شبكة ذي قار

أرشيفات 2024

التعداد العام للسكان في العراق 2024 مؤامرة كبيرة ضمن حلقات الاحتلال لتدمير العراق

التعداد العام للسكان في العراق 2024 مؤامرة كبيرة ضمن حلقات الاحتلال لتدمير العراق

علي العتيبي

 

حينما تعزم اي دولة لإجراء تعداد عام لسكانها فإنها تضع جميع الاسس والاعتبارات التي من اجلها يقوم التعداد لإعداد الخطط المستقبلية لكل نواحي الحياة بما تخدم المجتمع ومن شارك او عاصر في عمليات التعداد العام للسكان للسنوات 1977 و 1987 و1997 ويبحث في استمارات التعداد تراها تتضمن العديد من المعلومات المهمة بما تخدم الغرض الذي يقوم من اجله التعداد ويشمل كل المواطنين العراقيين داخل وخارج القطر وقد عاصرنا احد نتائج التعداد ان المواطن لا يرهق نفسه بالبحث عن مدرسة لابنه بل نرى ادارات المدارس تذهب إلى  دور المواطنين وابلغهم بضرورة التحاق ابنائهم بالمدرسة التي تم تحديدها والتي تكون عادة اقرب مدرسة لسكن التلميذ بعد ان تم توفير كل مستلزمات الدراسة من كتب ودفاتر وغيرها وكذلك نرى الفرق الصحية تجوب بيوت المواطنين لتعطي من استحق اللقاح سواء النساء او الاطفال وهذا يغني عن مراجعة المراكز الطبية وهذه نتيجتان بسيطتان من نتائج التعداد الذي تشرف عليه وزارة التخطيط والذي بموجبه تضع الخطط.

نعود إلى  التعداد المهزلة الذي قامت به الحكومة الحالية والذي خطط له سياسيا وخارجيا ووفق اجندة لا تخدم العراق ولا تخدم العراقيين بل هي مؤامرة كبيرة ضد بلد عريق بتاريخه وحضارته ومؤامرة ضد شعب قدم التضحيات للحفاظ على مكتسباته ووطنه وتاريخه وسيادته ورغم ذلك اجري التعداد الذي صدعوا رؤوسنا به منذ 2003 وحتى يومنا هذا ورغم توفر جميع الامكانات المادية والفنية والمعلوماتية الا انه خرج لنا بمخرجات خطيرة اريد من خلالها التدمير وليس البناء والتخطيط ومن خلاله إلى  السرقة وهدر الاموال ، وادناه الملاحظات التي سجلت على عملية التعداد الذي اطلق عليه صفة المهزلة والمؤامرة الكبيرة .

1. استبعاد المواطنين العراقيين المهجرين خارج العراق من التعداد وهذا يعطي استنتاج بان الحكومة تريد استبعادهم لأنها تعتبرهم ليسوا عراقيين ولا يحق شمولهم بالتعداد واحزاب السلطة تريد ايضا استبعادهم من التعداد حتى لا يكون لهم صوت مستقبلا في الانتخابات لانهم يعرفون ان اغلب العراقيين في الخارج هم ان لم يكونوا ضد العملية السياسية ودستورها فأنهم ضد الفساد وضد الميليشيات والسلاح المنفلت، هذا من جانب ومن جانب اخر من اجل مساومتهم لاحقا حينما يتقدمون للسفارات لغرض تجديد جوازات السفر أو تسجيل الولادات أو توكيل الغير لتمشية معاملاتهم في العراق لان الحكومة ستعتبر كل من لا يوجد له قيد في التعداد فإنه ليس عراقي.

2. إن الحكومات ما بعد 2003 وإلى اليوم هي حكومات ليست عراقية بالمعنى بل تنفذ أجندة ايرانية طائفية وعنصرية ولهذا منذ بداية تشكيل العملية السياسية تم جعل ابواب ومنافذ العراق مفتوحة للإيرانيين ومن تفرضهم إيران والمرجعيات من الهنود والباكستانيين والافغان ومعهم الاكراد من تركيا حزب البي كي كي والآن عوائل حزب الله اللبناني والذي جميعهم تم شمولهم بالتعداد وقبلها تجنيس اغلبيتهم حتى وان لم يكن لديهم مستمسكات وفق القانون الذي اقره مجلس نوابهم وبعد الاعداد سيمنحون جميعا الجنسية العراقية

3. التلاعب الديموغرافي الذي تمارسه احزاب السلطة ذات الطابع الديني او العنصري حيث تم اسكان اغلب الايرانيين والهنود والافغان والباكستان واتباع حزب الله في مناطق كربلاء والنجف وبابل والسماح لاتباع الميليشيات وعوائلهم بالسكن في حزام بغداد ومناطق المدائن وصلاح الدين والموصل والانبار  وقيام الاحزاب الكردية بإسكان الاكراد والبي كي كي في مناطق الموصل وكركوك والتلاعب ببيانات الولادة للأطفال الاكراد وجعل محل الميلاد كركوك بدلا من محافظاتهم الأصلية اربيل والسليمانية من اجل زيادة عدد الاكراد واحتسابهم على كركوك وقد فضحوا انفسهم ليلة التعداد بذهاب العوائل الكردية من المحافظتين إلى  كركوك بشكل مكثف ومن المهازل ان تجد في كل بيت في كركوك عدة عوائل بحيث يبلغ تعدادهم اكثر من 70 شخصا في البيت الواحد وهذا ينطبق على بعض مناطق الموصل التي يطلق عليها المناطق المتنازع عليها من اجل زيادة الاعداد ولو راجعنا احصائية التعداد العام للسكان عام 1957،فقد بلغ عدد سكان محافظة كركوك نحو 390 ألفا، في حين بلغ حسب تعداد عام 1997 نحو 753 ألف نسمة، وفيه بلغت نسبة العرب 72% والأكراد 21% والتركمان 7%. وأدى النزوح الكردي إلى كركوك إلى تغيير التركيبة السكانية في المحافظة من اجل الابتزاز وربطها ضمن محافظات الاقليم تحت حجة تطبيق الفقرة 140 من دستور بريمر.

4. ان الغاية من هذا التعداد هو تدمير البنية المجتمعية لشعب العراق وبما يخدم اجندات اعداء العراق الذين يتربصون به لتدميره فقد حقق الاحتلال اهدافه بتدمير العراق وطن وشعب وموارد واقتصاد وزراعة وصناعة واخلاق وجميع من تصدر الموقع السياسي بجميع المناصب السيادية وغير السيادية بأحزابهم وبرلمانهم وميليشياتهم أجرموا بحق العراق وهؤلاء لا يستحقون ان يحملوا اسم العراق لأنه أشرف وأطهر وأنبل من ان يدعيه هؤلاء العملاء

5. التعداد لم يأخذ الطريقة الصحيحة لا من حيث البيانات ولا من حيث شمول جميع مناطق العراق بالتعداد حيث أن أكثر من 40 بالمئة من المناطق لم يصلها موظفي التعداد والامر الاخر لم يتم اعتماد الوثائق الرسمية والتأكد من اصحابها والاكتفاء فقط ببطاقة رب الاسرة وسؤاله عن عدد السكان والبعض فرض ارقام على موظف التعداد وبهذا يكون التعداد فاشل ولا قيمة له

6. ان هذا التعداد الذي سيبين بان هناك اغلبية شعبية من اجل الانتخابات وزيادة عدد المقاعد في البرلمان ثم تكون كل المناصب رئيس جمهورية ورئيس وزراء ورئيس برلمان لهم حصريا ولن تحصل الاحزاب الاخرى على شيء وكل هذا لأجل التحشيد مجددا للتطهير الطائفي واشعال حرب طائفية دموية اجرامية ليكون العراق لاحقا بعيد عن امته العربية ومن حقنا ان نقول (ضيعونا اضاعهم الله).

7. المفاجأة التي أفرزها هذا الإحصاء، الإعلان عن عدد نفوس العراق الذي بلغ 45 مليوناً و520 ألف نسمة، وفق تصريح المدير التنفيذي للتعداد السكاني علي العريان الذي قال إنه قابل للزيادة المطّردة، فقد جرى من دون إحصاء عراقيي الخارج الذين يزيد عددهم على أربعة ملايين نسمة. كما كشف الإعلان الأولي عن زيادة إحصائية لعدد نفوس إقليم كردستان، تصل إلى أكثر من ثمانية ملايين نسمة، أي بزيادة خمسة ملايين شخص على آخر إحصاء أجرته الدولة قبل الاحتلال سنة 2003.

8. التحضيرات لم تكُن كافية على رغم السنوات التي مضت، ولم يجرِ توحيد التعداد ومراقبته من طرف واحد محايد، ونحن نعلم أن هناك أغراضاً سياسية قد تخل بمصداقية نتائج التعداد، وما جرى في كركوك المتنازع عليها يمثل جانباً من الخروقات التي رافقت هذا التعداد والتي ستؤثر بالتالي وتسبب خللاً في توزيع الثروات، وكان عدد المشرفين بالتأكيد غير كافٍ، ولنا أن نقارن بين تعداد عام 1977 حين بلغ عدد العاملين أضعاف عدد العاملين في تعداد عام 2024، مع الأخذ في الاعتبار الزيادة الهائلة في عدد السكان خلال 47 سنة، أي كان من المفروض أن يكون عدد العاملين في هذا التعداد أضعاف من قاموا به سابقاً. وجرى التعداد خلال يوم واحد، ولم يشمل كثيراً من المعلومات الضرورية لرسم الخريطة التنموية للعراق.

على الشعب العراقي وجميع المنظمات ان تقف موقف صارم ضد هذه العملية والتحرك على المستوى الدولي لإسقاط نتائج هذا التعداد والغاءه كليا والمطالبة بإلغاء قانون التجنس ومن واجب المواطن العراقي الغيور ان يشخص من سكن بالقرب منهم لتحديد اصولهم لان زمن سلطة العملاء لابد وان ينتهي ويعود العراق لأهله ومنها يتم محاسبة العملاء وإعادة كل من لا أصل له في العراق إلى  بلده ومحاسبة من ارتكب الجرائم بحق العراق والعراقيين وليكن معلوما ان التعداد غاياته سياسية مقيته لا تعير اهمية للمواطن العراقي بل يعتبر استهانه به خاصة مع احتساب المتسللين والوافدين واللاجئين وكل الاجانب على أساس أنهم عراقيون وهذا أكبر خلل في التركيبة السكانية وتخريب للمجتمع العراقي.

تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية حول إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

القيادة القومية:

قرار المحكمة الجنائية الدولية يكمل مفاعيل إجراءات محكمة العدل الدولية

مقاضاة “اسرائيل” على جرائمها في فلسطين سيفتح المجال لمحاكمتها عن جرائمها في لبنان

إدانة موقف أميركا في مجلس الأمن وعلى ردة فعلها تجاه مذكرة الاعتقال 

 

 

وصفت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي قرار المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق عن جرائم الحرب المرتكبة في غزة، بأنه تعبير عن جدية التحول الإيجابي في الرأي العام العالمي لمصلحة شعب فلسطين وقضيته الوطنية، واستكمالاً لما بدأته محكمة العدل الدولية في إطلاق المسار القضائي ضد حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب فيما يلي نصه.

وأخيراً، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارها بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت، عن جرائم الحرب التي ارتكبتها “اسرائيل” ولما تزل بحق جماهير شعبنا الفلسطيني في غزة، والتي تتوالى فصولها يومياً منذ أكثر من سنة، غير آبهة بالدعوات الإنسانية لوقف الحرب التي حصدت حتى الآن ما يقارب الخمسين ألفاً من الضحايا المدنيين جلهم من الأطفال والنساء والمسنين، وما يقارب ال ١٥٠ ألفاً من الجرحى عدا المفقودين والذين مازالوا تحت الأنقاض.

إن العدو الصهيوني ومن خلال حربه التي أطلقها على غزة ببشرها وحجرها وشجرها ،لم يوفر الأعيان المحمية بالقوانين والمواثيق الدولية في زمن الحرب ومنها المؤسسات الصحية والخدمية ومراكز الإيواء والمدارس ودور العبادة وكل ما له صلة بالشأن الحياتي، فضلاً عن الحصار المفروض براً وجواً وبحراً وجعل عمليات إيصال المساعدات الإغاثية أكثر صعوبة وتعقيداً، وهو ما أدى إلى رفع عدد الضحايا المدنيين الذين حيل دون إمكانية إيصال المواد الغذائية والإسعافات الأولية إليهم وهم يواجهون الموت جوعاً وعطشاً واختناقاً تحت الانقاض.

إن العدو الصهيوني، الذي لم يحترم قوانين الحرب، وانتهك بشكل صارخ أحكام القانون الدولي الإنساني، أفضت أعماله الحربية إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم موصوفة وموثقة ويشهد العالم عليها، وإن تحرك المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء العدو ووزير دفاعه عما ارتكبته “اسرائيل” من جرائم بحق أهل غزة، هو تحرك في الاتجاه الصحيح لمقاضاة الذين تسببوا بزهق أرواح المدنيين لعدم تقيدهم بقوانين الحرب.

إن هذا القرار، الذي يأتي بعد قرار محكمة العدل الدولية باعتبار “اسرائيل”، مرتكبة لجريمة حرب إبادة جماعية، وعدم تقيدها بالإلزام القاضي باتخاذ التدابير الاحترازية لحماية السكان المسبوغة عليهم الحماية القانونية في زمن الحرب بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩ وخاصة الاتفاقية الرابعة منها، إنما يعبر عن جدية التحول الإيجابي في الرأي العام العالمي لمصلحة شعب فلسطين وقضيته الوطنية وحقه في تقرير المصير.  وهذا التحول الإيجابي قد يكون المتغير الأهم على الصعيد الدولي في إعادة استحضار القضية الفلسطينية كقضية وطنية وإنسانية والتي ما كان لها لأن تستحضر بهذه القوة لولا صمود شعب فلسطين وتشبثه بأرضه والمقاومة التي يبديها بكل أشكالها العسكرية والجماهيرية والتعبوية ضد محاولات اقتلاعه منها ودفعه مجدداً إلى عالم الشتات.

إن هذا التحول الإيجابي، هو ما يجب أن يبنى عليه لأجل توظيف هذا التحول الإيجابي في الرأي العام العالمي إلى قوة ضغط سياسي تدفع إلى استصدار قرار دولي الزامي يقضي بحق شعب فلسطين في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تنوه بأهمية قرار المحكمة الجنائية الدولية ترى فيه خطوة هامة في مسار مقاضاة العدو على جرائمه التي يرتكبها، وهي تكمل بمفاعيلها ما سبق واتخذته محكمة العدل الدولية من قرارات وإجراءات ضمن سياق هذه المقاضاة.

وإذا كانت قرارات محكمة العدل الدولية وكذلك المحكمة الجنائية الدولية ، لا تتمتع بقوة التنفيذ الجبري لضرورات استصدار قرار تنفيذي من مجلس الأمن وهو غير الممكن بحكم الموقف الأميركي الحاضن والداعم لموقف العدو والذي لا يتردد في استعمال حق النقض ضد كل قرار دولي يرمي إلى إدانة “اسرائيل” وحتى طلب وقف إطلاق النار الذي سقط مؤخراً بفعل الفيتو الأميركي ، فإن هذه القرارات إنما تنطوي على قيمة معنوية واعتبارية كبيرة، حيث  أن الإدانة  القضائية  الصادرة عن أعلى المراجع القضائية المعنية بمحاكمة من ينتهك أحكام القانون الدولي الإنساني ، تكتسب أهميتها من كونها تثبّت السقوط الأخلاقي والقانون للدول المارقة التي ترتكب جرائم الحرب ويأتي في طليعتها دولة الكيان الصهيوني وهي التي صنفت دولة فصل عنصري (آبارتهايد) ، وبنفس المستوى انطباق الأمر على الدول التي توفر الدعم والحماية السياسية لهذه الدولة المارقة وفي طليعتها الدولة العميقة في أميركا التي هددت بالثبور وعظائم الأمور ضد المحكمة التي أصدرت مذكرة الاعتقال. وهذا ما يكشف السبب الذي حدا بأميركا وربيبتها “اسرائيل” لعدم انضمامهما إلى المحكمة الجنائية الدولية ومصادقتهما على نظامها الأساسي.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية وأي قرار مماثل ، تدين الموقف الأميركي الأخير في مجلس الأمن كما ردة فعله على قرار المحكمة ،وتدعو جميع الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى الانضمام إلى دولة جنوب افريقيا في مقاضاتها “لإسرائيل” أمام محكمة العدل الدولية ، كما تدعو الدول العربية التي لم تصادق حتى الآن على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وهي للأسف أكثرية الدول إلى المصادقة عليه والانضمام إلى المحكمة وحتى يتعزز حضور هذه المحكمة ودورها في مقاضاة من يثبت ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والكيان الصهيوني هو في رأس هذه اللائحة ،  وإن تفعيل إجراءات الملاحقة القضائية بحقة عما يرتكبه في فلسطين سيفتح  مجال ملاحقته عن جرائمه التي يرتكبها في لبنان والتي تشبه تلك التي تجري في غزة.

إن شعبنا في فلسطين قدم ويقدم تضحيات جسام، وإن توفير الحماية القانونية له لا تقل أهمية عن الحماية السياسية. وإذا كانت مستلزمات الحماية السياسية تتطلب الإسراع بخطوات الوحدة الوطنية، وتوفير الحماية القومية له في المقاومة وتعزيز صموده وتقرير مصيره واسقاط كل محاولات مصادرة قراره الوطني المستقل والاستثمار به لغير أهدافه الوطنية، فإن الحماية القانونية توفر له مظلة ردع من تمادي الاستهداف المعادي لوجوده وحقه في الحياة الكريمة، وتجعل القوى المعادية محاصرة بإجراءات الملاحقة والاعتقال حيث تطأ أقدام مسؤوليها في الدول المنضمة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

تحية إلى الذين يخوضون معركة مقاضاة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد أمتنا العربية، وفي طليعتهم دولة جنوب افريقيا. 

وتحية إلى جماهير شعبنا في فلسطين وتشبثه بأرضه رغم ما يتعرض له من قتل وتدمير وتهجير.

وتحية إلى المقاومين الأبطال وإلى شهداء أمتنا في فلسطين وفي كل أرض عربية يقاومون فيها العدوان والاحتلال.

 

الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٤/١١/٢٢

التعداد السكاني في العراق حق يراد به باطل

التعداد السكاني في العراق حق يراد به باطل

أ.د. سلمان الجبوري

أكاديمي احصائي عراقي

 

تعتبر الإحصاءات السكانية أساسا للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي والبنية التحتية، لذا الزمت اللجنة الإحصائية الدولية التابعة للأمم المتحدة الدول بإجراء تعدادات سكانية كل عشر سنوات . وعليه ينبغي أن يصـمم نظام إحصاءات السكان بحيث يوفر بيانات آنية حـول حجـم السـكان، والبنيـة السـكانية، والثروة والتغيـرات  التـي تطـرأ عليهما.

تنبع أهمية التعداد بكونه يعطي صورة متكاملة عن المجتمع خلال لحظة زمنية محددة، في إطار المتغيرات الكثيرة والمتعددة والمستمرة، والتي لا يمكن تحديدها بطرق جمع البيانات الأخرى

ومن المتعارف عليه ان التخطيط السليم يتوقف على دقة الرقم الاحصائي لذا اولت الأمم المتحدة في توصياتها للدول إعطاء أهمية خاصة للتعدادات السكانية كونها تحتل مركز أساسي في التخطيط الاقتصادي انطلاقا من ان الانسان هو أداة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغايتها .وهنا يجب ان لانغفل الشروط الواجب توفرها لاجراء تلك التعدادات وهي:

اولاً: الاستقرار الحياتي المرتبط بالاستقرار السياسي للمجتمع المستهدف في التعداد أي ان تكون سنة التعداد سنة مستقرة.

 ثانيا: توفر الإرادة الوطنية الحريصة على حياة افراد المجتمع وطريقة عيشهم وامنهم وسعادتهم .

وبألقائنا نطرة خاطفة على تأريخ التعدادات السكانية في العراق يتضح لنا ان العراق قد التزم اجرائها وفق توصيات الأمم المتحدة لغاية 1997 والتي كان اغلبها محدودا أي غير عاما بمعنى لم يشمل كل مناطق البلد بسبب الظروف التي كان يمر بها العراق.

وبالعودة الى التعداد العام للسكان الذي يجري اليوم في العراق والذي هو موضوع مقالنا هذا فأنه يشوبه عوار كبير اذا ما تفحصناه في مرأة الشرطين انفي الذكر. فمن جهة الاستقرار السياسي والمجتمعي فإن العراق لايعتبر مستقرا منذ عام 2003 بسبب الاحتلال وتعاقب الحكومات التي كان همها الوحيد هو خدمة ايران والاغتناء غير المشروع والقمع والتهجير وعدم إيلاء التنمية الاقتصادية والاجتماعية اية أهمية.

اما الامر اخر الذي يخل بمصداقية التعداد فهو عدم توفر النظام الوطني الذي يتصف بالحنكة والمصداقية والأمانة في قيادة الدولة، اذ لم يولي جميع الذين حكموا العراق منذ الاحتلال ولغاية الان أي أهمية للتخطيط او للبناء او ان كان شأن المواطن وحياته وظروف معيشته تهمهم بشئ. ان ادعاء البعض بأن الهدف من التعداد هو إعادة توزيع الثروة ! فعن أي ثروة يتحدثون هل تلك الثروة الوطنية التي لم يصيب الفرد العراقي منها فلساً احمرا ام عن تلك الثروة التي ذهبت الى ايران والى جيوب الأحزاب والميليشيات وبقي المواطن العراقي يعاني شضف العيش، فمنهم من هو بلا مأوى واخرون يعيشون على ما يلتقطونه من المزابل لبيعه ليسد رمق اطفاله! ام من اخرج أبنائه من على مقاعد الدراسة وزج بهم الى سوق العمل المهين! ام الخريجون العاطلون ؟ ان من اهمل كل هؤلاء وتمتع بخيرات العراق لن يؤتمن على إعادة توزيع الثروة مما دعى العديد من المواطنين الى الاستغراب من سؤالهم عن عدد الثلاجات والتلفزيونات والمكيفات وغيرها التي بحوزتهم لانهم ما عادوا يثقون بهكذا نظام.

من جانب اخر لو كان النظام على قدر بسيط من الموثوقية لقلنا لهم اضيفوا أسئلة عن الديانة والطائفة والقومية لكي تفضح اكاذيبهم في تزوير اعداد المنتمين الى طائفة معينة صدعوا رؤوسنا في ترديد نغمة المظلومية والتفوق العددي او سيتضح اثر التهجير الذي تعرضت له بعض المكونات كالمسيحيين والذين بات عددهم ضئيلا بعدما كانوا هم ملح ارض الرافدين ولإتضح أيضا اثار التغيير الديمغرافي لصالح قومية او طائفة معينة. ولو لم يكن النظام الحالي طائفيا لقلنا ان السؤال عن الدين او الطائفة يعمق الطائفية كما كانت عليه الحال في التعدادات السابقة

من الأمور الأخرى والتي كان المفروض ان تؤخذ بعين الاعتبار هو إيلاء خصوصية العراقي المقيم خارج الوطن أهمية استثنائية انطلاقا من كون حالة تواجده خارج الوطن يكتسب صفة الحالة الخاصة او الاستثنائية كونهم لم يغادروا الوطن لرغبة في انفسهم وانما بسبب الاوضاع التي رافقت الاحتلال وانفلات الوضع الامني وترديه، يضاف الى ذلك صدور قوانين الاجتثات والمسائلة والعدالة و4 ارهاب والمخبر السري وحرمان العديد من موظفي الدولة من وظائفهم، وبالتالي فلا يجوز اغفالهم في اي تعداد سكاني وبالخصوص من لم يكن لديهم عوائل داخل العراق.

وختاما فأنني اجزم بأن تعدادا سكانيا يقوم به نظام كالذي يرزح تحته شعبنا العراقي لايرتجى من تعداد سكاني يقوم به تحت يافطة التخطيط لتوزيع الموارد والثروة وهو الذي غفل طيلة الاحدى وعشرون سنة من عمر الاحتلال وتسلطهم على رقاب الشعب لن يكون حريصا على حياته ومستقبله ان لم تسخر نتائج التعداد لتحقيق اغراضهم الخبيثة . وان هذا التعداد انما هو لايعدو عن حقٍ يراد به باطلا.

المثقفون العرب والخطاب القومي الجامح

المثقفون العرب والخطاب القومي الجامح

د عامر الدليمي.

 

ضرورة التزام المثقفين العرب بالخطاب القومي الواعي لتتجاوز الأمة العربية أزماتها.

المثقفون العرب مؤهلين لفهم الأحداث ألتي تعصف بالأمة العربية من خلال استقرائهم للواقع العربي للخروج من أزماتها القطرية والقومية كرؤيا مستقبلية واعدة لأنهم يتحملون جزءاً من المسؤولية التاريخية،  للأسباب التي تعرضت لها  وخاصة في ظل غياب مشروع ثقافي عربي موحد في إطار شامل وجامع،  ولذلك يتطلب الموقف من المثقفين العرب المنتمين  فكراً وعقيدة،  تنشيط عملهم الثقافي وحركتهم لإيجاد فعل ثقافي كعامل قوي داخل اقطارنا العربية له زخم مؤثر في الفضاء العربي الواسع يحقق تثوير الفرد والمجتمع،  والانتباه لمخاطر العدوان الأجنبي، لإيجاد خط صد  ثقافي يمنع تمدد الثقافات الارجاعية المعادية للأمة،  لتحقيق وجودها القومي يتوافق مع تاريخها،  ومشروع يساهم في نهضتها، وهو أمرُ حتمي لتكون أمة قادرة على الحياة والاستمرار فيها بفعالية ومستقبل واعد  في الوقت الذي تعرضت فيه إلى انكسارات وأزمات ومطبات كحلقات مترابطة متسلسلة أضرت بمصلحتها القومية،  وهذا ما فعله أعدائها بكل مسمياتهم عبر التاريخ القديم والتاريخ الحالي، فالمثقفين العروبيين هم أحد قادة الفكر وصناع نهضتها  لتحقيق طموحها كأمة محترمة تتسابق مع الأمم الأخرى في مجالات الحياة، وإنه لشرف عظيم عندما يدافع المثقفون عن مصالحها  وتحقيق وحدتها وكرامتها الإنسانية ويتواصلون مع معاركها القومية بالقلم العروبي المخلص  والكلمة الوطنية الصادقة،  كعقول مبدعة مثقفة تصنع توعية، وهم الأجدر على ذلك واستحقاق لنهضتها، من خلال خطاب قومي نضالي يجدد قيمها واستنهاضها، لتجاوز حالة الضعف والضياع التي تَمرُ بها، من سلطات فاسدة ونزعات قطرية داخلية مزقتها،  دون وعي منها أو مسؤولية للمخاطر التي تهدد وجودها.

نعم نعم ضرورة تبني خطاب قومي تقدمي في صياغته الفكرية، مخلص وغيور لمبادئها، والنظر بكل إيمان والعمل بقوة دون تردد أو ضعف لتحقيق آمالها في وحدتها وحريتها وعدالتها الاجتماعية نابعة من صلبها ورحمها وأرضها، كاستحقاق وهدف مركزي إنساني لا حياد ولا انفكاك عنه.

كوارث الهواء الأصفر

كوارث الهواء الأصفر
د. محمود عبد الرحمن


يتواصل مسلسل الكوارث في عراق الاحتلال الأمريكي الإيراني، حيث تنهار المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية، فكل يوم جديد يحمل في طياته، أنباء عن انهيار في ميدان من ميادين الحياة، وهذا نتيجة حتمية لطبيعة سلطة العمالة والفساد الجاثمة على صدر هذا الشعب الصابر المظلوم.
فمنظومة الفساد المتحكمة في مفاصل الدولة، والتي بلغت شأناً لا حد له وغير مسبوق، جعلت من دولة العراق وسيلة للتكسب الحرام، ولخدمة المشروع الإيراني الصفوي في الهيمنة على المنطقة، بعيداً عن مصالح شعب العراق، ومعالجة مشاكله التي لا تعد ولا تحصى، والتي جاء الاحتلال الإيراني ليجعل من العراق حديقة خلفية، ومصدراً لا ينضب للثروة، وتمويل مشاريعه في تصدير الثورة، ومد التغلغل والنفوذ الإيراني لمناطق واسعة من المشرق. وما يجاوره.
ومن آخر هذه المشاكل المفتعلة، تلوث هواء العاصمة بغداد بالكبريت الأصفر، دون أن تحرك سلطة العمالة والفساد نفسها لحماية العاصمة وساكنيها من أخطار هذا التلوث المرعب، وقد قيل في هذا الشأن إن سبب السكوت المطبق هذا، هو رغبة المتنفذين في الاستحواذ على أراض يقع عليها مصفى الدورة الذي بدأ تشغيله عام ١٩٥٥، وقد أصبحت هذه المنطقة الحيوية من بغداد محط أنظار مستثمري السحت الحرام، فقام هؤلاء بفتح منافذ غاز الكبريت ليلوث العاصمة ويعطي المبرر للحكومة بغلق المصفى وبالتالي استحواذهم على الأرض المقام عليها المصفى.
هل توجد دولة في العالم القديم أو الحديث، يجري فيها كل هذا الفساد واللصوصية والاستهتار بأرواح الناس وصحتهم وممتلكاتهم، إلا في عراق الاحتلال الصفوي.
إن الحديث عن التلوث البيئي في كل أنحاء العراق بسبب العدوان الأمريكي واستخدامه لليورانيوم المنضب، واستمر هذا التلوث بسبب عدم اتخاذ الوسائل التكنولوجية الحديثة في استخراج النفط، وما عزز ذلك غياب الدولة واضمحلالها لحساب الميليشيات المتنفذة التي باتت أذرعها الاقتصادية تمتلك عشرات المليارات من الدولارات توظفها في خدمة المشروع الصفوي في المنطقة.
إن من أولى واجبات أي دولة في العالم المعاصر حماية مواطنيها والاعتناء بهم وبصحتهم وطرق معيشتهم، إلا في عراق الاحتلال الإيراني، حيث تبدد الثروة الوطنية، وتسرق مرتين، مرة في مشاريع دون المواصفات المطلوبة، ومرة بسبب العمولات والسرقات التي تنخر أي مشروع، ناهيك عن الفساد الإداري المستفحل والذي بات ظاهرة علنية لا تخفى على أحد.
أما الاهتمام بالمواطن وبصحته، فهذه المستشفيات والمراكز الصحية تنبئ عن حالة الاهمال والفساد الذي يخيم على هذا القطاع شأنه شأن كل مرافق الدولة الأخرى.
وأي سائل يسأل ماذا اتخذت الحكومة من إجراءات لمعالجة تسرب الكبريت الذي غطى سماء العاصمة وجعل حياة الملايين مهددة، وصحتهم عرضة لسقم لا شفاء منه لخطورة هذه الغازات السامة على الحياة البشرية. الجواب واضح فهؤلاء الشراذم البشرية لا يهمهم الإنسان العراقي، ولا صحته ولا ممتلكاته، أليس هم من استباحوا الدماء، فكيف نطلب منهم الاهتمام بالمواطن وحمايته من التلوث البيئي، الذي فاق الحدود المسموح بها علمياً لنسب تلوث الهواء.
وأنت لك الله يا شعب العراق، مع هؤلاء الحثالات من البشر الذين تربعوا على مقدراتك، واستهانوا بكل شيء، فلوثوا البشر والحجر والهواء، وإن يوماً قريباً ستشرق شمسه ساطعة على بغداد، لترمي بهؤلاء في أحط مزابل التاريخ، جزاء لما اقترفوه بحق شعب العراق من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.

كيف نعرف الصحفي ودوره بالمجتمع؟

كيف نعرف الصحفي ودوره بالمجتمع؟

أحمد صبري

 


يوصفُ الصحفي في بُلدان عدَّة بأنَّه شريكٌ وقائد بالمُجتمع،
وهذه المقولة عبَّرت عن الدَّوْر الَّذي يضطلع به الصحفي من حيث المهام والتَّأثير والرِّسالة الموَجَّهة للجمهور، بمقابل هذا التَّوصيف نجد الكثير من وسائل الإعلام تخلَّت عن دَوْرها ومهامِّها. فبدلًا من أن تكُونَ عونًا للجمهور في مواجهةِ التَّحدِّيات تحوَّلتْ إلى عبءٍ، ما وضعَ الجمهور والصحفي في خانق باتَ من الصَّعب التَّفكير بكيفيَّة الخروج مِنْه، فخسر الطَّرفان. وباتَتْ مصداقيَّة الإعلام على المحكِّ والَّتي أثَّرتْ كثيرًا على المعايير الصحفيَّة، وجعلتْها تبتعد عن المصداقيَّة؛ لأنَّنا في سُوق يعجُّ بالبضائع المتنوِّعة والمشاهد، والقارئ هو الهدف. وكُلَّما كنتَ صادقًا وقريبًا من نبضِ الشَّارع اتَّسعَتْ شهرتُكَ وتأثيرك. وأعزو غياب المعايير الصحفيَّة إلى الدّخلاء وأنصاف الصحفيِّين وشراء الذِّمم والمال السِّياسي الَّتي تُسقط الصحفي في المحظور، وتحوَّلتْ إلى فَوضى إعلاميَّة ما زلنا نُعاني مِنْها؛ لأنَّها خارج سياقات المعايير الوطنيَّة الَّتي ينبغي أن تضطلعَ بها وسائل الإعلام. فبدلًا من أن تكُونَ صَوتًا للشَّعب وتطلُّعاته تحوَّلتْ إلى بُوق يُروِّج لهذا الحزب أو ذلك، ويُلمِّع صورة رموزه، ويُبرز أهدافه السياسيَّة.
والسُّؤال: هل التَّطوُّر التكنولوجي السَّريع في نقلِ المعلومات والأخبار ومواكَبَتِها أثَّر على الصّحافة الورقيَّة؟
والجواب: رغم ما أصابَ الصّحافة الورقيَّة من تغوُّل التكنولوجيا على مستقبلِها إلَّا أنَّها تُقاوم هذا التَّحدِّي بالانتقال من الأساليب القديمة إلى أساليب مبتكرة وحديثة؛ لمواجهةِ سُرعةِ انتقالِ الخبر والحدَث لحظةَ وقوعِه عَبْرَ استقصاء الخبر والحدَث وتحليلِه، والانتقال بالصّحافة الورقيَّة إلى مرحلةٍ جديدة في عَرض بضاعتها للقارئ وتجربة المذياع (الراديو) أمامَنا صمدتْ عِندما ظهرَ التلفزيون ولم تندثرْ. وفي العراق رغم مرور (21) عامًا على غزوِه واحتلالِه ما زالتِ التَّجربة الصحفيَّة تُعاني من أمراض الاحتلال ومشروعِه، ما أضاع دورَها الرَّقابي في مواجهةِ الفساد، والحفاظ على المال العامِّ، وتعبئة الجمهور والتَّحدِّيات الَّتي تواجِه المُجتمع لا سِيَّما البطالة والفساد والمخدِّرات والعُنف الطَّائفي ما انعكسَ سلبًا على مزاج الجمهور واهتماماته. وهُنَا نتساءل: كيف يُمكِن للصحفي أن ينهضَ بِدَوْره ويجسِّدَه على أرض الواقع؟
نقول: المدخل هي الفكرة وبلْوَرتِها وتجسيدها على الواقعِ المعاش هي من اشتراطات المدخل للكِتابة، فمن دُونِ تحديد بوصلتِها لا يُمكِن للصحفي أن يُظهرَ مهارتَه، ويبسطَ الفكرة والضَّوء عَلَيْها ويعرضها للجمهور.
رغم مَن يقول إنَّ الموهبةَ والذَّكاء من أهمِّ صِفات الصحفي النَّاجح.. نَعم هذا صحيح، ولكن يُضاف إِلَيْها الخبرة والمعرفة وعلاقاته واندماجه بالمُجتمع ومصادره وتنوُّعها لِتكُونَ معينًا له في مَسيرته الصحفيَّة. لقد واكبتِ الصّحافةُ العراقيَّة قَبل الاحتلال وبعدَه كيف يُمكِن أن نقارنَ بَيْنَ الحقبتَيْنِ من حيث الحُريَّة والانفتاح والدَّوْر؟

  • حقبتانِ مختلفتانِ من حيثُ المهامُّ والدَّوْر والوسائل. فالحقبة الَّتي سبقَتِ الاحتلال كانتْ وسائل الإعلام فيها مركزيَّة ولهَا مهام التَّعبئة لمواجهةِ الأخطار الَّتي كانتْ تحيقُ بالعراق، لا سِيَّما مخاطر استمرار الحصار، وإبراز مخاطر التَّهديدات الَّتي كانتْ تواجِه العراق ومستقبله. وصحيح أنَّ سقفَ الحُريَّات في الحقبة الأولى كان محدودًا، والسَّبب يَعُودُ إلى أنَّ الصّحافة كانتْ حكوميَّة ومموَّلة من الدَّولة، إلَّا أنَّها اضطلعتْ بِدَوْرٍ وطني دفاعًا عن العراق ومستقبله. أمَّا حقبة ما بعدَ الاحتلال فإنَّها تختلف رغم تمتُّعِها بسقفِ الحُريَّات والانفتاح، فتحوَّلتْ هذه الحقبة إلى سُوق لعَرضِ البضاعة من أيِّ مكانٍ ويشتريها أيُّ إنسانٍ، فحوَّلَها المال السِّياسي إلى صحافة استرزاق غابتْ عَنْها المعايير المهنيَّة واستدارتْ عن الفاسدين ومُبدِّدي المال العامِّ. ونخلص إلى القول: أي الحقبتين أفضل من حيث المهامُّ والأهداف والدَّوْر والمرتكزات؟
    كاتب عراقي

من الذي ظلم الشيعة في جنوب العراق؟

من الذي ظلم الشيعة في جنوب العراق؟

علي العتيبي

 

بعض أهلنا في الجنوب ونتيجة ظلم شيوخ العشائر (الاقطاع) لأبناء عشائرهم ومن يعمل فلاح لديهم، علماً أن جميع الاراضي لدى الاقطاع ليست ملك لهم بل اراضي حكومية يطلق على الزراعية منها أراضي اميرية ممنوحة باللزمة كالاستثمار وكان الاقطاعي يبيع ويصدر المحصول ويدفع الخمس إلى   المرجعية في حين الفلاح المسكين لا يحصل إلا ما يشبع بطنه فقط بعد عمل طويل. وحفاظا على كرامتهم تركوا العمل لدى الاقطاع ونزحوا إلى   بغداد فكانت اول منطقة يطلق عليها تسميات (الميزرة- شطيط- وغيرها) ولتشويه منظر بغداد فقد وضعت لجنة اعمار العراق مخططات للإسكان ومن ضمنها  زيونة واليوموك وغيرها من المدن، وكانت إحداها منطقة الألف دار في بغداد الجديدة وأيضاً المباشرة ببناء قطاع واحد في (مدينة الثورة . سميت هكذا بعد ثورة 14 تموز) من أجل اسكان هؤلاء النازحين وعلى أمل أن يتم بناء قطاعات أخرى لأجلهم، ولكن جاءت ثورة 14 تموز 1958 واوقفت مشاريع اعمار العراق ولم توزع تلك الدور ثم وزعت بعد الثورة وصار معتقد الناس بانها انجازات الزعيم عبد الكريم قاسم (واستمر هذا التزوير الذي روج له الشيوعيين لحد الان).

صدر قانون الاصلاح الزراعي لسنة 1958 والذي حدد ملكية الاقطاع وتم توزيع الاراضي على الفلاحين بواقع (10 مشاير لكل فلاح) فاصدر المرجع في النجف آنذاك محسن الطبطبائي الحكيم فتوى بحرمة الصلاة في الارض المغصوبة واعتبر جميع الاراضي التي وزعتها الدولة على الفلاحين اراضي مغصوبة وهنا اسقط في ايدي المساكين حيث ذهبوا إلى  الشيخ الاقطاعي ليعملوا لديه فرفضهم وبموجب الفتوى لا يستطيعون زراعة اراضيهم فاضطروا إلى  الهجرة إلى  المدن وكان الزخم الاكبر على بغداد وهنا لم تعالج الحكومة المشكلة حل حذري ورغم تشكيل لجنة لدراسة اندماج هؤلاء الفئة من الشعب والتكيف مع اجواء بغداد الاجتماعية وتوصلت اللجنة إلى  ان الاندماج لا يتم الا بعد ستة اجيال لكن الزعيم رفض توصيات اللجنة وقام بالترقيع من خلال توزيع اراضي سكنية عليهم بواقع (144 متر) لكل عائلتين مناصفة  وعلى اثرها استقال خمسة وزراء من الحكومة ولم يعرها قاسم اهمية وتوزيعه للأراضي السكنية لم تراعي صلة القربي ليجتمع قريبين في ارض واحدة فترى عائلة من العمارة تشاركها عائلة من الناصرية ومن قبيلة اخرى وهذا انطبق على من الثورة والشعلة في بغداد والحيانية والكزيزة وخمسة ميل في البصرة وحي الحسين في العمارة والداموك في الكوت فقام السكان الجدد ببناء بيوت اغلبها من الطين ومن سعف النخيل ونادرا ما تجد من بنى بالطابوق  وكثرت مشاكل الاعتداء والسرقات ولان الاغلبية فلاحين فان الامية متفشية بينهم فاضطروا للعمل كعمال بناء او مهن اخرى عامل نظافة ، حارس ، فراش ، ولم توفر الدولة حينها لهم الماء والكهرباء حيث وضعت الدولة اماكن فيها صنابير ماء  يتم نقل الماء منها بواسطة الاواني  وبعد ثورة 8 شباط تم توصيل اسالة الماء والكهرباء وبسبب المشاكل وضعت مراكز شرطة والتي كانت ضعيفة لان الفقر والجهل وتحكم المعممين له دور فيها بحيث بعض المناطق لاتصل لها الشرطة ولكن الطفرة النوعية خصلت لهذه المدن بعد تأميم النفط حيث تم انشاء البنى التحتية من ماء وكهرباء ومجاري وشبكات هاتف وفتح القروض العقارية وتوفير وسائل النقل.

الا ان الثقافة العامة بان هذه المدن هي من بركات الزعيم بسبب دعايات الحزب الشيوعي آنذاك ولازالت رغم ان التاريخ معروف لكن بعد الاحتلال وللحقد على النظام الوطني انكروا ما قام به لأجلهم ولكن هذا الاعمار لم يكن لصالح العراق والتركيبة السكانية وكان هناك حلول اخرى من اجل حل مشكلة هؤلاء السكان واعادتهم إلى  محافظاتهم التي جاؤوا منها وبناء دور سكن لمن يعمل في المصانع وتخطيط مدن جديدة لهم وتعويضهم عن بيوتهم القديمة واعطائهم اراضي ومنح ماليه للبناء ولكن تحرك البعض لغايات مبيتة واقنعوا المسؤولين بان الاعمار أفضل وان هؤلاء هم جنود الثورة وحصل الاعمار فكانت على سبيل المثال مدينة الثورة التي تحولت عام 1964 إلى  حي الرافدين ثم عادة إلى  الثورة وبعد اعمارها توجه شيوخها وطلبوا من الشهيد صدام حسين ان تسمى باسمه كونه هو من اعلن عن حملة الاعمار  وكانت اهازيجهم ( باسم صدام سمينة مدينتنا) وبعد الاحتلال انقلبوا جميعا واطلقوا عليها ( مدينة الصدر المنورة).

إذن من خلال ما ورد من هو الذي ظلم شيعة الجنوب هل النظام الوطني أم مرجعيتهم ومعمميهم، ومن خرب مدنهم وأصبحت تعم بها الفوضى والقتل والخطف والابتزاز واستفحال جرائم الزنا بالمحارم واللواط وحفلات زواج المثليين وتفشي تعاطي المخدرات وشيوع الطائفية.

أينما حلت العمائم واستفحلت حلت الرذيلة والفقر والجوع والأمية وساد الجهل والجريمة.

حينما خرج ثوار تشرين يطالبون بوطن فانهم خرجوا ضد كل الممارسات والفساد الذي تمارسه المرجعيات التي لا تمثل مهج ال البيت الاطهار ولا يمثلون مذهب الامام جعفر الصادق بل يمثلون التشيع الصفوي الذي اوجده عبدة نار المجوسية التي اطفأها الخليفة عمر بن الخطاب في القادسية الاولى ومنع دخولها النظام الوطني بالقادسية الثانية لكنها استفحلت هي وأحزابها وميليشياتها بعد أن تخابرت وتخادمت مع المحتل الامريكي الايراني المجوسي، ولأن الشباب فقدوا معنى الوطن وارادوا اعادة الاعتبار لهذا الوطن ليعود عراقا زاهياً ولكن هذا لا يروق للجهلة والسراق والفاسدين وفاقدي الشرف والضمير الذي تسيدوا على هذا الشعب فوجهوا عبيدهم لضرب اي روح وطنية عراقية أصيلة.

يا شباب العراق انتبهوا على انفسكم فالعراق أمله بكم لأنكم انتم المستقبل وقادته ولا يغرنكم المتخاذلين والخونة ومن يحبط معنوياتكم فأنتم رجال العراق وأنتم سادته ولا مكان لأجنبي ومن يحمل أجندة لغير العراق ولا تعتمدوا على من يزايد على وطنيتكم فالوطن الذي احتل من غير وجه حق، فكل ما بني عليه هو باطل فلا دستور ولا برلمان ولا أحزاب ولا ميليشيات  قانونية بل هي الباطل بعينه، وأنتم شباب وثوار تشرين ومن سبقكم في المقاومة الوطنية وشباب الاعتصامات أنتم أهل الحق الذي يجب أن تأخذوه فنظموا صفوفكم ووحدوا اهدافكم والعراق امانة في اعناقكم ولا تتأملوا ممن يزايد بمؤتمرات او سفسطة وتنظير عبر الشاشات لأن الأغلبية تبحث عن الشهرة والمال . من يساندكم يجب أن يتفهم روح الشباب وأن يعملوا وفق القانون لتثبيت حق العراق وحق شعبه بالحياة الحرة الكريمة ووطن ذو سيادة، وأعتقد لديكم أخوة وأساتذة وحقوقيين يعملون لأجل العراق ولا يبحثون عن أطماع سوى أنهم مثلكم يريدون وطن.

من يريد تحرير العراق عليه بدعم الشباب والعمل على نكران الذات لأن المناكفات من أجل موقع قيادي أو زعامة ليست إلا لضعفاء النفوس فلنكن كلنا جنود لهذا الوطن، وأنا شخصياً أتشرف أن أكون خادماً لشباب تشرين الأبطال وهم قادة الثورة.

والنصر من عند الله، ومن الله التوفيق

الإقليم السني وقانون التجنس والتهجير وأكذوبة داعش… إلى أين نحن سائرون؟

الإقليم السني وقانون التجنس والتهجير وأكذوبة داعش… إلى أين نحن سائرون؟

علي العتيبي

 

منذ أن أعلن حيدر العبادي بأنهم انتصروا على داعش وعملوا احتفال أطلق عليه احتفال النصر ونحن نعيش مآسي كل يوم من خلال عدم السماح بعودة أهالي المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي فلازال النازحون الذين لا ترغب الميليشيات بعودتهم يعيشون في خيام بائسة لا تقيهم الشمس الحارقة والحر ولا تحميهم من الأمطار وبرد الشتاء وكل جريمتهم انهم لم يبايعوا داعش وتركوا بيوتهم حفاظا على ارواحهم وارواح عوائلهم وبدلا من ان يحميهم الدولة وتعيد لهم بناء دورهم جعلتهم يستمرون بمعاناة النزوح الذي اصبح تجارة لبعض السياسيين واثرى الكثير منهم باسم النازحين ولكن ما الذي يجري الآن وخاصة نازحي جرف الصخر التي سيطرت عليها ميليشيا حزب الله التي ترفض ان يدخل جرف الصخر اي شخص حتى وان كان رئيس الوزراء فما بالك بأهالي جرف الصخر الذين يتعامل معهم الحشد بانهم دواعش.

خرج لنا بعض المعممين ومن قادة الميليشيات الولائية ليستهينوا بالجيش الذي تم تشكيله بالقرار 22 بتاريخ 8/8/2003 والذي تم دمج تسع ميليشيات من أحزاب موالية لإيران وتطوع بعض ممن يريد الحصول على لقمة العيش وتشكل هذا الجيش، لكن ما بعد داعش بدأ  قادة الميليشيات بالطعن بان هذا  الجيش ليس له أي دور وإنما الدور هو لـ (( الحشد )) ولغرض اثبات ادعاءاتهم فإننا نتابع أسبوعياً حوادث التعرض لمقرات الجيش الذي يقدم ضحايا نتيجة التعرض ثم يعلن ان تنظيم داعش عمل هجوم على المقر كذا وكذا  وفروا من المكان ولم يتم قتل او القاء القبض على اي داعشي بل احيانا يتم الادعاء بقتل داعشي وهناك من يصدر بيانات توكد هذا  لان حجة داعش صارت ايقونة يلعب عليها الولائيون وحينما يتم التدقيق تظهر الفضيحة إما رجل مجنون أو سجين تم جلبه من سجنه ويقتلوه على انه من داعش وهذه الألاعيب كلها تقوم بها الميليشيات الولائية لان اسيادهم في إيران لازال يرعبهم اسم الجيش العراقي لهذا يحاولون الانتقاص من هذا الجيش ليحل محله الحشد والذي في حقيقته هو  حرس ثوري ولائي ويتلقى أوامره من إيران.

الآن يقوم بعض قصيري النظر ممن يدعي انه يمثل السنة ويطالب بإعلان الاقليم السني ويتزامن هذا الطلب بالهجمات على مقرات الجيش  وخاصة في مناطق اهل السنة من قبلهم بحجة داعش ثم تحرك  هذه الميليشيات وتهدد السكان بالنزوح واخلاء مناطقهم تحت حجة انها حاضنة لداعش والسؤال اين اعلان النصر على داعش مادام داعش مستمر ولكننا نعرف ان داعش الان هو شماعة يستخدمها الحشد لقتل الابرياء وتهجير السكان من مناطقهم ليسيطروا عليها ويجعلوها  جرف صخر اخرى وستتعدد جرف الصخر وسيكون كل حزام بغداد من المدائن الى المحمودية الى سامراء الى ابو غريب كلها مناطق خالية من اهلها وسينزحون منها مرغمين بقوة سلاح الحشد الطائفي ، وحينما نقول ان هذه الهجمات تزامنت مع الدعوة لإعلان الاقليم السني الذي هو دعوة لتقسيم العراق حيث حينما يتم الإعلان عن الاقليم فسيقوم الحشد والميليشيات والاحزاب الطائفية بما فيها التيار الصدري الذي اصر على اعلان عيد الغدير الطائفي والذي من خلاله يجبر الآخرين للتشيع أو التهجير وسيقومون كلهم مجتمعين بتهجير كل العوائل السنية من كل المناطق  ويفعلون بهم كما فعل كفار قريش بالمسلمين في مكة  ويجبرونهم على ترك دورهم والنزوح الى الاقليم السني الذي سيكون وبالاً على أهل السنة في العراق ليحل محلهم الايرانيين والباكستانيين والهنود والأفغان الذين يتبعون الولي الفقيه وتم منحهم الجنسية العراقية وفق قانون شرع لهذه الغاية والا في لي بلد في العالم يمنح الجنسية لمن يقيم لمدة سنة وأغلبهم دخلوا العراق حتى بدون جوازات بحجة الزيارة الاربعينية لانهم مفروضين من إيران على الأحزاب العميلة لإيران ليتم بعدها إعلان التقسيم الذي دعا له بايدن بداية احتلال العراق.

على العراقيين قاطبة نقول ونخاطب ونشحذ الهمم ان لم تقفوا صفا واحدا ضد هذه الاساليب الخبيثة وتكونون عراقيين بيد واحدة فسيكون الدور على الجميع حتى وان كانوا شيعة واسف لأنني مجبر على التسميات لأنها واقع حال ونحن نرفضه لأننا جميعا عراقيين ولكن اقول ان ايران لا تريد لأي إنسان في العراق أن يقول أنا عراقي لأن اسم العراق يرعبهم منذ زمن العيلامين ثم جاءت الفتوحات الاسلامية التي اطفأت نار المجوس وبتاريخنا الحديث العراقيين جرعوا خميني السم ليقبل قرار وقف اطلاق النار بحربه التي شنها ضدنا والتي اعلن عنها منذ نزوله من الطائرة الفرنسية ولهذا لا يريدون ان يبقى اسم العراق وارتباطه بمحيطه العربي ولهذا حينما يتحقق لهم تهجير السنة ستدور الدائرة على الجنوب والفرات الأوسط ليتعلمو اللغة الفارسية مرغمين لان من سيتجنس سيصبح من أهل البلد، ثم يطالبون بدمج العراق بإيران وفق استفتاء يعد لذلك ويبقى كل عربي مهنا كان مذهبه يعيش في العراق مسلوب الارادة ومسلوب الحقوق ولكم عبرة في أشقائنا في الأحواز لان وضعكم سيكون أسوأ من وضعهم فهل تنتفضون ام تبقون ترقصون لكل من هب ودب وتقبلون ايادي المعممين الذين هم أساس البلاء وتصفقون لسياسيي الصدفة وتفرحون فقط لأنكم تنادون علي وياك علي وحينها لن ينفعكم احد وستداس العكل تحت اقدام الفرس وتفقدون كل قيمة وكرامة.

إني لكم ناصح، وحدوا الصفوف، وأعيدوا وهج ثورة تشرين العظيمة لتسحقوا مخططات فارس والولي الفقيه لتدميركم تحت اسم المذهب الصفوي وال البيت براء من كل المعممين الذين يدورون في فلك إيران والمرجعيات العميلة التي صنعها اليهود والمخابرات البريطانية ودليلنا ان كل عوائل المعممين واموالهم في عاصمة الخبث والتآمر والماسونية لندن وحصلوا على جنسيتها فهل أنتم مدركون لما يحصل وسيحصل.. كونوا عراقيين كما عهدناكم اهل غيرة وحمية وشرف وصلابة وبطولة وأنتم العراقيين من علم العالم القانون والكتابة والصناعة والزراعة فهل تقبلون ان تمحى هويتكم الوطنية وتصبحوا ذيول بلا كرامة.

أملنا ونحن نؤيد وسنكون جنود في حرب تحرير العراق وضمن جحافل ثوار تشرين، وندعو كل عراقي شريف أن يتسامى وينقلب على ذاته ويمارس الايثار لنكون يد واحدة تضرب اعداء العراق ومن يعبث بالعراق وشعبه والله من وراء القصد.

مخاطر موجة النزوح من لبنان على التوازن الديموغرافي في العراق والمنطقة

  مخاطر موجة النزوح من لبنان على التوازن الديموغرافي في العراق والمنطقة؟

ناصر الحريري

 

 

تشكل موجة النزوح من لبنان إلى العراق في الآونة الأخيرة قلقاً بشأن تأثيرها على التوازن الديموغرافي في المنطقة، وخاصة في سياق التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها المنطقة.

حيث تشير التقارير إلى أن عدد النازحين من لبنان، وخاصة من بيئة حزب الله، إلى سوريا والعراق قد تجاوز المليون ونصف المليون إنسان جلهم من لون طائفي واحد، وتُعتبر هذه التحركات السكانية مؤشراً خطيراً على التغييرات الديمغرافية التي قد تُعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط.

إن نزوح اللبنانيين إلى العراق، وخاصة إلى مناطق مثل جرف الصخر والمناطق المحيطة ببغداد، يثير مخاوف تتعلق بالتركيبة السكانية والحساسية الطائفية والسياسية في العراق.

جرف الصخر هي منطقة حساسة أمنياً، وتقع جنوب بغداد وتعد منطقة استراتيجية، إذ كانت محوراً للنزاعات بين القوات العراقية والميليشيات الولائية، وهي الآن تحت سيطرة ميليشيات ولائية، ما يجعلها نقطة اهتمام خاصة.

هناك عدة نقاط مهمة عند النظر في تأثير النزوح اللبناني إلى هذه المناطق:

التغيير الديموغرافي والطائفي: العراق يمتلك تركيبة سكانية وطائفية معقدة، وأي تغييرات في توزيع السكان قد تؤدي إلى خلل أو توترات.

فنزوح عدد من اللبنانيين إلى مناطق ذات تركيبة طائفية حساسة مثل جرف الصخر قد يؤثر على التوازن الطائفي، خاصةً إذا كانت الهجرة من طائفة معينة.

كما يشكل النزوح المستمر ضغطاً على الموارد والخدمات العامة في مناطق معينة، خاصةً في العراق، الذي يعاني من بنية تحتية ضعيفة بسبب الحروب والصراعات. كما أن الزيادة السكانية في مناطق معينة دون تخطيط ملائم قد تؤدي إلى تكدس السكان، مما قد يؤثر على مستوى الخدمات الصحية والتعليمية.

ولذلك فإن استقبال النازحين قد يضيف ضغطًا على البنية التحتية والخدمات في العراق، التي تعاني أساساً من تحديات بسبب النزاعات والنقص في الخدمات، ما قد يؤدي إلى توترات مع المجتمعات المحلية.

هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العراق يُعاني من تحديات اقتصادية كبيرة، والنزوح من لبنان قد يزيد من الضغط على أسواق العمل والاقتصاد المحلي.

التأثير الأمني والسياسي: العراق يعاني من توترات أمنية داخلية وتنافس على النفوذ بين مختلف الفصائل، خاصةً في المناطق المحيطة ببغداد. قد تُعتبر موجة النزوح تهديداً لبعض الفصائل التي ترى فيها تغيراً في التركيبة السكانية يعزز نفوذ جهة معينة على حساب أخرى.

وغالباً ما تترافق أحياناً موجات النزوح مع مخاوف أمنية، خصوصاً في ظل احتمالية تهريب الأسلحة أو التوترات مع المجتمعات المضيفة.

التبعات الاجتماعية والثقافية: المجتمع العراقي له خصوصيات ثقافية واجتماعية، وقد تؤدي موجة النزوح إلى تداخل ثقافي قد يعتبره البعض تهديدًا للهوية المحلية، خاصةً في المناطق الريفية والمحافظة.

وقد يكون لهذا النزوح تأثيرات على مستوى الهوية الثقافية والاجتماعية، حيث يتكيف اللاجئون مع مجتمعات جديدة في دولهم المستضيفة، مما يؤدي إلى تداخل ثقافي قد يُحدث تغييرات في نمط الحياة والقيم.

استغلال النزوح لأهداف سياسية: قد يُستغل النزوح من قبل بعض الأطراف لتغيير التركيبة السكانية أو لتبرير وجود أمني أو عسكري في مناطق معينة، ما قد يفاقم الوضع الأمني ويزيد من التوترات بين مختلف الأطراف في العراق.

والسؤال المطروح هنا: كيف يتم استغلال النزوح لأهداف سياسية؟

استغلال موجات النزوح لأهداف سياسية هو أمر شائع في مناطق النزاعات أو التوترات الطائفية والسياسية، حيث يتم تحويل أزمة النزوح إلى وسيلة لتحقيق مكاسب استراتيجية، والسيطرة على مناطق جغرافية، وتغيير التوازنات السكانية.

وفي سياق النزوح اللبناني إلى العراق، يمكن توضيح ذلك من خلال بعض الأمثلة والآليات التي تستخدم لتحقيق أهداف سياسية:

التغيير الديموغرافي المتعمد: قد تستخدم بعض الجهات النزوح لتعديل التركيبة السكانية في مناطق معينة بما يتماشى مع مصالحها الطائفية أو السياسية، حيث يُسهم توطين مجموعات سكانية معينة في تغيير التركيبة الطائفية لمناطق معينة.

هذا التغيير يمكن أن يخلق نفوذاً أكبر لفئة معينة على حساب أخرى، أو يسهم في إضعاف تواجد طائفة معينة في منطقة كانت ذات أهمية بالنسبة لها.

السيطرة على الموارد والهيمنة الاقتصادية: من خلال التحكم في الأماكن التي يستقر فيها النازحون، يمكن لبعض الفصائل أو الأطراف السياسية أن تتحكم في تدفق الموارد والمساعدات، أو أن تسيطر على نشاطات اقتصادية جديدة في تلك المناطق، مثل مشاريع إعادة الإعمار أو تطوير البنية التحتية.

هذا يمكن أن يُستخدم كوسيلة للسيطرة على الموارد الاقتصادية وجعل المجتمعات النازحة تعتمد على الدعم الذي تقدمه هذه الأطراف.

تعزيز النفوذ الأمني والعسكري: بعض الفصائل المسلحة أو الجماعات السياسية قد ترى في توطين النازحين فرصة لتعزيز وجودها العسكري والأمني في مناطق معينة. قد تُستخدم بعض المناطق التي يستقر فيها النازحون كمراكز تجنيد للفصائل المسلحة، أو يتم استغلال تواجدهم لتبرير وجود أمني أكبر في المنطقة تحت ذريعة “حماية” النازحين.

خلق حاضنة شعبية للفصائل والأحزاب: من خلال دعم النازحين وتقديم الخدمات لهم، تستطيع الفصائل أو الأحزاب السياسية أن تكسب ولاءهم وتكوين قاعدة شعبية جديدة تدين بالولاء لهذه الجهات، مما يقوي نفوذها السياسي في مناطق النزوح. تقديم الدعم والمساعدة قد يجعل النازحين يشعرون بأنهم مدينون لهذه الفصائل، ما يزيد من نفوذ الأخيرة على حساب الدولة أو الأطراف السياسية الأخرى.

استغلال النزوح كذريعة للتدخل الخارجي: بعض الأطراف الخارجية قد تستغل أزمة النزوح كذريعة للتدخل في شؤون الدول المستضيفة تحت شعار “الدعم الإنساني” أو “حماية النازحين”.

هذا التدخل قد يكون له أهداف سياسية أخرى، مثل زيادة النفوذ الإقليمي أو فرض أجندات معينة على الحكومات المحلية.

التحريض على المجتمعات المحلية: قد يتم استغلال النزوح للتحريض على المجتمع المضيف وخلق فجوة بين النازحين والسكان المحليين.

هذا التحريض يمكن أن يزيد من التوترات، ما يبرر تدخلات أمنية أو سياسية إضافية من قبل جهات معينة تدعي الحفاظ على السلم الأهلي أو دعم حقوق النازحين.

الخلاصة:

إن النزوح قد يتحول إلى أداة سياسية تستغلها جهات متعددة لتحقيق مصالحها، سواء كانت أهدافاً محلية لتعزيز النفوذ أو تحقيق مكاسب طائفية، أو أجندات خارجية لتحقيق أهداف إقليمية.

ظاهرة التسول في العراق الأسباب والمعالجات

 

 

ظاهرة التسول في العراق

الأسباب والمعالجات

المستشار سعيد النعمان

 

 

تعتبر ظاهرة التسول من الظواهر الاجتماعية السيئة والمخيفة التي تشكل خطورة في هدم مقومات المجتمع، وهو مرض معدي سريع العدوى، يبدأ بالفرد ثم العائلة الحاضنة له ويتسع ليشمل مجاميع.

ويعرف التسول بأنه (طلب الفرد المال من الآخرين باستخدام وسائل احتيالية عدة للتأثير على عواطفهم وشفقتهم)، وتتحمل الحكومة ومؤسساتها القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية مسؤولية انتشار هذه الظاهرة والزيادة في معدلاتها. فعلى الحكومة وأجهزتها التنفيذية مراعاة تطبيق النصوص الواردة في دستور 2005 ومنها على سبيل المثال ( 22 أولاً و25 و29 أولاً ورابعاً و30 أولاً وثانياً و31 أولاً و32 و33 أولاً) وغيرها من النصوص ذات الصلة بمحاربة التسول، والتي تضمنت العمل حق لكل العراقيين وتكفل الدولة إصلاح الاقتصاد، والأسرة أساس المجتمع، وتكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة، وتكفل الدولة للفرد والأسرة الضمان الاجتماعي والصحي، وبخاصة الطفل والمرأة، ولكل عراقي الحق في الرعاية الصحية والصحة العامة ووسائل الوقاية والعلاج، وترعى الدولة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، ولكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة.

فماذا نفذت الدولة من هذه النصوص حتى ولو جزأ منها، كما أن تعطيل تطبيق المادة (390) من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 التي اعتبرت التسول جنحة يعاقب عليها بالحبس لمدة لا تزيد على سنة بالنسبة للبالغين، أما بالنسبة للأحداث فيتم إيداعهم في دور الإيواء والتشغيل والتي لا تتوفر فيها الحد الأدنى من أدوات التشغيل.

إن هذا النص يحتاج إلى تفعيل ومراقبة ومتابعة مستمرة لتوفير هذه الأدوات. أما المادة (391) فقد تضمنت إيداع المتسول مدة لا تزيد على سنة داراً للتشغيل إن كان قادراً على العمل أو إيداعه ملجأ أو داراً للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزاً أو كان لا يملك مالاً يقتات منه متى كان التحاقه بالمحل الملائم له ممكناً.

إن المادة تتحدث عن أدوات تطبيق لا وجود لها أو أنها لا تفي بالغرض إن وجدت، كما ليس هناك القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المودعين لتنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم.

هذه الظاهرة تنمو بسبب الفقر والبطالة والحالة الاقتصادية التي يعاني منها العراق وسوء إدارة الثروات المالية والتنمية الاجتماعية والتي تفتح الأبواب للاحتيال والنصب وجرائم تعاطي المخدرات والاتجار بالبشر.

إن التسول في العراق أخذ منحى وتنوع وصور منها، التسول الحقيقي لسد الحاجة والضيق المالي الذي يفتك بالعائلة وأفرادها، استخدام التسول من قبل جماعات يتم التنسيق بين أفرادها من قبل عصابات الجريمة المنظمة.

وإجمالاً فإن الأسباب الحقيقة وراء التسول في العراق تكمن في  ارتفاع نسب البطالة، وسوء إدارة الثروات والموارد، المتاجرة بالمخدرات من قبل العصابات، التفكك العائلي بسبب قلة الموارد، غياب العقوبات الرادعة، ضعف في متابعة المتسولين وأخذهم بالشدة، غياب الرقابة والمتابعة، قلة المراقبين لحركة تجمعات المتسولين وأماكن تواجدهم، غياب وسائل الإعلام في تغطية حالات التسول وأبعادها ومضارها المجتمعية إلا نادراً، تعديل التعليمات بما يضمن التطبيق السليم، الاهتمام بالتربية، تعديل قانون الاستثمار الأجنبي بما يضمن الزيادة في نسبة تعين الأيدي العراقية العاملة، إلزام شركات القطاع الخاص والمختلط بتعيين العاطلين عن العمل مع توافر الشروط، التصدي لظاهرة التسول الالكتروني واستخدامها كأداة للنصب والاحتيال وتجنيد الأطفال والنسوة في نشر مقاطع فيديو وصور في استغلال عواطف ومشاعر الآخرين، في حالة القبض على المتسول حامل الجنسية العربية أو الأجنبية فلا بد من تسفيره إلى بلده بعد  صدور حكم ضده. 

كي لا أطيل على القارئ الكريم فهناك الكثير إلا أنني سأكتفي بهذا القدر.