شبكة ذي قار
ظاهرة التسول في العراق الأسباب والمعالجات

 

 

ظاهرة التسول في العراق

الأسباب والمعالجات

المستشار سعيد النعمان

 

 

تعتبر ظاهرة التسول من الظواهر الاجتماعية السيئة والمخيفة التي تشكل خطورة في هدم مقومات المجتمع، وهو مرض معدي سريع العدوى، يبدأ بالفرد ثم العائلة الحاضنة له ويتسع ليشمل مجاميع.

ويعرف التسول بأنه (طلب الفرد المال من الآخرين باستخدام وسائل احتيالية عدة للتأثير على عواطفهم وشفقتهم)، وتتحمل الحكومة ومؤسساتها القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية مسؤولية انتشار هذه الظاهرة والزيادة في معدلاتها. فعلى الحكومة وأجهزتها التنفيذية مراعاة تطبيق النصوص الواردة في دستور 2005 ومنها على سبيل المثال ( 22 أولاً و25 و29 أولاً ورابعاً و30 أولاً وثانياً و31 أولاً و32 و33 أولاً) وغيرها من النصوص ذات الصلة بمحاربة التسول، والتي تضمنت العمل حق لكل العراقيين وتكفل الدولة إصلاح الاقتصاد، والأسرة أساس المجتمع، وتكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة، وتكفل الدولة للفرد والأسرة الضمان الاجتماعي والصحي، وبخاصة الطفل والمرأة، ولكل عراقي الحق في الرعاية الصحية والصحة العامة ووسائل الوقاية والعلاج، وترعى الدولة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، ولكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة.

فماذا نفذت الدولة من هذه النصوص حتى ولو جزأ منها، كما أن تعطيل تطبيق المادة (390) من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 التي اعتبرت التسول جنحة يعاقب عليها بالحبس لمدة لا تزيد على سنة بالنسبة للبالغين، أما بالنسبة للأحداث فيتم إيداعهم في دور الإيواء والتشغيل والتي لا تتوفر فيها الحد الأدنى من أدوات التشغيل.

إن هذا النص يحتاج إلى تفعيل ومراقبة ومتابعة مستمرة لتوفير هذه الأدوات. أما المادة (391) فقد تضمنت إيداع المتسول مدة لا تزيد على سنة داراً للتشغيل إن كان قادراً على العمل أو إيداعه ملجأ أو داراً للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزاً أو كان لا يملك مالاً يقتات منه متى كان التحاقه بالمحل الملائم له ممكناً.

إن المادة تتحدث عن أدوات تطبيق لا وجود لها أو أنها لا تفي بالغرض إن وجدت، كما ليس هناك القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المودعين لتنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم.

هذه الظاهرة تنمو بسبب الفقر والبطالة والحالة الاقتصادية التي يعاني منها العراق وسوء إدارة الثروات المالية والتنمية الاجتماعية والتي تفتح الأبواب للاحتيال والنصب وجرائم تعاطي المخدرات والاتجار بالبشر.

إن التسول في العراق أخذ منحى وتنوع وصور منها، التسول الحقيقي لسد الحاجة والضيق المالي الذي يفتك بالعائلة وأفرادها، استخدام التسول من قبل جماعات يتم التنسيق بين أفرادها من قبل عصابات الجريمة المنظمة.

وإجمالاً فإن الأسباب الحقيقة وراء التسول في العراق تكمن في  ارتفاع نسب البطالة، وسوء إدارة الثروات والموارد، المتاجرة بالمخدرات من قبل العصابات، التفكك العائلي بسبب قلة الموارد، غياب العقوبات الرادعة، ضعف في متابعة المتسولين وأخذهم بالشدة، غياب الرقابة والمتابعة، قلة المراقبين لحركة تجمعات المتسولين وأماكن تواجدهم، غياب وسائل الإعلام في تغطية حالات التسول وأبعادها ومضارها المجتمعية إلا نادراً، تعديل التعليمات بما يضمن التطبيق السليم، الاهتمام بالتربية، تعديل قانون الاستثمار الأجنبي بما يضمن الزيادة في نسبة تعين الأيدي العراقية العاملة، إلزام شركات القطاع الخاص والمختلط بتعيين العاطلين عن العمل مع توافر الشروط، التصدي لظاهرة التسول الالكتروني واستخدامها كأداة للنصب والاحتيال وتجنيد الأطفال والنسوة في نشر مقاطع فيديو وصور في استغلال عواطف ومشاعر الآخرين، في حالة القبض على المتسول حامل الجنسية العربية أو الأجنبية فلا بد من تسفيره إلى بلده بعد  صدور حكم ضده. 

كي لا أطيل على القارئ الكريم فهناك الكثير إلا أنني سأكتفي بهذا القدر.   

من مقدمة كتاب (الرِّهان الثَّالث)

 

من مقدمة كتاب (الرِّهان الثَّالث)

الصادر في صنعاء، عام 2012م

 أ. د. أحمد قايد الصايدي

 

بما أن الكلمة هي أحد الأسلحة، التي يمكن مقاومة الباطل بها وتغييره، فإن الواجب يحتم على كل ملتزم بقضايا وطنه أن يستخدمها، دون تردد. صحيح أنها قد امتهنت في زماننا هذا، وسُخّرت للدجل والنفاق والكذب والتضليل والتزوير، لكنها تبقى بطبيعتها سلاحاً محايداً، يمكن أن يسخر لخدمة الباطل، ويمكن أن ينتصر به الحق. فإذا كان الكاتب قد حدد موقفه واختار موقعه منذ البدء، ووضع نصب عينيه هدفاً، يستحق أن توظف الكلمة لخدمته، وهو الوطن بمعناه الخاص (اليمن)، والوطن بمعناه العام (الوطن العربي الكبير)، فإن الكلمة تصبح بالنسبة له سلاحاً وصدى في آن واحد: سلاح مقاومة، وصدى لموقف.

لقد أُشرعت آلاف الأقلام، على امتداد ساحة الوطن اليمني والعربي، محددة خياراتها مدركة رسالتها، فخاضت غمار المقاومة، جنباً إلى جنب مع أشرف من أنجبتهم الأمة، في هذا الزمان الجائر، أولئك الذين، بدلاً من حمل أقلامهم، حملوا أرواحهم على أكفهم في ساحات العز والخلود، في العراق وفلسطين ولبنان وغيرها من ساحات الوطن العربي، فكانوا أشرف حامل لأغلى محمول، في زمن أصبحت المقاومة، بمختلف أشكالها، حبل النجاة الوحيد لهذه الأمة، وطريق الأمل، نحو انتشالها من واقعها المتردي، وإخراجها من ليلها الذي طال، إلى فجرها المرتقب.

لقد حاولت، كما حاول كثيرون غيري، على مدى عقود من الزمن، أن أستخدم الكلمة وسيلة للمقاومة والتغيير، حيث بدا لي أن استخدام اليد، في ظل وعي سياسي متدني ووعي ثقافي أكثر تدنياً، وبنية اجتماعية، ينتمي معظمها إلى ما قبل المجتمع المدني، تحركها عصبياتها وانتماءاتها القبلية أو المناطقية الضيقة، أكثر مما يحركها وعيها وانتماؤها الوطني العام، بدا لي استخدام اليد في أوضاع كهذه الأوضاع، محفوفاً بالمخاطر وغير مضمون النتائج. ومع أن التغيير باليد هو أعلى في سلم الإيمان من التغيير بالكلمة، فإن الكلمة في سلم التدرج العملي تسبق اليد، فلا تستخدم اليد إلا عندما تعجز الكلمة عن أداء دورها ويضع الطرف المهيمن الطرف الأضعف في زاوية ضيقة، يحشره فيها ويسد أمامه كل سبيل للتغيير.

وقد تراوحت كتابات المخلصين في لهجتها، بين الحدة وبين الهدوء، بين الشدة وبين المرونة التي بلغت مستوى مخاطبة الحاكم بالنصح والموعظة الحسنة. ولئن بدت نبرة كلماتنا غير هادئة، أحياناً، فإن هذا أمر يمكن فهمه. فحدة الكلمة ومرارة العبارة إنما هما تعبير عن حجم الألم، الذي يعتمل داخل إنسان يرى أحلامه الوطنية تذبح كل يوم وحاضره يسرق ومستقبل أبنائه يصادر مسبقاً.

نعم استخدمت سلاح الكلمة، على مدى عقود من الزمن، في مقالات، ماتزال مضامينها صالحة اليوم، كما كانت صالحة عند كتابتها، بل تأكدت صحة مضامينها مع مرور السنين، وتراكم الأخطاء وتضخم المشكلات. ومع أن سلاح الكلمة، حتى الآن، كما يبدو، لم يقطع أرضاً ولم يبق ظهراً، فإن بصيصاً من الأمل مايزال يلوح في الأفق، يغذيه إحساس بأن من بيدهم سلطة التغيير السلمي الهادئ، لن يلبثوا أن يدركوا بأن بقاء الحال من المحال، وأن استمرارهم على نفس النهج سيدفع حتماً باتجاه التغيير باليد، بما ينطوي عليه من كوارث للشعب والوطن، للحاكم والمحكوم.

لقد بذل الخيرون في هذا الوطن، وما أكثرهم، جهوداً لإيقاظ العقل وتحفيزه على العمل، بعيداً عن الفعل ورد الفعل المنفعل، مدركين بأن التغيير السلمي هو وحده الذي سيجنبنا ويلات، أصبحت نذرها تدق الأبواب، وأن الوطن أغلى وأثمن من كل المصالح الفردية والأنانيات الضارة والطموحات غير المشروعة. فبدون الوطن الواحد ودولته القوية، دولة النظام والقانون والعدل، لا مصالح ولا طموحات ولا أمجاد ولا حياة كريمة لأحد.

وفي تقديري أن من بيدهم الحل والعقد في مواقع السلطة، في اليمن وفي الوطن العربي عموماً، لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يكترثون بما يقرأونه، ولا يأخذون بمأخذ الجد آراء غيرهم، ممن يشغلهم هم الوطن ومستقبل أبنائه، لاسيما آراء من لا يأبهون بمنصب ولا يطمعون بثروة ولا يتزلفون لحاكم، وهم كثر في هذا الوطن، والحمد لله. وقد آن الأوان، لمصلحة الوطن ولمصلحة ذوي السلطان أيضاً، إن كانوا يعقلون، أن يغيروا من نهجهم، تفكيراً وعملاً، وأن ينظروا إلى الدولة ووظائفها نظرة أخرى، ترتقي إلى النظرة الحديثة، باعتبارها جهاز خدمات عامة وتنمية وعدل وأمن، لا أداة هيمنة ومصدر إثراء لقلة قليلة من الناس، على حساب الشعب كله.

العلاقة بين المبدئية والاستراتيجية والتكتيك وظروف المرحلة الراهنة

العلاقة بين المبدئية والاستراتيجية والتكتيك وظروف المرحلة الراهنة

 

المقدمة:

1.إن نجاح الحزب يأتي من خلال الإدراك والتطبيق للصلة الحيوية التفاعلية للعلاقة المبدئية، الاستراتيجية، التكتيكية بوعي متقدم في الممارسة أو التطبيق.

2.الحزب منذ التأسيس، وتطويراً وتثبيتاً من خلال مؤتمراته اللاحقة، أعطى لهذه العلاقة بعدها الفكري كبوصلة يستدل بها التنظيم في جميع تنظيم أقطار العروبة في يومياته ومواقفه.

3.في الدراسة التحليلية ومن خلال دراسة النكسات التي مرت بمحطات الحزب نجد أن الأخطاء والممهدات لهذه النكسات كانت تكمن بالممارسات ونتيجة للارتجال والاجتهاد غير المعمق في دراسة التداعيات من جانب. وفي عدم استيعاب المعطيات وتوظيف ما يمكن توظيفه كفرص لصالح النضال.

4.حزبنا: ومنذ التأسيس أولى اهتماماً بالنمو والحيوية حتى وصف بالحركة الثورية النامية، بالحيوية، بالإيجابية، إذ تمكن من استيعاب المراحل القادمة، وكان لكل مؤتمر أو محطة تؤشر مستويات التطور والاستيعاب في معالجة الأخطاء وتحمل المعاناة، لذلك كان بوصفِ التاريخي.

العلاقة بين المبدئية، الاستراتيجية، التكتيك

5.لقدعمق الحزب عبر مؤتمراته هذه التوجيه ليس بجانب الاستشعار والضرورة فحسب بل مستلزم الحزب الثوري أن تتجسد فيه هذه العلاقة باهتمام وعمل وتطوير بضوء المستجد والمتغير والتحكم بين تعزيز الثابت في المبدئية، والثابت في الاستراتيجية، واستيعاب المديات الزمنية بضوء تحديد متطلب كل مرحلة أو ظرف بما مطلوب، وبين استيعاب المتغير أو الظرف الذي يتطلب موقفاً تكتيكياً (طبعاً خارج الحزب ممارسة).

6.تجلت صور ومعاني وتطبيقات هذه العلاقة، في التقارير المركزية للمؤتمرات أو أوراقها أو اصدارتها أو كتابات بعض الرفاق مناضلي ومفكري الحزب في أطر الإضاءة والتنظير للمستقبل.

مثال: موضوعة بالفكر والممارسة والنموذج الحي يتحقق الإيمان. التنظيم يتوسط بين النظرية والممارسة، البعث ثقافة وممارسة، الحزب القائد بين النظرية والتطبيق. مثلاً: الفكر في حد ذاته قوة تاريخية…إلخ، هذه المفردات كلها تفعل في إطار المبدئية، والاستراتيجية وأبعادها من خلال التنظيم بمراقبة التنقل في التطبيق من قبل القيادة أو المؤتمر نزولاً إلى مستوى الخلية الحزبية وتماسها الإيجابي في معين الكسب للأنصار والمؤيدين، وهكذا درسنا وتدربنا وناضلنا في الحزب، وما عدا ذلك كان خادماً للحل في تداعياته على السلوك الثوري للعديد من الرفاق، وهو ما شخص في العديد من المواقع والمسؤوليات.

7.من هنا ندرك: إن استراتيجية الحزب بعيد المدى تتمثل نظرياً وعملياً ومنذ الفكرة الأولى والتطوير لاحقاً هي: تطبيق الأهداف في الوحدة والحرية والاشتراكية، على أسس ومبادئ الحزب: ذات البعد الفكري: الإيمان بالفكرة القومية، الإيمان بأن الاشتراكية منبعثة من صميم القومية، الاهتمام الشديد بالحرية التي تعني: التحرر الكامل السياسي والاجتماعي والاقتصادي من شتى أنواع السيطرة الأجنبية، وفي هذه المرتكزات يتجلى فكر الحزب ومبدئيته والتزامه.

8.تفاعلاً مع الفقرة (4) أعلاه، الحزب وأمته يمر بمرحلة تاريخية، تتطلب معالجات في إطار الظرف أو تحتاج إلى تناسب طردي بين مستوى وحجم التنظيم النوعي ومستوى نضالي سواء كان إيجابياً أو نضالاً سرياً، وهو ما أهله أن يتفاعل، أي الحزب، في إدراك المراحل التاريخية بما مكنه في وعي المرحلة والظرف، فاعتمد الاستراتيجيات قصيرة المدى والمتوسطة كمتطلب، وبما يرافقها من صفحات نضالية لممارسة (استراتيجيا قصيرة المدى بهدف اجتياز عقبة أو متطلب ظرف سياسي واجتماعي وهو ما نسميه بالتكتيك غير المخالف لمبدئية واستراتيجية الحزب بعيدة المدى، وهو يمارس عند التعامل خارج الإطار التنظيمي للحزب أصلاً بوعي التنظيم) بمعنى في كل العلاقة والممارسة يجب أن يكون حضوراً للفكر والمبدأ والعقيدة والوعي العالي لماهية التطبيق.

9.من المسؤول عن التطبيق والممارسة والتفعيل: إنها مسؤولية المؤتمر القطري في التقرير: ومسؤولية القيادة القطرية في التطبيق، وطبيعي وفقاً لنسقها يبلغ التطبيق في التنظيم الحزب وصولاً لمسؤول الخلية والأعضاء، كل حسب مسؤوليته وواجبه، تسري الخطط الاستراتيجية ببوصلة الفكر، وطبيعي أن تحدث مواقف ومحطات وصعوبات على طول المسار نتيجة متغيرات في المحيط (خارجية) إن كانت نقطوية: صغيرة أو سهلة أو خطيرة استراتيجياً: مثل الاحتلال وتداعياته والحرب وتداعياتها، أو (داخلية) كأن تكون انقسامية أو انشقاقية في أطر المؤامرة)، وهو ما يتطلب ارتقاء الخطط الاستراتيجية إلى مستوى أفضل في تحمل مسؤوليات أكبر وأشد صعوبة.

وطبيعي هنا أن تبرز العقول: مما يتطلب التعامل بالعقلانية – الثورية، لكيلا تركن وتتراجع بما يخدم الرجعية، ولكيلا تتطرف بما يخدم اليسارية الطفولية: بمعنى أن يستمر المناضل الصلب، والتنظيم الصلد بما يتناسب وعظم التحديات، وهذه هي عظمة أهداف البحث في تاريخيته أيضاً.

ومن هنا نلاحظ لكل مرحلة: شعاراتها ومتطلباتها ومدارك الحزب وقيادته لها في مجالات التحفز والنهوض والتحدي بمستوى التحدي، وحسب الأوليات واستنباط معايير جديدة للرفاق في التقييم والتقويم وتحمل المسؤوليات، وقد تكون غير موصوفة بالنظام الداخلي، ولكن تم اقرارها بتعليمات ساندة للنظام الداخلي، وكثيرة هي الأمثلة في هذا الإطار المبدئي، لا سيما عند الحروب والطوارئ.

ومن هنا نلاحظ في المرحلة التي تطلبت ممارسة التكتيك: الحزب يثبت مبدئياً بالقول: إن التكتيك بمفهوم حزبنا: هو أشبه بالاستراتيج قصير المدى غاية الحزب منه في ممارسة اجتياز وتخطي حالة ما بنجاح كمتطلب، وبما لا يخالف فكر الحزب بل يسترشد فيه وبه، وفي ذلك تدوين للحزب في أدبياته وتاريخه.

وبمعنى آخر “نعم مطلوب التعامل الأخلاقي بين الرفاق، والمرونة مطلوبة في الحوار والنقاش للوصول إلى الأفضل على ألَّا يؤدي ذلك إلى التفريط في المسائل الاستراتيجية “. الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب رحمه الله تعالى.

ومن هنا نلاحظ في التكتيك الذي يفهمه الحزب: على أساس لا يخالف الاستراتيجية بل يخدمها في هذه المحطة أو الظرف أو الزمن القصير بهدف معالجة متطلباته، وهنا التنظيم يتقبله وعياً وتطبيقاً وإيماناً بالكيفية التي مارستها القيادة في تحمل مسؤوليتها بما يجيزه المؤتمر لها. طبعاً في السلم أو الحرب إذا تطلب الأمر، أو في مثل هذه الظروف التي يعيشها البعث وأمته بسبب تداعيات الاحتلال البغيض.

ونعم التكتيك يكون خطراً: عندما لا يكون تحت إضاءة الفكر، وعندما لا يكون محكوماً بالمستوى المطلوب والكيفية في المعالجة، ودلالة الحزب هي الضامن لنجاحه دون خلل، إذ يمارس التكتيك خارج الحزب، في التعامل مع الظرف أو المرحلة أو لهدف معين ومحدود عند مواجهات العدو أو تفويت فرصِهِ عليه.

لذلك إن لم تحسن الحركة الثورية، وحزبنا البعث حزباً ثورياً يعي هذا الجانب نظرية وتطبيقاً: إن لم تحسن قيادته التكتيك، فإن لذلك انعكاساً خطيراً جداً على الحزب وبنيته التنظيمية الفكرية النضالية والمقاومة، وهنا يكون التكتيك قد أصاب الاستراتيجية وبكل أبعادها بالصميم. والأمثلة واردة في هذه الممارسة.

10.الجانب المبدئي: هو تجسيد التنظيم لفكر الحزب، وفكر الحزب يتجسد من خلال الاستراتيجية، والاستراتيجية تتطلب استيعاب كل مرحلة من قبل الحزب، مؤتمرات وقيادات وتنظيم ومهام، والاستراتيجية لأهداف التطبيق تجد بعض المتطلبات بممارسة التكتيك في مواجهة الظرف في المجال السياسي أو المقاومة دون خلل.

لذلك نرى حزبنا مبدئياً، أو بالأحرى يمارس التكتيك في موقف سياسي أو مناورة أو حرب أو مهمة أو مرحلة أو ظرف، أو جود عقبة أو عثرة… إلخ، خارج إطاره التنظيمي.

11.الفكر وتطوره يحصل في استيعاب المراحل مع ثبات الفكرة الأساس: السياسة متغير، تتطور نحو الأفضل تارة، وتارة نحو الأسوأ، وكما تتبدل المحاور والتغيرات في النظم السياسية الحاكمة والتحالفات المستجدة إيجاباً أو سلباً لها من الانعكاسية ما يؤثر ويفيد.

المبدئية من الثوابت، وحتى لا تتصلب في السياسة الخارجية التي تتعامل الدول فيها على أساس المصالح وليس على أساس المبادئ، لذلك نرى أنها، أي المبدئية، تنحصر في الحركة الثورية المبدئية تنظيماً ومواقفاً مدروسة، طورها الرفيق المناضل صدام حسين بمفهوم المرونة في العمل الثوري طريق للتقدم أم طريق للتراجع، الاستراتيجية من الثوابت وهي بعيدة المدى مثل استراتيجية الوحدة، وممكن أن تكون متحركة بالخطط وبمرونة عالية أن تشكل وحدات جبهوية عربية، مثلاً جبهة الصمود والتصدي، ظرف أو مرحلة أو متطلب، سمها بما يناسب الزمن الظرفي سياسياً، مثلاً مجلس دول التعاون الأربعة بين العراق ومصر والأردن واليمن.

التكتيك وفقاً لمتطلب أو لمعالجة موقف طارئ، الاتقان وإحكام النهايات في التطبيق مسؤولية القيادة. وهكذا هي العلاقة والتوصيف التي في مؤداها: النتيجة لا خلل.

لذلك عندما نعود للقراءة التحليلية لبعض المفاهيم التي عمقها الرفيق صدام حسين رحمه الله، نجدها منسجمة تماماً مع نضال وفكر واستراتيجية ومبدئية وتكتيك الحزب:

مثال: ((نؤمن بالفر والكر والتكتيك في إطار الاستراتيج)): نجد الكل في تكامل، إذ تفاعلت المبدئية الثورية مع أسلوب الكفاح الشعبي المسلح والمقاومة والاستراتيجية وبوصلة الفكر مع وعي الصراع بكل أبعاده والعدو بمختلف اتجاهاته)).

المعادلات التكاملية والتناسب الطردي في مؤداها السلامة الفكرية والتنظيمية:

12. بمعنى إنك تتعامل مع قوانين حياة الحزب الداخلية بوضوح وتتعامل مع تعامل الحزب الخارجي وفق ثقافة العلاقة التي يتفاعل فيها المبدأ إخراجاً والسياسة في الظهور مسرحاً، والمخرج لا يظهر على الخشبة إلا بعد الإنجاز، إذن المعادلات التكاملية في التنفيذ والنتيجة المثمرة هو بسبب تلك العلاقة الفاعلة الوصفية والتطبيقية لمبادئ وفكر وتنظيم الحزب: كلها تتناسب طردياً، عندما تنسجم مع الفكر أو تطبيقاً له، كلها تعمل في إطار التكامل دون التجزئة، مع النظر للنسبية على أساس الوعي للذات والموضوع ومستوى المهمة أو الواجب، ولذلك كانت الحسابات في:

أولاً: امتلاك الرفاق: الثقافة العالية وبفكر وثقافة وعقيدة الحزب والمهام والواقع والتمييز بين الثابت والمتغير وبين ظرف وآخر في مستوعب الحزب.

ثانياً: القدرة على التحليل ودراسة الاحتمالات وحسب الأولوية، والفرضيات ومناقشاتها، والمعطيات واستيعابها، وتوظيف ما يمكن توظيفه في مسارات العمل بعد دراسات جادة ومنهجية على أساس الواقعية والعلم، كي نبعد عنصر المفاجأة.

ثالثاً: متانة التنظيم: إذ لا يمكن للممارسة الناجحة أو الفعل الناجح إلا بتجسيد التنظيم المتين في البنية الفكرية والتنظيمية في إطار المبدئية العالية التي تضيء مع الفكر الاستراتيجية وبكل مدياتها الظرفية والبعيدة على أساس التمرحل في التخطيط والتنظيم، الحزب الذي يعمل بالنُّسُغ الصاعدة والنازلة وعلى أساس الانضباط الحزبي ووعي الضبط الذاتي لمتطلبات تنفيذ الواجبات في لحظتها.

رابعاً: التنظيم الذي يعمل بإتقان للمبادئ التي تضمنتها الديمقراطية المركزية، ذات الفعل التنظيمي المفترض في وعي ديالكتيك الحزب بوعي الرفاق بمعنى (تطبيق مبادئ البعث على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع) أو تنشيط الديالكتيك (الداخلي) للحزب في وعي الرفاق وصولاً إلى القاعدة التنظيمية للحزب في إحكام النهايات في أطر القناعات.

المؤتمرات القطرية والقومية وأهمية تثبيت المبدئية:

13. المراجعة لمواد التقارير المركزية أو أوراق المؤتمرات القطرية والقومية بالمباشر أو بالمضمون نقرأ التثبيت: الذي يؤكد موضوعة العلاقة بين مستويات العلاقة بين المبدئية والاستراتيجية والتكتيك، ومستوى العلاقة بين الفكر والممارسة والتطبيق، ونرى تثبيت مفهوم الحزب للمرحلة التاريخية عند انعقاد المؤتمر ودراستها بما يفيد بمبدئية عالية.

ونرى عند مراجعة الكلمات لمناسبة ذكرى تأسيس الحزب، ونجد في رصانتها وتعبيرها عن فهم المرحلة السابقة والراهنة والرؤية المستقبلية، وهي بحد ذات التعبير والتوضيح لاستراتيجية ومبدئية الحزب، أو الانسجام، إلا بعضاً منها، ما حمل البعض من رفاقنا من نكوص غير خادم خلال الفترة الماضية وأسباب ذلك كثيرة لا مجال لذكرها هنا.

الخلاصة:

14. الالتزام بفكر الحزب وعقيدته ونظريته التنظيمية، ثقافة وممارسة يعد المجال الرحب في بناء التنظيم الحقيقي الملتزم بالاستفادة من امتحانات المرحلة التاريخية الراهنة التي يمر بها البعث وأمته.

15. دراسة الحالات والظواهر والاشكاليات التنظيمية والفكرية في الاجتماعات واللقاءات التحليلية والاستنتاج لغرض التثبيت والمقترح والمعالجة، وصولاً إلى عقد المؤتمر القطري.

16. اعتماد معايير نضالية مستوعبة لطبيعة هذه المرحلة، مرحلة التحرر، منها المقاومة الوطنية، ودراسة أذرعها القانونية والقتالية والثقافية (ثقافة وإعلام المقاومة) ومعالجة نقاط الضعف التي تولدت خلال الفترة الماضية، ودراسة موضوع التماثل الوطني مع الحركات والأحزاب ذات الفائدة في التعبئة التي نقودها، لا سيما وأن الأحداث تتسارع، وعلينا ألَّا ننسى موضوعة الاحتمالات. 

الكاتب والباحث السياسي

الأستاذ جابر خضر الغزي

دكتاتورية حيتان الفساد

دكتاتورية حيتان الفساد

بقلم / أبو يوسف

 

الدكتاتورية شكل من أشكال الحكم الذي أخذ حيزا كبيرا في تشظي السلطات الحاكمة في عصرنا الحاضر والتي شملت بلدانا لا تزال تحكم بهذا الشكل من الخيارات في عديد من الدول النامية بشكل خاص تستمد شرعيتها من معاناة الأزمات السياسية والاجتماعية للدولة ؛ وبدأ ذلك منذ ان شكل النظام الروماني في أوربا فمنها دكتاتورية الفرد والمجموعة والحزب حيث تتركز السلطة بيده أو بيدها كافراد أو أحزاب يرون أنفسهم فوق القانون وتمارس السلطة حسب ارادته ويهيمن على جميع السلطات في الدولة ويصدر القرارات التي تخدمه اجتماعيا واقتصاديا أو سياسيا دون رقيب أو حسيب.
وهذا ما نلمسه اليوم في عراقنا المحتل المنهوب من قبل أفراد واحزاب السلطة ذيول الفرس المجوس الذين يأمرون وينهون .
والدكتاتورية أنواع مختلفة منها وحسب طبيعة الدولة والتنظيم ومظاهر الحياة العامة لوضع معايير تمثل تمثل ما يسمى بنظام القوة المفرطة ؛ بعد استشراء الفساد السياسي والاقتصادي وهيمنتة على معظم القطاعات وابتلاع البلاد والسيطرة على العباد ويتحركون بشكل كبير على دعم حيتان الفساد واصبحوا طغاة فوق مستوى الشبهات وهم على عروشهم جاثمين بعيدا عن المسائلة والمحاسبة القانونية محميين ؛ أمر لا يصدق !
ولا يمكن تصديقه سابقا لكن بعد الغزو والإحتلال بدت معالم الفساد المالي والإداري في العراق حالة استثنائية لجهات سياسية افرادا واحزابا تمتص حقوق الشعب من خلال السرقة ..وعلى الرغم من أفعالهم المخزية إلا انهم مصرين سواء كانوا احزابا أو اشخاصا يتفننون في سرقة المال العام شكلا ومضمونا ويمارسون مخططهم مرتدين ثوب العفة والدين باسلوب غير مباشر وينفذون الاعيبهم البشعة.
هذه إحدى نتائج تدمير الشعوب وهدم أركان الدولة حيث جلب الغزو الأمريكي الفارسي المجوسي الصهيوني نفوسا ضعيفة وهي معاول للدولة .. وكل ما يخدمها من أدوات للسرقة وأصبحت ثروات البلد بيد هذه الثلة القليلة الفاسدة تمتلك المال والسلاح والثروات .
لذلك هذه الحيتان لا يمكن القضاء حصرها والقضاء عليها إلا بالقوة قوة الشعب الثائر واقتلاعها من جذورها وهذا لم يحصل مالم يكن هناك حراك شعبي واسع النطاق تقوده طليعة ثورية تطرد الإحتلال وتقضي على آفة الفساد والمفسدين.
اليوم الأحزاب الاسلاموية الفارسية وميليشياتها تحكم قبضتها على السلطة ولها مكاتب اقتصادية في جميع الوزارات ومسؤوليتها جمع الاتاوات وسرقة المال العام بكل وسيلة من وسائل الخراب والقتل والسلب بصفة رسمية وغير رسمية لأن الدولة عاجزة عن محاسبتها لأن جميع الحكومات المتعاقبة طيلة 21 سنة شريكة مع هذه الحيتان وتحميها من المسائلة القانونية لأنها جزء منها.
ان العراق بسبب هؤلاء الحيتان أصبح خارج مسميات البلدان النزيهه والأولى في بالفساد والخراب بأرقام فلكية في الميزانيات الانفجارية بعد الإحتلال نتيجة
إرتفاع أسعار النفط ..

أداة المستعمر (فرق تسد) بيد عملائه المحليين

أداة المستعمر (فرق تسد) بيد عملائه المحليين

أ.د. سلمان الجبوري

 

 

تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَ تكسراً          وإذا افترقنَ تكسَّرتْ آحادا

ترقى الشعوب والأمم بوحدة مكوناتها وتضعف وتصبح لقمة سائغة للمتربصين بها إذا ما تشظت ووضعت جدارا عازلا يفصل بين تلك المكونات على أساس ديني او مذهبي او عشائري او مناطقي او غير ذلك من الأسس التي تفرق بين أبناء الشعب الواحد بأسلوب يتناغم مع شعار (فرق تسد) الذي اعتمده المستعمر مذ وطئت قدماه ارض الرافدين منذ منتصف العقد الثاني من القرن الماضي. إن الوطن هو الجامع الوحيد ضمن المساحة الجغرافية التي تتواجد فيها تلك المكونات وما عداه فهو مفرق. وبقدر تعلق الامر بالعراق فإننا لم نشهد أي تمييز بين أبناء الوطن الواحد لأعلى المستوى الرسمي ولا المستوى الشعبي، اذ عاش العراقيون بمختلف مكوناتهم موزاييكاً جميلاً يسر الناظرين اخوة متحابين لا يهمهم من أي قومية او دين او طائفة من هو يزاملهم او يجاورهم حتى سنة الغزو الأسود في 2003 يوم وجد العدو فيمن اتى بهم ملتصقين ببساطيل جنوده أداة جاهزة للاستخدام في عملية التدمير الوطني والمجتمعي من خلال ما نادوا به من شعارات ك (نريد حاكم جعفري) وادعاء المظلومية وغيرها او ما بثوه من ممارسات التفرقة واشاعة التقاتل الأهلي من خلال الاعتداء على المكونات الأخرى والذي أدى الى شحن تلك المكونات بالكراهية مما أدى الى سلوك أسلوب العدوانية كفعل مقابل مضاد حتى دخل النظام الإيراني على الخط بمباركة من الولايات المتحدة الأميركية لتؤجج الطائفية بين مكونات الشعب لكي يسهل عليها فعل ما لم تفلح به في بدء عدواناتها المتكررة منذ مجيء الخميني للسلطة وانتقاما لخسارتها الحرب في القادسية الثانية قادسية صدام المجيدة التي جُرّع فيها الخميني كأس السم ومحاولتها دعم فعل عملائها في صفحة الغدر والخيانة بعد انتهاء معارك العدوان الثلاثيني وانسحاب الجيش العراقي من الكويت. لقد نفذ العملاء ذيول إيران الى داخل الوطن عن طريق تزويق اجرامهم باستقدام المحتل وفتح الأبواب مشرعة امام الفرس تحت يافطة المظلومية واكاذيب أخرى كادعاء تفوّق الشيعة عدديا.

ان ادعاءات تفوّق المكون الشيعي عدديا على المكون السني في العراق عموما طيلة عمر الدولة العراقية لغاية سنة 2003 يمكن دحضها من عدة جوانب:

الجانب الأول، هو عدم صدق ما ادعي به من تفوّق سكاني للمكون الشيعي وذلك بشهادة وثائق واحصاءات رسمية معضدة أممياً، وكدليل على عدم صدق تلك الادعاءات نحيلكم الى اخر إحصائية نشرت في زمن وزير التخطيط ما بعد الاحتلال مهدي الحافظ أجرتها المنظمة الإنسانية الدولية Humanitarian Coordinator For Iraq سنة 2003

وهي منظمة دولية تم تكليفها من قبل منظمة الاحصاء الدولية في الامم المتحدة والتي تبين اعداد ونسب مكونات الشعب العراقي على مستوى المحافظات والعراق ككل والتي يظهر من خلالها انه في عام 2003 كان عدد السنة 15,922,337 نسمه أي بنسبة 58% وعدد الشيعة قد بلغ 10,946,347 نسمة أي بنسبة 40% من أصل سكان العراق الذي كان حينها 27,457,700 نسمه وكما توضحه الوثيقة المرفقة في ادناه:

والجانب الثاني، هو عدم صدق المظلومية وتسيّد المكون السني في إدارة الدولة، وأكبر دليل على عدم صدق هذا الادعاء هو عدم وجود أي أثر للطائفية او للمحاصصة سواء في فكر البعث او قيادة النظام الوطني أو الأنظمة التي سبقته منذ تأسيس الدولة العراقية وكان ارتقاء السلم الحزبي أو الوظيفي طيلة فترة حكم الحزب يعتمد أسس الوطنية والكفاءة وعليه فأن أي أحد لم يكن يفكر في معرفة طائفة او دين او قومية أي ممن يشاركونه الوطن وكذلك الامر على مستوى المجتمع. ولو رجعنا بالذاكرة الى الوراء وألقينا نظرة على الهوية القومية او الدينية او المذهبية لوجدنا ان أي منهما لم تكن معيارا لتبوء أي من المواقع العامة ولوجدنا في بعض الأزمنة وخاصة خلال الخمسة وثلاثين سنة من فترة حكم النظام الوطني ان عدد الأشخاص من المكون الذي يدّعون مظلوميته ربما يفوق عدد الاخرين من أي مكون اخر وذلك وكما اسلفت على أساس معايير الوطنية والنزاهة والكفاءة فقط.

اما على مستوى ممارسة الطقوس الدينية وبقدر تعلق الامر بالمذهب الجعفري فأن نظام البعث سواء على المستوى الفكري او العملي لم يمارس أي تقييد على تلك الممارسات، بل أراد أن لا  تخرج عن اطارها الحضاري والديني بهدف عدم تشويه سمعة المواطن العراقي، كما ان تلك الطقوس وخاصة في عاشوراء كان جميع مسلمي العراق يشتركون فيها قبل ان يتم اخراجها ولأسباب تخريبية وإشاعة الفرقة بين أبناء البلد الواحد بهدف تخريب النسيج الاجتماعي الوطني.

إن ما مورس من قبل الأحزاب الإسلامية الشيعية باسم المكون الشيعي العراقي أساء كثيرا الى هذا المذهب واتباعه العراقيين الاصلاء بدفع من الجانب الفارسي الذي أضمر الحقد للإسلام والعرب منذ الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام والذي استطاعوا ان يحققوه من خلال النفوذ عبر بسطاء شيعة العراق وذلك بتسميم أفكارهم وزرع الضغينة في صفوفهم اتجاه المكون السني والذي تعاظم أثره بعد ان سمحت اميركا لإيران ان يكون لها موطئ قدم في العراق منذ 2003

إن حجم الضرر الذي لحق بالمكون الشيعي منذ استلام من كانوا يستخدمون سلاح المظلومية الشيعية للسلطة في البلاد قد تعاظم بشكل كبير ويشهد على ذلك ما يشاهده ويلمسه المرء من أوضاع مزرية ومعاناة يعيشها المواطن العراقي في المناطق التي فيها اغلبية شيعية .

يضاف إلى كل ما سبق هو ما جرى بعد هذه الإحصائية وبسبب دقة الأرقام الواردة فيها وخاصة في بغداد والبصرة وديالى وكذلك الموصل فقد جرت تغييرات ديمغرافية كبيرة واسكان وتنقلات من قبل القوى الشيعية لغرض تغيير الواقع ومن تلك التغييرات تهجير اعداد كبيرة من الطائفة السنية وخاصة من ديالى والبصرة بالإضافة الى اسكان الالاف من الاخوة من الطائفة الشيعية في بغداد رافقها تغييرات في المكونات الاخرى التي هاجرت من العراق منهم المكون المسيحي الذين كان عددهم بحدود مليون و٦٢٠ الف مواطن متمركزين بشكل كبير في بغداد ثم الموصل ثم البصرة حتى وصل العدد الحالي بحدود ٣٥٠ ألف فقط. وكذلك هجرة الصابئة المندائيين من العمارة والبصرة وأصبح العدد في العراق لا يزيد عن ٥٠ ألف مواطن بينما كانوا بحدود ٤٢٠ الف ورافق ايضا هجرة الاخوة الايزيدية من مناطقهم القريبة من الموصل وكان عددهم يتراوح بين ٥٠٠ الف الى ٦٠٠ الف واليوم عددهم لا يزيد عن ١٤٠الف ولاتزال عملية التغيير الديمغرافي مستمرة ، ويجري التركيز الان على التغيير الديمغرافي في قرى سهل نينوى حيث يتم اسكان الشبك وهم من الاخوة الشيعة لكي تصبح الموصل وقرى سهل نينوى يتغلب فيها المذهب الشيعي على حساب الاخوة السنة والمكونات الأخرى!  وهكذا يتم طمس الهوية الطائفية للأخوة السنة كما يحدث الان في سامراء.

المرفقات:

إحصائية المنظمة الإنسانية الدولية سنة 2003 .

المصدر: وزارة التخطيط العراقية

 

إيران وأمريكا والكيان الصهيوني واللعب الخفي

إيران وأمريكا والكيان الصهيوني واللعب الخفي

حسين الخزعلي

 

العالم العربي منقسم إلى طرفين، طرف مقتنع أن كل ما يجري بين إيران وأمريكا والكيان الصهيوني هو عمل متفق عليه مسبقاً وهذا الرأي جداً صحيح. والطرف الآخر مقتنع بأن الذي يجري سوف ينهي إيران على المستقبل القريب، وكذلك هذا الرأي جداً صحيح. لكن الطرفين لم يتعمقا بمجريات الأحداث بشكل دقيق. أي من قال إن كل ما يجري من أحداث هو متفق عليه مسبقاً ( نعم )، ولتوضيح الصورة بشكل أشمل وأوسع أقول لكم أن كل عمليات الاتفاق يجري مقابلها تنازل كبير من قبل إيران. أي مثلما باعت إيران حماس وحزب الله والآن إيران مستعدة أن تتنازل عن كل تمددها بالمنطقة وتزود أمريكا والكيان الصهيوني بكل المعلومات التي تخص الحوثي والمليشيات العراقية وقياداتهما وخاصة المتواجدة في سوريا والعراق مقابل أن لا تضرب بشكل تدميري ويتغير نظامها الدموي.

هنا الكيان الصهيوني استغل هذا الضعف وهذا التهاون من قبل إيران لصالحه وبدأ يلعب معها لعبة ( يواش يواش ) أي بهدوء وبذكاء عالي جداً. ومع مرور الأيام والأسابيع والأشهر يكون الكيان الصهيوني وبعلم أمريكا قد استكمل كل معلوماته الاستخبارية وأجبر إيران على الانكفاء إلى الداخل الإيراني. وبعد كل هذا سيتم اللعب الحقيقي حيث ستحرك الشارع الإيراني وبعض ضباط الحرس الثوري الإيراني وجميع فصائل المعارضة بغض النظر عن مسمياتها وانتمائها العرقي والديني والقومي من أجل إشعال ثورة إيرانية كبيرة تنهي نظام الملالي ليأتي نظام ليبرالي، هو من يحكم إيران، ولا استبعد أن الرئيس القادم هو من سلالة شاه إيران حيث ثم إعداده بشكل جيد جداً لهذه المهمة ولتكون إيران دولة مسالمة صديقة لجيرانها ولكل العرب.

هناك من سوف يسأل وأين دور شرطي المنطقة ( الشرطي الجديد هو الكيان الصهيوني) وللعلم سوف تتغير ملامح المنطقة من خلال بعض التقسيمات أو الإضافات أو الاستقلال والتحرر لدول مثل دولة الأحواز العربية المحتلة.

أتمنى من الجميع ألا تأخذكم العواطف وتستعجلوا بالحكم على كل ما يجري الآن.

انتظروا وإنا معكم منتظرون.

هجومات خلبية دليل على التخادم بين الأطراف ولذر الرماد في العيون

هجومات خلبية دليل على التخادم بين الأطراف ولذر الرماد في العيون

أ.د. سلمان الجبوري

 

الآن ثبت لدي وبما لا يرقى إليه الشك من أن البدء بالتنفيذ لتدمير العراق بعد أن تجاوز الخطوط الحمراء المحددة لتصرفات دول العالم الثالث بعد إقدامه على تأميم الثروة النفطية وارتقائه سلم التنمية بسرعة وجدارة بما يشكل قلقاً للدول الاستعمارية كونه يهدد نفوذها في المنطقة فعملت تلك الدول الاستعمارية على تسخير أداة جديدة أكثر فاعلية لإشغال العراق وتحقيق الهدف الذي رسمته تلك الدول، فكان الخميني أفضل أداة مهيأة لأداء ذلك الدور بعد أن وجدوا في الشاه غير ذي جدوى، خاصة بعد أن وقع اتفاقية عام 1975 مع العراق. وقد استخدم الخميني أدوات انطلت على الكثير من الذين انساقوا خلفه ودعموه، منها اتخاذ شعار الثورة الإسلامية وتحرير القدس، وكون العراق هو العائق لذلك الهدف. وتأكد لنا أن تعنت الخميني وعدم اذعانه لدعوات إيقاف الحرب مع العراق والتي بادرت القيادة العراقية بإطلاقها بعد أسبوع من الرد العراقي يوم 22/9/1980 على بدء الحرب التي شنتها إيران عليه في 4/9/1980 أو دعوات الوسطاء. وقد تبين الآن أن ذلك التعنت والذي ظنه الكثير بأنه من طبيعة الإيراني كان مخطط له لإنهاك العراق وتعطيل عجلة نموه واستنزاف موارده.

كل ذلك بات واضحاً بعد إثارة الضجة الكاذبة بين الكيان الصهيوني وإيران واعتمادهما النباح المتبادل والتهديد الكاذب بمهاجمة بعضهما الآخر حيث عمل نظام الملالي بالتضحية بذيوله واعتماد التهديد الأجوف بينهما لذر الرماد في عيون المتابعين ومن انخدع بأخلاقيات نظام الملالي البعيدة كل البعد عن الدين والقيم الإنسانية، وأكبر دليل على ذلك هو اعتمادهم قواعد اشتباك لا تمت بصلة لما هو متعارف عليه في العلوم العسكرية وآداب الحروب.

يضاف إلى ما سبق فيما يخص دور إيران في خدمة المصالح الاستعمارية هو توسعها في نشر أذرعها في العراق واليمن ولبنان وسوريا وربما وصلت إلى أقطار عربية أخرى في غفلة صراع قواها الداخلية.

ومن يشكك بما أوردناه هنا من تحليل لسلوكيات إيران ودورها في المنطقة وللتخادم بينها وبين أميركا والكيان الصهيوني الذين اتفقوا على أن يكون التنسيق بينهما لإبقاء دول المنطقة في خوف وريبة دائمين، وأن تكون أرضهم ساحة لأداء تلك الأدوار وشعوبها ضحية، لأنهم سيكونون هم الخاسر الوحيد، على طريقة صراع الفيلة في الغابة التي يكون نتيجتها تدمير العشب وحرمان بقية الحيوانات من العيش الهانئ هناك.

أقول لمن لا يصدق ما ذهبت إليه ليتفحص ما يجري بين الأطراف أميركا، الكيان الصهيوني وايران منذ السابع من أكتوبر 2023 من تهديدات جوفاء وهجومات خلبية برعاية وتوجيهات أميركية بتجنب أهداف الطاقة ومواقع التسليح عالية القدرة (السلاح النووي) والتي تؤيدها هجومات إيران التي لم تجرح عصفوراً، عدا عن كون تلك الأسلحة المستخدمة في الهجومين كانت تخلو من متفجرات، ولا هجوم الكيان الصهيوني على إيران اليوم الذي مر على التهديد به فترة طويلة وبسيناريو وإخراج أميركي، فإن إيران سوف لن تسلك ذات السلوك في حربها مع العراق، وأكبر دليل على ذلك هو أن كلا الطرفين اللذان يدعيان العداء والتهديد لبعضهما كانا يفعلان ما هو ليس معتاداً في الحروب، كالتهديد بالهجوم وتحديد أماكن الضربة ليتسنى للمقابل أن يفعل اللازم من التهيؤ وإخلاء أماكن الأهداف المعلنة.

وحتى إن لم يصدق ما ذهبت إليه وأن هجوم الكيان الصهيوني سيكون حقيقياً وموجعاً لإيران فليصدق الجميع أن إيران سوف لن تمارس عنادها في إنهاء التصادم مع الكيان الصهيوني كما فعلت مع العراق، حيث أطالت فترة الحرب إلى ثمان سنوات.

يا وطنييا وطني.. مات فيك الأوفياء.. وعاش الخائن العفن

يا وطني.. مات فيك الأوفياء.. وعاش الخائن العفن

بقلم: بصائر العامر

 

بين خيبة القدر وهمجية الرعاع،،،لازال العراق يحتضر وتنهال عليه الصدمات من كل حدب وصوب ،فقد اطل علينا اليوم شخصيه متذبذبه متطرفه ركيكه عاثت في الارض فسادا ودمرت الحرث والنسل بطائفيتها  شخصيه متناقضه ترفع شعارا في زمن ويأتي بنقيضه زمن اخر ، حسب الظروف والدفع الخارجي المستمر لفك وحدة العراق 

هنا اتوجه بخطابي هذا لكل من يدعو  لآعتماد اعياد (دينية ) أو (غير دينية ) سواء كانت الغدير اوغيرها  أقول أنك بدأت بنثر بذور التفرقه والتشتت الصارم بين ابناء الوطن الصابر الجريح

اتقي الله في الشعب العراقي من هذه البدع والخرافات الضاله والتي هي حصيلة شعورك بالنقص الذي بات واضحا من خلال تصرفاتك وسلوكك الخاطيءالمتدني وهمجيتك الحمقاء.

الم يكفيكم مافعلتم بالعراق من تدمير مادي ومجتمعي ولاأنساني شامل وأثبتم للعالم  اجمع انكم روادا في التبعية للاجنبي وفرقة ابناء البلد الواحد وتشتيته علمآ ان اكثركم لايجيد تركيب الحروف لصياغة جملة كاملة المعنى لفظا وكتابة!!! ولاابالغ ان اقول قدرنا الآحمق هو من جعلكم تتسيدون على رقابنا .

ايها العراقيون ممن يدعي الوطنية والشرف وهو في السلطة  أليس فيكم رشيد أمين غيور؟

الان في هذا الظرف الخطير ، عليكم رفع شعار المواطنة ، وان الوطن فوق الجميع ، وبسرعة  اما السكوت فلا معنى له سوى انكم تنفذون اجندة اخرى خارجية تملأ عليكم تلبية لمقاصد صارت معروفة لدى الشارع العراقي والعربي ،وإلا ماهو تفسير هذه الضجة المقصودة الان وفي هذا الوقت بالتحديد ؟

أعلموا ان العراق ليس ملكا عضوض لكم ولا لغيركم ، وكما دانت لكم الفرصه بالصدفة المقيته والحظ العاثر ، والايام حبلى وستدين لغيركم من شرفاء أمتي وما اكثرهم علمأ وهمة وارتقاء وشرفا ووطنية وحتمآ سيحاولون البحث عن المشتركات وبصدق شديد .

لقد نفذ صبر العراقيين ولم يعد في العمر بقية ، اتركوا ترهاتكم البائسه بعد ان تتذكروا ان الله فوق كيد المعتدي

الله اكبر الله اكبر والعزة لله

القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية وتعاملنا العاطفي مع ما يجري

القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية وتعاملنا العاطفي مع ما يجري

علي العتيبي

منذ وعينا على الدنيا وقضية فلسطين مزروعة في داخلنا ولأنها قضية مقدسة فقد اصبحت عاطفتنا كلها من اجل التحرير وقد تطوعنا للعمل الفدائي مع جبهة التحرير العربية ولم تكن اعمارنا تجاوزت ال 12 و13 عام وبقيت القضية الفلسطينية اهم لدينا حتى من انفسنا وقد ترسخت لدينا من خلال مبادئ البعث وصرنا نمقت اي انسان يتحدث عن السلام مع الكيان او الموافقة على قرار التقسيم وغيرها.

حينما كبرنا اكتشفنا بان البعثيين المبدئيين اصحاب المواقف لم تتغير مواقفهم تجاه فلسطين رغم كل الظروف وقد ضحى النظام الوطني بسلطته من اجل فلسطين بعد ان تعرض للتآمر والعدوان والحصار ثم الغزو والاحتلال ولازال رجال البعث ملتزمين بهذه المبدئية تجاه فلسطين رغم العديد من المحاولات التي دخل فيها الفلسطينيين بالسلام مع الكيان الصهيوني بدءاً من اتفاقات اوسلو والتي اصدرت القيادة حينها كراس يشرح فيه ملابسات اوسلو وموقفه منها ولحقتها اتفاقية القاهرة التي اجبر ياسر عرفات على توقيعها.

اما المتاجرين بالقضية الفلسطينية فقد جعلوها كنزا للاسترزاق او الابتزاز كما فعل نظام الاسد والنظام الايراني وسبقهم انور السادات بزيارته الخيانية التي فتحت ابواب الخيانة للقضية من قبل المهزوزين.

لازال البعث ممثلا بقيادته القومية ومعه في العراق الرفاق في قيادة قطر العراق متمسكين بالمبدئية والمناداة التي جعلها صرخة مدوية في قاعة الاعدام شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين طيب الله ثراه (عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر) وقدم روحه قربانا لاجلها ليس تعصبا وانما وفق يقين عربي اسلامي بان اي ارض محتلة هي مشروع للجهاد والتحرير  ونحن نسير على هذا الطريق.

مع الاسف واقولها بصراحة حينما كانت حماس والجهاد والقسام تمارس عملياتها الفدائية بعد اوسلو التي فرضت الغاء مبدأ الجهاد والكفاح المسلح من دستورها، اعجبنا وشجعنا موقف حماس ولكن ما أن طمعت في السلطة وشقت صف الفلسطينيين بانت الحقيقة خاصة بعد استشهاد ابرز زعيمين فيها وهما الشهيد احمد ياسين والشهيد الرنتيسي سارت حماس الاخونجية وفق خط الولي الفقيه في ايران واصبحت احد اذرع ايران في المنطقة وصارت حماس بندقية للايجار ووفق الرؤية والمصالح الايرانية وهذا معلن من خلال خطابات خالد مشعل واسماعيل هنية حتى اصبحت حماس العائق في جمع الشمل الفلسطيني فصارت سلطتين احدهما تحارب الاخرى حماس لها غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة ورغم عقد عدة اجتماعات لتوحيد صفهم اخرها كان اجتماع مكة الذي اتفقوا فيه على وحدة الصف واقسموا على ذلك عند بيت الله الحرام ولكن !!! اي توحيد للصف الفلسطيني لايروق لايران ولهذا تدعم حماس لتخريب الاتفاقات وهنا نود ان نبين باننا لسنا مع السلطة الفلسطينية بالكلية لانها ايضا لا تختلف عن حماس نتيجة الفساد والتبعية للكيان الصهيوني وخاصة رئيسها الذي هو مهندس اتفاقات اوسلو التي باعت القضية الفلسطينية وجعلتها تتراجع في الاهتمام لولا الانتفاضات التي فجرها شباب الحجارة والدعم الذي اولاه العراق لفلسطين وفصائلها الجهادية بالدعم المعنوي والمالي والعسكري والتسليح وتصنيع الصواريخ التي بدأ تصنيعها في بغداد وشحنت مع مخططات التصنيع الى فلسطين. نعود الى موضوعة دعم ايران لحماس وجعلها احد اذرع ايران وتتناغم مع حزب الله ولاحقا الحوثيين والحشد الطائفي ولم يرف لحماس اي رمش تجاه احتلال امريكا وايران للعراق ولا على الدماء التي تنحر من قبل ايران وميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن  وصاروا يمتدحون ايران ووليها الفقيه ومجرميها واطلقوا على المجرم قاسم سليماني شهيد القدس وصارت منابر غزة تؤلب ضد العرب بشكل عام والخليج بشكل خاص رغم ان اعمار غزة ببناياتها السكنية ومستشفياتها ومدارسها كلها بالدعم الخليجي ولم تبنِ لهم ايران ولو مركز صحي صغير وقادة حماس يتنعمون بالاموال والاقامة في قطر وغيرها.

المعروف والمعلن والمكشوف لنا وللجميع ان ايران لها مشروع توسعي عنصري تريد تتفيذه دون ان تخسر اموال او رجال ايرانيين فحركت ذيولها وعملائها وباموال العراق التي تسرقها لتنفيذ هذا المشروع فزرعت الموت عند العرب وصار العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وحتى البحرين مشروع قتل ايراني بيد ميليشياتها الولائية والتي لا تختلف عن حركة الحشاشين التي اسسها حسن الضحاك لزرع الرعب وهكذا دب الرعب الايراني لدى كل العرب وهذا مخطط له شقين الاول تنفيذ مشروع ايران والاخر تسهيل امر الكيان الصهيوني لفرض مشاريعه للتطبيع العربي دون مقابل وصار المواطن العربي يتمنى السلام مع الكيان الصهيوني من اجل التخلص من النفوذ والموت الايراني  وخاصة بعد توقيع الاتفاق النووي برعاية اوباما لبسط نفوذ وقوة ايران على المنطقة وينطبق المثل (اراويك الموت حتى ترضى بالصخونة) وهنا الموت ايران والصخونة الكيان الصهيوني وهكذا تم التطبيع بين الكيان والامارات والبحرين تحت مسمى الاتفاق الابراهيمي الذي رعاه الرئيس الامريكي انذاك ترامب مقابل توقف الكيان عن بناء المستوطنات والتوسع على حساب الاراضي الفلسطينية وبعدها بدات التحركات من اجل ان تقوم السعودية بالتطبيع ايضا فكان موقف السعودية الصارم وهو لا تطبيع قبل حل الدولتين وكان داخل الكيان فريقان فريق يؤيد الشرط وفريق رافض له ويريد التطبيع بلا مقابل وهذا يقوده النتن ياهو  وحينما شعرت ايران ان تطبيع السعودية وحل الدولتين سيسقط شعارات ايران التي وضعتها شماعة للمتاجرة بقضية فلسطين ونادت (طريق القدس يمر عبر كربلاء عام 1984) وشكلت فيلق اسمته القدس يذهب للقتل الى اي مكان في بلاد العرب الا القدس ونحن نعرف في عقيدتهم ان القدس والاقصى لايساوي حاشاكم نعل ولكنها سياسة التوسع والضحك على العرب وايهامهم بانها المدافعة عن القدس وهذا عكس الحقيقة ومن اجل تخريب اي جهد لاقامة دولة فلسطينية وفق الرؤية الفلسطينية والتي تكللت بمشروع قرار تقدمت به دولة الامارات العربية المتحدة على الامم المتحدة وتم التصويت عليه بالاغلبية بالاعتراف لفلسطين كدولة وهذا لايروق للمتطرفين الذين يحكمون الكيان الصهيوني وايران الولي الفقيه فتم تحريك حماس للقيام بطوفان الاقصى الذي اوعدوا فيه حماس بانه في حال قيامهم بالشروع سيتم اسنادهم بالهجوم من قبل حزب الله في لبنان والميليشيات من الحدود السورية ولكن ايران غدرت بهم وجعلت حماس وحيدة بعد عمليتها البطولية باقتحام حدود المستوطنات واسر العديد من ضباط وجنود جيش الاحتلال (العملية تحتاج الى تدقيق وتمحيص ودراسة عن الخلل الامني الذي حصل لدى الكيان لان هذه الحدود محمية بمستشعرات دقيقة بحيث اذا اقترب منها قط تعطي انذارا فما بالك باختراق حوالي الف من مقاتلي حماس). فبعد ان اصبحت حماس وحيدة في الميدان ضد الكيان وتم تدمير كامل غزة وتهجير اهلها ومحاصرتها وتلاها اغتيال زعيم حماس اسماعيل هنية في ايران وداخل منطقة خاصة بالحرس الثوري الايراني فارادت ايران ذر الرماد في العيون بعملية ارسال طائرات مسيرة وصواريخ لضرب الكيان سقطت اغلبها في الطريق ثم حركت بعض مقاتلي حزب الله لضرب اهداف لا قيمة لها داخل الكيان وتزامن هذا كله بوجود مفاوضات ايرانية امريكية ومن اجل الضغط لصالح ايران فجاء الرد بقصف الضاحية وقتل اغلب قادة حزب الله فكانت هذه العملية هي تضحية ايران بحماس وحزب الله لارضاء الكيان من اجل دعم مفاوضاته مع امريكا حينها استشعر زعيم حماس داخل غزة يحيى السنوار متاخرا اللعبة الايرانية ورفض تلقي التعليمات الايرانية وصار يتحرك وفق رؤية المجاهد الفلسطيني، فكان القرار لابد من التخلص منه والان حينما نشاهد مقاطع الفديو وتصوير العملية نكتشف ان العملية مرسومة بدقة رغم ادعاء الكيان انها الصدفة والا فان الكيان يقصف غزة كل يوم ولم يصور نتائج ضرباته فلماذا صور عملية استشهاد السنوار بهذه الدقة لولا الوشاية والخيانة.

حينما ننعى السنوار فاننا ننعى كل من يقاوم ويستشهد واقفا ضد الكيان الصهيوني ويكون في مقدمة مقاتليه رغم موقفنا الواضح من توجهات حماس الاخونجية الموالية لايران ورغم ما تطرقنا به بان طوفان الاقصى لم يكن هدفها تحرير فلسطين ولا اي شي يخدم فلسطين بل كانت عملية كما يطلق عليها بندقية للايجار من اجل عيون ايران ولكن انقلب السحر على الساحر فانكشفت خطط ايران وتناغمها مع اهداف النتن ياهو، ونقول ان الفعل المجاهد نحترمه ونقره وندعمه حينما يكون هدفه واضح وصريح وهو التحرير بعكس من يعمل به كشعارات ويجير لصالح قضية ليست قضيته.

طوفان الاقصى مهما اختلفنا مع رؤى الاخرين واختلافنا مع حماس كونها اصبحت احدى ادوات المشروع الايراني، حققت اهداف عظيمة للقضية الفلسطينية نورد بعض منها:

1.احياء القضية الفلسطينية بعد ان لفها النسيان.

2.اثبتت ان العربي مهما تهجر وطالت غربته فان وازعه الوطني دوما مع قضية شعبه وكان للفعل والنشاط الفلسطيني بالخارج دور فاعل اعلاميا وتحشيدهم للناس بهذا الكم محل فخر واعتزاز.

3. جعلت الرأي العام يعرف حقيقة القضية الفلسطينية مقابل اجرام الكيان الصهيوني وبهذا الوعي خرجت الجماهير تندد بالاحتلال وتنادي بتحرير فلسطين.

4. الهبت الحماس لدى الشباب العربي بعد ان كاد يعيش حالة الركود والتشاؤم والاستسلام فاذا به ينهض، وحتى الاطفال ترسخت في داخلهم ان الكيان مجرم واغلب اطفال الوطن العربي اصبحت انشودتهم انا دمي فلسطيني.

استشهاد السنوار سواء تم بخديعة او خيانة او غيرها فالرجل استشهد مجاهدا بطلا ثابتا

يقابله بذلك افعال ابطال العراق النشامى الذي تصدوا للاحتلال الامريكي وما اكثرهم وعلى راسهم قيادة العراق الوطنية يتقدمهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين وولديه وحفيده ومن على خطاهم وقدموا ارواحهم فداءً واستشهدوا بالقتال امام اكبر قوى غاشمة ومجرمة بالعالم وجرعوها السم كما جرعوا خميني في القادسية.

علينا ان نستلهم الدروس من طوفان الاقصى سواء بالتخطيط والقتال او بالتحشيد الجماهيري والاعلام في دول العدوان بدلا من المناكفات بين القوى الوطنية والتسقيط واتخاذ المجاملات الفارغة التي لم تحصد شئ، علينا ان ناخذ العبر والدروس من طالبان ومن غزة ونكون اهلا لحمل راية التحرير.

ويبقى البعث حزباً نضالياً ناصع السيرة

ويبقى البعث حزباً نضالياً ناصع السيرة

علي العتيبي

 

لا نريد أن نشكك بوطنية أحد، أو نزاود عليه، ولكن من خلال المتابعات والقراءات والاطلاع على الكثير من التجمعات الوطنية وما يكتب أعضاؤها من مواضيع وطنية تلامس الواقع العراقي والعربي، وتتضمن مقترحات كثيرة يفرح بها القارئ، ولكن التساؤل عن كيفية تنفيذ هذه المقترحات والرؤى الثورية في ظل ما يعيشه المواطن العراقي والعربي، كلٌّ حسب ظروف بلده، ولكن التخصيص هنا يتعلق بوضع العراق الذي احتلته أمريكا واعترفت به الأمم المتحدة ، إلا إنها لم تأخذ دورها الحقيقي لإرساء السلم الاجتماعي وإرساء الأمن من كل النواحي، وخاصة ما يتعلق بالمحافظة على وحدة العراق وسلامة أراضيه ومواطنيه وتمتعه بالسيادة، وعدم السماح لدول الجوار بالتدخل في شؤونه الداخلية.

إن العراق وشعبه ومنذ 2003 وحتى يومنا هذا يعاني من تسلط وسطوة مافيات وعصابات مجرمة لا تراعي الحرمات، وتمارس كل أنواع الجرائم التي تندى لها الجباه، ولا نقول إنها أحزاب وحكومة لأنها أبعد ما تكون عن هذا المسمى، وكله بسبب تفريغ أحقاد أسيادهم الأمريكان والصهاينة والفرس على العراق، فوجدوا أناساً يحملون الجنسية العراقية ويتحدثون بلهجته ولكن ولاء الأكثرية منهم لإيران التي تمتلك مشروعها القومي الفارسي العنصري، وجعلت هؤلاء العملاء أدوات لتنفيذ مشروعها من خلال تدمير المدن وقتل أبناء العراق وتهجيرهم، وسرقة أموال العراق وتلاعبهم بالقانون والقضاء وتسييسه وفق مصالحهم وليس وفق العدالة.

إذن، أي مشروع وطني تحرري يجب أن يأخذ هذه الأمور في المقدمة، وكيف السبيل لتحقيق هدف التحرير والقضاء على الفساد ونحن نواجه عصابات تقف خلفها دول.

إن المحتل حينما أصدر القرارات الاجرامية الجائرة بحق العراق أولاً والبعث والبعثيين ثانياً كان الهدف هو القضاء على مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي الوطنية والقومية والتحررية والتقدمية، ورغم ما يعاني منه البعث ورجاله الأبطال لم يستطع المحتل ولا عملاؤه الذين يطلق عليهم حكومة أن يجعلوا البعث يتراجع عن مبادئه، والتي من أجلها ضحى بالسلطة وقدمت قيادته أرواحها فداء للمبادئ السامية التي تحمل عقيدة الرسالة الخالدة، ولو أراد البعث أن يبقى في السلطة لقدم تنازلات لأجلها، لكن البعث ولد من رحم الأمة وجماهيرها لتحقيق أهداف الأمة، واستخدم السلطة لتحقيقها، ولم يجعل السلطة هي الهدف بل الوسيلة.

ونعود إلى بداية الحديث ونقول لا يمكن أن تتحقق أهداف الحركات الثورية ما لم يقوم شخوصها بتنقية أنفسهم من داء الأنانية والفوقية والتسلط والاستعلاء على الآخرين والتجرد من الذات وصفاء النية ووحدة الهدف، وأن يكون القول مقترناً بالفعل، لأن الشعب الآن في فورة غضبه من الزمر الحاكمة التي استباحت الأرض والعرض والمال وكل القيم، والعراقي معروف بغيرته ودفاعه عن شرفه، فالتحرك المطلوب وفق هذه الرؤى إما أن يتحرك البعض ويتوقع من الدول التي احتلت العراق ودمرته أن تساعده للنهوض بالعراق من جديد فهو واهم.

إن البعض من هذه الحركات والتجمعات، ونقولها وبكل أسف، ارتمى في أحضان دول من أجل الدعم، ولكننا نعرف إن أي دولة تدعم أي فصيل فإنها تريد منه أن يكون واجهتها لتحقيق مصالحها وأطماعها في العراق، والبعض استأنس على هذا الدعم وتمتع بحياة الرفاهية ويتحرك إعلامياً ليظهر نفسه إنه هو الوحيد الذي ينادي بتحرير العراق، وهنا فرق بين المناداة والعمل، ونقول واهم من يريد من البعث أن يتراجع عن مبادئه لأجل دعم مادي أو إعلامي رغم أن الشيطنة والتشهير مستمرين من قبل جميع وسائل الإعلام، ولكن الوجه المشرق للبعث ورجاله لا يمكن أن يحجبه غربال التضليل الذي يمارس ضده، ويبقى ناصعاً ولن يتلوث بمد يده لمن يريد تسقيطه، ولهذا نجد أن الكل يحارب البعث، فبعد أن عجزوا عن الاجتثاث وقانون التجريم لجأوا إلى الذين في قلوبهم مرض للتشويه، ولكن كما أسلفنا يبقى البعث نقياً محافظاً وملتزماً بمبادئه ولا يعتمد على أي جهة دولية، لأنه لايرهن نفسه لأحد، لأنه بعث الأمة العربية ووريث الرسالة الخالدة، ويعمل على تحقيق أهدافه، وأمله كله مرهون بالشباب الواعي الذين تشبعوا بروح البعث والرسالة الخالدة وهم عماد المستقبل للتحرير والتطهير.

عاش البعث، بعث الصمود والمطاولة، والتحية لرجاله الميامين، ومن الله التوفيق.