عدّت إدارة محافظة ديالى اليوم السبت عقود استيراد الطاقة الكهربائية من إيران هدراً للمال العام، مؤكدة أن العقود تثير كثيرا من علامات الاستفهام، بينما أشارت إلى أن أهالي المحافظة يدفعون ثمنا باهظا بسبب رداءة التيار الإيراني.

ونسبت وكالات الأخبار اليوم السبت إلى مستشار محافظ ديالى "لشؤون الاعمار والاستثمار" راسم العكيدي قوله : إن عقود استيراد الطاقة الكهربائية من إيران هدر واضح للمال العام، وتثير كثيرا من علامات الاستفهام في ذات الوقت، متسائلا: لماذا ندفع أموالا طائلة لشراء تيار كهربائي متذبذب، في حين يمكننا إنشاء محطات كهربائية حديثة توفر لنا المال، وتساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، وتوفر فرص عمل.

وأضاف العكيدي أن حكومة المالكي أنفقت نحو 300 مليون دولار على عقود شراء الطاقة الكهربائية من إيران خلال السنوات الخمس الماضية بمعدل 60 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى أن المبالغ كانت كافية لإنشاء محطات كبيرة لإنتاج الطاقة الكهربائية يمكن من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة للمحافظة وجزء من بغداد.

وأوضح العكيدي أن أهالي المحافظة يدفعون ثمنا باهضا في كل يوم نتيجة لرداءة التيار الكهربائي القادم من إيران بسبب تذبذب الفولتية، وهو ما أسهم في تكبيد الأهالي خسائر فادحة نتيجة عطل أجهزتهم الكهربائية.

ويستورد العراق الطاقة الكهربائية من إيران عبر أربع خطوط تشمل خط كرخة - عمارة الذي جرى الانتهاء من ربطه في كانون الأول من عام 2011، فضلا عن ثلاثة خطوط أخرى عاملة حالياً يجري استيراد الطاقة من خلالها، وهي خط عبادان ـ بصرة الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 300 ميكاواط، وخط كرمنشاه ـ ديالى الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 400 ميكاواط، وخط سربيل زهاب ـ خانقين الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 100 ميكاواط.

وزعمت وزارة الكهرباء مطلع شباط الماضي أن أزمة الكهرباء ستحل بشكل كبير خلال العامين المقبلين، كما زعمت أن واقع الطاقة سيشهد تحسناً ملموساً هذا الصيف، بينما أفادت بإنجاز الربط النهائي لخط ( قائم ـ تيم 400 كي. في ) الذي جرى بموجبه ربط منظومة الكهرباء الوطنية العراقية بمنظومة الكهرباء السورية تمهيداً لاستيراد الطاقة عبر الربط الثماني.

ويعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990 بسبب الحصار الاقتصادي الدولي الظالم، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي مع مجيء الاحتلال الامريكي الحاقد عام 2003 في بغداد والمحافظات، وكذلك بسبب قدم كثير من المحطات وعمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية حتى ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو 20 ساعة في اليوم الواحد.