شبكة ذي قار
النظام الإيراني خطر داهم على العرب

النظام الإيراني خطر داهم على العرب

 

افتتاحية العدد 410 – مجلة صدى نبض العروبة

لقد قالها العراقيون غير ذي مرة، إن النظام الإيراني الكهنوتي هو الخطر الداهم الذي يهدد الوجود العربي برمته، وإن هذا التهديد لا يقل في مخاطره على الأمة العربية عن الخطر الصهيوني، بل إنه في العديد من جوانبه أخطر وأشرس وأكثر لؤماً وحقداً وخبثاً.

إن العقيدة الطائفية لإيران والتي تم تبني دعمها واسنادها وتسليحها من قبل الامبريالية الأمريكية والصهيونية هي معول تهديم الوجود العربي، وهي الخنجر المسموم الذي سمم بعض الجسد العربي وبعثر طاقاته وقواه، ويُستخدم وفق برامج مدروسة لتمزيق مقومات الوجود العربي، الطائفية الإيرانية أخطر بكثير من الاحتلال، لأن أي احتلال محكوم عليه بالزوال إن عاجلاً أو آجلاً، لكن الطائفية فتنة دائمة الشر والخراب وعدوان على وحدة المجتمع وعلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

الكيان الصهيوني يستهدف في عدوانه جزء من أرض العرب، غير إن العدوان الفارسي يضع احتلال كل الأرض العربية لصناعة امبراطورية فارسية ذات فضاء جغرافي ضخم لتكون دولة عظمى نصب عينيه وينفذ المشروع منذ احتلال العراق سنة ٢٠٠٣.

المشروع الفارسي باختصار مصمم لابتلاع الجغرافية العربية وأسلحته المدمرة تتلخص في تقويض مقومات وحدة الأمة.

الكيان الصهيوني لم يستهدف البنى العربية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية في مختلف أقطار الوطن العربي إلا بالقدر المخابراتي الذي يؤمن وجوده وسلامة كيانه المغتصب لفلسطين، غير إن نظام ملالي طهران قد غرس مخالبه في كل هذه البنى في كل الأقطار العربية التي طالتها أدواته.

لم يؤسس الكيان الصهيوني أحزاباً وميليشيات تعبث بأمن العرب وبمقدراتهم كما فعل النظام الإيراني، ولا نستبعد أبداً أن تكون منهجية العدوان الإيراني وأدواتها هي مزيج ناتج من الحقد الفارسي والعداء الصهيوني الامبريالي.

لم يستهدف الكيان الصهيوني الثروات العربية كما يفعل النظام الإيراني الذي جعل من ثروات العراق مثلاً مصدر تمويل لصناعته وزراعته وتجارته، فضلاً عن مليارات الدولارات التي يستلمها النظام من ميليشياته وأحزابه التي سلطتها ومكنتها أميركا في العراق.

إن على العرب في كل مكان أن يعوا حقيقة وجوهر الغطاء الديني والمذهبي الذي تلتحف به إيران لتغطي أهداف احتلال الوطن العربي.

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية

 

القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية

خالد مصطفى رستم

القضية الفلسطينية كانت ولا زالت تعتبر القضية المركزية الأولى للأمة وعليه فيتوجب على كل الخيرين من أبناء هذه الأمة الوقوف إلى جانب نضالات أهلنا وشعبنا في فلسطين وتقديم العون المادي والمعنوي لهم كي يتمكنوا من الاستمرار في التصدي للعدو الصهيوني المحتل.

الأنظمة العربية لا أمل منها ولا يمكنها ضمن المعطيات الحالية ومن خلال واقعها أن تقدم أي دعم لأهلنا في فلسطين، يبقى الشعب العربي وبكل مكوناته مطالب أن يستمر في دعم حركة المقاومة الفلسطينية.

منذ أن دخلت بعض فصائلها في متاهة الانتماءات الأجنبية والإقليمية واتجه قادتها نحو التفاوض مع العدو الصهيوني المحتل (أوسلو وغيره) فقدت الكثير من مصداقيتها وفقدت قرارها المقاوم وأصبح قرارها بيد الدول الداعمة لها، بل وبعضها أصبح مزدوج الانتماء ولدولتين متضادتين بالنهج السياسي ومع ازدياد الانتماء للأجنبي ازداد شرخ الثقة بين القيادات الفلسطينية والمقاتلين المجاهدين الذين همهم فقط القضية الفلسطينية

المواطن العربي الحامل هم فلسطين والقضية الفلسطينية كان أيضا في موقف صعب فمن جهة يتألم لكون بعض القيادات الفلسطينية تحتفل بقادة حكام إيران الذين أجرموا بحق شعبنا العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأصبح قرار هذه المجموعات الفلسطينية المحسوبة على حركة الفداء والمقاومة بيد إيران وتنفذ سياساتها وقواعد الاشتباك لم تعد في حسابات العمل الفدائي وإنما مزاجية إيران التي تهيمن على قرار بعض فصائل المقاومة.

إيمان المواطن العربي بالحق الفلسطيني وأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية ولا يمكن إلا أن يكون هذا المواطن في خندق المقاومة رغم مترادفات كل ذلك وهذا هو الموقف الصعب.

أما من تبقى من المقاومة حاملا هم فلسطين (المقاومة الحقيقية) فهم خارج مراكز التأثير حاليا.

نتمنى أن تعود المقاومة إلى أخذ استقلاليتها بعيدا عن حماس وعباس وأن تعتمد على العمق الجماهيري العربي وأن تبقي علاقاتها مع الحكام العرب ضمن حدود ما أمكن من الاستفادة غير المشروطة منهم على ان لا يسمحون للحكام العرب أو غير العرب بالتدخل مطلقا بشأن المقاومة ولا بقراراتها وخياراتها.

– من جهة أخرى فعلينا أن نكثف العمل باتجاه حركة البناء القومي الهادف لتحقيق الوحدة العربية وهي وحدها الكفيلة بالتحرير (تحرير كل الأراضي العربية المحتلة) وتحقق العيش الأفضل لكل مواطنيها وتحفظ أمنهم وكرامتهم…

والى حين تحقيق تمنياتنا فعلينا أن ندعم المقاومة والعمل المقاوم في كل أحوالها ضد الإجرام الصهيوني والإبادة الجماعية لشعبنا في فلسطين..

16 / 9 / 2024

يَا شَباب الأمَة لَبُّوا النِّداءَ الخَالِد ” نَفْدِي العِراق “

يَا شَباب الأمَة

لَبُّوا النِّداءَ الخَالِد ” نَفْدِي العِراق “

الدكتور حسن العالي – البحرين

 

ونحن نستعيد ذكرى ثورة ١٧ – ٣٠ تموز المجيدة، نسترجع في هذه المناسبة نداء ” نصرة العراق” الذي اطلقه البعثيون في عام ١٩٤١ بالتزامن مع اندلاع ثورة مايس، ولندعو أن يكون هذا النداء هو شعار للمرحلة المقبلة من نضال شباب الأمة وفي كافة ساحات الوطن العربي الكبير نصرة لتحرير العراق.

نستلهم هذا النداء الذي عنونه القائد المؤسس في مقال له بعنوان “نفدي العراق”.  وما بين تلك المقالة عام ١٩٤١ وبين خطاب القائد المؤسس رحمه الله في الذكرى الثانية والأربعين لميلاد البعث عام ١٩٨٩ سنوات ممتدة شارفت على الخمسة العقود كان نداء ” نصرة العراق” خالداً تكرس وترسخ لديه رحمه الله على مر هذه العقود.

هذا النداء الذي وجهه البعث عام ١٩٤١ مستحثا شرفاء ومناضلي الأمة لكي يهبّوا لنصرة ثورة العراق كان ينطلق منذ البداية من رؤية ثاقبة وعميقة لدى القائد المؤسس لموقع العراق ودوره المحوري في النهوض القومي وتحقيق اهداف الأمة.

هذا النداء لا يزال  يتردد صداه حتى يومنا هذا في كافة ساحات النضال القومي والإنساني، بل ان الهَبّة لتلبيته من قبل مناضلي وشرفاء الأمة والعالم باتت اكثر الحاحاً وضرورة في وقتنا الراهن، لا لأن العراق اصبح تحت حكم العملاء والنظام الإيراني والهيمنة الأمريكية بلد ممزق ومسلوب الإرادة وبحاجة لأن يهبّ كافة احرار العالم لنصرته للتخلص من هذا الاحتلال المزدوج، بل وكذلك لان تحرير العراق سوف يؤدي دون شك الى انتشال الأمة العربية من واقع خذلانها وضعفها وتفككها. فهناك رابط حضاري بين نهضة العراق ونهضة الأمة.

في مقالته بعنوان “نفدي العراق” عام ١٩٤١، شخص القائد المؤسس منذ بواكير التحركات الوطنية للتخلص من رقبة الاستعمار في البلاد العربية، العلاقة بين ثورة مايس ضد الاستعمار البريطاني وبين النضال الوحدوي التحرري، حيث بادر البعثيين لتأسيس “اللجنة المدرسية لنصرة العراق” وجهوا من خلالها تعاليمهم للطلبة والشباب والمدرسين العرب لكيفية نصرة العراق في ثورته، وهي تعاليم لا تزال تمثل بحق برنامج عمل نضالي يستحق العمل على إحيائه.

 

يؤكد القائد المؤسس في مقالته عام 1941:

“إن لحرب العراق ثلاث فوائد اذا قدّرَها العرب خطوا بنهضتهم الحديثة خطوات واسعة:

الفائدة الروحية : كاد  العرب في الحرب العالمية الحاضرة ييأسون من مصيرهم لما رأوا بينهم وبين الامم الاخرى من فارق كبير في القوة والاستعداد، فسلموا امرهم للصدفة والقدر، راجين ان يأتيهم الفرج من انتصار هذه الدولة او تلك دونما تعب او جهد يبذلونه. فلما قام العراق العربي بهذه الحرب الجريئة المشرِّفة اعاد الى العرب ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بشخصيتهم، فرجعوا يتأملون المستقبل بعين مستبشرة ويعالجون الحاضر بروح جدية نشيطة وقد استرجعوا الشعور بكرامتهم واخذوا يهتمون منذ الآن بشؤونهم القومية ويعتدون بانتصارات ابطالهم مهملين اخبار الاجانب واعمالهم.

الفائدة السياسية: إن حرب العراق تخرج العرب من وضع الشعب المهمل المنسي وترفعهم الى مستوى الشعوب الحيّة  الفعالة التي تتبوأ وجودها وتحقق ارادتها بدمها ونشاطها.

الفائدة القومية: إن حرب العراق غاية ووسيلة في آن واحد. هي غاية لان جهود الأمة العربية كلها يجب ان تنصرف الى تأمين نصر العراق حتى يكون انتصاره اول تحقيق لوحدتها القومية. وهي وسيلة لأن على الأمة العربية ان تستغل هذا العمل الجريء الذي يقوم به جزء من اجزائها لتوثق الروابط القومية فيما بينها ولتجعل الفكرة العربية القومية تظهر في شكلها العملي، اي في نصرة العراق المناضل عن حرية العرب ووحدتهم.”

ولقد امتدت هذه النظرة الثاقبة لأهمية ومكانة العراق في تحرير الأمة العربية من كبوتها وتردي أوضاعها، ولم تزدها الايام والحوادث والتطورات اللاحقة إلا رسوخاً وتجذيراً في فكره البعث ونظرته للعراق.

فها هو يعود في كلمته في ذكرى ميلاد البعث الثاني والأربعين  عام ١٩٨٩ ليؤكد هذه الاهمية والمكانة:

“إن نصر العراق نصر للفكر القومي، فكر النهضة العربية، الفكر الحضاري المتشبع بروح الإسلام، والمنفتح على حضارة العصر، والمؤمن بالعلم والتقدم، لان المعركة كانت فكرية بقدر ما كانت عسكرية، بل أنها الحرب الأولى الجدية التي يخوضها العرب تحت لواء الفكر ويدافعون فيها، بأنهار من الدماء الزكية عن خيارات فكرية وحضارية أساسية لوجودهم ومستقبلهم كأمة.

إن عناصر الخير والصحة وقوى المستقبل في الأمة تدرك ذلك، وتدرك أن حماية النصر العراقي موكلة إليها، بأن يدخل هذا النصر في وعي الجماهير العربية على امتداد الوطن الكبير، بكل العوامل الأساسية التي جعلته ممكنا، بل محتوما، وبكل أبعاده التحررية والتقدمية والوحدوية، حتى تتهيأ عوامل الانطلاق والاقتدار للأمة بكاملها.

فالانتصار العراقي، هو منعة وقدرة للعراق العربي، وهو رصيد للأمة العربية فيه قوة وقدوة لها في حاضرها ومستقبلها، في صراعها مع أعدائها الرئيسيين: الإمبريالية والكيان الصهيوني، وفيه ردع للأعداء المحتملين مثل إيران”.

لقد شكل البعث في عام 1941 حركة نصرة العراق ، وأطلق برنامج عمل نضالي:

أولا : غايته

 امداد العراق في حربه التحريرية العربية بمساعدة  فعالة من كل بلاد العرب تضمن له النصر الاكيد  وامداد البلاد العربية بروح جديدة من حرب العراق تعمم فكرة التضامن ووحدة المصير العربي وتعجل سير الوحدة العربية.

ثانيا: أساليبه

 تجنيد الأمة العربية بواسطة طلابها وشبابها تجنيدا عاما يشمل كل شؤون الحياة ويتجه نحو هدف واحد: نصر العراق لان فيه نصر الوحدة العربية.

ثالثا: تأسيس منظمة نصرة العراق ويحمل الطلبة والشباب العربي اسمها ويتقاسمون الاعمال بتأليف لجان تقوم:

أ – بالدعاية، عن طريق  الكتابة والخطابة والحديث، وتوزيع النشرات والشعارات.

 

ب – بجمع الاعانات اسبوعيا من الفتيان انفسهم اولا، ثم من الاساتذة والطلاب والشباب.

ج- بتنظيم التطوع للطبابة والتمريض في جيش العراق.

رابعا: التنظيم القومي للحياة

ويشمل ما يلي :

  1. تنظيم الحياة الاجتماعية : تعمل فرق الفتيان في الوسط الاجتماعي العام: المدرسة، المسجد، الشارع، المقهى، المتجر، وعلى ابواب الملاهي، لكي ينبهوا الشعب بأسلوب حماسي صادق إلى وجوب التقيد به، ويوزعوا عليه نشرات وشعارات تذكره بواجبه العربي وتعين له الاساليب لحسن ادائه.
  2. تنظيم الحياة الروحية : يجعل الائمة والمدرسون خطبهم في المساجد تدور حول نصرة العراق وعلاقته بالقضية العربية ليوجهوا قلوب المسلمين وارواحهم نحو هذه الغاية.
  3. تنظيم الحياة الفكرية : توجه الصحف والمجلات لتكون كل ابحاثها مقتصرة على قضية العرب الخطيرة المستعجلة، قضية نصر العراق.
  4. تنظيم الحياة الاقتصادية : يطلب من الصناع والتجار ان يمددوا عملهم اليومي ساعة. وان يخصصوا ربحها لنصرة العراق. ويطلب من العمال والمستخدمين والموظفين ان يتنازلوا عن جزء من اجورهم اسبوعيا لهذه الغاية التي تخلق اساليب فعالة حيوية من التضامن القومي.

ما أحوجنا اليوم لاستنهاض طاقات شباب الأمة وجماهيرها لتلبية نداء      ” نصرة العراق” وأن تعمل كافة جماهير الأمة وقواها المدنية من نقابات وجمعيات والسياسية من أحزاب وفعاليات وشخصيات ومفكرين على تنفيذ هذا البرنامج عبر تشكيل جبهة عريضة لنصرة العراق.

فالعراق اليوم يخوض معركة الأمة بأسرها وتتصدى قواه الوطنية والقومية الشريفة لأكثر المؤامرات شراسة والتي لا تستهدف دوره ومكانته فحسب، بل تاريخه وحضارته، ومن خلال ذلك تعطيل دوره القومي، بل وايضاً تسخير موارده لصالح مخططات اعداء الأمة.

وإذا كانت جماهير الأمة لم تعد مخدوعة في اعدائها في فلسطين، فهؤلاء الذين يدمرون العراق يرفعون شعارات الدفاع عن فلسطين ايضا وهم بذلك يدمرون الأمة تحت شعار الدفاع عن قضية مقدسة للأمة.

لقد تكالبت على العراق كل القوى المعادية للأمة. وهم يراهنون من خلال ذلك على ابقاء واقع الأمة ضعيفاً ومجزأ وخانعاً. لذلك فان نصرة قضيته وتلبية نداء ” نفدي العراق” شديد الإلحاح والضرورة في وقتنا الراهن، وعلى كافة شباب وجماهير الامة ومناضليها وقواها الوطنية والتقدمية حشد الصفوف وتنسيق الجهود من اجل تحرير ونصرة العراق وبالتالي تحرير ونصرة الأمة.

 

٤ أيلول ١٩٨٠ تاريخ بدء العدوان الإيراني على العراق

٤ أيلول ١٩٨٠ تاريخ بدء العدوان الإيراني على العراق

 

التاريخ هو ذاكرة الشعوب التي لا يمكن أن تُمحى ولا يمكن أن تُزور، وإن حصل له تزوير فمصيره التعديل والتصويب إن عاجلاً أو آجلاً، وإذا كان النظام الإيراني قد خدمته ظروف تقاطع العراق مع الصهيونية والامبريالية ومصالحهما وعدوانهما على الأمة العربية والذي انتهى باغتيال النظام الوطني العراقي بغزو واحتلال غاشم مجرم فاستثمرها بخبث ولؤم وبما عرف عنه من روح بغيضة حاقدة ظلامية متوحشة، فحاول أن يجعل من الكذب والتزوير المغطى بنتائج ما حل بالعراق سنة ٢٠٠٣ م مخالب تغرس في جسد العراق وتقود البعض إلى تصديق الروايات الإيرانية التي تحاول منذ سنة ١٩٨٠ إدانة العراق واتهامه ببدء الحرب في حين أن الحقائق والوثائق والأحداث كلها تكذب المزاعم الإيرانية.

 

لقد بدأ العدوان الفارسي الواسع على العراق جواً وبراً بتاريخ ٤-٩ وسبق هذا التاريخ عدوانات متقطعة وتخرصات واستفزازات بتصريحات وموجات إعلام معادي واحتلال بقع من أرض العراق في المدن الحدودية وعدوان على مياه العراق وأجوائه وقد سجلها العراق كلها بوثائق ومذكرات احتجاج ومخاطبات للأمم المتحدة ودول العالم، حتى بدأ الرد العراقي الماحق يوم ٢٢-٩ –١٩٨٠ .ورافق كل تلك العدوانات عمل سياسي -عسكري منظم وظفت فيه إيران طابورها الخامس وخلايا أحزابها الطائفية النائمة في العراق فارتكبت الأعمال الارهابية من اغتيالات وتفجيرات وقطع طرق وتسليب بغرض زعزعت الأمن وإضعاف الدولة وصولاً إلى تنفيذ مؤامرات اسقاطها واحتلال العراق بذات الأدوات التي تسلطت على العراق بعد الغزو الأمريكي وبتوظيف منه.

إن ركون إيران ومشروعها على غياب كفة الميزان التي توازن الطيش والخوار الإعلامي والسياسي وركوب موجات التزوير وقلب الحقائق إنما هو ركون مؤقت لأن شعب العراق لن يقبل بهوان يتعرض له على يد إيران وذيولها وعبيدها، وستأتي رياح ثورات وانتفاضات شعبنا ومنها ثورة تشرين الباسلة المتواصلة بما لا يسعد أدوات المشروع الاحتلالي الفارسي وسيقلب المخططات الخبيثة كلها بوجهها ليعود العراق يدافع عن تاريخه السلمي الإنساني النائي بنفسه عن العدوان والاحتلال والملتزم أبداً بمواثيق وثوابت الجيرة.

 

إن تاريخ ٤-٩-١٩٨٠ هو مخرز يفقأ عيون المشروع الاحتلالي المتستر بالدين والمذهب لخميني الدجال وأعوانه وأدواته وذيوله، وسيظل العالم يتذكر أن للعراق قول مثبت في سفر الزمن والحق والحقيقة التي لم ولن تغلب بإرادة الله الحق وبعونه.

  17  تموز ثورة الاقتدار البعثي العالي الثَّوْرَة الفَريدَة اَلَّتِي حَمَتْ الأمْن القَوْميّ بيَدِ .. وَحَقَّقَتْ التَّنْمِيَة العِمْلاقَة بِالْيَدِ الَأخرَى

 

17  تموز ثورة الاقتدار البعثي العالي

الثَّوْرَة الفَريدَة

اَلَّتِي حَمَتْ الأمْن القَوْميّ بيَدِ ..

وَحَقَّقَتْ التَّنْمِيَة العِمْلاقَة بِالْيَدِ الَأخرَى

أ.د. سلمان حمادي الجبوري

 

 

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ        وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

كما لكل اقتدار شواهد فأن لاقتدار البعث شواهد احتلت مكانها البارز في التاريخ العربي والانساني واصبحت نموذجاً ملهما للاجيال القادمة أيضا. فكما كانت عروس الثورات شاهدا على اقتدار البعثيين فأن ثورة البعث في السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 شاهد أيضا على اقتدارهم ممثلين بطليعتهم الشجاعة الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وهم القليلون عددا وعدة، الكثيرون بالايمان، الأقوياء بالشجاعة والاقدام.

إن ما يميز ثورة السابع عشر من تموز 1968 المجيدة إضافة الى اقتدار القائمين على نجاحها هو الإصرار على عدم الإنتكاس ومواجهة التأمر عليها والعزم على قيامها بالإنجازات التي تضع مبادئ وشعارات البعث موضع التطبيق على ارض الواقع ، وتزيد من قناعة الجماهير المتعطشة للحرية والعدالة وتحقيق السيادة الوطنية ، والمنعة القومية، وتأمين فرص العيش الرغيد للمواطن. والذي بتحققه يتم تمتين الصف الوطني والقدرة على مواجهة التأمر الذي ما فتأ محركوه على افتعال الحجج لتشويه الثورة وتعطيل مسيرتها الصاعدة. فكان العمل على تحقيق الإنجازات الكبيرة التي تؤمن حياة المواطن وتفجر طاقاته في العمل الوطني والاجتماعي والاقتصادي.

شرعت الثورة الى تنفيذ ما وعدت به فكانت الإنجازات الكبرى تترى والتي تجاوزت بها تلك الخطوط الحمراء التي وضعها الاستعمار الذي ما كان ليسمح لعنقاء العرب ان تخرج من تحت الرماد. لكن البعث جاء بثورة جبارة وبفضل قادتها اولئك الفتية الذين امنو بربهم وامتهم ومبادئ وفكر البعث العظيم فزادهم هدى فجعلوا عنقاء الأمة لا تخرج رأسها من تحت الرماد وحسب بل تحلق عالياً فتحقق كل ما وعد به الثوار، فوضعوا اهداف البعث على طريق التحقق العملي والذي عزز ثقة الشعب بالثورة وبمبادئ البعث حتى عادت الأمة العربية ترنوا اليها  من كل حدب وصوب.

وكان من بين اهم الاولويات لسلسلة الإنجازات بل ومن أهمها جميعاً هو تأمين الاستقلال الوطني وترسيخ مقوماته على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والامنية. فباشرت بتحصين الساحة الداخلية بالقضاء على ظاهرة التجسس وشبكاتها  التي كانت تسرح وتمرح وتهدد الساحة الوطنية. ثم تم بعد ذلك الانتقال الى تأمين الاستقلال السياسي وسد اهم نوافذ تهديده الا وهو التبعية الاقتصادية فكان التأميم الخالد الذي كان من بين اجرأ القرارات ذات الصلة  في العالم الثالث.

ولأن سيادة العراق ومنع اي تدخل او هيمنة اجنبية دولية كانت او اقليمية كانت الهدف الاستراتيجي للثورة ، لذا فقد كان ترصين الجبهة الداخلية للشعب العراق وتمتين اواصر وحدته القائمة بالفعل من اولوياتها. فعلى صعيد جانب السلم الوطني لم تغفل قيادة الثورة أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الداخلية بين جميع مكونات الشعب بمختلف قومياته واطيافه فجعلت منها فسيفساء عالية الجمال ومصدر قوة ورقيّ وتقدم حضاري . فكان قانون الحكم الذاتي للكرد والاعتراف بالحقوق القومية والثقافية لبقية الفئات.

 ولأن مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ التأسيس تؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية في ظل سيادة الدولة واستقلالها التام ، لذا ففي جانب العمل السياسي حرصت قيادة الثورة على مشاركة بقية الأحزاب الوطنية في إدارة الدولة فكانت ولادة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لتكون الإطار الوطني لممارسة الديموقراطية الحقّة.

ولقد آمن حزب البعث العربي الاشتراكي وما زال بان مصدر استقلال وتطور اي شعب ينبع من وعي افراده وتحضّرهم ، لذا فان رعاية الانسان في العراق وتقديم افضل المستويات المعاشية المدعومة بالخدمات الصحية والتعليمية الراقية وبما يليق به كمواطن يعيش في دولة نفطية كبيرة كان من اولويات ثورة 17 تموز.  فعلى صعيد تفعيل دور كل المواطنين في الحياة تم انجاز مشروع محو الأمية للقضاء على الجهل اينما كان. اضافة الى الارتقاء بالمستوى التعليمي للجيل الصاعد فكان انجاز الزامية التعليم ومجانيته والقضاء على البطالة فكان التوزيع المركزي للخريجين على مواقع العمل التي تتناسب مع مؤهلاتهم وتخصصاتهم المختلفة.

 هذا إضافة الى منجزات التنمية الإنفجارية والتي رفعت من مستوى المعيشة للفرد العراقي وكذلك مستوى الإنتاج على مختلف الأصعدة الصناعية والزراعية والتجارية إضافة الى العمل على رفع أعباء الحياة عن كاهل المواطن الذي اصبح يعيش في حالة متقدمة من الرفاهية .

إن كل تلك المنجزات والتطور الكبير الذي شهده العراق دولة وشعباً لم يرق للدوائر الاستعمارية العالمية لانه شكل مصدر قوة للامة العربية برمتها.  لذا فقد دفعت بوكيلتهم ايران الى شن اعتداءاتها المتكررة الداخلية والخارجية ومن ثم حربها على العراق،  مما اجبر الثورة على المواجهة  على كافة الأصعدة.

فعلى الصعيد الداخلي عملت على تدعيم الامن والسلم الداخليين. وعلى الصعيد الخارجي وبهدف إبعاد الأخطار المحدقة لا بالعراق وحسب وانما بالأمة العربية بأكملها ، كان الفعل الكبير في الحرب الايرانية العراقية والتي استطاع فيها العراق صد الاندفاع الايراني ومشروعه الفارسي التوسعي في الوطن العربي وان يبعد الشر المتأتي من جارة السوء وبذلك كان دفاعه ليس فقط عن العراق فحسب وانما عن الامة . فكان العراق وبفعل قيادته الحكيمة حائط الصد المتين والبوابة الشرقية للأمة العربية بكاملها.

ورغم انشغال العراق بالحرب مع ايران الا انه وبفضل قيادته المقتدرة استمر في تعزيز التنمية في المجالين المدني والعسكري من خلال مختلف الصناعات بما فيها التصنيع العسكري الذي رفد من خلاله العراق وبجهد كوادره وخبراته الوطنية متطلبات الحرب الضاغطة من المعدات والاعتدة وبذلك واجه وبجدارة شحة المصادر الخارجية.

اما على الصعيد القومي فان الثورة وانطلاقاً من مبادئ واهداف حزب البعث العربي الاشتراكي  قد امتد عملها وعطاؤها الى عموم الوطن العربي . فكان دعم  القضية الفلسطينية اولوية عربية مطلقة حيث لم تغب عن اعين وعقل الثورة التي قدمت لها كل اشكال الدعم وعلى كافة الاصعدة. كما سعت الثورة الى تبني قضايا التحرير العربية حتى شمل ذلك السعي الى جعل تحرير الجزر العربية المحتلة من قبل ايران من ضمن اهداف الثورة.

كما فتحت الثورة أبواب العراق امام جميع الخبرات والكفاءات والايدي العاملة العربية من منطلق وحدة الأمة ارضاً وشعباً. كما فتحت فرص التعلم المجاني اما جميع الاخوة العرب، هذا إضافة الى الدعم المادي والمعنوي للاقطار التي تحتاج الى الدعم في الإمكانات المادية او في الخبرات والكوادر. وما رقيّ وتقدم الكثير من الأقطار العربية من المحيط الى الخليج العربي وازدهارها العلمي الا وكان للعراق دور فيه.

ولسنا هنا بصدد إحصاء ما قدمته الثورة على الصعيد القومي وخاصة لفلسطين العزيزة فذلك كان واجبها القومي الذي املاه فكر ومبادئ واهداف البعث.

وبعد توقف الحرب التي جرع فيها العراق الخميني كأس السم بخروجه منتصراً وقوياً لم يهدأ الاعداء فاستمروا في تآمرهم على العراق ونظامه الوطني فدفعوا بتأمر جديد وسلسلة ازمات وعدوان أطلسي شامل ثم  حصار غير مسبوق على شعب العراق دام 13 سنة. الا ان القيادة ورغم قساوته كانت قد حافظت بمهارة متميزة، وبنزاهة كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي ومؤسسات الدولة العراقية، على كرامة المواطن الذي هُدِّدَ في امنه ومستقبله ولقمة عيشه فكان توفير مستلزمات المعيشة اليومية من انجح البرامج التي كانت مَدعاة لإعجاب العالم حيث تمت المحافظة على الأمن والأمان للعائلة العراقية، المتزامن مع السرعة الفائقة في إعادة الخدمات للمواطنين، وادامة عجلة الإنتاج الوطني في ظل ابشع حصار عرفه التاريخ.

وكلما تنجح قيادة الثورة في التقدم وتجاور الصعاب وتقترب من الخروج من الحصار الجائر، كان التآمر يشتد إصراراً وضراوة حتى تمكنوا من احتلال العراق وتدمير مقومات دولته في التاسع من نيسان 2003 .

واليوم مع كل ما شهدته الامة العربية منذ ذلك التأريخ،  وكأني بلسان حال الخيرين من شعبنا العربي والعراقي يردد قول الشاعر العربي عنترة بن شداد :

سيذكرني قومي اذا جد جدهم … وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فعندما يقارن المواطن بين ماهو حاصل منذ 2003 على الصعيدين العربي والعراقي وبين ما كان في زمن النظام الوطني في ظل ثورة 17 تموز المجيدة حتى في اقسى ظروف الحصار الجائر، يجد ان ما يعانيه العراق من فقدان للسيادة الوطنية الممزوج بما يواجهه شعبنا من مخططات شريرة تهدف الى تدمير ارادة الانسان العراقي وإشاعة التخلف المُمَنهَج وتفكيك اللحمة الوطنية، اضافة الى تعرضه الى  الظلم  وعلى كافة الأصعدة المعيشية والأمنية وفقدان الحريات العامة، كل ذلك يدعوه الى ادراك ما تم التفريط به من سيادة ومجد وأمن وكرامة وخدمات، ويشكل حافزاً للنضال من اجل استعادتها من خلال ثورة شبابه الواعي الشجاع.

والشيء نفسه ينطبق على الصعيد العربي حيث نشهد حالة التردي والتقهقر في جميع المجالات السياسية منها والأمنية والاجتماعية والمعيشية وما وصلت اليه انظمة تلك الأقطار من ضعف وهوان دعا بعضها الى التنازل عن الثوابت القومية وتوقيع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وضعف العون المقدَّم لثوار فلسطين دون الحد الادنى في اشد ملاحم المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.

ويضاف الى كل ذلك حالة الهوان التي شهدها الوطن العربي بعد اخراج العراق عن أداء دوره القيادي في توجيه دفة العمل القومي وتعرض الأمة الى سلسلة من موجات العدوان غير المسبوق عليها كما هو حاصل في ليبيا واليمن والسودان وسوريا ولبنان واقطار عربية أخرى . كما ان اجتياح النظام الفارسي الذي وصلت اذرع اخطبوطه الى ابعد نقطة في الوطن العربي، كل ذلك ما كان ليحصل بوجود العراق العربي القوي المنيع في ظل ثورة تموز القومية المجيدة.

واليوم حين نستعرض سمات ومنجزات الثورة فاننا نستلهم من نجاحاتها كل مقومات القوة والعزيمة والثقة بالنجاح لتثوير الامكانات وطاقات الشباب العربي لتفجير النضال على هدي وخطى مبادئ ثورة البعث في السابع عشر من تموز، لمواجهة هذا الواقع مستحضرين روح وعزيمة واقتدار ثوار تموز ولنعيد للوطن رونقه ونقائه وجماله وللشعب فرحه وامنه وحياته الكريمة التي يستحق.

المجد لثورة 17-30 تموز المجيدة في عيدها السادس والخمسين الاغر

وعاشت شعلة فخر متقدة في عقول وضمائر احرار العراق والعالم..

المجد لثوار تموز الميامين الذين صنعوا النصر يتقدمهم الاب القائد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين والرفاق صالح مهدي عماش وعزة ابراهيم وسعدون غيدان وحماد شهاب رحمهم الله جميعاً فاستحقوا ان نفخرَ بهم..

المجد والخلود لشهداء البعث وثورته المجيدة.

       

 

الثامن من آب مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي

الثامن من آب مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي

فاطمة حسين

 

الثامن من آب هو عيد نصر وكرامة، الذي يعد ملحمة قوية للجيش العراقي الباسل، أن معركة قادسية صدام من أهم المعارك الوطنية التي قام بها جيش وشعب العراق بحكمة ودقة جعلتهم يقهرون العدو الإيراني الصفوي، وجرعت دجالهم خميني إلى تجرع السم والقبول بوقف إطلاق النار، فأصبح الثامن من آب تاريخ المجد والانتصار، فهو انتصار يضاف إلى انتصارات العراق الأبي، وسوف يبقى هذا الانتصار مصدر قوة وذكرى انتصار لكل مواطن عربي شريف.

يحرص العراقيون على الاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على الجميع وسرد بطولات أبطال جيشنا لأبنائهم واحفادهم كل عام، حتى تظل ذكرى النصر عالقة في أذهان الأجيال الجديدة، فكل التقدير للأبطال الذين أعادوا لكل العرب عزتهم وكرامتهم. أن شعبنا سيظل مديناً لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا وضحوا في سبيل عزة العراق وكرامته.

 في يوم النصر العظيم تحية وفاء وتقدير لكل من شارك في قادسية صدام المجيدة، تحية لكل مقاتل استشهد من أجل الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن.

تحية لمن قدموا حياتهم فداء.

تحية لكل أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم في قادسية صدام.

طبتم أيها الأبطال.

فقادسية صدام أكدت أن الجيش العراقي هو الدرع الحامي والحصن الواقي للشعب العراقي من أي تهديد يهدد آمنه وشرفه وكرامته، الحرب التي سطر خلالها الجيش العراقي بصنوفه كافة تاريخاً مجيداً بدماء وشجاعة رجاله، وسجل في صفحات التاريخ أيام فخر وعزة لكل العرب، وأكد على عزم العراقيين وقدرتهم على الانتصار المؤزر والحفاظ على العراق عزيزاً أبياً محافظاً على أرضه وعرضه.

الثامن من آب ١٩٨٨م المعركة التي انتصر فيها العراق  دفاعاً عن الأمة العربية.

الثامن من آب ١٩٨٨م المعركة التي انتصر فيها العراق

 دفاعاً عن الأمة العربية.

الدكتور عامر الدليمي

الثامن من آب ١٩٨٨م يوم إنتصف فيه العرب من الفرس ،يوم أعيد فيه أمجاد العرب في معركة ذي قار والقادسية وحطين  ، ،يوم إنهزمت فيه العقارب والافاعي الايرانية، وتجرع فيه الخميني الدجال كأس السم ،في حرب دفاعية  مقدسة إستمرت ثماني سنوات ،بين قوى الشر والغدر والعدوان ، وقوى الحق من أبناء جيشنا العراقي الباسل الذي سطر ملاحم بطولية قل نظيرها ،تكللت بالنصر العظيم ،دفاعاً عن شعب العراق ومستقبله والأمة العربية ووجودها وكرامتها في الحياة ، فالنظام الفارسي معروف بأطماعه التاريخية التوسعية نحو العراق منذ القدم  وحَمله أحقاداً ثأرية  لهزائمه وإنكساراته ، ولأن العراق العروبي السد المنيع للأمة العربية والبوابة الشرقية لها ،  فبدأ العدوان  الفارسي على العراق تنفيذاً لأجندة عدوانية ،مع علم الخميني ونظامه جيداً ومسبقاً ،إن إستخدام القوة المسلحة ضد العراق عملاً غير مشروع  ويؤشر تحدياً للنظام الدولي لأنه من أكثر الموضوعات تهديداً للشعوب وللإنسانية في حياتها وأمنها ، لإحداث مشاكل وأزمات على المستوى الدولي ، مع أن القيادة العراقية كانت واعية  ومتحفزة لهذا العدوان  ،وتفادت تجاوزات  النظام الايران المخالفة للاتفاقيات الدولية لضمان حياة أفضل للشعب العراقي وللمضي في برنامجها التنموي النهضوي . إلا أن التآمر الأمريكي الصهيوني المتحالف مع النظام الفارسي هو الذي دفع النظام الفارسي للبدء بالحرب  والعدوان ، لتدمر العراق أرضاً وشعباً وحضارة ، على الرغم من المذكرات التي قدمها العراق والدلائل الى الجامعة العربية ومنظمة العمل الاسلامي وغيرهما ، بخطور ألاعمال  العدوانية العسكرية للنظام الفارسي وعن سبق إصرار وتخطيط للمساس بأمن العراق وتهديد سيادته ، وإستمرار إستهدافه المدنيين في القرى والنواحي والأقضية العراقية وخرق الاجواء بالطيران الحربي والقصف المدفعي بعيد المدى ، إلا إن أبناء الشعب العراقي وجيشه الباسل الغيور لم يبخل بالنفس  والتضحية والدفاع البطولي المقدام  فكانت له وثبات عزوم ومعارك  شهد لها التاريخ العسكري حتى أصبحت مثار إعجاب العسكرية العالمية ودروساً إعتمدتها الاكاديميات العسكرية للدول المتقدمة  في العالم .

إن إنتصار ٨ / آب / ١٩٨٨م ، على العدوان الفارسي ،ليس إنتصار للعراق وشعبه ،وإنما هو إنتصار للامة العربية ، وسيبقى  الانتصار نبراساً للحق ضد الباطل ، ولكل أحرار العالم والدول والشعوب التي تعمل من أجل الحرية والحفاظ على سيادتها وكرامتها ،

عاش جيشنا العراقي الباسل جيش قادسية صدام المجيدة  ،والمجد والخلود للقادة والآمرين والضباط والجنود الذين دافعوا عن شرف العراق  وكرامته ،والرحمة والغفران للشهداء الذين سالت دماؤهم  الطاهرة على أرض المعركة ، والخزي والعار لكل عملاء وذيول النظام الفارسي بأسمائهم وعناوينهم .

يوم النصر العظيم في ذكراه السادسة والثلاثين: يوم كان العراق يعلي صروح العروبة

يوم النصر العظيم في ذكراه السادسة والثلاثين:

يوم كان العراق يعلي صروح العروبة

ثابت ياسر الجميلي

 

من راقب الأحداث وتابع الإعلام في حقبة ما بعد غزو العراق واحتلاله يمكنه التقاط محورين مفصليين:

 الأول: محاولات مستميتة بدأت ولم تتوقف لتشويه والتقليل من شأن وتقزيم انتصار العراق على عدوان خميني، ومحاولات يائسة لإلقاء اللوم وإدانة العراق وتحميلة مسؤولية تلك الحرب المدمرة.

إن أي لبيب يمكنه أن يضع علامة فارقة هنا هي أن الغزو والاحتلال قد جاء لينصف إيران ويعوض لها هزيمتها.

الثاني: تسليط أحزاب إيران وميليشياتها على مقدرات العراق المحتل أمريكياً والذي هو في حقيقته احتلال إيراني للعراق.

لا يحتاج العقل البشري أياً كانت اتجاهات تفكيره إلى جهد ليستقر عند الإدراك اليقيني بأن أميركا قد احتلت العراق لتستكمل ما بدأه خميني وتحقق له ما عجز عنه.

فغزو العراق سنة ٢٠٠٣ كان في واحد من أهدافه إلغاء النصر العراقي وتبشيع صورة العراق والانتقام من جيشه وشعبه واغتيال قيادته لأنهم جرعوا إيران والخميني كؤوس الحنظل.

إن كل ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفهما الصهيوني الامبريالي ومن سقط في شراك هذا الحلف راغباً أو مجبراً خلال ٢٠ سنة من الاحتلال له مسار واحد هو الانتقام من شعب العراق وإذلاله وحرمانه من ثرواته ومن الخدمات التي تقدمها كل دول العالم لشعوبها وتدمير منجزاته المشهودة وتعيده إلى عصور التحجر والظلام.

وأميركا بعدوانها على العراق واحتلاله قد حققت لإيران أهدافها، وحققت للكيان الصهيوني أهدافه في الوقت نفسه.

إن من يجافي هذه الحقائق هم من خدمهم الغزو وقدم لهم خناجر الغدر بالعراق، ومكنهم من ذبحه ببطيء وبمنهجية مدروسة ومتدرجة، وهؤلاء سواء كانوا من حملة الجنسية العراقية أو من عرب اللسان كلهم متأمركون متصهينون وعبيد لإيران ولمشروعها التوسعي الاحتلالي لأرض العرب.

إن انتصار العراق في يوم النصر العظيم، يوم الأيام، هو إنجاز للتاريخ، عصي على التغييب، وسيعود يشرق في أيام العراق المشرقة حين يتحرر ويحكمه شعبه وينهزم المشروع الإيراني المتحالف مع المشروع الصهيوني الامبريالي، وتسقط إلى الأبد كل شعارات الدين والتدين والمذهبية والتمذهب التي تخفي وراءها حقيقة المشروع الفارسي المجرم ورديفه المتماهي مع المشروع الصهيوني.

يوم قطع العراقيون رقبة العدوان

يوم قطع العراقيون رقبة العدوان

 

الثامن من آب 1988 يوم يؤرخ لحدث عراقي وطني وعربي قومي قد لا يرى الزمان له مثيل، إنه يوم أنهى فيه العراقيون طموحات خميني باحتلال العراق واسقاط نظامه الوطني، وهي طموحات غذتها منهجيته الطائفية البغيضة وحساباته المريضة الواهمة وتحالفاته مع الصهيونية العالمية والامبريالية التي كان نظام العراق الوطني يقارعها ويربك ويعرقل خطط عدائها للعراق وللأمة العربية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.

يوم الأيام ٨-٨ -١٩٨٠ انتصف فيه العراقيون الغيارى لدماء شهدائهم التي سالت غزيرة في سنوات صد العدوان الفارسي الثمانية، وأعطوا للتضحيات الاقتصادية الجسيمة التي قدمها العراق للحفاظ على أمنه وسيادته وكرامة شعبه ثمنها الذي تستحقه ألا وهو ثمن الانتصار على عدوانية خميني وقبر خططه القذرة ضد وحدة شعب العراق وضد سيادته.

يوم الأيام اختصر في عنوانه ونتائجه العظيمة سلطة الحق في دحر الباطل عندما تحضر للحق قيادة حكيمة شجاعة مؤمنة وجيش باسل مستعد لتقديم التضحيات الجسيمة لينجز رسالته الوطنية والقومية وشعب محب مؤمن ملتف مع القيادة، مساند لها، مستعد ومؤهل ليغذي قدرات قيادته وجيشه الوطني بالرجال والإرادة الصلبة.

إن يوم الانتصار العراقي على العدوان الإيراني هو انتصار للأمة العربية، حيث أثبتت الأحداث اللاحقة وإلى يومنا هذا تداخل وتنافذ وامتزاج العدوان الإيراني بكل تفاصيله مع العدوان الامبريالي الأمريكي الصهيوني على العراق، فضلاً عن تداخله وتنافذه مع حراك الرجعية العربية المعادي لوحدة الأمة ولحريتها واستقلالها وتطورها، وهي الأهداف السامية النبيلة التي كان العراق يعلي شأنها، ويسير على طريق نقلها إلى واقع حي ملموس.

  تحية لشهداء العراق.

 تحية لجيش النصر العظيم.

تحية لشعب العراق الذي جرع خميني السم.

وَيْلٌ لِلْعَرَب مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَب

وَيْلٌ لِلْعَرَب مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَب

التأخير في الرد الإيراني المزعوم، مطلوب لإعلان وشيك

عن السلاح النووي الايراني وبتواطؤ امريكي – اسرائيلي- دولي

 

مقدمة:

في ظل التصعيد الإعلامي القائم والأجواء المحمومة يعتقد البعض أن الحرب بين إيران والكيان الصهيوني قد تندلع بين لحظة واخرى. لكن الحقائق على ارض الواقع تحتِّم علينا أن لا نقيس الأمور بناءً على صورتها الخارجية مهما كانت ” مشتعلة ” ظاهرياً. وفي الوقت الذي ينشغل فيه الإعلاميون العرب بالمهرجانات الخطابية للإنتخابات الامريكية، وبتفاصيل سلسلة الإغتيالات المستمرة لرموز المقاومة، ومن هي الجهة التي نفّذتها، وكيف تم التنفيذ .. وما الى ذلك، فان مجريات الامور الحاكمة للواقع تجري على صعيد آخر تماماً، هو اكبر بخطورتِه وأبعد في مداه. فالتأخير في الرد الايراني المزعوم هو عملية مدروسة ومطلوبة لصالح الإعلان الوشيك عن اكتمال السلاح النووي الايراني، وبتواطؤ اسرائيلي ودولي.

فمجريات الأحداث وتطوراتها في العقود الاخيرة من القرن الماضي والى حد الان، تشير الى وجود تكامُل بين كل ما فعله الكيان الصهيوني وإيران على أرض الواقع، حيث تدعَم الخطوات الآنيّة لأحدهما، استراتيجية الاخر البعيدة المدى، ويجري كل ذلك بتوافق ورعاية دوليَّين.

فالاندفاع الإيراني في الوطن العربي يخدم هدفين أساسيين هما;  تفتيت الاقطار العربية كأساس لتحقيق مشروع ما يسمى بالشرق الاوسط الكبير الذي هو في حقيقته اسرائيل الكبرى (من النيل الى الفرات ).

وثانياً تخفيف العداء العربي للكيان الصهيوني، فبدلا من أن يبقى العدو الوحيد للعرب، يكون هناك عدو آخر يهدِّدهم بنفس القوة، مما يسهِّل عملية التطبيع مع الاول. وهذا يعني وجود مخطَّط لوضع الوطن العربي بين فكّي عدوّين لدودَين له هما “إسرائيل” وإيران، بحيث يجري تقاسمه بينهما على هذا الأساس. ولو نظرنا الآن لوجدنا ان ثمار هذا الاتفاق قائمة فعليّاً على أرض الواقع.

 

سِريّة التكامُل أساس نجاحه 

إن شرط نجاح هذا المخطط الاستراتيجي يكمن في سريته التامة، اذ يجب ان لا ينكشف التكامل الاسرائيلي – الايراني-  الغربي،  لان مثل هذا الكشف سينزع غطاء “الشرعية” الزائف الذي تتغطى به ايران تحت شعارات مثل مقاتلة الإمبريالية، والدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي الأغطية المطلوبة لضمان تحقيق و استمرار هذا الدور.

المشروع القائِم هو تقاسُم الوطن العربي بين عدوَّين للعرب هما الكيان الصهيوني وإيران في هذا التقاسم تكون السيادة واليد العليا لمصلحة الكيان الصهيوني لأنه لا يريد كل اجزاء الوطن العربي اصلاً وانما ما يفيده منها، لذا فان التقاسم يجري على هذا الاساس. وربما يسأل سائل لماذا لا تاخذ “اسرائيل” كل شئ من دون وجود شريك لها؟، والجواب هو انها وبسبب الديانة اليهودية للدولة العبرية لا تستطيع التغلغل في الوطن العربي باسم الدين من اجل احداث التفتيت المطلوب على اسس دينية او مذهبية، لذا لابد لها من وسيط يمتلك الغطاء اللازم لمثل هذا التغلغل وبالتالي يصلح لهذا الدور، وهو إيران.  كما ان هذا التقاسم سيحقق هدفاً مزدوجاً “لاسرائيل”:

  • فهو من جهة يخدم كتهديد مباشر لمن تريد “اسرائيل” اجباره على التطبيع معها، وذلك برفع العصا الايرانية، وما يعقب ذلك من استباحة وتفتيت ومذابح مذهبية وطائفية وعرقية، واشاعة التخلف والفشل في كل مناحي الحياة، اضافة الى نهب الموارد واشاعة الفساد، في ظل الهيمنة الايرانية، وهو ما يحصل في كل الاقطار العربية التي ترزح تحت هذه الهيمنة.  وبالتالي ومن اجل تجنُّب كل ذلك تتوسع دائرة التطبيع في الاجزاء التي تريد “اسرائيل” التطبيع معها.
  • ومن جهة اخرى يجري تسليم الباقي الى عدوّ تاريخي حاقد للعظم على العرب والمسلمين ليتولى الانتقام منهم، فيغنِي “اسرائيل” عن القيام بنفسها بهذه المهمة.

واليوم وبعد ان قطع هذا المشروع الأشواط المرسومة بشكل شبه تام بما فيه تمكين ايران من الهيمنة على اجزاءٍ من الوطن العربي، وتحقيق التطبيع الاسرائيلي مع البعض الاخر، اصبح الوضع مُهيأ للإعلان الرسمي عن هذا التقاسم.  الا ان الاعلان عن التقاسم يحتاج الى مبرر يضفي “الشرعية” عليه ويُظهِر “اسرائيل” واميركا وكأنهما مجبرتان على تحقيق هذا التوازن، من اجل “حماية” السلم العالمي.  فأي هدف يكون أسمى من تحقيق ” التوازن النووي” و” إنقاذ الإنسانية”  من شرور الدمار الفتّاك لاضفاء الشرعية المطلوبة. فهل هذه الشرعية هي نتاج قوة حقيقية ام قوة مُصطنعة ؟.

 

  • هل هناك مشروع نووي ايراني خارج السيطرة حقاً ؟

ليس من الصعب الجزم بأنه لا يوجد مشروع نووي في العالم الثالث خارج قدرة اميركا على الوصول اليه وافشاله. ففي ظل التقدم التقني الهائل وبالذات الالكتروني منه، اصبح بالإمكان اختراق او قرصنة اي منظومة في العالم الثالث، وبالتالي السيطرة عليها وشلِّها عن العمل. هذا ناهيك عن شيوع وسائل الجهد الإستخباري، وتوفّر وسائل الهجوم العسكري التقليدية والمتاحة كلها لاميركا و”اسرائيل”.

وفي ايران بالذات، اثبتت المظاهرات العارمة التي شهدتها البلاد، اضافة الى حوادث الاغتيالات فيها وفي مقدمتها مقتل رئيس الدولة الذي تلاه اغتيال القيادي الفلسطيني اسماعيل هنية بفترة وجيزة، وغير ذلك من الحوادث ذات العلاقة داخل وخارج ايران، اثبتت كلها مدى هشاشة الوضع الأمني في ايران، مما يعني ان مشروعاً خطيراً مثل تطوير سلاح نووي، لا يمكن ان يكون بعيداً عن مرمى الهدف. لذا ففي ظل هذه الاستباحة من قبل الموساد والعملاء المحليين التابعين لأميركا و”اسرائيل” للأوساط الايرانية فان استهداف مثل هكذا مشروع هو في متناول امريكا.

إذن فإن المشروع الكبير برمّته يتم بتواطؤ مع الأطراف المتنفِّذة اسرائيلياً وامريكياً مع ايران، لتقاسم الوطن العربي بينها، وما القنبلة النووية الا غطاءً لإضفاء المسوِّغ لهذا التقاسم، وهو “شرعية الردع”.

 

ازدواجية المَعايير تفضَح التواطؤ

. سمع العالم قبل ايام ردة الفعل الاسرائيلية العنيفة ازاء مطالبة الزعيم التركي رجب طيب اردوغان بحق تركيا في امتلاك دفاعات قوية، مهددة اياه بأن مصير تركيا سيكون مثل مصير العراق !. وكانت تركيا قد كشفت قبلها وعلى لسان وزير الطاقة فيها عن تعرض البلاد الى اجراءات خارجية مباشرة وسرية لعرقلة بناء محطة “أكويو” للطاقة النووية فيها التي تبنيها مؤسسة “روساتوم” الحكومية الروسية.

كما ويعرف الجميع الطريقة العسكرية السريعة والمباشرة التي جرى بها استهداف وهدم مفاعل تموز في العراق بداية الثمانينات، وبإسناد امريكي وغربي تام، ضاربين عرض الحائط بكل قواعد القانون الدولي دون ان يرف لهم جفن.

وهنا يسطع السؤال واضحاً جلياً، لماذا تُعتمَد ردود الأفعال العنيفة هذه مع البعض، والعرب منهم بالذات، في حين تُعتمد سياقات المُماطَلة والتساهل والتواني والتبرير في التعامل ازاء نفس القضية عندما يتعلق الامر بايران عدوة العرب؟! ما لم يكن امتلاكها للسلاح النووي هو في حقيقتِه هدفاً اسرائيلياً – امريكياً مشتركاً لتحقيق استراتيجية أبعد.

 

  • القنبلة لن تكون إسلامية ولا مَذهَبيّة بل فارسية

قد ينطلي الموضوع على البعض من المسلمين والعرب فيسوِّغ لنفسه قبول امتلاك ايران للسلاح النووي الذي يجري التمهيد لاعلانه، على اساس انه سيكون سلاحاً بيد المسلمين. ولكن هذا التفكير ساذج وقصير النظر، فاستخدام هذه القوة الفتّاكة لن يكون لا لصالح المسلمين، ولا لصالح المذهب الذي تُدين به ايران، بل للمشروع الاستعماري، الفارسي الجوهر- الديني المظهر، والذي يجري تنفيذه تحت غطاء ولاية الفقيه.

كما ان هذا السلاح النووي لن يكون لصالح القضية الفلسطينية، وانما ستُستَخدَم فيه القضية الفلسطينية ( كما هو جاري من سنين )، لإضفاء شيء من الشرعية على المشروع التوسعي الفارسي وللتغطية على تكامله مع المشروع الصهيوني.

لذا فلا يتوهمّنّ احد من العرب، مهما كان دينهم او طائفتهم، بان السلاح النووي الايراني هو قوة لكلهم او لبعضهم، فالحقد الفارسي على العرب متجذِّر وعميق بغض النظر عن الدين او المذهب الذي يدين به العربي، فهم بنظرها واحد من اثنين، اما اعداء واضحين، او منفِّذين مرحليين للبرامج التي تخدم الاستراتيجية والمصالح الايرانية، سرعان ما سيتم التخلص منهم عند اول تقاطع للمصالح يحدث معهم.

وما استمرار المجازر البشعة الغير مسبوقة وقتل عشرات الالوف من ابناء شعبنا العربي في غزة دون ان تقوم ايران بفعل ذو قيمة حقيقية ومؤثرة على مسرح العمليات، بل مسرحيات بعيدة كل البعد عن الحسم الحقيقي مستعينة بشتى الذرائع التي تتذرع بها، تارة بحجة الانتخابات الامريكية وتارة بالتقيّد بقواعد الاشتباك، الا اكبر دليل على ذلك.

 

  • قواعد الإشتباك والضحك على الذقون

قواعد الاشتباك هو مصطلح يُتداول في المجال العسكري، يقصد به القواعد التي يلتزم بها الجيش في استعمال القوة أثناء النزاعات المسلحة سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي. فما هو مفهومه وما هي ضوابطه ومن يحددها ومتى ظهر على الساحة الدولية؟.

تشير “قواعد الإشتباك” إلى الأوامر الصادرة عن سلطة عسكرية متخصصة في بلد ما، تحدد متى وأين وكيف ومن يمكنه استخدام القوة العسكرية، أي إنها توفر تفويضاً ” محدداً ” للقوات العسكرية للجوء إلى القوة. ويعرِّف حلف شمال الأطلسي /الناتو “قواعد الاشتباك” بأنها إيعازات تصدر من جهة عسكرية مأذونة ترسم الظروف والحدود التي يسمح فيها للقوات المسلحة بالشروع في الاشتباك أو مواصلته.

وتاريخياً بدأ الحديث عن قواعد الاشتباك في منتصف خمسينيات القرن الماضي خلال الحرب الباردة. اما في وطننا العربي فقد ظهرت قواعد الاشتباك بعد تفاهم أبريل (نيسان) عام 1996، الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وسوريا بشأن لبنان في حينها، وفق معادلة: ” في حال قتل مدنيين فسنرد بقتل مدنيين.”

وفي الحقيقة لا يوجد اتفاق تاريخي موقَّع بين طرفين في شأنها لكن التقيد بها يكاد يكون إلزامياً. كما انه لا توجد قواعد متوافق عليها دولياً، بل إن كل جيش في كل بلد يحدد قواعد الاشتباك الخاصة به لكل معركة أو عملية عسكرية قد يقوم بها.

والمعروف ان هدفها الاساسي عموماً هو ” تقييد جغرافية العمليات العسكرية ومنع توسعها، فتقلّ بذلك الأضرار ولا يتسع الدمار”.

ويقر الخبراء العسكريون  بان “قواعد الاشتباك ليست بمثابة اتفاق موقع، بل هي كناية عن واقع وتفاهم غير مباشر وأيضاً غير رسمي، لذلك تعتبر مساومة بين طرفين، وبموجبها يحرص كل طرف على احترام حدود النزاع وعدم تجاوزه، حتى لا تتسع دائرة التصادم المسلح “.

أي بعبارة اخرى تكون قواعد اشتباك “بالتراضي”. فكيف يتم الجمع بين هذا التراضي من جهة،  والادعاء بنصرة القضية الفلسطينية وغزة بالذات من جهة اخرى؟!.

والحقيقة هي أن معادلة قواعد الاشتباك التي يجري الترويج لها اعلامياً بكثافة لافتة للنظر، هي ادعاء ايراني  لتبيّن بأنها تساند غزة حيث تعلن دائماً ان تطور الاحداث في الساحات العربية مرتبط بتطور الاحداث في غزة. في حين يؤكد العديد من الخبراء العسكريين و الاستراتيجيين أن ما يجري في الجنوب اللبناني ما زال ضمن تفاهمات قواعد الاشتباك المعمول بها والمذكورة اعلاه ( اي تقييد العمليات ومنع توسعها وتقليل الأضرار والدمار).

فهناك ناظم لعمليات تبادل إطلاق النار في الجنوب يفرض مستوى معيناً من وتيرة القتال، كما يفرض عمقاً معيناً في الأهداف، وهذا يعني عمليّاً انه ليس هناك ارتباط بتطور الاحداث في غزة. اي ان كل الادعاءات بدعم شعب غزة البطل والمقاومة فيها، ليس لها من معنى عندما لا يرتبط تطبيقها بحجم وبشاعة الجرائم التي ينفذها العدو الصهيوني في غزة . فرغم  تاكيدات ايران العديدة على ان ما يقرر توسيع دائرة المعارك في جنوب لبنان يرتبط بالتطورات في فلسطين!، الا ان غزة تُذبح كل يوم تحت قصف اسرائيلي وحشي هائل فاق فيه عدد الشهداء من المدنيين الابرياء 40 الف، يوازيه الضغط لتهجير ملايين اخرين منها ومن الضفة، ولكن بالمقابل يجري اشتباك ممنهج ومدروس ببرود تحت غطاء ما يسمى ” بقواعد الاشتباك” ؟!.

فهل بقي للشعارات مثل وحدة الساحات، وارتباط الصراع بالتطورات في غزة، ونصرة القضية الفلسطينية من معنى ؟!. ان التناقض واضح وجليّ: فإما وحدة الساحات و ارتباط الصراع بتطوره في غزة، وإما اعتماد قواعد الاشتباك.

فما هي علاقة ” قواعد الاشتباك ” بالتهدئة وكسب الوقت لصالح ايران وبدعم امريكي واسرائيلي ؟

في الوقت الذي تعرضت فيه القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لأكثر من 165 هجوماً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من قبل فصائل موالية لإيران بعد عملية “طوفان الأقصى”، نجد ان إيران اتفقت مع الولايات المتحدة الامريكية على قواعد اشتباك فيما بينهما !! والهدف الجوهري من ذلك هو تحييد الساحة الإيرانية من الغارات الأميركية. وبالمقابل لم يشهد الداخل الأميركي أية تهديدات إيرانية رداً على الضربات الامريكية !!.

وفي الوقت الذي طالب فيه مشرِّعون بمجلس النواب الأميركي بضرورة استهداف طهران بصورة مباشرة، وصف الخبراء هذه الخطوة  “بالاستعراضية”.

فإذا كانت هناك إرادة تصعيد امريكية او إسرائيلية أو ايرانية حقيقية، فينبغي ان تظهر في الميدان. إلا ان ما يجري لا يدل على وجود اية نية لتصعيد الموقف. فالمتحكم في هذا الاشتباك الإيراني – الأميركي المزعوم يسعى إلى الحفاظ على وتيرة معينة، مُتَفَقٌ فيها مسبقاً، على عمق الأهداف ونوعيتها والأسلحة المستخدمة.  لذا يرى العديد من الخبراء إن إعطاء هذه العمليات العسكرية صفة قواعد الاشتباك هو تغطية لأمر اكبر وابعد، وهو الحفاظ على وتيرة هادئة لما يحدث بين إيران وأميركا، وستستمر هذه الوتيرة حتى إشعار آخر،  والإشعار الآخر ليس كما يروجون بربطها بتطورات الأمور في غزة،  وانما بإعلان امتلاك ايران للسلاح النووي.

 

  • الإغتيالات جزء من السيناريو المتَّفَق عليه

في الوقت الذي تتكامل فيه عدة خطط  لتحقيق وتبرير التهدئة وعدم التصعيد، تارة باستخدام حجة الانتخابات الامريكية، وتارة بحجة قواعد الاشتباك،  وكلها تفضي الى عدم نصرة شعبنا في غزة بشكل حقيقي وبما ينسجم مع الشعارات الايرانية المرفوعة ، شهدت الساحة سلسلة كبيرة من عمليات الاغتيال التي تساهم هي الاخرى في تحقيق هذا التكامل . فهذه الاغتيالات تحقق اهداف عدة منها :

  1. اشغال الناس للتعمية على المشروع الحقيقي الجاري، وهو استكمال السلاح النووي بمباركة اسرائيلية امريكية.
  2. الهاء الناس بتفاصيل من قام بالاغتيال وكيف تم؟ وما الى ذلك، حيث ينغمس البعض بهذه التفاصيل تاركين القضية الرئيسية في الصراع، غير مدركين بانهم بانشغالهم هذا، انما يساهمون بالتغطية على المشروع الاصلي وهو استكمال السلاح النووي الايراني.
  3. كسب الوقت اللازم لاستكمال المشروع والاعلان عنه.

إن استمرار التباطؤ وعدم التصعيد وحتى اشعارٍ اخر، مهما كانت الذرائع المقدَّمة له، هو امر مطلوب ايرانياً – واسرائيلياً – وامريكياً، لانه يخدم المشروع الاكبر والاساسي.  فالإشعار الآخر المنتَظَر قادم، ولكن ليس كما يروجون بكونه معني بالتطورات في غزة،  وانما بإعلان امتلاك ايران للسلاح النووي.

 

وهنا لا نقول الا قول رسولنا الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم..

 ” وَيْلٌ لِلْعَرَب مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَب “.