يشترك الدول التي تغلغل فيها النفوذ الايراني بعوامل تحديد السياسة التي تعلب ايران الدور الاكبر فيها بسبب ولاءات الاحزاب الحاكمة في هذه البلاد لإيران، ففي لبنان التي استقالت حكومتها بسبب التظاهرات عادت الاوساط السياسية لتشكيل حكومة على غرار الحكومات السابقة التي رفضها الشعب ويتكرر المشهد في العراق، رغم بقاء المعتصمين في الشوراع مطالبين بعدم تمرير صفقات الكتل السياسية.
وقالت صحيفة بريطانية “اليوم الاربعاء” ان الحكومة العراقية الجديدة المزمع تشكيلها من قبل رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، اشبه بالحكومة اللبنانية الجديدة، مشيرة الى ذات “قواعد اللعبة”.
وذكرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، إن تدخل إيران في تشكيل حكومة العراق سبب للاضطرابات”، موضحة أن عملية اختيار رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي جرت باستخدام نفس قواعد اللعبة التي اتبعها حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في تشكيل الحكومة الجديدة في بيروت”.
واشارت أن “الحكومة اللبنانية تشكلت الشهر الماضي، رغم كل الاعتراضات الجماهيرية”، لافتة الى ان “المتظاهرين ملؤا شوارع بيروت أملاً في التغيير، وتم تهميش مطالبهم، حيث طلبوا نبذ المحاصصة الطائفية في النظام السياسي في البلاد، كما طالبوا بمجلس وزراء من التكنوقراط، ومع ذلك ، فإن النتيجة تعكس الفرق الصارخ بين تطلعات المحتجين والواقع”.
وبينت ان “حسان دياب، الذي شغل منصب وزير التعليم في الحكومة السابقة المدعومة من حزب الله، تم تعيينه رئيسا للوزراء، كما ينظر إلى أعضاء الحكومة التي جرى اختيارها على انهم تابعون لحزب الله “المدعوم من إيران” وتابعون الى الحركات الشيعية والمسيحية المتحالفة مع ايران”.
وبالنسبة لطهران، تقول الصحيفة، “كان تجريد الانتفاضة من زخمها من الأمور المهمة”، مضيفة ” لا تبدو الأمور أفضل في العراق، على الرغم من مقتل أكثر من ٦٠٠ متظاهر وجرح ٢٠.٠٠٠ آخرين منذ أكتوبر، اذ يدعو هؤلاء المتظاهرون إلى حكومة علمانية بعيدة عن نفوذ إيران، ووضع حد للفساد”.
وتابعت قائلة، إن “مطالبهم قوبلت بالذخيرة الحية والقمع من قبل قوات الأمن والميليشيات المتحالفة مع طهران، حيث يبدو أنهم قادرون على تحمل كل شيء ، لكن ما لا يمكنهم تحمله هو حكومة أخرى تكرر التاريخ فقط”.