الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

خطورة الصراع الحضاري بين الإسلام والصهيونيّة

الحلقة الاولى

 

 

شبكة المنصور

سماحة الاخ المرجع احمد الحسني البغدادي

 

تمهيد:

 

وبعد.. إن ماأصاب الأمة في فلسطين، يعتبر انتكاسة خطيرة في تأريخها المعاصر.. وإذا كانت هذه الانتكاسة قد أدّت إلى ما حلَّ بعرب فلسطين المسلمة من ويلات، فإنها من جانب آخر هزّت ضمير الأمة كل الأمة.. وأدت بها إلى أن تثور على الواقع الفاسد، وتتقصّى حقيقة البواعث التي أدّت إلى وقوع الانتكاسة على الصعيدين الداخلي والخارجي.. وإذا كانت الثورة والصيرورة التحررية، والانعطافة التأريخيّة على الواقع الفاسد ادت إلى نهوض انتفاضات وثورات فعليّة هنا وهناك في الوطن الإسلامي الكبير.. فإنها كذلك أيقظت الأمة إلى حقيقة أصيلة مفادها:


ان استرجاع حقوقها المغتصبة، لا يمكن أن يتم إلا بالجهاد السياسي والمسلّح الطويل الأمد، وإسقاط المؤامرة التساومية المذلّة والمهينة التي تمارسها القوى الاستكباريّة الأميركيّة، وعميلتها الصهيونية العالميّة للتفريط بالاستقلال السياسي والاقتصادي مقابل التنازل عن جزء من الأرض المغتصبة.. كذلك بدأت تتفتح عيون الأمة على حقيقة ماثلة وهي أن القرار السياسي بالتعايش مع الطاغوت الصهيوني كان بمثابة طعنة من الخلف للمقاتل الفلسطيني والإسلامي الذي أثبت قدرته الفائقة على أن يقاتل وينتصر.


هذا.. وقد تجمعّت الجماهير، وفصائل القوى الإسلاميّة حول خط إسلامي واحد يرفض منطق الحلول الاستسلاميّة لان من شأنه فتح الأبواب أمام القوى المساومة، والقوى الاستسلاميّة، والقوى المواليّة، أوالعميلة للاستكبار العالمي. وفي المقابل رفعت شعاراً ميدانياً.. وهو حرب التحرر الشعبيّة الإسلامية الشاملة، وتحت مظلة هذا المسار الثوري انتعش الجهاد الوطني الفلسطيني السياسي والمسلّح الذي كان من أهم وأبرز نتائجهِ استعاد الشعب الفلسطيني شخصيته الإسلاميّة، وانتقال قضيّته من قضيّة لاجئين إلى قضية شعب يجاهد ويكافح في سبيل تحرير وطنهِ، وإرجاع كرامتهِ المغتصبة.


وفي هذه المرحلة الجديدة لم تتعمّق اليقظة والحذر وحسب بحقيقة الاستكبار والكفر العالمي بقيادة أميركا بوصفها العدو الأخطر والحقيقي لأمتنا وحسب، بل كذلك انكشفت أقنعة قوى الثورة الرجعيّة المضادة المواليّة للاستكبار الأميركي وسلّطت الأضواء على حقيقة دورها كرأس رمح للاستكبار الأميركي.. وغدا الجهاد السياسي والمسلّح ضدها شرطاً رئيسياً لازدهار الصحوة الإسلامية العالميّة، وهزيمة العدوان الأميركي- الصهيوني. وبالضرورة كان لابد لهذا الموقف أن يؤدي إلى يقظة متصاعدة بحقيقة الدور الفاعل الذي تلعبه المصالح الاستكباريّة، وبخاصة الاستثمارات البتروليّة ليس كعملية نهب واسعة لخيراتنا ولعمل أمتنا وحسب، ولكن كبؤر تستقطب حولها قوى الردة الجاهليّة، وتلد الجواسيس، وتفرز سياسات الارتداد والمساومة على حساب أمتنا المجيدة.


وعلى هذا الضوء... غدا الجهاد ضد الاستثمارات الإستكباريّة والأميركيّة خاصة، وضد قوى الثورة الرجعيّة المضادة المرتبطة مصلحياً وسياسياً.


ولعلَّ من أهم إنجازات هذه المرحلة الجديدة بروز الصحوة الإسلاميّة المتصاعدة على امتداد الوطن الإسلامي الكبير التي أقترن فيها الجهاد السياسي والمسلّح ضد الاحتكارات الاستكباريّة، وقوى الردة الجاهليّة الزاحفة الآن باسم((تحقيق مشروع الأرض مقابل السلام.))


وفي هذه الدراسة المعمّقة التي قمت بها، ستجد خطورة الصراع الحضاري بين الإسلام والصهيونيّة.. وبين فهم ماهية هذه الصهيونيّة، وتقييم أهدافها المرحليّة والإستراتيجية، وبالتالي تعبئة القوى الذاتيّة والموضوعيّة للأمة، من أجل إلحاق الهزيمة بها في كل مجال، وعلى كل صعيد.


والله سبحانه المسؤول أن يجعل هذهِ الدراسة وسيلة لمرضاتهِ، وهو حسبنا، ونعم الوكيل، وصلى الله على محمد وآلهِ الأطهار، وصحبهِ المهاجرين والأنصار الذين أتبعوه بإحسان الى يوم الدين.


* *


ان الطاغوت الصهيوني.. والاستكبار العالمي يتحملان وزر ما تعانيه الجماعات البشرية.. وبخاصة في آسيا و ، وأميركا اللاتينية.. من إرهاب فكري وعالمي، فمسؤوليتهما خطيرة أمام حركة التأريخ.


وإذا كان الأميركيون هم قادة الإرهاب الفكري والعالمي ومن اكثر بلدان العالم خرقا لـ((وثيقة حقوق الإنسان)) الصادرة العام 1948 ميلادية.. فأن المؤسسة العسكرية الصهيونية لاتقل عنهم بشاعة ووحشية.


واذا كانت اميركا هي التي تمارس التمييز العنصري، وقيامها كدولة كان على حساب سكان البلاد الأصليين من الهنود الحمر.. الذين تمت ابادتهم فوق أرضهم بأبشع المجازر الارهابية، وحل مكانهم شذاذ الافاق من مجرمي أوروبا البيض الذين ضاقت بهم المعتقلات، فتم نفيهم إلى قارة اميركا الشمالية بعد اكتشافها(حيث ما اصطلح على تسميته فعلاً بالولايات المتحدة الاميركية) وبدعم مادي من أوروبا، وبتدخل مباشر لقواتها الغازية في اكبر عملية استيطانية استكبارية تأريخية.


واذا كانت بريطانيا الاستكبارية.. قد مارست الإرهاب الفكري والعالمي عبر قرون متطاولة في مستعمراتها، وكانت تقف من خلف الابواب المغلقة في اثارة النعرات العرقية والمذهبية التي اشتعلت في كثير من هذه البلدان.. وما دامت تمارس الارهاب الفكري والعالمي بأساليب جديدة، وبمسميات جديدة قوامها((المال والجند والسلاح)) مايندد بكوارث تهدد الوجود الآدمي بأسره.


لذلك فاننا لانستغرب ان نجد مشروع الطاغوت الصهيوني قد أسس على مبدأ الارهاب النفسي والمسلح.. القائم على اساس الافتراض الرومانتيكي ((اسكان شعب بلا ارض في ارض بلا شعب)).. فكانت وسائل الاعلام الاستكبارية تطلق الاشاعات عن انتشار شتى الأمراض الفتاكة، بيد ان الإرهاب المسلح هوالاساس في إبادتهم وطردهم من ارضهم منذ العام 1948 ميلادية، فقد كانت أول مذبحة تعرض لها شعب فلسطين المسلم هي:


مذبحة قرية((دير ياسين)) بالقرب من القدس.. وهي قرية صغيرة محاطة بمستعمرات استيطانية يهودية، حيث ذبح الإرهابيون اليهود أهلها، وذهب ضحية ذلك أطفال ونساء وشيوخ كانوا قد التجأوا إلى مسجدهم الكبير، فقام الصهاينة بنسف البنية التحتية فوق رؤوسهم، ومثلوا بجثثهم تمثيلا فضيعا، بل ونسفوا البيوت على رؤوس ساكنيها النيام، ثم جردوا ثياب من بقى على قيد الحياة من القرويين العزل، واعملوا فيهم السياط، بعد ان اركبوهم في سيارات مكشوفة سارت في شوارع المنطقة ليسخر اليهود من ضحاياهم وكان الهدف من ذلك ترويع السكان وحملهم على النزوح من وطنهم.


وتلتها مذابح اخرى مثل: مذبحة قرية الشيخ، وقرية السعسع، وكفر قاسم، وبحر البقر، ومدينة اللد التي قامت بها قوات البالماخ، والقوات المسلحة الصهيونية.


ثم أخيرا..


لقد احيكت مؤامرة مجازر صبرا وشاتيلا التي دبرتها عصابات إرهابية أبان الاجتياح الصهيوني للقطر اللبناني العام 1983 ميلادية.


وأخيرا..


لقد جاءت مئات الاعتداءات السافرة على المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي استخدم فيها العدو قنابل عنقودية محرمة دوليا من هنا، وصواريخ متطورة من هناك، بيوت تتهاوى، وعيون أطفال يعشعش فيها الخوف، ودخان في كل مكان، بغية إبادتهم في عرض البلاد وطولها.


وبالرغم من ان تلك الممارسات الإجرامية والوحشية، التي جرت على الساحة اللبنانية، لم تعد أعمالا في الخفاء، بل صورتها أجهزة التلفاز وعرضتها على ملايين المشاهدين في العالم.. الا ان الملاحظ أجهزة الإعلام الاميركية والصهيونية، لاتخجل من إطلاق صفة الارهاب على مجاهدي الشعب الفلسطيني، وهم في حكمهم اعداء تقليديون ليس لهم إلا ان يموتوا، كما تموت الكلاب المريضة‏.. في حين هم ليسوا لصوصاً، او قطاع طرق، هم ليسوا مخربين وارهابيين، بل هم طلائع رسالية ثائرة لها صفتها الشرعية والدولية، ومجاهدوها مقاتلون اشداء على الطاغوت الصهيوني الاستيطاني بنص القانون الإسلامي.


ان هؤلاء الأبطال العمالقة، انما يمثلون ارادة شعب بائس منكوب مظلوم حزين كئيب شُرد لسنوات طوال عاش خلالها بلا هوية.. وانه يرضى بأدنى مستويات الحياة، وبأفسد النظم الرجعية العميلة، وأشدها تعسفا وطغيانا، وبأظلم الحكومات وأغباها.. ولكن عندما انطلق هؤلاء الأبطال العمالقة أعادوا الأمل لهذا الشعب المشرد، ومنحوه هوية الانتماء الفلسطيني، وصمدوا على استرجاع حقوقه وكرامته وأرضه.


ان الجماعات البشرية المستضعفة في آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية، التي ذاقت مرارة الاستكبار العالمي(بوصفه أعظم سارق لدمائهم ورخائهم وحريتهم وكرامتهم) تعلم تمام العلم ان شعب فلسطين انما يجاهد استكبارا هو من اشد أنواع  الاستكبار شراسة ووحشية وكان من ثمرات هذا الجهاد وابرز نتائجه ان استعاد هذا الشعب المظلوم شخصيته الإسلامية، وانتقلت قضيته من قضية لاجئين إلى قضية شعب يجاهد من أجل حقه في وطنه المغتصب، وفي تقرير مصيره.


وخلاصة القول:


ان التحديات الإرهابية الفكرية والعالمية الباهظة، والاعتداءات السافرة على المخيمات الفلسطينية، والممارسات الإجرامية الوحشية التي جرت في الجنوب اللبناني، والحرب المدمرة، وتجارة الأسلحة البائدة، والاستنفار المدمر والقسوة والسيطرة، وسباق التسلح الرهيب في المنطقة، والتكتلات العسكرية، والقواعد الأجنبية القائمة في البر والبحر، وأسلحة الدمار الشاملة كيمياوية وجرثومية وبايولوجية، كما ان سياسة الجهل والتخلف، والتقليد السطحي لأنماط التحضر، والقيم المستوردة الزائفة، وتبعية العالم الثالث فيما يخص المنتوجات الزراعية بالنسبة للدول الصناعية، ولعبة الحصار الاقتصادي ضد العالم الاسلامي التي تؤدي الى عمليات التجويع الشاملة، وحجب القروض، وتجميد الأرصدة والأموال، ومنع الشركات الاجنبية من استثمار أموالها في الأقطار ذات النزعة الثورية، والأبواب المفتوحة امام الاستيراد الاستهلاكي، وسيادة الدولار((الاصفر)).


كما ان محاربة الفقهاء الاسلاميين المجاهدين لغرض نسف شعبيتهم المتصاعدة، وإثارة الصراعات المذهبية والعرقية التي تؤدي الى مزيد من الشرذمة والتيه، وهدر الطاقات الفاعلة التي تختزنها الامة، والمناهج اللاإسلامية ومسخ الشخصية الاسلامية، والحط من ارادة الامة عن طريق إضعاف معنوياتها على الصعد كافة، والحكومات الاسلامية المتباينة والمتقاطعة في سياساتها حتى لا توجد قوة اسلامية تقول كلمة موحدة او تتخذ قراراً موحداً.


كل هذا او ذلك ليس الا بسبب هيمنة قوى الاستكبار والكفر العالمي على الارض ك الارض، وبقيادة اميركا زعيمة الإرهاب الفكري والدولي.


* * *


هنا حقيقة كبيرة لم تعرفها الجماعات البشرية، وهي أن الصهيونية حركة إرهابية طاغوتية معادية لتطلعات مستضعفي العالم 00 ترتكز على نظرية عدوانية.. ترى ان هيمنة الشعب اليهودي على مقدرات العالم بأسره ضرورة ملحة، هذا الشعب الذي يعد نفسه((شعب الله المختار)) كما تروم تأسيس دولة دينية عنصرية ذات استقلالية مطلقة على الثرى الفلسطيني، تكون قاعدة للاستكبار العالمي، وركيزة للرأسمالية الاحتكارية. وعليه فان مشروع إنشاء البديل لا يتم الا بنسف الكيان الآمن في ارض فلسطين، وهذا ما حدث بالفعل في عام 1948 ميلادية بمساندة ودعم حكومة الانتداب البريطاني الاستكباري، الذي نسق البرامج المدروسة بكل اسلحة الارهاب، وأعطى تنفيذ العملية للتجمعات الصهيونية، التي كانت قد أعدت طاقاتها الفاعلة لهذه المهمة من وجهة نظرية منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي مع مشروع الإرهابي(هرتزل) ومن وجهة عملية بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.


ومهما يكن.. ان هناك بونا شاسعا على الامتدادين العمودي والأفقي بين الحركة الصهيونية، والطائفة اليهودية.. الصهيونية تقبل بكل من يثبت هويته اليهودية.. أما اليهودي فلا يقبل بالضرورة ان يكون صهيونيا.


أما أمة الإسلام.. فليست بينها وبين اليهودية كدين(إذا كانوا في دار الإسلام مقيدين بقوانينه) من عداوة وبغضاء!!.. وانما عداوتها:


حيال المنطلقات الصهيونية بروافدها المختلفة والمساندة لها.. والعاملين في الكيان الصهيوني العنصري الاستيطاني الذي تم تأسيسه بـ((القهر والاستغلال)) على الثرى الوطني الفلسطيني، وعلى حساب الشعب المسلم الآمن، الذي غدا منذ ذلك الوقت شعبا مطاردا في أقاليم عديدة، يعاني البؤس والشقاء، ويقاسي الفاقة والحرمان، ويتعرض للجوع والعرى والأمراض.


هذا.. وان الحركة الصهيونية تريد ان تضحي بالشعب اليهودي على جبهات الوطن الإسلامي الكبير من أجل إقامة دولة صهيونية تكون من سمتها انها تشكل نظاما إرهابيا، ووضعا دينيا متدهورا، واقتصادا هزيلا، وتمييزا عنصريا بين الطوائف اليهودية المختلفة.


إذن فاليهود أصبحوا سلعة تباع وتشترى للمتاجرة مع المؤسسة العسكرية الصهيونية، لم يغدوا أحرارا، بل مؤطرين بفلسفة عدوانية تذل الفلسطينين المسلمين، بيد انها ستذل حتما الطائفة اليهودية في فترة زمنية محددة، وكما ضحت الحركة الصهيونية باليهود والمسلمين ستضحي بالولايات المتحدة الاميركية في سبيل إرساء دعائمها، بل وهيمنتها الاستيطانية التوسعية التي تبدأ أحلامها في أرض الإسلام المحمدي الاصيل، وتنتهي إلى ما تطمح اليه.


وقد صرح أي. أف. سنون.. الكاتب اليهودي والرافض للصهيونية: بأن الصهيونية تعيش أساساً على الكوارث التي تحيق باليهود، وبالفعل أدلى احد اشهر الصحافيين الصهاينة بأنه:((لوترك له الامر لأرسل عددا من الشبان الاسرائيليين المتنكرين، ليرسموا الصلبان المعقوفة على المعابد اليهودية في المنفى، وليقذفوا اليهود بأقذع الشتائم المعادية للسامية، ليخلفوا ورائهم جوا من الكراهية والحقد المسمم مما يحولهم إلى صهاينة، ويضطرهم للهجرة إلى اسرائيل!!..)).


ان النهج الذي نهضت عليه الصهيونية مرشح للاستمرار في ذهنية المعنيين بها.. لذلك فان مستقبل عنصريتهم العدوانية سيكون مع المسلمين في المستقبل القريب، ثم إلى غيرهم من الأعداء، ثم إلى حلفائهم!!.. حيث ان بروتوكولات الصهيونية تتعبد بـ((العنصرية والشعب المختار)) معناها المغامرة والاشتباك والتصادم مع كل القيم الإنسانية، وكل الاعتبارات الوجدانية.. ومعناها البحث عن الخطأ والألم وعن الإثارة والعداوة والبغضاء والارهاب وجنون العظمة.. ومعناها المبارزة الدائمة والمصارعة مع كل احد وفي كل وقت.. لاوجود لها من غير عداوة ومن غير اشتباك وحرب واستنفار بلا انقطاع.


وعلى أساس هذا.. فالحركة الصهيونية مستعدة للانزواء عن العالم الخارجي، ومحاربة كل ما سواها على وجه البسيطة.. فمساراتها لا تنطلق نحو الحوار الحضاري الإنساني، أوحتى إلى الحرب الشريفة المقدسة، بل إلى الهيمنة العسكرية التوسعية القذرة.. ولا إلى البديل الأحسن والأرقى والأفضل لصالح المستضعفين في العالم. بوصفها تعشق ذاتها، وترى كل ما سواها هو الباطل والهباء.. فهي شجرة لا تنمو إلا في الجحيم.. في الحرب المدمرة والاستنفار الدائم.. وهي كالمعركة الأبدية بين الموج وصخور الشاطئ.. لقد ظلت على طول التأريخ اخطر عملية للإرهاب العالمي، وقد كلفت الإنسان، نوع الإنسان على امتداد تأريخه أبهظ الأثمان، ولا تزال تكلفه.. وليست الحروب والمؤامرات في كثير من حالاتها، إلا هدية من الجحيم يبعثها هذا الطاغوت إلى الأرض تعبيرا عن هذه الشهوة العدوانية.


ان الطاغوت الصهيوني الذي ضحى بالشعب اليهودي ويضحي بالشعب الإسلامي وسوف يضحي بالشعب الاميركي وشعوب أوروبا بأسرها في وقت من الأوقات!! سيظل على مساراته الرهيبة، وكذا سيظل دوماً جائعاً مهما التهم من طعام او دماء، أومن مرارة او هوآن فهو كالحيوان العجيب الذي يشتد جوعه بالتغذي.. إلى ان ينقذ اليهود أنفسهم من هذا الطاغوت العنصري الذي يسير على نهج عدواني شرس وحسب خطة مرسومة لتدمير البشرية كلها.

 
للبحث صلة ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٣ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أب / ٢٠٠٨ م