حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي                                                                أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة

        قيادة قطر العراق                                                                              وحدة    حرية   اشتراكية

    مكتب الثقافة والاعلام

 

بيان الى أبناء شعبنا في الذكرى الخامسة والأربعين
لردة الثامن عشر من تشرين السوداء

 

يا أبناء شعبنا الأبي

يا أبناء امتنا العربية المجيدة

 

تحل علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام 1963 ، والتي اغتالت ثورة الثامن من شباط من العام نفسه والتي جاءت حصيلة نضال حزب البعث العربي الاشتراكي وجماهير شعبنا  العراقي بوجه الحكم الفردي الدكتاتوري القاسمي الذي سطا بالقوة على ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وانفرد بزعامتها ، وادى ذلك الى انحرافها  عن مسارها الصحيح ومبادئها الوطنية والقومية ، ولهذا جاءت  ثورة الثامن من شباط  لتعبر عن الوجه المشرق والأصيل لثورة الرابع عشر من تموز ومضامينها الوطنية والقومية ، والتي كان من اهم تعبيراتها صدور ميثاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق في السابع عشر من نيسان عام 1963.

 

بيدَ أن قوى الردة والشعوبية الحاقدة والطامعين في الحكم تحالفو ضد البعث وعرقلو تنفيذ اهداف الثورة وبرامجها ، فلم تُمهل تلك الثورة الفتية طويلاً وانقضت عليها القوى المشبوهة  في الثامن عشر من تشرين الثاني الاسود وهي في عمر التسعة شهور ، واستهدف المرتدون مناضلي البعث فاستشهد العديد منهم ومن أبناء شعبنا الصابر بأطيافه كلها ، من أمثال الشهداء الأبطال ممتاز قصيرة ابن الموصل الحدباء ونصرة الراوي ابن بغداد وشهداء الفلوجة الثلاثة عشر وصاحب الرماحي ابن النجف ونائب العريف عبد الأمير نوري ابن مدينة صدام ( الثورة ) حينذاك ، وزجت بآلاف المناضلين البعثيين في السجون .

 

وقد قاوم المناضلون الردة منذ يومها الأول وحاولوا التصدي لها في الرابع من أيلول عام 1964 وعند إجهاض المحاولة شن جلاوزة الردة التشرينية حملة قمعية وحشية استهدفت مناضلي البعث وأبناء الشعب حيث اعتقلت 18000 بعثي ومواطن وسامتهم أبشع أنواع التعذيب في أقبية الأمن العامة ومعسكر التاجي ومعتقل خلف السدة وغيرها .

 

 وقد جسد المناضلون البعثيون أروع  صور البسالة والصمود والوفاء لمبادئ البعث السامية وعقيدته الفكرية النيّرة ، وواصلوا نضالهم حتى تفجير ثورة السابع عشر من تموز العظيمة التي حققت المنجزات العملاقة التي لم تستطع ثورتا 14 تموز عام 1958 و 8 شباط عام 1963 تحقيقها عبر توظيف دروس هاتين الثورتين في مسيرة الثورة الجديدة ، فكان الاصلاح الزراعي الجذري وبيان 11 آذار والحل السلمي الديمقراطي للقضية الكردية والحكم الذاتي وقرار تأميم النفط الخالد ، وإطلاق مسيرة التنمية الانفجارية العملاقة وبناء الاشتراكية البعثية بمنطلق وأفق قوميين واضحين .

 

وكانت نتيجة تطبيق هذا البرنامج الشامل الرخاء المعيشي والازدهار الثقافي حيث أصبح العراق خالياً من الأُمية والأمراض المُتوطنة بشهادة المنظمات الدولية خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي . ولقد أغاضت هذه المنجزات الكبيرة التي جعلت العراق قاعدة متقدمة لحركة الثورة العربية الناهضة مُعسكر أعداء العراق والامة العربية فكان العدوان الايراني الغاشم الذي دحره  شعبنا البطل وقواتنا الباسلة عبر ثمان سنوات  ، وجاء بعده العدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 ، والذي أردفوه بحصار جائر دام ثلاثة عشر عاماً توجوه بالعدوان الغاشم واحتلال العراق بدءً من العشرين من آذار  وحتى التاسع من نيسان عام 2003 .

 

ولقد قادَ البعث مقاومة الشعب الباسلة منذ اليوم الأول للاحتلال وتوسعت المقاومة المسلحة بانضمام فصائل اخرى وطنية وقومية واسلامية ، والتي وجهت الضربات القاصمة للمحتلين الاميركان وعملائهم الأخساء وأثخنتهم بالجراح والخسائر الفادحة بالبشر والمعدات والآليات والأموال ، وحطمت عنجهيتهم وغطرستهم وأرهقتهم ماديا ووضعتهم على حافة الانهيار ، وهم الآن يتخبطون بعد حصول الانهيار النقدي والمالي والاقتصادي  وتداعياته على اقتصاديات النظام الرأسمالي العالمي في أوربا وغيرها ، بل عمت تداعياته العالم كله .

 

كما أسهمت النتائج الباهرة لانتصار المقاومة العراقية الباسلة في دعم بروز وتصدي روسيا لأميركا في جورجيا وتصاعد المد المعادي لأميركا في أميركا اللاتينية بما يُهيئ الأجواء لانحسار الهيمنة الأميركية على العالم وبروز أقطاب جديدة متعددة المتعددة في العالم .

 

يا ابناء امتنا العربية المجيدة

 

بموقف البعث وجهاده والمقاومة الباسلة بكل فصائلها وتصديهم للاحتلال فشلت الإدارة الأميركية في انجاز مشروعها في العراق والمنطقة عموما , وبتضافر جهود كل القوى الرافضة للاحتلال والمقاومة له ستفشل اتفاقية الإذعان والاستسلام للاستعمار التي فرضتها الإدارة الأميركية على عملائها وستداس باحذية الثوار وتقبر بفضل يندقية المقاومة المسلحة بعون الله  ، وسيكون مصير قوات الاحتلال الهزيمة المنكرة مع عملائهم تلاحقهم لعنة الله والناس أجمعين .

 

يا أبناء شعبنا المقدام

أيها المجاهدون الأبطال    

 

أن استلهامكم لدروس مسيرة شعبكم النضالية ومنها دروس الردة التشرينية السوداء ، وابرزها درس ان اضطهاد المناضلين يصلب عودهم ويعزز مبادئهم ، يُسهم إسهاماً فعالاً في تصعيد ضرباتكم الماحقة لقوات الاحتلال الامريكي وصنائعهم المحليين والمستوردين ، وبما يضع شعبنا البطل على طريق النصر والتحرير الحاسم وصولاً لاقامة العراق الحر الديمقراطي التعددي الشعبي المُعبّر عن هوية العراق الوطنية والقومية الأصيلة وطبيعته الحضارية العريقة .

 

والله اكبر والنصر للمجاهدين الأبطال .

والموت والخزي والعار للمحتلين وأذنابهم الصغار .

والله اكبر وليخسأ الخاسئون .

والمجد والخلود لرسالة امتنا .

 

 

 

 

قيـــادة قطـر العـــراق

مكتب الثقافة والاعلام

في الثامن عشر من تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م

بغــداد المنصــورة بالعــز بـاذن الله

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م