شبكة ذي قار
بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الثانية والعشرون للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق

 

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

   في الذكرى الثانية والعشرون للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق

 

الاحتلال يوم أسود في تاريخ العراق والأمة العربية

لم يكن العدوان الأمريكي الأطلسي الصهيوني الصفوي، الذي كان العراق يتعرض له منذ عقود طويلة، ظاهرة استثنائية من سلوك الدول الكبرى، ذلك أن العراق اختار طريق الاستقلال التام عن سياسة المحاور الدولية، وجسد بكل صدق وأمانة المعنى الحرفي لسياسة عدم الانحياز قولا وفعلا، كما أنه حافظ على خيار السيادة الوطنية  التامة في مواقفه على قراره السياسي الوطني، مع الحرص الشديد على تنفيذ خطة تنموية شاملة، في ميادين استيعاب التكنولوجيا وتوطينها، واستخدمها في استثمار ثرواته الوطنية على أسس جديدة، تقطع صلته بالخيار المفروض عليه سابقا في تسليم ثرواته الوطنية للشركات المتعددة الجنسية والعابرة للقارات، التي مارست أبشع صور السطو على ثروات الأمم، فكانت الوجه الظاهر للهيمنة الاستعمارية بالشكل الجديد للاستعمار الذي سوّق لكذبته بأنه تخلى عن أسلوبه القديم بالاحتلال المباشر، وتحول نحو إخضاع الأمم والشعوب للهيمنة الكاملة بالسيطرة على الدول المستقلة حديثا عن طريق الشركات والاستثمارات الاقتصادية.

وإذا ما ألقينا نظرة فاحصة على مجريات الأحداث على طول الساحة العربية وعرضها، فلن نتأخر كثيرا في استنتاج أن سياسة العراق وقراره الوطني الكامل، لم تلق القبول لدى الدول الكبرى، وخاصة تلك التي تمتلك “كارتلات وترسانات” تبدو في شكلها الخارجي اقتصادية صرفة، لكنها تعد أهم الخيارات للاستعمار الجديد على مستوى العالم.

إن ما تعيشه الأمة العربية اليوم من تراجع استراتيجي، وانكفاء على النفس في أكثر من ساحة، وتشبثاتها لوقف التداعي والتراجع في قدرتها على الدفاع عن قرارها السياسي المستقل، هو انعكاس لمواقف مرت هنا وهناك، من دون أن تلتفت لها الجماهير العربية العريضة، فتراكمت ككمٍ هائل من التنازلات التي أدت بالنتيجة إلى هذا التداعي في الخطوط الدفاعية العربية تباعاً.

إن واقع الأمة اليوم هو ليس الحالة التي خططت لها الحركات الوطنية والقومية منذ عقود طويلة، يعود بعضها لبدايات القرن العشرين، وسار على هديها الكثير من أبناء الأمة، بوعي حينا وأحيانا بعاطفة وطنية أو قومية، وخاض المفكرون العرب الأوائل من أجل تحقيقها الأهوال التي صادفتهم، لذلك اختط البعث العربي الاشتراكي لنفسه مسيرة متميزة في كل شيء، فلم يتراجع عن جوهر أهدافه قيد أنملة وخاصة في العراق الذي قاد الحكم فيه أكثر من ثلاثة عقود، لأن البعث كان يراهن على وعي الشعب العراقي وقدرته على النهوض من أية كبوة يتعرض لها بقوة أكبر، كلما اشتدت عليه التحديات الخارجية، فكان أصلب عودا عندما يشعر أنه يخوض لوحده غمارها رغم التضحيات الجسام التي قدمها على المستويين الوطني في العراق، أو القومي على مستوى قضايا الأمة كلها.

 ولكن آخر ما كنا نتوقعه سواء على مستوى تنظيمات البعث، أو على مستوى القيادة العراقية، أن تخذلنا بعض النظم العربية، التي كان للعراق معها أيادٍ بيضاء، في الشدائد والملمات التي مرت بها، وذلك عندما اصطفت مع أعداء الأمة، بعد أن انقطع اضطراراً، سيل الدعم العراقي لها، نتيجة الظروف الحرجة التي مر بها العراق، إما نتيجة انشغاله في الدفاع عن نفسه وعن الأمة العربية بوجه العدوان الفارسي التوسعي، أو المخططات الدولية بفرض أشكال من الضغط الاقتصادي من أجل فرض خيارات لا تلبي مصالح العراق بل تستجيب لمخططات الدول الكبرى، لهذا ما أن توقف الدعم العراقي عن بعض النظم، سرعان ما وجدت نفسها بحل من أي التزام أخلاقي أو عقائدي أو قومي، فراحت تبحث عن مصالح قُطرية ضيقة في تقديم خدماتها الرخيصة للقوى الدولية الكبرى، بما في ذلك وضع إمكاناتها جميعا، سواء بالمشاركة في معركة التعبئة السياسية والإعلامية ضد قطرنا العراقي، ثم الانتقال إلى تحضيرات العدوان المسلح، والسماح لقوات العدو بالتحشد في محيط العراق، أو  بالمرور عبر الأجواء العربية، أو الممرات الملاحية العربية، بل ذهب بعضها لتقديم القواعد الجوية أو المداخل البرية التي تقدمت منها جيوش الغزو الهمجي للعراق التي بدأت عملياتها ليلة التاسع عشر من آذار.

إننا لم نُصَب بالإحباط عندما كنا نرى ونلمس أن بعض جيران العراق من غير الدول العربية، قد تواطأ مع المعتدين، وذلك لوحدة تاريخ الحقد والضغينة، على دور العراق في صد الحملات الشعوبية والتصدي للرياح الصفراء الآتية من الشرق، لأن تلك الأطراف لا تحترم ما تعطيه من تعهدات على المستويين الثنائي أو الجماعي، فهي دول مارقة على طول تاريخها، وكأنها نذرت نفسها لإحباط أي مسعى يهدف إلى تحرير الأرض والإنسان في هذه البقعة من الأرض.

لقد كان العراق خط الصد الأول والحارس الأمين على تخوم الأمة العربية وبوابتها الشرقية، وعن أهدافها الكبيرة التي كانت ملهمة للجماهير العربية على مدى عقود طويلة، من النضال الواثق من قدرتها على الوصول إلى أهدافها، بفضل سلامة الرؤية القومية الجامعة لها، ولما وقع عدوان 1991 على العراق، كانت النظم العربية التي تخلت عن مواقفها المبدئية وعن التزاماتها بموجب معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية، فجسدت بذلك أسوأ ما يمكن أن تسجله في تاريخها، فلأول مرة تتقدم جيوش من مصر وسوريا والسعودية والمغرب، مع جيوش أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لغزو العراق، مع تنسيق عال مع إيران، التي حشدت جيشها وحرسها الثوري، وزجت بما يسمى بفرقة بدر التي تضم خونة الوطن مع عناصر من التبعية الإيرانية، فكادت تلك القوى مجتمعة أن تحقق أهدافها في احتلال العراق، لولا التحام العراقيين الشرفاء والتفافهم حول قيادتهم الوطنية الشجاعة فتمكنوا من اسقاط المؤامرة الدولية.

وبذلك انتهت الصفحة الأولى من العدوان، ولكن حزمة من القرارات الأمريكية التي تم إصدارها باسم مجلس الأمن الدولي، وفرضها قسرا على العراق، فكانت تلك القرارات هي التمهيد الأولي للمرحلة الثانية من العدوان، وذلك بفرض حصار اقتصادي شامل على العراق، لم يعرف العالم له مثيلا من قبل، فأجهز ذلك الحصار على كل عناصر الحياة، فأرادوا به تعطيل كل أسباب الحياة فمنعوا حتى أقلام الرصاص عن تلامذته، وبعد أن أيقنت الولايات المتحدة أن الفرصة باتت مواتية لشن المرحلة الثانية من العدوان، بدأوه في النصف الثاني من آذار 2003، فكانت الحرب غير متكافئة بكل المقاييس، ولكن قوات الغزو تكبدت خلال زحفها البطيء إلى بغداد خسائر ما كانت لتتوقعها أبدا، لا سيما معركة مطار بغداد تلك الأسطورة الخالدة في سجل الجيش العراقي وفدائيو صدام والتي ستبقى منارا مضيئا لبطولة العراقيين في سوح الوغى، ولكن كان طبيعيا أن تستكمل قوات العدو صفحات الغزو واحدة تلو الأخرى، حتى وصلت قوات الغزو إلى بغداد في التاسع من نيسان، فقامت بمسرحيتها الهزيلة التي حرصت على نقلها عبر الفضائيات التي أعدتها لهذا اليوم الأسود.

ولم تكن تلك هي النهاية، فقد أعد القائد الخالد الشهيد صدام حسين خطة ما بعد الحرب، فانطلقت أسرع مقاومة عرفها تاريخ الدول التي احتلها الأعداء، فاصطف العراقيون الأبطال لخوض معارك شرسة ضد قوات الغزو، ولكنهم كتبوا هم وأشقاؤهم المتطوعين العرب، أروع صفحات الشجاعة والبطولة.

تحية لشهداء العراق والأمة العربية

والخزي والخذلان للمعتدين الذين تطاولوا على مهد الحضارات الإنسانية

والخزي والعار لأيتام بول بريمر من حكام بغداد الذين اختزلوا العراقيين جميعا وأقاموا سلطة هدفها تأمين مصالح دولة الشر والإرهاب إيران.

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

                         بغداد الرشيد 9  نيسان 2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى 78 لتأسيس البعث

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

في الذكرى 78 لتأسيس البعث

 

في مثل هذا اليوم قبل ثمان وسبعون عاماً، ولد البعث عملاقا، ليملأ دنيا العرب بأجواء التطلع إلى غد أفضل، يشعر فيه المواطن العربي، بأن حقبة تاريخية جديدة قد أشرقت شمسها، بعد قرون طويلة من الضياع والتقلب بين ظلم واستبداد، وتجهيل وتجويع ، طعن المواطن في صدره لمجرد أنه طالب بالقليل من حقوقه الإنسانية المشروعة، حتى وصل النصل إلى العظم العربي، فقد كان المواطن العربي يتعرض لأسوأ أشكال الظلم والاضطهاد المركبيين، ولكنه كان ممنوعا عليه أن يتأوه من تلك المظالم.

في خضم تلك التراكمات التي فرضتها صفحات الاحتلال من مختلف القوى الاستعمارية، أظهر المواطن العربي مقاومة لا نظير لها على مر التاريخ، تلخصت أولا وقبل كل شيء، بتمسكه بهويته القومية، وتطلعه نحو غد جديد يعيد فيه وضع الأمة إلى حالتها الطبيعية، كأمة واحدة لا تفصل بينها حدود أو سدود، فجاء ميلاد حزب الأمة العربية، حزب البعث العربي الاشتراكي، حيث صدح صوت المؤتمر التأسيسي للبعث من دمشق العروبة، فكان صوته مدوياً متميزاً وسط صمتٍ وضياعٍ عربي بين خيارات فرضتها القوى الاستعمارية المسيطرة على الأرض والمهيمنة على الثروة والقرار السياسي، سمعته كل ارجاء الوطن المترامي، بأن حزبا جديدا في خصائصه، وجديدا في أفكاره، وجديدا في طراز الفتية الذين تداعوا لحضور المؤتمر التأسيسي للحزب، فلأول مرة يتشكل حزب خارج الصالونات السياسية والأبراج العاجية، التي كانت تشكلها النخب السياسية التقليدية.

إن حزبكم أيها المناضلون البعثيون حيثما كنتم على امتداد الأرض العربية، أو الأراضي التي ما تزال تحت نير الاحتلال الأجنبي، وحيثما كنتم لتجسدوا بسلوككم وفكركم القومي قيم البعث وتراثه، الذي لم يتشكل بمرسوم جمهوري أو بقرار حكومي من أعلى الهرم السياسي، فكان البعث في ولادته حالة استثنائية، كما بقي حالة استثنائية في المعارك التي خاضها ضد قوى الاستعمار، ومن أبرز السمات التي حملها البعث من أول لحظات انعقاد مؤتمره التأسيسي، أنه وإن كان نتاج تفكير بصوت عالٍ استمر لسنوات عديدة، ومحاضرات عقدها المؤسسون الأوائل للحزب، انطلقت من مقاعد الدراسة في الجامعة السورية وضم مؤتمر الحزب في مقهى الرشيد في دمشق طلبة من العراق والأردن ولبنان وفلسطين ومن بلاد المغرب العربي والجزيرة العربية، إما إنهم يتلقون دروسهم في الجامعات والمعاهد السورية أو جاءوا من بيروت وغيرها من مدن العرب التي كانت تبحث عن هوية واحدة، وكانت تجمعهم وحدة فكرية تنصهر بها النزعة القطرية من دون إطار تنظيمي، لتصنع المواطن العربي الذي سيسمو على حدود سايكس بيكو وكل الحدود الوهمية التي رسمتها أيادي المحتلين القدامى والجدد، لتدعو إلى يقظة عربية فكرية سياسية واجتماعية تنفض عن نفسها غبار عشرات القرون من الضياع وخضوع الأمة لإرادة قوى فرضت نفسها بمنطق القوة، مستغلة وجود انقسامات داخل السلطة الحاكمة التي توزعتها، إرادات من جهات كانت تحمل موروثا تاريخيا من الحقد على الأمة العربية التي اسقط إمبراطورياتها القائمة فعلا مثل دولة الأكاسرة الساسانيين، أو تلك الجهات التي تمتلك حلما بالهيمنة على دولة الإسلام، تحت لافتات شعوبية مقيتة، تتطير من كل شيء عربي.

كانت ولادة البعث حدثا فارقا في التاريخ العربي المعاصر، لفت انتباه المفكرين في المنطقة والعالم، بأنه حركة لا تشبه كل ما سبقها من حركات وأحزاب، تشكلها حكومات، أو شخصيات أثناء وجودها في السلطة، ولكنها تموت بمجرد غياب أدوات السلطة عن قادتها وتصبح أثرا بعد عين.

ولهذا أيها المناضلون، تعرض حزبكم العظيم، للتآمر متعدد المحاور، منذ انطلاقته في دروب النضال القومي المترابط مع العمل الاجتماعي لإحداث نقلة في مستوى المواطن العربي حياتياً وماليا، بعد تحرير الثروات التي يزخر بها الوطن العربي، من هيمنة الاحتكارات العالمية، أو سيطرة بعض الجهات المحلية التي حصلت على امتياز أرتباطها بمشروع الاحتلال الغربي الذي تعرض له الوطن العربي، أو ثمنا لصمتها وتعاملها بلا مبالاة وهي ترى وطنها يٌنحر وتنهب ثرواته بلا رحمة.

ووجد البعض ضالتهم في إحياء النزعة القطرية وتأجيج نارها كرد اعتقدوه مناسبا على الفكر القومي، كما تعرض حزبكم أيها المناضلون ممثلا بتنظيمه القومي، للتآمر الذي تحطم أمام الوعي القومي الصاعد، فإن تنظيم الحزب تعرض للرصيد الأكبر من التآمر، لأن هذا التنظيم الثوري في أساليبه، كان واعيا لمسؤوليته الكبرى في تعجيل مسيرة النهوض القومي، فقد تعرض لأنماط مختلفة من محاولات وأده قبل أن يشتد ساعده، فمن محاولات شق التنظيم، التي أكدت رغم تكرارها ووجود بعض القيادات الحزبية فيها، فإنها تحطمت عند أول اصطدام لها بصخرة البناء العقائدي الرصين الذي تحلى به مناضلو البعث، فخرج الحزب شامخا صلبا، من كل محاولات شقه، من يمين متحجر، أو يسار طفولي أمسك بالفكر الماركسي من ذيله فأراد أن يُخضع المجتمع العربي لقوالبه الجامدة التي تأكد فشلها في المجتمعات التي نشأ فيها، أي أوربا التي عانت من ويلات علاقات تميزت بالظلم الاجتماعي الصارخ.

 بعد أن عجزت كل أساليب التآمر الداخلي، بدأ القمع البوليسي في حملة مطاردة لمناضلي البعث بلا هوادة، لكنه فشل بدرجة أكبر، بل على العكس تماما أخرّج القمع جيلاً جديداً أصلب مما عرفه الحزب من مناضلين، منذ انطلاقته في مثل هذا اليوم قبل 78 عاماً.

وفي آخر صفحات استهداف البعث، أخذ الغزو الخارجي للعراق بعداً آخر بعد أن أوشك العراق على الخروج من شرنقة التخلف التاريخي التي عاشتها الأمة العربية، ووضع قدمه اليسرى على خط الشروع لقيادة النضال القومي، من أجل تحرير الإنسان من القيود التي كبلته وكتمت على صوته لمنعه من العمل للحاق بمسيرة الدول التي قطعت أشواطا بعيدة على طريق البناء الاقتصادي لا سيما توطين التكنولوجيا في خدمة الانسان، ومن أجل التحرر الناجز من كل أشكال الهيمنة الخارجية، فكان الغزو الأمريكي الذي قاد تحالفا شكليا لدول تراجعت عن مكانتها القديمة فصارت تبحث عن فتات وفضلات ما يمكن أن تلقيه الولايات المتحدة إليها من عطايا مغمسة بذل الخضوع، شنت عدوانها على العراق بعيدا عن شرعية القانون الدولي وخروجا عن كل المواثيق التي تم اعتمادها في الغرب الذي كان يطرح نفسه كمدافع عن قيم الحرية والعدالة والسلام في العالم.

ومع حالة استهداف للبعث التي شملت الساحة العراقية في ملاحقات شارك فيها الجيش الأمريكي والمليشيات الإيرانية، التي كانت تتحين الفرصة للانقضاض على ما ظنه فريسة سهلة، لا سيما بعد أن أصدر بول بريمر قانون اجتثاث البعث، ظل حزبكم في القطر العراقي محافظا على وجود تنظيمي متحفز لمواجهة التحديات الجديدة، فأكد أنه تنظيم متين ثابت الجذور استمد قوته، من منطلقه الأول في السابع من نيسان عام 1947.

تحية للرعيل الأول من قادة الحزب الذي حملوا على أكتافهم هموم الأمة.

تحية لشهداء البعث في كل مكان وعلى رأسهم الرفيق القائد الخالد صدام حسين.

تحية لكل العقول النيرة التي اختطت للحزب منهاجا تنظيميا وفكريا يعبر عن تطلعاتها وإرادتها الحرة في بناء المجتمع العربي الاشتراكي الموحد بطريقة تنسجم و روح العصر والتطور الانساني.

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

                         بغداد الرشيد 7  نيسان 2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في يوم الأيام 8-8-1988

 

قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ

                              (الآية 14 سورة التوبة)

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

يا ابناء امتنا العربية المجيدة

يا ابناء قواتنا المسلحة الشجعان

      

تهل علينا في هذه الأيام المباركة من شهر محرم الحرام، شهر استشهاد سيدنا أبا عبد الله شهيد المبادئ والعزة والكرامة، ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي غيور أنها ذكرى يوم الأيام، يوم انتصاركم على الفرس المجوس حيث سطرتم اول ملحمة أسطورية ستظل خالدة في التاريخ وتشكل موقف فخر وعز في تاريخ الأمة العربية المجيدة، إذ لقنتم العدو الصفوي أول هزيمة في تاريخه الحديث بعد أن تجرع زعيمهم الدجال الأكبر مرارة السم الزعاف.. أنه اليوم الذي توج به التلاحم الرائع بين شعبنا وجيشنا وقيادتنا الشجاعة الحكيمة يحدو بهم شهيد الأضحى القائد المقدام صدام حسين رحمه الله تعالى.

       لقد كان هذا اليوم المبارك 8-8-1988 تتويجا للوقفة الرجولية الشجاعة لشعبنا العظيم وجيشه الباسل بكل فسيفساءه الجميل رجالا ونساء شيبا وشبابا للدفاع عن أرضه، أرض الانبياء الطاهرة ومنطلق رسالة الإسلام الحقه، لقد حقق صناديد قواتنا المسلحة هذا النصر العظيم بعد حرب ضروس ومطاولة لم يشهد التاريخ لها نظيرا.. وكل ذلك تأتى من خلال  استلهامهم لدورهم التاريخي المشرق وإيمانهم المطلق بدينهم الحق وتراثهم المجيد فراحوا يتبارون متدافعين بالمناكب دفاعا عن الأرض والعرض، فكانوا بحق حراسا للبوابة الشرقية لأمتهم العربية ضد الريح الصفراء التي حاول دعاة الفكر المجوسي المتخلف تصديرها الى العراق في محاولة لاستعادة إمبراطورتيهم البائدة التي كان لأبناء العراق الدور البارز في سحقها وتدميرها عندما كانوا في طليعة رجال الفتح الاسلامي في فتح بلاد فارس.

يا أحرار العالم

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة

    لقد كانت الحرب التي شنتها حكومة الملالي الفارسية في أيران ضد العراق وبالرغم من كل محاولات القوى الصفوية والصهيونية  وعملائهما في المنطقة ألباسها قناعا دينيا .. إلا أن الواقع أثبت صحة توقعات القيادة العراقية الحكيمة أنذاك بان الحرب ليست سوى مقدمة أو تهيئة لما جرى بعد ذلك ويجري حاليا من تآمر وحروب ضد تجربة حزبكم في العراق وإيذانا بانطلاق سلسلة التآمر الذي أستهدف ولا يزال المصير القومي العربي برمته لا بل الأمة العربية بأكملها كيانا ووجودا، وما الدمار والخراب الذي حل في العديد من أقطار أمتنا العربية سوى دليل على ذلك.

إن الصفوية التوسعية والتي نادت، ومنذ اليوم الأول لوصول حاخامها الأكبر الى طهران برعاية صهيونية إمبريالية، بشعارها السقيم (تصدير الثورة)، الذي كان تعبيرا صادقا منها على أنها ليست سوى الوجه الآخر للصهيونية مهما تبرقعت بألبسة وأقنعة مزيفة، وقد نبّه حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي على ذلك مؤكدا على أن هذه الحرب لا تستهدف العراق فحسب بل الأمة العربية كلها.. ولكن وللأسف كان الحكام العرب في غيهم سائرون .

       لقد راهن الفرس المجوس ومن ورائهم الصهيونية بكل دوائرها وتحالفاتها على كسر شوكة العراق ووقف عجلة تقدمه متمنين أنفسهم الخائبة المريضة بتحقيق النصر في معقل العروبة ومركز اشعاعها وتدمير المشروع العربي النهضوي الكبير في العراق انطلاقا من أوهام  تفوق إيران على العراق بجيشها الذي كان يعد رابع اقوى الجيوش في العالم وترسانة أسلحته الأميركية الصهيونية المتطورة، وكان رهانهم أيضا على ما تتمتع به أيران من سعة في الأرض تمكنها من المناورة والتفوق العسكري، وكان للكثافة البشرية التي يمتلكون حصة في أوهامهم الخائبة, و قمة أمالهم في النصر على العراق كانت تتأتى من سعيهم لإشعال وإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد .. ألا خاب ما يعتقدون.

       لقد تمكنت قيادتكم الحكيمة قيادة حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي من رد كيدهم الى نحورهم وأفشلت كل ما يخططون، وتمكنت من أدارة دفة قدرات شعبنا العظيم وجيشه الباسل وتوجيهها بالاتجاه الصحيح حتى تحقق النصر العظيم لشعبنا وأمتنا يوم الثامن من أب 1988 وتجرع حاخامهم وقائد أوهامهم كأس السم الزعاف رغم أنفه.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

يا أبناء قواتنا المسلحة البواسل

يا ثوار تشرين الأبطال

   ونحن نستذكر اليوم هذه الذكرى الخالدة العطرة يوم الأيام يوم النصر العظيم الذي وضعت به الحرب أوزارها مكللا بالنصر العراقي المؤزر على عدو لئيم  بعد موافقته مرغما على قرار مجلس الامن الدولي المرقم (598) .. وإذ نستذكر كل هذا فإننا نبشر شعبنا الصامد الأبي الصابر بأن يوم الأيام الجديد قد اقترب للخلاص من النفوذ الإيراني وميليشياته المجرمة التي عاثت في الأرض فسادا وقتلا وأجراما وحكومته العميلة الذليلة الخانعة والتي نصبها لتتحكم برقاب شعبنا الأبي ولتفرط بالأرض والعرض مقابل ثمن بخس.

عليكم يا ثوار تشرين الأبطال أن تستلهموا العبر ودروس النصر وروح المطاولة من روح يوم الأيام الأغر.

       عاش العراق العظيم وجيشه جيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ومقاومي المحتل بكل عناوينهم.

عاشت الأمة العربية المجيدة وعاشت فلسطين حرة أبيه.

       الرحمة والفردوس الأعلى لشهداء جيشنا الباسل وقواتنا الأمنية البطلة بكل مسمياتها والجيش الشعبي البطل يتقدمهم شهيد الأضحى صدام حسين ورفيق دربه القائد عزة إبراهيم.

تحية الى أبناء شعبنا العراقي من شماله الى جنوبه.

تحية وتقدير للأسرى والمعتقلين الذين يعانون جور قضبان الظلم والاحتلال.

تحية لثوار تشرين الأبطال ووقفتهم المشرفة.

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 8 اب 2023

 

 

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي- جريمة العصر بيع ميناء أم قصر    

بيان قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

جريمة العصر بيع ميناء أم قصر  

 

أيها العراقيون الأماجد

يا حرائر العراق ورجاله البواسل

 

      يعاني العراق وطناً والعراقيون شعباً ومنذ أن دنست قدم المحتل ومن أتى خلفه من ذيول وعملاء أرضه الطاهرة المقدسة، لقد عانى ما عانى من ويلات وكوارث لها أول ولا نهاية لها إلا بزوال المحتل بكل أشكاله ومن تبعه من عملاء صغار. فمن القتل والتشريد وسجون الظالمين وانتهاك الحرمات والمقدسات الى شظف العيش الذي تعاني منه كل أسرة عراقية في كل بقعة من بقاع عراقكم الجريح.

      كل هذا ولم يشف غليل صدور هذه الأمعات التي تسلطت عليكم … لم يكفهم ما سرقوه من خيرات وثروات أنعم بها الله سبحانه وتعالى على هذا البلد المعطاء .. لم يكفهم ما بددوه من ثروة النفط  التي  أمعنوا فيها سرقة ونهباً … لم تكفهم سرقاتهم للأموال المخصصة للكهرباء لا بل يتلذذون بمعاناة العراقيين وهم يتضورون من حرارة الصيف اللاهب وانعدام الكهرباء .. لم يكفهم سكوتهم المطبق وهم يرون كيف يعبر المواطن دجلة الخير مشيا على الأقدام.

 

أيها العراقيون الشجعان

  لقد تطاول هؤلاء الأقزام بالأمس وفرطوا بخور عبدالله التميمي البصري وما جاوره من أراض عراقية بثمن بخس أرضاء لشهوات أنفسهم الرخيصة المريضة والمغرمة بحب السحت الحرام ، واليوم تعود ذات الأيدي العميلة القذرة والنفوس الشريرة وبدفع من أطماع حكام الكويت وأوهامهم  لبيع أراض عراقية جديدة في مدينة أم قصر وترحيل مواطنين عراقيين من منازلهم مقابل أموال تسلمها أو سيستلمها مسؤولي ملف المفاوضات مع الجانب الكويتي.

 

أيها العراقيون الشجعان

يا أحفاد سيد الشهداء أبا عبد الله

يا أحفاد ثورة العشرين والقادسية المجيدة

 يا ثوار تشرين الأبطال

إن من يفرط بذرة تراب واحدة من أرض وطنه أرض أبائه وأجداده إنما يفرط بشرفه ووطنه وبكل ما يملك من غيرة وحمية. أنكم مدعوون اليوم للوقوف وقفة رجل واحد بوجه العملاء الذين سولت لهم أنفسهم بيعكم وبيع أرضكم التي روتها دماء شهدائكم الطاهرة من أجل تحريرها من دنس كل غاصب محتل وعلى امتداد تاريخكم المشرف.

  إن حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي يستصرخ فيكم ضمائركم لمنع هؤلاء الشواذ من بيع اراضيكم والتفريط بها  وفي هذه الأيام المباركة من شهر محرم الحرام والذكرى العطرة لثورة سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل العزة والكرامة.

  عاش العراق العظيم حراً أبياً

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 1 آب 2023

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي لمناسبة الذكرى 51 لتأميم النفط  

 

يا أبناء شعبنا العراقي الشجعان

يا جماهير الأمة العربية المجيدة

أيها المناضلون البعثيون في كل أقطار الوطن العربي

في الأول من حزيران/ يونيو من كل عام يستذكر أشقاؤكم العراقيون بفخر واعتزاز، أعظم إنجاز عرفته الأمة العربية في تاريخ علاقاتها مع الاحتكارات النفطية العالمية، التي أقامت لنفسها حصوناً حصينة، من علاقات إنتاج مجحفة بحقوق البلدان المنتجة للنفط، هذه المادة الاستراتيجية التي باتت ومنذ بداية القرن الماضي، أكبر محرك لماكنة الاقتصاد العالمي، ولهذا بات من غير الممكن نظرياً، التقرب من أسوارها بأي شكل من الأشكال، ولكن حزبكم المناضل الذي كان أول قوة سياسية عربية عقائدية وجماهيرية، ترفع شعار(نفط العرب للعرب)، من قناعة راسخة أن هذا الهدف العظيم، يحتاج جهدا منسقاً وعظيماً، ونضالاً باسلاً على كل الجبهات السياسية والاقتصادية وحتى في ميدان الأمن الوطني والقومي من أجل تحقيقه.

 أيها المناضلون البعثيون المضحون

لقد كان لتجربة حكم البعث في القطر العراقي، جدارة حمل الأمانة التي علقتها عليه جماهير أمتنا العربية، وشرف تحقيق هذا الحلم التاريخي الذي ظل يراود جماهير شعبنا العراقي، الذي كان يطفو فوق بحيرة هائلة من النفط، ولكنه كان يعيش فوق أرض جرداء وفقر مدقع وبؤس وحرمان على كل المستويات، فالفقر يضرب أطنابه في كل زاوية من الوطن، والأمة متفشية على طول الساحة العراقية وعرضها، والشعب يعاني من مختلف الأمراض الاجتماعية والصحية، على الرغم من تدفق ملايين الأطنان من ثروته النفطية، لتتحول إلى خزائن الدول المعادية لطموحات العراق والأمة العربية في النهوض من كبوتها الحضارية، التي امتدت لقرون طويلة منذ أن سقطت آخر راية في آخر حصن عربي، نتيجة تحالف الدول التي احتلت بلادنا العربية ودمرت أسس حضارتنا العربية، التي أنارت الطريق للبشرية وفتحت لها أفاقاً من التقدم والازدهار، فراحت تستخدم ثرواتنا الوطنية في مواصلة تركيع شعبنا، ولأن الأمة كانت تفتقد إلى القوى المؤهلة لقيادتها نحو شواطئ السيادة والاستقرار والبناء الحضاري الجديد، فقد ظنت الدول الاستعمارية، أن مصالحها ستبقى خالدة إلى الأبد في قطرنا العراقي وفي سائر أنحاء الوطن العربي.

وعندما تسلم حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم في ثورة 17ــــ30 تموز 1968، كان قد أعد ملف تحرير الثروة النفطية على رأس اهتماماته وفي أولوياته، ولكن التجارب التي مر بها الآخرون في هذا الميدان كانت حاضرة، كي لا يأتي أي تشريع من جانب واحد، قفزة في الهواء، فشرع من الأيام الأولى لإعداد الخطط لتطوير القطاع الزراعي والقطاع الصناعي، كي يواجه أي حصار يمكن أن تفرضه الدول المالكة للكارتل النفطي الدولي، ثم عكف على إعداد الخطوات المدروسة للاستثمار الوطني للنفط حيث توفرت له الفرصة لذلك، فكانت الخطوة الأولى هي استثمار حقل الرملية الشمالي وطنيا وبالتعاون مع المؤسسات السوفيتية المتخصصة، وهو ما حصل في السابع من نيسان 1972 في ذكرى تأسيس الحزب، كما أسس شركة ناقلات النفط كي لا يبقى أسير الضغوط التي تمارسها الشركات العالمية الناقلة للنفط.

فجاءت خطواته متناسقة من أجل تهيئة الأجواء السياسية والفنية والاقتصادية الكاملة لغرض إنجاح قرار التأميم، الذي تحقق بعد أقل من أربع سنوات من قيام ثورة 17ــــ30 تموز المجيدة، ليشكل مؤشر خط الانتقال من علاقات اقتصادية تبعية مع اقتصادات الدول الكبرى، والانتقال إلى مرحلة جديدة من البناء الحضاري، وليعطي العراق تجربة جاهزة وناجحة، يمكن أن تحذو الدول الأخرى التي كانت تعاني من عقدة الخوف في حال التقرب من أسوار الكارتل النفطي العالمي.

كما أن العراق ومن إغلاق كل أبواب الفشل أمام قرار التأميم فقد أعلن مجلس قيادة الثورة قرار التقشف في كافة أبواب الميزانية استعدادا للأسوأ، فجاء إصدار قانون رقم 69 بتأميم عمليات شركة نفط العراق IPC، والتي كانت تمتلك أكبر حصة من مكونات العراق النفطية، ولعل اختيار طريق تأميم عمليات شركات النفط بمراحل متعددة، ما عجل باستسلام الشركات لموقف العراق الثابت بعد تسعة شهور فقط من يوم التأميم الخالد، في الأول من آذار 1973، أُعلن عن انتصار العراق في معركة التأميم إذ استسلمت الشركات بعد صمود عراقي منقطع النظير قاده حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي.

تحية لقيادة حزبكم التي خططت بجدارة لقرار التأميم، ونفذت خطواته بحكمة عالية، وعهدا على البقاء على طريق النضال حتى نستعيد ثروتنا النفطية التي رهنها عملاء الاحتلال للقوى الدولية التي تسعى لاستعادة هيمنتها على ثروات الشعوب وخاصة الثروة النفطية التي تعتبر عماد أية نهضة اقتصادية لأي مجتمع.

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 1 حزيران 2023

 

 

بيان قيادة قطر العراق بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لميلاد البعث

بيان قيادة قطر العراق

بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لميلاد البعث

 

أيها الرفاق المناضلون

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة

تحل علينا ذكرى عزيزة على قلوب كل مناضلي الأمة العربية المجيدة الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس حزبنا العظيم، حزب البطولات والأمجاد، حزب البعث العربي الاشتراكي في اليوم السابع من شهر نيسان، وتوافق الذكرى هذه الأيام المباركة من شهر الفضيلة والغفران، شهر رمضان الكريم.. حيث أعلنت مجموعة من الشباب المؤمنة بالله وبأمتها من مناضلي البعث في السابع من نيسان من عام 1947عن ميلاد هذا الحزب العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، ليسجل أول ولادة لحزب قومي جاء من آلام الأمة العربية ومعاناتها وهمومها.

إن ميلاد حزبكم العظيم حزب الجماهير العربية يعتبر نقطة تحول في التاريخ السياسي للأمة العربية، لقد كان ذلك التأسيس نقطة بداية جديدة في الحياة السياسية للوطن العربي وجماهيره المتطلعة لحياة أفضل.

إن حزبكم العظيم لم يتشكل كحزب سياسي فحسب وإنما يحمل إيديولوجية قوامها الأساس هو الوحدة والحرية والاشتراكية، هذه الأهداف التي ما زالت حتى اليوم تمثل أسمى الأهداف لجماهير أمتنا العربية المجيدة، والتي تتطلع لتحقيقها مهما بلغت التضحيات.

لقد أسهم حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ نشأته وبشكل كبير وفاعل في بناء الإنسان العربي المؤمن بقضايا أمته والقادر على العطاء والإبداع في ميادين الحياة كافة، وآمن بالقومية العربية كمشروع تتحقق عبره نهضة هذه الأمة في كل ميادينها الحياتية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، ويؤمن أن التلاحم الوطني ضرورة حتمية اجتماعية لفرض الوئام والانسجام بين مكونات ومفاصل النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي.

لقد ولد حزبكم العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي وهو يحمل سر قوته باعتباره حركة لامتداد تاريخي، حاملاً روح التجدد والديمومة لشباب أمتنا العربية وبكل عزم واصرار أن يعيد إليها حيويتها بعد عقود من الاستعمار وما حمله من ضغائن لتجذير التجزئة والضياع في هذه الأمة العريقة.

ونحن نعيش هذه الذكرى الخالدة لميلاد حزب الأمة والجماهير المناضلة فإننا نحيي بكل فخر واعتزاز تلك الفترة التي انقضت من عمر حزبنا حامل الرسالة الخالدة، تلك الفترة التي تمثلت في الوعي الشعبي المتصاعد والمد الجماهيري المنادي بوحدة الأمة، والذي وضع مصلحة الأمة فوق أية مصلحة أخرى، فكانت فترة حافلة بالنضال الذي حقق الاستقلال والتحرر من الاحتلال الأجنبي في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وعلى امتداد ساحة الوطن العربي.

لقد كانت تلك الفترة زاخرة بالنضال الذي أغنى الحركة الثورية العربية وترك آثاره الإيجابية والفعالة على امتداد الأرض العربية، وتجلى في انتصارات عديدة وإنجازات.

لقد ساهم حزبكم العظيم في كل معارك التحرير والكرامة من أجل استعادة فلسطين من العدو الغاصب، وقدم الكثير من الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية أرضها الطاهرة، فقد كانت ولا زالت القضية الفلسطينية من أهم قضايا الأمة وأولوياتها. وقد كان لحزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الدور الكبير في تأجيج الشعور القومي والنضال الوحدوي وقيادة الجماهير في كل نضالاتها ضد الاستعمار والأنظمة الرجعية نحو تحقيق الوحدة العربية.

لقد فجر حزبكم العظيم عروس الثورات التي قضت على الدكتاتورية والانحراف في 8 شباط 1963، كما قاد ثورة 17-30 تموز عام 1968 تلك الثورة البيضاء، ثورة البناء والتأميم.

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة

أيها العراقيون الأوفياء

أيها الرفاق المناضلون

 

  تمر علينا هذه الذكرى العزيزة وأمتنا العربية وقطرنا العراق الجريح يتعرضان لأشرس مؤامرة ومخططات دنيئة تستهدف تفتيتها ووأدها، تكالبت فيها قوى الشر والظلام من إمبرياليين وصهاينة وفرس، فاجتمعت هذه الأطراف الشريرة للسيطرة على العراق وخيراته، وزرع الفتن، من طائفية وتفرقة وعنصرية على أساس الدين والعرق والمذهب، وفساد مالي وإداري.

لقد تسلطت أقطاب الشر هذه على البلاد بشكل مباشر أو من خلال ذيولها، الذين أتوا بهم من حانات الغرب ومعسكرات إيران وغيرها ليتسلطوا بهم على رقاب العراقيين.

لقد كان وسيبقى العراق العظيم عصياً على الغزاة والمحتلين وذيولهم، وفي تاريخنا المجيد عظة وعبرة ودليل لأولي الألباب.

ونحن، وفي هذا الظرف الذي يمر به عراقنا العظيم من ظلم وتسلط قوى الشر والفساد عليه، ندعو كل الخيرين من أبناء شعبنا من قوى وطنية وشعبية ومنظمات جماهيرية لتوحيد الصفوف للخلاص من بقايا الاحتلال والظلم والفساد، وتشكيل جبهة وطنية للانتفاض نحو التغيير الشامل وإقامة حكم وطني يعيد للعراق استقلاله وأمنه وازدهاره وهيبته.

إن حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي ولد ليناضل من أجل أمته، ولن يتخلى عنها مهما بلغت التضحيات، وسيبقى ملتزماً بنهجه الذي رسمه منذ التأسيس ليكون نبراساً له في تمسكه بثوابته القومية والثورية والإنسانية السمحاء.

إن ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي كانت وستبقى مناراً للنضال القومي العربي والجماهير العربية الثائرة من أقصى الوطن العربي إلى أقصاه، والسائرة في سبل الحرية والتحرر من كل أشكال الاستعمار الأجنبي الطامع والاضطهاد بكل أشكاله.

وفي هذه الذكرى الخالدة نجدد العهد لقيادتنا القومية وعلى رأسها الرفيق القائد المناضل علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد للحزب حفظه الله ورعاه، وسنبقى أوفياء لمبادئ وأهداف حزبنا العظيم.

الرحمة لروح الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق.

الرحمة لشهيد الأضحى الرفيق المناضل القائد صدام حسين.

الرحمة لقائد الجهاد والتحرير الرفيق المناضل عزة إبراهيم.

الرحمة لشهداء البعث ورفاقه الذين وافاهم الأجل.

تحية لرفاقنا المناضلين في كل مكان.

تحية لأبناء أمتنا العربية المجيدة.

تحية لأبناء شعبنا العراقي العظيم وهو يواصل انتفاضته، ثورة تشرين المباركة، ضد قوى الظلم والاستبداد والفساد بقايا الاحتلال وسلطته العميلة.

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 7 نيســـان 2023

بيان قيادة قطر العراق في الذكرى العشرين لغزو العراق واحتلاله

بسم الله الرحمن الرحيم

 {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم}ٍ (174)           سورة (ال عمران)

                                 صدق الله العظيم

بيان في الذكرى العشرين لغزو العراق واحتلاله

يا أبناء شعب العراق الأبي، يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

في الذكرى العشرين لغزو واحتلال العراق الذي انطلق في التاسع عشر من سنة 2003 نستذكر تلك الجريمة الكبرى التي شكلت خرقاً فاضحاً للقانون والشرعية الدولية، وغيرت الكثير من مفاهيم العدالة والتوازن في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وعلى الرغم من كل المزاعم والأكاذيب التي سوقها الاحتلال في استهداف بلد مستقر وكشفتها اعترافات أهم قادة دول الغزو والاحتلال خلال السنوات التي أعقبت الغزو فقد بانت للعالم أجمع بأن غزو واحتلال العراق يشكل جريمة كبرى تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية ومن تحالف معها ومن شاركها وساندها في مشروعها آنذاك ..

إن محاولات قوى الاحتلال في استهداف شعب العراق من خلال التأسيس لمفاهيم سياسية واجتماعية لم يألفها شعب العراق خلال عصره الحديث وباتت تهدد ثوابته الأساسية، مثل الطائفية والمحاصصة والميليشيات المنفلتة والقتل على الهوية، والكثير غيرها فضحت مشروع الاحتلال الاستعماري البغيض، وبالوقت نفسه كان لها التأثير المهم في تحفيز أبناء شعبنا للتصدي لها بمختلف الوسائل المسلحة والسلمية طيلة السنوات الماضية، وقدم شعبنا على هذا الطريق تضحيات جِسام ومحاولات التقليل من آثارها.

 

إن شعبنا العراقي العظيم صاحب التاريخ الطويل والحضارة المجيدة والإرث الإنساني الموغل في القدم كان واعياً وبوقت مبكر ومدركاً لمشروع الاحتلال الأمريكي وللكثير من الحقائق التي رافقت غزو واحتلال العراق في سنة 2003 وقد أيقن تماماً بأن حجج وذرائع أمريكا في غزو العراق كاذبة ومزيفة بشكل مؤكد، ومنذ الأيام الأولى عرف شعبنا أن أمريكا وإيران و”إسرائيل” تعاونوا في تدمير وتمزيق شعب العراق وتجربته الوطنية كلٌّ لأسبابه الخاصة، وإن أمريكا لازالت تحتاج إيران لإكمال مهمتها في تدمير العراق أرضاً وشعباً، كما أيقن شعبنا بأن الميليشيات المنفلتة ونشاطها الواسع والمتعاظم على كل المستويات كانت من ضمن المخططات والاتفاقات بين طرفي الاحتلال الأمريكي والإيراني  وحسب مصالح كل طرف، ولذلك فإن استمرار هذه الميليشيات في تنفيذ المشروع الإيراني المتمم للمشروع الأمريكي في سحق الشعب وتدمير حياته وقتل أبنائه وتشريد من تبقى منهم والإسراع في التغيير السكاني، كما نرى اليوم، وبالتالي ابتلاع العراق أرضاً وشعباً، وهذا هو جوهر المشروع الاستعماري الجديد الذي استهدف العراق أولاً تمهيداً للسيطرة على البلدان العربية والإسلامية تباعاً، خاب فألهم ونواياهم.

 

يا أبناء شعب العراق الأبي، يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

لقد آمن شعبنا العراقي الأبي بأن هذه الجريمة الكبرى والتي تحمل غايات وأهداف استعمارية منحرفة وخادعة، حملت مسميات مثل التحرير والديمقراطية، لن تستمر طويلاً وآمنوا بأن سنوات الصراع مع العدو الغازي وأتباعه ستحتاج إلى تضحيات جِسام وصبر طويل وإرادة حرة ومستقلة، وإن النصر سيكون هو النتيجة لهذا الصبر والمطاولة، ولذلك فقد عملوا ولازالوا يحثون الخطى على طرد وإزاحة قوى الاحتلال وما أعقبها وما نتج عنها.

وعلى ضوء ذلك انطلقت المقاومة الوطنية والشعبية العراقية بسرعة وقوة وتمكنت وبجدارة من افشال الجزء الأهم من مشروع الغزو والاحتلال وايقافه عند حدوده، وأجبرت قوات الغزو والاحتلال الأمريكي على الهروب من أرض العراق وهي مثخنة بالفشل والخيبة والخذلان، ولكن مشروعها استمر من خلال عملائها وأتباعها العملاء والخونة وأتباع إيران في العراق، والذين ساهموا في تدمير العراق وتمزيق وحدته ونشر الفساد في كل المفاصل ونهب أمواله وخيراته .

 

يا أبناء شعبنا المجيد

إننا في قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة وقواعد وفي هذه الذكرى الأليمة وإذ نؤكد لجماهير شعبنا بأننا نؤمن بأن هدف التحرير الكامل هو الهدف النهائي لنضالنا وجهادنا وإنه قد لا يتحقق بوقت قصير، وهو يحتاج إلى توحيد الصفوف والتعاون والتآخي مع كل القوى الخيرة في بلادنا والسعي لاستمرار نضال شعبنا على هذا المسار، وإننا نؤمن بأنه  ليس أمام شعبنا الأبي وهو يستذكر تلك الحقائق المرة ويمتلك الإرادة والعزم ليس أمامه إلا العمل على إطلاق ثورة شعبية وطنية عامة تزيح كل مخلفات الاحتلال وتعيد للعراق وجهه الوطني والطليعي كواحد من أهم البلدان العربية المساهمة في بناء حاضر ومستقبل أمتنا العربية المجيدة..

ولابد لنا في هذه الذكرى الأليمة أن نستحضر دماء شهداء العراق الأبرار، يتقدمهم شهيد الحج الأكبر الرفيق الأمين العام للحزب صدام حسين، وشهيد الصبر والمطاولة الرفيق عزة إبراهيم، وكذلك رفاقنا أعضاء القيادتين القومية والقطرية، وشهداء البعث من الكادر الحزبي بكل مستوياته رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته، وندعو الجميع إلى الصبر والثبات حتى يتحقق النصر بالتحرير الكامل من أي هيمنة أجنبية، والقضاء على الخونة والعملاء، وإنتاج عملية ديمقراطية تعددية وطنية حقيقية ويعود أحرار العراق لإدارة وطنهم وتحقيق نهضته ورفعته.

المجد والخلود لشهداء البعث، وشهداء العراق والأمة العربية المجيدة، والعز والنصر المؤكد للعراق وشعبه….

تحية فخر واعتزاز لشباب ثورة تشرين الأبطال الذين قطعوا على أنفسهم عهد الوفاء والولاء للعراق. …. والعار كل العار للاجتثاث والحل الباطل لمؤسسات دولتنا الوطنية، وفي مقدمتها جيش العراق الباسل الأبي….. وعهداً لدماء شهدائنا أن تستمر المقاومة روحاً وفعلاً ومنهجاً حتى الاستقلال الناجز.

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 19 / ٣ /2023

   

بيان رقم 1 لثورة 14 رمضان   1963 8 شباط 1963 بيان رقم (١) من المجلس الوطني لقيادة الثورة

بيان رقم 1 لثورة 14 رمضان   1963

8 شباط 1963

بيان رقم (١)

من المجلس الوطني لقيادة الثورة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب العراقي الكريم:

لقد تم بعون الله القضاء على حكم عدو الشعب عبد الكريم قاسم وزمرته المستهترة، التي سخرت موارد البلد لتطمين شهواتها وتأمين مصالحها، فصادرت الحريات، وداست الكرامات، وخانت الأمانة، وعطلت القوانين، واضطهدت المواطنين.

يا أبناء الشعب الكرام:

قامت ثورة الرابع عشر من تموز لتحرير وطننا من الأوضاع الاستعمارية المتمثلة بالحكم الملكي، وسيطرة الاقطاع وسياسته، ومن التبعية، ولتحقيق أوضاع ديمقراطية ينعم فيها الشعب بحياة كريمة، ولكن عدو الله وعدوكم المجرم والخداع استغل منصبه واندفع بكل الوسائل الدنيئة والأساليب الإجرامية لإقامة حكمه الأسود الذي أفقر البلاد وصرع الوحدة الوطنية، وعزل العراق عن ركب العروبة المتحررة وطعن أماني شعبنا القومية.

أيها المواطنون:

إن حرصنا على سلامة وطننا، ووحدة شعبنا، ومستقبل أجيالنا، وإيماننا بأهداف ثورة تموز العظيمة، قد حمّلنا مسؤولية القضاء على الطغمة الفاسدة التي تسلطت على ثورة الشعب والجيش، فأوقفت مسيرتها، وعطلت انطلاقتها، وقد تم ذلك بمؤازرة كافة القوات المسلحة الوطنية، وتأييد جماهير الشعب.

يا أبناء الشعب الكرام:

إن هذه الانتفاضة التي قام بها الشعب والجيش من أجل مواصلة المسيرة الظافرة لثورة تموز المجيدة، لا بد لها من إنجاز هدفين، الأول تحقيق وحدة الشعب الوطنية، والثاني تحقيق المشاركة الجماهيرية في توجيه الحكم وإدارته، ولا بد من إنجاز هذين الهدفين الاثنين من إطلاق الحريات وتعزيز مبدأ سيادة القانون.

إن قيادة الثورة المتمثلة بالمجلس الوطني لقيادة الثورة، إذ تؤمن بهذا وتعمل على تحقيقه، تؤمن كذلك بما يزخر فيه الشعب من روح وطنية وثابة وما يتحلى به من عزم ثوري وما يتصف به من وعي عميق لذا نحن نأمل أن يترفع المواطنون في هذا اليوم المبارك عن الضغائن والأحقاد، وأن يعملوا جميعاً على ترسيخ وحدتهم الوطنية، وتقوية التفاهم حول أهداف ثورة تموز المجيدة، وألا يدعو منفذاً لعميل أو مفسد ومأجور يسعى فيه للتفرقة.

أيها المواطنون:

إن المجلس الوطني لقيادة الثورة يعمل على إقامة حكومة وطنية من المخلصين من أبناء الشعب، ومن المخلصين من أبناء هذا الوطن، وستكون سياسة حكومة الثورة، وفقاً لأهداف ثورة تموز المجيدة لذا فإن الحكومة ستعمل على إطلاق الحريات الديمقراطية، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وتحقيق وحدة الشعب الوطنية بما يتطلب لها من تعزيز الأخوة العربية الكردية، بما يضمن مصالحها القومية ويقوي نضالهما المشترك ضد الاستعمار واحترام حقوق الأقليات وتمكينها من المساهمة في الحياة الوطنية.

كما إنها تتمسك بمبادئ الأمم المتحدة ، والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية، والمساهمة في تدعيم السلام العالمي و مكافحة الاستعمار بانتهاج سياسة عدم الانحياز ، والالتزام بقرارات مؤتمر باندونغ ، وتشجيع الحركات الوطنية المعادية للاستعمار وتأييدها كما إن قيادة الثورة تعاهد الشعب على العمل نحو استكمال الوحدة العربية ، وتحقيق وحدة الكفاح العربي ضد الاستعمار والأوضاع الاستعمارية في الوطن العربي والعمل على استرجاع فلسطين المحتلة وستحافظ على المكتسبات التقدمية للجماهير وفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي وتطويره ولمصلحة الشعب وإقامة اقتصاد وطني يهدف إلى تصنيع البلد وزيادة امكانياته المادية والثقافية كما سيؤمن تدفق البترول إلى الخارج.

أيها الشعب الكريم:

إننا نعاهد الله ونعاهدكم أن نكون مخلصين لجمهوريتنا، آمنين على مبادئنا، مضحين في سبيلها. وكلنا أمل وثقة بأن أبناء شعبنا الكرام سيكونون وحدة متراصة للمحافظة على هذه المبادئ، والسير قدماً في طريق التقدم والرقي والله ولي التوفيق.

كتب ببغداد في ١٤/رمضان/١٣٨٢هـ

الموافق لـ ٨/شباط/١٩٦٣م

المجلس الوطني لقيادة الثورة

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الستين لثورة الثامن من شباط ١٩٦٣

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

في الذكرى الستين لثورة الثامن من شباط ١٩٦٣

يا جماهير أمتنا العربية المناضلة

يا جماهير شعبنا العراقي البطل

أيها الرفاق المناضلون

يا أحرار العالم في كل مكان

يستذكر العراقيون وبكل فخر واعتزاز ومعهم كل القوى الوطنية والقومية الخيرة ذكرى عزيزة على قلوبنا، ذكرى ثورة الثامن من شباط (عروس الثورات)، التي خطط لها وقادها حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي وبمؤازرة القوى الوطنية والقومية لتصحيح المسار الخاطئ لثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨ بعد أن تفردت الدكتاتورية متمثلة بقاسم والشعوبیین والحاقدین بالسلطة في البلاد وتنكر للدور الأساسي للقوى الوطنية وعلى رأسها حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي في التخطيط والتنفيذ.          

لقد تفجرت ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ الرابع عشر من رمضان المباركة لتخليص العراق من الحكم الدكتاتوري وما اقترفه من جرائم بحق أبناء الشعب من سحل وقتل للأبرياء لیس لذنب اقترفوه سوى حبهم لوطنهم وعروبته.

لقد شهدت تلك الحقبة وبالأخص مدينة الموصل الحدباء ومدن العراق الأخرى جرائم يندى لها جبين الإنسانية والتي تعيش اليوم مأساة مشابهة لما حدث سنة1959 إثر استباحتها من قبل المليشيات الموالية لإيران.

ستبقى ثورة الثامن من شباط البداية الحقيقية للسير على النهج الوطني والقومي في عراق العروبة والنضال وشكلت اللبنة الأساسية الأولى لأسس المشروع الوطني والقومي للأمة، والیوم وبعد مرور (59) عاماً على الثورة يتوجب على الأمة ومناضليها وخصوصاً الشباب العراقي البطل ضرورة ممارسة دورهم الوطني واستلهام التجارب والعبر في التحرر من الاحتلالين الامبريالي الصهيوني والفارسي.

تمر علينا اليوم هذه الذكرى لنستلهم منها کل عناصر الصمود والقوة ونحن نقاتل قوى الشر والبغي والضلالة وکل العملاء والمأجورين ممن باعوا شرفهم ووطنهم بأبخس الأثمان وعاثوا في البلد فساداً وخراباً وضيعوا منجزات ثورة ١٧-٣٠ تموز القومية التقدمية التي نقلت العراق إلى مصاف الدول المتقدمة وأصبح العراق تحت قیادتها قوة إقليمية فاعلة مؤثرة یشار له بالبنان ويحسب له ألف حساب وحساب وتمكن من الوقوف بوجه أعتى قوة حاقدة غاشمة من صهاينة وفرس وذیولهم.

ستبقى عروس الثورات ثورة ٨ شباط المبارکة نبراساً یهتدي به عشاق الحریة والتحرر والتقدم وکل المتعطشین للتحرر من كل صنوف الظلم والطغيان.

تحية مجد ووفاء لشهداء وقادة ثورة الثامن من شباط المباركة.

تحية إلى أرواح الشرفاء ممن ساروا على نهج هذه الثورة المباركة.

تحية إلى أبناء شعبنا العراقي الثائر بوجه الطغيان والظلم.

تحية إلى الرفاق المناضلين الذين واصلوا هذه المسيرة.

تحية إلى أرواح الرفاق المناضلين قادة مسيرة حزبنا المناضل (رحمهم الله).

الرفيق المناضل الأب القائد أحمد حسن البكر

الرفيق القائد المناضل شهيد الحج الأكبر صدام حسين

الرفيق المناضل قائد الجهاد والتحرير عزة إبراهيم 

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد في 8 شباط 2023

بيان قيادة قطر العراق في الذكرى السابعة والأربعين لثورة الثامن من شباط المجيدة

  

بيان في الذكرى السابعة والأربعين لثورة الثامن من شباط المجيدة

 

 

 

يا أبناء شعبنا الأبي

يا أبناء امتنا العربية العظيمة

 

تَمرُ علينا اليومَ الذكرى السابعة والأربعون لثورة الثامن من شباط المجيدة عام ١٩٦٣ التي أسقطت الحكم الفردي الدكتاتوري القاسمي الذي انحرف بثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨ عن مسارها الوطني والقومي ، وأوقع العراق في شرك الشعوبية واستقطابات الصراعات الدولية ومعاداة الامة العربية وحركة الثورة العربية فخاض البعث مع كل الوطنيين والقوميين والإسلاميين نضالاً لا هوادة فيه ضد سلطة قاسم المستبدة ، وقادَ معارك الشعب الوطنية ومطالبه المهنية فقدمَ العديد من الشهداء في مجابهة الشعوبية عام ١٩٥٩ ، وقادَ إضراب البنزين عام ١٩٦١ مقدماً كوكبة من الشهداء في الاعظمية والكرادة مؤيد وصلاح وعبد الرزاق موسى وفيصل العباسي وغيرهم وقادَ إضراب الطلبة الكبير والذي أفضى الى تفجير ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ صبيحة يوم الرابع عشر من رمضان المبارك في تلاحم قل نظيره بين طلائع الشعب والجيش الباسل مقدماً في صبيحتها كوكبة أخرى من الشهداء منهم قحطان عبد اللطيف السامرائي وخالد ناصر ومؤيد عماد آل جماس وسهام المتولي والمقدم الركن ابراهيم جاسم التكريتي والملازم الاول سعدون فليح والملازم وجدي ناجي وغيرهم من الشهداء الاماجد وعدد كبير من الجرحى عبر معركة الدفاع الخالدة التي امتدت ثلاث أيام بلياليها ، وشقت ثورة ٨ شباط طريقها وأصدرت منهاجها المرحلي الذي حدد طريق البناء في ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية .. كما باشرت الثورة ومنذ يومها الاول التوجه لانجاز مهماتها القومية فساهمت مساهمة فعالة في انبثاق ميثاق الوحدة الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر في السابع عشر من نيسان عام ١٩٦٣ مما زادَ في انتصاب التحديات بوجهها .. وقد ساهمت تلك التحديات إضافة الى الأخطاء الكبيرة والسلبيات الجسيمة التي اكتنفت مسيرتها في تعثر تلك المسيرة .

 

 

ولقد وعى الرفاق المناضلون البعثيون تلك الأخطاء وأدركوا مخاطرها على مسيرة الثورة .. وفي مقدمتهم الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله الذي مارسَ عملية نقد واعية لتلك الأخطاء في المؤتمر الخامس لقطر العراق والمؤتمر القومي السادس اللذان انعقدا في عام ١٩٦٣ ، ولقد بصَّر الرفاق بالاحتمال الحتمي لوقوع الردة وفعلاً وقعت ردة الثامن عشر من تشرين الثاني عام ١٩٦٣ التي نفذتها العناصر المُغامرة والرجعية من خلال المواقع الخطيرة التي وضعتها فيها سلطة ثورة الثامن من شباط مستثمرةٍ أخطاء الثورة أبشع استثمار ومُجهزةً عليها وعلى مناضلي البعث الذين واجهوا الردة وأزلامها المرتدين بدباباتهم وأسلحتهم الثقيلة بصدورهم العامرة بالإيمان .. ورشاشات ( السترلنك ) و ( البور سعيد ) و ( السيمنوف ) ، وصعدت نجوم ممتاز قصيرة ابن الموصل الحدباء ونصرة حسن الراوي ابن الانبار وصاحب الرماحي ابن النجف ونائب العريف عبد الأمير نوري ابن مدينة الثورة وغيرهم الكثير .. صعدت هذه النجوم المضيئة الى سماء الشهادة في مسيرة الفداء البعثي العظيمة التي تتواصل اليوم في مجابهة المحتلين الأميركان وحلفائهم .. وبالاصطفاف الجهادي مع فصائل المقاومة الباسلة كلها ، هذا الاصطفاف المبارك الذي أفضى الى هزيمة المحتلين الأميركان الكبرى على ارض العراق الطاهرة وانهيار عمليتهم السياسية المخابراتية ، التي راحَ العميل المالكي وبقية جلاوزتها يَنفثون سموم حقدهم الدفين على البعث ومناضليه آناء الليل وأطراف النهار فبحت أصواتهم النشاز .

  وراحوا يشهرون سلاح ( الاجتثاث ) الصدئ الخسيس بوجه الوطنيين العراقيين الأحرار كافة الذين رفضوا الاحتلال حتى ممن شاركوا في العملية السياسية التي رفضها البعث جملةً وتفصيلاً وكان جهاده وجهاد المقاومة الباسلة السبب الرئيس في انهيارها وتشرذم تحالفاتها المشبوهة .. وسيمضي المناضلون البعثيون ومجاهدو المقاومة كلها في طريق الجهاد المقدس مُستلهمين دروس ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ في ذكراها السابعة والأربعين وروحها الاقتحامية وروح الفداء والجهاد التي تحلى بها مناضلوها ويقينية إيمانهم الحتمي بالنصر المبين على المحتلين الأميركان وحلفهم الصهيوني الفارسي وعملائهم المزدوجين لهم ولإيران ليعود الوجه الوطني والقومي المشرق الأصيل للعراق ولترتفع على ربوعه من جديد راية الانبعاث العربي الجديد .

 تحية إجلال وإكبار الى روح الأب القائد المهيب المرحوم احمد حسن البكر قائد ثورة ٨ شباط المجيدة .

وتحية الى رفاقه الأبطال كافة الذين شاركوا في تنفيذ الثورة وصنعوا فجر رمضان المبارك .

عاش البعث وعاشت المقاومة الباسلة وعاش العراق وعاشت الامة العربية المجيدة .

المجد لشهداء البعث والمقاومة والعراق والامة وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد أبو الشهداء صدام حسين رحمه الله .

ولرسالة امتنا الخلود .

 

 

قـيـادة قـطـر الـعـراق

في الثامن من شباط ٢٠١٠ م

بـغـداد الـمـنـصـورة بـالـعـز بإذن الله