حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي   أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
القيادة القومية   وحدة    حرية   اشتراكية
 
 

سيبقى البعث حارس الهوية القومية للامة العربية ورائد جهادها المقدس

 
 
 
شبكة المنصور
 

يا جماهير الأمة العربية المجيدة

تمر اليوم، السابع من نيسان، الذكرى الثالثة والستين لتأسيس حزبنا العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو مازال فتياً وقوياً وأصيلاً ومقداماً بفضل مناضليه والآلاف من شهداءه الذين ضحوا بأنفسهم من أجل مبادئ وأهداف البعث العظيم. لقد اعتقدت مراراً قوى عديدة، إقليمية وعربية ودولية، سواء كانت معادية أو محايدة أو صديقة، بأن البعث قد انتهى عقب كل صراع كبير او ازمة خطيرة ، لكن البعث كان يخرج من محنه وصراعاته المصيرية أقوى عوداً وأصلب في تمسكه بمبادئه وأكثر إخلاصاً ودقة في تنفيذ أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية.

 

ومنذ ولادته المبكرة، وحتى حينما كان في طور التأسيس، تميز البعث بالتركيز على أنه حزب رسالي يحمل للأمة والعالم رسالة خالدة، وحدد هذه الرسالة بأنها امتداد لرسالة النبي الكريم محمد (ص)، حينما قال القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق (رحمه الله) مقولته الشهيرة والتي لخصت الأصالة البعثية :( كان محمداً كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا).

 

أيها المناضلون البعثيون على امتداد الوطن الكبير

إن الطابع الرسالي لحزبنا هو الذي حدد مساره واختياراته، إذ أعلن تمسكه بإحداث انقلاب جذري في الحياة العربية، محوره القضاء على تجزئة الأمة العربية وتوحيدها، واجتثاث الفقر والأمية، ونشر العلوم الحديثة، واعتماد الديمقراطية والتعددية أساساً للنظام السياسي المنشود، وبناء اشتراكية ذات خصائص قومية، والارتقاء بالدولة العربية الواحدة إلى مستوى قوة عظمى عالمية تعيد للعرب دورهم التاريخي في صنع الحضارة الانسانية، كما فعل أجدادنا قبل الإسلام وبعده في العراق واليمن ومصر وبلاد الشام والمغرب العربي، حينما بنوا الحضارات العراقية والفرعونية واليمنية والشامية والمغاربية.

 

وهذا الدور هو الذي حدد منذ البدء تجذر حزبنا وامتداداته الزمنية مثلما حدد دور الحزب جغرافياً واستراتيجياً وأرسى قاعدة أساسية وهي أن قدر البعث التاريخي هو أن يخوض صراعات متنوعة عبر مراحل تاريخه الطويلة من أجل إحداث الانقلاب الجذري في النفوس، خصوصاً إعادة بناء الإنسان العربي قيمياً وتربوياً وعلمياً، والانقلاب الجذري في المجتمع، خصوصاً إقامة العدالة الاجتماعية وبناء مجتمع متحرر من الفقر والأمية والتخلف.

 

وبناءً على ذلك فإن البعثي مناضل رسالي وليس سياسي محترف، مناضل اختار دوره وهو الاسهام في تأسس النهضة القومية الشاملة للأمة العربية، وذلك الاختيار وضع البعثي على مسار تاريخي طويل ما أن تنتهي مرحلة منه حتى تبدأ مرحلة أخرى، وهكذا نشأت فكرة تعاقب الأجيال وانتظامها التربوي والعقائدي في مسار البعث الخالد.

 

أيها الرفاق

إن تذكر هذه الحقائق المعاشة هي التي تفسر ما يعده كثيرون (سر) البعث الذي حماه من الزوال والتلاشي مثل مئات الأحزاب التي ظهرت وعاشت لفترة ثم اندثرت، فالبعث ليس حزباً سياسياً فقط بل هو حزب عقيدة وجهاد وبناء مجتمع جديد، وتقديم أنموذج عربي للبشرية يتسم بالتقدم والإبداع، لذلك فقد كان ميلاده منذ التأسيس كياناً صلباً فكرياً وتنظيمياً وسيكولوجياً، وهو الأمر الذي حماه من كل محاولات استهدافه، وقبر محاولات شقه أو السطو على اسمه أو تزوير هويته.

 

أيها المثقفون الثوريون العرب

يحق لحزبنا أن يفخر بأنه تجاوز إحدى أهم العقد في الوطن العربي وهي عقدة الجمود في إطار الشعارات والفشل في تطبيقها، فقد جاءت ثورة البعث في العراق، ثورة 17 – 30 تموز عام 1968، لتقدم الدليل القاطع على أن البعث ليس حركة سياسية عابرة ولا مجرد شعارات لفظية، بل انه قوة عمل وتغيير وبناء جبارة نجحت في ترجمة مبادئ البعث وأهدافه الوطنية والقومية والاشتراكية إلى وقائع عملية مادية، وتمثل ذلك في تحويل العراق حيث احتضن النظرية البعثية من قطر كانت نسبة الأمية والفقر فيه حوالي 80%، وكانت فيه جامعتين فقط، وكان مخترقاً استخبارياً وهمش دوره الاقليمي، ونهبت موارده الطبيعية، تحويله إلى عراق زالت فيه الأمية والفقر وأُممت ثروته الرئيسية (النفط) وسخرت لبناء جيش من العلماء والمهندسين، حيث تخرج في عهد البعث أكثر من 300 ألف حامل شهادة ماجستير ودكتوراه، وكان من بينهم أكثر من 40 ألف عالم في المجالات النووية والفيزياء والرياضيات والكيمياء والطب وغيرها.

 

لقد بنى البعث الجامعات وكانت في كل محافظة أكثر من جامعة ، ووفر للمواطن كافة احتياجاته وحرره من العوز والفقر والتخلف وبنى جيشاً عظيماً أعاد للعراق هيبته، فعاد العراق يمارس دوره الحضاري ويقدم الأنموذج المطلوب للنهضة العربية الحديثة.

 

لكن قوى التحالف الشرير الغربي الصهيوني الإيراني التي اختارت منذ زمن بعيد منع العرب من تحقيق النهضة والوحدة والتقدم، تصدت للتجربة البعثية القومية في العراق، وناصبت البعث باني هذه التجربة العداء الشامل، واختارت رمز البعث ومترجم مبادئه الرفيق الشهيد صدام حسين الأمين العام لحزبنا ليكون هدفاً رمزياً لعدائها للأمة العربية.

 

ولقد سجل التاريخ الحديث أن بدء التراجع العربي، بعد صعود المد القومي منذ الخمسينيات، قد اقترن بظاهرتين: الظاهرة الأولى وقوف الغرب الاستعماري متحالفاً مع الصهيونية ضد القومية العربية والتجربة الجديدة في مصر بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، وكانت ذروة هذا التحالف حرب عام 1967 وما أعقبها من تراجع سريع توجه السادات بالاعتراف بالكيان الصهيوني.

 

أما الظاهرة الثانية: فقد كانت تنفيذ التحالف الغربي – الصهيوني لخطة دعم التيارات المتطرفة دينياً وذات الطبيعة الطائفية وتمكينها من ملأ الفراغ الذي نشأ عقب غياب عبد الناصر وتراجع المد القومي. وكانت الخمينية في إيران ومكملها أحزاب الإسلام السياسي الطائفي في بعض الأقطار العربية هما البديل الذي دعمه الغرب والصهيونية من أجل تفتيت الأمة، عبر فتن طائفية تشعلها الخمينية ومكملتها في الفتن التنظيمات الطائفية المختلفة معها.

 

يا أبناء أمتنا العربية

إن غزو العراق في عام 2003 بعد حصار شامل مدمر استمر 13 عاماً كان ثمرة طبيعية لقيام تلاقٍ استراتيجي بين قوى شريرة ثلاثة : القوى الاستعمارية في الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الصهيونية وكيانها في فلسطين المحتلة، ونظام الملالي في طهران، فهذه القوى، مدعومة بنظم عربية معروفة نفذت أخطر صفحات العداء للأمة العربية، وهي غزو وتدمير العراق ومحاولة محو هويته العربية وجعله منطلقا يصدر الفتن الطائفية والعرقية إلى بقية أقطار الوطن العربي. إن ما نشاهده الآن من أزمات وفتن طائفية وسياسية في السودان، سواء في دار فور أو الجنوب أو الشمال، وفي اليمن سواء في صعدة أو الجنوب، وفي لبنان حيث عادت عوامل الحرب مجدداً نتيجة الاصطفاف الطائفي الذي أحيته وغذته إيران، وفي مصر حيث تواجه مشاكل لم تكن موجودة من قبل كالصراع القبطي – الإسلامي، أو الصراع السني الشيعي، و في المغرب العربي، حيث تغذى وتروج فتن طائفية مستحدثة ومستوردة إضافة لتحويل مسألة البربر إلى قنبلة موقوتة تهدد الطبيعة القومية العربية للمغرب العربي نتيجة الاستغلال الغربي – الصهيوني لها. إن هذه الأزمات وغيرها ما هي إلا نتاج مخطط شامل غربي – صهيوني يهدف استراتيجياً إلى تفتيت كل الأقطار العربية ومحو الهوية العربية وفرض كيانات صغيرة على أسس طائفية أو عرقية أو مناطقية أو اقتصادية.

 

من هنا فإن ذكرى تأسيس الحزب مناسبة تاريخية تفرض علينا إعادة التأكيد على ثوابتنا القومية والوطنية من أجل الخروج من المآزق الحالية :

 

1 – من الضروري التمسك بحقيقة معاشة نراها في الواقع العربي، وهي أن هناك تحالفاً نشأ على قاعدة التلاقي حول هدف مشترك هو تحطيم الأمة العربية بتقسيم أقطارها على أسس عرقية وطائفية وغير ذلك، ويضم هذا التحالف ثلاثة قوى أساسية متعاونة بقوة وهي الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أطراف أوروبية، والكيان الصهيوني، والنظام الإيراني.

 

إن ماجرى ويجري في العراق، خصوصاً منذ الغزو، يؤكد هذه الحقيقة ويسقط أي محاولة خبيثة للتمييز بين هذه الأطراف على أساس أن إيران أقل خطراً من الخطرين الأمريكي والصهيوني.

 

إن الصفقة الأمريكية – الإيرانية حول العراق، والتي قدمت الانتخابات المزورة الأخيرة مثالاً لها، تفرض علينا التنبه كلياً للدور الإيراني في العراق والمنطقة لأنه دور يتقمص شكل المقاوم لأمريكا والكيان الصهيوني، من أجل العثور على أنصار عرب يستخدمهم كغطاء له وهو يمارس عملية تقسيم الاقطار العربية .

 

2 – إن مواجهة التحالف الشرير بنجاح مشروط بقيام وحدة القوى الوطنية العربية في كافة الأقطار وتبنيها لبرامج وطنية تحمي الوحدة الوطنية لكل قطر عربي من محاولات الشرذمة طائفياً وعرقياً وغير ذلك، من جهة، وبقيام الجبهة القومية على امتداد الوطن العربي، والتي يجب أن تضم كل أنصار المقاومة في العراق وفلسطين والأحواز، من قوميين ووطنيين وإسلاميين، من جهة ثانية. لقد كرر حزبنا لعدة عقود، خصوصاً في سنوات ما بعد غزو العراق الدعوة إلى قيام الجبهات القطرية والجبهة القومية، وحاول عبر اتصالات مخلصة، تحقيق ذلك، لكن مع الأسف لم تتم حتى الآن، ولذلك فإن حزبنا يؤكد بأنه لن ييأس من مواصلة العمل في هذا الإطار لأن مصير الأمة كلها يتوقف على تحقيق تلك الجبهات.

 

3- يؤكد حزبنا أيضاً على أن وحدة المقاومة العراقية الآن أصبحت أكثر من ضرورة، لأن العراق يمر بمرحلة حاسمة نرى فيها قوى الاحتلال الأمريكية والإيرانية توحد صفوفها وتعززها وتنفذ خططاً خطيرة من أجل إكمال تقسيم العراق وتحويل مقاومته الوطنية إلى صراعات طائفية عرقية أو مناطقية، إن من يتابع أحداث الساحة العراقية يلاحظ بسهولة أن أحد أهم أسباب تأخر طرد الاحتلال، هو إصرار عناصر معينة داخل بعض فصائل المقاومة علي رفض التوحد أو العمل الموحد عسكرياً وسياسياً، بحجة وجود مرجعيات سياسية وإيديولوجية مختلفة، إن هذا المنطق خطير وخاطئ لأنه يضع الخلافات السياسية والإيديولوجية فوق مصلحة العراق والأمة، هو لذلك منطق يخدم الاحتلال بغض النظر عن النوايا.

 

4- إن وحدة المقاومة العربية على المستوى القومي ضرورة لابد منها لتوحيد النضال وتبني خطط مشتركة تقوم على ضرب الأعداء المشتركين حيث يوجع الضرب.

 

إن المقاومة في فلسطين المتشرذمة والمحاصرة بنظم عربية وإيران إضافة للكيان الصهيوني مطلوب منها الآن وليس غداً إقامة علاقات إستراتيجية مع المقاومة العراقية ومع المقاومة الأحوازية من أجل الرد على التحالف الشرير المعادي للأمة العربية.

 

أما إذا بقيت المقاومات العربية متناثرة وغير موحدة فإنها ستتعرض لتراجعات خطيرة قد تفضي إلى شلها لزمن قد يطول.

 

أيها المناضلون الأحرار في كل مكان

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تستذكر معاني ميلاد البعث تؤكد للجماهير العربية أن حزبنا العظيم ماضٍ على طريق النضال المقدس من أجل تحرير العراق وفلسطين والأحواز وكل أرض عربية محتلة، وإن تحرير الأرض والثروة والإنسان العربي يتوقف على دعم وتوسيع المقاومة بكافة إشكالها، خصوصاً المسلحة منها، ونشر ثقافتها وطرد ثقافة الاستسلام والمساومة، والتمسك بأصول المبادئ والأهداف الوطنية والقومية، وتسليط الأضواء بشجاعة على مصادر الخلل والخطر.

 

تحيي القيادة القومية للحزب في ذكرى تأسيسه الخالدة الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق الذي صاغ نظرية الحزب ومبادئه.

 

وتحيي القيادة القومية للحزب الرفيق الشهيد صدام حسين الأمين العام للحزب الذي ترجم هو ورفاقه في قيادة الحزب مبادئ الحزب بصدق وعبقرية وشجاعة .

 

وتحيي القيادة القومية للحزب الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم - الأمين العام للحزب - وقائد الجهاد والمجاهدين والذي يقبض بيديه على جمرة الجهاد المقدس من أجل المبادئ وتحرير العراق.

 

وتحيي القيادة القومية للحزب رفاقنا الأسرى في العراق، وعلى رأسهم شيخ الأسرى الصامد الرفيق طارق عزيز عضو القيادتين القومية والقطرية للحزب.

 

وتحيي القيادة القومية للحزب أرواح الآلاف من شهداء حزبنا وعلى رأسهم الرفاق طه ياسين رمضان عضو القيادة القومية، وعلي حسن المجيد عضو قيادة قطر العراق، وبرزان ابراهيم، وعواد البندر السعدون.

 

وتحيي القيادة القومية رفاقنا في العراق حملة البنادق حماة العراق وعروبته والأمناء على عقيدة البعث، والذين لولاهم لقسم العراق ونفذ المخطط الصهيوني-الأمريكي-الإيراني.

 

عاش البعث عقيدة وأهدافاً وتنظيماً رمزاً لهذه الأمة العظيمة وحارساً لها.

ولتكن ذكرى ميلاد البعث محفزاً لتصعيد نضالنا بكافة اشكاله في كافة الأقطار العربية من أجل غد عربي مشرق.

 

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

مكتب الثقافة والإعلام

٠٧نيسـان / ٢٠١٠ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٨نيسـان / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور