مع استمرار الصراع السياسي على تمرير حكومة وفق صفقات الاحزاب وتعمل على ابقاء نفوذهم وتمرير مصالحهم، يواجه مرشح الاحزاب “عدنان الزرفي” الانقسام بين الكتل الشيعية في مجلس النواب.
و يدرك المكلف “عدنان الزرفي” أن التوافق الشيعي على ترشيحه، هو شرط أساسي لعبور كابينته من اختبار مجلس النواب الذي فشل فيه سلفه محمد توفيق علاوي، لذلك يتجنب، وفقا لمقربين منه، تسويق كل ما يشير إلى “كسر الإرادات”، لأن الأمر قد يتطور إلى العناد والتحشيد المضاد.
لكن نفوذ الأحزاب الدينية الموالية لإيران قد يتراجع في ظل مخلفات كورونا على القطاع الصحي والمالي، فضلا عن تهاوي أسعار النفط، وزيادة الضغط الشعبي.
وشكل حلفاء إيران البارزون، وهم نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون وهادي العامري زعيم مليشيا منظمة بدر وهمام حمودي زعيم المجلس الأعلى وقيس الخزعلي زعيم مليشيا حركة عصائب أهل الحق، تكتلا جديدا أعلن رفضه الزرفي صراحة، فيما عمل بقوة على استمالة زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم إلى جانبه.
إيران بقيت تشجّع الأحزاب الحليفة لها على التقارب بعد مقتل سليماني، وإن الأحزاب الشيعية تأكدت من حاجتها إلى إعادة تنظيم صفوفها، عندما شاهدت المكلف السابق محمد توفيق علاوي يسقط بسبب اعتراض قوى سياسية سنية وكردية.
يمثل صعود الزرفي ضربة لجهود “إعادة توحيد المكون الشيعي”، التي بدأها القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قبل أن تقتله الولايات المتحدة في غارة قرب مطار بغداد مطلع العام الجاري.
وبدأت جهود سليماني عندما أيقنت طهران أنها خسرت معظم الشارع الشيعي في العراق، بسبب فشل الطبقة الحاكمة في تحقيق تطلعاته، فخرج في تظاهرات غير مسبوقة مطلع أكتوبر، كادت تسقط النظام السياسي برمّته.
وبالرغم من أن سليماني أشرف شخصيا على حملة قمع دموية لقمع التظاهرات، فإنه أطلق في الوقت نفسه عملية لإعادة توحيد القوى السياسية الشيعية، بعد سنوات من الصراعات والانقسامات، التي يغذّيها السعي نحو الزعامة والسلطة.