كماشة الحرب الديموغرافية في العراق

دراسة ظاهرة تهجير المسيحيين العراقيين

 

 

شبكة المنصور

الباحث مهند العزاوي رئيس مركز صقر للدراسات

 

نظرية "الفوضى الخلاقة" نظرية المحافظين الجدد في التعامل مع العالم من حولهم, هي أيضاً فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم إلى مناطق غير مأهولة، ويجب سفك الدماء من أجل الوصول إلى نظام جديد في المناطق الغنية بالثروات.

يقول ريتشارد بيرل :"إن السياسة الوحيدة الممكنة للغرب وللولايات المتحدة، في كل حال، هي سياسة المواجهة طويلة الأمد ومتعددة الأشكال مع العالمين العربي والإسلامي.

 

الموصل العراقية

 

تشير المصادر التاريخية على أن الحضارة "الآشورية العراقية" اتخذت من "نينوى" عاصمة لها سنة 1080 ق.م. وهي العاصمة الثالثة بعد "أشور القديمة" و"كالح" العاصمة الثانية وسميت الموصل "الحدباء" نسبة إلى أحتداب في نهر "دجلة" واعوجاج في جريانه . إلا أن الرحالة الشهير "ابن بطوطة" يعزوه إلى قلعتها الحدباء , تمتد الموصل على الضفة اليسرى لنهر دجلة وتوجد بجوارها أطلال مدينة نينوى المشهورة في التاريخ والتي كانت عاصمة للآشوريين,كما ذكرنا أعلاه- وتسمى مدينة الأنبياء وأبرز معالمها التراثية مرقد نبي الله "يونس" عليه السلام-نبي  الله "شيت"-نبي الله "جرجيس"-نبي الله "إسحاق" ونبي الله "دانيال" ويشير الباحثين في التاريخ مرسى سفينة سيدنا نوح عليه السلام.

 

 تبعد عن مدينة بغداد بمسافة 465 كم وتقع شمال العراق, تتميز مدينة الموصل بموقعها عقدة استراتيجية من النواحي العسكرية والاقتصادية , ويمثل عقدة جبلية مهمة في أقصى شمال العراق ، تتجمع فيه طرق المواصلات المختلفة القادمة من الشمال وتلك المتجهة نحو الجنوب, كما يعد هذا الموقع بوابة العراق الاستراتيجية الشمالية إلي جانب توسطها منطقة حقول النفط المهمة في شمال البلاد مما يجعلها أكبر مدن العراق الشمالية,تمتاز ببعد ديموغرافي متنوع ومتجانس وتعتبر إحدى العقد الثلاث الرئيسية ( عنصر التوازن الاستراتيجي الوطني للعراق ) بعد بغداد والبصرة وتشكل عنق الزجاجة في أسبقية تقسيم العراق ولذا تستهدف منذ الاحتلال ولحد الآن .

 

 ارتفع عدد سكان المدينة خلال ألاثني عشرة سنة التالية إلى 1,220,000 نسمة عام 1977م ويعد الربع الثالث من القرن العشرين أسرع فترات نمو سكان الموصل حيث تضاعف عدد السكان أكثر من تسع مرات, وقد بلغ معدل النمو السكاني لمدينة الموصل 30 % سنويًّا مما تسبب في مضاعفة عدد سكانها مرة واحدة كل ثلاث سنوات تقريبًا بين عامي(1950 - 1977م) اشتهرت الموصل منذ القدم بأهميتها كمركز تجاري مهم بسبب موقعها الجغرافي (بوابة العراق الاستراتيجية) وتتصل المدينة بتركيا وحلب بواسطة خط حديدي بناه الألمان قبل الحرب العالمية الأولى إلى جانب وجود مطار صغير للخطوط الداخلية, وأدى اكتشاف النفط في الموصل منذ الثلاثينيات من القرن العشرين إلى اكتساب المدينة أهمية كبيرة في الأسواق الدولية سواء من حيث المادة الخام أو المنتجات المكررة من النفط أو التبادل التجاري الحر أو الحكومي, كما اشتهرت المدينة بإنتاج الأقمشة القطنية الناعمة ويوجد في الموصل أيضًا أهم مصانع السكر بالعراق وفيها مواقع التبادل التجاري والمنطقة الحرة.


 يبدو خلال نظرة سريعة على موجز المعطيات  الاستراتيجية( البعد التاريخي- الحضاري-الديموغرافي- العسكري- الاقتصادي-الترابط الوطني –البعد العربي والإسلامي-التعايش السلمي للسكان عبر التاريخ الحديث) لم تشهد عبر تاريخها لأحداث سجلتها ذاكرة التاريخ قبيل الغزو ولحد غزو العراق حول صراع طائفي أو عرقي أو اثني بل تمتاز هذه المدينة بعراقتها وبعدها الحضاري المؤثر ناهيك عن احتوائها على نخب علمية-دينية-اقتصادية-سياسية- عسكرية-عشائرية تجعل من التلاحم الإنساني والوطني بين مكونات وأجناس سكانها أمرا لا يقبل المساومة  والشواهد كثيرة؟

 

لقد عودنا جنرالات الحرب الأمريكيين ومن تحالف معهم على استخدام البشر وسيلة ووقودا لحروبهم المستعرة في كل مكان , وتبدوا نمطية تكتيكاتهم واستراتيجياتهم العسكرية واضحة المعالم وقد آلفها شعب العراق  باستخدامهم العقيدة العسكرية الحالية( الصادم والمريع) وهي نظرية عسكرية تعتمد على استخدام وسائل النيران المختلفة ضد المساحات والرقع السكانية الشاملة دون استثناء وتعزيزها بالعمليات الشبحية التي تستهدف المدنيين أن لم تتمكن تلك الوسائل النيل منهم, ولغرض تأسيس دائرة ضغط وهيجان شعبي يقابله تأليب للرأي العام وتوظيف إعلامي موجه يراد منه تحقيق أهداف عسكرية وسياسية واقتصادية وصرف الأنظار عما يحدث من صفقات ودسائس في الأروقة المظلمة والفشل السياسي والعسكري الاقتصادي المزمن.

 

محاور الاستهداف المحتملة

 

اشرنا لموقع مدينة الموصل الجيو سياسي والعسكري والاقتصادي ومن المحتمل تتعرض لأكثر من محور استهداف لغرض تجزئة وتقسيم وتقزيم العراق, وقد تختلف بالأساليب والأولويات ولكنها تتبع الاستراتيجيات , وتبرز هنا هشاشة ما يسمى العملية السياسية وهياكلها التي أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات لإنتاجها  بعد أن أتخم السياسيون الجدد أرصدتهم بمليارات الدولارات تحسبا للهزيمة الصاعقة ,وتبدو ملامح ومؤشرات سياسية وعسكرية ومخابراتية تلتصق بموضوع المراهنة على إيجاد منافذ متعددة ومحاور مختلفة لتطبيق قانون تقسيم العراق الذي اقره الكونغرس الأمريكي( قرار غير ملزم ليعني انه يطبق في الفترة الزمنية التي وافق عليه القرار بل تهيئة البيئة والمناخ المناسب للتقسيم وحسب المدد اٌستراتيجية_5-10سنوات) ولذا من الصعب التكهن من المستفيد من النتائج لتلك الأحداث بغض النظر عن الرؤيا السطحية التي تروجها وسائل الإعلام الملحقة بالمشروع الأمريكي, ونستطيع وفق تحليل مستند على الحقائق والوقائع الحالية أن نبوب المحاور المحتملة وكما يلي:

 

 

أ‌.        الاحتلال

 

أولا. الانهيار الاقتصادي السريع والصاخب ( عصب الحرب والعمليات العسكرية) وارتفاع حجم الإنفاق المالي لاستمرار الحرب في العراق وأفغانستان الذي وصل إلى أكثر من خمسة تريليون دولار في ظل فقدان السيولة المالية التي كانت تؤمن القروض لاستمرار مقاولي الحرب في البلدين(الارتزاق الحربي-المقاولات الحربية-تجار الحروب)؟

 

ثانيا. فشل الاستراتيجيات العسكرية المختلفة التي اعتمدت عقيدة (الصادم والمريع) والمفروض تطبيق هذه العقيدة اللااخلاقية في الحروب والعمليات الكبرى كما استخدمتها دوما الولايات المتحدة في حروبها, وليس داخل المدن والقصبات ضد السكان المدنيين العزل, كما أن الاستخدام المفرط للقوة عبر استخدام الأسلحة الاستراتيجية يعد أخر الأوراق لدى جنرالات الحرب لكسب نصر مزيف بوقت محدد لإسناد الحرب الانتخابية في واشنطن, كما وخلط الأوراق عبر استهداف البنية التحتية الاجتماعية والهيكل المدني مما شكل حالة اليأس والإحباط والإمراض النفسية لدى الجنود والجنرالات الأمريكيين والنظر إلى العراق مستنقع يتطلب الخروج منه عبر القتل والدمار وخلق الصراعات والنزاعات المحلية كمبرر لفشل مشروعهم في العراق.

 

ثالثا. تردي الأداء العسكري التعبوي لقوات الاحتلال الأمريكي لأسباب فنية وتعبوية مختلفة منها استهلاك المعدات والأسلحة من جراء الاستخدام والتقادم الزمني , الهروب من القتال في العراق, انتشار حالات الفساد في صفوف الجيش النظامي, حالات الانتحار بين صفوف الجنود , انهيار إستراتيجية التجنيد( الاستعاضة بتجنيد العراقيين بدلا من الأجانب ), انتشار الأمراض الصحيّة والنفسية والدعارة في صفوف الجيش ,الخسائر اليومية المستمرة من جراء تصاعد وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة العراقية, جميع تلك المعاضل المحورية تضع أمام جنرالات الحرب الأمريكان التفكير الجدي والسريع بالانسحاب وإعادة التنظيم والترقيق ونزع فكرة التوسع الكوني من استراتيجيتهم العسكرية.

 

كل تلك المعطيات تجعلني أتكهن أن ما يجري من تهجير للمسيحيين العراقيين المعروف عنهم بحبهم للعراق ووطنيتهم وتجانسهم مع إخوانهم من سكان الموصل, هنالك محورا يحقق الفائدة لقوات الاحتلال عبر-صرف الأنظار عن الفشل العسكري والسياسي-خلق بيئة ملائمة لتبرير الانسحاب في حالة الهزيمة العسكرية-حشد الرأي العام الغربي خلف مشروعه الدموي في العراق-خلق المناخ المناسب لتوظيفه إعلاميا بعيدا عن الانهيار الاقتصادي الذي يدوي في أرجاء العالم( سياسة الهروب إلى الأمام)-الاعتراف بهشاشة البعد ألبنائي والهيكلي لمفاصل الدولة الحالية وعدم قدرتها على تطبيق حتى الاتفاقيات المزمع توقيعها- جس نبض المقاومة العراقية وبيان قدرتها على تحقيق مشروع وطني يضمن التعايش السلمي لجميع أبناء العراق والدفاع عنهم من خلال المواقف الرسمية والفعاليات على الأرض وقدرتها على إيقاف الجرائم المليشياوية التي ترتكب منذ الغزو ولحد الآن.

 

ب‌.   المحور الصهيوني

 

 أولا.اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ومنهم المحافظين الجدد ومن تبقى منهم في الإدارة الامريكيه الحالية يؤسس لخطط مستقبلية بعيدا عن مصالح الولايات المتحدة وخصوصا جعل من أمريكا حصان طروادة لتنفيذ استراتيجيات إسرائيل بدماء غير إسرائيلية, تجنبا لصراع وحرب على أراضيها ولذا تستخدم  محاور بديلة وصراعات جانبية لتحقق تلك الغاية الاستراتيجية, عبر مفاصل لطالما استخدمتها ضد العراق في تاريخ العراق الحديث ,كما ان نظرية "الفوضى الخلاقة" نظرية المحافظين الجدد في التعامل مع العالم من حولهم, هي أيضاً فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم إلى مناطق غير مأهولة، ويجب سفك الدماء من أجل الوصول إلى نظام جديد في المناطق الغنية بالثروات. وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها سياسة أمن قومي أمريكية تحقق الغايات الاستراتيجية الصهيونية, قدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974 من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي 200"    (NSM 200)، ومن أهم افتراضاتها وتوصياتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديداً للأمن القومي الأمريكي وحلفاء واشنطن الغربيين، لأن تزايد أعداد السكان في تلك البلاد سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب.

 

ثانيا. محاولة تطبيق إستراتيجية لتأمين مملكة (إسرائيل) وتحت عنوان "كسر نظيف" تم صياغة وثيقة في العام 1996، على يد مجموعة من مفكري المحافظين الجدد، تضمنت مشروعاً استعمارياً واسعاً للشرق الأوسط ، وقد هيئه فريق من الخبراء جمعهم "ريتشارد بيرل" ثم أعطيت ل"بنيامين نتنياهو", وباختصار فإنها تمثل أفكار وأطروحات الصهيوني "فلاديمير جابوتينسكي"، إذ دعت الوثيقة إلى إلغاء اتفاقيات أوسلو للسلام، والقضاء على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وضم الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الإطاحة بصدام حسين لزعزعة استقرار سوريا ولبنان في سلسلة من الأحداث. وتفكيك العراق وإقامة دولة فلسطينية على أراضيه. واستخدام إسرائيل كقاعدة تكميلية لبرنامج حرب النجوم الأمريكي ولذا يجري مسح الأرض الأقرب ضمن الرقعة القريبة وإعادة التأهيل الديموغرافي لتنفيذ ذلك؟.

 

ج. الأحزاب والميلشيات

 

يبحث دعاة الانفصال العرقي منفذا عبر هيمنة مليشياتهم وارتكابها الجرائم المختلفة بحق أهالي مدينة الموصل وتلك موثقة ومحفورة في ذاكرة أبنائها ومنها "مجزرة الزنجيلي" لغرض الخروج من الحالة الهستيرية الذي يعانون منها بعد فشل وانهيار جميع مخططاتهم الانفصالية التي رفضها الشعب الكردي وعموم الشعب العراقي ويحاولون إرهاب المسيحيين العراقيين لغرض إظهار دور الحاضن الآمن ومن خلاله يكسب التأييد الغربي ويعيد الحياة إلى مشروعه الانفصالي التي تروج له معاهد ومؤسسات أمريكية وصهيونية( معاهدات أمريكية وصهيوينة لدعم إقامة دولة كردستان)(*) وبنفس الوقت يزرع الشك وبذور الانشقاق والتفتيت بين المسلمين والمسيحيين, ليوحي إلى المتلقي عبر وسائل الأعلام والمواقع الملحقة بهم بان هذا الفعل من قبل الإسلاميين وسرعان ما جاء تصريح رئيس الحكومة الحالي متناغما وقال أن هذا الفعل من عمل القاعدة والبعثيين وهو لم يغادر المنطقة الخضراء من أين استنتج هذا؟؟؟؟ وعلى ماذا استند؟؟؟ هذا في حين أصدرت جميع فصائل المقاومة والقوى الوطنية العراقية استهجانها واستنكارها لما يتعرض له أخوننا المسيحيين العراقيين من إرهاب المليشيات والسلطة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن مفاصل الجيش والشرطة  متواجدة بقوة في عقد المواصلات والطرق والمناطق التي ارتكبت فيها عمليات القتل والتهجير؟؟.

 

د. شركات الخدمات العسكرية الخاصة( المرتزقة)

 

تشير التقارير التي نشرت عبر وسائل الإعلام إلى انهيار استراتيجية التجنيد في الجيش الأمريكي لانهيار المنهجية الفكرية الإنسانية والمهنية للتجنيد, ونظرا للمجازر التي تناقلتها وسائل الإعلام جرائم الإبادة الجماعية والقتل العشوائي والتعذيب وقمع الشعوب باستخدام الوسائل العسكرية انهارت استراتيجية التجنيد الأمريكية ,كما وجرى الاستعاضة عسكريا باستخدام الشركات الأمنية( المرتزقة) بمهام حربية لتعويض النقص الحاصل في عديد الجيش وكما نعلم أن هذه الشركات تستقطب الضباط والجنود الذين انهو خدمتهم في الجيش الأمريكي وفي الجيوش الأخرى في دول العالم, ويتقاضى الجندي مبلغ500-1000دولار يوميا والضابط حسب خبرته وكفائتة في القتل من10000-20000دولار يوميا وهذه أرقام فلكية إذا ما قورنت بالتسديد النقدي الشهري , وبالتالي  بدأ التجنيد الأجنبي مكلف في ظل الانهيار الاقتصادي والإنفاق المالي المتعاظم , لذا اتجهت تلك الشركات ودوائر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون إلى ترغيب عدد من العراقيين للخدمة ضمن الجيش الأمريكي وشركات المرتزقة بعد تحقيق وسائل الضغط (القتل-التجويع- التهجير-البطالة-الاعتقال-الاستيلاء على الممتلكات) لإجبارهم على التجنيد والعمل مع جيش الاحتلال علما أن ما يتقاضاه المجند العراقي يبلغ300$ شهريا وهذا يخفف من عبئ الأزمة المالية ويحقق الاحتراب الداخلي بين مكونات الشعب الواحد, وأشار احد الأشخاص المسيحيين العراقيين والمسجلين في الأمم المتحدة الذين منحو التوطين في الولايات المتحدة مؤخرا عليه أن يملي تعهد خطي بالعمل مع القوات الأمريكية في العراق ورفض ذلك وهذه أحدى وسائل التجنيد وقد تكون عملية التهجير لها علاقة  بهذا المحور أيضا-تجنيد المسيحيين العراقيين؟ يقول ريتشارد بيرل :"إن السياسة الوحيدة الممكنة للغرب وللولايات المتحدة، في كل حال، هي سياسة المواجهة طويلة الأمد ومتعددة الأشكال مع العالمين العربي والإسلامي؟

 

لقد تعرض الشعب العراق لأبشع  صفحات الحرب اللااخلاقية والاانسانية  وأكثرها دموية الحرب الديموغرافية التي تتوالى صفحاتها من حرب أهلية مبرمجة وفقا منظورها السياسي وبعدها الاستراتيجي  وبمنهجية الاستعمار المعاصر وفقا لمتطلبات وشهوات جنرالات الحرب الأجانب, وتلونت من حرب سنية شيعية طائفية سياسية(المتاجرة بالطائفة والمذهب) إلى سنية سنية (صراع السلطة والمال) وكردية عربية ( حرب الانفصال والتقسيم) لتشكل عناصر رقمية حقيقة في إحصاء المحرقة العراقية التي قاد صفحاتها الرئيس الأمريكي بوش وإدارته ؟ويخطط أشباح الأروقة المظلمة حاليا لإشعال فتنة لا تحمد عقباها وبأصابع مأجورة تسعى لتحقيق زعامات  محدودة على حساب العراق أرضا وشعبا ومستقبلا وأجيال, ويبدو أن اللعبة قد انتهت كما قال وزير الدفاع الأمريكي "غيتس" لندخل حقبة جديدة من الصراع التي تعتمد على حرق الحرث والنسل وكل ماهو حي على ارض العراق(سياسة الأرض المحروقة) متخطين بذلك جميع القيم والشرائع السماوية وكما تشير منظومة القيم الإسلامية لديننا الإسلامي الحنيف إلى تحقيق العدل والأمن والسلام والتسامح والتعايش السلمي لجميع الأديان( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)اللهم بردا وسلاما على شعب العراق الجريح الصابر, اللهم أمين.

 

ملحق (١) خارطة تقسيم العراق

 

 يرجى النظر إلى خارطة تقسيم العراق وفق مشروع بايدن وحجم الرقع الجغرافية المطلوب تأمينها لتحقيق البيئة والمناخ المناسب لتقسيم العراق وتطبيق المشروع إذا أخذنا بنظر الاعتبار ترشيح بايدن إلى منصب نائب الرئيس المقبل؟؟؟ وما فعله سلفه ديك تشيني بالعراق وجعله حقل تجارب لتطوير الأسلحة ورواج تجنيد المرتزقة ؟

 

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٥ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م