شبكة ذي قار
بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مشروع ترامب بترحيل الفلسطينيين من غزة

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مشروع ترامب بترحيل الفلسطينيين من غزة

القيادة القومية: 

دعوة ترامب   لترحيل سكان غزة، اعادة انتاج وعد بلفور بنسخة اميركية

لا طلاق اوسع تحرك سياسي عربي شعبي ورسمي ضد “الترانسفير” الجديد.

اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان دعوة الرئيس الاميركي لترحيل سكان غزة من ارضهم هو اعادة انتاج وعد بلفور جديد ولكن بنسخة اميركية. وخطورة هذا المشروع تتطلب اوسع تحركٍ سياسيٍ عربي شعبي ورسمي للتصدي له واسقاطه مع توفير كل الدعم والاسناد لجماهير شعبنا في فلسطين المحتلة لتعزيز صمودها وتثبيت وجودها في ارضها الوطنية. 

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:

لم يكد الرئيس الاميركي الجديد يتربع على عرش السلطة في العشرين من كانون الثاني، حتى فاجأ العالم برزمة من المواقف التي اقل ما يقال فيها انها تنم عن نهج امبريالي متجدد يتجاوز مداه حدود الجغرافيا الاميركية ببرها وبحرها الى كل اصقاع العالم. وكان أخطر ما جرى الافصاح عنه، هو دعوته الى ترحيل سكان غزة الى دول الجوار العربي كما الى دول خارج هذا النطاق.

فالرئيس الاميركي، الذي اعيد انتخابه في ظل الصخب السياسي الذي ساد اميركي طيلة أربع سنوات، جاء محمولاً ليس فقط على رافعة الشركات العملاقة وخاصة تلك التي تتحكم بمنظومة المعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعي، وانما ايضاً بدعم ممن يسمون أنفسهم “بالمحافظين الجدد” الذين يستبطنون في عقلهم السياسي مشروع الحركة الصهيونية لإقامة ” الدولة التوراتية ” دولة “اسرائيل الكبرى” من الفرات الى النيل. ولهذا فإن دعوته الى افراغ غزة من سكانها وترحيلهم الى خارج ارض فلسطين، تفوق في خطورتها ما انطوى عليه وعد بلفور من خطورة يوم اعطى من لا يملك حقاً بارضٍ لمن لا يستحق. فيوم ذاك، فتح المستعمر البريطاني المعابر للهجرة اليهودية الى فلسطين لإغراقها بالقادمين اليها من كل اصقاع العالم لتأمين العنصر البشري لإقامة كيان غريب في قلب الوطن العربي. واليوم يعود ترامب ليطلق مشروع تهجير الفلسطينيين من ارضهم، وتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على كامل ارض فلسطين التاريخية.

ان اميركا التي انتقلت اليها حماية الكيان الغاصب منذ وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها ووفرت له كل وسائل الحماية السياسية والدعم العسكري والاقتصادي والمالي، تتعامل مع “اسرائيل”، باعتبارها من ركائز امنها القومي معتبرة أن أي اهتزاز في بنية هذا الكيان انما ينعكس مباشرة على اهتزاز مكانتها الدولية وعلى مصالحها في المنطقة العربية وحوض المتوسط، وخاصة ما يتعلق منها بالموارد الطبيعية والنفط والغاز في رأس سلم الاولويات. ولهذا، فإن ما أعلنه الرئيس الاميركي حول ترحيل سكان غزة، لم يكن غريباً عن نهجه ومن يمثّل في بنية الدول العميقة وخارجها، وهو الذي أقدم خلال رئاسته السابقة على نقل السفارة الاميركية الى والقدس والى الاعتراف بضم الجولان الى الكيان الغاصب، كما بإعلانه إبان حملته الانتخابية، بأن ارض “اسرائيل”، باتت ضيقة على الصهاينة وهي بحاجة لتوسيع كي تكون قادرة على استيعاب المزيد من اليهود.

من هنا، فإن دعوة ترامب لترحيل سكان غزة، لا تنطلق من خلفية نسبة الكثافة السكانية فيها وهي الاعلى في العالم، بل من خلفية تفريغها وتمكين الكيان الصهيوني من اغراقها بالمستوطنات تماهياً مع الدعوات المتصاعدة في مؤسسة الحكم الصهيوني ومن يندرج تحت مسمى المتدينين المتشددين لإعادة الاستيطان الى غزة، وخلق واقع جغرافي وديموغرافي شبيه بالذي جري ويجري في الضفة الغربية والجولان المحتل. 

ان اميركا، التي وضعت كل ترسانتها العسكرية بتصرف “اسرائيل”، خلال حرب الا بادة التي شنها العدو على غزة، وعطلت كل محاولات مجلس الامن اصدار قرار لوقف الحرب وفك الحصار عن غزة، ومن ثم إطلاق حملة سياسية واعلامية ضد محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، هالها ان ترى كم يتعلق الفلسطيني بأرضه، وبقي متشبثاً بها وقابضاً على ترابها رغم القصف التدميري الذي لم يوفر بشراً ولا حجراً وشجراً. وهاله أكثر ان يرى قوافل العودة من جنوب القطاع الى شماله، غير آبهة بالظروف الصعبة التي تعترض طريق عودتهم وسكنهم بعدما دمرت المساكن وكل المرافق الحياتية والحيوية.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تكبر بجماهير شعبنا في غزة صمودها وصبرها وتشبثها بأرضها، توجه التحية لها ولقوافل عودتها الى اماكن سكنها وبنفس السياق عودة جماهير شعبنا في جنوب لبنان مُتَحَدِّين الاحتلال وآلته الحربية، وتعتبر ان هذه المشهدية التي وقف العالم عليها في غزة وجنوب لبنان هي الرد الاوليّ على موقف الرئيس الاميركي الا خير. والذي يرتقي حد اعلان جولة جديدة من الحرب الصهيو- اميركية ضد شعب فلسطين وقضيته الوطنية وحقه في استعادة حقوقه وتقرير مصيره.

ان موقف اميركا الذي أطلقه رئيسها الحالي، لا ينطوي على استمرار التنكر الاميركي لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والقرارات الدولية ذات الصلة ومنها حق العودة وانتهاكه لأحكام القانون الدولي الانساني وحسب، بل يشكل اعلانه إطلاق اشارة جولة حرب صهيو – اميركية جديدة ضد الوجود الفلسطيني في ارضه الوطنية علّه يحقّق بالضغط السياسي ما فشل في تحقيقه بالحرب التي مولتها وذخّرتها اميركا بكل ما تملك من امكانات.  ولهذا، فإن الحرب التي أطلقها العدو الصهيوني على غزة كما على لبنان، وتوسيع رقعة احتلاله على الجبهة السورية وما يقوم به في الضفة الغربية وخاصة في جنين وطولكرم، لم تنته فصولاً مع الاتفاقات التي تم التوصل اليها على جبهتي غزة ولبنان، بل ان الصراع سيدخل مرحلة جديدة بعد الدخول الاميركي المباشر على مجرى عملياتها بدءاً بمقدمات مشروعه الذي أعلنه ترامب ضد غزة والخطوة التالية ستكون الضفة الغربية فيما لو قيض للدعوة الاميركية ان تجد طريقها الى التنفيذ.

من هنا ، وفي ضوء ما ينطوي عليه الاعلان الاميركي من خطورة على الحقوق الوطنية الفلسطينية وعلى الامن القومي العربي ، فإن مسؤولية التصدي لهذا المشروع واسقاطه وهو في مهده ، بقدر ما هو مهمة شعب فلسطين وقواه المقاومة ، فإنه وبنفس المستوى هو مهمة الامة العربية على مستوى نظامها الرسمي وقواها الشعبية وكل القوى الدولية التي ادانت العدوان ودعت الى تمكين شعب فلسطين من تقرير مصيره ، لتعلق الامر بالحق الوطني لجماهير فلسطين المتجسد بالبقاء في ارضها وتمكينها من تقرير مصيرها ، كما لتعلقه بالأمن القومي العربي سياسياً واقتصادياً وتنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد على الحقوق الوطنية الفلسطينية .

وعليه، فإن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، اذ تدين الموقف الاميركي بدعوته ترحيل سكان غزة تدعو الى إطلاق اوسع تحرك شعبي وسياسي، اولاً: لدعم صمود جماهير فلسطين في ارضها، وثانياً: للتصدي للدعوة الاميركية لتنفيذ “ترانسفير ” جديد بحق ابناء شعبنا في فلسطين المحتلة.

ان خطورة ما يطرح من مشاريع تصفوية جديدة للقضية الفلسطينية، يتطلب الاسراع بإنجاز خطوات الوحدة الوطنية الفلسطينية ليس لادارة الشأن الفلسطيني في غزة عبر ادارة وطنية تعمل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين وحسب، وانما ايضاً لادارة حراك سياسي على المستوى العربي والدولي ضد الموقف الاميركي ولتوظيف التحولات الإيجابية في الرأي العام الدولي التي برزت مؤخراً لمصلحة القضية الفلسطينية.

إن القيادة القومية للحزب التي تدعو الى تحشيد الموقف العربي رسمياً وشعبياً ضد ما أعلنه الرئيس الاميركي ووضعه في نفس المصاف من مواجهة العدو الصهيوني، تطلب من كافة منظمات الحزب في داخل الوطن العربي وخارجه القيام بأوسع مروحة من الاتصالات السياسية والفعاليات الشعبية لتنظيم صفوفها والنزول الى الشارع بالتظاهرات والاعتصامات والمهرجانات والندوات بغية تمكين الشارع العربي من استعاده نبضه وهو الذي كان وسيبقى الرافعة لقضايا النضال العربي وفي طليعتها القضية الفلسطينية.

تحية لجماهير شعبنا في غزة والضفة والقدس وكل عموم فلسطين،

وتحية لقوافل العودة الشعبية في غزة والجنوب اللبناني،

والتحية للذين ارتقوا في تصديهم للعدوان الصهيوني وتشبثهم بأرضهم على كل الجبهات حتى الاستشهاد، وما النصر الا حليف الشعوب المكافحة من اجل استقلالها وحقها في تقرير مصيرها. 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٥/١/٢٩.

بيان للقيادة القومية حول العدوان الصهيوني على سوريا

في بيان للقيادة القومية حول العدوان الصهيوني على سوريا:

العدوان الصهيوني الواسع على سوريا هو خامس من حزيران جديد

لتحرك عربي لردع العدوان ومساعدة سوريا على استنهاض وضعها السياسي والاقتصادي. 

 

اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، إن العدوان الصهيوني الواسع على سوريا في لحظة الانتقال السياسي، هو استحضار لخامس من حزيران جديد، والواجب القومي يملي التحرك السريع لردع العدوان وتوفير كل الدعم لسوريا من أجل استنهاض وضعها السياسي والاقتصادي وإعادة بناء دولتها الوطنية الديموقراطية.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:

لم تكد تمضي ساعات قليلة على تهاوي النظام في سوريا، واطلاق صفارة الانطلاق لبدء مرحلة جديدة من الحياة السياسية ، حتى كان العدو الصهيوني يحشد قواته على طول الحدود البرية والتي منها انطلق لاحتلال حزام جغرافي والسيطرة على قمة جبل الشيخ بذريعة ملء الفراغ العسكري والأمني الذي نتج عن انسحاب وحدات الجيش السوري من مواقعه  والتي يتحمل النظام السابق مسؤولية احداث الفراغ العسكري على طول الجبهة مع العدو  الذي  لم يكتف بدفع قواته إلى ما بعد المنطقة العازلة التي تشغلها القوات الدولية، بل بادر إلى شن غارات جوية شملت كل مساحة سوريا الجغرافية من شرقها إلى غربها مستهدفاً المطارات العسكرية ومعسكرات الجيش والمؤسسات ذات الصلة ومراكز البحث العلمي وميناء اللاذقية ، في استحضار لمشهدية الخامس من حزيران سنة ١٩٦٧ .

إن هذا العدوان الصهيوني الواسع  الواضح باستهدافاته وأبعاده التي تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية لسوريا أولاً ، وزيادة مصاعبها في إعادة البناء السياسي والاقتصادي والتأهيل الوطني والاجتماعي ثانياً ، يؤكد وبما لا يقبل الشك ، بأن العدو كان يريد أن لا تنتهي الأمور في سوريا ، بالطريقة التي انتهت إليها بإسقاط النظام الحاكم بأقل الخسائر الممكنة ، بل كان يتمنى بأن تندفع الأمور إلى اقتتال وتمزق داخليين يؤدي بنتيجته إلى التدمير الذاتي للقدرات السورية واسقاط دور الدولة المركزي الذي يحول دون دفع الأوضاع نحو التقسيم المناطقي.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ترى بما قام به العدو من توسيع لرقعة احتلاله وتدمير المراكز والمؤسسات ذات الصلة بالجهد العسكري والعلمي، ليس أمراً غريباً على طبيعته العدوانية والتوسعية، وهو بما قام به إنما هو استمرار لعدوانه على لبنان، وارتكابه لإبادة جماعية في غزة ، وهو بطبيعة الحال لم يخفِ ذلك ، بل يجاهر به ويعد الخطط لتنفيذه بدعم كامل ومطلق من الولايات المتحدة الأميركية التي أوكلت إليه تمهيد الأرضية لتشكيل النظام الإقليمي الجديد الذي تسعى إليه الدولة العميقة في أميركا، والتي ساعدها على ذلك ما أفرزه التغول الإيراني في العمق القومي الذي أدى إلى اضعاف مناعة ومقومات الدولة الوطنية بعدما ضرب النظام الإيراني  مخالبه في البنية الوطنية والمجتمعية العربية  وبشكل خاص سوريا والعراق كدولتين محوريتين في الوطن العربي.

إن القيادة القومية للحزب، تعي جيداً، إن التحديات التي ستواجه سوريا في المرحلة الانتقالية ستكون كبيرة وكثيرة وعلى رأسها تحدي الاحتلال الصهيوني للأرض العربية السورية القديم منه والحديث، كما تحدي تموضع سوريا السياسي في موقعها القومي الطبيعي بعيداً عن الارتهان لقوى إقليمية ودولية، وتحدي إعادة البناء الوطني للدولة المدنية الذي يديرها نظام سياسي تحكمه قواعد الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة وفق الخيارات التي تفرزها الإرادة الشعبية. 

إننا ندرك جيداً، إن العبء ثقيل على قوى التغيير السياسي للانتقال بسوريا إلى وضع جديد في إدارة الحياة السياسية الداخلية وإلى تحديد الخيارات في العلاقة مع الخارج. إذ بعد ما ينوف عن خمسين سنة من حكم استبدادي  ألغى كل مظاهر الحياة السياسية بتعبيراتها الديموقراطية وصادر الحريات العامة، وارتبط بعلاقات مشبوهة مع قوى إقليمية  تناصب العروبة العداء ، ومارس السلطة تحت شعار البعث الذي انتحل اسمه بعدما ارتد عليه في تشويه مقصود وعن سابق تصور وتصميم مرتكباً أفظع الموبقات القومية باسم البعث بكل ما تعلق بالأمن القومي العربي وقضايا الأمة وفي طليعتها القضية الفلسطينية، بات الأمر  يتطلب الاسراع في عملية الانتقال السياسي وإعادة بناء الدولة على قاعدة اشراك كافة القوى السياسية وخاصة القوى القومية والوطنية والديموقراطية التي أُقصيت عن المشهد السياسي طيلة الحقبة المظلمة من تاريخ سوريا الحديث. وإذا كان من أولوية يجب التشديد عليها في ضوء المخاطر التي تهدد الأمن الوطني وخاصة تلك يجسدها الخطر الصهيوني، فهي الحفاظ على وحدة المؤسسات وخاصة مؤسسة الجيش التي يفترض إعادة هيكلته بما يستجيب والمهمات الوطنية الملقاة على عاتقه. وإذا ما خامر البعض فكرة حل الجيش، فتكون سوريا قد دخلت في المحظور الوطني واندفعت إلى حيث يريد الأعداء لها أن تصل، وعملية حل الجيش العراقي وما ترتب عليها من نتائج كارثية ما تزال تداعياتها تترك بصماتها على واقع العراق والأمة العربية.

إن ما يواجه سوريا من تحديات، يوجب على الأمة العربية توفير الدعم والإسناد لها في مواجهة العدوان الصهيوني المتصاعد، وفي عملية إعادة البناء الوطني واستنهاض وضعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي كي تكون قادرة على تجاوز الصعوبات والعراقيل التي تعترض مسيرة التأهيل الوطني وإعادة تموضع سوريا في موقعها القومي الطبيعي.

إن القيادة القومية للحزب، التي تكبر بجماهير سوريا وعيها الوطني، تدعو كافة طيفها السياسي إلى توحيد قواها من مواجهة القوى التي لا تريد لسوريا أن تستعيد دورها كرافعة للنضال العربي التحرري في التصدي لأعداء الأمة المتعددي المشارب والمواقع بدءاً بالعدو الصهيوني. كما تدعو إلى توحيد الجهود الوطنية في سوريا والجهد القومي العربي لردع العدوان الصهيوني ولتوفير كل مقومات التصدي لاحتلال أرض سوريا وكل أرضٍ عربية محتلة.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٤/١٢/١٠

القيادة القومية: حراك الجماهير دون المستوى المطلوب

القيادة القومية: حراك الجماهير دون المستوى المطلوب

دعماً لفلسطين وليستعد الشارع العربي نبضه انتصاراً لقضايا الامة

لا مراهنة على النظام الرسمي العربي المرتهن للقوى الدولية والاقليمية

لوحدة وطنية فلسطين تحمي انجاز طوفان الاقصى وتحول دون احتواء القرار الوطني الفلسطيني

 

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن القضية الفلسطينية كانت ومازالت تشكل كاشفاً لكل ما يحيط بها من مواقف سلبية وإيجابية، واعتبرت أن حراك الجماهير العربية انتصاراً لفلسطين هو دون المستوى المطلوب. ودعت إلى استعادة الشارع العربي لنبضه ولتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج كفاحي متوجه نحو التحرير.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية فيما يلي نصه:

منذ ثمانية أشهر والعدو الصهيوني مستمر في عدوانه على غزة ،مرتكباً حرب ابادة جماعية بحق اكثر من مليوني فلسطيني يعيشون ظروفاً شديدة الصعوبة والتعقيد من جراء القصف التدميري الذي يقتل البشر ويدمر الحجر ويحرق الشجر في ظل انعدام الملاذات الآمنة ، والحصار المطبق الذي لم تفلح كل المحاولات لفكه بغية ايصال المساعدات الانسانية الغذائية والطبية وخيم الايواء للمدنيين الذين شردتهم الحرب المفروضة عليهم وأودت حتى الآن بما يزيد عن خمسة وثلاثين الفاً من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء وما ينوف عن مئة الف جريح عدا المفقودين والذين ما يزالون تحت الأنقاض.

إن ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في غزة وحيث وصلت امداءات عدوانه نظراً لعدم تقيده بقوانين الحرب وانتهاكاته الصارخة لأحكام القانون الدولي الإنساني، كان لها الأثر الكبير في تحريك الرأي العام الدولي في إدانته “لإسرائيل”، بالتلازم مع المطالبة بوقف الحرب وفك الحصار والحرية لفلسطين.

إن التحول في الرأي العام الدولي، هو التطور الاهم في التعامل مع قضية فلسطين وحق شعبها في الحرية وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة بعد ٧٦ سنة على الاغتصاب واقامة الحركة الصهيونية لكيانها على ارض فلسطين. وأهمية هذا التحول أنه لم يقتصر على إعلان المواقف التي تدين العدوان الصهيوني وتؤيد الحق الوطني الفلسطيني وحسب، بل اقترن بإجراءات عملية برزت على ثلاثة مسارات:

مسار المساءلة القضائية، عبر مقاضاة “اسرائيل” امام محكمة العدل الدولية لارتكابها حرب إبادة جماعية، وأمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتصنيفها دولة (ابارتهايد، دولة فصل عنصري) في الهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة بحماية حقوق الانسان. وكان على مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الذي أوصى بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء العدو ووزير الدفاع، ألا يساوي بين الجلاد والضحية عبر دعوته لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة حماس وهي التي تقود معركة التصدي للعدوان على غزة، وتقاوم الاحتلال كحق حفظته المواثيق الدولية لحركات للشعوب في النضال ضد الاستعمار وحق تقرير المصير.

ومسار سياسي، عبر اقدام بعض الدول على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع “اسرائيل” وتزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وآخره اعتراف ثلاث دول اوروبية. وهذا المسار ينحو خطاً بيانياً تصاعدياً بعدما سبقه تصويت الهيئة العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين العضوية الكاملة، وهو ما دفع المندوب الصهيوني لأن يُمزق ميثاق الامم المتحدة كرد فعلٍ على قرار الجمعية العامة.

ومسار اقتصادي وبحثي، عبر اجراءات اقتصادية اقدمت عليها بعض الدول لوقف التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني، كما ايقاف العديد من الجامعات الاميركية والاوروبية وبضغط من الحراك الطلابي فيها على وقف استثمارات هذه الجامعات في “اسرائيل”، ووقف التعاون في مجالات البحث العلمي مع الجامعات الصهيونية.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهو تقدر عالياً مواقف الدول والحركات التي انتصرت للحق الوطني الفلسطيني، وترجمت ذلك بمواقف عملية، كدولة جنوب افريقيا التي بادرت لمقاضاة “اسرائيل”، أمام محكمة العدل الدولية واليها انضمت العديد من الدول، واقدام بعض دول أميركا الجنوبية والوسطى على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كيان العدو، ومن ثم تتالي الاعترافات الدولية بدولة فلسطين خاصة تلك التي تصدر عن دول اوروبية، إنما تعتبر هذا التحول الايجابي ما كان ليحصل لولا توفر عاملين:

الاول، صمود شعب فلسطين وتمسكه بأرضه ومقاومته لمحاولات اقتلاعه ودفعه إلى عالم الشتات عبر “ترانسفير” جديد شبيه بذاك الذي حصل ابان النكبة التي تطوي هذه الايام عامها السادس والسبعون.

والثاني، انكشاف الطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني الذي يعمل على تبرير بوجوده بنفي وجود صاحب الحق الاصلي بأرضه التي انتزعت منه بالاحتلال الاستيطاني الاحلالي. وان ما ارتكبه من مجازر بحق شعب فلسطين قبل طوفان الاقصى وفي سياقاته، شكل عنصراً صادماً لمساحات واسعة من الرأي العام الدولي خاصة اولئك المشبعين بقضية الدفاع عن حقوق الانسان وهي التي انتهكت انتهاكاً صارخاً من قبل “اسرائيل” كدولة قائمة بالاحتلال.

ان القيادة القومية للحزب، وهي توجه التحية للدول والحركات التي ناصرت فلسطين وشعبها في مقاومته للاحتلال، تعتبر ان هذه التحولات الايجابية في المواقف الدولية تجاه قضية فلسطين، بدت متقدمة جداً على مواقف كثيرٍ من الانظمة العربية والحركات التي تماهت مع القوى التي تعمل على الاستثمار بالقضية الفلسطينية. فدول النظام الرسمي العربي ، التي وقفت غالبيتها موقف المتفرج تجاه ما تتعرض جماهير فلسطين من ابادة جراء العدوان الصهيوني ، لم تكتف بالتعبيرات الافرادية عن مضمر مواقفها التي وصل بعضها حتى التواطؤ ، بل أن موقفها الجمعي لم يكن اقل سوءاً، فضلاً عن تخاذله وافتقاره لأبسط الالتزامات القومية سياسياً واخلاقياً ، من خلال ما تمخض عنه مؤتمر القمة الذي عقد في البحرين من مقررات هي في احسن الاحوال مجرد تمنيات ودعوات انشائية بقيت بعيدة عن مقاربة الاجراءات العملية الضاغطة لوقف الحرب في غزة وفك الحصار عنها.

إن دول النظام الرسمي العربي لو كانون ينظرون فعلاً إلى قضية فلسطين بانها قضية قومية تهم الامة العربية كلها بقدر ماهي قضية وطنية فلسطينية، لكان عليهم ان يشهروا سلاح الموقف بوجه العدو وحاضنته الاميركية، من خلال الخروج من اتفاقيات التسوية ووقف مسار التطبيع، واستعمال سلاح النفط والغاز اسوة بالقرار الذي اتخذ ابان حرب تشربن عام ١٩٧٣.

اما وان شيئاً من هذا القبيل لم يحصل، فإنه لا يمكن المراهنة على هكذا نظام رسمي مرتهن بغالبية اعضائه لقوى دولية واقليمية تناصب الامة العداء وتمعن تخريباً في البنيان القومي. وهذه الانظمة التي تقف متفرجة حيال ما يتعرض له شعب فلسطين ومقاومته، هي ذاتها التي تآمرت على العراق ودخلت في حلف سياسي وعسكري ضده وشاركت بالحصار متذرعة “بالشرعية الدولية “. ومن يساهم باحتلال العراق ويدمر بنيته الوطنية ويطّيف حياته السياسية والاجتماعية لا يمكن ان يكون مع فلسطين وقضيتها ومقاومتها.

إن القيادة القومية للحزب، التي تعتبر أن الأمن القومي هو وحدة عضوية، تعتبر أن ما يهدد السلامة الوطنية لمكونات الدولة الوطنية إنما يهدد الأمن القومي برمته وضمنه، تندرج محاصرة الحالات المشرقة في الواقع العربي الذي كان حراكه الشعبي من أجل التغيير الوطني الديموقراطي يبشر بغدٍ واعدٍ لولا اختراق هذا الحراك وحرفه عن مساره في ساحات وفرض العسكرة عليه في ساحات أخرى.

وعليه فإن المقاومة الفلسطينية كما هي محاصرة بواقع الانقسام الفصائلي في ساحتها الوطنية، هي محاصرة أيضاً بواقع تخاذل النظام الرسمي العربي، الذي لم يكتفِ بتخاذله حيال القضية المركزية للأمة وحسب، بل عمد إلى التدخل سلباً في ساحة الفعل الوطني الفلسطيني عبر محاولاته المتكررة لاحتواء القرار الوطني، وتجفيف الدعم المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو الذي انعكس عجزاً عن مواجهة تحديات الاحتلال وتأثيراته الضاغطة على الواقع المعيشي في الأرض المحتلة.

إن القيادة القومية للحزب ، وفي ظل واقع الانقسام السياسي في الساحة الفلسطينية وواقع النظام الرسمي العربية ،وما تشهده العديد من الاقطار العربية من ازمات بنيوية وتشظٍ في اوضاعها الداخلية ، فان المدخل القويم لإعادة انتظام الاوضاع على نصابها الطبيعي ، انما يكمن بالعودة الجماهير ، كي تعود وتأخذ دورها في حركة النضال الوطني في مواجهة أنظمة الفساد والارتهان والتبعية للقوى الخارجية من دولية واقليمية ، كما في إعادة تصويب الحراك باتجاه البعد التحريري وعلى قاعدة تكامل وتفاعل معطى النضال من أجل التغيير مع معطى النضال من أجل التحرير.

إن القيادة القومية وهي تدعو إلى إعادة الاعتبار لدور الجماهير في توفير الحاضنة الشعبية لقوى المقاومة العربية وطليعتها مقاومة شعب فلسطين التي تسطر هذه الأيام ملاحم بطولية في التصدي للعدوان، تدعو قوى حركة التحرر العربي التي تناضل ضد الاستلاب القومي للأمة والاستلاب الاجتماعي للجماهير، إلى أن ترتقي في أدائها النضالي إلى المستوى الذي يمكنها من فرض نفسها كرقم صعب في معادلة الصراع الذي تخوضه الأمة ضد أعدائها المتعددي المشارب والمواقع والذين يهددون أمنها القومي من داخل الوطن العربي ومداخله. وهذه الدعوة ما كانت ليعاد التأكيد عليها، لولا التقصير الذي ينتاب أداء هذه الحركة في تحريكها وتثويرها للشارع العربي، في وقت تتعرض فيه الأمة لهجمة صهيو- استعمارية وشعوبية، لفرض نظام اقليمي جديد، تستحضر فيه قوى غير عربية لتكون من ركائزه الأساسية وعلى حساب المكون القومي العربي.

إن القيادة القومية للحزب، وهي تقدر عالياً صمود المقاومة وتصديها للعدوان الصهيوني في غزة، ترى أن الصمود والحؤول دون العدو من تحقيق أهدافه رغم اعتماده سياسة الأرض المحروقة ورغم قدراته العسكرية الهائلة، ما كان ليحصل صمود الجماهير وتحملها كل تداعيات القصف التدميري والحصار والحرمان من أبسط المقومات الحياتية.

فهده الجماهير الصامدة والصابرة في غزة شكلت حاضنة شعبية لقوى المقاومة، وتمسكت بالأرض ولم تغادرها، وهذا ما جعل العدو يواجه مأزقاً بدأت تداعياته ترتد عليه في الداخل الصهيوني كما في العزلة الدولية الآخذة بالاتساع بعدما تبين انه يمارس سياسة التطهير العرقي ضد شعب بأكمله. وإذا كانت الكتلة الشعبية في غزة على رغم الحصار المفروض عليها ووقوعها تحت الاطباق بالنار قد فعلت فعلها الايجابي في توفير حزام أمانٍ شعبيٍ لقوى المقاومة، فكيف سيكون الحال لو انتفض الشارع العربي انتصاراً لفلسطين ومقاومتها وضغط على النظام الرسمي العربي الذي يتعامل مع ما يجري في فلسطين وكأنه يجري في كوكب آخر؟

إن القيادة القومية للحزب، وهي تسجل على حركة التحرر العربي قصورها في تحريك الشارع العربي، تدعوها إلى مراجعة نقدية لتحديد مصادر الخلل في أدائها وفي قدرتها على تحريك هذا الشارع انتصاراً للقضايا القومية وقضايا الحرية والديموقراطية وحتى يستعيد هذا الشارع حيويته على وقع نشيد بلاد العرب اوطاني خاصة في هذه المرحلة المصيرية التي تمر بها قضية فلسطين والامة برمتها.

إن استعادة الاعتبار لدور الجماهير في استحضار دورها كالذي عاشته في الخمسينيات من القرن الماضي، هو الذي يمكنها من أن تكون العامل المؤثر في فرض الخيارات التي تحاكي الطموح الجماهيري في تحقيق الأهداف الوطنية والقومية تحت عنواني التغيير والتحرير. وهل يعقل أن يكون الشارع الغربي أكثر حيوية ودينامية وتأثيراً في اسناد الحق الوطني الفلسطيني من الشارع العربي الذي يغط في غالبيته ساحاته في سبات عميق، وإن تكون الجامعات في أميركا وأوروبا موئلاً لحركة الاحتجاج ضد حرب الإبادة التي تشنها “اسرائيل” على غزة فيما الجامعات العربية لا تحرك ساكناً وهي التي كان طلابها طليعة الحركة الجماهيرية في السنوات التي أعقبت النكبة؟

إن المرحلة التي تمر بها الأمة وقضيتها المركزية، تفرض موقفاً يرتقي حد مواجهة التحديات المطروحة على مستوى الكل القومي كما على مستوى الجزء الوطني. وهذا سبيله الوحيد استعادة الشارع لنبضه اليوم، انتصاراً لقضايا الأمة وفي الطليعة منها فلسطين. وهو مطلوب اليوم كما لم يكن في أي وقت مضى ، من أجل حماية الهوية الوطنية الفلسطينية ، ومن أجل توظيف التحول في الرأي العام الدولي توظيفاً إيجابياً لمصلحة تمكين شعب فلسطين من تحرير ارضه واسترداد حقوقه واقامة دولته على ترابه الوطني والحؤول دون احتواء قراره الوطني أو الاستثمار به ومن أجل اسقاط البدائل التي تروج لإدارة شؤون شعب فلسطين بمعزل عن إرادته ، وآخرها ،بدعة تعيين حاكم مدني أميركي ،وحبر قرارات بول بريمر الذي عينته أميركا حاكماً مدنياً للعراق بعد الاحتلال لم يجف وهو الذي أدار مخطط تدمير البنية الوطنية العراقية عبر حل مؤسسة الجيش أعقبه بقرار اجتثاث البعث والذي تحول مادة بأيدي السلطة العميلة التي أفرزها الاحتلال للترهيب المادي والمعنوي بحق المناضلين وشرائح واسعة من الشعب العراقي. وإن الحاكم المدني الأميركي لإدارة شؤون فلسطين لن تكون مهمته تهيئة الارضية لقيام الدولة الفلسطينية، وإنما لتفكيك بنية المقاومة وممثلها الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية. وما الموقف الأميركي في مجلس الأمن والهيئة العامة للأمم المتحدة إلا الدليل الواضح على حقيقة الموقف الأميركي.

على هذا الأساس، فإن القيادة القومية للحزب، التي تشدّد على أهمية العودة إلى الجماهير لتفعيل حضورها في بلورة الخيارات السياسية وانتزاع القرارات الوطنية من خلال ضغط الشارع، تدعو تنظيمات الحزب على مستوى الوطن العربي للمبادرة لتشكيل الجبهات الوطنية وصولاً إلى تشكيل الجبهة الشعبية العربية التي تأخذ على عاتقها قيادة النضال الجماهيري انتصاراً لثورة فلسطين ولإعادة تصويب الأوضاع الداخلية بإحداث التغيير الوطني الديموقراطي.

إن هذا الحراك الشعبي العربي المنظم ، هو الذي يعيد لمصر دورها كرافعة للنضال العربي ، وهو الذي يسقط العملية السياسية وكل افرازات الاحتلال في العراق كي يعود إلى سابق عهده الوطني ركناً من اركان النظام القومي العصي على الاختراق والاحتواء ، وهو الذي يعيد لسوريا دورها وموقعها في مسيرة النضال العربي بعد تشويه دورها بفعل انحراف نظامها وارتمائه في أحضان المشروع الشعوبي ، وهو الذي يحاصر الحرب العبثية بين أطراف المكون العسكري في السودان ، ويمضي به لبناء الدولة المدنية الديموقراطية ،وهو الذي يدفع بأشكال الحراك في ساحات لبنان والأردن والخليج العربي واقطار المغرب العربي إلى مستويات أكثر فعالية في انتصارها ودعمها لقضايا الأمة ، والأهم من كل ذلك هو الذي يوفر الحضن القومي الدافئ لفلسطين ومقاومة شعبها ضد الاحتلال وفي مواجهة ما يتعرض له من ضغوط لفرض خيارات قاتلة عليه تطيح بكل تضحياته وهي الغالية جداً على شعب فلسطين وعلى امتنا العربية .

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تدعو إلى استعادة الشارع العربي لنبضه، فلكي يلاقي الحراك الشعبي العربي التحول الايجابي في الرأي العام الدولي لمصلحة القضية الفلسطينية، وليوجه رسالة لكل العالم، بأن فلسطين هي حق خاص وطني بقدر ماهي حق عام قومي، وإن الأمة العربية بالاستناد إلى قواها الحية معنية بحماية هذا الحق انطلاقاً من كون فلسطين لم تكن مستهدفة لذاتها وحسب وإنما من خلالها الأمة العربية.

نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج كفاحي متوجه نحو التحرير.

نعم لانضواء كافة الفصائل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعب فلسطين وتطوير مؤسساتها بما يلاءم المتغيرات الحاصلة على مسار النضال الوطني الفلسطيني.

نعم لاستعادة الشارع العربي لنبضه، ولتشكيل الجبهات الوطنية والجبهة الشعبية العربية.

لا للاحتلال أياً كانت هويته وجنسيته ولا للقواعد الأجنبية على الأرض العربية.

لا لاتفاقيات التسوية مع العدو ولا لمسارات التطبيع أياً كانت عناوينها ومضامينها.

تحية إلى شهداء فلسطين، في غزة والضفة القدس وكل أرض فلسطين التاريخية.

تحية لشهداء الأمة العربية على مساحة الوطن العربي الكبير.

تحية للمقاومة التي تسطر أروع الملاحم في الصمود والتصدي.

تحية لجماهير فلسطين التي تشكل حزام أمان شعبي للقوى المقاومة.

عاشت فلسطين حرة عربية.

عاشت الأمة العربية وعاشت أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.

في ٢٠٢٤/٥/٢٥

بيان القيادة القومية بشأن الحدث السوري

القيادة القومية :

رحبت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي بعملية  اسقاط  النظام  ، معتبرة ان الزلزال السياسي  سيدخل سوريا  مرحلة جديدة في ضوء التحديات الى ستواجهها على مستوى علاقاتها مع الخارج الاقليمي والدولي  ومستوى بنائها السياسي الذي يعيد لدورها القومي  حضوره كرافعة للعمل العربي بكل ابعاده القومية ومضامينه التقدمية مشددة على ان لايفضي اسقاط النظام الى استبدال هيمنة قوى اقليمية معينة بقوى اقليمية ودولية اخرى ، واكدت على اهمية الاسراع باطلاق العملية السياسية لاقامة  النظام الذي تحكمه قواعد الفصل بين السلطات  وديموقراطية الحياة السياسية .

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه. 

واخيراً ،سقط نظام الردة  بعد عقود من الزمن ، عانت فيها جماهير شعبنا في سوريا الحبيبة من الاستبداد السياسي والتوريث السلطوي  ومصادرة الحريات العامة وخاصة السياسية منها . وهذه المعاناة بقدر ما كانت شديدة الوطأة على الحياة المجتمعية بكافة تعبيراتها  في داخل القطر بعدما حول النظام دور الدولة  من دولة حماية ورعاية اجتماعية الى  دولة امنية ، فإن هذه المعاناة كان شديدة الوطأة ايضاً على موقع سوريا ودورها القومي بعدما حولها النظام من دولة طالبة او مطلوبة دائمة للعمل العربي الوحدوي ، الى دولة ترتبط  بتحالفات  مشبوهة  تناصب العروبة العداء ، وبما ادى الى افراز نتائج شديدة السلبية على الواقع القومي برزت بشكل صارخ في كل ساحات الاقطار العربية التي تعرضت ولما تزل الى اشكال متعددة من العدوان المنطلق من داخل الوطن العربي ومداخله.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وهي توجه التحية لشعبنا العربي في سوريا على صبره وصموده وانشداده الى وطنيته وعروبته التي حاول النظام تشويهها على مدى عقود من الزمن ، ترى ان اسقاط النظام الفاقد اصلاً لمشروعيته الوطنية والقومية ، هو انجاز هام على طريق اعادة سوريا لموقعها الطبيعي في خارطة النضال العربي التحرري من اجل وحدة الامة العربية وتقدمها.

 واذا كان اسقاط النظام الذي عاند طويلاً الاستجابة لتطلعات الجماهير في التغيير السياسي بوسائط التعبير الديموقراطي وعبر الاحتكام للشعب بكل مايتعلق بقضاياه الوطنية والاجتماعية ، قد فتح  كوة في جدار الانسداد السياسي والانطلاق في مسار التحولات الايجابية لاعادة بناء الدولة الوطنية الديموقراطية ، الا أن هذا الانجاز  ليس هدفاً بحد ذاته بل هو مدخل  للولوج الى رحاب مرحلة جديدة لانتاج نظام يستجيب للتطلعات الشعبية بحيث  يفترض ان يكون بحاملته السياسية وبرنامجه على الطرف النقيض من النظام الذي أُسْقِطَ  قدر تعلق الامر بطبيعة القوى التي تصدرت المشهد السياسي  وتقدم نفسها قائدة لهذا المسار ، او تعلق الامر بخارطة الطريق التي يتم السير بها نحو انتاج واقع سياسي جديد بكل عناوينه الوطنية والقومية .  وعليه فإن القيادة القومية للحزب وفي تقييمها الاولي  لواقع الحدث السوري مع كل نتائجه  وارتدادته على مستوى الداخل والاقليم انما تؤكد على مايلي :

اولاً  : ان التغيير في سوريا كي يكون منتجاً لمفاعيله الايجابية على المستويين الداخلي والخارجي ، يجب ان يكون تغييراً وطنياً يحاكي مصالح الشعب بكل طيفه المجتمعي ،وهذا يملي ان لا يكون بديل اسقاط النظام الذي استبطنته عقلية اقلوية بالمعتقد الايماني  ، نظاماً  تستطبنه عقلية اكثروية بالمعتقد الايماني ايضاً ، فكلا النموذجين هما تقسيميان بطيبعتهما  على المستوى المجتمعي اذا لم ينصهرا في بعد وطني واضح المضامين والابعاد وهذا مايتطلب أن تدار سوريا الجديدة  بنظام وطني تحكمه قواعد المساواة في المواطنة.

ثانياً :  ان اسقاط النظام السياسي  وقد تحقق ، لايعني اسقاطاً للدولة بكل الرمزية الاعتبارية التي تمثلها ، ومنها العلم الوطني. فإذا  كان يسجل على النظام الذي تهاوى باسرع من لمح البصر ارتكابه  الموبقات السياسية والوطنية بحق شعب سوريا والامة العربية، الا ان تاريخ  سوريا قبل سيطرة الطغمة التي حكمت سوريا اكثر من خمسة عقود بالحديد والنار يحفل بالمحطات النضالية وابرزها محطة اعلان الوحدة والذي رصع  علمها بالنجمتين. فالعلم ، هو علم الدولة وليس علم النظام، و بالتالي يجب الحفاظ عليه للرمزية الاعتبارية التي ينطوي عليها. اننا اذ نؤكد على ذلك فلاننا نريد ان تعود سوريا باوضاعها الداخلية وبكل الرمزيات التي تمثلها الى مرحلة ماقبل حكم الدولة الامنية التي بدأت مع النظام المتهاوي  وليس الى مرحلة ماقبل الوحدة.

ثالثاً : ان القيادة القومية للحزب ، التي ترى في ماحصل في سوريا خلال الايام الاخيرة ، انجازاً بالغ الاهمية لجهة اسقاط واحدة من اخطر حلقات مشروع التغول الايراني في العمق القومي العربي والذي امعن تخريباً وتفتيتاً واضعافاً لبنية الدولة الوطنية في اكثر من قطر عربي واستشراسه في تنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي في التركيب المجتمعي العربي وخاصة في ساحتي سوريا والعراق والذي مارسه النظام  الايراني من خلال وصايته على النظام السوري الذي تهاوى ، ترى ان مصلحة سوريا الوطنية كما مصلحة الامة العربية ، أن لا يستبدل وصي اقليمي ايراني مغادر ومطرود ، بوصي اقليمي تركي  قادم ومرحب به . ان كلا الطرفين تحكمهما مصالحهما الاقليمية الخاصة. والتي يرونها في الفضاء العربي ، وكلا الطرفين مطلوبين اميركياً في سياق ما يخطط وينفذ لاجل انتاج نظام اقليمي جديد يتشكل على حساب الامن القومي العربي.

رابعاً : ان القيادة القومية للحزب ، ترى ان امام شعبنا في سوريا مسار طويل لاعادة تأهيل اوضاعه الداخلية في ظل نظام سياسي جديد تحكمه التعددية السياسية والديموقواطية ، وهذا يتطلب اطلاق عملية سياسية ، تؤكد على الثوابت الوطنية بكل مضامينها الاجتماعية والقومية بكل عناوينها.وتنطلق من اقرار دستور جديد تنص ثوابته على وحدة الارض والشعب والمؤسسات وعلى انتظام الحياة السياسية الذي يقوم على مبدأ ديموقراطية الحياة السياسية  والتداول السلمي للسلطة وفق الخيارات التي تفرزها الارادة الشعبية ، وعلى قاعدة ان الدولة الوطنية  تظلل الجميع على مختلف طيفهم السياسي والمجتمعي بنظامها الدستوري الذي يحفظ حقوق كل مكونات الشعب في اطار وحدة مؤسساتها الدستورية . وهذه العملية السياسية بقدر ما هي معنية باعادة انتاج نظام سياسي جديد ، فهي معنية ايضاً باعادة الاعتبار لموقع ودور سوريا القومي في مواجهة اعداء الامة المتعددي المشارب والمواقع وخاصة المشروع الصهيوني الذي يرتقي الصراع القومي معه الى مستوى الصراع الوجودي ، كما باعادة دمشق لسابق عهدها بان تكون قلب العروبة النابض وليس ممراً او مستقراً للقوى الشعوبية وقوى التكفير الديني والتخريب المجتمعي. 

خامساً :  ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي تدرك بان دمشق كانت حاضنة لانطلاق حزب الثورة العربية ،حزب الوحدة والحرية والاشتراكية، تكبر بشعب سوريا وعيه الوطني وحرصه على المال العام  وتوجه التحية  لمناضليه الذي ثاروا وانتفضوا على حكم الاستبداد والتوريث ومصادرة الحريات العامة وارتهان  سوريا لقوى اقليمية ودولية نمت ادوارها على حساب مصالح الشعب وامنه الوطني والمجتمعي . كما تدعوه لان يكون شديد اليقظة الوطنية في مواجهة مخاطر التقسيم والتفتيت والارتهان للخارج الاقليمي والدولي ، وان يعمل على توحيد  قواه السياسية والشعبية من اجل تحرير ارضه المحتلة من العدو الصهيوني وكل الاحتلالات الاجنبية  الاخرى واخراج قواتها من الارض السورية التي يجب ان تبقى تحت سيادة الدولة الوطنية .

ان التحديات التى تواجه سوريا كما سائر الامة العربية في لحظة اشتداد الصراع الدولي والاقليمي عليها، تتطلب الاسراع باطلاق  العملية السياسية من اجل تسريع الخطى في  البناء الوطني على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهو الذي يدفع باتجاه تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة كل من يضمر شراً بسوريا سواء من الداخل والخارج. فسوريا الموحدة الواضحة الخيارات الوطنية والقومية هي ضمانة الجميع وهي الحضن الدافئ لكل الذين عانوا من صقيع المؤامرات الخارجية وانتهازية واستغلال الطفيليات الداخلية.

تحية لشهداء سوريا ، وتحية لتضحيات مناضلي حزب البعث الاصيل والى شهدائه الذين قضوا في سجون ومعتقلات نظام قوى  الردة الشباطية.

 وتحية للمحرَّرين من سجون واقبية النظام الذين خرجوا للحرية ، والشفاء للجرحى .

وثقة الامة وجماهيرها  ان تبقى سوريا وفية لعهدها القومي وتاريخها النضالي الذي لم يُضِعْ  لحظة بوصلته ، ان نحو فلسطين وقضيتها في التحرير وحق تقرير المصير لشعبها المقاوم والمتشبث بارضه حتى الاستشهاد  وان نحو قضايا الامة العربية في الوحدة والتقدم والديموقراطية. 

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في 8/12/2024

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى

القيادة القومية: 

– “طوفان الاقصى “، محطة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني

            وحمايته السياسية  تتطلب الاسراع بخطوات الوحدة الوطنية  .

-القضية الفلسطينية قضية قومية بامتياز ولا للاستثمار بدم شعبي فلسطين ولبنان  

  • الكيان الصهيوني يستحضر مشهدية غزة في عدوانه على لبنان
  • ولاستعادة نبض الشارع العربي انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع

 

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان ملحمة”طوفان الاقصى” ، تشكل علامة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وان حماية هذا الانجاز الوطني – القومي يتطلب تسييجها بوحدة وطنية واحتضان قومي . وشددّت على اهمية  الاحتضان  القومي للقضية الفلسطينية  وهو الذي يضع حداً للاستثمار السياسي بدم شعب فلسطين ولبنان. ورأت في توسيع الكيان الصهيوني لعدوانه على لبنان استحضاراً لمشهدية غزة من قتل وتدمير وتهجير . كما دعت الى استعادة الشارع العربي لنبضه انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع .

 جاء ذلك في بيان للقيادة القومية لمناسبة مرور سنة على  “طوفان الاقصى” ، في مايلي نصه.

 في الذكرى السنوية الاولى ل “طوفان الاقصى” ،تحيي القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي   ارادة التصدي  التي جسدها المقاومون الابطال في غزة  باقتحامهم دفاعات  العدو واختراق تحصيناته والعودة بصيد ثمين من الاسرى ، كما تحيي  ارادة الصمود لدى جماهير شعبنا التي قدمت  تضحيات جسيمة  لتشبثها بالارض ، وتنحني اجلالاً لارواح الشهداء الذين رووا ارض غزة بكل حواضرها بدمائهم الطاهرة مسطرين واحدة من اروع ملاحم البطولة في تاريخ مقاومة شعب فلسطين للاحتلال الصهيوني.

 بعد عام على “طوفان الاقصى”، ماتزال غزة تقاوم  رغم ما ارتكبه العدو من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ،بعدم احترامه لقوانين الحرب التي تفرض تحييد المرافق الطبية والانسانية ومراكز الايواء واحترام حقوق اسرى الحرب  وانتهاكه للمواثيق الدولية واحكام القانون الدولي الانساني منفذاً واحدةً من حروب الابادة الجماعية التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها ، هذا الى الحصار المفروض براً وبحراً وجواً ،وهو مايحول دون وصول مساعدات الاغاثة لاكثر من مليوني انسانٍ  يعيشون اوضاعاً معيشية قاسية لاتتوفر لهم الحدود الدنيا من الضرورات المعيشية والملاذات الامنة بعدما حّول العدو غزة الى ارض محروقة انتقاماً لما حل به  في السابع من اكتوبر ، ولعدم تمكنه من تحقيق اهدافه في استرداد اسراه ووأد ارادة المقاومة وتنفيذ “ترانسفير” جديد بحق  اهل غزة.

كما إن العدو ، بعد مرور عامٍ على “طوفان الاقصى”  ، لم يوفر الضفة الغربية والقدس من اعمال العدوان المتعددة الاشكال ، من اقتحام المخيمات وتجريف الاحياء السكنية ، وتنفيذ عمليات اغتيال ضد المقاومين وارتكاب المجازر بحق المدنيين واخرها الجريمة التي ارتكبها في طولكرم وقبلها في جنين وحرم الاقصى ، وذلك لابقاء جماهير الضفة والقدس  محاصرة ضمن دائرة حزام النار في الوقت الذي يواصل جرائمه بحق اهل غزة.

ان  العدو الصهيوني  وعلى ابواب الذكرى السنوية “لطوفان الاقصى” ، اقدم على توسيع رقعة عدوانه  ضد لبنان مستحضراً مشهدية ما ارتكبه في غزة ولم يزل من تنفيذ عمليات اغتيال وتدمير وتهجير  ،غير آبهٍ بالمبادرات الدولية الداعية الى وقف اطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار ١٧٠١ ،وهو مابات يرفضه مع التمهيد لعملية اجتياح  بري لخلق وقائع جديدة تمكّنه بالاستناد الى معطياتها فرض شروطه الامنية والسياسية التي تتجاوز مندرجات هذا القرار.

ان العدوان الصهيوني على لبنان الذي اوقع  حتى الان  اكثر من الفي شهيد واكثر من عشرة الاف جريح ، ودفع نحو مليون ونصف المليون الى النزوح في ظل واقع لبناني محكوم بانهيار مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على تلقي عبء النزوح ،يضع  لبنان على حافة كارثة انسانية توازي تلك التي ينوء تحب اعبائها اهل غزة ، وهذا مايجعل العدوان على لبنان يتناسق مع العدوان على غزة لجهة مايريد العدو فرضه من شروط في ظل الدعم الاميركي اللامحدود على كافة الصعد والمستويات ،  وفي ظل واقع الانقسام السياسي لبنانياً وفلسطينياً وعدم الارتقاء الى مستوى تحقيق وحدة وطنية في هاتين  الدائرتين تمليها ضرورات  المواجهة ومنح الموقعين  الفلسطيني واللبناني مناعة  داخلية في مواجهات التحديات التي يفرضها تواصل العدوان وتصعيده. واذا ما اضيف الى النتائج السلبية المترتبة على استمرار الانقسام الفصائلي الفلسطيني والمناكفات السياسية الداخلية اللبنانية  وعجز النظام الرسمي العربي عن كسر الحصار المفروض على غزة وبرودته  في مساعدة لبنان مع استمرار بعضه في نسج علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني ،فإن الانكشاف القومي هو الذي  افسح المجال للنظام الايراني  التغول في العمق القومي موظفاً  دماء شهداء لبنان وفلسطين الذين يسقطون في المواجهة مع العدو في خدمة  تحسين مواقعه بالتماهي مع الرغبة الاميركية  بغية  انتاج نظامٍ اقليمي جديد تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد،  وان حزبنا ،حزب البعث العربي الاشتراكي يرفض تجيير تضحيات شعب لبنان لصالح اجندة النظام الايراني ويدعو القوى التي تنفذ تلك الاجندات العودة الى وطنيتها تعلق الامر بساحة لبنان او بساحة فلسطين   .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ولمناسبة مرور سنة على”طوفان الاقصى ” ، وهي تكبر التضحيات الجسيمة  التي تبذلها جماهير فلسطين ولبنان وصمودهما في مواجهة تصاعد العدوانية الصهيونية عليهما انما تؤكد على الحقائق التالية  :

الحقيقة الاولى ، ان عملية “طوفان الاقصى “، شكلت محطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ، وهي وإن لم تكن  الاولى التي سطرت فيها المقاومة الفلسطينية ملحمة بطولية في مواجهة العدو الصهيوني  ، فإنها لن تكون الاخيرة ، لان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجودي سيبقى مفتوحاً على المستقبل طالماً بقي الاحتلال قائماً . ولهذا فإن هذه الانجاز النضالي سيؤسس عليه نضالياً وسياسياً كونه  جسد نقلة نوعية في مسيرة  المواجهة مع العدو الصهيوني.

الحقيقة الثانية ، ان المقاومة ومعها جماهير فلسطين تدرك ، ان النضال من اجل حماية الهوية الوطنية والتحرير وحق تقرير المصير ، هو طريق ليس  مفروشاً بالورود، بل هو طريق شائك يتطلب تضحيات بالنفس والمال وكل ماهو متاح من امكانات لمواجهة عدوٍ عنصريٍ  لايعيرُ اعتباراً للقيم الانسانية والاخلاقية ، ويحكمه نظام مارق يحظى بدعم مطلق من دول النظام الاستعماري وفي طليعتها اميركا التي توفر له الحماية الدولية من كل ادانة سياسية  ومساءلة قضائية عن جرائمه التي يرتكبها ضد شعب اُغْتصِبت ارضه وشرد منها . 

وعلى هذا الاساس   فإن الصراع مع العدو ، لايقتصر على مواجهته لوحده  وحسب وانما يشمل كل الداعمين والمتماهين معه من قوى دولية واقليمية  يلتقون على معاداة العروبة كهوية قومية  وكمنظومة  قيمية انسانية واخلاقية وكتاريخ حضاري وكمشروع سياسي هادف الى توحيد الامة العربية  في دولة قومية تتحقق فيها ذاتها  التي تنطوي على كل مقومات الوحدة.

الحقيقة الثالثة ، ان القضية الفلسطينية ، كانت قبل “طوفان الاقصى” وستبقى بعدها،  تشكل عاملاً كاشفاً لكل الاوضاع المحيطة بها في دوائر الفعل الوطني الفلسطيني والقومي والاقليمي والدولي وكما يؤكد القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق . فهي كاشف لمخاطر الانقسام السياسي في بنية العمل المقاوم الاحتلال وتأثيراته السلبية على فعاليات المقاومة بكل تعبيراتها السياسية والعسكرية والجماهيرية والتعبوية ، كما هي كاشف لتخاذل دول النظام الرسمي العربي  لابل تواطؤ وتآمر بعضها على  فلسطين شعباً وثورةً  بالمحاصرة السياسية والتقتير المالي ، في الوقت الذي تستمر فيه هذه الانظمة بادامة  علاقاتها الدبلوماسية والتطبيعية مع الكيان الصهيوني رغم حرب الابادة والتدمير والتهجير التي يشنها على غزة ولبنان وهو الذي لا يخفي ان حدود كيانه تتجاوز حدود فلسطين التاريخية الى مايسمى بدولة “اسرائيل الكبرى”التي ترتسم حدودها مابين الفرات والنيل.

الحقيقة الرابعة ،

ان فلسطين ، ومنذ بدأ الحلف الصهيو –  استعماري  التخطيط والتنفيذ لاغتصابها واقامة كيان غاصب على ارضها ، لم تكن بأساس وخلفية مشروعه مستهدفةً لذاتها وحسب ، وانما الوطن العربي برمته ويكفي التذكير بمقررات مؤتمر كامبل بانرمان ١٩٠٥- ١٩٠٧ ، للتدليل على البعد الحقيقي لاختيار فلسطين ، موقعاً تقيم عليه الحركة الصهيونية كيانها بدعم استعماري لاحدود له . وهذا ما يجعل من القضية الفلسطينية قضية قومية عربية مكتملة الاوصاف والاركان . وعندما تكون قضيةً ما ،  قضية قومية ، فأنها تتحول الى قضية شعبية تتجذر في وجدان الامة الجمعي وفي تفاصيل حياتها. وهذا مايشعر به كل انسان عربي حيث يرى بالقضية الفلسطينية قضية خاصة به تعنيه في حاضر حياته ومستقبله لارتباط مصير الامة بها .  وهذا ما لا ينطبق على تعاطي شعوب وامم اخرى معها ، اذ قد تقدم انظمة هذه الشعوب والامم على اتخاذ مواقف سلبية او ايجابية من القضية الفلسطينية ، ولكنها لا ترتقي في تعاملها معها باعتبارها قضية قومية ، وهذا ينطبق على الدول والانظمة التي تنظر الى القضية الفلسطينية وتتعامل معها باعتبارها قضية للاستثمار السياسي وكما هو حال النظام الايراني .

فالقضية الفلسطينية ما كانت يوماً قضية قومية للشعوب الايرانية ، بل هي مجرد قضية سياسي فوقية يتعامل معها النظام الايراني  باعتبارها مدخلاً للنفاذ الى قلب الوطن العربي وغرس مخالبه به .  وقد ساعده على ذلك ، الانكشاف القومي للامة بعد احتلال العراق من جهة  ، والتسهيلات الاميركية  من جهة اخرى بغية تنفيذ ماعجز عنه العدو الصهيوني من تحقيقه في اختراق العمق الشعبي العربي وتفتييت بناه المجتمعيه وتحويل الدول العربية  الى دول فاشلة . وقد اثبتت الوقائع التي اعقبت “طوفان الاقصى” على جبهتي لبنان وفلسطين ،ان النظام الايراني يستثمر بدم ابناء الامة من فلسطينيين ولبنانيين خدمة لاجندة اهدافه الخاصة بالاستناد الى التضليل الذي مارسه  في تعامله مع القضية الفلسطينية ، وبما دفع كثيرين من القوى السياسية العربية وللاسف لان تعمل على تسويق الموقف الايراني على انه موقف  جذري في معاداته للكيان الصهيوني فيما الحقيقة عكس ذلك وهو الذي يبقي قنوات اتصاله مفتوحة مع اميركا التي تضبط ايقاع تبادل الرسائل بالنار بين النظام الايراني والكيان الصهيوني لابقائها ضمن دائرة الاحتواء وفق الحدود المتفق عليها سلفاً .

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي ترى ان “طوفان الاقصى” ليست الا محطة في مسار النضال الوطني الفلسطيني ، تؤكد مجدداً ، بأن التضحيات التي تقدمها جماهير الامة في ساحتي فلسطين ولبنان ، ستذهب سدىً ان لم يتم تثميرها وتوظيفها توظيفاً نضالياً  في سياق تحصين الموقف الوطني الفلسطيني كما الموقف الوطني اللبناني.  وهذا مايتطلب :

اولاً ، المبادرة فوراً الى تفعيل ماتم الاتفاق عليه في بكين عبر وضع مندرجات اتفاق الوحدة الوطنية  قيد التنفيذ العاجل .  فبمثل هذه الوحدة ، تُحْدِثُ المقاومة صدمة ايجابية لدى جماهير فلسطين والامة ، وصدمة سلبية لدى العدو الذي يراهن على استمرار الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني لتمرير مخططاته السياسية الانية والبعيدة المدى بدءاً بطمس  الهوية الوطنية الفلسطينية عبراسقاط التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني والذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية.فضلاً عن ذلك ، فإن تحقيق هذه الوحدة بقدر ماهو حاجة وطنية فلسطينية ، فإنه حاجة عربية لمحاكاة الواقع العربي الرسمي والشعبي بموقف سياسي موحد ورؤية موحدة لآلية  ادارة الصراع بكل عناوينه ومتفرعاته ومنها ادارة الحراك الدبلوماسي الذي يفترض تفعيله في الحد الاقصى الممكن للاستفادة من معطى المتغيرات الايجابية على المستوى الدولي ،تعلق الامر بارتفاع عدد الدول التي تعترف بفلسطين ، او  بمقاضاة “اسرائيل”  على جرائمها امام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ، او   باجراءات المقاطعة لهذا الكيان والتي اتخذتها شركات وجامعات ومؤسسات بحث علمي وهيئات تعمل في مجال حقوق الانسان  .

لقد تحولت القضية الفلسطينية بعد “طوفان الاقصى” الى قضية رأي عام دولي ،وعلى ثورة فلسطين ان ترتقي الى مستوى هذا التحول واعتباره الانجاز الاهم الذي تحقق على مدى عقود من النضال  بوضع  القضية الفلسطيني في مدارها الانساني وهو الذي كانت تفتقر له في السابق ، وكان احد اسباب ضعفها وعدم قدرتها على خوض صراعٍ متكافىءٍ بكل ابعاده وعناوينه.

 كما أن  القيادة القومية للحزب، بقدر تأكيدها على اهمية  الارتقاء بالعلاقات الفصائلية الفلسطينية الى مستوى الوحدة الوطنية الفعلية على ارضية برنامج مقاوم ، تشدد على اهمية تحصين جبهة لبنان الداخلية بوحدة وطنية فعلية ، وانطلاقاً من ادراك عميق ، بان العدو الصهيوني ، هو عدو للبنان بكل مكوناته ، وهو يبغي ابقاء بنيته الداخلية مفتتة ومتشظية ، اسوة بما يبغيه للمكونات الوطنية العربية التي  دُمِرَتْ بنيتها بفعل الدور الايراني التدميري واخطره تطييف  الحياة السياسية  واحداث تغيير في التركيب الديمغرافي عبر استقدام كتل بشرية غير عربية  لتوطينها في سوريا والعراق على غرار الاستيطان الصهيوني في فلسطين الذي يتوسع ويتمدد على حساب الوجود العربي.

ان تمكين لبنان من توحيد جبهته الداخلية  في مواجهة مخاطر العدوان الصهيوني ، هي عامل اساس من عوامل افشال المخطط الصهيوني ، وان المدخل لتوحيد هذه الجبهة الداخلية على ارضية مشروع يعيد توحيد لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات ، هو اعادة الاعتبار الدولة واعادة تفعيل حضورها في القيام بمهامها الاساسية  الرعائية والحمائية.

إن توحيد  الادراة السياسية الوطنية على جبهتي لبنان وفلسطين الساخنتين حالياً  إنما يساعد في تعزيز الصمود في الميدان وعلى جبهتي العمل السياسي والدبلوماسي وتلقي نتائج العدوان والعمل على احتواء تداعياته في الحد الادنى من الانعكاسات السلبية.

 والقيادة القومية للحزب ، وهي تولي اهمية لتحقيق وحدة وطنية فعلية على هاتين الجبهتين ، لاتسقط الاهمية التي تنطوي عليها الساحات العربية الاخرى خاصة تلك التي تعيش تحت وطأة ازمات بنيوية بعضها مستباحة من عصابات اللصوص والتشكيلات المليشياوية التي ترتبط بمركز التحكم والتوجيه الايراني كحال العراق وسوريا واليمن ، وبعضها تحت وطأة حرب عبثية كحال السودان الذي يندفع نحو المجهول  ، وبعضها تستنزفه الصراعات القبلية والجهوية كحال ليبيا والصومال ، الى ساحات اخرى تنوء تحت عبء ازماتها السياسية  والاقتصادية والاجتماعية.

وعليه ، فإن الصراع  مع العدو الصهيوني ، والذي هو صراع قومي بكل ابعاده وان تموضعت فعالياته الميدانية على جبهتي لبنان وفلسطين بشكل اساسي ، بات يوجب  تحصين الجبهات العربية الداخلية من الاختراقات المعادية سواء كانت من المداخل او الداخل القومي  وهو الذي يتطلب نضالاً وجهداً سياسياً وشعبياً  لاسقاط منظومات الحكم المرتهنة للقوى الدولية وقوى الاقليم ، وتخليص جماهير الساحات من تسلط المليشيات على مقدرات البلاد والعباد واعادة الاعتبار للدولة الوطنية وبما يمكنها من توفير مسلتزمات الامن القومي  في مواجهة تحديات الخارج والامن المجتمعي في مواجهة قوى التكفير الديني والفساد والمحاصصة والتخريب  على كافة اشكاله سواء هدف الى تناول بنية الدولة او البنية المجتمعية.

 إن القيادة القومية للحزب ، وفي الذكرى السنوية لعملية “طوفان الاقصى”  ، ترى في الوحدة الوطنية الفلسطينية عنصر الاستعصاء الوطني  الذي يحول دون احتواء القرار الوطني الفلسطيني ،كما بالوحدة الوطنية اللبنانية عنصر الارتكاز الذي يمكن اللبنانيين من الوقوف على ارضيته لحماية لبنان مما يتهدده من مخاطر صهيونية ومن الاثار السلبية لتثقيل ساحته باعباء مشاريع  قوى دولية واقليمية  تتعارض والمصلحة الوطنية اللبنانية الذي لا يحميها الا العمق القومي. 

 والقيادة القومية للحزب ، وهي تعتبر  يوم السابع من اكتوبر يوماً مجيداً من ايام العرب الخالدة   ، تدعو الجماهير العربية عبر قواها الوطنية والامينه على  تمثيلها للارادة الشعبية الى اطلاق حراك شعبي  يعيد للشارع العربي نبضه انتصاراً للمقاومة واسقاطاً لنهج التطبيع ، وحتى يدرك كل من يتعامل مع القضية الفلسطينية من الموقع  السلبي او المستثمر بها ، بان هذه القضية ستبقى محركاً للنضال العربي ومن يقاتل صدقاً من اجلها هم ابناء الامة انطلاقاً من وعي قومي متجذر في الوجدان القومي بأن   الصراع العربي – الصهيوني  سيبقى مفتوحاً  طالما بقي الاحتلال قائماً . وعلى قاعدة  وجودية هذا الصراع فإن  الحياة لا تستقيم   لاحدهما الا بنفي الاخر. ومن يبقى هو الاصيل بانتمائه للارض ومن تشكلت هويته القومية عبر تواصل المراحل التاريخية للتشكل القومي العربي  ، ومن سيزول هو من تم استيلاده بقرار دولي في ظل توازنات وتقاطع مصالح دولية ، وهو سيزول حكماً باختلال هذه التوزانات والمصالح  والمهم ان تبقى جذوة المقاومة والنضال متقدةً .

 المجد والخلود للشهداء من ابناء هذه الامة في أية  ساحة سقطوا دفاعاً عن الامن القومي العربي

والشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات العدو الصهيوني وفي سجون ومعتقلات انظمة الاستبداد والفساد والرجعية ، والنصر ما كان يوماً الا حليف الشعوب المكافحة من اجل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في 7/10/2024

 

 

بيان القيادة القومية حول “اعلان بكين”

بيان القيادة القومية حول “اعلان بكين”

 

القيادة القومية : “اعلان بكين”، خطوة في الاتجاه الصحيح

وحمايته تكمن بالتزام الجميع بمندرجاته

 

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ان “اعلان بكين ” للوحدة الوطنية الفلسطينية هو خطوة في الاتجاه الصحيح ، وان حمايته تكمن بالتزام جميع الموقعين عليه  بمندرجاته كما واجب كل الذين يدعمون نضال شعب فلسطين من اجل تحرير ارضه واسترداد حقوقه المغتصبة  ،خاصة وان  الذين يعملون على استمرار الانقسام في ساحة العمل الوطني الفلسطيني هم كثر ولن يوفروا وسيلة للانقضاض عليه واعادة الامور الى المربع الاول. جاء ذلك في بيان للقيادة القومية فيما يلي نصه.

 

أولاً: ترحب القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، “باعلان بكين ” للوحدة الوطنية الفلسطينية ، وترى  في هذا الانجاز خطوة مهمة طال انتظارها ، من اجل توحيد المرجعية السياسية الوطنية لحركة النضال الوطني الفلسطيني في صراعها المتعدد الاشكال مع العدو الصهيوني وكل المتحالفين معه .

إن هذا الانجاز الهام ، هو مطلب وطني فلسطيني بقدر ماهو مطلب قومي عربي  وكل القوى  الداعمة للقضية الفلسطينية،  وضرورته تمليه اهمية  توفير الحماية السياسية لما افرزته  عملية “طوفان الاقصى” من نتائج سياسية ،  واهمها  اعادة الاعتبار لها للقضية الفلسطينية ، كقضية للعصر  بما هي قضية حق وطني فلسطيني ينطوي على مشروعية تحرير الارض من الاحتلال وممارسة شعب فلسطين  لحقه في تقرير مصيره وتأكيده على استقلالية القرار الوطني  في مواجهة محاولات احتوائه او الاستثمار به خدمة لأجندة اهداف لا تستقيم ومصالحه  ومقاومته التي تتواصل بكل الاشكال المتاحة للحؤول دون العدو من تحقيق اهدافه المعلنة والمضمرة.

 ثانياً :  ان جماهير فلسطين  تنظر الى هذا الاعلان بعين الامل المنشود ، وترى فيه رداً مباشراً على  مخاطر الانقسام السياسي الفصائلي وتداعياته السلبية  على سياقات العمل النضالي ،وهي لاتجد  سبيلاً لتعزيز عرى الصمود الشعبي في الارض المحتلة  رغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها وتقدمها جماهير شعبنا الصامد والصابر والمقاوم في غزة والضفة الغربية والقدس وكل ربوع فلسطين المحتلة الا بالوحدة الوطنية على ارضية برنامج كفاحي ، تتقدم فيه اولوية الصراع مع الاحتلال على اية تناقضات و خلافات سياسية بين الاطراف المقاومة ، في وقت تعتبر فيه المرحلة التي يمربها النضال الوطني الفلسطيني بانها مرحلة تحرر وطني.

ثالثاً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، تدعو كل فصائل المقاومة على مختلف طيفها السياسي الوطني ، ان تحمي هذا الاجاز باشفار عيونها انطلاقاً من مسؤوليتها  الوطنية  .  وان يعلن هذاالاتفاق من بكين  والشكر موصول لهذه الدولة الصديقة على مابذلته  من جهود للوصول الى هذه الغاية المبتغاة ، فإن ثمة مسؤولية سياسية ومعنوية  تقع عليها  كراعية لهذا الاعلان وعبر وضع  كل ثقلها على الساحة الدولية من اجل توفير مظلة حماية دولية لهذا الاعلان ،عبر توفير اوسع دعم دولي له ،يكون تثميراً سياسياً للتضحيات التي قدمتها جماهير فلسطين وللصمود البطولي في مواجهة الاحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصري، ويكون مواكباً للتحولات الايجابية للرأي العام الدولي في دعمه لقضية شعب فلسطين وحقه في تقرير مصيره واقامته دولته المستقلة على ترابه ارضه المحررة .

رابعاً: إن هذا الاعلان يكمن فيه الجواب على تساؤل ، ما العمل في اليوم التالي، فهو الذي سيرسم خارطة الطريق للتعامل مع الواقع الفلسطيني في الارض المحتلة وخارجها، وهو بتأكيده على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني مع وجوب تطوير مؤسساتها وبناها ،يكون  قد اسقط كل محاولات ابراز البدائل ، واثبت ان عملية طوفان الاقصى لم تكن منفصلة على تاريخية النضال الوطني الفلسطيني منذ اطلاق الرصاصة الاولى ، وان لاحلول او ترتيبات أمنية أو سياسية تمرّر في ظل وحدة وطنية فلسطينية  تشكل بصلابة بنيتها التنظيمية ووضوح رؤيتها السياسية عامل الاستعصاء امام محاولات تصفية القضية او الاستثمار بها.

بعد تسعة اشهر من الحمْل النضالي منذ انطلقت شرارة طوفان الاقصى ، كان المولود الجديد الذي يحتاج  الى مرضعة وطنية فلسطينية وحاضنة قومية عربية ورعاية انسانية ، واملنا ان تكون هذه العناصر الثلاثة متوفرة كي ينمو هذا المولود الذي يجسد الانبعاث المتجدد لامتنا العربية التي تثبت حقيقة وجودها على ارض فلسطين العروبة من غزة هاشم الى قدسها وكل حاضرة من حواضرها على مساحة ارضها التاريخية. 

مبارك  لفلسطين ولادة  شخصيتها السياسية  الوطنية الموحدة  ، وتحية لشهدائها ومقاوميها ولكل جماهيرها الصامدة الصابرة ،  وليكن هذا اليوم  يوماً وطنياً فلسطينياً  لأنه يشكل بنظرنا انطلاقة  متجددة لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني بكل عمقه القومي وبُعْده الإنساني. 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٤/٧/٢٣