بسم الله الرحمن الرحيم
الجيش العراقي الوطني الباسل فخر الشعب والأمة
أبو عمر العزي
يطل علينا يوم 6 كانون الثاني من كل عام الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الباسل صاحب الملاحم البطولية في سفره الخالد على أرض العراق والوطن العربي , تأسس هذا الجيش العروبي القومي على أيدي ثلةً من الضباط ممن كانوا يخدمون في الجيش العثماني بنواة اول فوج سمي فوج موسى الكاظم في بغداد(الكرنتينه) وفق أُسس وتقاليد عسكرية نموذجية وضم هذا الفوج نخبة ًمن خيرة الرجال ضباطاً ومراتب اتصفت فيهم حسن السيرة والسلوك والمؤهلات العلمية والمعرفية, بعد فوج النواة شكلت افواج اخرى وشكلت من هذه ألوية وفرق حتى تكامل الجيش مع الصنوف والخدمات اللازمة واصبح قادرا على تحقيق ألأمن والاستقرار بأكمل وجه .
لفد كان اول واجب قومي يشارك به جيشنا الباسل خارج الوطن مع بعض الجيوش العربية في فلسطين 1948 بعد عدوان العصابات الصهيونية بمساعدة الاستعمار البريطاني واحتلاله ما يقارب ثلث الاراضي الفلسطينية وقد ابلى جيشنا بلاء حسناً في هذه المعركة المقدسة وتمكن من تحرير الكثير من الاراضي الفلسطينية التي كان يسلمها بدوره الى الفصائل الفلسطينية المسلحة ليتفرغ الى مهام اخرى , لكن الحرب قد توقفت بسبب ضغط الاستعمار البريطاني على الانظمة العربية مما ادى لأن يوقف جيشنا الباسل مهامه القتالية مكرها ويتم الانسحاب من فلسطين والعودة الى ارض الوطن .
التطور الكبير لجيشنا العراقي الباسل تنظيما وتسليحا وتجهيزا بعد قيام ثورة 17تموز 1968 المجيدة , حيث حظي الجيش باهتمام ورعاية كبيرة من لدن القيادة الوطنية وكان زيادة حجم الجيش من ثلاث فرق الى 12 فرقة مدرعة ومشاة آليه ومشاة مع صنوفها وخدماتها والتي كانت هامة وضرورية مع الاهتمام بتدريبها واعدادها اعدادا كاملا وفق احدث وسائل التدريب للدول المتطورة بالابتعاث للضباط وضباط الصف الى بدورات الى الخارج او استقدام ضباط خبراء من الخارج للأغراض التدريبية للضباط والمراتب ولكل الصنوف المقاتلة والساندة .
من الادوار القومية التي كلف بها جيشنا البطل المغوار هي حرب تشرين عم 1973 , هذه الحرب وقعت ولم يعلم العراق بها إلا من خلال الإعلام، وشارك جيشنا الباسل فيها دون طلب الجبهة السورية. وحمى دمشق من السقوط واستعاد ومعه احدى الفرق السورية محافظة القنيطرة وجبل الشيخ واعد الخطط الازمة لتحرير الجولان، كما كان لطيرانه الحربي الرابض على الاراضي المصرية قبل أشهر من الحرب دورا فعالا في تسهيل عبور القوات المصرية قناة السويس واسقاط خط بالريف، وتمت الاشادة بدور قوتنا الجوية (سربي هوكر هونتر) من قبل رئيس اركان القوات المشتركة المصرية خلال سير المعركة وما بعدها وذكر ذلك في مذكراته الشخصية..
ومن المواقف الخالدة والمشرفة التي قام بها جيشنا الباسل الوطني القومي هو دحر النظام الفارسي وجيشه في الحرب التي ابتدأها في 4 ايلول 1980 وبهزيمة الفرس عام 8/8/1988 وانهاء مشروعهم التوسعي ل “”تصدير الثورة “” واقامة امبراطورية خميني القذرة، والتي كانت تخطط وتنفذ أكبر حملة لتحقيق الحلم الفارسي على مدى التاريخ، هزمتهم بغداد ومرغت راياتهم في قادسية صدام المجيدة، وسوف تعود لتقبر احلام الصفويين إلى الأبد.
ومن ملاحم جيشنا المقدام التي خاضها بشراسة وبطولة فذة عندما فرضت عليه المواجهة مع قوات محور الشر الأمريكية الغربية وبعض الانظمة المحسوبة على الوطن العربي في مطلع تسعينيات القرن الماضي , ورغم فارق القدرات الكبيرة بين ما يملكه جيشنا وما تملكه تلك القوات حجما وتسليحا وتجهيزا وتقنية عالية ومعدات مهيأة لخوض حرب عالمية إلا أنه واجه تلك الحرب العدوانية بكل بطولة وكان ندا لهم ولم يستسلم وكبد العدو خسائر بشرية ومادية منها اسقاط العديد من طائراته الحربية واسر طياريها وادى واجبه وفق امكانياته وقدراته المتواضعة قياسا لإمكانية العدو .
وليختم جيشنا الباسل صاحب المنازلات والصولات والجولات دفاعا عن الوطن والامة العربية حربا مقدسة دفاعا عن بلده ضد القوات الغازية الصليبية المدعومة بغطاء سياسي من بعض الانظمة العربية العميلة التي سبق ودافع عنها وقدم التضحيات الجسام على ارضها , اضافة الى غدر النظام الفارسي الذي كان يرفع شعار امريكا الشيطان الاكبر ليتبين ان هذا النظام كان ينسق مع الشيطان الاكبر لاحتلال العراق , فوقع الغزو على العراق في 19/3/2003 وتم التصدي له بكل قوة و خاض جيشنا قتالا ملحميا ابتدأه من ام قصر حتى مطار بغداد ليتم تدمير قوته بالكامل في معركة المطار , مما دفع قوات العدو لان يستخدم الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا ضد قوات جيشنا المدافعة عن المطار ليتم ابادتها ويعلن العدو احتلاله العراق . .
وتبدأ صفحة المقاومة الوطنية الخالدة في تاريخ العراق لمرحلة ما بعد الاحتلال والتي شارك فيها خيرة ابنائها من الجيش العراقي ومناضلي حزبنا واحرار واخيار الوطن من كل شرائح المجتمع , واختطت المقاومة قتالها باعتماد حرب العصابات و هو الاسلوب الامثل للتعامل مع المحتلين وهذا مقتلهم ونقطة ضعفهم كقوة كبرى محتلة لأرضنا, كانت المقاومة العراقية الامتداد الحقيقي لجيشنا الباسل من حيث سرعة تنظيم صفوفها وقتالها البطولي والمزلزل الذي كان صدمة ومفاجئة لهم والتي شملت فعالياتها القتالية قنصا وتعرضا لدورياتهم الألية و الراجلة وحتى اسقاط بعض طيرانهم السمتي, وقد اقر المحتلين بقوة المقاومة وعظمتها وارهابها لهم بعد انكروا وجودها في البداية ,تعاظمت خسائر جيوش العدوان البشرية والمادية وبدى واضحا الارهاق والرعب والانهاك على وجوه قواتهم مما دفع الكثير منهم الى الانتحار وهذا باعتراف قياداتهم والتقارير التي نشرت عنهم بان الانتحار سجل رقما قياسيا بين صفوفهم زاد على ما كان في حرب فيتنام بكثير , وصار التفكير بالانسحاب من قبل قياداتهم السياسية والعسكرية امرا واقعا خوفا من الانهيار الذي اصبح قاب قوسين او ادنى , وبدا الاعتراف بان احتلال العراق كان خطأ جسيما وتبريرا لأمر الانسحاب حتى من رئيس هرم ادارتهم سيئة الصيت ,كل ذلك بفضل المقاومة الباسلة البطلة واخر المطاف تم سحب جيوش الاحتلال اقرارا بالهزيمة, فمرحى لتلك المقاومة ورجالها من الاحياء ورحم الله مجاهديها الاشاوس ولعوائلهم التي انجبتهم .
مبارك لجيشنا العراقي البطل عيده، كما هو عيد الشعب، ونحن نستذكر مواقفه العظيمة التي قام بها تجاه شعبه وطنه وامته وتضحياته السخية والكبيرة التي قدمها، وتشهد له ساحات ميادين المنازلات…. تحية لصناديد الجيش العراقي الباسل قادة وضباط ومراتب، الاحياء منهم، ورحم الله كل شهداء الجيش العراقي الباسل.