نقل تقرير أعده موقع أميركي إخباري، عن جنرالات ومسؤولين في الناتو والقيادة الأمريكية طبيعة الموقف في واشنطن من ازدياد خطر تمدد تنظيم الدولة “داعش” مجدداً.
وذكر التقرير الذي نشره موقع “واشنطن اكزامينر” انه “خلال خطاب له في حفل تخرج أكاديمية الجيش الأميركي قال الرئيس دونالد ترامب ان هناك حاجة لإنهاء عصر الحروب التي لا نهاية لها، مستشهدا بهزيمة تنظيم الدولة داعش كإشارة بالضرورة الحتمية لتخلي الجيوش الأميركية عن التزاماتها خارج البلاد”.
ويضيف “لكن خبراء يقولون، انه مع دخول الحوار الستراتيجي مع العراق أسبوعه الثاني، فان اعتقاد ترامب فيما إذا كانت القوات الأميركية في العراق هي جزء من ذلك العصر أو لا، من شأنه أن يحسم قضية نفوذ إيران أو مستقبل عودة تهديدات التنظيم في البلد”.
“جيمس فيليبس”، باحث لدى مؤسسة هيريتيج فاونديشن لشؤون الشرق الأوسط، قال لموقع واشنطن اكزامينر الاخباري : “من الواضح جدا أن تنظيم الدولة “داعش” بدأ باستعادة قوته، يبدو أن البيت الأبيض يركز الآن على انتخابات تشرين الثاني اكثر مما يركز اهتمامه على ما يجري على الأرض داخل العراق.وعلى هذا المنوال فان نفوذ ايران في العراق قد يزداد وكذلك تهديد التنظيم.”
وأضاف فيليبس بقوله “إيران تنظر إلى الولايات المتحدة على انها اكبر تهديد من داعش.إيران تريد أن يظهر العراق كبلد ضعيف مقسم يعتمد على طهران لحفظ أمنه.”
وأعلن ترامب يوم السبت الفائت بان التنظيم قد انتهى وان الولايات المتحدة لن تشارك بعد “في حروب مزمنة في أراضي بعيدة حتى أن كثيرا من الناس لم يسمعوا بها ابدا”، مؤكدا أن خلافة التنظيم الوحشي قد دمرت بنسبة ١٠٠% تحت إدارته.
لكن الباحث فيليبس قال أن “الحرب ضد داعش لم تنته بعد.انه غير قادر على السيطرة على ارض خلال النهار، ولكنه خلال الليل يصبح أقوى ويستطيع تنفيذ هجمات.”
من جانبه، قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي، أوضح من جانبه أن “استمرار المعركة ضد داعش ومواجهة نفوذ إيران بقيت مبررات حيوية لبقاء القوات الأميركية في العراق ” وفقاً للموقع.
وقال ماكينزي متحدثا عن داعش خلال مناقشة عبر دائرة تلفزيونية لمعهد الشرق الأوسط “فيما يتعلق الأمر بالسيطرة على ارض معينة، فان التنظيم لم يعد قادرا على مسك قطعة ارض، ولكنه ما تزال له القدرة على تنفيذ هجمات.”
وأضاف ماكينزي الذي اشرف على المعارك في العراق وأفغانستان “طرد الولايات المتحدة من العراق هو هدف تطمح له إيران.”
وكانت كتل برلمانية قد صوتت في كانون الثاني، عقب هجوم الطائرة المسيرة الذي تسبب بمقتل القائد العسكري الايراني قاسم سليماني، على قرار غير ملزم بطرد القوات الاميركية من العراق.
ويقول فيليبس أن “المهم أكثر هو تعهد ترامب بعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبها الرئيس اوباما في العراق”.
وأضاف قائلا “الرئيس ترامب كان منتقدا شديدا للرئيس اوباما للانسحاب السريع من العراق، ولا أتوقع انه يريد تكرار ذلك.”
ويقول الباحث فيليبس ان النتيجة المحتملة للمفاوضات هي انسحاب تدريجي للقوات الأميركية والتي سيتم استبدالها بقوات حلف الناتو، وبهذا لن يكون هناك مبرر لقيام فصائل مسلحة باستهدافها على أساس قوات أميركية.
مسؤول في الناتو قال لموقع، واشنطن اكزامينربان مهمة الحلف في العراق تختلف.
وقال المسؤول “مهمة حلف الناتو في العراق هي مهمة غير قتالية”، واصفا أهداف الحلف ببناء مؤسسات أمنية فعالة وراسخة مع قوات مسلحة قادرة على محاربة الإرهاب وداعش.
وكان لقاء وزراء دفاع حلف الناتو في شباط قد انتهى باتفاقهم على تعزيز دور الحلف في العراق.
وأضاف المسؤول قائلا “الأشهر الأخيرة شهدت تحديات ولكن مهمتنا في العراق في طريقها للعودة ونحن ماضون قدما للتخطيط للمستقبل سوية مع شركائنا العراقيين.نحن نعمل وفقا للوضع القائم على الأرض.”
ولكن مهمة الناتو تمثل جزءا صغيرا فقط مقارنة بالوجود الأميركي، حيث يتراوح عددهم بحدود ٥٠٠ بين مستشار ومدرب وكادر إسناد.
الجنرال ماكينزي وصف المفاوضات الحالية مع الحكومة العراقية بأنها “مهمة جدا” وقال انه يعتقد أن الحكومة ستفضل استمرار بقاء القوات.
وقال ماكينزي الأسبوع الماضي “باعتقادي أن الحكومة العراقية ستطلب الاحتفاظ بقوات التحالف والقوات الأميركية.”