شبكة ذي قار
الأَفْعَى الّتي تَلْدَغ اِضرِب رَأْسَها بِقُوَّة

الأَفْعَى الّتي تَلْدَغ اِضرِب رَأْسَها بِقُوَّة

ناصر الحريري  

 

يبدو أن ليالي باريس الحمراء طبعت بعضاً من صخبها المجنون ومجونها الفاسق في خميني إيران، فحمل مجونه وفسقه إلى طهران فظن نفسه منتصراً على الخير والفضيلة، وهو الذي حمل إلى جانب مجونه وفسقه كِبرَ وعنجهيةَ وغُرورَ المجوس. ولأنه كان يعيش زمناً غير زمن الأبطال، توهم خميني المجوس أنه سيحطم العراق ويقضي على حكمه الوطني، وعاش في وهمه سنوات أشعلت داخله حقداً أسوداً أودى به إلى التهلكة. في أيلول بدأ الخميني حفلة مجونه البغيضة التي اعتاد عليها في باريس، وبدأ كالأفعى يلدغُ هنا وهناك، ولكن حكماء العرب قالوا: للقضاء على الأفعى اضرب رأسها بقوة!  تمادى كثيراً، وصبرنا، طلبنا السلام فرفض، طلبنا السلام لا جبناً ولا خوفاً كما توهم خميني المجوس، بل حباً بالسلام والعراق، وتناسى أن شعب العراق هم أحفاد أولئك الذين حطموا عرش كسرى، وقدموا تاجه لأعرابي من أهل مكة! فهل فهم الخميني والفرس ما معنى أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم لسُراقَة بتاج كسرى؟ هل فهم الفرس وخمينهم ما معنى أن ينفذ الخليفة عمر بن الخطاب وصية الرسول ويُلبس سراقة تاج كسرى؟ إن المعنى ذو دلالة واحدة، أن تاج كبيركم وعظيمكم يلبسه أعرابي من عامة القوم، فلا نهاب تيجانكم ولا كبراءكم، فقد خلقنا الله واصطفانا لنكون حملة رسالته. لقد كان تمادي خميني الفرس يرتكز على دعم ووهم غربي أمريكي أن العراق لن يصمد طويلاً، وستكون نهاية العراق ونظامه سريعة جداً، هذا الدعم السراب تلاشى أمام قوة وصمود وتضحيات العراق في أروع وأنقى سفرٍ سجله التاريخ المعاصر. إن الصبر العراقي متزامناً مع دبلوماسية محنكة راقية قدم صورة واضحة الأبعاد أن النظام في العراق قائم على أسس ومرتكزات وطنية قومية يحترم المنظومة الدولية التي ينتمي إليها، من خلال تقديمه الوثائق والمستندات التي توضح الاعتداءات الإيرانية المتكررة على سيادة العراق، وتم توثيق كل ذلك في المنظمة الدولية، وهذا رد واضح على من يدعي وبعد أكثر من أربعين سنة على أن العراق هو من بدأ عدوانه على إيران. لقد أثبتت كل النداءات والوساطات والمساعي أن إيران ليست في وارد إيقاف اعتداءاتها ولا في التراجع عن احتلالها لبعض المناطق العراقية، ما شكل قناعة لدى القيادة العراقية أن الخميني ماضٍ في عدوانه على العراق ولن يوقفه رادع من ضمير أو دين، فكان القرار العراقي الرد على هذا العدوان بكل قوة وثبات وتصميم على تحقيق الردع القوي والحاسم لخميني وثورته الفارسية. في الثاني والعشرين من أيلول كان أبطال العراق، جيشاً وقيادة وشعباً على موعد مع لحظة الحقيقة، وهي أن العراق الذي شارك أبناؤه في تحطيم عرش كسرى قادر على تحطيم أي عرش فارسي يقترب من سيادة العراق ويمس كرامة أبنائه.   إن القوة الروحية التي امتلكها جيش العراق تمثل جانباً من القوة الروحية التي يمتلكها شعب العراق الأبي وجانب من القوة الروحية والإيمان بالأمة التي يمتلكها البعث، نتيجة استلهام التراث وفهمه فهماً حقيقياً والتعامل معه على أنه تراث حي، هكذا فهم الجيش العراقي تراث القادسية الأولى، وشجاعة خالد وسعد، فهموها فهماً حقيقياً وتعاملوا معه على أنه تراث حي متجدد وينبعث في حالة الإيمان الصادق به. لا نبالغ إذا قلنا إن الصراع الذي خاضه العراق وجيشه الباسل هو صراع من نوع آخر يتفرد عن كل الصراعات التي خاضتها الأمة العربية، لأنه صراع حضارة وتاريخ وتراث وعقيدة، صراع وجود، لأن خميني الفرس كان يسعى بكل ما أوتي من قوة للقضاء على حضارة وتاريخ وتراث وعقيدة الأمة من خلال القضاء على العراق. ونقول: إن عراقاً صنع المجد في ثمانينات القرن العشرين هو نفسه من صنع المجد والمقاومة في بدايات القرن الحادي والعشرين، وهو ذاته الذي يصنع المجد الآن في عموم ساحاته ومدنه ومحافظاته، فأنّى لعراقٍ كهذا أن يستسلم أو يموت؟ لقد أثبت أبناء العراق وعلى اختلاف مراحل التاريخ أن وقوع الاعتداء على العراق ممكن، ولكن استمراره وثباته مستحيل، لأن الأرض التي تحتضن النخيل وعلمته أن الموت وقوفاً هو الانتصار، وأن الريح الصرصر لن تقتلعه من أرضه لأن جذوره ممتدة مُتَّجِهة نحو الأعماق.

الثبات على المبادئ

 

الثبات على المبادئ

خالد مصطفى رستم 

 

الأحزاب الثورية تعتمد بالتقييم والتعامل مع الأحداث المهمة والأقل أهمية من خلال نظرة نضالية تخدم المبادئ والقيم التي تؤمن بها ومن رؤيا آنية وموضوعية للأحداث وبما يتناسب مع المبادئ والاستراتيجية التي تنتهجها. والتي هدفها خدمة الشعب والأمة من خلال استخدام كل الوسائل المتاحة وبما فيها التكتيك (الأيديولوجية)، والتكتيك ممكن أن يخرج عن الخط العام الذي تلتزم به المبادئ ولكنه يجب ألا يكون متناقضا كليا وبحيث لا يترك آثارا كارثية على سمعة المبادئ أو على التقييم وإلا فإن قبلنا بمبدأ الغاية تبرر الواسطة نكون قد استغنينا عن المبادئ التي نحن نناضل من أجلها وانجرفنا إلى متاهات السياسة شرها قبل خيرها ومن هنا علينا أن نكون ماسكين باقتدار بأيدينا موازين دقيقة التقييم ومن خلالها تبقى البوصلة تؤشر باتجاه المبادئ. ممكن الخروج جزئيا عن الخط العام للمبادئ أو هكذا يخال لنا أنه خروج إلا أنه في حقيقته يخدم المبادئ وهنالك موازين حساسة جدا تردنا إلى المبادئ ولا تسمح بالتمادي، أي كما حال من يسير في طريق يوصله لهدف ولكنه قد يحيد عن الطريق لمثابة قصيرة نتيجة وجود مصدات تضر بالمبادئ ولكن عليه أن يحافظ على التزامه ويعود بالحال إلى درب المبادئ وبذلك يكون قد حقق: أولا _الاستمرارية في نهج ودرب المبادئ. ثانياً -تغلب على التحديات التي قابلته بالمسير وحالة الطريق. ، الثوري والمنتمي إلى فكر قومي عليه أن يناضل من أجل تحقيق المبادئ- التي يؤمن بها وأن يكون نموذج يتمتع بالأخلاق الحميدة وبالصمود والتصدي للترديات التي تعاني منها الأمة وأن يكون قبلة في المواقف الصحيحة ولا ينزلق إلى متاهات خطيره نتيجة ردود أفعال قد تنهي حياته النضالية _ السياسة فن ومن يعمل بالسياسة ويكون صاحب مشروع وطني او قومي أصيل عليه ان لا يجعل نجاحاته بالسياسة على حساب المبادئ كما حدث لكثير من قادة الأحزاب الثورية عندما هادنوا على المبادئ فانزلقوا إلى مطبات مميته حاسبهم عليها رفاقهم وفقدوا ثقة الجمهور الذي يعملون لأجله وبكل بساطة أصبحوا خارج الاهتمام والتأثير لأنهم سقطوا عندما تخلوا عن المبادئ. مثال للذكر: البعض عندما يحاربون التعصب الديني أو الطائفي أو العرقي ينزلقون إلى الممارسات ذاتها وتحت عنوان الرد على تلك الممارسات. واليوم هنالك تداخل بالخنادق بين شيء اسمه ثوري وآخر اسمه تدميري وخياني ورجعي ووصولي، فكيف علينا أن نوفق بين كل هذه المعطيات المتناقضة على سطح واحد؟؟ بالتأكيد الثوري والمؤمن بالمبادئ والقومي العربي والوطني الشريف لم ولن يتقبلها… وبقي الحل عند من انخرطوا وانزلقوا في هذه المعادلة الصعبة ويدعون أنهم ثوريون ومع المبادئ عليهم أن يثبتوا أنهم ليسوا جزءا من الحالة التي تستهدف أمن واستقرار أمتنا. ومن طرف آخر فإن  المغالاة في الدفاع عن الانزلاقات الخطيرة والتي تمس بقوة امن وحياة الشعب والإصرار على التمادي لا يخدم مصلحة الشعب والأمة ويتناقض مع المبادئ والتي بكلها تهدف تحقيق صالح الشعب والأمة. – المبادئ ترفض مقولة أنك مع الشيطان للخلاص من شيطان أصغر وان كنت توصلت إلى هذه النتيجة وانزلقت الى خنادق الشيطان ظناً منك أنك تستخدم الشيطان لتحقيق المبادئ فإما أنك غبي أو أنك منحاز عن سابق اصرار وتصميم الى خنادق الشيطان الأكبر المعادي للقيم والمبادئ وقد ارتميت في حفرتهم وأصبحت جزءا منهم. مثال من يفرح ويمجد  الاحتلالات الأجنبية لوطنه للخلاص من نظام قمعي واستبدادي وظالم ويعود لحكم بلده تحت حراب الأجنبي أو من يحتمي هو وكرسي حكمه بحراب الأجنبي إقليمي أو دولي فقد انزلق إلى متاهات الخيانة وأصبح ضد أهله وشعبه.

افتتاحية العدد 74 مجلة ألق البعث أعداء القومية العربية  

افتتاحية العدد 74 مجلة ألق البعث

أعداء القومية العربية  

أعظم مكسب حققته الماسونية والصهيونية والامبريالية والطائفية الفارسية في استهدافها للعرب أرضاً وتاريخاً هو العدد المهم من العرب الذين استجابوا لكراهية ذواتهم وحملوا العداء لأصولهم التي هي هويتهم القومية. بسبب الضغط العدواني عليهم. والبحث في أسباب هذه الظاهرة كثيرة ومسبباتها أكثر، إذ لم تتعرض أمة للأحقاد والضغائن والكراهية كما تعرضت أمتنا العربية، ولم توجه سهام سلاح واحتلال وثقافة عدائية ومشوهة لأمة كما وجهت ضد أمتنا. العداء للإسلام اقترن بعداء عميق للعرب. مؤامرة اغتصاب فلسطين اقترنت بكم هائل من الكراهية لنا كضرورة لإعلاء شأن الباطل الصهيوني. الحاجة والجشع لمواردنا وخيراتنا سارت جنباً إلى جنب مع مقتضيات تسفيه وجودنا وانعدام الحاجة البشرية لهذا الوجود. حتى التطور الصناعي والعلمي والتقني الحديث الذي يعتبر العرب أكثر شعوب الأرض استثماراً واستخداماً فيها كان لا بد لها أن تحاذيه هجمات شنيعة تصفنا بالجهل والتخلف والأمية رغم أن فينا علماء في الطب والهندسة والعلوم الصرفة وكل العلوم والآداب والفنون، ورغم أننا ساهمنا ولا زلنا نساهم في الحضارة وتطور البشرية. الأحزاب المغطاة بالدين عادت القومية والنظرية القومية في سلوك شاذ ومستهجن ولا مبرر منطقي له ولا تفسير له إلا بكونه تابع. العرب الشيوعيون عادوا أمتهم ووالوا الماركسية اللينينية، أحزاب التشييع صاروا عبيداً لإيران وتطلب وضعهم البائس فكرياً وعقائدياً أن يصطفوا مع أعداء العروبة، جواسيس وعملاء وخونة ولصوص ودعاة (لوطية ومثلية) وخريجي سجون ومعتقلات ومحششين ومدمنين اختاروا ثقافة شتم العرب والعروبة. كل من عادى من العرب هويتَه خسر ذاته وسقط في مستنقعات الرذيلة والعار والدونية وتبقى الأمة وقوميتنا الأصيلة الطاهرة الراقية راية الأخيار والثوار والأحرار المؤمنين النجباء وخيار العرب الأوحد.

العراق والسير في ركب التطبيع

العراق والسير في ركب التطبيع

ميلاد عمر المزوغي  
  مع اطلالة عيد الأضحى، يأبى الفرنجة وعملاؤهم إلا انغاص فرحتنا به، عدوان غادر غاشم على العراق ومحاكمات صورية لقادته ومن ثم قتلهم، ولكن أن يتم قتل زعيم دولة عربي في فجر يوم الأضحى فذاك يؤكد أن حكام العراق الجدد الآتون على ظهور الدبات الغربية, لا يمتون إلى العروبة والاسلام في شيء, بل ينفذون سياسة اسيادهم اولياء نعمتهم, نظير ارتمائهم في احضانهم والنتيجة اكثر من عقدين من التخلف في كافة المجالات, اللهم الا مجالا واحدا ابدعوا فيه وهو نهب خيرات الشعب العراقي الثابتة والمنقولة, وافقار شعبه حيث جله يعيش تحت مستوى خط الفقر.  العراق تحكمه المذاهب الدينية والاعراق المتنوعة، وللأسف الشديد ان الاعراق والمذاهب اتت بأراذل المنتسبين اليها لتحكم العراق! ولان يبقى هؤلاء في السلطة، فان كل منهم يدعي حرصه صون حقوق مذهبه وطائفته واثنيته، والتهويل بان البقية يريدون هضم حقوق هذه الطائفة، في محاولة لإذكاء الفتنة بين مكونات العراق، التي عاشت وعلى مدى عقود بل قرون في حب وسلام، وكونت العراق الحديث العابر للطوائف والاعراق فشهد نهضة عمرانية في كافة المجالات، وأراد من نفسه ان يكون له شان اقليمي وان لا يكون لقمة سائغة لبقية القوى الاقليمية والدولية، فكان احتلاله من قبل الغرب وللأسف بمشاركة انظمة عربية! وعلى مدى 8 أشهر، فان سكان غزة المناضلة الابية، تُرمى عليهم الحمم من قبل الصهاينة والغرب الاستعماري ومؤازرة بعض الانظمة العربية، انهم يعيشون الجحيم ولم يهنؤوا بشهر رمضان المعظم وعيد الفطر وكذا عيد الاضحى، ما نلاحظه ان الغرب الاستعماري وزبانيته من الاعراب يضحون بأبناء الامة قربانا لآلتهم. هل العراق في حاجة ماسة للإبقاء على القوات الامريكية بأراضيه طوال هذه المدة؟، الحجة حماية العراق من داعش وكلنا يعلم ان امريكا هي من صنعت داعش، ليعيثوا في البلاد فسادا، إن وجود القوات الامريكية هو لحماية الفاسدين الماسكين بزمام الامور في البلاد، لئلا يقوم الشعب بثورة ضد هؤلاء (المتفرنجين) لأنهم أفسدوا كل شيء.      هل العراق في حاجة ماسة الى خط انابيب نقل النقط العراقي الى ميناء العقبة؟ ماذا عن تصريح وزيرة الاقتصاد الصهيونية ( اورنا باربيفاي :سنحصل على مائة الف برميل يوميا الذي سيصدر من العقبة ويمر بمياهنا الاقليمية؟ ) ولكن ألا توجد قيود من قبل الحكومة العراقية الحالية على الأقل بشأن عدم مروره عبر المياه الخاصة بفلسطين المحتلة لئلا يستفيد منه الصهاينة؟ بهذه الحالة نرى أن المشروع لصالح الصهاينة وهو نوع من الدعم له رغم عدم التطبيع الرسمي معه من الجانب العراقي.
العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب

العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب فؤاد الحاج   ماذا عن حال الأمة في عالم يتغير؟ سؤال يلح على خاطري حاولت الكتابة حوله مرات ولم أنجح في ذلك، اليوم أحاول أن أطرحه علني أجد جواباً من المهتمين بمتابعة مجريات الأوضاع والأحداث والتطورات الجارية في الساحة الممتدة من موريتانيا إلى الجزيرة العربية ودول المصالحات في الخليج العربي وما بينها، التي لا تدل سوى على أنها منظومات تابعة لأنظمة غربية كما كانت قبل وبعد الحرب العالمية الأولى، مع فارق بسيط وهو توجه بعضها شرقاً إلى القوة الاقتصادية الصاعدة عالمياً بصمت ألا وهي الصين مع توجه آخرين إلى الهند في ظل تصاعد اليمين المتطرف في الهند وفي دول أوروبا. لذلك أقول أنه على المتابعين من محللين سياسيين في الأقطار العربية، الالتفات إلى مجريات الأوضاع وتحولاتها في تلك المنطقة، والربط والتركيز على التحولات الجارية في العالم، وفي أوروبا تحديداً، لأنها تحولات متصلة ومترابطة ومتشابكة اقتصادياً وسياسياً، كي يتم ضبط حركة تلك المتغييرات والتحولات ومدى تأثيرها على مستقبل المنطقة، وماذا ستكون عليه في الغد وما بعده. لقد قيل أن المرأة الحامل في مرحلة المخاض العسير، ستلد مولوداً ما، ذكراً أم أنثى، أو أن الأم تموت ويعيش مولودها، أو أن الأم ومولودها يموتان مهما تدخلت أيدي الاختصاصيين. هكذا هي الأنظمة العربية عبر تاريخها التي تآكلت واهترأت، ولم يعد بالإمكان تجديدها بمواليد جديدة مهما حاولت أن تمد ذاتها بأي من أسباب الحياة والاستمرار، لأنها لم تلد جيلاً جديداً، نابعاً من الشعب ومعاناته وتطلعاته، بل أن كل ما فعلته هذه الأنظمة أنها أورثت الحكم لأبنائهم، والوارث مهما بدا أنه شاب ويريد التغيير لصالح الشعب، وضمان التقدم في عالم التطورات التكنولوجية، فأنه لن يكون سوى امتداداً لمورثه، لذلك نجد أن حمل الأمة قد طال والولادة صارت واجبة وضرورة تاريخية، وهذا لا ولن يمكن تحقيقه سوى بجيل جديد، نابع من الشعب وليس بالتوريث، لأن الأمة ومع الأسف منذ بدايات القرن العشرين وحتى اليوم لم تنجز ثوراتها التحررية، الديمقراطية، ولم تقم دولتها الوطنية بعد، تلك الثورات التي قدمت شعوب المنطقة مئات الآلاف من الشهداء في سبيل تحقيق تلك الدولة الوطنية ومنها ثورة المليون شهيد في الجزائر. لذلك نجد أن هذه الأمة تستهدفها حملات شرسة من قوى الصهيونية العالمية التي تتحد معها قوى إدارات الشر الغربية، مستخدمة ما يمكنني تسميته سلاحاً جديداً ألا وهو علم التطورات التقنية والعلمية على مخنلف الصعد، وذلك من أجل كسر شوكة هذه الأمة وإنهائها، من خلال تفتيتها فيدرالياً وطوائفياً ومذهبياً، واحتلال أوطانهم كما حدث في العراق، وفرض حكاماً تابعين لهم يديرون نيابة عنهم، وتحويل شعوب المنطقة إلى “هنود حمر” كشرط لازم لإعادة صياغة موازين قوى الشر العالمية التي تعمل على توفير الأسباب الضرورية والهامة لهم لتساعدهم على الخروج من الأزمات الاقتصادية العالمية القاتلة التي يمر بها النظام الليبرالي في دول الغرب، والذي ثبت للمتابعين لحراك الشعوب في الغرب عامة، التي نشهد فيها نهوض قوى اليمين المتطرف، التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية أو أن قيادات اليمين المتطرف هذه هم من الصهاينة مثل بريطانيا وفرنسا، في ظل تنامي ولادة نظام عالمي جديد متعدد القطبية، مرتهناً لمصالح أقطابه، وقيام تحالفات دولية جديدة لتلعب دوراً مؤثراً في النظام المتعدد الأقطاب الجديد كتحالف روسيا الاتحادية وكوريا الشمالية، وفي المقابل نشهد صعود قوى إقليمية جديدة مستفيدة من تلك التحولات والمتغيرات الدولية كإيران وتركيا على سبيل المثال، ما عدا الأنظمة العربية التي ستبقى تابعة ومنقسمة بين الولاء للغرب والشرق معاً، في ظل سيناريوهات تنبؤات محللين اقتصاديين غربيين بانهيار الاقتصاد العالمي الذي سيصيب أيضاً البلدن العربية التي تعاني من انهيارات اقتصادية. فهل ستتحرك قوى التغيير الشعبية؟ وهل سنشهد إعادة إحياء المشروع النهضوي العربي الذي كثرت الكتابات والتحاليل حوله منذ ثمانينات القرن الماضي دون اتفاق على لقاء موحد للعمل على تحقيق بنوده، وتوحيد صفوف المؤمنين بهذا المشروع التوحيدي على أسس عصرية مناسبة ومتقاطعة مع الظروف التي تمر بها الأمة، ومعالجة ترسبات الماضي بهدوء وحكمة بعيداً عن الأنا الشخصية، أم سنبقى نرواح مكاننا في حقبة نهاية ما قبل التاريخ؟
قراءة في البيان رقم (1) الصادر عن المجلس الوطني لقيادة الثورة في الثامن من شباط 1963

قراءة في البيان رقم (1) الصادر عن

المجلس الوطني لقيادة الثورة في الثامن من شباط 1963

ناصر  الحريري

 

الجماهير أداة الثورة، بل هي مبرر وجودها وسر من أسرار ديمومتها، وبدونها لا تعني الثورة شيئاً، ولا يمكن أن تكون إلا خواء قاتلاً وهيكلاً هزيلاً متداعياً.

إن الجماهير ليست بحاجة لدعوة كي تنخرط في الحركات الثورية، إنها تجد نفسها في صفوف الحركات الثورية بحكم انسجامها معها مصيرياً، إن انتقال الجماهير إلى صفوف الحركات الثورية يساهم بشكل واضح وجلي في تحقيق تطلعاتها وآمالها.

إن حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي كواحد من الأحزاب الثورية التي تشرفت بتحمل مسؤوليات النضال، فهو انطلق منذ البدء من مقولة اعتمدتها الحركات الثورية الأصيلة، انطلق من الجماهير هدفاً ووسيلة، وآمن بالخلق الثوري الذي اعتمد الإنسان الانقلابي الثائر على المفاسد في نفسه قبل غيره.

إن حزبنا في مسيرته الطويلة عمق مفاهيمه الثورية، وأكد أن البعثي يعني ليس مجرد منتسب على حزب سياسي، إن البعثي هو الثوري، وهذا يفرض عليه أن يمثل الثورة في سلوكه، أن يكون صورة مصغرة لتلك الثورة.

إن حزب البعث العربي الاشتراكي حركة ثورية تسعى إلى ترجمة أهدافها الثورية إلى حيز الواقع، وإن النضال الحاسم الذي يمارسه البعث اصطدم بكثير من المعوقات والتحديات إن كان على المستوى القطري أو القومي، ففي العراق واجه البعث أنظمة ديكتاتورية قمعية، فتعرض مناضلوه إلى الاعتقال والترهيب، لأنه كان يمثل الإرادة الجماهيرية الساعية إلى بناء دولة قادرة على تحمل مسؤولياتها الداخلية والخارجية، فكان البعث هو الحركة القومية الثورية الوحيدة التي انطلقت على هدى إيديولوجية متكاملة تعبر عن الثورة والجماهير الثورية.

تمكن حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق من تفجير ثورةٍ اتسمت بأخلاق ثورية وثابة عبرت عن طموح وتطلعات الشعب العراقي في التخلص من نظام ديكتاتوري قمعي شعوبي، ممثلاً بنظام عبد الكريم قاسم الذي كان يتجه بالعراق إلى الهاوية.

فجر حزب البعث العربي الاشتراكي في الثامن من شباط، الرابع عشر من رمضان عام 1963، ثورةً ما زالت تكنى بعروس الثورات، لأنها تمكنت من استعادة العراق إلى وجهته العربية والجماهيرية وانتزاع السلطة الفردية المطلقة التي كان يمثلها الحكم القاسمي، فأصبحت السلطة بيد الشعب والجماهير الثورية.

بعد نجاح ثوار العراق في تفجير ثورة شباط والقضاء على الحكم الديكتاتوري الشعوبي المجرم، أصدروا البيان رقم (1) الذي أعلنوا من خلاله نجاح الثورة واسقاط النظام القاسمي.

وفي قراءة موضوعية للبيان الصادر في الثامن من شباط عام 1963، لا بد لنا من التزام الموضوعية والحيادية في قراءة مفردات البيان الذي صدر باسم (المجلس الوطني لقيادة الثورة).

بدايةً لا بد لنا من ملاحظة أن إصدار البيان باسم المجلس الوطني لقيادة الثورة يعني أنها الجهة الوحيدة المعبرة عن الثورة، ولم يصدر البيان باسم شخص أو حزب او مكون من مكونات الشعب العراقي، وهو ما يدل بوضوح على أن الثورة هي التعبير الحقيقي عن الشعب.

لقد وجه المجلس الوطني لقيادة الثورة بيانه إلى جماهير الشعب العراقي الكريم، بكل مكوناته القومية والاثنية، وكل شرائحه المجتمعية، موضحاً أسباب القيام بالثورة:

(لقد تم بعون الله القضاء على حكم عدو الشعب عبد الكريم قاسم وزمرته المستهترة، التي سخرت موارد البلد لتطمين شهواتها وتأمين مصالحها، فصادرت الحريات، وداست الكرامات، وخانت الأمانة، وعطلت القوانين، واضطهدت المواطنين.

يا أبناء الشعب الكرام:

قامت ثورة الرابع عشر من تموز لتحرير وطننا من الأوضاع الاستعمارية المتمثلة بالحكم الملكي، وسيطرة الاقطاع وسياسته، ومن التبعية، ولتحقيق أوضاع ديمقراطية، ينعم فيها الشعب بحياة كريمة، ولكن عدو الله وعدوكم المجرم والخداع استغل منصبه واندفع بكل الوسائل الدنيئة والأساليب الإجرامية لإقامة حكمه الأسود الذي أفقر البلاد وصرع الوحدة الوطنية، وعزل العراق عن ركب العروبة المتحررة وطعن أماني شعبنا القومية.)

 

لقد تضمن بيان المجلس الوطني الأسباب الموجبة للثورة على نظام عبد الكريم قاسم والقضاء عليه، معتمداً على إرث ثورة الرابع عشر من تموز التي أسقطت النظام الملكي والتبعية للاستعمار، وسرد البيان بعضاً منها، فعلى المستوى الداخلي:

                   افقار البلد، وصرع الوحدة الوطنية.

                   تسخير موارد البلد لتطمين شهواته وتأمين مصالحه.

                   مصادرة الحريات.

                   إهانة كرامة الشعب العراقي.

                   خيانة الأمانة.

                   تعطيل القوانين.

                   اضطهاد المواطنين.

وعلى الجانب العربي القومي:

                   عزل العراق عن ركب العروبة المتحررة، وطعن أماني الشعب العراقي القومية.

ونلاحظ مما ورد آنفاً أن الثورة أعادت الاعتبار للحقيقة المتمثلة في انتماء العراق وشعبه إلى الأمة العربية من منطلق قومي. وهو ما يعبر عنه البعث في أدبياته ومنطلقاته النظرية، من أن العراق هو جزء لا يتجزأ جغرافياً من الوطن العربي، والشعب العراقي هو جزء وامتداد للشعب العربي على مساحة الأمة.

ويتابع البيان: (إن حرصنا على سلامة وطننا، ووحدة شعبنا، ومستقبل أجيالنا، وإيماننا بأهداف ثورة تموز العظيمة، قد حمّلنا مسؤولية القضاء على الطغمة الفاسدة التي تسلطت على ثورة الشعب والجيش، فأوقفت مسيرتها، وعطلت انطلاقتها، وقد تم ذلك بمؤازرة كافة القوات المسلحة الوطنية، وتأييد جماهير الشعب.)

نلاحظ أن بيان المجلس الوطني كان يركز على:

                   سلامة الوطن.

                   وحدة الشعب.

                   مستقبل الأجيال.

                   الإيمان بأهداف ثورة تموز العظيمة التي حملت على عاتقها النهوض بالعراق وشعبه العظيم.

لقد كان الحرص على سلامة الوطن ووحدة الشعب بكل مكوناته وبناء مستقبل مشرف للأجيال القادمة من المحفزات والدوافع للقيام بالثورة، فليس هناك أهم من الوطن وسلامته والشعب ووحدته حتى يتم تقديم التضحيات لأجل كل ذلك.

كما يشير البيان صراحة إلى أن الجيش العراقي، وقواته المسلحة شاركت وآزرت الثورة ضد الطاغية، لأنها تنبثق من الشعب، فلا يمكن أن تكون القوات المسلحة العراقية إلا في صف الشعب، والحامي لطموحه وتطلعاته.

ويتابع البيان: (إن هذه الانتفاضة التي قام بها الشعب والجيش من أجل مواصلة المسيرة الظافرة لثورة تموز المجيدة، لابد لها من إنجاز هدفين، الأول تحقيق وحدة الشعب الوطنية، والثاني تحقيق المشاركة الجماهيرية في توجيه الحكم وإدارته، ولابد من إنجاز هذين الهدفين الاثنين من إطلاق الحريات وتعزيز مبدأ سيادة القانون.

إن قيادة الثورة المتمثلة بالمجلس الوطني لقيادة الثورة، إذ تؤمن بهذا وتعمل على تحقيقه، تؤمن كذلك بما يزخر فيه الشعب من روح وطنية وثابة وما يتحلى به من عزم ثوري، وما يتصف به من وعي عميق، لذا نحن نأمل أن يترفع المواطنون في هذا اليوم المبارك عن الضغائن والأحقاد، وأن يعملوا جميعاً على ترسيخ وحدتهم الوطنية، وتقوية التفاهم حول أهداف ثورة تموز المجيدة، وأن لا يدعو منفذاً لعميل أو مفسد ومأجور يسعى فيه للتفرقة.)

مما تقدم نلاحظ أمراً مهماً، أن المجلس الوطني لم ينسب القيام بالثورة له وحده، بل أكد على حقيقة مفادها أن الجيش والشعب هما من قام بالانتفاضة، كما أن الجميع مشاركون في تحقيق الأهداف الأسمى للثورة، وهي تحقيق وحدة الشعب الوطنية، بكل ما يمثله الشعب من قوميات واثنيات.

ويشير البيان إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي المشاركة الجماهيرية في توجيه الحكم وإدارته، دون استئثار من جهة معينة، وهو ما يفضي إلى إطلاق الحريات وتعزيز مبدأ سيادة القانون، ليكون الجميع أمام القانون سواسية.

لقد أسقط بيان المجلس الوطني كل الرهانات التي كانت تصرخ بغباء أن الثورة ستمارس أعمالاً انتقامية وثأرية ضد نظام عبد الكريم قاسم وزمرته وكل من مارس العنف والهمجية والقتل ضد الشعب العراقي وضد البعث ورجال العراق الوطنيين، فقطع البيان الطريق على هؤلاء داعياً بكل وضوح:( لذا نحن نأمل أن يترفع المواطنون في هذا اليوم المبارك عن الضغائن والأحقاد، وأن يعملوا جميعاً على ترسيخ وحدتهم الوطنية، وتقوية التفاهم حول أهداف ثورة تموز المجيدة، وأن لا يدعو منفذاً لعميل أو مفسد ومأجور يسعى فيه للتفرقة.).

إن ما تؤشر إليه هذه الدعوة من نبذ الأحقاد والضغائن إنما هو دليل قوي على أن الثورة إنما جاءت لتخلص الشعب، كل الشعب، من الظلم والاضطهاد، وتسعى لبناء مجتمع عراقي تغيب عنه الأحقاد والكراهية، لأنها حملت النظام بما يمثله من أشخاص قِلّة مسؤولية ما حدث في العراق.

كما يشير البيان إلى الأهداف التي تسعى الثورة إلى تحقيقها، تلبية لتطلعات الشعب العراقي، حيث يذكر البيان: (إن المجلس الوطني لقيادة الثورة يعمل على إقامة حكومة وطنية من المخلصين من أبناء الشعب، ومن المخلصين من أبناء هذا الوطن، وستكون سياسة حكومة الثورة، وفقاً لأهداف ثورة تموز المجيدة، لذا فإن الحكومة ستعمل على إطلاق الحريات الديمقراطية، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وتحقيق وحدة الشعب الوطنية بما يتطلب لها من تعزيز الأخوة العربية الكردية، بما يضمن مصالحها القومية  ويقوي نضالهما المشترك ضد الاستعمار واحترام حقوق الأقليات وتمكينها من المساهمة في الحياة الوطنية .

كما إنها تتمسك بمبادئ الأمم المتحدة، والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية، والمساهمة في تدعيم السلام العالمي ومكافحة الاستعمار بانتهاج سياسة عدم الانحياز، والالتزام بقرارات مؤتمر باندونغ، وتشجيع الحركات الوطنية المعادية للاستعمار وتأييدها، كما إن قيادة الثورة تعاهد الشعب على العمل نحو استكمال الوحدة العربية، وتحقيق وحدة الكفاح العربي ضد الاستعمار والأوضاع الاستعمارية في الوطن العربي، والعمل على استرجاع فلسطين المحتلة، وستحافظ على المكتسبات التقدمية للجماهير وفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي وتطويره ولمصلحة الشعب، وإقامة اقتصاد وطني يهدف إلى تصنيع البلد وزيادة امكانياته المادية والثقافية، كما سيؤمن تدفق البترول إلى الخارج.)

يوضح هنا البيان أن المجلس الوطني غير معني بالاستئثار في الحكم، وإنما هدفه الرئيس هو إقامة حكومة وطنية، يشارك فيها كل المخلصين الشرفاء من أبناء العراق. وحدد البيان الأهداف التي ستسعى الحكومة إلى تحقيقها، على مستوى الداخل العراقي:

                   إطلاق الحريات الديمقراطية، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وتحقيق وحدة الشعب الوطنية بما يتطلب لها من تعزيز الأخوة العربية الكردية، بما يضمن مصالحها القومية ويقوي نضالهما المشترك ضد الاستعمار واحترام حقوق الأقليات وتمكينها من المساهمة في الحياة الوطنية

                   وستحافظ على المكتسبات التقدمية للجماهير وفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي وتطويره ولمصلحة الشعب، وإقامة اقتصاد وطني يهدف إلى تصنيع البلد وزيادة امكانياته المادية والثقافية، كما سيؤمن تدفق البترول إلى الخارج.

ويشير البيان أن الثورة، على المستوى الدولي:

                   تتمسك بمبادئ الأمم المتحدة، وملتزمة بالعهود والمواثيق الدولية، وتساهم في تدعيم السلام العالمي، ومكافحة الاستعمار بانتهاج سياسة عدم الانحياز، والالتزام بقرارات مؤتمر باندونغ، وتشجيع الحركات الوطنية المعادية للاستعمار وتأييدها.

كما أن البيان لم يغفل المستوى العربي والإقليمي، حيث أشار:

                   إن قيادة الثورة تعاهد الشعب على العمل نحو استكمال الوحدة العربية، وتحقيق وحدة الكفاح العربي ضد الاستعمار والأوضاع الاستعمارية في الوطن العربي، والعمل على استرجاع فلسطين المحتلة).

لم تغفل الثورة في بيانها الأول عن أن العراق سيعمل جاهداً لتحقيق طموحات الجماهير العربية في الوحدة، وتحرير فلسطين، وهنا مؤشر واضح وقوي أن القضية المركزية للعراق والأمة هي فلسطين، وأن تحريرها واجب مقدس على كل أبناء الأمة.

 

وفي ختام البيان الأول ألزم المجلس الوطني نفسه بالعهد لله ثم للشعب أن يكون مخلصاً للعراق وللنظام الجمهوري، أميناً على المبادئ والقيم، ومضحياً في سبيلها، مع الدعوة للجماهير بأن تكون وحدة متراصة متكاملة لتحافظ على المبادئ والقيم، للسير في طريق البناء والنهضة.

 

لقد أثبت بيان المجلس الوطني أن المناضل الثوري حينما يهب طاقاته للشعب لا يبخل بهذه الطاقات، لا يجزئها إلى ما هو لنفسه، لذاته، وما هو للشعب، للعمل الثوري، إن حياته واحدة متماسكة لا انفصام بينها، وهو ما أثبته ثوار شباط.

 

من كل ما سبق فإننا نلاحظ أن توجهات قادة الثورة منذ يومها الأول كانت منصبة لخدمة الشعب وإعادة العراق إلى وسطه العربي الذي أبعدته عنه سياسة دكتاتورية قاسم وعدائه لكل توجه قومي بدفع وتحريض الجهات والعناصر الشعوبية التي سمح لها قاسم وبدعم منه بالسيطرة على الساحة السياسية والمواقع العسكرية.

لذلك واجه هؤلاء الشعوبيون الثورة منذ ساعة انطلاقها الأولى، واستكمل بعض العسكريين التآمر عليها، ولهذا لم تستطع تحقيق كامل أهدافها خلال عمرها القصير، الذي لم يتجاوز تسعة أشهر، لكن حزب البعث العربي الاشتراكي استمر بنضاله على الرغم من حملة الاعتقالات التي شملت مناضليه، وتمكن بعزيمة وإصرار من تفجير ثورة 17 تموز 1968 لتحقيق تلك الأهداف التي آمن بها تلبية لطموحات وتطلعات الشعب العراقي وكل الأمة العربية.

 

قراءة في بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الصادر في 26 تشرين الثاني 2022

قراءة في بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الصادر في 26 تشرين الثاني 2022

الحلقة الأولى

زامل عبد

أدانت القيادة القومية كل أشكال العدوان الذي تتعرض له الأمة العربية ودعت إلى إعادة الاعتبار للكفاح الشعبي المسلح لتحرير فلسطين وتأسيس صندوق قومي لدعم ثورتها ، وقيام الجبهة الشعبية العربية وإعادة الاعتبار للقضية الديموقراطية في عمليات التحول السياسي، وأكدت على الثوابت الأساسية في رؤية البعث الخالد للواقع العربي والإقليمي والدولي بإدانة العدوان الخارجي على الأمة العربية والانتفاضة الشعبية في إيران دليل تحول في الرأي العام ضد نظام الملالي، وتفهم ضرورات أمن روسيا القومي ، وحق أوكرانيا في وحدة أرضها وشعبها، هكذا هي رؤية البعث الخالد للواقع العربي والإقليمي والدولي منذ التبشير والتأسيس والتفاعل مع الاحداث كونه الوليد الشرعي من الرحم العربي لمقاومة كل اشكال العدوان أو التدخل المباشر والغير مباشر بالواقع والمشهد السياسي العربي والإقليمي الذي ينعكس سلبياً على الحياة العربية والتأثير بشكل مباشر أو غيره على حالة التصدي العربي للعدوان أو غير ذلك  حيث أكدت  قيادة البعث ببيانها على:

 {{ بعدما استمرت الساحة العربية لسنوات ، جاذباً للأنظار ، ومسرحاً لأحداث كبرى من العدوان الخارجي عليها إلى الانتفاضات الشعبية التي انفجرت في العديد من الأقطار العربية وتولد أزمات بنيوية ، تعيش بعض الساحات الدولية والإقليمية تطورات هامة ، لن تقتصر نتائجها وتداعياتها على ساحاتها وحسب ، بل تتعداها إلى الجوار الإقليمي والدولي ومن بين هذه الأحداث الكبرى يبرز الحدث المتفجر في الشرق الأوروبي والانتفاضة الشعبية في إيران، لكن انفجار أزمات كبرى على المستوى الدولي،  كتلك المتولدة عن سياقات الحرب الروسية – الأوكرانية التي تدخل هذه الأيام شهرها التاسع دون أن تلوح في الأفق بوادر قريبة لوضع نهاية لها ، لم يحرف الأنظار عن تفاعل تطورات الأحداث على الساحة القومية ، وتلك الدائرة في دول الإقليم، بدءاً من النتائج التي أفرزتها الانتخابات التشريعية في الكيان الصهيوني مروراً  بالانتفاضة الشعبية ضد نظام الملالي في إيران التي  دخلت شهرها الثالث ، وصولاً إلى احتدام الصراع على الساحة القومية بين قوى الحراك الشعبي العربي ونظم الرجعية والتطبيع والاستبداد والتسلط والتوريث السلطوي واستباحة القوى الدولية والإقليمية للأمن القومي العربي، إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي واكبت من خلال مواقفها تطورات الأحداث على مدى العام الذي يطوي أيامه الأخيرة على وقع استمرارية تفاعل الأحداث عربياً وإقليمياً ودولياً  }}…

 ومن خلال تسعة محاور تناولت فيها  المشهد المحلي والإقليمي والدولي  بقربه وبعده عن الساحة العربية وانعكاسها  الإيجابي والسلبي في ان واحد ، ومن هنا يمكننا الربط فيما بين هذه الرؤيا وما قاله الشهيد الحي الخالد صدام حسين رحمه الله وارضاه  في اكثر من موقع  وحدث  ،  في خطابه باجتماع مجلس التعاون العربي في عمان بتاريخ 24 فبراير 1990  قال الشهيد الحي عن تفرد أمريكا  ما نصه ((   غير اننا نرى ان أمريكا  ستبقى قادره على ان تنفلت خارج ضوابط  ما خرجت عليه العادة في المحيط الدولي  في مدى السنوات الخمس  القادمة ولحين  تتكون قوى الموازنة الجديدة ،  يضاف إلى ذلك ما مقدار التأثير الغير منضبط من عداء وضغينة غير منضبط وغير مسؤول من قبل الغير ان أقدمت على حماقات مرفوضه …  )) وما ورد  في بيان القيادة في 26 تشرين الثاني 2022 الذي جاء فيه  (( إن الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا ، هي بمقدماتها وسياقاتها وما ستؤول إليه من نتائج لم تكن صاعقة في سماء صافية ، بل بدأت عناصرها بالتشكل بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ومسارعة أميركا لملء الفراغ الناجم عن سقوط حلف وارسو ، عبر التمدد إلى الشرق الأوروبي ، ونشر منظومات صاروخية فيه ، بدأت روسيا تشعر بعد استفاقتها من غيبوبة الصدمة ، أن أمنها القومي أصبح عرضة للتهديد من جراء تواصل انضمام دول أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي  ، إن روسيا التي بدأت استعادة حضورها على مسرح الأحداث الدولية والقارية ، رأت في السعي الأوكراني للانضمام إلى الحلف الأطلسي ، ليس تهديداً مباشراً للأقلية الروسية في أوكرانية والتي كانت إحدى الأوراق التي توظفها موسكو في الضغط على الداخل السياسي الأوكراني وحسب ، وإنما لأمنها القومي الذي لم يفارق ما يستوطن ذاكرتها  من أحداث تاريخية  كان القوقاز وشبه جزيرة القرم مسرحاً لها ، من روسيا القيصرية إلى الاتحاد السوفياتي ، وصولاً إلى المرحلة الراهنة ، حيث تسعى موسكو لإعادة الاعتبار لدور فاعل فقدته منذ أصبحت أميركا تتصرف كقطبية أحادية مقررة لمسار الأحداث الدولية  ، إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تؤكد على حق الشعوب في ممارسة خياراتها السياسية وفق مقتضيات مصالحها الوطنية بعيداً عن التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ومنها الحق السيادي للشعب الأوكراني ، تتفهم هواجس دولة روسيا الاتحادية لما ينطوي عليه تمدد الأطلسي إلى مقربة من حدودها من مخاطر محتملة على أمنها القومي وهي تعتبر أن الحل السياسي الذي يضع حداً لهذا الصراع الذي يتسم بالطابع الدولي بعد الاصطفاف الغربي عامة والأطلسي خاصة خلف أوكرانيا ، يجب أن يرتكز على قاعدتين   تتعلقان بتفهم ضرورات الامن القومي الروسي من جهة أولى ، ووحدة الأراضي الأوكرانية من جهة ثانية وكل محاولة لكسر واحدة من هاتين القاعدتين على حساب الأخرى ، سيؤسس لحرب جديدة إذا ما انطوى حل الصراع المتفجر حالياً على عكس ما تقضيه موجبات هاتين القاعدتين  ))  يوضح الرد الروسي على الحماقات الامريكية  وعملها  من اجل تطويق روسيا الاتحادية وهذا ما يؤكد  صواب الرؤية والتحليل في حينه  من قبل القيادة الوطنية القومية للعراق

ثورة الثامن من شباط 1963 معجزة البعث وغرسه الأول

ثورة الثامن من شباط 1963 معجزة البعث وغرسه الأول

ا. د. سلمان حمادي الجبوري

 

في استذكار ثورة الثامن من شباط 1963 والتي اطلق عليها الرفيق الاب القائد أحمد حسن البكر تسمية عروس الثورات، وفي ذكراها الحادية والستون اليوم نستطيع القول وبثقة عالية انها كانت معجزة البعث، لانها تفجّرت في ظروف بالغة الصعوبة والعتمة، وانتشار يأس شديد انتاب الجماهير التي كانت تتأمل خيراً من ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي انحرفت عن اهدافها لا حقاً بسبب سرقتها من قبل عبد الكريم قاسم الذي فرض دكتاتوريته المقيتة، وخرج عن مبادئها، مضيقاً على الجماهير التواقة الى الحرية و التحرر، ومخيباً امال القوى الثورية الوطنية والقومية فيما انتظرته من التغيير، ومطلقاً يد الشعوبيين في العبث بمقدرات الشعب والوطن. فانفجرت ثورة 8 شباط كثورة شعبية شاركت فيها قوى الشعب المدنية مع الجيش في الإطاحة بحكم الفرد والدكتاتورية.

وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع الاحرار في العراق والوطن العربي، لابد من القول ان اقدام البعث على القيام بهذا العمل الثوري الجريء في ظل طغيان شديد واستحكام امني اشد، انما يعد بطولة فذّة وقدرة عالية على تحمل مسئولية الشعب والوطن، والانتصار لهما مهما بلغت التضحيات.

لقد كانت الثورة معجزة بحق، لان كل الظروف السائدة حينها في العراق كانت تؤشر الى استحالة القيام بأي تغيير ، تلك الظروف التي خلقتها فردية الحكم وعشوائية قرارته، واطلاق يد الشعوبيين للعبث بمقدرات الشعب والوطن، وشيوع أساليب العنف المفرط والترهيب الغير مسبوقة ازاء كل من لا يتفق مع توجهاتهم ، فامعنوا في القسوة في التعامل مع الشارع العراقي الى الحد الذي جرى فيه السحل و تعليق جثث الابرياء على اعمدة الكهرباء واستبيحت دماء العراقيين من الشمال الى الجنوب .

هذا اضافة الى الأسلوب القمعي الذي درج عليه قاسم منذ انفراده بالحكم بواسطة ما سمي (بمحكمة المهداوي) التي اساءت للقضاء العراقي المشهود له بالحيادية والنزاهة والعدالة فكان ان جرى التشهير بالمواطنين والقوى الوطنية من خلالها و سُيّسَت الاحكام الجائرة التي اتخذتها بحق العديد من الأبرياء وخاصة أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الوطنية والقومية الاخرى.

ورغم كل ذلك، فان محدودية حجم الحزب وقصر تجربته في العمل الثوري حينها، لم تشكل عائقا امامه للانتصار للعراق وشعبه الابي وتصحيح الأوضاع السياسية في البلد. فرغم كل تلك العوامل المؤثرة سلبا على أي عمل ثوري نرى ان روح الاقدام والشجاعة التي تمتع بها البعثيون إضافة الى القدرة على تحمل المسئولية الوطنية والقومية، وثبوت زيف ادعاءات الحركات الأخرى الفاعلة في الساحة العراقية، كل ذلك حمل قيادة البعث في العراق الى اخذ زمام المبادرة والقيام بذلك العمل الثوري العظيم  الذي كان بمثابة معجزة بكل المقاييس.

 هذا من جانب ومن جانب اخر فأن اقدام الحزب على القيام بهذه الثورة المتفردة في الساحة العربية عموما والعراقية خصوصا، ووسط كل تلك الظروف السائدة حينها، شكّل  اول ثورة للحزب فكانت الغرس الأول له الذي انتظرته الجماهير التواقة الى الحرية ان ينمو ويؤتي أكله .

لقد نبع هذا الفعل الثوري الجريء من أيديولوجية البعث الانقلابية. التي تعني احداث التغيير الجذري الشامل والمستمر للانتقال بالواقع من حالة الانكسار والإحباط والتخلف الى حالة متقدمة على كل الأصعدة وفق اهداف الحزب في الوحدة والحرية والاشتراكية . ويكون هذا التغيير شاملاً للحريات الشخصية والسياسية ، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي ، وإشاعة العدالة ، وتعزيز الرفاه المجتمعي، واطلاق طاقات الابداع لدى افراد المجتمع انطلاقا من مبدأ كون الانسان وسيلة الثورة وغايتها في نفس الوقت.

 لقد استطاعت ثورة الثامن من شباط المجيدة أن تغرس في نفوس العراقيين مباديء الحق والعدل والقوة والاقدام والتضحية، وقد كان لها الدور الهام في ردّ الثقة والكرامة، واستعادة اللحمة الوطنية للشعب العراقي، بعد أن مزَّقتها سلوكيات قاسم الهوجاء، وسياساته وقراراته المتذبذبة الحمقاء .

لقد كان قادة ورجال ثورة الثامن من شباط المباركة  (صُنَّاع ثورة)، بعد أن تقدموا الصفوف في التخطيط والتهيئة لها، و تنفيذها على الأرض، ومن ثم قيادتها وفق الخطط والأهداف المرسومة، على طريق تحقيق أهداف البعث المنشودة في الوحدة العربية، ابتداءً من تحقيق الوحدة الوطنية التي هددها الحكم الفردي وجعلها عرضة للتمزّق، ثم تحقيق الحريات الاجتماعية والسياسية ووضع اسس لنهضة تنموية مبنية على استراتيجيات وطنية مدروسة بعيدا عن الشعارات الفارغة والقرارات العشوائية. وهكذا خطت الثورة الخطوات الاولى نحو تحقيق آمال الجماهير العراقية والعربية في عراق عربي قوي وناهض وموحَّد ليكون امل وقدوة للشعب العربي من المحيط الى الخليج العربي.

ومن هنا لم يكن هدف البعث الأساسي وغايته استلام الحكم،  بل كان وسيلة لبلوغ الغايات والاهداف المشار اليها اعلاه في التغيير الشامل وانقاذ العراق.

 ومما يؤكد ذلك هو ان الحزب لم ينفرد بالسلطة منذ يومها الأول بل اشرك القوى القومية في قيادة الدولة وإدارتها.

وعلى الصعيد القومي، اعتبرت الثورة استنادا الى أيديولوجية البعث أنَّ الأمة العربية هي وحدة سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية متكاملة، وأن ما تعيشه من حالة التجزئة التي فرضها الاستعمار، انَّما هو طارئ واستثنائي، وأن هذه الأمة لها مشتركات أساسية هي وحدة التاريخ والتراث ، واللغة ، والثقافة ، والمصير الواحد، والآمال المشتركة، إضافة إلى الدين والمعتقدات والأعراف، والتكوين النفسي و السلوك الاجتماعي.

ولقد اعطت الثورة القضية الفلسطينية اولوية قصوى، فأخذت على عاتقها تهيئة الكيفية التي يتم تعامل العراق بها مع قضية الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، اضافة الى ما تتعرض له الأمة العربية من عدوان أجنبي استعماري في اقطار اخرى فوضعت الأسس اللازمة لإسناد حركات المقاومة والتحرر في تلك الاقطار.

إن ما أرسته وأسست له ثورة الثامن من شباط المجيدة رغم قصر عمرها هو اعمق مما يتم تناوله في مقال واحد ، فما ذكر اعلاه هو غيض من فيض قد لا يفيها حقها.

 الرحمة لقادة الثورة ولشهدائها الابرار الذين ثاروا مضحّين بأرواحهم في سبيل الانتصار للعراق وعروبته وتحقيق نهضته .

صفحات من ملاحم المارد العربي

 

صفحات من ملاحم المارد العربي

 الذي حمى البوابة الشرقية للأمة العربية

في ذكرى تأسيسه

بقلم ابو مناضل الكرخي

 

في تاريخ العراق بلد الحضارات، كانت الخوذة والسيف والدرع العراقي حاضرة قبل الميلاد بآلاف السنين  فاهتم العراقيون ببناء الجيش دفاعا عن حضارتهم وردع الأعداء، فكان جيش نبوخذ نصر البابلي الذي لقن الفرس درسا قاسيا في معركة الشوش وهرب ملكهم. وتمكن نبوخذ نصر من استرداد المسلة المسروقة. وجيوش الاشوريين في نينوى التي كانت من اقوى جيوش العالم عل الإطلاق في تنظيمها وتدريبها وتسليحها. ثم جيش المنصور و الرشيد والمعتصم في العصر العباسي وامجادهم. هم العراقيون دائما في قلبهم حب العراق والدفاع عنه والانتصار للعرب. وبعد احتلال بغداد من قبل هولاكو وتدميرها عام ١٢٥٨، اختفى جيش العراق الوطني ودخل البلاد من هب ودب من اعاجم، ولم يكن هناك جيش عراقي لمدة حوالي ٦٦٣ سنة. فقط في ٦ كانون الثاني عام ١٩٢١ أسس اول فوج للجيش العراقي اسمه فوج موسى الكاظم، في زمن الملك فيصل الأول، ثم تطور الجيش ليصبح فرق والوية وصنوف مختلفة جوية وبحرية إضافة للبرية.

تكرر دخول هولاكو الثاني بوش ومعه ٣٤ دولة في نيسان ٢٠٠٣ لتدمير هذا الجيش لتحقيق هدف الكيان الصهيوني في الحرب، بتدمير مركز ثقل الامة العربية، واختل التوازن في الصراع العربي معه.

سيتم تناول السفر الخالد للجيش العراقي على صعيدين هما الوطني والقومي.

الدور الوطني للجيش للعراقي

لعب الجيش العراقي دورا وطنيا منذ زمن  النظام الملكي و الجمهوري لغاية ٩ نيسان ٢٠٠٣، فكان دائما مع الشعب مساهما بتحقيق تطلعاته، و ساهم في اخماد الفتن والتمرد الذي يهدد أمن العراق وو حدته.

ففي مقارعة النفوذ البريطاني قام بثورة تحررية شجاعة، في مايس ١٩٤١،بقيادة الضباط الاحرار، واسفرت عن إسقاط حكومة عبد الإله الوصي على العرش وتشكيل حكومة جديدة، برئاسة رشيد عالي الكيلاني، التي بدأت في العراق في شهر شباط عام ١٩٤١ لغاية ٢مايس ١٩٤١، لكنها اجهضت من قبل تدخل الجيش البريطاني في  معركة الحبانية وتم إعدام العقداء الأربعة، الشهداء العقيد صلاح الدين الصباغ، والعقيد كامل شبيب، والعقيد محمود سلمان والعقيد فهمي سعيد.  كما ساند الجيش انتفاضات الشعب ضد المعاهدات العراقية البريطانية،  فكان جيشا وطنيا بامتياز.

كما قام بتفجير ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ الخالدة، التي شارك فيها الجيش والشعب، وحزب البعث العربي الاشتراكي، والتي حولت العراق من النظام الملكي للنظام الجمهوري، وخرج العراق من حلف بغداد وانهت مابقى من الوجود البريطاني في العراق.

وعند انحراف النظام نحو الدكتاتورية والعنف الغير مسبوق في العراق والشعوبية وعزل العراق عن امته العربية،  قام الجيش بحركة العقيد الشهيد عبد الوهاب الشواف، ضد الاستبداد وعمليات القتل التي قامت بها ميليشيات شيوعية في الموصل وكركوك. فقامت الحركة يوم ٨ آذار ١٩٥٩ من معسكر الغزلاني في الموصل، واستشهد الشواف يوم ٩ آذار ١٩٥٩. وعلى اثرها صدرت أحكام الإعدام بمجموعة من الضباط الاحرار والقادة البعثيين والقوميين، وتم تنفيذ الأحكام في ميدان ام الطبول، فاستشهد العقيد رفعت الحاج سري، والعقيد ناظم الطبقجلي، وفاضل الشكرة، وعشرات الضباط الآخرين، فكانوا ضباطا ابطال، استشهدوا واقفين، تلقو الرصاص بصدورهم العامرة بالشجاعة والايمان، وتخليداً لهم فقد شيد جامع ام الطبول، في مكان استشهادهم.

ونتيجة لاستمرار الدكتاتورية الفردية فقد تمت الثورة عليها بتفجير ثورة ٨ شباط المجيدة عام 1963م التي قادها مناضلوا  حزب البعث العربي الاشتراكي،

في الجيش العراقي الباسل والشعب، وهم ضباط اشاوس،فتحية لتلك الأرواح الخالدة الشجاعة،، التي أنقذت العراق من حكم الميليشيات الشيوعية. وبعد ردة ١٨ تشرين الثاني السوداء، عام ١٩٦٣ أعاد الحزب صفوفه وفجر الجيش العراقي الباسل ثورة 17 تموز البيضاء،التي اعادت للعراق ثقله القومي العربي،

لقد كانت ثورة خالدة بنت العراق واممت النفط وحققت مئات الإنجازات الكبرى.

الدور القومي للجيش  العراقي الوطني

  •   شارك في معارك فلسطين  عام ٤٨، وسطر أروع الأمثلة في الدفاع عن مدينة جنين بعد تحريرها من الصهاينة، والتي حدثت في ٣١ ايار ١٩٤٨. وكذلك اقتحام قلعة كيشر، والتي قادها المقدم  عمر علي رحمه الله،  ثم تحركت القوات العراقية للدفاع عن مدينة نابلس، وقد غنم الجيش العراقي، في معركة جنين، ٣٠٠بندقية،١٠ مدافع، ٢٠ رشاشة،، وقتل ٣٠٠صهيوني، واصيب لدى الجيش العراقي نحو ١٠٠بين شهيد وجريح. ولازال الفلسطينيون حتى اليوم يزورن قبور الشهداء العراقيين، ويستمدون منهم الصمود والعزم فتحية لاوؤلئك الشهداء من جيش العراق، جيش النخوة العربي الأصيل.
  • حرب ٥ حزيران ١٩٦٧

معروف مانتج من نكسة الجيوش العربية في عام ٦٧،واحتلال سيناء في مصر، والجولان في سوريا، وغيرها،، ولذلك لم يكن هناك اشتباك بري للجيش العراقي في تلك الحرب لقصر مدتها ستة أيام ولكن كان للقوة الجوية العراقية الباسل موقف متميز، رغم فرض سيطرة جوية عل الأجواء الصهيونية،، فقد قامت القوة الجوية العراقية بما يلي:

اولا،، إسقاط طائرتين صهيونية من قبل الطيارين العراقيين في مطار الوليد غرب العراق، وهي من طراز فوتور، وميراج ٣،،وتم أسر الطيارين الصهاينة،، ونشرت صورهم في جريدة الجمهورية العراقية،

ثانيا، مساء يوم٦ حزيران، اغارت طائرات عراقية، ضد أهداف في نتاتيا وكفر سكين، وقامت طائرة توبوليف ١٦،تحمل ٦ قنابل، زنة القنبلة نصف طن، ورشاشات وهاجمت قاعدة، رامات ديفيد، واحدثت دمار كبير فيها، وتم قتل ٤٣ جندي صهيوني، وتم تبادل جثث الشهداء بالاسرى الصهاينة يوم ٢٦ حزيران ٦٧،وكذلك مقابل آلاف الأسرى العرب معهم.

  •  حرب تشرين 19٧٣

من المعارك القومية المهمة التي اشترك بها الجيش العراقي بقطعات كبيرة بالحرب عل الجبهة السورية، عل الرغم ان القيادة العراقية ليست لها علم بالحرب، بل سمعت من وسائل الإعلام، وانذرت القيادة العراقية كافة تشكيلات القوات المسلحة بالاستعداد للمشاركة في الحرب،

اولا،، عل الجبهة المصرية تتواجد منذ فترة قبل الحرب سربين هوكر هنتر، مع طيارين ابطال، وشاركت مع القوة الجوية المصرية الموجة الأولى من الغارات ضد اسرائيل، وتمكنت من تدمير قواعد هوك وهي صواريخ ضد الجو،، ودمرت ارتال الدبابات العدو، ومواضع المدفعية في منطقة الطاسة،، واستمرت مهامها الناجحة حتى وقف إطلاق النار، واستشهد عدد من الطيارين،

ثانيا، على الجبهة السورية وصل اللواء المدرع ١٢ من الفرقة المدرعة الثالثة، يوم ١٠ تشرين اول ٧٣ ال محافظة درعا، منطقة الصنمين، وتل عنتر،، ثم جاء امر من القيادة السورية بزج اللواء بضربة مقابلة اتجاه جناح العدو ل مجموعة الوية لانر الإسرائيلية التي تتجه باتجاه سعسع ثم دمشق، من منطقة الخرق،، حوالي ١٥٠ دبابة مدرعة  في ذلك الجو الذي لارياح فيه مع الغروب تبدو عاصفة ترابية مخيفة تتجه باتجاه جناح العدو وترمي من الحركة،، تقهقرت قوات العدو وتراجعت بارباك نحو تل الشعار بعد ترك العديد من دباباته صالحة بدون أفراد،، مع الفجر دخل اللواء المدرع ١٢ معركة طاحنة مع دروع العدو في تل الشعار،، وتل المال،، ودمرت العديد من دبابات العدو، لكن صواريخ تاو الأمريكية أثرت عل دبابات اللواء واوقعت بها خسائر،، ثم استمرت المعارك مع العدو وكانت المدفعية العراقية والسورية فعالة مؤثرة بينما مدفعية العدو تبدو غير مجدية، طائراته معظمها يتم اسقاطها ،،،، التحقت تشكيلات الفرقة المدرعة الثالثة وشنت هجمات مقابلة  ضد العدو،، وخاضت الفرقة الرابعة مشاة العراقية قتالا باسلا في جبل الشيخ من قبل لواء المشاة الخامس الجبلي،، ووصلت تشكيلات من الفرقة المدرعة السادسة، وقوات خاصة،، شنت غارات عل تجمعات قوات العدو ليلا ونجحت في ذلك، ودارت المعارك في تل عنتر، ودير العدس، وكفر ناسج، وبلغ حجم القوات العراقية ٧ الوية مدرعةوالية، ١٢ كتيبة مدفعية ومايعادل فرقتين مشاة،، وكان هناك خطة للهجوم المقابل ل استعادة الجولان تشارك بها الف دبابة عراقية مع قوات سورية،، ألغيت قبل  نصف ساعة من الشروع بالهجوم بعد الموافقة السورية لوقف إطلاق النار،، قاتل العراقيون وقدموا شهداء اغلبهم رفاق في الحزب من ضباط وجنود،، انقذ الجيش العراقي الشام من دنس الصهاينة،، اما القوة الجوية العراقية فقد اشتركت ٢٢٤ طائرة عل الجبهة المصرية والسورية وقاموا بمهمات بطولية ،، كانت خسائر العدو كبيرة لم يالفها من قبل، اما تضحيات الجيش العراقي، فكانت،، ١٢ طيار شهيد،، وتدمير ٣٦ طائرة،، بالقوات البرية ٨٣٥ شهيد،،، ٧٣ مفقود،، وتدمير ١٢٠ دبابة_مدرعة،، هذا موجز مختصر عن دور جيش العراق الباسل في حرب تشرين ٧٣ والذي دافع ضراوة عن دمشق،، وهذه هي القيادة العراقية البعثية المؤمنة بحماية الامة العربية المجيدة، تحية للشهداء،، ولابد ان يعود جيش العراق لماضي مجده،،

قادسية صدام المجيدة

تبدو معركة قادسية صدام المجيدة كأوسع حرب قومية خاضها الجيش العراقي دفاعا عن الامة العربية ومعه عمقه العربي القومي، بعد وصول خميني للحكم في إيران، رفع شعار تصدير الثورة ليس للعراق فقط، بل ل ابتلاع كل ارض العرب وخاصة دول الخليج العربي، وهي ليست حرب بل حروب، لان كل معركة فيها تبدو حربا بظروفها السياسية والاقتصادية، دامت تلك الحرب ثماني سنوات، ويمكن ايجازها كما يلي.

اولا، ان إيران هي التي بدأت العدوان فقد صرح وزير الدفاع الإيراني، بأنه سيمحي بغداد من الخارطة، هذا في عام ١٩٨٠،قبل الحرب باسابيع، والطائرات الإيرانية تقصف عل طول خط الحدود، وتم إسقاط طائرة إيرانية واسر الطيار، توترت العلاقات وبدأ العدو يحشد قطعاته عل طول خط الحدود، في أيلول ١٩٨٠،،في ١٨ أيلول ٨٠ ألغى العراق اتفاقية الجزائر ١٩٧٥،واصبحت الحرب قاب قوسين او أدنى،، ولقلة العمق الاستراتيجي للعراق فقد قررت القيادة نقل الحرب لعمق ارض العدو، وبدأت المرحلة الأولى من الحرب، فقد بدأ الرد العراقي، ظهر يوم ٢٢ ايلول ١٩٨٠،حيث اغارت تشكيلات جوية عراقية لضرب مطارات وقواعد العدو الجوية، وأندفعت القوات العراقية عل محاور عدة عل طول خط الجبهة البالغ اكثر من ١٠٠٠كيلومتر،في الجنوب والوسط والشمال، يوم ٢٨ أيلول حققت كافة قطعات الجيش العراقي أهدافها عل كافة المحاور، في قاطع الأحواز، المحمرة،  والخفاجية والشوش وديزفول، في  القاطع الجنوبي، وقاطع مهران وسربيل زهاب ، وكيلان غرب، في الوسط، وفي الشمال باتجاه ناوسود و محاور أخرى،، هزم العدو شر هزيمة وتم أسر جنوده والاستيلاء عل اسلحته، رغم انه قاتل بشراسة عل كافة المحاور لكن اصرار العراقيين كان عاليا فسحقهم، معنويات الجندي العراقي عالية يصعب وصفها،، استمرت المعارك داخل العمق الإيراني سنتان، أخذنا المبادأة فيها ثمانية ايام، ثم تحولنا للدفاع بعد تحقيق الأهداف ووصلنا إلى نقطة الذروة في الهجوم، أصدر مجلس الأمن قرار بوقف إطلاق النار يوم ٢٨ أيلول ٨٠، قبله العراق، ورفضه خميني،، وتستمر المعارك الطاحنة داخل العمق الإيراني لغاية حزيران ٨٢،حيث قررت القيادة العراقية العودة ل خط الحدود الدولية، وفي تلك المعارك القاسية جدا،، تم انجاز مايلي،،

_تحطيم وتدمير معظم القطعات المدرعة الإيرانية، في معارك الخفاجية الأولى في كانون ثاني عام ٨١،حيث دمرت الفرقة المدرعة ٩٢،والفرقة ١٦،الايرانية بنيران اللواء المدرع العاشر، وطيران الجيش وتشكيلات أخرى، وكذلك دروع العدو في الشوش وديزفول، وكيلان غرب، وسربيل زهاب، الأحواز، الطاهري، وعبادان، لم يعد للعدو قدرة ل استخدام واسع للدروع، واقتصر لواجبات الإسناد فقط.

_إسقاط اغلب طائرات العدو بقتال جوي ووسائل الدفاع الجوي،، حيث تمكن فقط اللواء المدرع بن الوليد َمن إسقاط ١٢ طائرة مقاتلة في البسيتين داخل العمق الإيراني،، لأن خط طيران العدو يمر فوقه ذهابا وايابا باتجاه مدينة العمارة وطيران واطي.

_تمكن العراق من تشكيل عشرات التشكيلات وزيادة حجم القوات البرية والبحرية الجوية وطيران الجيش الباسل الذي لعب دورا مهما في الحرب، وخلال هذه المرحلة دارت أعنف المعارك في الخفاجية، الطاهري، المحمرة، وعبادان، الشوش، ديزفول، مهران، كيلان غرب وسربيل زهاب، وحاج عمران،،

حين أصبح الجيش الإيراني والحرس الثوري بقبضة العراقيين بدأت عمليات التحرير الكبرى في معركة رمضان مبارك، لتحرير الفاو في ١٧ نيسان ٨٨، حيث دخل الجيش العراقي بكل صنوفه، معارك باسلة للدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية وقدم الوف الشهداء، وكبد العدو الايراني خسائر فادحة. وقبل ذلك في معارك الحصاد الأكبر فقط خسر العدو أربعمائة الف إصابة خلال ٤ أشهر من القتال، وفي تاج المعارك ٨٥ خسر العدو ١١ فرقة شرق دجلة حيث حوصرت وابيدت  بعد عبورها هور الحويزة. اضافة الى  معارك باسلة في الشيب والفكة والطيب في العماره، وفي قاطع عمليات الفيلق الثاني خانقين، وسانوبا، وحاج عمران وشميران شمال العراق. في تلك الملاحم كان الدور الحاسم للهجمات المقابلة للحرس الجمهوري، ولصمود قطعات المشاة الباسلة، ونيران المدفعية الجهنمية، وموانع رجال الهندسة،، وكافة الصنوف الاخرى المشاركة.

المرحلة الثالثة من الحرب

وتشمل عمليات التحرير الكبرى، التي امتدت على جبهة ١٠٠٠ كيلومتر من الفاو حتى حاج عمران شمال العراق،، شاركت فيها، كافة فيالق الجيش والقوة الجوية والحرس الجمهوري، وطيران الجيش والبحرية،، تم خلالها في الفترة بين ١٧ نيسان ٨٨،و٢٥ تموز ٨٨،انتزاع كل شبر احتله الغزاة وتحريره، إضافة الى خرق عميق بدفاعات العدو بحرب خاطفة شاركت فيها آلاف الدروع، وغنمت معظم أسلحة العدو ومعداته، واسر جنوده،، لقد أصبح الجيش الإيراني والحرس الثوري بقبضة العراقيين، معارك رمضان مبارك وتحرير الفاو، توكلنا عل الله الأولى والثانية، تحرير الشلامجة وجزر مجنون في البصرة، وتوكلنا عل الله الثالثة، المعركة الحاسمة في العمارة، وتوكلنا ع الله الرابعة في القاطع الأوسط، ومحمد رسول الله في القاطع الشمالي،،

لقد كان نصرا عظيما يوم ٨اب ٨٨، حين انتهت الحرب، بانتصار كبير للجيش العراقي وشعب العراق والأمة العربية ،،

النيران العراقية تلتهم العناد الفارسي

 كمثال لحجم الجهد العراقي في عملية تحرير الفاو، فقد حشدنا ٨٠ كتيبة مدفعية، ٣٥ بطرية خفيفة ١٢٠ ملم، ٢٤ بطرية انبوبية،، في مسرح العمليات مملحة الفاو لم يكن هناك شبرا الا سقطت به قذيفة،، بدأت الحرب باسلوب الحرب الخاطفة وهاهي تنتهي بنفس الأسلوب، لقد لعبت الاستخبارات دورا مهما بالحرب وهي تعرف العدو اكثر من ان يعرف نفسه،، لقد كان عنادا فارسيا تلتهمه النيران العراقية، وكذلك لعب التصنيع العسكري دورا رائعا بتامين العتاد والسلاح لقد جاهدوا ليل نهار، وكذلك رجال الصواريخ ارض ارض الذين دمروا اوكار الشر، كل الصنوف قاتلت متعاونة، ورجال الجيش الشعبي الابطال ومناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي الذين قاتلو بالجبهة وأمنوا العمق ،، و انتهت الحرب والعراق يملك جيشا جرارا اكثر من ١٢٠٠طائرة مقاتلة وسمتية، والاف الدبابات والمدافع والوية صواريخ ارض ارض، دفاع جوي متطور، وقاعدة تصنيع عسكري متطورة،،

التصدي للعدو ان الأمريكي وحلفائه

_ وتشمل معركة ام المعارك التي دارت في الكويت يوم ١٧ كانون ثاني ٩١ لغاية وقف إطلاق النار نهاية شباط ٩١،لقد اسقطنا للعدو الأمريكي ثمانون طائرة مقاتلة باعتراف شوارزكوف في مذكراته، ودمرنا العديد من دروعه وقتل أفراده، فقط في معسكر امريكي بالبحرين قتل ٣٣ جندي امريكي بنيران الصواريخ ارض ارض العراقية، ولكون الحرب غير متكافئة مع ٤٤ دولة نتيجتها معروفة، في منطقة صحراوية، تغزوها آلاف الطائرات،،

_حصار ظالم امتد من اب ٩٠ واستمر لغزو أمريكا و٣٤ دولة حليفة للعراق يوم ١٨ آذار ٢٠٠٣،وقاتل الجيش والشعب بصفحة الحرب النظامية لغاية ٩ نيسان ٢٠٠٣،حيث تمكن العدو من دخول بغداد، ل اختلاف موازين القوة، وغياب القوة الجوية العراقية وقدرات معروفة للدفاع الجوي من قبل العدو، بعد أن درس العدو وسجل كل الأهداف بواسطة ا لمفتشين الجواسيس لسنوات عدة ومناطق الحضر الجوي،

مرحلة المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما

_مرحلة المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما، وقد تكبد العدو الأمريكي ٩٠ الف إصابة بين قتيل وجريح، فقط ليثبت حكومة عميلة ل إيران، شارك منتسبي القوات المسلحة في أغلب الفصائل التي قاومت المحتل، وضحى الحزب بآلاف الشهداء دفاعا عن العراق، واجبر العدو لسحب قواته،، لكن ينبغي أن تستمر المقاومة لحين طرد من جاء مع المحتل الأمريكي،،

و الخاتمة

قدمنا باختصار شديد بعض صفحات  السفر المجيد للقوات المسلحة العراقية وهو يحتاج لمجلدات لتغطيته،

 فتحية للشهيد صدام حسين ولشهداء القوات المسلحة العراقية، والرسالة أمتنا المجد والخلود، ولابد ان يعود جيش العراق الوطني بعد تحرير العراق، ليكون مع الامة العربية حارسا للبوابة الشرقية كما كان،،

الجيش العراقي الوطني الباسل فخر الشعب والأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش العراقي الوطني الباسل فخر الشعب والأمة

أبو عمر العزي

 

يطل علينا يوم 6 كانون الثاني من كل عام الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الباسل صاحب الملاحم البطولية في سفره الخالد على أرض العراق والوطن العربي , تأسس هذا الجيش العروبي القومي على أيدي ثلةً من الضباط ممن كانوا يخدمون في الجيش العثماني بنواة اول فوج سمي فوج موسى الكاظم في بغداد(الكرنتينه) وفق أُسس وتقاليد عسكرية نموذجية وضم هذا الفوج نخبة ًمن خيرة الرجال ضباطاً ومراتب اتصفت فيهم حسن السيرة والسلوك والمؤهلات العلمية والمعرفية, بعد فوج النواة شكلت افواج اخرى وشكلت من هذه ألوية وفرق حتى تكامل الجيش مع الصنوف والخدمات اللازمة واصبح قادرا على تحقيق ألأمن والاستقرار بأكمل وجه .

لفد كان اول واجب قومي يشارك به جيشنا الباسل خارج الوطن مع بعض الجيوش العربية في فلسطين 1948 بعد عدوان العصابات الصهيونية بمساعدة الاستعمار البريطاني واحتلاله ما يقارب ثلث الاراضي الفلسطينية وقد ابلى جيشنا بلاء حسناً في هذه المعركة المقدسة وتمكن من تحرير الكثير من الاراضي الفلسطينية التي كان يسلمها بدوره الى الفصائل الفلسطينية المسلحة ليتفرغ الى مهام اخرى , لكن الحرب قد توقفت بسبب ضغط الاستعمار البريطاني على الانظمة العربية مما ادى لأن يوقف  جيشنا الباسل مهامه القتالية مكرها ويتم الانسحاب من فلسطين والعودة الى ارض الوطن . 

التطور الكبير لجيشنا العراقي الباسل تنظيما وتسليحا وتجهيزا بعد قيام ثورة 17تموز 1968 المجيدة , حيث حظي الجيش باهتمام ورعاية كبيرة من لدن القيادة الوطنية وكان زيادة حجم الجيش من ثلاث فرق الى 12 فرقة مدرعة ومشاة آليه ومشاة مع صنوفها وخدماتها والتي كانت هامة وضرورية مع الاهتمام بتدريبها واعدادها اعدادا كاملا وفق احدث وسائل التدريب للدول المتطورة بالابتعاث للضباط وضباط الصف الى بدورات الى الخارج او استقدام ضباط خبراء من الخارج للأغراض التدريبية للضباط والمراتب ولكل الصنوف المقاتلة والساندة .                      

من الادوار القومية التي كلف بها جيشنا البطل المغوار هي حرب تشرين عم 1973 , هذه الحرب وقعت ولم يعلم العراق بها إلا من خلال الإعلام، وشارك جيشنا الباسل فيها دون طلب الجبهة السورية. وحمى دمشق من السقوط واستعاد ومعه احدى الفرق السورية محافظة القنيطرة وجبل الشيخ واعد الخطط الازمة لتحرير الجولان، كما كان لطيرانه الحربي الرابض على الاراضي المصرية قبل أشهر من الحرب دورا فعالا في تسهيل عبور القوات المصرية قناة السويس واسقاط خط بالريف، وتمت الاشادة بدور قوتنا الجوية (سربي هوكر هونتر) من قبل رئيس اركان القوات المشتركة المصرية خلال سير المعركة وما بعدها وذكر ذلك في مذكراته الشخصية..

ومن المواقف الخالدة والمشرفة التي قام بها جيشنا الباسل الوطني القومي هو دحر النظام الفارسي وجيشه في الحرب التي ابتدأها في 4 ايلول 1980 وبهزيمة الفرس عام 8/8/1988 وانهاء مشروعهم التوسعي ل “”تصدير الثورة “” واقامة امبراطورية خميني القذرة، والتي كانت تخطط وتنفذ أكبر حملة لتحقيق الحلم الفارسي على مدى التاريخ، هزمتهم بغداد ومرغت راياتهم في قادسية صدام المجيدة، وسوف تعود لتقبر احلام الصفويين إلى الأبد.

ومن ملاحم جيشنا المقدام التي خاضها بشراسة وبطولة فذة عندما فرضت عليه المواجهة مع قوات محور الشر الأمريكية الغربية وبعض الانظمة المحسوبة على الوطن العربي في مطلع تسعينيات القرن الماضي , ورغم فارق القدرات الكبيرة بين ما يملكه جيشنا وما تملكه تلك القوات حجما وتسليحا وتجهيزا وتقنية عالية ومعدات مهيأة لخوض حرب عالمية إلا أنه واجه تلك الحرب العدوانية بكل بطولة وكان ندا لهم ولم يستسلم وكبد العدو خسائر بشرية ومادية منها اسقاط العديد من طائراته الحربية واسر طياريها وادى واجبه وفق امكانياته وقدراته المتواضعة قياسا لإمكانية العدو  .           

وليختم جيشنا الباسل صاحب المنازلات والصولات والجولات دفاعا عن الوطن والامة العربية حربا مقدسة دفاعا عن بلده ضد القوات الغازية الصليبية المدعومة بغطاء سياسي من بعض الانظمة العربية العميلة التي سبق ودافع عنها وقدم التضحيات الجسام على ارضها , اضافة الى غدر النظام الفارسي الذي كان يرفع شعار امريكا الشيطان الاكبر ليتبين ان هذا النظام كان ينسق مع الشيطان الاكبر لاحتلال العراق , فوقع الغزو على العراق  في 19/3/2003  وتم التصدي له بكل قوة و خاض جيشنا قتالا ملحميا ابتدأه من ام قصر حتى مطار بغداد ليتم تدمير قوته بالكامل في معركة المطار , مما دفع قوات العدو لان يستخدم الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا ضد قوات جيشنا المدافعة عن المطار ليتم ابادتها ويعلن العدو احتلاله العراق . .

وتبدأ صفحة المقاومة الوطنية الخالدة في تاريخ العراق  لمرحلة ما بعد الاحتلال والتي شارك فيها خيرة ابنائها من الجيش العراقي ومناضلي حزبنا واحرار واخيار الوطن من كل شرائح المجتمع , واختطت المقاومة قتالها باعتماد حرب العصابات و هو الاسلوب الامثل للتعامل مع المحتلين وهذا مقتلهم ونقطة ضعفهم كقوة كبرى محتلة لأرضنا, كانت المقاومة العراقية الامتداد الحقيقي لجيشنا الباسل من حيث سرعة تنظيم صفوفها وقتالها البطولي والمزلزل الذي كان صدمة ومفاجئة لهم والتي شملت فعالياتها القتالية قنصا وتعرضا لدورياتهم الألية و الراجلة وحتى اسقاط بعض طيرانهم السمتي, وقد  اقر المحتلين بقوة المقاومة وعظمتها وارهابها لهم بعد انكروا وجودها في البداية ,تعاظمت خسائر جيوش العدوان البشرية والمادية وبدى واضحا الارهاق والرعب والانهاك على وجوه قواتهم مما دفع الكثير منهم الى الانتحار وهذا باعتراف قياداتهم والتقارير التي نشرت عنهم بان الانتحار سجل رقما قياسيا بين صفوفهم زاد على ما كان في حرب فيتنام بكثير , وصار التفكير بالانسحاب من قبل قياداتهم السياسية والعسكرية امرا واقعا خوفا من الانهيار الذي اصبح قاب قوسين او ادنى , وبدا الاعتراف بان احتلال العراق كان  خطأ جسيما وتبريرا لأمر الانسحاب حتى من رئيس هرم ادارتهم سيئة الصيت ,كل ذلك بفضل المقاومة الباسلة البطلة واخر المطاف تم سحب جيوش الاحتلال اقرارا بالهزيمة, فمرحى لتلك المقاومة ورجالها من الاحياء ورحم الله مجاهديها الاشاوس ولعوائلهم التي انجبتهم .

مبارك لجيشنا العراقي البطل عيده، كما هو عيد الشعب، ونحن نستذكر مواقفه العظيمة التي قام بها تجاه شعبه وطنه وامته وتضحياته السخية والكبيرة التي قدمها، وتشهد له ساحات ميادين المنازلات…. تحية لصناديد الجيش العراقي الباسل قادة وضباط ومراتب، الاحياء منهم، ورحم الله كل شهداء الجيش العراقي الباسل.