﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد صدق الله العظيم سورة فصلت آية ٥٣

   

 

 

 

 

بيان صادر من القيادة العامة للقوات المسلحة

لمناسبة الذكرى (٢٣) لملحمة تحرير مدينة الفداء وبوابة النصرالعظيم

 
 

شبكة المنصور

 
 
أيها الشعب العراقي المجاهد العظيم
يا أبناء امتنا العربية المجيدة

 

في السابع عشر من نيسان العطاء والخير وفي وطننا الحبيب الذي تحفه أجنحة ملائكة الرحمن تحرس ارض الأنبياء والأولياء والصالحين من شرور المحتلين ومن تبعهم من المجرمين والآثمين وتمد المؤمنين الصابرين المحتسبين بفيض من الرحمة والقوة لمواصلة الجهاد حتى يأذن الله بنصره المبين تحل علينا الذكرى الثالثة والعشرين لتحرير الفاو العزيزة مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم الملحمة التي سجلها التاريخ بأحرف من ذهب في سفر الأمة المجيد لتكون شاهدا على همم الرجال الأباة وعزهم وأصالة مواقفهم حين وهبوا أرواحهم الغالية فداء لكرامة الوطن وكبرياء الأمة وعزتها رجال تعرفهم الدنيا بسيماههم المؤمنة وأفعالهم الجريئة التي كانت وستبقى أحاديث اليقين لعشاق البطولة والفضيلة .


يا أبناء قواتنا المسلحة الباسلة
أيها المجاهدون في كل مكان من ارض الله

لقد كانت ملحمة الفاو درسا عسكريا واستراتيجيا مهما أبهر العالم في دقة وسلامة التخطيط وحجم الاستعداد والاستحضار و توفير أسباب القوة وإدامة الزخم وما تبعها من ممارسات ميدانية على ارض وأجواء مشابهة لساحة المعركة وما رافقها من خطط مخادعة ميدانية وسوقية أعدت ونفذت بدقة متناهية وبدرجة عالية من الكتمان والسرية المطلوبة لمثل هذا العمل الجبار و كان قرار تحرير الفاو من براثن المحتلين الصفويين المتشدقين بالتصريحات العدائية النارية والمحبطة لآمال الكثيرين من أبناء العروبة باستحالة استعادة الفاو قرار تاريخيا شجاعا غير مسار الحرب كلها و أشرقت بتحرير الفاو بشائر النصر الموعود وعلت وجوه العراقيين والغيارى من أبناء الأمة البسمة وفاح عطر البطولة في الأرجاء .

لقد كانت الفاو هدفا سياسيا يحمل في طياته الشعور بنقصان السيادة على مساحة حيوية من العراق مطلة على الخليج العربي مثلما هي هدف وطني لما يشكله احتلال الفاو من ضغط نفسي ومعنوي كبير على كل العراقيين وأبناء القوات المسلحة منهم على وجه الخصوص الذين يرون بأم أعينهم خنجرا مغروسا في جسم الوطن .


يا أبناء امتنا المنصورة بإذن الله

لقد غير تحرير الفاو موازين القوى ماديا ومعنويا على الأرض إذ شكل هذا الاندحار الفارسي ألصفوي بداية عهد التقهقر والهزيمة فلم يعد بمقدور الفارسي المهزوم داخليا أن يقاتل مقاتلا عراقيا مهما بلغت قوة سلاحه في الميدان وفي كل القواطع وعلى امتداد جبهات القتال ومعارك التحرير اللاحقة المتتالية والتي أسرعت في تجرع الدجال السم الزعاف.


يا أبناء جيش العراق الأصيل
أيها الأباة من أبناء العروبة والإسلام

مازال نبض نصر الفاو يسري في دماء أبناء القوات المسلحة العراقية الذين لقنوا الصهاينة الأمريكان دروسا في الشجاعة والتضحية والصبر والمطاولة وعلى مدى ثمان سنوات من الاحتلال الكافر والظالم في قتال غير متكافئ اثبت الرجال المؤمنون بأنهم لا يهابون المنايا وإنهم ثابتون على العهد الذي قطعوه على أنفسهم بحضرة قيادة العراق التاريخية الجهادية أبان تحرير الفاو بأنهم مشاريع دائمة للتضحية والفداء في سبيل العراق الواحد الموحد .


أيها البواسل المنصفون

لقد دق تحرير الفاو ناقوس الخطر في كل الدوائر الصهيونية والاستعمارية التي بدأت تحسب لقيادة العراق العظيم ألف حساب وبدأت تلك الدوائر تشعر بان وحدة الأمة أصبحت قاب قوسين أو أدنى وان ميلاد قطب إيماني قوي أصبح واقعا يتصدى لقوى الشر المنفلت بالعالم وأدركت الصهيونية العالمية وأمريكا بان كيانها المسخ ستسحقه سنابك خيل جيش القادسية الثانية فأعدت تلك الدوائر المجرمة عدتها ولملمت فلول الحاقدين والمتصهينين والصفويين وألبت مشاعر الشيطان وحركت مصالح الطغيان فكانت الجريمة الغاشمة باحتلال الوطن ( العراق الحبيب ) لتطفأ عين الشمس المشرقة على كل من ينتظر الأمل القادم بعد حصار ظالم تخلله عدوان متكرر لكن هيهات للظلم أن يدوم فالأرحام لم تعد قاحلة وأبناء وأحفاد الصناديد سيعيدون بريق أيام النصر في القادسية بانتصارات اكبر تنهي الظلم والظلام إلى الأبد بعون الله وكيف لا وقد توجت المسيرة بقائد ورمز جديد ونهج إيماني جهادي عظيم ورجال أشداء يحبون شعبهم ووطنهم ويحرصون على الموت كما يحرصون على الحياة لتشرق شمس الحياة من جديد وتوأد دهاليز الدجل والخبث والخيانة والخسة وتنار الدنيا بالخير والعطاء تحت ظل المؤمنين الصابرين المجاهدين .

 

المجد لشباب العطاء والأمجاد والنصر
المجد للعراق العظيم منار الأمة وموئل الشرف والبطولة
المجد لأبناء القوات المسلحة الباسلة
الرحمة والرضوان لشهداء الأمة الأحياء عند ربهم في جنان الخلد
الحب والولاء والبيعة من رجال القوات المسلحة للقائد التاريخي في الزمن الصعب المجاهد المهيب الركن عزت إبراهيم الرئيس الشرعي لعراق المجد والبطولة القائد العام للقوات المسلحة العراقية
عهد الرجال الشرفاء للقائد أدمة زخم المعركة المقدسة بقيادته المؤمنة الرشيدة ليتحقق النصر الناجز بإذن الله وهو قريب إن شاء الله


بسم الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
صدق الله العظيم
سورة الصف آية ٨




القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية
بغداد
المنصورة بإذن الله
أواسط جمادى الأول ١٤٣٢
أواسط نيسان ٢٠١١م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٣ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ

***

 الموافق ١٧ / نيسان / ٢٠١١ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور