شبكة ذي قار

أرشيفات يناير 2025

ثورة الثامن من شباط 1963 معجزة البعث وغرسه الأول

ثورة الثامن من شباط 1963 معجزة البعث وغرسه الأول

ا. د. سلمان حمادي الجبوري

 

في استذكار ثورة الثامن من شباط 1963 والتي اطلق عليها الرفيق الاب القائد أحمد حسن البكر تسمية عروس الثورات، وفي ذكراها الحادية والستون اليوم نستطيع القول وبثقة عالية انها كانت معجزة البعث، لانها تفجّرت في ظروف بالغة الصعوبة والعتمة، وانتشار يأس شديد انتاب الجماهير التي كانت تتأمل خيراً من ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي انحرفت عن اهدافها لا حقاً بسبب سرقتها من قبل عبد الكريم قاسم الذي فرض دكتاتوريته المقيتة، وخرج عن مبادئها، مضيقاً على الجماهير التواقة الى الحرية و التحرر، ومخيباً امال القوى الثورية الوطنية والقومية فيما انتظرته من التغيير، ومطلقاً يد الشعوبيين في العبث بمقدرات الشعب والوطن. فانفجرت ثورة 8 شباط كثورة شعبية شاركت فيها قوى الشعب المدنية مع الجيش في الإطاحة بحكم الفرد والدكتاتورية.

وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع الاحرار في العراق والوطن العربي، لابد من القول ان اقدام البعث على القيام بهذا العمل الثوري الجريء في ظل طغيان شديد واستحكام امني اشد، انما يعد بطولة فذّة وقدرة عالية على تحمل مسئولية الشعب والوطن، والانتصار لهما مهما بلغت التضحيات.

لقد كانت الثورة معجزة بحق، لان كل الظروف السائدة حينها في العراق كانت تؤشر الى استحالة القيام بأي تغيير ، تلك الظروف التي خلقتها فردية الحكم وعشوائية قرارته، واطلاق يد الشعوبيين للعبث بمقدرات الشعب والوطن، وشيوع أساليب العنف المفرط والترهيب الغير مسبوقة ازاء كل من لا يتفق مع توجهاتهم ، فامعنوا في القسوة في التعامل مع الشارع العراقي الى الحد الذي جرى فيه السحل و تعليق جثث الابرياء على اعمدة الكهرباء واستبيحت دماء العراقيين من الشمال الى الجنوب .

هذا اضافة الى الأسلوب القمعي الذي درج عليه قاسم منذ انفراده بالحكم بواسطة ما سمي (بمحكمة المهداوي) التي اساءت للقضاء العراقي المشهود له بالحيادية والنزاهة والعدالة فكان ان جرى التشهير بالمواطنين والقوى الوطنية من خلالها و سُيّسَت الاحكام الجائرة التي اتخذتها بحق العديد من الأبرياء وخاصة أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الوطنية والقومية الاخرى.

ورغم كل ذلك، فان محدودية حجم الحزب وقصر تجربته في العمل الثوري حينها، لم تشكل عائقا امامه للانتصار للعراق وشعبه الابي وتصحيح الأوضاع السياسية في البلد. فرغم كل تلك العوامل المؤثرة سلبا على أي عمل ثوري نرى ان روح الاقدام والشجاعة التي تمتع بها البعثيون إضافة الى القدرة على تحمل المسئولية الوطنية والقومية، وثبوت زيف ادعاءات الحركات الأخرى الفاعلة في الساحة العراقية، كل ذلك حمل قيادة البعث في العراق الى اخذ زمام المبادرة والقيام بذلك العمل الثوري العظيم  الذي كان بمثابة معجزة بكل المقاييس.

 هذا من جانب ومن جانب اخر فأن اقدام الحزب على القيام بهذه الثورة المتفردة في الساحة العربية عموما والعراقية خصوصا، ووسط كل تلك الظروف السائدة حينها، شكّل  اول ثورة للحزب فكانت الغرس الأول له الذي انتظرته الجماهير التواقة الى الحرية ان ينمو ويؤتي أكله .

لقد نبع هذا الفعل الثوري الجريء من أيديولوجية البعث الانقلابية. التي تعني احداث التغيير الجذري الشامل والمستمر للانتقال بالواقع من حالة الانكسار والإحباط والتخلف الى حالة متقدمة على كل الأصعدة وفق اهداف الحزب في الوحدة والحرية والاشتراكية . ويكون هذا التغيير شاملاً للحريات الشخصية والسياسية ، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي ، وإشاعة العدالة ، وتعزيز الرفاه المجتمعي، واطلاق طاقات الابداع لدى افراد المجتمع انطلاقا من مبدأ كون الانسان وسيلة الثورة وغايتها في نفس الوقت.

 لقد استطاعت ثورة الثامن من شباط المجيدة أن تغرس في نفوس العراقيين مباديء الحق والعدل والقوة والاقدام والتضحية، وقد كان لها الدور الهام في ردّ الثقة والكرامة، واستعادة اللحمة الوطنية للشعب العراقي، بعد أن مزَّقتها سلوكيات قاسم الهوجاء، وسياساته وقراراته المتذبذبة الحمقاء .

لقد كان قادة ورجال ثورة الثامن من شباط المباركة  (صُنَّاع ثورة)، بعد أن تقدموا الصفوف في التخطيط والتهيئة لها، و تنفيذها على الأرض، ومن ثم قيادتها وفق الخطط والأهداف المرسومة، على طريق تحقيق أهداف البعث المنشودة في الوحدة العربية، ابتداءً من تحقيق الوحدة الوطنية التي هددها الحكم الفردي وجعلها عرضة للتمزّق، ثم تحقيق الحريات الاجتماعية والسياسية ووضع اسس لنهضة تنموية مبنية على استراتيجيات وطنية مدروسة بعيدا عن الشعارات الفارغة والقرارات العشوائية. وهكذا خطت الثورة الخطوات الاولى نحو تحقيق آمال الجماهير العراقية والعربية في عراق عربي قوي وناهض وموحَّد ليكون امل وقدوة للشعب العربي من المحيط الى الخليج العربي.

ومن هنا لم يكن هدف البعث الأساسي وغايته استلام الحكم،  بل كان وسيلة لبلوغ الغايات والاهداف المشار اليها اعلاه في التغيير الشامل وانقاذ العراق.

 ومما يؤكد ذلك هو ان الحزب لم ينفرد بالسلطة منذ يومها الأول بل اشرك القوى القومية في قيادة الدولة وإدارتها.

وعلى الصعيد القومي، اعتبرت الثورة استنادا الى أيديولوجية البعث أنَّ الأمة العربية هي وحدة سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية متكاملة، وأن ما تعيشه من حالة التجزئة التي فرضها الاستعمار، انَّما هو طارئ واستثنائي، وأن هذه الأمة لها مشتركات أساسية هي وحدة التاريخ والتراث ، واللغة ، والثقافة ، والمصير الواحد، والآمال المشتركة، إضافة إلى الدين والمعتقدات والأعراف، والتكوين النفسي و السلوك الاجتماعي.

ولقد اعطت الثورة القضية الفلسطينية اولوية قصوى، فأخذت على عاتقها تهيئة الكيفية التي يتم تعامل العراق بها مع قضية الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، اضافة الى ما تتعرض له الأمة العربية من عدوان أجنبي استعماري في اقطار اخرى فوضعت الأسس اللازمة لإسناد حركات المقاومة والتحرر في تلك الاقطار.

إن ما أرسته وأسست له ثورة الثامن من شباط المجيدة رغم قصر عمرها هو اعمق مما يتم تناوله في مقال واحد ، فما ذكر اعلاه هو غيض من فيض قد لا يفيها حقها.

 الرحمة لقادة الثورة ولشهدائها الابرار الذين ثاروا مضحّين بأرواحهم في سبيل الانتصار للعراق وعروبته وتحقيق نهضته .

صفحات من ملاحم المارد العربي

 

صفحات من ملاحم المارد العربي

 الذي حمى البوابة الشرقية للأمة العربية

في ذكرى تأسيسه

بقلم ابو مناضل الكرخي

 

في تاريخ العراق بلد الحضارات، كانت الخوذة والسيف والدرع العراقي حاضرة قبل الميلاد بآلاف السنين  فاهتم العراقيون ببناء الجيش دفاعا عن حضارتهم وردع الأعداء، فكان جيش نبوخذ نصر البابلي الذي لقن الفرس درسا قاسيا في معركة الشوش وهرب ملكهم. وتمكن نبوخذ نصر من استرداد المسلة المسروقة. وجيوش الاشوريين في نينوى التي كانت من اقوى جيوش العالم عل الإطلاق في تنظيمها وتدريبها وتسليحها. ثم جيش المنصور و الرشيد والمعتصم في العصر العباسي وامجادهم. هم العراقيون دائما في قلبهم حب العراق والدفاع عنه والانتصار للعرب. وبعد احتلال بغداد من قبل هولاكو وتدميرها عام ١٢٥٨، اختفى جيش العراق الوطني ودخل البلاد من هب ودب من اعاجم، ولم يكن هناك جيش عراقي لمدة حوالي ٦٦٣ سنة. فقط في ٦ كانون الثاني عام ١٩٢١ أسس اول فوج للجيش العراقي اسمه فوج موسى الكاظم، في زمن الملك فيصل الأول، ثم تطور الجيش ليصبح فرق والوية وصنوف مختلفة جوية وبحرية إضافة للبرية.

تكرر دخول هولاكو الثاني بوش ومعه ٣٤ دولة في نيسان ٢٠٠٣ لتدمير هذا الجيش لتحقيق هدف الكيان الصهيوني في الحرب، بتدمير مركز ثقل الامة العربية، واختل التوازن في الصراع العربي معه.

سيتم تناول السفر الخالد للجيش العراقي على صعيدين هما الوطني والقومي.

الدور الوطني للجيش للعراقي

لعب الجيش العراقي دورا وطنيا منذ زمن  النظام الملكي و الجمهوري لغاية ٩ نيسان ٢٠٠٣، فكان دائما مع الشعب مساهما بتحقيق تطلعاته، و ساهم في اخماد الفتن والتمرد الذي يهدد أمن العراق وو حدته.

ففي مقارعة النفوذ البريطاني قام بثورة تحررية شجاعة، في مايس ١٩٤١،بقيادة الضباط الاحرار، واسفرت عن إسقاط حكومة عبد الإله الوصي على العرش وتشكيل حكومة جديدة، برئاسة رشيد عالي الكيلاني، التي بدأت في العراق في شهر شباط عام ١٩٤١ لغاية ٢مايس ١٩٤١، لكنها اجهضت من قبل تدخل الجيش البريطاني في  معركة الحبانية وتم إعدام العقداء الأربعة، الشهداء العقيد صلاح الدين الصباغ، والعقيد كامل شبيب، والعقيد محمود سلمان والعقيد فهمي سعيد.  كما ساند الجيش انتفاضات الشعب ضد المعاهدات العراقية البريطانية،  فكان جيشا وطنيا بامتياز.

كما قام بتفجير ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ الخالدة، التي شارك فيها الجيش والشعب، وحزب البعث العربي الاشتراكي، والتي حولت العراق من النظام الملكي للنظام الجمهوري، وخرج العراق من حلف بغداد وانهت مابقى من الوجود البريطاني في العراق.

وعند انحراف النظام نحو الدكتاتورية والعنف الغير مسبوق في العراق والشعوبية وعزل العراق عن امته العربية،  قام الجيش بحركة العقيد الشهيد عبد الوهاب الشواف، ضد الاستبداد وعمليات القتل التي قامت بها ميليشيات شيوعية في الموصل وكركوك. فقامت الحركة يوم ٨ آذار ١٩٥٩ من معسكر الغزلاني في الموصل، واستشهد الشواف يوم ٩ آذار ١٩٥٩. وعلى اثرها صدرت أحكام الإعدام بمجموعة من الضباط الاحرار والقادة البعثيين والقوميين، وتم تنفيذ الأحكام في ميدان ام الطبول، فاستشهد العقيد رفعت الحاج سري، والعقيد ناظم الطبقجلي، وفاضل الشكرة، وعشرات الضباط الآخرين، فكانوا ضباطا ابطال، استشهدوا واقفين، تلقو الرصاص بصدورهم العامرة بالشجاعة والايمان، وتخليداً لهم فقد شيد جامع ام الطبول، في مكان استشهادهم.

ونتيجة لاستمرار الدكتاتورية الفردية فقد تمت الثورة عليها بتفجير ثورة ٨ شباط المجيدة عام 1963م التي قادها مناضلوا  حزب البعث العربي الاشتراكي،

في الجيش العراقي الباسل والشعب، وهم ضباط اشاوس،فتحية لتلك الأرواح الخالدة الشجاعة،، التي أنقذت العراق من حكم الميليشيات الشيوعية. وبعد ردة ١٨ تشرين الثاني السوداء، عام ١٩٦٣ أعاد الحزب صفوفه وفجر الجيش العراقي الباسل ثورة 17 تموز البيضاء،التي اعادت للعراق ثقله القومي العربي،

لقد كانت ثورة خالدة بنت العراق واممت النفط وحققت مئات الإنجازات الكبرى.

الدور القومي للجيش  العراقي الوطني

  •   شارك في معارك فلسطين  عام ٤٨، وسطر أروع الأمثلة في الدفاع عن مدينة جنين بعد تحريرها من الصهاينة، والتي حدثت في ٣١ ايار ١٩٤٨. وكذلك اقتحام قلعة كيشر، والتي قادها المقدم  عمر علي رحمه الله،  ثم تحركت القوات العراقية للدفاع عن مدينة نابلس، وقد غنم الجيش العراقي، في معركة جنين، ٣٠٠بندقية،١٠ مدافع، ٢٠ رشاشة،، وقتل ٣٠٠صهيوني، واصيب لدى الجيش العراقي نحو ١٠٠بين شهيد وجريح. ولازال الفلسطينيون حتى اليوم يزورن قبور الشهداء العراقيين، ويستمدون منهم الصمود والعزم فتحية لاوؤلئك الشهداء من جيش العراق، جيش النخوة العربي الأصيل.
  • حرب ٥ حزيران ١٩٦٧

معروف مانتج من نكسة الجيوش العربية في عام ٦٧،واحتلال سيناء في مصر، والجولان في سوريا، وغيرها،، ولذلك لم يكن هناك اشتباك بري للجيش العراقي في تلك الحرب لقصر مدتها ستة أيام ولكن كان للقوة الجوية العراقية الباسل موقف متميز، رغم فرض سيطرة جوية عل الأجواء الصهيونية،، فقد قامت القوة الجوية العراقية بما يلي:

اولا،، إسقاط طائرتين صهيونية من قبل الطيارين العراقيين في مطار الوليد غرب العراق، وهي من طراز فوتور، وميراج ٣،،وتم أسر الطيارين الصهاينة،، ونشرت صورهم في جريدة الجمهورية العراقية،

ثانيا، مساء يوم٦ حزيران، اغارت طائرات عراقية، ضد أهداف في نتاتيا وكفر سكين، وقامت طائرة توبوليف ١٦،تحمل ٦ قنابل، زنة القنبلة نصف طن، ورشاشات وهاجمت قاعدة، رامات ديفيد، واحدثت دمار كبير فيها، وتم قتل ٤٣ جندي صهيوني، وتم تبادل جثث الشهداء بالاسرى الصهاينة يوم ٢٦ حزيران ٦٧،وكذلك مقابل آلاف الأسرى العرب معهم.

  •  حرب تشرين 19٧٣

من المعارك القومية المهمة التي اشترك بها الجيش العراقي بقطعات كبيرة بالحرب عل الجبهة السورية، عل الرغم ان القيادة العراقية ليست لها علم بالحرب، بل سمعت من وسائل الإعلام، وانذرت القيادة العراقية كافة تشكيلات القوات المسلحة بالاستعداد للمشاركة في الحرب،

اولا،، عل الجبهة المصرية تتواجد منذ فترة قبل الحرب سربين هوكر هنتر، مع طيارين ابطال، وشاركت مع القوة الجوية المصرية الموجة الأولى من الغارات ضد اسرائيل، وتمكنت من تدمير قواعد هوك وهي صواريخ ضد الجو،، ودمرت ارتال الدبابات العدو، ومواضع المدفعية في منطقة الطاسة،، واستمرت مهامها الناجحة حتى وقف إطلاق النار، واستشهد عدد من الطيارين،

ثانيا، على الجبهة السورية وصل اللواء المدرع ١٢ من الفرقة المدرعة الثالثة، يوم ١٠ تشرين اول ٧٣ ال محافظة درعا، منطقة الصنمين، وتل عنتر،، ثم جاء امر من القيادة السورية بزج اللواء بضربة مقابلة اتجاه جناح العدو ل مجموعة الوية لانر الإسرائيلية التي تتجه باتجاه سعسع ثم دمشق، من منطقة الخرق،، حوالي ١٥٠ دبابة مدرعة  في ذلك الجو الذي لارياح فيه مع الغروب تبدو عاصفة ترابية مخيفة تتجه باتجاه جناح العدو وترمي من الحركة،، تقهقرت قوات العدو وتراجعت بارباك نحو تل الشعار بعد ترك العديد من دباباته صالحة بدون أفراد،، مع الفجر دخل اللواء المدرع ١٢ معركة طاحنة مع دروع العدو في تل الشعار،، وتل المال،، ودمرت العديد من دبابات العدو، لكن صواريخ تاو الأمريكية أثرت عل دبابات اللواء واوقعت بها خسائر،، ثم استمرت المعارك مع العدو وكانت المدفعية العراقية والسورية فعالة مؤثرة بينما مدفعية العدو تبدو غير مجدية، طائراته معظمها يتم اسقاطها ،،،، التحقت تشكيلات الفرقة المدرعة الثالثة وشنت هجمات مقابلة  ضد العدو،، وخاضت الفرقة الرابعة مشاة العراقية قتالا باسلا في جبل الشيخ من قبل لواء المشاة الخامس الجبلي،، ووصلت تشكيلات من الفرقة المدرعة السادسة، وقوات خاصة،، شنت غارات عل تجمعات قوات العدو ليلا ونجحت في ذلك، ودارت المعارك في تل عنتر، ودير العدس، وكفر ناسج، وبلغ حجم القوات العراقية ٧ الوية مدرعةوالية، ١٢ كتيبة مدفعية ومايعادل فرقتين مشاة،، وكان هناك خطة للهجوم المقابل ل استعادة الجولان تشارك بها الف دبابة عراقية مع قوات سورية،، ألغيت قبل  نصف ساعة من الشروع بالهجوم بعد الموافقة السورية لوقف إطلاق النار،، قاتل العراقيون وقدموا شهداء اغلبهم رفاق في الحزب من ضباط وجنود،، انقذ الجيش العراقي الشام من دنس الصهاينة،، اما القوة الجوية العراقية فقد اشتركت ٢٢٤ طائرة عل الجبهة المصرية والسورية وقاموا بمهمات بطولية ،، كانت خسائر العدو كبيرة لم يالفها من قبل، اما تضحيات الجيش العراقي، فكانت،، ١٢ طيار شهيد،، وتدمير ٣٦ طائرة،، بالقوات البرية ٨٣٥ شهيد،،، ٧٣ مفقود،، وتدمير ١٢٠ دبابة_مدرعة،، هذا موجز مختصر عن دور جيش العراق الباسل في حرب تشرين ٧٣ والذي دافع ضراوة عن دمشق،، وهذه هي القيادة العراقية البعثية المؤمنة بحماية الامة العربية المجيدة، تحية للشهداء،، ولابد ان يعود جيش العراق لماضي مجده،،

قادسية صدام المجيدة

تبدو معركة قادسية صدام المجيدة كأوسع حرب قومية خاضها الجيش العراقي دفاعا عن الامة العربية ومعه عمقه العربي القومي، بعد وصول خميني للحكم في إيران، رفع شعار تصدير الثورة ليس للعراق فقط، بل ل ابتلاع كل ارض العرب وخاصة دول الخليج العربي، وهي ليست حرب بل حروب، لان كل معركة فيها تبدو حربا بظروفها السياسية والاقتصادية، دامت تلك الحرب ثماني سنوات، ويمكن ايجازها كما يلي.

اولا، ان إيران هي التي بدأت العدوان فقد صرح وزير الدفاع الإيراني، بأنه سيمحي بغداد من الخارطة، هذا في عام ١٩٨٠،قبل الحرب باسابيع، والطائرات الإيرانية تقصف عل طول خط الحدود، وتم إسقاط طائرة إيرانية واسر الطيار، توترت العلاقات وبدأ العدو يحشد قطعاته عل طول خط الحدود، في أيلول ١٩٨٠،،في ١٨ أيلول ٨٠ ألغى العراق اتفاقية الجزائر ١٩٧٥،واصبحت الحرب قاب قوسين او أدنى،، ولقلة العمق الاستراتيجي للعراق فقد قررت القيادة نقل الحرب لعمق ارض العدو، وبدأت المرحلة الأولى من الحرب، فقد بدأ الرد العراقي، ظهر يوم ٢٢ ايلول ١٩٨٠،حيث اغارت تشكيلات جوية عراقية لضرب مطارات وقواعد العدو الجوية، وأندفعت القوات العراقية عل محاور عدة عل طول خط الجبهة البالغ اكثر من ١٠٠٠كيلومتر،في الجنوب والوسط والشمال، يوم ٢٨ أيلول حققت كافة قطعات الجيش العراقي أهدافها عل كافة المحاور، في قاطع الأحواز، المحمرة،  والخفاجية والشوش وديزفول، في  القاطع الجنوبي، وقاطع مهران وسربيل زهاب ، وكيلان غرب، في الوسط، وفي الشمال باتجاه ناوسود و محاور أخرى،، هزم العدو شر هزيمة وتم أسر جنوده والاستيلاء عل اسلحته، رغم انه قاتل بشراسة عل كافة المحاور لكن اصرار العراقيين كان عاليا فسحقهم، معنويات الجندي العراقي عالية يصعب وصفها،، استمرت المعارك داخل العمق الإيراني سنتان، أخذنا المبادأة فيها ثمانية ايام، ثم تحولنا للدفاع بعد تحقيق الأهداف ووصلنا إلى نقطة الذروة في الهجوم، أصدر مجلس الأمن قرار بوقف إطلاق النار يوم ٢٨ أيلول ٨٠، قبله العراق، ورفضه خميني،، وتستمر المعارك الطاحنة داخل العمق الإيراني لغاية حزيران ٨٢،حيث قررت القيادة العراقية العودة ل خط الحدود الدولية، وفي تلك المعارك القاسية جدا،، تم انجاز مايلي،،

_تحطيم وتدمير معظم القطعات المدرعة الإيرانية، في معارك الخفاجية الأولى في كانون ثاني عام ٨١،حيث دمرت الفرقة المدرعة ٩٢،والفرقة ١٦،الايرانية بنيران اللواء المدرع العاشر، وطيران الجيش وتشكيلات أخرى، وكذلك دروع العدو في الشوش وديزفول، وكيلان غرب، وسربيل زهاب، الأحواز، الطاهري، وعبادان، لم يعد للعدو قدرة ل استخدام واسع للدروع، واقتصر لواجبات الإسناد فقط.

_إسقاط اغلب طائرات العدو بقتال جوي ووسائل الدفاع الجوي،، حيث تمكن فقط اللواء المدرع بن الوليد َمن إسقاط ١٢ طائرة مقاتلة في البسيتين داخل العمق الإيراني،، لأن خط طيران العدو يمر فوقه ذهابا وايابا باتجاه مدينة العمارة وطيران واطي.

_تمكن العراق من تشكيل عشرات التشكيلات وزيادة حجم القوات البرية والبحرية الجوية وطيران الجيش الباسل الذي لعب دورا مهما في الحرب، وخلال هذه المرحلة دارت أعنف المعارك في الخفاجية، الطاهري، المحمرة، وعبادان، الشوش، ديزفول، مهران، كيلان غرب وسربيل زهاب، وحاج عمران،،

حين أصبح الجيش الإيراني والحرس الثوري بقبضة العراقيين بدأت عمليات التحرير الكبرى في معركة رمضان مبارك، لتحرير الفاو في ١٧ نيسان ٨٨، حيث دخل الجيش العراقي بكل صنوفه، معارك باسلة للدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية وقدم الوف الشهداء، وكبد العدو الايراني خسائر فادحة. وقبل ذلك في معارك الحصاد الأكبر فقط خسر العدو أربعمائة الف إصابة خلال ٤ أشهر من القتال، وفي تاج المعارك ٨٥ خسر العدو ١١ فرقة شرق دجلة حيث حوصرت وابيدت  بعد عبورها هور الحويزة. اضافة الى  معارك باسلة في الشيب والفكة والطيب في العماره، وفي قاطع عمليات الفيلق الثاني خانقين، وسانوبا، وحاج عمران وشميران شمال العراق. في تلك الملاحم كان الدور الحاسم للهجمات المقابلة للحرس الجمهوري، ولصمود قطعات المشاة الباسلة، ونيران المدفعية الجهنمية، وموانع رجال الهندسة،، وكافة الصنوف الاخرى المشاركة.

المرحلة الثالثة من الحرب

وتشمل عمليات التحرير الكبرى، التي امتدت على جبهة ١٠٠٠ كيلومتر من الفاو حتى حاج عمران شمال العراق،، شاركت فيها، كافة فيالق الجيش والقوة الجوية والحرس الجمهوري، وطيران الجيش والبحرية،، تم خلالها في الفترة بين ١٧ نيسان ٨٨،و٢٥ تموز ٨٨،انتزاع كل شبر احتله الغزاة وتحريره، إضافة الى خرق عميق بدفاعات العدو بحرب خاطفة شاركت فيها آلاف الدروع، وغنمت معظم أسلحة العدو ومعداته، واسر جنوده،، لقد أصبح الجيش الإيراني والحرس الثوري بقبضة العراقيين، معارك رمضان مبارك وتحرير الفاو، توكلنا عل الله الأولى والثانية، تحرير الشلامجة وجزر مجنون في البصرة، وتوكلنا عل الله الثالثة، المعركة الحاسمة في العمارة، وتوكلنا ع الله الرابعة في القاطع الأوسط، ومحمد رسول الله في القاطع الشمالي،،

لقد كان نصرا عظيما يوم ٨اب ٨٨، حين انتهت الحرب، بانتصار كبير للجيش العراقي وشعب العراق والأمة العربية ،،

النيران العراقية تلتهم العناد الفارسي

 كمثال لحجم الجهد العراقي في عملية تحرير الفاو، فقد حشدنا ٨٠ كتيبة مدفعية، ٣٥ بطرية خفيفة ١٢٠ ملم، ٢٤ بطرية انبوبية،، في مسرح العمليات مملحة الفاو لم يكن هناك شبرا الا سقطت به قذيفة،، بدأت الحرب باسلوب الحرب الخاطفة وهاهي تنتهي بنفس الأسلوب، لقد لعبت الاستخبارات دورا مهما بالحرب وهي تعرف العدو اكثر من ان يعرف نفسه،، لقد كان عنادا فارسيا تلتهمه النيران العراقية، وكذلك لعب التصنيع العسكري دورا رائعا بتامين العتاد والسلاح لقد جاهدوا ليل نهار، وكذلك رجال الصواريخ ارض ارض الذين دمروا اوكار الشر، كل الصنوف قاتلت متعاونة، ورجال الجيش الشعبي الابطال ومناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي الذين قاتلو بالجبهة وأمنوا العمق ،، و انتهت الحرب والعراق يملك جيشا جرارا اكثر من ١٢٠٠طائرة مقاتلة وسمتية، والاف الدبابات والمدافع والوية صواريخ ارض ارض، دفاع جوي متطور، وقاعدة تصنيع عسكري متطورة،،

التصدي للعدو ان الأمريكي وحلفائه

_ وتشمل معركة ام المعارك التي دارت في الكويت يوم ١٧ كانون ثاني ٩١ لغاية وقف إطلاق النار نهاية شباط ٩١،لقد اسقطنا للعدو الأمريكي ثمانون طائرة مقاتلة باعتراف شوارزكوف في مذكراته، ودمرنا العديد من دروعه وقتل أفراده، فقط في معسكر امريكي بالبحرين قتل ٣٣ جندي امريكي بنيران الصواريخ ارض ارض العراقية، ولكون الحرب غير متكافئة مع ٤٤ دولة نتيجتها معروفة، في منطقة صحراوية، تغزوها آلاف الطائرات،،

_حصار ظالم امتد من اب ٩٠ واستمر لغزو أمريكا و٣٤ دولة حليفة للعراق يوم ١٨ آذار ٢٠٠٣،وقاتل الجيش والشعب بصفحة الحرب النظامية لغاية ٩ نيسان ٢٠٠٣،حيث تمكن العدو من دخول بغداد، ل اختلاف موازين القوة، وغياب القوة الجوية العراقية وقدرات معروفة للدفاع الجوي من قبل العدو، بعد أن درس العدو وسجل كل الأهداف بواسطة ا لمفتشين الجواسيس لسنوات عدة ومناطق الحضر الجوي،

مرحلة المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما

_مرحلة المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما، وقد تكبد العدو الأمريكي ٩٠ الف إصابة بين قتيل وجريح، فقط ليثبت حكومة عميلة ل إيران، شارك منتسبي القوات المسلحة في أغلب الفصائل التي قاومت المحتل، وضحى الحزب بآلاف الشهداء دفاعا عن العراق، واجبر العدو لسحب قواته،، لكن ينبغي أن تستمر المقاومة لحين طرد من جاء مع المحتل الأمريكي،،

و الخاتمة

قدمنا باختصار شديد بعض صفحات  السفر المجيد للقوات المسلحة العراقية وهو يحتاج لمجلدات لتغطيته،

 فتحية للشهيد صدام حسين ولشهداء القوات المسلحة العراقية، والرسالة أمتنا المجد والخلود، ولابد ان يعود جيش العراق الوطني بعد تحرير العراق، ليكون مع الامة العربية حارسا للبوابة الشرقية كما كان،،

الجيش العراقي الوطني الباسل فخر الشعب والأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش العراقي الوطني الباسل فخر الشعب والأمة

أبو عمر العزي

 

يطل علينا يوم 6 كانون الثاني من كل عام الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الباسل صاحب الملاحم البطولية في سفره الخالد على أرض العراق والوطن العربي , تأسس هذا الجيش العروبي القومي على أيدي ثلةً من الضباط ممن كانوا يخدمون في الجيش العثماني بنواة اول فوج سمي فوج موسى الكاظم في بغداد(الكرنتينه) وفق أُسس وتقاليد عسكرية نموذجية وضم هذا الفوج نخبة ًمن خيرة الرجال ضباطاً ومراتب اتصفت فيهم حسن السيرة والسلوك والمؤهلات العلمية والمعرفية, بعد فوج النواة شكلت افواج اخرى وشكلت من هذه ألوية وفرق حتى تكامل الجيش مع الصنوف والخدمات اللازمة واصبح قادرا على تحقيق ألأمن والاستقرار بأكمل وجه .

لفد كان اول واجب قومي يشارك به جيشنا الباسل خارج الوطن مع بعض الجيوش العربية في فلسطين 1948 بعد عدوان العصابات الصهيونية بمساعدة الاستعمار البريطاني واحتلاله ما يقارب ثلث الاراضي الفلسطينية وقد ابلى جيشنا بلاء حسناً في هذه المعركة المقدسة وتمكن من تحرير الكثير من الاراضي الفلسطينية التي كان يسلمها بدوره الى الفصائل الفلسطينية المسلحة ليتفرغ الى مهام اخرى , لكن الحرب قد توقفت بسبب ضغط الاستعمار البريطاني على الانظمة العربية مما ادى لأن يوقف  جيشنا الباسل مهامه القتالية مكرها ويتم الانسحاب من فلسطين والعودة الى ارض الوطن . 

التطور الكبير لجيشنا العراقي الباسل تنظيما وتسليحا وتجهيزا بعد قيام ثورة 17تموز 1968 المجيدة , حيث حظي الجيش باهتمام ورعاية كبيرة من لدن القيادة الوطنية وكان زيادة حجم الجيش من ثلاث فرق الى 12 فرقة مدرعة ومشاة آليه ومشاة مع صنوفها وخدماتها والتي كانت هامة وضرورية مع الاهتمام بتدريبها واعدادها اعدادا كاملا وفق احدث وسائل التدريب للدول المتطورة بالابتعاث للضباط وضباط الصف الى بدورات الى الخارج او استقدام ضباط خبراء من الخارج للأغراض التدريبية للضباط والمراتب ولكل الصنوف المقاتلة والساندة .                      

من الادوار القومية التي كلف بها جيشنا البطل المغوار هي حرب تشرين عم 1973 , هذه الحرب وقعت ولم يعلم العراق بها إلا من خلال الإعلام، وشارك جيشنا الباسل فيها دون طلب الجبهة السورية. وحمى دمشق من السقوط واستعاد ومعه احدى الفرق السورية محافظة القنيطرة وجبل الشيخ واعد الخطط الازمة لتحرير الجولان، كما كان لطيرانه الحربي الرابض على الاراضي المصرية قبل أشهر من الحرب دورا فعالا في تسهيل عبور القوات المصرية قناة السويس واسقاط خط بالريف، وتمت الاشادة بدور قوتنا الجوية (سربي هوكر هونتر) من قبل رئيس اركان القوات المشتركة المصرية خلال سير المعركة وما بعدها وذكر ذلك في مذكراته الشخصية..

ومن المواقف الخالدة والمشرفة التي قام بها جيشنا الباسل الوطني القومي هو دحر النظام الفارسي وجيشه في الحرب التي ابتدأها في 4 ايلول 1980 وبهزيمة الفرس عام 8/8/1988 وانهاء مشروعهم التوسعي ل “”تصدير الثورة “” واقامة امبراطورية خميني القذرة، والتي كانت تخطط وتنفذ أكبر حملة لتحقيق الحلم الفارسي على مدى التاريخ، هزمتهم بغداد ومرغت راياتهم في قادسية صدام المجيدة، وسوف تعود لتقبر احلام الصفويين إلى الأبد.

ومن ملاحم جيشنا المقدام التي خاضها بشراسة وبطولة فذة عندما فرضت عليه المواجهة مع قوات محور الشر الأمريكية الغربية وبعض الانظمة المحسوبة على الوطن العربي في مطلع تسعينيات القرن الماضي , ورغم فارق القدرات الكبيرة بين ما يملكه جيشنا وما تملكه تلك القوات حجما وتسليحا وتجهيزا وتقنية عالية ومعدات مهيأة لخوض حرب عالمية إلا أنه واجه تلك الحرب العدوانية بكل بطولة وكان ندا لهم ولم يستسلم وكبد العدو خسائر بشرية ومادية منها اسقاط العديد من طائراته الحربية واسر طياريها وادى واجبه وفق امكانياته وقدراته المتواضعة قياسا لإمكانية العدو  .           

وليختم جيشنا الباسل صاحب المنازلات والصولات والجولات دفاعا عن الوطن والامة العربية حربا مقدسة دفاعا عن بلده ضد القوات الغازية الصليبية المدعومة بغطاء سياسي من بعض الانظمة العربية العميلة التي سبق ودافع عنها وقدم التضحيات الجسام على ارضها , اضافة الى غدر النظام الفارسي الذي كان يرفع شعار امريكا الشيطان الاكبر ليتبين ان هذا النظام كان ينسق مع الشيطان الاكبر لاحتلال العراق , فوقع الغزو على العراق  في 19/3/2003  وتم التصدي له بكل قوة و خاض جيشنا قتالا ملحميا ابتدأه من ام قصر حتى مطار بغداد ليتم تدمير قوته بالكامل في معركة المطار , مما دفع قوات العدو لان يستخدم الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا ضد قوات جيشنا المدافعة عن المطار ليتم ابادتها ويعلن العدو احتلاله العراق . .

وتبدأ صفحة المقاومة الوطنية الخالدة في تاريخ العراق  لمرحلة ما بعد الاحتلال والتي شارك فيها خيرة ابنائها من الجيش العراقي ومناضلي حزبنا واحرار واخيار الوطن من كل شرائح المجتمع , واختطت المقاومة قتالها باعتماد حرب العصابات و هو الاسلوب الامثل للتعامل مع المحتلين وهذا مقتلهم ونقطة ضعفهم كقوة كبرى محتلة لأرضنا, كانت المقاومة العراقية الامتداد الحقيقي لجيشنا الباسل من حيث سرعة تنظيم صفوفها وقتالها البطولي والمزلزل الذي كان صدمة ومفاجئة لهم والتي شملت فعالياتها القتالية قنصا وتعرضا لدورياتهم الألية و الراجلة وحتى اسقاط بعض طيرانهم السمتي, وقد  اقر المحتلين بقوة المقاومة وعظمتها وارهابها لهم بعد انكروا وجودها في البداية ,تعاظمت خسائر جيوش العدوان البشرية والمادية وبدى واضحا الارهاق والرعب والانهاك على وجوه قواتهم مما دفع الكثير منهم الى الانتحار وهذا باعتراف قياداتهم والتقارير التي نشرت عنهم بان الانتحار سجل رقما قياسيا بين صفوفهم زاد على ما كان في حرب فيتنام بكثير , وصار التفكير بالانسحاب من قبل قياداتهم السياسية والعسكرية امرا واقعا خوفا من الانهيار الذي اصبح قاب قوسين او ادنى , وبدا الاعتراف بان احتلال العراق كان  خطأ جسيما وتبريرا لأمر الانسحاب حتى من رئيس هرم ادارتهم سيئة الصيت ,كل ذلك بفضل المقاومة الباسلة البطلة واخر المطاف تم سحب جيوش الاحتلال اقرارا بالهزيمة, فمرحى لتلك المقاومة ورجالها من الاحياء ورحم الله مجاهديها الاشاوس ولعوائلهم التي انجبتهم .

مبارك لجيشنا العراقي البطل عيده، كما هو عيد الشعب، ونحن نستذكر مواقفه العظيمة التي قام بها تجاه شعبه وطنه وامته وتضحياته السخية والكبيرة التي قدمها، وتشهد له ساحات ميادين المنازلات…. تحية لصناديد الجيش العراقي الباسل قادة وضباط ومراتب، الاحياء منهم، ورحم الله كل شهداء الجيش العراقي الباسل.

القومية الجامعة وتفاعل الأقليات العرقية الأخرى معها

القومية الجامعة وتفاعل الأقليات العرقية الأخرى معها



التعدديات العرقية موجودة في غالبية دول العالم وهنالك تعايش بين كل هذه التعدديات وفق انظمة وقوانين تخدم الجميع .
سوريا نسبيا يتعايش على أرضها عبر التاريخ القديم والحديث عدة قوميات ومنها الأصيلة في انتمائها للوطن السوري ومنها من هاجروا إلى سوريا من الدول المجاورة وغير المجاورة واستقروا فيها
أ- من استقبلتهم سوريا وأصبحوا مواطنين سوريين لهم ما عليهم من واجبات وحقوق أسوة ببقية أبناء الشعب في سوريا والقانون يحفظ حقوق الجميع.
ب- بالنسبة للمكونات العرقية التي تعيش على الأرض السورية منذ التاريخ القديم فالتعامل معها يكون بالتساوي مع بقية مكونات الشعب في الحقوق والواجبات مع وجود قوانين تحفظ حقوقهم الاجتماعية والثقافية وعلى بقية مكونات الشعب احترام ذلك.
ج- أما المكون الجامع والذي يلتف حوله بقية مكونات الوطن فهو المكون العربي (الغالبية المطلقة) وعليه فالقوانين تحافظ على حقوقه وواجباته وتكون اللغة المتعامل بها رسميا في سوريا هي اللغة العربية ويكون انتماء سوريا للعروبة وعليه فيكون اسمها سوريا العربية وممكن في المستقبل أن يزداد ويتفاعل هذا الانتماء القومي وصولا للانضمام إلى اتحادات عربية أو وحدة مع قطر أو أقطار عربية أو اتفاقيات متطورة تتم مع أقطار عربية وبما يخدم شعبنا في سوريا ويخدم شعوب الأقطار العربية الأخرى المعنية…
د- دول مثل أمريكا وكندا وأستراليا ودول أوروبية يتواجد فيها نسبة التعدديات العرقية أكثر بعشرات المرات من سوريا ولكنها تتبع الانتماء للتعددية الأكبر ولغتها وثقافتها تتبع القومية الأكبر وهنالك قوانين تحفظ حقوق الجميع.
البعض يرفع شعار الحكم الذاتي لأتباع قومية معينة وهذا يمكن لو كانت متقاربة مع القومية الأم بالتعداد السكاني أما لو كانت نسبتها ضئيلة فمن غير الممكن ذلك ولو كان ممكنا فبعض الدول في العالم ستصبح عشرات الحكومات والقوميات ة وتضيع هوية الدول…
عمل الانفصاليون الكرد بمساعدة أمريكا على تحقيق موقع لهم في شمال سوريا شرق نهر الفرات علما أن غالبية الأرض يسكنها عشائر عربية واتخذوا له تسمية روج آفا وغير ذلك من المسميات وتنكروا لحقوق السكان الأصليين واستولوا على ممتلكاتهم وأراضيهم وهجروا غالبيتهم ووو… علما أنهم لا يشكلون الأغلبية السكانية حتى لسكان للمنطقة التي هيمنوا عليها…

بعيداً عن التزمت العرقي وضمن قوانين تحفظ الحقوق والواجبات في المواطنة الدولة السورية اكثر من 80 % من سكانها ينتمون للمكون العربي وعليه فسوريا كانت وستبقى عربية . .


خالد مصطفى رستم
. 4 / 1 / 2025