أكدت مجلة فورن بولسي، إن السلطات العراقية تحاول تجنب توجه الدعاية نحو الاحتجاجات من خلال خلق تعتيم إعلامي فعلي، مبينةً أنها أغلقت شبكة الإنترنت مرارًا وتكرارًا، وداهموا وحظروا هيئات البث، ومنعوا الصحفيين بالقوة من تغطية المظاهرات، تاركين العالم إلى حد كبير في ظلام حول مصير ملايين الناس، موضحةً أنه تم الإبلاغ عن مقتل اثنين من الصحفيين حتى الآن.
وقالت جمانة ممتاز، عضو مجلس إدارة الاتحاد الوطني للصحفيين المستقلين في العراق : “يشعر العديد من الصحفيين بالاضطهاد، ولقد غادروا بغداد لأنهم خائفون من الهجمات على المذيعين والاعتداءات والاعتقال، حتى أولئك الذين غادروا بغداد يخشون التحدث علانية، فبدون وسائل الإعلام أو الإنترنت، لن يعرف أحد ما يحدث في العراق”.
وأوضحت مجلة فورن بولسي أنه على الرغم من القمع الحكومي لحرية الصحافة والسحق الوحشي للاحتجاجات، قام المحتجون المعسكرون في ساحة التحرير ببغداد بإنشاء جريدتهم الخاصة للالتفاف على تعتيم المعلومات والسرد الذي تنشره وسائل الإعلام المملوكة للدولة، والتي بالكاد تذكر الاحتجاجات، وللتعبير عن مطالب المحتجين، بما في ذلك الدعوة إلى إنهاء النفوذ الأجنبي في العراق.
وترى المجلة أن بقاء الديمقراطية الناشئة في العراق يعتمد على الحفاظ على المؤسسات الليبرالية مثل وسائل الإعلام الحرة، وإذا أُريد لها البقاء على قيد الحياة وسط صراع معقد على الصعيدين الإقليمي والعالمي من أجل النفوذ في الشرق الأوسط.
وبينت أنه يجب على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لمساعدة الصحفيين العراقيين في الحفاظ على التدفق الحر للمعلومات، لافتا إلى أن ذلك سيمكن من إجراء نقاش مفتوح وعام ونزيه حول التحديات التي تواجه البلاد، والأهم من ذلك، أفضل السبل لحلها.