العراق بين هجرتين ماقبل الاحتلال ومابعده

 
شبكة المنصور
فيصل الجنيدي
 

مع ازدياد الهجرة والتهجير للعراقيين ووصول اعدادهم الى ارقام عالية باتت تقلق الكثير من الاطراف في مقدمتها الوكالة الدوليه لللاجئين والتي اعرب رئيسها انطونيوغوتيريس بأنه قد حان الوقت للتصدي بشكل جدي لمسألة نزوح العراقيين من بلدهم والتي تعتبر اكبر عملية نزوح منذ تهجير الفلسطينين عام 1948 واشار الى هجرة اكثر من اريعة ملايين مواطن منذ احتلال العراق ولاتزال الهجره مستمره حيث تتوقع بعض المصادر الى نزوح مليون مواطن آخر خلال العام الحالي مع استمرار تردي الاوضاع , ورغم ان مصادر اخرى تشيرالى اكبر من هذا العدد حيث ان الكثير من المهجرين لم تسجل اسمائهم ولاسباب مقصوده او غير مقصوده لخفض العدد لاجل عدم الكشف عن حجم هذه الكارثه الانسانيه والتي غالبا ما يتم التغاضي عن اسبابها الحقيقيه خدمه للمحتل الامريكي الذي يهيمن على المؤسسه الدوليه الاكبر في العالم في نفس الوقت يلاحظ تضخيم لاعدادهم لفترة ماقبل الاحتلال. من هنا ارتأينا تسليط الضوء على واحده من مآسي وتداعيات الاحتلال وبمشاركة مباشره من عملاءه المشاركين في مايسمى بالحكومه والعمليه السياسيه ولاجل ازالة الالتباس بين مقارنات غير موضوعيه متعمده يراد منها خلط الاوراق والتقليل من الحجم الكارثي للتهجير الحالي في الوقت الذي تستخدم قضية المهاجرين ماقبل الاحتلال وتحديدا للعقود الثلاثة التي سبقته للأساءه للنظام الوطني .

1- الهجره قبل الاحتلال

كانت قيادة العراق الوطنيه قد حملت مشروعا ثوريا منذ قيامها في 17-30 تموز بدأته بتصفية شبكات التجسس التي تنتشر في طول البلاد وعرضه ومع القبض على اول شبكة كبيره والتي كان يرأسها اليهودي الصهيوني عزرا ناجي زلخه وتنفيذ حكم الاعدام بحقهم هربت اعداد من الجواسيس واقاربهم الى الخارج لخشيتهم من ان تطالهم يد العداله وبنفس الفترة تقريبا انظمت لهم اعداد من الذين على عداء دائم مع الحكم الثوري بقيادة البعث ويعتبر هؤلاء هم بواكير المهاجيرن من العراق خلال تلك الفتره رغم ان اعدادهم قليله وفيما تصاعدت انجازات الثوره تصاعدت معها عمليات التآمر عليها مما جعل اعداء الامه يكيدون لها المكائد ويعدون المؤامره تلو الاخرى واضعين امامها العثرات لعرقلة مسيرتها خاصة بعد صفعة تأميم النفط الذي اتم سيادة العراق على ثرواته بجانب ذلك كانت الثوره تسير بخطى ثابته في جميع مجالات نهضة القطربما فيها تحقيق الوحده الوطنيه من خلال الجبهه الوطنيه وقانون الحكم الذاتي للاكراد ومع انجازات كبرى اخرى جعل العراق يدخل الخطوط الحمراء لخريطة الامبرياليه والصهيونيه مما زادت معه الضغوطات المختلفه ومنها عمليات هروب منظمه لشخصيات بارزه لغرض اعدادهم في الخارج واستقطاب اعداد اخرى لتشويه مسيرة الثوره من جهه وتصعيد التآمر من جهة ثانيه يقول الاستاذ عبد الله حوراني في مقال له نشر على شبكة البصره بعنوان لك المجد ولهم العار بتأريخ 2004/6/18 >>لم ندقق حينها فيما كان يقال لنا ، بل أخذناه ـ للأسف الشديد ـ كمسلمات . كما يهمني هنا أن أشير إلى تحوط آخر فاتنا التدقيق فيه . إذ ربما لو تنبهنا له وقته ، لما وقعنا في خطأ تلك الأحكام التي تبنيناها، ولكنا فهمنا في وقت مبكر ، جانباً كبيراً مما يجري في العراق الآن وطبيعة الذين تعاونوا مع العدوان الإنجلو ـ أمريكي الصهيوني على العراق ، ويشكلون اليوم جزءً من أدوات احتلاله . فلأننا قوميون منفتحون على كل القوميات والمذاهب ، لم نتوقف ولم نسأل عن أي انتماءات قومية أو مذهبية أخرى يخفيها هؤلاء تحت غطاء انتمائهم الحزبي ، ولم نكن نعرف أن اعتناقهم الماركسية لسنوات طويلة لم يخفف من غلوائهم القومي والمذهبي .كما يشير الحوراني في نفس المقال الى التشويه الذي ينقل عن العراق فيقول، وقد تكون تجربة الحزب ونظامه في العراق ، هي أكثر التجارب التي تعرضت لأحكامنا القاسية. وقد عزز هذه الأحكام عاملان أولهما : أن ما كان يجري في العراق من نمو وتطور وإنجازات كان غائباً عنا ولا يصلنا منه شيء ، خاصة نحن المقيمين والعاملين بين دمشق وبيروت . وإذا وصل منه شيء يصل مشوهاً ، وينقله أناس غير أمناء ولهم أغراضهم الخاصة ( وبالطبع لم نكن وقتها نعي هذا التشويه ) . وثانيهما : أن بيروت ودمشق كانتا تعجان بالعديد من العراقيين الذين قيل إنهم هاربون من بطش النظام في العراق . وكلهم من قيادات وكوادر وعناصر الحزب الشيوعي العراقي ))) . وفي ضوء هذه الشهادة للاستاذ الحوراني نعرف حجم التآمر واحد اهم اسباب الهجره قبل الاحتلال اما الاسباب الاخرى ففي مقدمتها صعوبات العدوان الايراني على العراق ومن ثم العدوان الثلاثيني عام 1991 والحصار الظالم اضاف الى التهديدات الامبرياليه لغزو العراق منذ عام 1998 وهناك تسفير ذو الاصول الفارسيه بما كانت تمثله من تهديد للسياده بسبب تورط الكثير منهم في التآمر على العراق لصالح دولتهم الام ايران وقد اخذ هؤلاء جزأ كبير من حملة التشويه التى تعرض لها العراق فيما لم نسمع اي تأسي على تسفير 6000 مواطن قطري من قبيلة مره الى السعوديه اغلبهم مواليد قطر قبل اكثر من عام رغم انهم من القبائل العربيه الاصليه التي تعيش في المنطقه ويعتبر هذا الرقم كبيرا قياسا الى نفوس قطر ويشكلون 9% تقريبا اذا ما علمنا ان نفوس قطر 150 الف نصفهم من اصول ايرانيه . بقي لنا ان نشير الى ان جميع المهاجرين قبل الاحتلال ممن يدعون المظلوميه ودعاة الدمقطراطيه لم يعودوا الى القطروالذي عاد منهم ترك عائلته في الخارج او ممن تعاملوا مع الوطن كصفقه تنم عن انحطاط اخلاقي منقطع النظيروهم الذين قدموا وملؤا الدنيا ضجيجا وبعد خروجهم من الحكومه العميله تركوا العراق بعد قبض حفنة دولارات كليث كبه وكنعان مكيه والباججي والقندرجي ومن لف لفهم فما اقذرهم . .

2- الهجره بعد الاحتلال

اما الهجرة بعد الاحتلال فهي معروفة الاسباب لاتخفى على احد ويأتي في مقدمتها الاحتلال وما انتجه من عمليات القتل لفرق الموت الاجراميه للمليشيات الصفويه وفرق الموت المتعددة الانتماء ( جماعة المجرم الجلبي - الفرق القذره الامريكيه - عصابات عائلة آل صباح - الفرسان الصليبين للشركات الامنيه ( فرسان مالطا)- فرق الموساد الصهيوني بالتعاون مع عصابات الحزبين العميلين الكرديين) اي انعدام الامن والامان بكل اشكاله ثم تردي الوضع الخدمي والصحة والتعليمي مع العرض ان التهجير مابعد الاحتلال قد ضم اغلب العقول العراقيه من الدرجات العليا في عمليه لاتخلوا من التعمد لتكون عامل اضافي لتهجير الآخرين وهنا نشير الى هجرة افضل اساتذة الجامعه والعلماء والاطباء الامر الذي شل العمليه التعليميه وخاصة الدراسة الجامعيه وحصل نفس الشئ للمؤسسات الصحيه والمستشفيات فقد رصدت نقابة الاطباء في العراقهجرة 16 الف طبيب من مجموع33 ألفا مثبتين لديها في النقابة وأكد الدكتور شوكت اكبر مدير قسم للمؤسسات الحكومية في وزارة الصحة عن وجود نقص كبير في عدد الأطباء الأخصائيين العاملين في العيادات الاستشارية التابعة للوزارة في عموم المدن العراقية كما تعتبر البطاله دافع آخر للهجره فبعد ان تم غلق آلاف المصانع بعد سرقتها وحل الجيش والاجهزه الامنيه ووزارة الاعلام والتصنيع العسكري اصبح ملايين المواطنيين بلا عمل مما دفع الكثير منهم للهجره من اجل لقمة العيش هذا عدا تدمير المدن والمناطق التجاريه فلو اخذنا مدينة بغداد لوجدنا ان شوارع تجاريه رئيسيه قد اغلقت واصبحت موحشه كالجامعه والمنصور والجهاد والعامريه والغزاليه وغيرها الكثير اي ان الكثير من ارباب العمل قد تعطلت مصالحهم ومعهم الكثير من العاملين لديهم اضافة الى توقف اغلب المصانع الاهليه بسسب انعدام الكهرباء والحاله الامنيه .

الخلاصه

مانراه ان عملية التهجير التي جرت للعراقيين هي عمليه منظمه ذات اهداف متعدده ولاطراف مختلفه فبالنسبه الى الاحتلال الامريكي فيمثل هذا الرقم من المهجرين , خاصة وان اغلبهم من الرافضين للاحتلال تخفيفا لعبئ المقاومه بينما يسعى الايرانيين للتأثير على الديمغرافيه في العراق سيما وان معلومات مؤكدة قد اشارت الى توطين اكثر من مليونيين ايراني بما يعني ان عمليات القتل الجماعي ومنها التطهير العرقي والطائفي مع قانون اجتثاث البعث الفاشي هي عمليه منظمه ومخطط لها مسبقا بما فيها عملية تفريغ البلاد من العقول بعد تقتيلهم وتشريدهم ويقع هذا ضمن نفس الهدف اي دفع المواطنيين للهجره اذا ما علمنا ان اي طبيب كفؤ لم يبقى الآن في العراق مما يدفع الكثيرمن الميسورين للعلاج في الخارج اما الفقراء فيلاقون حتفهم ؟ ومما يحز في النفس انهم حولوا العراقيين بين ليلة وضحاها الى لاجئين وهم الذين كانوا يحتضنون اكثر من سبعة ملايين مواطن عربي وآلاف الاجانب ضيوف مكرمين , لهم ما للعراقيين وشملوا بالحصة التموينية حتى في فترة الحصار الجائر . وكان ان هناك معلومات قد اشارت الى ان العدو يخطط على المدى البعيد ان تكون عملية التهجيرذات ابعاد استرتيجيه ترتبط بنجاح المشروع الصهيوامريكي لاسامح الله وتطبيق الفيدراليه على امل ضم المنطقة الغربيه الى الاردن بجانب الضفة الغربيه في فلسطين ضمن اطار فيدراليات او كونفدراليه وربط غزه في مصرعلى طريق تفتيت المنطقه وما دعوة الاردن مؤخرا باعادة ارتباط الضفه الغربيه باطار فيدرالي الا ضمن هذا الاطارسيما وان ضابطا صهيونيا كان قد صرح ان الملك عبدالله الثاني هو آخر الملوك الهاشميين.اما زيارة الخنزيره رايس الى سوريا لدراسة وضع المهجرين فبدون جدوى فالذي ينهي معاناتهم هو ازالة اسبابه المتمثله بالاحتلال وعملاءه .

 
 
 
شبكة المنصور
الثلاثاء / التايع و العشرون / أيــار / 2007