حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي   أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
القيادة القومية   وحدة    حرية   اشتراكية

مكتب الثقافة والإعلام القومي

   
 
 

 لتكن ذكرى التأميم الخالدة حافزاً مضافاً لتحرير العراق وإعادة التأميم

 
 
 
شبكة المنصور
 

ياجماهير امتنا المجيدة ، أيها الأحرار في الأمة
تمر علينا اليوم الذكرى (38) لقرار التأميم الخالد للنفط العراقي , الحلم الكبير لشعبنا العربي بكافة فصائله وقواه ومكوناته الوطنية , والذي صنعته ثورة البعث العظيم في 17-30 تموز 1968م في إطار منجزاتها العملاقة ، حيث كان ( التأميم ) في حد ذاته نقلة نوعية عميقة الأثر في مسيرة الثورة ,إذ حقق الاستقلال الاقتصادي للعراق الذي هو ركيزة وضمانة استقلاله السياسي . ولقد وجهت قيادة حزبنا المناضل في قطر العراق عبر قرار التأميم , ضربة قاصمة لكارتلات شركات النفط الاحتكارية العالمية , الذراع الطولي للامبريالية العالمية , والتي استحوذت على نفوط العالم والمنطقة العربية ,منها العراق , حيث تحكمت وسيطرت على نفطه منذ 1928 فأفقرت وجوعت شعبنا الأبي المناضل وهو يعيش فوق أغنى ارض ضمت ثروات هائلة من النفط والغاز وباقي المعادن الثمينة وسلبته سيادته .


أيها المناضلون في الوطن العربي ... أيها المقاومون علي ارض الرافدين

لقد شكل قرار التأميم التاريخي البداية الموضوعية والثورية لإعادة الحقوق المنهوبة وهي ثروات العراق ، وكانت خطوة جادة في بداية مسيرة عملاقة للتنمية بكل أبعادها الاقتصادية والعسكرية والبشرية , نهلت من فكر حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي حيث قدمت لشعب العراق الرفاه المعيشي والازدهار الثقافي والتعليمي والخدمي والصحي وكافة الأنشطة الاقتصادية الأخرى , ونقلت العراق نقلة نوعية جعلت من ثورته وتجربته نموذجا في الوطن العربي والعالم النامي, كما وفرت الدعم الفعال للقضية المركزية في النضال العربي – القضية الفلسطينية – وبقية حركات التحرر في العالم اجمع .


يا أبنا امتنا العربية أيها التقدميون في العالم.

إن من المعروف أن استراتيجيات الاستعمار الغربي في الوطن العربي كانت – ولا تزال – تستند على ركيزتين أساسيتين هما : إبقاء السيطرة والهيمنة على النفط العربي ومواصلة نهبه وسرقته وحرمان العرب من خيراته أولاً ، وحماية الكيان الصهيوني وتوفير جميع الشروط اللازمة لاستمرار تفوقه كقوة متفردة على القوى العربية الرسمية مجتمعة ثانيا . ولذلك فأن قرار التأميم وما استتبعه من تغيرات هيكلية إستراتيجية على توازن القوى الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني أقضَ مضاجع أعداء العراق والأمة العربية ، فقد طردت أولاً أدوات النهب الاستعماري من أرض العراق , كما أن المدخولات النفطية الكبيرة التي تولدت جراءه، هيأت الإمكانيات الموضوعية لبناء قوة إستراتيجية مؤثرة (عسكرية) وقدرة عربية متمكنة لمواجهة الأطماع الصهيونية والفارسية وغيرها ... وهذا ما أفقد القوى المعادية صوابها وراحت تحيك المؤامرات وتتربص بثورة العراق والبعث وقامت الدوائر والقوى الامبريالية والصهيونية والصفوية بمؤامرة أنهاك العراق واستنزافه وتعويق مسيرة تنميته ومحاصرته وصولاً لهدف إجهاض ثورته ونظامه واستعماره مجدداً .


إن واحدة من ابرز الشواهد على المخطط ألتأمري أعلاه كان العدوان الإيراني الغاشم عام 1980م والذي دحره العراق وجيشه الباسل بعد حرب ضروس دامت لمدة ثمان سنوات مثقلة بدماء الشهداء والتضحيات السخية مادياً وبشرياً ولكنها انتهت بنصر العراق الناجز في 8/8/1988م .. هذا النصر الذي تحقق على نظام الحقد الفارسي الخميني ,كان رسالة بالغة الوضوح لأعداء الأمة وأكدت بشكل قاطع أن عصر استعباد العرب قد ولىَ وان عصر نهضتهم ووحدتهم قد بدأ . لقد دق ذلك النصر نواقيس الخطر في أوساط الحلف الامبريالي الصهيوني الفارسي فدفعهم إلى تكثيف جهودهم ومؤامراتهم وبدأت صفحة جديدة في سياق خنق ثورة البعث في العراق وشعبه والتي تمثلت في افتعال أزمة الكويت والعمل على تحويلها إلى حرب عدوانية تدميرية شاملة تحقق ما فشل خميني في تحقيقه .. لذا استجمع حلف الشر الثلاثي الانكلوسكسوني الصهيوني الإيراني كل قواه الشريرة لشن العدوان الثلاثيني الغاشم على العراق في كانون الثاني 1991 والذي استهدف تدمير ما بناه حزب البعث المجاهد من بٌنى تحتية جبارة قل نظيرها في التاريخ الحديث ثم أعقب ذلك فرض حصار اقتصادي جائر استمر لمدة ثلاثة عشر عاماً لم يشهد العالم في تاريخه الحديث شبيها له في قسوته وجوره وتكالب العداء عليه.


أن المهم ذكر هو إن العدوان الإيراني على العراق ومن بعده العدوان الثلاثيني ومنظومة القرارات الجائرة لمجلس الأمن اللاحقة والحصار الجائر الظالم الذي فرض على القطر العراقي كانت حلقات أساسية لإيصال العراق إلى حالة من الاستنزاف والوهن ولولاها لكان العراق قد تجاوز خانة الدول النامية ليصبح في عداد الدول المتقدمة , بل كان قد بدأ بتجاوز بعض الدول الأوروبية المعروفة كأسبانيا وهذا ما ذكرته تقارير وكالات متخصصة في منظمة الأمم المتحدة. نعم , كان من الطبيعي أنهاك العراق في هذه المواجهة الطويلة التي استمرت أكثر من عقدين والتي استنفدت موارد العراق وخيراته فضلاً عن تقنين موارده المالية , فاضعفت إمكانيات المواجهة مع هذه القوى الغاشمة والغادرة في 20اذار2003م واحتلال القطر العراقي في التاسع من نيسان منه .


ايها المجاهدون أيها الأبطال في عراق القائد صدام حسين يامن زلزلتم الأرض تحت إقدام العملاء

إن من الحقائق الناصعة والثورية في تاريخ الأمة القول أن شعبنا الأبي في العراق , انتفض بقيادة حزبكم المجاهد والمقاومة الشريفة الباسلة بعد سويعات من الاحتلال وبدأ في اشرف منازلة لقوى الاحتلال والشر وبدأت بذلك واحدة من اشرف وأنبل معارك التحرير وتدمير قوى الاحتلال الغازية .


وبداهة , ويدرك ذلك الجميع , أن أهم دوافع الاحتلال هو الاستحواذ مجدداً على نفط العراق وإلغاء مكتسبات التأميم الخالد وليس مفارقة أن نجد أن القوى الغازية قد قصفت ودمرت كل الوزارات والمنشات والدوائر والمصانع العراقية ,وسمحت لاحقاً و بتدمير وحرق ونهب ما لم تستطع تدميره منها , باستثناء وزارة النفط التي حرصت قوى الاحتلال على تأمين وضمان سلامتها وأمنها وذلك تحقيقاً لمأربها والاستفادة من الكم الهائل من الوثائق والمعلومات عن النفط العراقي في المرحلة اللاحقة .


واليوم وبعد ما يقرب من ثماني سنوات من جريمة غزو واحتلال العراق , نرى نفط العراق , نفط الأمة ينهب بطريقة منظمة وعلنية من قبل أمريكا وعملائها وإيران وبعض دول الجوار وعملاؤهم ولم تعد الحكومة العميلة المنصَبة قادرة على إعطاء ابسط المعلومات أو الإحصائيات عن كميات إنتاجه والمداخيل المتحققة من عمليات بيعه ، وبدأنا نسمع مصطلحات جديدة قبيحة لم نعهدها من قبل مثل ( الحقول المشتركة ) - مع إيران - , فضلاً عن دخول هذه الحكومة العملية في عمليات منح تراخيص وعقود للشركات النفطية الاحتكارية الأمريكية والغربية والتي كانت قد طردت بفعل قرار التأميم الخالد .


ومن المفارقات المؤلمة أن دستور الاحتلال منح الأحزاب العميلة في شمالي العراق حق السيطرة والتنقيب عن النفط هناك وهذا ما أعتبره الكثير من المراقبين بأنه خطوة تأسس لفصل شمال العراق وتجزئة وتقسيم القطر كما ورد في مشروع بايدن سيء الصيت .


ان القيادة القومية ، اذ تعيد الى اذهان البعثين وكل الوحدويين في الامة اهمية الشعار الذي رفع في مواجهة عملية نهب شركات النفط الغربية للنفط العربي والثروات المعدنية الاخرى وهو شعار (نفط العرب للعرب وثروات العرب للعرب) ، فما احوجنا اليوم الى العودة الى ان تتبنى القوى الحية في الامة هذا الشعار وتوحيد صفوفها لمواجهة عمليات النهب المنظم ثروات الامة العربية والتصدى لقوى الاحتلال والاستغلال بمختلف الوانها وجنسياتها والنضال الجاد لتسخير خيرات الامة العربية لبناء الأرض والإنسان العربي وتوسيع عجلة التنمية في الوطن العربي والتحرر من الهيمنة الاجنبية بكافة انواعها.


كما تؤكد القيادة القومية ان نفط العراق لشعب العراق وللأمة العربية المجيدة وليس للقوى الاستعمارية الدولية والإقليمية ولذا فأن مقاومة شعبنا في العراق بجميع أشكالها هي مقاومة من اجل طرد القوات الغازية أولا وإلغاء كافة الإجراءات التي أعادت النفط إلى الشركات الاستعمارية ثانياً وحلقة مهمة من حلقات التحرر العربي من الهيمنة الاستعمارية ثالثاً .


إننا في هذه الذكرى الخالدة . نستلهم الدروس والمعاني والمضامين الكبيرة لهذا القرار الخالد والذي يُلهمنا ويدفعنا لتصعيد مقاومتنا الباسلة للغزاة الأمريكان وحلفائهم من الصهاينة والصفويين لصوص ثروات الشعوب , وثروة العراق والأمة العربية في مقدمتها , وحتى التحرير وتحقيق الاستقلال الناجز وإعادة نهضة العراق وبنائه .


تحية اعتزاز وإكبار ووفاء إلى مهندس عملية التأميم الخالدة الرفيق الشهيد الرئيس صدام حسين رحمه الله .
تحية اعتزاز وإكبار لشهداء العراق وفلسطين والأمة العربية المجيدة .
عاشت المقاومة العراقية المجاهدة الباسلة طليعة عملية تحرير الأمة
والمجد والخلود لشهداء البعث والأمة العربية المجيدة .

 

القياة القومية
مكتب الثقافة والاعلام القومي
٠١ / حزيران / ٢٠١٠

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٢٠ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣حزيران / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور