ثورة 8 شباط تحول في مسار التاريخ العراقي

ثورة 8 شباط تحول في مسار التاريخ العراقي

 أبو محمد عبد الرحمن                                     

 

في الثامن من شباط كل عام  تحل علينا ذكرى مجيدة من تاريخ أمتنا، ذكرى ثورة 14 رمضان – 8 شباط 1963، التي خطها رجال عاهدوا الله ثم العراق على المضي قدما نحو العزة والكرامة.

إنها الثورة التي لم تكن مجرد حدث عابر بل محطة مفصلية أعادت رسم ملامح العراق ورفعت راية العروبة خفاقة في سماء المجد.

قاد هذه الثورة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تمكن من حشد الجماهير حول مشروع وطني طموح ولمستقبل أفضل وواعد تكفل للوطن حريته وعزته وسيادته وللمواطن وعد بتحسين الظروف المعيشية والخدماتية.

كانت هناك عدة عوامل ساهمت في اندلاع الثورة منها:

 * الاستياء الشعبي: ساد استياء شعبي واسع من نظام عبد الكريم قاسم، بسبب سياساته المتذبذبة وتراجع الأوضاع الاقتصادية.

  * طموحات حزب البعث: كان حزب البعث يطمح إلى تحقيق اهدافه وتطلعاته الوطنية والقومية وكان يرى في نظام قاسم عائقاً أمام تحقيق أهدافه.

 لعب حزب البعث دوراً محورياً في قيادة الثورة، وكان للرفاق أحمد حسن البكر رحمه الله  وكوكبة من الرفاق دور بارز في هذا الصدد. وحققت انجازات عديدة رغم قصر مدة استمرارها .

  كانت ثورة 8 شباط تتويجا لنضال الأحرار الذين رفضوا الاستبداد والتبعية وسعوا جاهدين إلى بناء وطن قوي تسوده العدالة وتسير فيه مسيرة النهضة بثبات.

كانت إرادة الثوار شعلة لا تنطفئ جمعت الأحرار تحت لواء الحرية والسيادة وجعلت من العراق منارة للأمل والطموح القومي.

إن استذكار هذه الثورة اليوم هو استذكار لتضحيات الرجال الذين واجهوا الصعاب بروح صلبة وإيمان راسخ وجعلوا من دمائهم مدادا لكتابة تاريخ جديد لأمتنا.

واليوم إذ نسترجع أمجاد هذه اللحظة الخالدة نجدد العهد بالمضي قدما على درب العزة والكرامة مستلهمين من الماضي دروسا للحاضر والمستقبل.

وستبقى ثورة 8 شباط رمزا خالدا في ذاكرة الأحرار ودليلًا على أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن صوت العروبة سيظل عاليا رغم كل التحديات.

المجد والخلود لرجال الثورة والمستقبل المشرق لأمتنا العربية.

المجد والخلود للشهداء الأكرم منا جميعا  

المجد للعراق… المجد للأحرار… والمجد لثورة العروبة الخالدة..