ثورة 14 رمضان وتصحيح انحرافات ثورة 14 تموز”
مهند أبو فلاح
قامت ثورة 14 رمضان في الثامن من شهر شباط / فبراير من العام 1963 للميلاد كما هو معلوم لتصحيح الانحرافات التي أصابت ثورة 14 تموز / يوليو من العام 1958 .
لم يكن اختيار الرابع عشر من شهر رمضان الفضيل المبارك موعدا لإطلاق الثورة المجيدة عبثيا بل كان تعبيرا صادقا واستحضارا للروح الإيمانية لطلائع الرسالة المحمدية من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين الذين قدموا التضحيات الجسام لنشر رسالة الاسلام الخالدة ليس في ربوع شبه الجزيرة العربية فحسب بل في سائر أرجاء المعمورة .
إن الانحرافات التي تعرضت لها ثورة الرابع عشر من تموز من العام 1958 على يد القوى الشعبوية المعادية للوحدة العربية والتي أرادت سلخ العراق عن أمته ظهرت واضحة جلية في كل من الموصل و كركوك على يد تلك العصابات الإجرامية التي وجدت غطاءً مناسبا لها تحت مظلة ما عرفت بفرق أنصار السلام الشيوعية وخاصة خلال القمع الرهيب الذي مورس بحق حركة العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل الحدباء ناهيك عن المحاكمات الهزلية لمحكمة فاضل عباس المهداوي التي أخذت طابعا ساخرا مثيرا للاشمئزاز .
لقد كانت علاقة الزعيم عبد الكريم قاسم مع الحزب الشيوعي العراقي إحدى أهم النقاط الجدلية التي عجلت بنهاية نظام قاسم الشعب حيث كان هؤلاء يؤزونه كالشياطين ويشكلون رافعة شعبية له في بغداد الرشيد والمدن الأخرى.
إن الانحرافات الخطيرة التي أصابت ثورة 14 تموز من العام 1958 ما كان لها أن تتم لولا التحالف غير المقدس بين ديكتاتورية عبد الكريم قاسم ذو الطبيعة النرجسية والحزب الشيوعي الذي قدم غطاءً تنظيميا تقدميا مزعوما لكل العناصر الشعوبية المناوئة للقومية العربية و رسالتها الخالدة المتجددة وعلى ضوء ذلك كان من البديهي أن يضطلع البعث بدوره التاريخي في تصحيح مسيرة ثورة 14 تموز وردها إلى جادة الصواب عبر عروس الثورات ثورة 14 رمضان المجيدة التي أعادت إلى أذهان الجماهير العربية الروح الوثابة للرعيل الأول من صحابة الرسول العربي الكريم سيدنا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم في غزوة بدر الكبرى وغيرها من المعارك البطولية التي أسهمت في رفع راية الحق إلى يوم الدين .