُ الظلمِ مِن خشبِ هنا بغدادُ .. فاعتَذري *** لوجهِ الشَّمسِ، وانسَحِبي
قصيدة يا وطن
دكيت بابك يا وطن باب الوطن مقفول دكيت رقمك يا وطن رقم الوطن مشغول وشنهو اليشغلك يا وطن فدوه رحتلك كول جاوبني بصوت العذب ولسانه المعسول مذبوح اني من الألم يا وليدي مو مشغول الجلبي فدوه للجلب والجعفري مخبول وصولاغ باقر هل الجرو صار العفو مسؤول وشهبور لازك بالعرب اني الربيعي يكول والمالكي ماله فعل بس للعجم مفعول ومنشار عمار الحكيم يأكل صعود نزول عمايم امتلى هل البلد وسبح وعبي ونعول صار اللطم طول السنه وبعاشور و با يلول والكاكه يعلس بالوطن حقي وحصتي يكول اليهودي يلعب بيه لعب والعجمي يصول يجول الشعب سد بابه وكعد من الظلم مذلول والي فتح بابه وطلع مخطوف لومقتول كل هذا وتكلي اشعجب باب الوطن مقفول كل هذا وتكلي شعجب ليش الرقم مشغول
من أجل ثقافة روحية عالمية خالية من حروب التكفير
من أجل ثقافة روحية عالمية خالية من حروب التكفير
حسن خليل غريب
منذ التاريخ القديم، والذي ابتدأ فيه الإنسان بالسؤال عن مصيره بعد الموت، لم يهدأ بال العالم من حروب التكفير الدموية، ولا تزال. وشهدت القرون الأخيرة أقسى تلك الحروب وأكثرها دموية واضطهاداً. وليس من الغريب، بل من المؤسف، أن يقوم بها أتباع الأديان السماوية. ابتدأت تلك الحروب منذ الحكم على السيد المسيح بالصلب حتى الموت نتيجة وشاية أحبار اليهود به للسلطات الرومانية. وبعد أن استتبَّ الأمر لاعتناق الرومان للديانة المسيحية، أخذ الاقتتال بين التيارات المسيحية يذرُّ قرنه بينها، إلى أن استتب الأمر لسيطرة الكنيسة الغربية في روما فاعتبرت نفسها ممثِّلة لله على الأرض على الرغم مما ارتكبته من جرائم بحق أتباعها. وما برح بال بابا روما يهدأ حتى ابتدأ الخلاف بين تيارات كنيسته، فانقسم مسيحيوها إلى مجموعة من المذاهب المتناحرة التي لم يستقر لها قرار سوى بعد مرحلة ما يسمى بعصر الأنوار في أوروبا. وفي عصر الأنوار كان للفلاسفة والمفكرين والمثقفين دور كبير في إنتاج مخزون كبير من الثقافة الانقلابية ضد حكم الكنيسة، والتي أنتجت تغييراً جذرياً في بنية النظام السياسي الأوروبي، ومن أشدها تأثيراً كان إنتاج قواعد الدولة السياسية الحديثة التي حددت دور رجل الدين، وجعلته داخل دور العبادة، حيث اعتبرت أن دوره يجب أن لا يتعدى تلك الدور. لقد ابتدأ عصر الأنوار الأوروبي من حيث انتهى عصر الأنوار العربي والإسلامي بسقوط الدولة العربية ، وراح التخلف ينتشر بعد أن انتصر الفقهاء (النقل) على الفلاسفة (العقل) منذ أكثر من ثمانية قرون من الزمن. حيث اخذت الحضارة الفكرية العربية بالتدهور ومن ثم التوقف. وبينهما أيضاً، لاذت أوروبا بنعيم الأنوار، بينما غرقت المنطقة العربية والإسلامية في عتمة الظلمات. لم يهدأ بال المسلمين، العرب وغيرهم، من نيران الاضطهاد وقرون التخلف، ولا يزال يعاني منها، وكانت مذبحته الكبرى قد حصلت في العشرينية الاخيرة من القرن العشرين واستفحلت في العشرينية الثانية من القرن الواحد والعشرين، أي منذ أن قرَّر الغرب الرأسمالي بالتحالف مع الصهيونية العالمية التي تخطط لسيطرة الثقافة التلمودية اليهودية، بث وتفعيل الأمراض الطائفية في ثقافة عامة المسلمين، والأحلام الغيبية المسيطرة على مخيلات تيارات الإسلام السياسي. في هذه المرحلة، وبتخطيط مسبق، عملت تيارات الإسلام السياسي على استعادة التجربة المسيحية الفاشلة وتقليدها، وذلك من خلال استعادة حلم بناء دولة دينية بعد إسقاط الدولة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى. ولكنها عبثاً كانت تفعل، وعلى الرغم من هذه العبثية لا تزال تحلم، وهي وإن فشلت في تحقيق أهدافها، وسوف تفشل في تحقيقها لأنها مجرد أحلام غيبية رجعية منعزلة عن الواقع و تطور العصر، فهي لن ترتدع طالما أن هناك من يغذيها مستفيداً من أعمالها التخريبية في بنية المجتمع الإسلامي بشكل عام، والمجتمع العربي بشكل خاص. وقوفاً أمام هذه المعضلة نتساءل: هل يمكن للحالمين من دعاة الإسلام السياسي ببناء دولة دينية أن يعيدوا دراسة تجربة الكنيسة المسيحية، ويتَّعظوا منها؟ حتى وإن كان الجواب على تساؤلنا سلبياً وعصياً على الحل، لكننا لا نعتبره مستحيلاً، لأن البشرية واجهت مثله ووصلت إلى حلول لمعضلات أكثر منها صعوبة؛ وهذا ما يعطينا الحافز على أن لا نسمح لحلمنا أن يتم دفنه. وأما كيف نرى الحلول في المستقبل البعيد؟ أولاً: في الاستفادة من ايجابيات وسلبيات تجربة الدولة الغربية في الجانب الذي يخص هذا المقال من إيجابياتها أنها ألغت (المقدسات) من القاموس السياسي، وأنه لا يحق لأحد أن يزعم بأنه، دون غيره، يمثل الله على الأرض، لا بل أصبح الشعب هو الذي يختار ممثليه. وأما من سلبياتها فإنها أبقت مهمة التربية الروحية بين أيدي رجال الدين الذين لا يزالوا يستغلون بساطة تفكير مئات الملايين من المؤمنين بالغيبيات، وقد استغلت الصهيونية الحرية في ممارسة رجال الدين المسيحيين مهمة التربية الروحية من أجل الترويج لأ ساطيرها في إعادة بناء الهيكل في القدس التي ستتم بعد انتصار الخير على الشر في معركة هرمجدون. واننا اذ نرفض تقييد حرية الاعتقاد ومنها حرية الاعتقاد الديني، إلاَّ أننا نرفض أن يتم تحويل الدين إلى وسيلة بيد الاجنبي لنشر الجهل والتخلف ولزعزعة استقرار الأمن الاجتماعي والسياسي لمجتمعاتنا. فكيف به لو تحوَّل إلى مصدر أساسي لتفسيخ المجتمع الوطني الواحد، وإغراقه بحروب طائفية لن تعرف نهاية لها، ومن ثم غطاء لاحتلال اقطار من وطننا العربي ؟. ثانياً: في تجربة الدولة الإسلامية بعد انتشار الدعوة الإسلامية، نشأ عنها بناء دولة عربية اسلامية توسَّعت، بفعل عوامل عديدة لا مجال لذكرها هنا، و أسهمت في تكوين القومية العربية، والمجتمع العربي الواحد. وكانت تلك العوامل متفاعلة ومعبرة عن واقعها وعصرها في حينها. ولكن هذا لا يعني أن تلك العوامل هي نفسها قائمة الان فالعصر قد تغير والعوامل التي تؤدي الى نجاح اي دولة قد تغيرت ايضا وبالتالي فان العامل الروحي الديني ، وبعيداً عن الانفتاح على العصر، لا يمكنه أن يشكِّل ،وحده ، أساساً لإعادة بناء دولة حديثة. لذا أصبح إعادة تجربة بناء دولة دينية مرة أخرى مما يتناقض مع قوانين العصر. ولهذه الأسباب، ومن أجل الانتماء إلى روح العصر، التي يرفضها تيارا الإسلام السياسي بكل اطيافه وطوائفه، فانه على الحالمين ببناء دولة دينية إسلامية أن يقوموا بتحولين اثنين مفترضين إلزاميين أو طوعيين، وهما: – دراسة تأثير عصر الأنوار الأوروبي على سلطة الكنيسة الذي أقصى رجال الدين عن السلطة، وألزمهم بالعودة إلى دور العبادة. وعلماً أن بناء الدولة الحديثة في أوروبا كان نتيجة ما نقله الفلاسفة الأوروبيون من نتاج الفلاسفة العرب –
الاعتراف بدور وأهلية الشرائح المدنية من طاقات فكرية وعلماء اقتصاد وسياسية، لبناء دولة على الأسس الحديثة. على ضوء النتائج النقدية: رؤية في ثقافة روحية عالمية نتيجة للتعصب والتطرف الديني وخاصة الطائفي فقد عجَّت الكرة الأرضية بتيارات التكفير والتكفير المضاد، ولن يهدأ بال العالم من الحروب الدينية طالما بقي نمط التطرف والتكفير للاخر ، سائداً. ولأن العالم أصبح قرية صغيرة من حيث العلاقات البينية بين تلك المجتمعات، علمياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً، وغيرها من الحقول الأخرى، أصبح مجتمعنا بحاجة أيضاً إلى تربية روحية متسامحة لكي تمنع استغلال الاجنبي، وبالذات الغرب المتصهين، الدين لتاجيج النعرات الطائفية والتكفيرية لتمزيق العالم ومنه الامة العربية ، وبالتالي تجتثَّث دابر الحروب والصراعات الدينية.
إن هذا الأمر ليس بالعسير بلوغه، خاصة وأن العالم بأكمله قد ضمن أمنه الداخلي، برفضه الحروب الطائفية، وتعاون الجميع على منعها، بل قمعها. وقد شملت نعمة الخلاص من الحروب الدينية المجتمعات التي لا تؤمن بالأديان السماوية وخاصة في الصين والهند، ومعظم دول جنوب آسيا. وفي هذا ما يماثله في المجتمعات ذات الأكثرية المسيحية. وإذا أخذنا استثناء من كل ذلك ظاهرة (التيار المسيحي المتصهين) في الولايات المتحدة الأميركية، فهذا بتقديرنا لا يُقاس عليه لأن الصهيونية التلمودية هي التي تقف وراء تأسيسه خاصة -وإن وُجد- فلا فعالية له في المجتمعات المسيحية الأخرى، خاصة المجتمعات الأوروبية لتاريخية العلاقات السلبية مع اليهود. وجل ما يمكننا أن نقوله عن تلك الظاهرة في أميركا أنه ولد بسبب من الدور المغيَّب لدور الدولة المدنية في التربية الروحية في المجتمع المسيحي من جهة، وللهيمنة الصهيونية على المؤسسات الدينية والسياسية الأميركية من جهة أخرى.
وما أعمال الإساءة إلى مقدسات الدين الإسلامي التي تقوم بها بعض الجماعات المحدودة في المجتمع الغربي، أو بعض الأفراد، بأكثر من وسائل مخابراتية تستخدمها المخابرات الصهيونية من أجل إدامة عوامل التوتر والتعصب ضد المجتمعات الإسلامية من جهة ، ولإبقاء تلك المجتمعات مشدودة إلى العصبيات الطائفية كونها تشكل العامل الأساسي في تفتيت مجتمعاتها من الداخل، ليبقى سلاح الحروب الدينية البينية جاهزاً لاستخدامه كلما احتاجت الصهيونية والرأسمالية الغربية إليه في مشاريعها المعادية لتفتيت المجتمع الإسلامي بشكل عام، والمجتمع العربي بشكل خاص. ولهذا، وانطلاقاً من تسليم الأنظمة المدنية مهمة التربية الروحية لرجال الدين من دون أي تدخل من قبل الدولة، سنعمل على طرح رؤيتنا لحلها. كما هو سائد الآن، وإذا كانت الدولة الحديثة قد فصلت بين حقليْ الدين والسياسة، وفوَّضت رجال الدين بمهمة التبشير الديني – وإن بضوابط خاصة – من أهمها منع ثقافة التعصب والتكفير، فإنها في المقابل – وخاصة في الدول ذوات المناهج الرأسمالية – لم تؤسس لثقافة مدنية تهتم بالاستفادة من أهمية القيم المثلى في العدالة والمساواة ليس بين أفراد المجتمع الواحد فحسب بل أيضاً بين المجتمعات البشرية كلها، ورفض العدوان على الدول الأخرى، والحثِّ على تمتين علاقات السلام بين الشعوب.
لقد استغلت الرأسمالية هذا الجانب من أجل السيطرة على الشعوب الضعيفة بنشر ثقافة التعصب الديني وتسليم جزء من مؤسسات القرار السياسي لرجال الدين، أو إلى نخب من السياسيين الذين يحيطون أنفسهم برجال دين يتقنون فنون نشر التعصب، من أجل إضعاف الوحدة المجتمعية بين المواطنين في المجتمع الواحد. ولأن للعامل الروحي الغيبي تأثير شبه تام على معظم الكائنات البشرية، أمية كانت أم مثقفة، متحضِّرة كانت أم متخلفة، وكلها تنشد خلاص النفس في مرحلة ما بعد الموت، نرى ما يلي:
أولاً: يمكن لأية برامج تربوية، ترعاها الدولة منفردة، أو بالتعاون مع المؤسسات الدينية، أن تقوم بتأهيل الفرد لاستيعاب أهمية فهم القيم العليا وممارستها بخلاص الأنفس في الآخرة. وتتمُّ العملية التربوية بعيداً عن التخويف والترهيب.
ثانياً: بعيداً عن التربية الرأسمالية، التي تقوم على ثقافة إنتاج السلعة واستهلاكها، والترويج لمفاهيم خطيرة كإشاعة الشذوذ الجنسي والاباحية وغيرها ، على كل الأنظمة في العالم بجانب العناية بالعلوم التقنية، أن تخصص في برامجها التربوية، وقتاً كافياً للعلوم الإنسانية في الفلسفة وعلوم الاجتماع والنفس، من أجل تنمية الشخصية الإنسانية المُشبعة بالأخلاق والإيمان بالقيم العليا التي يتوافق عليها المجتمع البشري ويعتبرها عامل توحيد بين البشر، لا عامل تفتيت وتفضيل بين شتى مكوناته.
المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني
ما هو الجديد من البدع المبتكرة؟
ما هو الجديد من البدع المبتكرة؟
نزار السامرائي
نشهد كل سنة اضافات من فنون اهانة العراقيين في عاشوراء او ( زيارة الاربعين)، ما يستفز كرامة اي عراقي يشعر بانه يقترب من تصفير رصيده من الكرامة الوطنية. لو توقف الامر عند ما هو حاصل منذ سنوات لقلنا لندع الافراد والجماعات كل يعبر عن الفرح أو الحزن بالكيفية التي تناسب مداركه العقلية ومستوى وعيه ونضجه، ولكن العراق يشهد في كل سنة إضافات وتطويرات هوليودية أو من السينما الهندية سنويا عليها، هل رأيتم اهانة للعقال العربي أو لقيم الجندية العراقية وهما يداسان بالإقدام الفارسية، عندما أشاهد عسكريا عراقيا أو رجلا يضع فوق رأسه اليشماغ والعقال العربي، وهو ينادي على الزوار الفرس هلموا اغسلوا اقدامكم، ثم يضع قدم الفارسي على راسه، ويتبارك بشرب الماء الوسخ مما تساقط من أقدام الفارسي، لا أفكر بأن صاحب العقال أو البدلة الخاكية يمثلان نفسيها أو بيتهما أو عشيرتهما أو محافظتهما، وإنما هو عمل مدبر في مكان ما من طهران وقم يريد أن يقول لقد دسنا على العقال العربي ومرغناه بوسخ اقدامنا، أو دسنا على شرف الجندية العراقية واخذنا ثأرنا من المؤسسة العسكرية العراقية التي جرعتنا كأس السم، و(العراقيون) يفعلون ذلك عن طيب خاطر وحب وعشق ويقين ويعتبرون ذلك من الايمان. من يدري ماذا سيحصل السنة القادمة، مراكز تطوير السيناريوهات تعمل بدأب وعلى قدم وساق. لابتداع كل جديد ومبتكر من الصفعات، من أجل اهانة العراقيين. لقد بتنا نستورد كل مستهجن ومقرف ومهين، وإيران المشرف على تصدير البدع لنا، تعيش في عالم آخر من اللهو وكأنها دولة أوربية، فهل تجمع أشرار الأرض على العراق ليلقوا فوق أرضه كل نفاياتهم؟